السبت، 13 أكتوبر 2012

حقوق الخدم

10 أبريل 2011  
حقوق الخدم  


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد..
يقول الله تبارك وتعالى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ [سورة الزمر: 9]، ويقول جل وعلا: يَرْفَعِ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ [سورة المجادلة: 11]، ويقول النبي : {من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين} [رواه البخاري ومسلم].
واستجابة لهذه التوجيهات العظيمة حرصا على التواصل معكم بإصدارتنا العلمية المتنوعة، مساهمة منا في نشر العلم الشرعي بطريقة ميسرة ومختصرة وما هذا الإصدار الذي بين أيديكم إلا أقل ما ينبغي على المسلم معرفته من أحكام ديننا في هذا الباب. نسأل الله العظيم أن يُعيننا على تعلم وتطبيق أحكام ديننا، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
حامل المسك1428هـ
تقديم:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه. أما بعد، فنعم الله علينا لا يحصيها بش، ومن تلك النعم أنه لا يكاد يخلو بيت من بيوتنا من خادم. والخادم هو من يعمل في قضاء حوائج البيت اليومية نظير أجر يتقاضاه، وهو عادة ما يعيش في كنف أهل البيت الذين يخدمهم. وهذا من تسخير الله بعض عباده لبعض: نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ [سورة الزخرف: 32]، وعادة ما يطلب الناس من الخادم أداء حقوقهم، لكن هل سأل أحدنا نفسه: ما حق خادمه عليه... ذكرا كان أو أنثى؟!
إن خير من يقتدي به في هذا الباب، وفي غيره من مجالات الدنيا والدين، هو صاحب الخلق العظيم، عبد الله ورسوله، محمد : لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [الأحزاب: 21]، وسنوجز هنا بعض هدية في معاملة الخدم وما يتيسر من أدلة الكتاب والسنة وسيرة السلف الصالح في هذا الباب؛ فإن ديننا الحنيف وشريعتنا الغراء لم يغفل فيها هذا الجانب المهم من التعامل الإنساني.
وفي زماننا توجد بيوت -ولله الحمد- يعامل فيها الخدم معاملة حسنة، ولكن في الجانب الآخر يوجد من يظلم الخادم ولا يؤدي حقوقه كاملة، ولذلك لابد من التذكير بسوء عاقبة الظلم والتحذير من بخس الحقوق. وإنما قصدنا الخادم في هذه الرسالة لتكرار التعامل معه بشكل يومي، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
1- أداء حق الخادم من الراتب المتفق عليه:
فلا يجوز بخس الخادم من راتبه ولا تأخيره عنه فإن ذلك حق له وأمانة لدى مخدومه. يقول الله تعالى: إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا [سورة النساء: 58]، فهضم حقه مخالفة ومعصية لرب السماوات والأرض. وليحذر الإنسان أن يكون خصمه اليوم يوم القيامة إن لم يوف الأجير أجره، فقد روى البخاري عن أبي هريرة عن النبي قال: {قال الله: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره}.
2- حسن معاملة الخادم:
وهذا باب كبير من أبواب البر، فإن فيه تربية للنفس على التواضع. وقد كان سيد البشر خير الناس في معاملة الخادم. يقول خادمه أنس رضي الله عنه: {فخدمته في السفر والحضر، ما قال لي لشيء صنعته لم صنعت هذا هكذا، ولا لشيء لم أصنعه لم تصنع هذا هكذا} [رواه البخاري].
3- عدم إهانة الخادم أو ضربه:
ومن حسن معاملة الخادم عدم إهانته أو ضربه، روي عبد الله بن مسعود عن النبي أنه قال: {أجيبوا الداعي، ولا تردوا الهدية، ولا تضربوا المسلمين} [صححه الألباني]. وهذا رسول الله لا يمد يده على أحد إلا في جهاد، كما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: {ما ضرب رسول الله شيئا قط بيده، ولا امرأة، ولا خادما، إلا أن يجاهد في سبيل الله} [رواه مسلم]. وقد كان يوصي بذلك، فعن أبي أمامة أن النبي أقبل ومعه غلامان، فوهب أحدهما لعلي بن أبي طالب وقال: {لا تضربه؛ فإني نهيت عن ضرب أهل الصلاة، وإني رأيته يصلي منذ أقبلنا} [رواه البخاري في الأدب المفرد 163 وحسنه الألباني].
كما كان النبي يذكر أصحابه بالرفق بالخادم لشفقته عليهما، فعلى الخادم لتحسن معاملته، وعلى أصحابه كي لا يحتملوا إثما. فعن أبي مسعود قال: {كنت أضرب غلاما لي. فسمعت من خلفي صوتا: "اعلم، أبا مسعود.. لله أقدر عليك منك عليه"، فالتفت فإذا هو رسول الله ، فقلت: "يا رسول الله، هو حر لوجه الله"، فقال: "أما لو لم تفعل، للفحتك النار، أو لمستك النار} [رواه مسلم].
والله تعالى رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، كما صح عن النبي .
ومن أشد المنكر أن بعض الناس يتعمد ضرب الخادم على الوجه وفي ذلك ما فيه من الإهانة، وهو بذلك يخالف أمر نبيه الذي قال: {لا يسمن أحد الوجه ولا يضربنه} [صححه الألباني].
4- لا يكلف الخادم فوق طاقته:
ومن حقوق الخادم كذلك أن لا يكلف من الأعمال ما هو فوق طاقته أو خارج مسؤولياته اتفاقا أو عرفا؛ فعن أبي هريرة عن رسول الله قال: {للمملوك طعامه وكسوته، ولا يكلف من العمل إلا ما يطيق} [رواه مسلم]. فإذا كان العبد المملوك لا يكلف إلا ما يطيق فالخادم الحر أولى، فإن كان هناك من عمل لابد منه فلينه مخدومه فيحمل عنه ما هو فوق طاقته؛ عن أبي ذر أن النبي قال: {إن إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده، فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم} [رواه البخاري].
5- تعليم الخادم أمور دينه:
ومن حسن معاملة الخادم المسلم أن يعلمه مخدومه الضروري من أمور دينه كالصلاة والصيام وينهاه عن البدع، فإن كثيرا من الذين يفدون للخدم يأتون من بيئاتهم ببعض البدع الدينية، خاصة من يفيد من بيئات تتفشى فيها هذه الأمور. ولا شك أن سيد المنزل راع والخادم يعتبر من رعيته لذلك فهو مسئول يوم القيامة عن إنكار ما يراه منه من منكر. كما قال النبي : {كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته} [رواه البخاري]. ومما يغفله كثير من الناس أن يعلم خادمه أن يخرج عن نفسه زكاه فطره عند انقضاء رمضان، أو على الأقل أخذ توكيل منه ليخرجها عنه مخدومه.
وإن كان الخادم غير مسلم فدعوته إلى الإسلام فيها خير عظيم، كما قال النبي لعلي رضي الله عنه: {فوالله لأن يهدي الله رجلا بك، خير لك من أن يكون لك حمر النعم} [رواه البخاري].
6- أكل الخادم من أكل أهل البيت:
إن كون الخادم أقل منزلة اجتماعية من مخدومه لا يستوجب أن يكون طعامه أقل مستوى منه، بل إن هذه منازل قدرها الله تعالى على العباد في هذه الحياة الدنيا. لذلك حث النبي على إشباع هذه الحاجة لدى الخادم، فعن أبي ذر أن النبي قال: {إن إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده، فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم} [رواه البخاري]، قال الحافظ أبن حجر: "أي العبيد والخدم" ( فتح الباري)، فإذا كان الخادم يطبخ لأهل البيت (طباخ) فعليهم أن يسمحوا له أن يأكل من طبخه؛ فإنه قد شم رائحة هذا الأكل ورآه فتاقت نفسه إليه؛ فقد {سمع رجلا يسأل جابرا عن خادم الرجل إذا كفاه المشقة والحر أمر النبي أن يدعوه قال نعم فإن كره أحدكم أن يطعم معه فليطعمه أكلة في يده} [صححه الألباني].
عن أبي هريرة عن النبي قال: {إذا جاء أحدكم خادمه بطعامه فإن لم يجلسه معه فليناوله لقمة أو لقمتين، أو أكله أو أكلتين، فإنه ولي علاجه} [رواه البخاري].
ثم إطعام الخادم صدقة، كإطعام النفس والزوجة والولد، فعن المقدام بن معديكرب أنه سمع النبي يقول: {ما أطعمت نفسك فهو لك صدقة، وما أطعمت ولدك فهو لك صدقة، وما أطعمت زوجك فهو لك صدقة، وما أطعمت خادمك فهو لك صدقة} [صححه الألباني].
7- الختم على الخادم:
وقد كان من هدي السلف أن يعينوا الخدم على أنفسهم فلا يتركون أموالهم هملا، فقد يشجع ذلك الخادم على السرقة وخيانة الأمانة. فإذا حفظ أهل البيت أموالهم وحليهم عن أن تصل إليهم أيدي الخدم فإن ذلك من صالح الخدم من ناحيتين: الأولى أنهم يصانون من ذنب السرقة، والثانية أنه إذا فقد شيء منها لا يظن بهم ظن السوء. عن أبي العالية (تابعي) قال: {كنا نؤمر أن نختم على الخادم، ونكيل ونعدها، كراهية أن يتعودوا خلق سواء، أو يظن أحدنا ظن سوء} [رواه البخاري في الأدب المفرد 167 وصحيح إسناده الألباني]، قال الجيلاني: "لأن قلوبنا بالختم والكيل والعد تطمئن بالحفظ، وينحسم طمع العبيد والخدم فلا يجترثون على السرقة والخيانة، فهم يصانون عن ذئب، ونحن نصان عن سوء الظن بهم".
وقد كان أبو هريرة يعد قطعات اللحم لما كان خادمه يجيئ من السوق، فلما جلس للطعام كان يأمر خادمه بالجلوس معه، فسئل مرة: "أنك تعد قطعات اللحم إذا جاء بها الخادم ثم لا تدعه حتى يأكل معك!"، فقال: "ذلك أنقى للصدر، فلا يذهب الوهم إلا أنه أخذ منه شيئا" (فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد 1/393).
وعن سلمان قال: "إني لأعد العراق على خادمي مخافة الظن"، أي مخافة أن أسيء الظن به. والعراق هو العظم الذي أكل لحمه [رواه البخاري في الأدب المفرد 168وصحح إسناده الألباني].
8- لا يخلو بالمرأة الخادمة ويغض بصره عنها:
ومن حسن معاملة المرأة الخادمة أن لا ينظر إليها مخدومها ولا يخلو بها فإنها أجنبية عنه أجيرة لديه وهي أمانة في عنقه، وهذا داخل في عموم الأمر بعض البصر والنهي عن الخلوة بالأجنبية؛ فقد قال رسول الله : {لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم} [رواه البخاري]، وعلى الرجل كذلك أن يعلم أبناءه هذا الخلق إذا بلغوا سن التمييز.
9- لا تخلو المرأة بخادمها ولا تتكشف له:
وبالنسبة للمرأة فلا يجوز أن تخلو بخادمها ولا أن يرى منها ما يحرم النظر إليه؛ فهو أجنبي عنها أجير لديها، وحكمه في النظر والخلوة حكم الأجنبي، كما في الحديث السابق. وإن كانت المرأة الخادمة أفضل من الرجل لأن علاقة الخادم عادة تكون في أكثر الأوقات مع سيدة المنزل.
ومن المنكر الشائع ركوب المرأة السيارة مع السائق متعطرة متبرجة، فإن ذلك مخالفة لأمر النبي ، وإن مراعاة عدم ارتكاب هذا الذنب فيه صيانة للخادم (السائق) عن الإثم وحفظ لدينه ونفسه عن الفتنة.
10- الإنفاق على الخادم:
والإنفاق على الخادم صدقة لها أجرها عند الله تبارك وتعالى، وقد حث النبي على الإنفاق على الخادم لأنه قريب ويرجى أن تكون هذه الصدقة ذات أثر طيب في نفسه تجاه مخدومه، فإنه ما جاء من بلده وتغرب إلا ليكسب رزقا حلالا يعيل به نفسه وغيره.
عن أبي هريرة قال: {أمر النبي بصدقة، فقال رجل: "يا رسول، عندي دينار"، قال: "أنفقه على نفسك"، قال: "عندي آخر"، قال: "أنفقه على زوجتك"، قال: "عندي آخر"، فقال: "أنفقه على خادمك، ثم أنت أبصر"} [رواه البخاري في الأدب المفرد، وحسنه الألباني].
11- العفو عن الخادم:
من منا لا يخطئ؟!.. ومن منا إذا أخطأ لا يحب أن يغفر له ويعفى عنه؟!... فكذلك الخدم.
قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: {جاء رجل إلى النبي فقال: "يا رسول الله كم نعفو عن الخادم؟"، فصمت، ثم أعاد عليه الكلام فصمت، فلما كان في الثالثة قال: "اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة"} [رواه أبو داود وصححه الألباني].
12- الدعاء للخادم، لا الدعاء عليه!
فقد نهانا رسولنا الكريم عن أنفسنا أو ما رزقنا الله من الولد والخادم والمال؛ قال : {لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله تبارك وتعالى ساعة نيل فيها عطاء فيستجيب لكم} [رواه أبو داود، وصححه الألباني]؛ وهذا رسول الله يدعو لخادمه أنس رضي الله عنه، يقول أنس: {فما ترك خير آخرة ولا دنيا إلا دعا لي به، قال: "اللهم ارزقه مالا، وولدا، وبارك له"} [رواه البخاري]، وقد سقى مرة فدعا لمن سقاه فقال: {اللهم اطعم من أطعمني، واسق من أسقاني} [رواه مسلم]. قال النووي رحمه الله: "فيه الدعاء للمحسن والخادم"، فمن منا بلغ في حسن معاملته لخادمه أن يدعو له إذا أتاه بطعامه وشرابه؟!
خاتمة:
وأخيرا تذكر أن الجزاء من جنس العمل! قال رسول الله : {لا يرحم الله من لا يرحم الناس} [رواه البخاري]. وإنك إذا عدلت وأقسطت كان لك جزاء عظيم بإذن الله تعالى، فهذا وعد الصادق المصدوق : {إن المقسطين عند الله، على منابر من نور، عن يمين الرحمن عز وجل، وكلتا يديه يمين؛ الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا} [رواه مسلم]، وتذكر دعاء النبي : {اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم، فاشقق عليه، ومن ولى من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به} [رواه مسلم].
هذا ما تيسر جمعه في باب معاملة الخادم في شريعة نبينا الذي ما ترك خيرا إلا دلنا عليه ولا شرا إلا حذرنا منه، فصلاة الله وسلامه عليه، والحمد لله ربا لعالمين.




