الخميس، 28 فبراير 2013

اللي يروح واللي يجي واللي يرحل .. كله عندي زي بعض




ابدااااااا لا يعنينى
من ذهب او رحل او جاء
فالكل عندى سواء
اما ما يعنينى
و يؤرق تكوينى
و يحط بسنينىى
و يحطم نفسى
رحيلك عنى
اصعب الاشياء
يجعلنى كمن
يتخبط فى الارجاء
حبك بداخلى عظيم
و كانه صرح عال البناء
يوما ساخبرك جهرا انى احبك
ساقولها بلا استحياء
ياااامن ارجوك لقلبى
و اقدم لك استجداء
نح الحياة جانبا قليلا
فانى اريد ان اعيشك فرح و هناء
بك تعلو هامتى فوق البشر
بك اشعر انى فى استعلاء
معك اشعر انى
طاااااااااائر .. يحلق فى السماء
اطلق العنان لقلبك
او ارحل و اتركنى مع التعساء
يا من بك انا .. ملكة على كل النساء
صورة: ‏ابدااااااا لا يعنينى
من ذهب او رحل او جاء
فالكل عندى سواء
اما ما يعنينى
و يؤرق تكوينى
و يحط بسنينىى
و يحطم نفسى
رحيلك عنى
اصعب الاشياء
يجعلنى كمن
يتخبط فى الارجاء
حبك بداخلى عظيم
و كانه صرح عال البناء
يوما ساخبرك جهرا انى احبك
ساقولها بلا استحياء
ياااامن ارجوك لقلبى
و اقدم لك استجداء
نح الحياة جانبا قليلا
فانى اريد ان اعيشك فرح و هناء
بك تعلو هامتى فوق البشر
بك اشعر انى فى استعلاء
معك اشعر انى
طاااااااااائر .. يحلق فى السماء
اطلق العنان لقلبك
او ارحل و اتركنى مع التعساء
يا من بك انا .. ملكة على كل النساء‏










رابط دائم للصورة المُضمّنة

الأربعاء، 27 فبراير 2013

رجال لا نسمع عنهم في الفضائيات العربية

رجال لا نسمع عنهم في الفضائيات العربية ..











رجـــال لا نسمع عنهم فــي قنواتنــا العربية !!!

هل تعرفون من هو صاحب هذه الصوره ؟؟

إنه رئيس المجلس الاسلامي المركزي السويسري
الشيخ نيكولاس عبدالله بلانشو

أكبر محاضر فــى سويسرا أسلم على يــــده الكثير يدافع ليل نهار
عــلـــى الإسلام يفضح أفكار الحاقدين
وصـاحـب فكرة حملة القرأن مترجم فـــى سويسرا بدعم مسلمي ألمانيا
وهـــو أول مـن دعي لنصب الخيام الدعويه فى كـــــل سويسرا لكشف حقيقه الإسلام دين السلام و مشروعه الأن هو بناء مجتمع إسلامي قوي فـــــــــى كل المجالات حيث يدعوا جميع مسلمي سويسرا والغرب عــامـــة للإتحاد تحت راية الإسلام لنشره و تصحيح حياة العالم الغرب الفاسد بالحرام و البعد عن طاعة الله

مقطع لشيخ نيكولاس تعرف على قصة مايجري في سويسرا

http://www.youtube.com/watch?v=UtPJMnWevyE










صفات قارئ القرءان :

صفات قارئ القرءان
*************


1-الناس ، يرفعه الله درجات فوق درجات .

2- نفسه :مطمئنة بنور الله ، يسمع ويطيع لأوامر الله ، ينتهى عما نهاه عنه القرءان ومنشرح الصدر .

3- قلبه :طاهر ، نقى ، لا يصدأ أبدآ .

4- بيته :يتراءى لأهل السماء كما تتراءى النجوم لأهل الأرض ، ملئ بالنور ،
متسع لأهله ، خيره كثير ، تحضره الملائكة ، تخرج منه الشياطين .

5- ثوابه :الحرف ب10 حسنات ، تنزل عليه السكينة ، تغشاه الرحمة ، تحفه الملائكة ، ليذكره الله فيمن عنده ، له دعوة مستجابة عند الختام ،
(مثل التفاحة طعمها وريحها طيب)

6- يوم القيامة :يكون القرءان شفيع له ، يكون مع الملائكة الكرام السفرة البررة ، يرتقى فى درجات الجنة فمنزلته عند أخر أية قرأ فى الدنيا ، ،
مقبل على تلاوته .

صفات هاجر القرءان :
**************
1- ضنكآ ، مشاكله لا تنتهى ، صدره ملئ بالهموم .

2- نفسه :مضطربة ، مكتئبة ، ضائق الصدر .

3- قلبه :يصدأ كما يصدأ الحديد لأنه منع النور من الوصول إليه .

