السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
_أفشوا السلام بينكم_
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
_السلام_اسم من أسماء الله تعالى وضعه في الأرض، وهو دعاء بالأمن من كل ما يخاف في الدنيا والآخرة، وقد سماه الله تحية طيبة مباركة وهو أدب اجتماعي يبدأ به المرء قومه حين يلقاهم ، قال تعالى : { فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون {61} سورة النور.
_صفةالسلام_
أفضلها : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ( وزاد الألباني رحمه الله في الرد بزيادة كلمة ومغفرته ) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته.يليها : السلام عليكم ورحمة الله.يليها : السلام عليكم.ودليل ذلك : عن أبي هريرة رضي الله عنه أ رجلا مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مجلسه فقال : السلام عليكم، فقال : (( عشر حسنات ))، فمر رجل آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله، فقال : (( عشرون حسنة ))، فمر رجل آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال : (( ثلاثون حسنة )) رواه البخاري.
_إدخال الألفة والمودة بين المسلمين_
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم )) رواه البخاري.
_إلقاء السلام سنة وأما رده فهو واجب_
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( حق المسلم على المسلم ست : إذا لقيته فسلم عليه )) رواه مسلم.وأما كون رد السلام واجب قوله تعالى : { وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً{86} سورة النساء.وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الإجماع على وجوب الرد_الجهر بالسلام وكذلك الرد_وفيه أثر عن ابن عمر عن ثابت بن عبيد قال : ( أتيت مجلساً فيه عبدالله بن عمر فقال : إذا سلمت فأسمع فإنها تحية مباركة طيبة ) رواه البخاري في الأدب المفرد.* قال النووي : وأقل السلام الذي يصير به مسلماً مؤدياً سنة، السلام أن يرفع صوته بحيث يسمع المسلّم عليه، فإن لم يسمعه لم يكن آتياً بالسلام فلا يجب الرد عليه، وأقل ما يسقط به فرض رد السلام أن يرفع صوته بحيث يسمعه المسلّم فأن لم يسمعه لم يسقط عنه فرض الرد.
_يسلم المسلم على من يعرف ومن لم يعرف_
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه أن رجلا سأل الني صلى الله عليه وسلم : أي الإسلام خير ؟ قال : (( تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف )) رواه البخاري._يسلم الراكب على الماشي_قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يسلم الراكب على الماشي، والماشي عل القاعد، والقليل على الكثير )) رواه البخاري.
وفي رواية أخرى : (( يسلم الصغير على الكبير، والمار على القاعد، والقليل على الكثير )).
_إلقاء السلام عند الدخول إلى المجلس وعند مفارقته_
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإذا أراد أن يقوم فليسلم فليست الأولى بأحق من الآخرة )) رواه الترمذي.
_إلقاء السلام على الصبيان_
عن أنس بن مالك رضي اله عنه : ( أنه كان يمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر بصبيان فسلم عليهم ) رواه البخاري. وفي السلام على الصبيان حمل النفس على التواضع، وسلوك لين الجانب، وتعليمهم الخير._استحباب تكرار السلام ثلاثاً_فعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم : (( إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً حتى تفهم عنه، إذا أتى قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثاً )) رواه البخاري.
قال ابن حجر : وكذا لو سلم وظن أنه لم يسمع فتسن الإعادة مرة ثانية وثالثة ولا يزيد على الثالثة.
_كراهية السلام على المتخلي_
عن ابن عمر رضي الله عنه : ( أن رجلاً مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم يبول فسلم فلم يرد عليه ) رواه مسلم.فعلى هذا فإن المتخلي ببول أو غائط يكره له رد السلام باتفاق أهل العلم._السلام على المرأة الأجنبية
_مسألة تساهل فيها كثير من المسلمين اتباعاً لعادة مألوفة شبّ وشاب عليها أولئك وتقليداً أعملا لأعداء الإسلام وهي المسألة هي مصافحة المرأة الأجنبية، إن العادات والتقاليد لا حرج فيها ولا عيب إذا لم تخالف نصاً شرعياً أو شيئاً يخالف المروءة، لأن في مخالفة النص الشرعي إثماً وفي مخالفة المروءة منقصة وسفه.
عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لأن يطعن في رأس رجل بمخيط من حديد من أن يمس امرأة لا تحل له )) أخرجه الروياني في مسنده.
قال ابن القيم : أنه يسلم على العجوز وذوات المحارم دون غيرهن وهو المختار، وعلة المنع ظاهر وهي سد الذريعة وخشية الافتتان وما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك فهو معصوم من الفتن، وما ورد عن الصحابة يحمل على أمن الفتن.
_يحرم ابتداء السلام على الكفار_
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام، فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه )) رواه مسلم.