اي نوع انتِ ؟


اي نوع انتِ ؟

1- الأمورة : بتكون ناعمة و خجولة

2- الرومانسية : بتحب تكون دايماً في أجواء هادية

3- المشاكسة : بتكون عاملة دوشة و ضجة بالبيت

4- المركزة : بتهتم بدراستها و مستقبلها
...
5- الحبيبة : كل يوم بمزاج حسب مزاج حبيبها

6- الفضولية : مبتعرفش تنام إلا لما تطمن إن كل الأصدقاء ناموا

7- القوية : بتتحداك دائما

سؤال صريح والكل يجاوب عليه ؟؟؟

سؤاال للبنات : اي نوع انتِ ؟؟؟؟



الأربعاء، 10 أكتوبر 2012

وعظ القلوب بكلام علام القلوب

01 أبريل 2010 
  
وعظ القلوب بكلام علام القلوب
سليمان بن عبدالكريم المفرج
دار الوطن



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، أما بعد:
لا بد أن تكون الموعظة مصاحبة للقلب الذي يتقلب بين حين وآخر، ولا بد للمؤمن أن يوطن نفسه على حضور مجالس الوعظ ففي ذلك ثبات له بإذن الله وإغاظة للشيطان الذي هو قريب من الواحد بعيد عن الجماعة، وقلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء كما أخبر النبي بل قال: { اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك }. فإذا كان رسول الله لا يأمن على نفسه فكيف بنا نحن خاصة مع تلاطم أمواج الفتن في هذا الزمان، وإن القرآن الكريم من أكبر المواعظ الذي توعظ بها القلوب كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ [يونس:57]، ولقد كان رسول الله يجلس مع أصحابه ليعظهم ويذكّرهم ويرغّبهم ويرهّبهم بهذا القرآن العظيم، قال أبو هريرة رضي الله عنه: قلنا يا رسول الله، ما لنا إذا كنا عندك رقّت قلوبنا وزهدنا في الدنيا وكنا من أهل الآخرة، فإذا خرجنا من عندك وآنسنا أهلنا وأولادنا أنكرنا أنفسنا ولهونا؟ فقال رسول الله : { لو أنكم إذا خرجتم من عندي كنتم على حالكم ذلكم لزارتكم الملائكة في بيوتكم }.
والقرآن يرقق القلوب بل يرقق الحجر، قال تعالى: وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ [البقرة:74]. وقال تعالى: لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ [الحشر:21].
يخبر الله تعالى عن عظمة القرآن وفضله وجلاله، وأنه لو خوطب به صم الجبال لتصدّعت من خشية الله. فهذه حال الجبال وهي الحجارة الصلبة، وهذه رقتها وخشيتها وتدكدكها من جلال الله ربّها وعظمته وخشيته. فيا عجباً من مضغة لحم كانت أقسى من هذه الجبال تخاف من سطوة الجبار وبطشه، فلا ترعوي ولا ترتدع، وتسمع آيات الله تتلى عليها فلا تلين ولا تخشع ولا تنيب، فليس بمستنكر على الله عز وجل، ولا يخالف حكمته أن يخلق لها ناراً تذيبها إذا لم تلن بكلامه وزواجره ومواعظه، فمن لم يلن قلبه لله في هذه الدار، ولم ينب إليه ولم يذبه بحبه والبكاء من خشيته، فليتمتع قليلاً، فإن أمامه الملين الأعظم، وسيردّ إلى عالم الغيب والشهادة فيرى ويعلم.
فيا أيها الغافل عن تدبّر القرآن! إلى متى هذه الغفلة؟ قل لي وتكلم، حنانيك بادر بصالح الأعمال قبل أن تندم.
نشكو إلى الله القلوب التي قست *** وران عليها كسب تلك المآثم
من خشية المولى هوى الجبل الذي *** بالطور لانت قسوة الأحجار
أولم يئن وقت الخشوع فلا *** تغرن الحياة سوى مغرار
ورقة القلب تنشأ عن الذكر والقرآن لأن ذلك يوجب خشوع القلب وصلاحه ورقته ويذهب بالغفلة عنه قال الله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [الأنفال:2]، وقال تعالى: وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا [الحج:35،34]، وقال تعالى: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ [الحديد:16]، وقال تعالى: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ [الزمر:23].
بذكر الله ترتاح القلوب *** ودنيانا بذكراه تطيب
ولكن لم يتعظ بهذه الموعظة إلا القليل من الناس الذين رقت قلوبهم للقرآن واستجابوا لنداء الرحمن كما أخبر تعالى بقوله: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ [ق:37].
لقد كان السلف الصالح رضوان الله عليهم يجتهدون في قراءة القرآن لا سيما في رمضان لأنهم يعلمون أن شهر رمضان هو شهر القرآن، كانوا يغلقون كتب العلم، ويتفرغون لهذا المنبع العظيم يروون به عطش قلوبهم، قدوتهم في ذلك نبي الرحمة فقد كان يدارسه جبريل القرآن في رمضان، وكان لأصحابه مثالا يحتذى في قراءته، فهذا عثمان بن عفان يختم القرآن كل يوم مرة.