4- بيته :مثل المقبرة المظلمة ، ضيق بأهله ، خيره قليل وإن كثر فقليل البركة ،
لا تدخله الملائكة ، تسكنه الشياطين .

5- ثوابه :لا شئ له مثله مثل الحنظلة لا ريح لها وطعمها مر ،
صدره كالبيت الخرب .

6- يوم القيامة :يفقده الله بصره ويحشره بين الخلائق أعمى .

اللهم اجعلنا من أهل القرآن وبيوتنا ممن ترفع فيها ذكرك ،
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا يارب

^_^











بين الأسد والقرد .. خيارك

بين الأسد والقرد .. خيارك

 

ﺯﻭﺟﺎﻥ ﺫﻫﺒﺎ ﻣﻌﺎً ﺇﻟﻰ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ..

ﻓﻮﺟﺪﻭﺍ ﺍﻟﻘﺮﺩ ﻳﻠﻌﺐ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘﻪ ..
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ : ﻳﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺼﺔ ﺣﺐ ﺭﺍﺋﻌﺔ ^_^


ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺫﻫﺒﺎ ﺇﻟﻰ ﻗﻔﺺ ﺍﻷُﺳﻮﺩ .. ﻭﺟﺪﺍ ﺍﻷﺳﺪ ﻳﺠﻠﺲ ﺻﺎﻣﺘﺎً ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺗﺒﻌﺪ ﻋﻨﻪ ﻗﻠﻴﻼً !..
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ : ﻳﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺼﺔ ﺣﺐ ﻣﺄﺳﺎﻭﻳﺔ ):

ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﺃﻟﻘﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺗﺠﺎﻩ ﺯﻭﺟﺔ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺷﺎﻫﺪﻱ ﻣﺎﺫﺍ ﺳﻴﻔﻌﻞ !..
 

ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻟﻘﺘﻬﺎ ﻫﺎﺝ ﺍﻷﺳﺪ ﻭﺻﺎﺡ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ !

ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻟﻘﺖ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻔﺺ ﺍﻟﻘﺮﻭﺩ .. ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻘﺮﺩ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻫﺎﺭﺑﺎً ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺼﻴﺒﻪ
ﺍﻟﺤﺠﺮ !..

ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﻻ ﺗﻨﺨﺪﻋﻲ ﺑﻤﺎ ﻳﻈﻬﺮﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻣﺎﻣﻚ .. ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﺨﺪﻋﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮﻫﻢ
ﺍﻟﻤﺰﻳﻔﺔ .. ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﺤﺘﻔﻈﻮﻥ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮﻫﻢ ﺩﺍﺧﻞ ﻗﻠﻮﺏ ﺑﺎﻟﺤﺐ ﻣﻐﻠﻔﺔ ..
 

ﻓﻤﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻘﺮﻭﺩ ﻭﻣﺎ ﺃﻗﻞ ﺍﻻﺳﻮﺩ !


لا تملأ الأكواب بالماء

لا تملأ الأكواب بالماء


 

حكى أنه حدثت مجاعة بقرية ....

فطلب الوالي من أهل القرية طلبًا غريبًا في محاولة منه لمواجهة خطر القحط والجوع ...

وأخبرهم بأنه سيضع قِدرًا كبيرًا في وسط القرية .. وأن على كل رجل وامرأة أن يضع في القِدر كوبًا من اللبن بشرط أن يضع كل واحد الكوب لوحده من غير أن يشاهده أحد ..

هرع الناس لتلبية طلب الوالي .. كل منهم تخفى بالليل وسكب ما في الكوب الذي يخصه .. وفي الصباح فتح الوالي القدر .. وماذا شـاهـد ..؟

القدر وقد امتلأ بالماء!..  

أين اللبن ؟!.. 
ولماذا وضع كل واحد من الرعية الماء بدلاً من اللبن ؟..
 

 كل واحد من الرعية .. قال في نفسه :" إن وضعي لكوب واحد من الماء لن يؤثر على كمية اللبن الكبيرة التي سيضعها أهل القرية " ..

وكل منهم اعتمد على غيره .. وكل منهم فكر بالطريقة نفسها التي فكر بها أخوه وظن أنه هو الوحيد الذي سكب ماءً بدلاً من اللبن ..

والنتيجة التي حدثت .. أن الجوع عم هذه القرية ولم يجدوا ما يعينهم وقت الأزمات ..

هل تصدق أنك تملأ الأكواب بالماء في أشد الأوقات التي نحتاج منك أن تملأها باللبن ؟..
 

عندما لا تتقن عملك بحجة أنه لن يظهر وسط الأعمال الكثيرة التي سيقوم بها غيرك من الناس .. فأنت تملأ الأكواب بالماء عندما تحرم فقراء المسلمين من مالك ظناً منك أن غيرك سيتكفل بهمـ .. فأنت تملأ الأكواب بالماء ..

