مسائل الجاهلية التي خالف فيها رسول الله أهل الجاهلية
محمد بن عبدالوهاب
دار الوطن
محمد بن عبدالوهاب
دار الوطن
قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى :
هذه أمور خالف فيها رسول الله
(1) أنهم بتعبدون بإشراك الصالحين في دعاء الله وعبادته، يريدون شفاعتهم عند الله، لظنّهم أن الله يحب ذلك، وأن الصالحين يحبونه، كما قال تعالى:
وهذه أعظم مسألة خالفهم فيها رسول الله
وهذه المسألة التي تفرّق الناس لأجلها بين مسلم وكافر، وعندها وقعت العداوة، ولأجلها شرع الجهاد كما قال تعالى:
(2) أنهم متفرقون في دينهم، كما قال تعالى:
(3) أن مخالفة ولي الأمر وعدم الانقياد له فضيلة، والسمع والطاعة له ذل ومهانة، فخالفهم رسول الله
وهذه الثلاث هي التي جمع بينها فيما صح عنه في الصحيحين أنه قال: { إن الله يرضى لكم ثلاثا: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم }. ولم يقع خلل في دين الناس ولا دنساهم إلا بسبب الإخلال بهذه الثلاث أو بعضها.
(4) أن دينهم مبني على أصول أعظمها التقليد، فهو القاعدة الكبرى لجميع الكفار أولهم وآخرهم، كما قال تعالى:
(5) أن من أكبر قواعدهم الاغترار بالأكثر، ويحتجون به على صحة الشيء، ويستدلون على بطلان الشيء بغربته وقلة أهله، فأتاهم بضد ذلك وأوضحه في غير موضع من القرآن..
(6) الاحتجاج بالمتقدمين كقوله:
(7) الاستدلال بقوم أعطوا قوى في الأفهام والأعمال، وفي الملك والمال والجاه، فرد الله ذلك بقوله:
(8) الاستدلال على بطلان الشيء بأنه لم يتبعه إلا الضعفاء كقوله:
(9) الاقتداء بفسقة العلماء والعباد فأتى بقوله:
(10) الاستدلال على بطلان الدين بقلة أفهام أهله وعدم حفظهم كقولهم:
(11) الاستدلال بالقياس الفاسد كقولهم:
(12) إنكار القياس الصحيح، والجامع لهذا وما قبله عدم فهم الجامع والفارق.
(13) الغلو في العلماء والصالحين، كقوله:
(14) أن كل ما تقدم مبني على قاعدة وهي النفي والاثبات، فيتبعون الهوى والظن ويعرضون عما جاءت به الرسل.
(15) اعتذارهم عن اتباع ما آتاهم الله بعدم الفهم كقولهم:
(16) اعتياضهم عما أتاهم من الله بكتب السحر، كما ذكر ذلك في قوله:
(17) نسبة باطلهم إلى الأنبياء كقوله:
(18) تناقضهم في الانتساب، ينتسبون إلى إبراهيم مع إظهارهم ترك أتباعه.
(19) قدحهم في بعض الصالحين بفعل بعض المنتسبين إليهم، كقدح اليهود في عيسى، وقدح اليهود والنصارى في محمد
(20) اعتقادهم في مخاريق السحرة وأمثالهم أنها من كرامات الصالحين، ونسبته إلى الأنبياء كما نسبوه لسليمان عليه السلام.
(21) تعبّدهم بالمكاء والتصدية.
(22) أنهم اتخذوا دينهم لهواً ولعباً.
(23) أن الحياة الدنياغرتهم، فظنوا أن عطاء الله منها يدل على رضاه كقولهم:
(24) ترك الدخول في الحق إذا سبقهم اليه الضعفاء تكبرا وانفة، فأنزل الله تعالى:
(25) الاستدلال على بطلانه بسبق الضعفاء، كقوله:
(26) تحريف كتاب الله من بعد ما عقلوه وهم يعلمون.
(27) تصنيف الكتب الباطلة ونسبتها الى الله كقوله:
(28) أنهم لا يقبلون من الحق إلا الذي مع طائفتهم كقوله:
(29) أنهم مع ذلك لا يعلمون ما تقوله طائفتهم، كما نبه الله تعالى عليه بقوله:
(30) وهي من عجائب آيات الله، أنهم لما تركوا وصية الله بالاجتماع، وارتكبوا ما نهى الله عنه من الافتراق، صار كل حزب بما لديهم فرحين.
(31) وهي من أعجب الآيات أيضاً، معاداتهم الدين الذي انتسبوا إليه غاية العداوة، ومحبتهم دين الكفار ـ الذين عادوهم وعادو ا نبيهم وفئتهم ـ غاية المحبة، كما فعلوا مع النبي
(32) كفرهم بالحق إذا كان مع من لا يهوونه، كما قال تعالى:
(33) إنكارهم ما أقروا أنه من دينهم، كما فعلوا في حج البيت فقال تعالى:
(34) أن كل فرقة تدعي أنها الناجية، فأكذبهم الله بقوله:
(35) التعبد بكشف العورات كقوله:
(36) التعبد بتحريم الحلال، كما تعبدوا بالشرك.
(37) التعبد باتخاذ الأحبار والرهبان أرباباً من دون الله.
(38) الإلحاد في الصفات، كقوله تعالى:
(39) الإلحاد في الأسماء كقوله:
(40) التعطيل، كقول آل فرعون.