وكان بعضهم يختمه في قيام رمضان في كل ثلاث ليال، وبعضهم كل سبع، وبعضهم كل سبع، وبعضهم كل عشر، وكان للشافعي في رمضان ستون ختمة يقرؤها في غير الصلاة، ولأبي حنيفة نحوه، وكان أحمد بن حنبل إمام أهل السنة يختم القرآن كل أسبوع، وكان قتادة يدرس القرآن في شهر رمضان ويختم في كل سبع دائماً، وفي رمضان كل ثلاث وفي العشر الأواخر في كل ليلة، وكان الزهري إذا دخل رمضان قال: رمضان هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام.
قال ابن الحكيم: كان مالك بن أنس إذا دخل رمضان يفرّ من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف وكان لا يتشاغل إلا بالقرآن ويعتزل التدريس والفتيا والجلوس للناس ويقول: هذا شهر القرآن.
وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العباد وترك بعض العبادات وأقبل على قراءة القرآن.
وكانت عائشة رضي الله عنها تقرأ في المصحف أول النهار في شهر رمضان فإذا طلعت الشمس نامت.
كان زبيد اليامي إذا حضر رمضان أحضر المصاحف وجمع إليه أصحابه وكان بعضهم يختم في كل يوم وليلة ختمة، وبعضهم يختم في اليوم والليلة ثلاث ختمات، فالله أكبر، كانوا يفتحون المصاحف ويحلون ويرتحلون مع القرآن الكريم، كان لبيوتهم دوي كدوي النحل تشع نوراً وتملأ سعادة، وكانوا يرتلونه ترتيلاً ويقفون عند عجائبه ويبكون من عظاته ويفرحون بشاراته ويأمرون بأمره وينتهون بنهيه.
فهذه حال السلف الصالح، يدمنون تلاوة القرآن في شهر رمضان في الصلاة وغيرها، إذاً فتلاوة القرآن مطلوبة في كل وقت ولا سيما في هذا الشهر.
فهذه حال القوم، فمن أعظم ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى من النوافل كثرة تلاوة القرآن واستماعه بتفكر وتدبر وتفهم.
قال خبّاب بن الأرت رحمه الله لرجل: تقرب إلى الله تعالى ما استطعت، واعلم أنك لن تتقرب إليه بشيء هو أحب إليه من كلامه.
وقال عثمان بن عفان: من أحب القرآن أحب الله ورسوله، فمن أحب شيئاً أكثر من ذكره، ولا شيء عند المحبين أحلى من كلام محبوبهم، فهو لذة قلوبهم وغاية مطلوبهم، كما قال بعض السلف: ( إذا أردت أن تعرف قدرك عند الله فانظر إلى قدر القرآن عندك ).
وكان بعضهم يكثر من تلاوة القرآن ثم اشتغل عنه بغيره فرأى في المنام قائلاً يقول له:
إن كنت تزعم حبي *** فلم جفوت كتابي؟
أما تأملت ما فيه من عير *** وما فيه من لذيذ خطابي
ولم يكونوا يقرؤونه ليقال إنهم يقرؤونه ولا يهذّونه هذّ الشعر كما الناس يفعلون، وإنما كانوا يتدبرون معانيه ويتأثرون بألفاظه فيحركون به قلوبهم ويرسلون به مدامعهم يتأملون عبره ويعيشون أنداءه ويسرحون طرف أفئدتهم في خمائله ويطلقون أكف الحب في كنوزه.
وليس الذي يجري في العين ماؤها *** ولكنها روح تسيل فتقطُرُ
ويستحب البكاء عند تلاوة القرآن، وهو صفة العارفين وشعار عباد الله الصالحين، قال الله تعالى في وصف الخاشعين من عباده عند تلاوة كتابه: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ [الزمر:23].
سمعتك يا قرآن والليل غافل *** سريت تهز القلب سبحان من أسرى
فتحنا بك الدنيا فأشرق صبحها *** وطفنا ربوع الكون نملؤها أجرا
وقد كان صحابة رسول الله يتلون كتاب الله ويتأثرون يآياته فتلين جلودهم، وتدمع عيونهم وتخشع قلوبهم، فيرفعون أكفهم إلى ربهم ضارعين يسألونه قبول الأعمال ويرجونه غفران الزلات، ويتشوقون الى ما عنده من النعيم المقيم.
روي أن أبا بكر ابتنى مسجداً بفناء داره فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فيتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم وهم يتعجبون منه وينظرون إليه، وكان رجلاً بكّاءً لا يملك دموعه إذا قرأ.. وكان عمر بن الخطاب يصلي بالناس فبكى في قراءته حتى انقطعت قراءته وسمع نحيبه من وراء ثلاثة صفوف.
وكان عمر أيضاً إذا اجتمع الصحابة قال: يا أبا موسى ذكّرنا ربنا، فيندفع أبو موسى يقرأ بصوته الجميل وهم يبكون.
وإني ليبكيني سماع كلامه *** فكيف بعيني لو رأت شخصه بدا
تلا ذكر مولاه فحنّ حنينه *** وشوق قلوب العارفين تجددا
وللأسف لما أفسدت أمزجة المتأخرين عن سماع كلام رب العالمين، ظهرت التربية معوجة والفطرة منكوسة، والأفهام سقيمة.
ولما استبدل القرآن الكريم بغيره حل الفساد، وكثر البلاء، واضطربت المفاهيم وفشلت العزائم.
أسأل الله أن يهدينا ويصلح أحوالنا وصلى الله وسلم على نبينا محمد.








أقوال عظماء.....

لن يستطيع آاحد ايقآافي ، لآ يمكن لأحد اعتقآالي ، يمكنهم قتلي فأانآا قررت أان آاكون وآاحدآاً من شهدآاء فلسطين . . !
 
 
 
19 يناير 2011 

همســــــــــــــــــات

 



احبك كل ما خط الحرف وهب الهوى وحرك شالك
ومع كل طلعة شمس وتغريدة طير مع تفتح ازهارك
 
احبك واحب كل اللي يحبونك ومنهم عمك وخالك
اهيم بعالمك مجنون واصبح اعذب الحانك
 
ياخذني حبك لابعد مدى بالكون مع انغامك
اتمنىك وما بي غيرك وابي قربك مع اوصالك
 
وابي عطرك مع سحرك بالحشا تسري اهاتك
ابي همسك يبعثرني غلا تلملمني لمساتك
 
يا حلو لما تهل علي بطبعك الرايق تجيني بانسامك
تصبحني وتمسيني تدفيني بحرارة انفاسك
 
جعلت بوجودي فائده يوم انك اشرت علي باهتمامك
هاجت مشاعر القلب بهبوب عواطف تيارك
 
الفتك والفت سؤالك واعتدت على مشاغبتك وقبلت دلالك
ليت لي جناح الطير واضلل عليك مثل سحاباتك
 
حبك اسرني تملكني شوف عروقي كيف حطمتها اقيادك
اسكنك بسواد العين واجعل القلب بيتك ودارك
 
اكون بلسم جروحك وامسح كل احزانك
اجعل ذراعي حدود كونك انا ارضك انا سياجك
 
تدري يوم انك تضحك احس العالم يتمايل مع ضحكاتك
تحب اعطيك عهد مع وعد ومهما صارت افعالك
 
اظل شاريك وما بيعك ولو باعدك عني مرسالك
بعد كل هذا قوم حبيبي صارحني وعلمني عن احساسك







وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.