عندما تتقاعس عن الدعاء للمسلمين بالنصرة والرحمة والمغفرة .. فأنت تملأ الأكواب بالماء ..

النساء كثمرة التفاح على الشجر

النساء كثمرة التفاح على الشجر

 


النساء كثمرة التفاح على الشجر التفاحة الأفضل تكون في أعلى الشجرة ولكن .. بعض الرجال لا يريدون أن يحصلوا على الأفضل لأنهم يخافون من الوقوع وإيذاء أنفسهم لذلك فهم يأخذون التفاحة المتعفنة التي سقطت على الأرض ورغم أنها غير جيدة إلا أن الحصول عليها سهل هنا ..

قد يعتقد التفاح الذي في أعلى الشجرة أن هناك شيء ما خطأ فيهن والحقيقة هي أنهن في غاية الروعة والكمال

ببساطة .. يجب أن يكن صبورات ويواصلن انتظار قدوم الرجل الحقيقي ، الرجل الذي لديه الشجاعة الكافية ليتسلق إلى أعلى الشجرة ويحصل عليهن ..

لا تسقطي.. لتكوني سهلة المنال ، وإذا أحبك شخص ما واحتاج إليك فإنه سيفعل كل شي ليحصل عليك ..

هكذا الملكات

الجملة : إتق الله ..

اتق الله
قالها الله تعالى لخليله صلى الله عليه وسلم
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ
 [الأحزاب : 1]



اتق الله
قالتها امرأة عجوز إلى من هو خير منك
( إلى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه )
قال قتادة : 
خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه من المسجد ومعه الجارود ، فإذا امرأة برزة على الطريق ، فسلم عليها ، فردت عليه ، أو سلمت عليه ، فرد عليها ، فقالت : هيه يا عمر ، عهدتك وأنت تسمى عميراً في سوق عكاظ تصارع الصبيان ، فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر ، ثم لم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين ، فاتق الله في الرعية ، واعلم أنه من خاف الموت خشي الفوت ، فبكى عمر رضي الله عنه ، فقال الجارود : هيه ، لقد تجرأت على أمير المؤمنين وأبكيتيه . فقال عمر : دعها ، أما تعرف هذه ؟.. هي خولة بن حكيم التي سمع الله قولها من فوق سماواته ، فعمر والله أحرى أن يسمع كلامها .

اتق الله
لا يترفع عن سماعها إلا مستكبر من أهل النار
وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ
[البقرة : 206]



اتق الله
في رجال أوقفوا عن العمل وظلموا وطردوا وتوقفت رواتبهم
لأنهم يحبون نبيهم صلى الله عليه وسلم
ويأبون إلا أن يتمسكوا بهديه الظاهر


اتق الله
وأنصف أناسا صدرت في حقهم سبعة احكام قضائية
تؤيد رجوعهم لوظائفهم مع إطلاقهم للحاهم
اتق الله
واعلم أنك موقوف بين يدي الله تعالى وسائلك
لم بادرت بتغيير موعد الانتخابات عندما اعترض الكفار من النصارى
 لتعارضها مع موعد أعيادهم الشركية
ولم تعر هؤلاء المسلمين المتوضئين اهتماما وأعرضت عن قضيتهم وكأن الأمر لا يعنيك

اتق الله
ولا تكن كقوم لوط الذين قرروا إخراج
نبي الله لوط عليه الصلاة والسلام وأهله ونفيهم من بلدتهم
لتهمة شنيعة ( من وجهة نظرهم )
وهي : الطهارة والعفة
قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ
[النمل : 56]


اتق الله
وتذكر كيف أذل الله تعالى من سبقك في منصبك
وكيف أذاقه الذلة بعد العزة


وتذكر قول الله تعالى
وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ
[هود : 83]


وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الثلاثاء، 26 فبراير 2013

من هم آل عمران ؟

من هم آل عمران ؟
 

السؤال: من هم آل عمران الذين ذكر الله اصطفاءهم في سورة " آل عمران " ، وما هي فضائلهم وخصائصهم ، وهل موسى بن عمران عليه السلام منهم ؟ 

الجواب :
 
الحمد لله
أولا :
 
آل عمران من المؤمنين الذين أخبر الله عز وجل أنه اصطفاهم وفضلهم على العالمين ، وذلك في قوله سبحانه وتعالى : 
( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ . ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ . إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ . فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ . فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) سورة آل عمران/33-37.
 
وظاهر من الآيات الكريمات أن " عمران " المقصود فيها هو والد " مريم " عليها السلام ، وليس عمران والد نبي الله موسى عليه السلام – كما ذهب إليه بعض المفسرين -، وقد قال المفسرون : إن ما بين العمرانين ألفا وثمانمائة سنة .
 