ولا كلام لأحد بعد هذا النهي الصريح
_استحباب السلام عند دخول البيت_
فإن كان البيت خالياً فأنه يستحب أن يسلم الرجل على نفسه، فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال : ( إذا دخل البيت غير المسكون فليل : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ) رواه البخاري.
وإن كان البيت ليس فيه إلا أهلك فيستحب لك أن تسلم عليهم، فعن أبي الزبير أنه سمع جابر يقول : ( إذا دخلت على أهلك فسلم عليهم تحية من عند الله مباركة طيبة ) رواه البخاري في الأدب المفرد.
_رد السلام على من حمل إليه السلام_
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن أبي يقرئك السلام : فال صلى الله عليه وسلم : (( عليك وعلى أبيك السلام )) رواه أحمد.
_السلام على المصلي ورده بالإشارة_
عن صهيب أنه قال : ( مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فسلمت عله فرد إشارة. قال : ولا أعلمه إلا قال : إشارة بإصبعه ) رواه أبو داود،
وفي روايات أخرى أنه أشار بكفه وكذلك أومأ برأسه، ويجوز العمل بهما متفرقات.يسلم المسلم على أخيه إذا حال بينهما حجر أو شجرعم أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه، فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه )) رواه أبو داود وصححه الألباني.
_السلام والمصافحة_
المصافحة التي زهد فيها غير قليل من المسلمين مع أن عملها يسير وأجرها عظيم وبيان ذلك أن المسلم إذا ألقى السلام لفظاً فقد حاز أجراً، أما إذا اتبع اللفظ المصافحة فأن الأجر يتضاعف كثيراً ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : (( أن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه وأخذ بيده فصافحه تناثرت خطياه كما يتناثر ورق الشجر )) رواه الطبراني في الأوسط عن حذيفة.
_أدب السلام والنائم_
إن المسلم إذا دخل إلى مكان فيه إيقاظ ونيام فأن السنة في ذلك : أن يسلم سلاماً يسمع به المستيقظين ولا يسبب إزعاجاً للنائمين ودليل ذلك ما رواه المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يجئ من الليل فيسلم تسليماً لا يوقظ نائماً ويسمع اليقظان ) أخرجه مسلم.
_المصافحة بالمجالس_
قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله : بعض الناس إذا دخل المجلس بدأ بالمصافحة من أول المجلس إلى آخره وهذا ليس بمشروع، وأن المصافحة عند التلاقي، أما الدخول عل المجالس فإنه ليس من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه أن يفعلوه وإنما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يجلس حيث ينتهي به المجلس، وما يمر على القوم فيصافحهم ولا سمعنا أيضاً إذا جلس حيث ينتهي به المجلس أنهم يقومون ويصافحونه، فالمصافحة بهذا الوجه ليست بمشروعة، وقد سألت عنها من نعتمده من مشايخنا فقالوا لا نعلم لها أصلاً في السنة.
_مسائل في السلام _
* إن سلم رجل على جماعة، فإن ردوا كلهم فهو أفضل، وإن رد واحد منهم سقط الإثم عن الباقين، قال علي بن طالب رضي الله عنه : ( يجزيء عن الجماعة إذا مروا أن يسلم أحدهم، ويجزيء عن الجلوس أن يرد أحدهم ) رواه أبو داود وصححه الألباني.
* إذا سلم بالغ على صغير فإنه لا يلزم الصغير الرد لأنه غير مكلف، وأما إذا سلم الصبي على البالغ فإنه يتعين عليه الرد وهو قول الجمهور.
* إن احتيج للسلام على أهل الكتاب فليكن بغير السلام، ككيف حالك أو كيف أصبحت ونحو ذلك، قال شيخ الإسلام ابن تيمية : إن خاطبه بكلام غير السلام مما يؤنس به فلا بأس بذلك.
* عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا : وعليكم )) قال النووي : إذا مر واحد على جماعة فيهم مسلمون أو مسلم وكافر فالسنة أن يسلم عليهم ويقصد المسلمين أو المسلم.
* لا يقال ( السلام على من اتبع الهدى ) لجماعة فيهم مسلمون وكفار.
قال بن عثيمين رحمه الله : وإذا كانوا مسلمين ونصارى فإنه يسلم عليهم بالسلام المعتاد يقول السلام عليكم ويقصد بذلك المسلمين.
* يجوز بدء قارئ القرآن بالسلام وعليه أن يرد السلام. اللجنة الدائمة.
* لا يجوز لمن دخل والإمام يخطب يوم الجمعة إذا كان يسمع الخطبة أن يبدأ بالسلام من في المسجد وليس لمن في المسجد أن يرد عليه والإمام يخطب ولكن إن رد عليه بالإشارة جاز.
اللجنة الدائمة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
************