(41) نسبة النقائص اليه سبحانه، كالولد والحاجة والتعب، مع تنزيه رهبانهم عن بعض ذلك.
(42) الشرك في الملك، كقول المجوس.
(43) جحود القدر.
(44) الاحتجاج على الله.
(45) معارضة شرع الله بقدره.
(46) مسبة الدهر، كقولهم:
(47) إضافة نعم الله إلى غيره، كقوله:
(48) الكفر بآيات الله.
(49) جحد بعضها.
(50) قولهم:
(51) قولهم في القرآن:
(52) القدح في حكمة الله تعالى.
(53) إعمال الحيل الظاهرة والباطنة في دفع ما جاءت به الرسل كقوله تعالى:
(54) الإقرار بالحق ليتوصلوا به الى دفعه كما قال في الآية.
(55) التعصب للمذهب، كقوله تعالى:
(56) تسمية اتباع الإسلام شركاً، كما ذكره في قوله تعالى:
(57) تحريف الكلم عن مواضعه.
(58) ليّ الألسنة بالكذب.
(59) تلقيب أهل الهدى بالصباة والحشوية.
(60) افتراء الكذب على الله.
(61) التكذيب بالحق.
(62) كونهم إذا غلبوا بالحجة فزعوا الى الشكوى للملوك، كما قالوا:
(63) رميهم إياهم بالفساد في الأرض كما في الآية.
(64) رميهم إياهم بانتقاص دين الملك، كما قال تعالى:
(65) رميهم إياهم بانتقاص آلهة الملك كما في الآية.
(66) رميهم إياهم بتبديل الدين، كما قال تعالى:
(67) رميهم إياهم بانتقاص الملك كقولهم:
(68) دعواهم العمل بما عندهم من الحق، كقولهم:
(69) الزيادة في العبادة، كفعلهم يوم عاشوراء.
(70) نقصهم منها، كتركهم الوقوف بعرفات.
(71) تركهم الواجب ورعاً.
(72) تعبدهم بترك الطيبات من الرزق.
(73) تعبدهم بترك زينة الله.
(74) دعوتهم الناس الى الضلال بغير علم.
(75) دعوتهم إياهم الى الكفر مع العلم.
(76) المكر الكبّار، كفعل قوم نوح.
(77) أن أئمتهم إما عالم فاجر وإما عابد جاهل، كما في قوله:
(78) دعواهم أنهم أولياء الله من دون الناس.
(79) دعواهم محبة الله مع تركهم شرعه، فطالبهم الله بقوله:
(80) تمنيهم الأماني الكاذبة، كقولهم:
(81) اتخاذ قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد.
(82) اتخاذ آثار أنبيائهم مساجد، كما ذكر عن ابن عمر.
(83) اتخاذ السّرج على القبور.
(84) اتخاذها أعياداً.
(85) الذبح عند القبور.
(86) التبرك بآثار المعظّمين، كدار الندوة، وافتخار من كانت تحت يده بذلك، كما قيل لحكيم بن حزام: ( بعت مكرمة قريش؟! ) فقال: ( ذهبت المكارم إلا التقوى ).
(87) الفخر بالأحساب.
(88) الطعن في الأنساب.
(89) الاستسقاء بالأنواء.
(90) النياحة.
(91) أن أجلّ فضائلهم البغي، فذكر الله فيه ما ذكر.
(92) أن أجل فضائلهم الفخر، ولو بحق فنهي عنه.
(93) أن تعصب الإنسان لطائفته على الحق والباطل أمر لا بد منه عندهم فذكر الله ما ذكر.
(94) أن من دينهم أخذ الرجل بجريمة غيره، فأنزل الله:
(95) تعيير الرجل بما في غيره فقال: { أعيّرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية }.
(96) الافتخار بولاية البيت، فذمهم الله بقوله:
(97) الافتخار بكونهم ذرية الأنبياء فأتى الله بقوله:
(98) عظمة الدنيا في قلوبهم، كقولهم:
(100) التحكم على الله، كما في الآية السابقة.
(101) ازدراء الفقراء، فأتاهم الله بقوله:
(102) رميهم أتباع الرسل بعدم الإخلاص وطلب الدنيا، فأجابهم بقوله:
(103) الكفر بالملائكة.
(104) الكفر بالرسل.
(105) الكفر بالكتب.
(106) الإعراض عما جاء عن الله.
(107) الكفر باليوم الآخر.
(108) التكذيب بلقاء الله.
(109) التكذيب ببعض ما أخبرت به الرسل عن اليوم الآخر، كما في قوله:
(110) قال الذين يأمرون بالقسط من الناس.
(111) الإيمان بالجبت والطاغوت.
(112) تفضيل دين المشركين على دين المسلمين.
(113) لبس الحق بالباطل.
(114) كتمان الحق مع العلم به.
(115) قاعدة الضلال، وهي القول على الله بلا علم.
(116) التناقض الواضح لما كذبوا بالحق كما قال تعالى:
(117) الإيمان ببعض المنزل دون بعض.
(118) التفريق بين الرسل.
(119) مخاصمتهم فيما ليس لهم به علم.
(120) دعواهم أتباع السلف مع التصريح بمخالفتهم.
(121) صدهم عن سبيل الله من آمن به.
(122) مودتهم الكفر والكافرين.
(123) و(124) و(125) و(126) و(127) و(128) العيافة، والطرق، والطيرة، والكهانة، والتحاكم الى الطاغوت، وكراهة التزويج بين العبدين.
والله أعلم. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.