 يقول ابن كثير رحمه الله :
" المراد بعمران هذا : هو والد مريم بنت عمران ، أم عيسى ابن مريم عليهم السلام " انتهى.
" تفسير القرآن العظيم " (2/33)
 
ويقول الطاهر بن عاشور رحمه الله :
" وأما آل عمران : فهم مريم ، وعيسى ، فمريم بنت عمران بن ماتان كذا سماه المفسرون ، وكان من أحبار اليهود وصالحيهم ، وأصله بالعبرانية ( عمرام ) بميم في آخره ، فهو أبو مريم . وفي كتب النصارى : أن اسمه ( يوهاقيم )، فلعله كان له اسمان ، ومثله كثير . 
 
وليس المراد هنا عمران والد موسى وهارون ؛ إذ المقصود هنا التمهيد لذكر مريم وابنها عيسى ، بدليل قوله : ( إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَان ) " انتهى.
" التحرير والتنوير " (3/84)
 
 ثانيا :
وأما أوجه اصطفاء " آل عمران " على البشر فهي كثيرة عديدة ، منها : إكرامهم بإدراج النبوة فيهم ، وذلك في نبي الله عيسى عليه السلام الذي كان من أولي العزم من الرسل ، وفي نبي الله يحيى عليه السلام ، فهو ابن خالة المسيح عليه السلام ، ولدته " إيشاع " أخت مريم في قول جمهور المفسرين ، فهو إذن من آل عمران وذريته .
 
وانظر جواب السؤال رقم : (82569)
اصطفاؤهم بجعلهم بيت صلاح وخير وتقوى ، فقد كان بيت آل عمران مشهورا بالدين
والعبادة ، واشتهر في كتب التاريخ أن عمران كان من صالحي أهل زمانه ، كما ذكر
القرآن الكريم أن امرأة عمران نذرت ما في بطنها لله سبحانه ، كي يكون وقفا على
العبادة ، وذلك في قوله تعالى : ( إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي
مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) وكل ذلك بسبب إكرام الله عز وجل لهم ،
واصطفائه إياهم على أهل زمانهم ببلوغهم كمال الصلاح والديانة .
 
ثم إن من أوجه اصطفائهم تلك الفضائل الكثيرة الواردة لأفرادهم ، والقرآن الكريم مليء
بالآيات التي تتحدث عن عيسى بن مريم وأمه عليهما السلام ، وعن عظيم منزلتهما
وكرامتهما عند الله تعالى ، كقوله عز وجل : ( إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ
بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ) آل
عمران/45، وقوله تعالى : ( وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ
وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ) آل عمران/42 ، وفي القرآن الكريم أيضا ذكر لبعض ما
خص الله عز وجل به عيسى بن مريم وأمه ، وذلك في قوله سبحانه : ( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا
عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي
الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ
الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ
الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا
إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ) المائدة/110. كما وردت الآيات أيضا تتحدث عن نبي الله يحيى عليه السلام ، حتى قال الله عز وجل عنه : ( لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا ) مريم/7. 
 
وهكذا ففضائل آل عمران متواترة في الكتاب والسنة ، وهي دليل ظاهر على أن أهل هذا البيت الكريم من المصطفين عند الله عز وجل .

وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن عمران المذكور بالاصطفاء هنا : هو والد نبي الله موسى ، عليه السلام ، وفي المراد بآل عمران أقوال أخرى . 
 
ينظر : "النكت والعيون" للماوردي (1/386) ، "مفاتيح الغيب للرازي" (8/20-21) .
وما ذكرناه أولا أظهر ، وأقرب لسياق الآيات . 
والله أعلم .

السورة التي جمعت الأسماء والصفات


بسم الله الرحمن الرحيم


السورة التي جمعت الأسماء والصفات




قال الله تعالى :- (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ{1} اللَّهُ الصَّمَدُ{2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ{3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ{4} )  الاخلاص

