ثقافة الانتظار
(الطابور)
الأشياء تأخذ قيمتها من طريقة انتظارنا لها ..
قول مأثور
ما أجمل الانتظار ..
إذا كان يحقق حلما ..
وما أصعبه ..
إذا تحول إلى سراب ..
وما أسوأه عندما يصبح حالة جماعية ..
ويتحول إلى ثقافة نجيدها بصمت في عالمنا العربي ..
ونعطي فيها دروسا ..
ونلقن العالم من خبراتنا المتراكمة في علم الانتظار ..
وثقافة الطوابير في كل شيء ..
في أي مكان ..
وفي كل مكان ..
وأين ما كان ..
وبأي شكل كان ..
وكيفما كان يكون ..
وفي أي زمان ..
وفي أي وقت ..
في كل وقت ..
صباحاً ..
ظهراً ..
عصراً ..
مساءً ..
طوابير ..
طوابير ..
أو بالمعنى العامي (سرى ) ..
في كل مكان ..
طوابير ..
درس تعلمناه ..
بدءاً من يوم ولادتنا ..
منذ خلقنا ..
حتى مجيء المخاض للمسكينة الوالدة ..
آلو .. يا إسعاف ..
حالة طارئة ..
حالة ولادة ..
والجواب ..
طابور ..
ثم جاء الدور ..
وصل الإسعاف إلى المبنى ..
اصطف الناس المتطفلين ..
طابور ..
وجاء دور المصعد ..
طابور ..
ثم جاء الدور في المستشفى ..
طابور ..
حتى نجد لكي سريراً فارغاً يا أمي ….
والسلاح عندهم ..
طابور ..
حصلوا على سرير ..
جاء دور غرفة العمليات ..
حتى نجد لكي سريراً في غرفة العمليات
طابور ..
وتعلوا صراخ الأم الحامل ..
المولود .. لا يعرف الطابور ..
يقولون :
طابور ..
ثم أجبرنا للدخول للمدرسة
حتى نترقى ونبني مستقبلنا ..
طابور ..
مع نشيد الصباح الوطني ..
طابور ..
للذهاب إلى الفصل ..
طابور ..
وقت الفسحة ..
طابور ..
للخروج من الفصل ..
طابور ..
والذهاب إلى ساحة المدرسة ..
طابور ..
طابور .. طابور ..
للشراء من المقصف ..
طابور ..
وهلم جرا ..
روتين .. تعلمناه منذ الصغر ..
فأصبح كنقش الحجر في أم أمخاخنا ..
وطورناه .. إلى طابور راقٍ ..
طابور .. طابور ..
في كل المحلات ..
طابور ..
في المول سنتر ..
طابور ..
عند الكاشير ..
طابور ..
في المكاتب ..
طابور ..
في السوبر ماركت ..
طابور ..
في المخابز ..
طابور ..
والمطاحن ..
طابور ..
في المستشفيات ..
طابور ..
والمطاعم ..
طابور ..
على الحدود ..
طابور ..
في المعابر ..
طابور ..
في المطار ..
طابور ..
ابتداء من الخروج من مبنى المطار ..
لختم وثيقتك ..
طابور ..
ثم إلى سيارة الطائرة ..
طابور ..
عند النزول من سيارة ركوب الطائرة ..
ازدحام .. فــ طابور ..
وعند الصعود للطائرة ..
طابور ..
وكذلك في الميناء ..
طابور ..
وفي محطات الوقود ..
طابور ..
وفي محلات الغاز ..
طابور ..
وفي الجامعات والمعاهد ..
طابور ..
وفي شركات الكهرباء ..
طابور ..
وفي الاتصالات ..
طابور ..
في البنوك ..
طابور ..
في المحاكم ..
طابور ..
الجهات الحكومية ..
طابور ..
حتى في الصراف الآلي ..
طابور ..
بانتظار الفرج ..
الفرج ..
الآتي على صهوة قارورة ..
يسمح بدخولها ..
من معبر يغلقه صاروخ ..
ويفتحه حلم ..
ولا تحلو الأحلام ..
إلا بقدر ما ننتظرها ..
لتتحقق ؟!..
تحياتي الخاصة للجميع ..
عزمي عبدالله عمران
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق