حقوق الخدم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد..
يقول الله تبارك وتعالى:
واستجابة لهذه التوجيهات العظيمة حرصا على التواصل معكم بإصدارتنا العلمية المتنوعة، مساهمة منا في نشر العلم الشرعي بطريقة ميسرة ومختصرة وما هذا الإصدار الذي بين أيديكم إلا أقل ما ينبغي على المسلم معرفته من أحكام ديننا في هذا الباب. نسأل الله العظيم أن يُعيننا على تعلم وتطبيق أحكام ديننا، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
حامل المسك1428هـ
تقديم:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه. أما بعد، فنعم الله علينا لا يحصيها بش، ومن تلك النعم أنه لا يكاد يخلو بيت من بيوتنا من خادم. والخادم هو من يعمل في قضاء حوائج البيت اليومية نظير أجر يتقاضاه، وهو عادة ما يعيش في كنف أهل البيت الذين يخدمهم. وهذا من تسخير الله بعض عباده لبعض:
إن خير من يقتدي به في هذا الباب، وفي غيره من مجالات الدنيا والدين، هو صاحب الخلق العظيم، عبد الله ورسوله، محمد
وفي زماننا توجد بيوت -ولله الحمد- يعامل فيها الخدم معاملة حسنة، ولكن في الجانب الآخر يوجد من يظلم الخادم ولا يؤدي حقوقه كاملة، ولذلك لابد من التذكير بسوء عاقبة الظلم والتحذير من بخس الحقوق. وإنما قصدنا الخادم في هذه الرسالة لتكرار التعامل معه بشكل يومي، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
1- أداء حق الخادم من الراتب المتفق عليه:
فلا يجوز بخس الخادم من راتبه ولا تأخيره عنه فإن ذلك حق له وأمانة لدى مخدومه. يقول الله تعالى:
2- حسن معاملة الخادم:
وهذا باب كبير من أبواب البر، فإن فيه تربية للنفس على التواضع. وقد كان سيد البشر
3- عدم إهانة الخادم أو ضربه:
ومن حسن معاملة الخادم عدم إهانته أو ضربه، روي عبد الله بن مسعود
كما كان النبي
والله تعالى رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، كما صح عن النبي
ومن أشد المنكر أن بعض الناس يتعمد ضرب الخادم على الوجه وفي ذلك ما فيه من الإهانة، وهو بذلك يخالف أمر نبيه
4- لا يكلف الخادم فوق طاقته:
ومن حقوق الخادم كذلك أن لا يكلف من الأعمال ما هو فوق طاقته أو خارج مسؤولياته اتفاقا أو عرفا؛ فعن أبي هريرة
5- تعليم الخادم أمور دينه:
ومن حسن معاملة الخادم المسلم أن يعلمه مخدومه الضروري من أمور دينه كالصلاة والصيام وينهاه عن البدع، فإن كثيرا من الذين يفدون للخدم يأتون من بيئاتهم ببعض البدع الدينية، خاصة من يفيد من بيئات تتفشى فيها هذه الأمور. ولا شك أن سيد المنزل راع والخادم يعتبر من رعيته لذلك فهو مسئول يوم القيامة عن إنكار ما يراه منه من منكر. كما قال النبي
وإن كان الخادم غير مسلم فدعوته إلى الإسلام فيها خير عظيم، كما قال النبي
6- أكل الخادم من أكل أهل البيت:
إن كون الخادم أقل منزلة اجتماعية من مخدومه لا يستوجب أن يكون طعامه أقل مستوى منه، بل إن هذه منازل قدرها الله تعالى على العباد في هذه الحياة الدنيا. لذلك حث النبي
عن أبي هريرة
ثم إطعام الخادم صدقة، كإطعام النفس والزوجة والولد، فعن المقدام بن معديكرب أنه سمع النبي
7- الختم على الخادم:
وقد كان من هدي السلف أن يعينوا الخدم على أنفسهم فلا يتركون أموالهم هملا، فقد يشجع ذلك الخادم على السرقة وخيانة الأمانة. فإذا حفظ أهل البيت أموالهم وحليهم عن أن تصل إليهم أيدي الخدم فإن ذلك من صالح الخدم من ناحيتين: الأولى أنهم يصانون من ذنب السرقة، والثانية أنه إذا فقد شيء منها لا يظن بهم ظن السوء. عن أبي العالية (تابعي) قال: {كنا نؤمر أن نختم على الخادم، ونكيل ونعدها، كراهية أن يتعودوا خلق سواء، أو يظن أحدنا ظن سوء} [رواه البخاري في الأدب المفرد 167 وصحيح إسناده الألباني]، قال الجيلاني: "لأن قلوبنا بالختم والكيل والعد تطمئن بالحفظ، وينحسم طمع العبيد والخدم فلا يجترثون على السرقة والخيانة، فهم يصانون عن ذئب، ونحن نصان عن سوء الظن بهم".
وقد كان أبو هريرة
وعن سلمان
8- لا يخلو بالمرأة الخادمة ويغض بصره عنها:
ومن حسن معاملة المرأة الخادمة أن لا ينظر إليها مخدومها ولا يخلو بها فإنها أجنبية عنه أجيرة لديه وهي أمانة في عنقه، وهذا داخل في عموم الأمر بعض البصر والنهي عن الخلوة بالأجنبية؛ فقد قال رسول الله
9- لا تخلو المرأة بخادمها ولا تتكشف له:
وبالنسبة للمرأة فلا يجوز أن تخلو بخادمها ولا أن يرى منها ما يحرم النظر إليه؛ فهو أجنبي عنها أجير لديها، وحكمه في النظر والخلوة حكم الأجنبي، كما في الحديث السابق. وإن كانت المرأة الخادمة أفضل من الرجل لأن علاقة الخادم عادة تكون في أكثر الأوقات مع سيدة المنزل.
ومن المنكر الشائع ركوب المرأة السيارة مع السائق متعطرة متبرجة، فإن ذلك مخالفة لأمر النبي
10- الإنفاق على الخادم:
والإنفاق على الخادم صدقة لها أجرها عند الله تبارك وتعالى، وقد حث النبي
عن أبي هريرة
11- العفو عن الخادم:
من منا لا يخطئ؟!.. ومن منا إذا أخطأ لا يحب أن يغفر له ويعفى عنه؟!... فكذلك الخدم.
قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: {جاء رجل إلى النبي
12- الدعاء للخادم، لا الدعاء عليه!
فقد نهانا رسولنا الكريم
خاتمة:
وأخيرا تذكر أن الجزاء من جنس العمل! قال رسول الله
هذا ما تيسر جمعه في باب معاملة الخادم في شريعة نبينا