سورة الإخلاص هذة السورة التي تعدل ثلث القران الكريم والتي جمعت الأسماء والصفات
ان هذه السورة العظيمة شملت إثبات كل كمال الله عز وجل ونفي كل نقص عنه. فقد اخبر سبحانه وتعالى فيها بأنه هو الله الأحد الصمد وانه لم يلد ولم يولد وليس له كفوا احد
ومعنى الأحد الذي لا نظير ولا شبيه له يعني لنا هذا الاسم الكريم على أن الله تعالى ليس كمثله شيء في صفات الكمال المتكامل الثابت له
ومعنى الصمد السيد الذي يصمد إليه كل الأمور ويقصدونه في الحوائج والمسائل وفي السراء والضراء فيعني هذا الاسم على أن الله وحده هو المستحق بقصد الحوائج والمسائل.
فلا يبطل هذا الاستحقاق بذهاب من يذهب عن الحق ويضل عن السبيل.
فمن الناس يقصد الخلق ويعرض عن الخالق والعياذ بالله.
الله تعالى هو الخالق وهو المدبر لما خلق لا خالق غيره .
ولا مدبر سواه إن الإعراض والتمرد عن قصده وسؤاله سبحانه وتعالى هو عين الجهل.
وعين الحمق. فينسى هذا الجاهل أو الأحمق بان الأمر كله بيده تعالى
إن هذه الأسماء التي جمعتها هذه السورة أثبتت لله تعالى جميع صفات الكمال والجلال لذلك يجب أن ندرك أن هذه السورة الكريمة تعدل ثلث القران كما اخبرنا صلى الله عليه وسلم فهي سورة تضمنت عقيدة الإسلام كلها القائمة على إثبات صفات الكمال للخالق ونفي صفات النقص عنه كما أسلفنا.
فهو سبحانه وتعالى يستحق العبادة والتوحيد والتوجه له فيجب على المسلم ان يعي ويعرف ويعلم معرفة الله وأسمائه وصفاته فسورة الإخلاص شاملة بتوحيد العقيدة والمعرفة بإثبات وحدانية الله تعالى الذي لا شريك له. فهو لا يلد ولا يولد فهو من لوازم الصمدية
إن هذه الصفات والأسماء تجمع التوحيد العلمي والاعتقادي الذي يباين جميع فرق الضلال والشرك لأنها وحدت وجمعت الأسماء والصفات فهي سورة تستحق أن تعدل ثلث القران.
وهي السورة التي أجاب بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على اليهود والمشركين حينما سألوه عن صفات الله سبحانه وتعالى فكان الجواب سورة الإخلاص
 
نسال الله لنا ولكم أن نكون من المخلصين والموحدين اللهم آمين
اعمل ما شئت كما تدين تدان


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى الأمين ، وعلى آله وأصحابه إلى يوم الدين .
أما بعد :
فهناك صنف من الناس دائم الشكوى والتبرم والتظلم ، ولا يكفّ عن إلقاء اللوم على غيره ، ويتساءل دائماً في حيرة وقلق :

لماذا لا يوفقني الله لطاعته ؟ لماذا يجعلني من أهل معصيته ؟ لماذا يبتليني بالأمراض والضعف في بدني ؟ لماذا يكدر عليّ معيشتي ؟ لماذا لا يجعلني أشعر بالسعادة والفرح والسرور ؟ لماذا يبتليني بالهموم والغموم والأحزان وضيق الصدر ؟ لماذا يوقعني في المصائب والفشل والبلايا ؟ لماذا يبتليني بالغضب وضعف البصيرة ؟
ولو تأمل هذا المشتكي في ذلك ، لعلم أن الآفة فيه والبلية منه ، فسبب تلك الشرور والمصائب التي تحيط بالإنسان هي نفسه التي بين جنبيه ! قال تعالى { أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [165: سورة آل عمران] ، وقال تعالى { مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ } [79: سورة النساء] ، وقال تعالى : { وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَن كَثِيرٍ} [30: سورة الشورى]
فالجزاء من جنس العمل ، والحصاد من جنس البذرة ، واعمل ما شئت فكما تدين تدان !!
ولكن الإنسان لا يرى ذلك ؛ لأنه طُبع على الجهل والظلم وحُسن الظن بالنفس والرضى بأفعالها . قال تعالى { إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا } [72: سورة الأحزاب] .
وقال تعالى :
{إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} [6: سورة العاديات] ، قال ابن عباس ومجاهد رضي الله عنهما : كفور جحود للنعم . وقال الحسن : هو الذي يعدُّ المصائب وينسى النعم . وقال أبو عبيدة : هو قليل الخير.
هكذا أنت أيها الإنسان ! أنت الظالم الجاهل .. الكفور الكنود .. الجحود لنعم الله تعالى .. إلا من رحم الله عز وجل من عباده الصالحين { وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [13: سورة سبأ] .
كيف تشتكي وأنت القاعد في طريق مصالحك تقطعها عن الوصول إليك ؟
وكيف تتبرم وأنت الغيم المانع لإشراق شمس الهدى على قلبك ؟
وكيف تتظلم وأن الحجر الذي قد سد مجرى الماء الذي به حياتك ؟
ومع ذلك تستغيث : العطش العطش !!
فليس منك أضر منك على نفسك كما قيل :
ما تبلغ الأعداءُ من جاهل *** ما يبلغ الجاهل عن نفسه
- فأنت الظالم وتدعي أنك مظلوم .. وأنت المعرض وتزعم أنهم طردوك وأبعدوك !!
- تولي ظهرك الباب .. بل تغلقه على نفسك .. وترمي مفتاحه وتضيعه وتقول :
دعاني وسدَّ الباب دوني فهل إلى *** دخولي سبيل بينوا لي قصتي !!
كن عاقلاً
* أما العاقل فإنه ينظر إلى نفسه ، ويحاسبها ، ويعرف أنها محلُ جناية ومصدر البلاء ؛ لأنها خلقت ظالمة جاهلة ، وأن الجهل والظلم يصدر عنهما كل قول وفعل قبيح . وهذا النظر يدعوه إلى العمل على إخراجها من هذين الوصفين ، فيبذل جهده في تعلم العلم النافع الذي يخرجها عن وصف الجهل ، ويبذل جهده في اكتساب العمل الصالح الذي يخرجها به عن وصف الظلم .
ويرغب إلى خالقها وفاطرها أن يقيها شرها ، وأن يؤتيها تقواها ، وأن يزكيها فهو خير من زكاها ، فهو وليّها ومولاها ، وألا يكله إلى نفسه طرفة عين ، فإنه إن أوكله إليها هلك . قال تعالى { وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [16: سورة التغابن].
* فيا عبد الله !
- إذا وقعت في معصية ، فاعلم أن ذلك منك لا من غيرك .
- وإذا نزل بك بلاء ، فبسبب جهلك وظلمك .
- وإذا عشت في ضيق وهم وغمّ وكرب وخوف وقلق ، فاعلم أن ذلك بسبب بعدك عن ربك ، وإعراضك عن خالقك وفاطرك .. فانظر في نفسك .. ودققّ النظر ، فسترى سبب ذلك لائحاً أمام عينيك . أما إذا لم تر ذلك ، فالأمر كما قال الشاعر :

قد تنكر العين ضوء الشمس من رمدٍ *** وينكر الفم طعم الماء من سقم
قال تعالى {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } [سورة الزلزلة] .
كفى مخادعة
فيا من تشكو وتتظلم وتتبرم !
- أين أنت من القيام بواجب العبودية لله عز وجل ؟
- أين عبودية قلبك ؟
- أين عبودية لسانك ؟
- أين عبودية جوارحك ؟
- أين أنت من الصلاة ؟
- أين أنت من الزكاة ؟
- أين أنت من الصيام ؟
- أين أنت من الزكاة ؟
- أين أنت من الحج ؟
- أين أنت من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟
- أين أنت من بر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى الجيران ؟
- أين أنت من مصاحبة الأخيار والتخلق بأخلاقهم ؟
- أين أنت من ترك صحبة الأشرار وتكثير سوادهم ؟
- أين أنت من مزاحمة العلماء بالركب وحضور مجالسهم ؟
- أين أنت من الاهتمام بشؤون المسلمين والدعاء لهم والتألم لآلامهم ومصائبهم ؟
- أين أنت من صدق الحديث والوفاء بالوعد وأداء الأمانة ، وترك الغيبة والنميمة والحسد والبغضاء ؟
- أين مراقبتك لله وقد جعلته أهون الناظرينَ إليك ؟
- أين شكرك للنعم وأنت تستخدم نعمه في محاربة ليلاً ونهاراً ؟
- أين حفظك للرأس وما وعى ؟
- أين حفظك للبطن وما حوى ؟
- أين ذكرك للموت والبلى ؟
- فالعين منك مسخَّرة في النظر إلى المحرمات ، ومشاهدة القنوات التي تعرض للعهر والفجور ، وتدعو إلى الفساد والرذيلة .
- واليدُ : جعلتها وسيلة لإيذاء من لا يحلُّ لك إيذاؤه ، أو لمس ما لا يحلُّ لك لمسه ، أو تناول مالا يجوز لك تناوله .
- الرجلُّ : وظفتها في السعي إلى الحرام ، وإيذاء عباد الله الصالحين ، بدلاً من السعي إلى الطاعات وإقام الصلوات .
- والقلب يهوى ويتمنى ..
- والفرج يصدّق ذلك أو يكذّبه .
قال تعالى :
{يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ(25) }[ سورة النــور].
سبيل النجاة
* أخي المفرّط !
هذا بعض ما جَنَتْه يداك .. وهذه عاقبة أفعالك ومعاصيك ، ولكنك لا تشعر : {لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ } [22: سورة ق] .
* أما في الدنيا : فأنت من أعظم الناس غروراً .. ترجوا النجاة ، وتأمل السعادة والراحة ، وتطمع في الفرح والسرور والسكينة والطمأنينة ، مع أنك دائم السير في الطرق الموصلة إلى أضداد هذه الأمور .
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها *** إن السفينة لا تجري على اليَبَسِ
احفظ الله يحفظك
هكذا قال صلى الله عليه وسلم : (( احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك )) [رواه أحمد والترمذي وقال : حسن صحيح ] .
قال الحافظ ابن رجب في شرح هذا الحديث ما ملخصه : (( يعني احفظ حدود الله وحقوقه ، وأوامره ونواهيه ، وحفظ ذلك : هو الوقوف عند أوامره بالامتثال ، وعند نواهيه بالاجتناب ، وعند حدوده ، فلا يتجاوز ولا يتعدى ما أمر به إلى ما نهي عنه ، فدخل في ذلك فعل الواجبات جميعها وترك المحرمات كلها … وذلك كله يدخل في حفظ حدود الله كما ذكره الله في قوله : {وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ } [112: سورة التوبة]، وقال {هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ } [32: سورة ق] ، وقد فسِّر الحفيظ هاهنا بالحافظ لأوامر الله ، وقد فسِّر الحفيظ هاهنا بالحافظ لأوامر الله ، وفسِّر بالحافظ لذنوبه حتى يرجع عنها ، وكلاهما يدخل في الآية .
حفظ الصلوات الخمس
* ومن أعظم ما يجب حفظه من المأمورات : الصلوات الخمس. قال تعالى : {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى } [238: سورة البقرة] ، وقال تعالى : {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ } [34: سورة المعارج] .
حفظ الوضوء
* وكذلك الطهارة فإنها مفتاح الصلاة ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن )) [ رواه أحمد بسند حسن ] .
فإن العبد تنتقض طهارته ولا يعلم بذلك إلا الله ، فالمحافظة على الوضوء للصلاة دليل ثبوت الإيمان في القلب .
حفظ الأيمان
* ومما أمر الله تعالى بحفظه : الأيمان ، ولهذا لمَّا ذكر الله كفارة اليمين قال : { وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ } [89: سورة المائدة] فمن حفظ أيمانه دلَّ على دخول الإيمان قلبه .
وكان السلف يحافظون على الأيمان ، فمنهم من كان لا يحلف بالله ألبتة ، ومنهم من كان يتورع حتى يكفّر عما شك في الحلف فيه .
وقد ورد التشديد العظيم في الحلف الكاذب ، ولا تصدر كثرة الحلف بالله إلا من الجهل بالله ، وقلة هيبته في الصدور .
حفظ الرأس والبطن
* ومما يلزم المؤمن حفظه : رأسه وبطنه وحفظ الرأس وما وعى يدخل فيه : حفظ السمع والبصر واللسان من المحرمات .
وحفظ البطن وما حوى يتضمن حفظ القلب عن الإصرار على محرَّم . وقد جمع الله ذلك كله في قوله تعالى : { إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [36: سورة الإسراء].
ويدخل في حفظ البطن وما حوى : حفظه من إدخال الحرام عليه من المأكولات والمشروبات
حفظ اللسان والفرج
* ومما يجب حفظه من المنهيات : حفظ اللسان والفرج . وفي حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من حفظ ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة )) [ خرجه الحاكم ] .
وخرّجه البخاري من حديث سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولفظه : (( من يضمن لي ما بين لحييه ورجليه أضمن له الجنة )) .
وقد أمر الله تعالى بحفظ الفروج خاصة ، ومدح الحافظين لها ، قال تعالى : { قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ } [30: سورة النــور] .
وقال تعالى :
{ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ } [35: سورة الأحزاب] .
وقد روي عن أبي إدريس الخولاني : أن أول ما وصّى الله آدم عند إهباطه إلى الأرض بحفظ فرجه ، وألا يضعه إلا في حلال .
الجزاء من جنس العمل
قوله : (( يحفظك )) يعني أن من حفظ حدود الله وراعى حقوقه حفظه الله ، فإن الجزاء من جنس العمل كما قال تعالى : { وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} [40: سورة البقرة] ، وقال {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [152: سورة البقرة]. وقال : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [7: سورة محمد] .
أنواع الحفظ
* وحفظ الله لعبده يتضمن نوعين : أحدهما : حفظه في مصالح دنياه / كحفظه في بدنه وولده وأهله وماله .
قال تعالى :
{ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ} [11: سورة الرعد] .
قال ابن عباس : هم الملائكة يحفظونه بأمر الله ، فإذا جاء القدر خلوا عنه .
وقال مجاهد : ما من عبد إلا له ملك يحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوامّ ، فما من شيء يأتيه إلا قال : رواءك ، إلا شيء قد أذن الله فيه فيصيبه .
صور حفظ الله للعبد في دنياه
* ومن حفظ الله للعبد في دنياه : أن يحفظه في صحة بدنه وقوته وعقله وماله .
* قال بعض السلف : العالم لا يخرف . وقال بعضهم : من جمع القرآن متَّع بعقله .
وتأوّل بعضهم على ذلك قوله تعالى :
{ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ(5)إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) }[ سورة التين] .
وكان أبو الطيب الطبري قد جاوز المائة سنة وهو ممتَّع بعقله وقوته ، فوثب يوماً من سفينة كان فيها إلى الأرض وثبة شديدة ، فعوتب على ذلك فقال : هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر ، فحفظها الله علينا في الكبر.
* وعكس هذا : أن الجنيد رأى شيخاً يسأل الناس فقال : إن هذا ضيّع الله في صغره ، فضيّعه الله في كبره !!
حفظه في أولاده
* وقد يحفظ الله العبد بصلاحه في ولده وولد ولده . كما قيل في قوله تعالى : { وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا } [82: سورة الكهف] أنهما حفظا بصلاح أبيهما .
* وقال محمد بن المنكدر : إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده وقريته التي هو فيها ، فما يزالون في حفظ من الله وستر .
* وقال ابن المسيب لإبنه : يا بنيّ لأزيدن في صلاتي من أجلك رجاء أن أحُفظ فيك ، وتلا هذه الآية :{ وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا } [82: سورة الكهف].
حفظه في أمواله
ومتى كان العبد مشتغلاً بطاعة الله عز وجل ، فإن الله تعالى يحفظه في تلك الحال .
* كان شيبان الراعي يرعى غنماً في البرية ، فإذا جاءت الجمعة خَطَّ عليها خطّاً ، وذهب إلى الجمعة ، ثم يرجع وهي كما تركها !!
* وكان بعض السلف في الميزان يزن بها دراهم ، فسمه الآذان ، فنهض ونفضها على الأرض ، وذهب إلى الصلاة ، فلما عاد جمعها فلم يذهب منها شيء .
حفظه من الجن والإنس
* ومن الأنواع حفظ الله لعباده في دنياه : أن يحفظه من شر كلّ من يريده بأذى من الجن والإنس . كما قال تعالى : { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا} [2: سورة الطلاق] .
قالت عائشة رضي الله عنها : يكفيه غمّ الدنيا وهمها .
وقال الربيع بن خثيم : يجعل له مخرجاً من كل ما ضاق على الناس .
وكتب بعض السلف إلى أخيه : أما بعد فإن من اتقى الله فقد حفظ نفسه ، ومن ضيّع تقواه ، فقد ضيّع نفسه ، والله الغني عنه .
حفظه من الحيوانات المؤذية
ومن عجيب حفظ الله تعالى لمن حفظه أن يجعل الحيوانات المؤذية بالطبع حافظة له من الأذى وساعية في مصالحه ، كما جرى لسفينة مولى النبي صلى الله عليه وسلم حين كُسر به المركب ، وخرج إلى جزيرة فرأى السبع فقال له : يا أبا الحارث ! أنا سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعل يمشي حوله ويدله على الطريق حتى أوقفه عليها ، ثم جعل يهمهم كأنه يودِّعه وانصرف عنه .
* ومن ضيّع الله ضيّعه الله بين خلقه ، حتى يدخل عليه الضرر ممن كان يرجو نفعه ، ويؤذيه أخص أهله به وأرفقهم به .
كما قال بعضهم : إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق خادمي وحماري .
* فالخير كله مجموع في طاعة الله والإقبال عليه ، والشرُّ كله مجموع في معصيته والإعراض عنه .
حفظ الدين
* النوع الثاني من الحفظ : وهو أشرفهما وأفضلهما : حفظ الله لعبده في دينه ، فيحفظ عليه دينه وإيمانه ؛ في حياته من الشبهات المردية ، والبدع المضلة ، والشهوات المحرمة ، ويحفظ عليه دينه عند موته ، فيتوفاه على الإسلام .
وهكذا كما حفظ يوسف عليه السلام ، قال : { كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [24: سورة يوسف].
فمن أخلص لله خلّصه الله من السوء والفحشاء ، وعصمه منهما من حيث لا يشعر ، وحال بينه وبين أسباب المعاصي المهلكة .
* فمن قام بحقوق الله عليه ، فإن الله يتكفل له بالقيام بجميع مصالحه في الدنيا والآخرة . فمن أراد أن يتولى الله حفه ورعايته في أموره كلها فليراع حقوق الله عليه ، ومن أراد ألا يصيبه بشيء مما يكره ، فلا يأت شيئاً مما يكرهه الله منه .
وكان بعض السلف يدور على المجالس ويقول : من أحبّ أن تدوم له العافية فليتق الله.
وقال العمري الزاهد : كما تحب أن يكون الله لك ، فهكذا كن لله عز وجل .
فما يؤتى الإنسان إلا من قبل نفسه ، ولا يصيبه مكروه إلا من تفريطه في حق ربه عز وجل. كما قال بعض السلف : من صَفّى صُفِّي له ، ومن خلَّط خُلِّط عليه ..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
* * *
إعداد القسم العلمي بدار الوطن