الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله .
تلاوة اليوم لا شبيهَ لها .. قولاً واحدًا .. ولم يَـتَـيَسَّرْ سماعُها منذ تلاوتِها إلا لعددٍ محدود من مُحِبِّي القارئ الشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد رحمه الله .. ولو جاز التشبيه لقُلْنَا إنها قطعة نادرة من الماسِ الفريد الذي لا مثيلَ له مطلقًا .. لأنها تلاوةٌ مختلفةٌ في نَسَقِها عن معظم تلاواته .. وتُثْبِتُ بجلاءٍ أن اسمَه المنقوش بين نجوم السماء بمدادٍ من نور لم يَأْتِ من فراغٍ أبدًا .
كان المرحوم الشيخ عبد الباسط عبد الصمد يَسْتَعِدُّ لصلاة الجمعة المباركة والتلاوة قَـبْلها بطقوسٍ خاصة شديدةِ الفَرَادَة .. يُصَلِّي الصبح في جماعة كعادته بالمسجد .. ثم يعود إلى المنزل ليقرأ وِرْدَهُ القرآني المعلوم .. ويصلي الضحى ثم يَغْفُو قليلاً .. ويستيقظ قبل الصلاة ويُفْطِرُ إفطارًا بسيطًا ويَحْتَسِي من بعده القهوةَ التُّرْكِيَّة التي كان يَعْشَقُهَا .. ثم يَغْتَسِلُ اغتسال الجمعة .. وينتقي من الثياب الفاخرة أفخمها وأبهاها .. ثم يحشو جيبه الأيمن بالمال الكثير الجديد الذي لا يَعْلَمُ عدده ولا حسابه .. ويَتَطَيَّب بعِطْرِهِ الأصيل .. ويتأكَّد لمرةٍ أخيرة من تَأَنُّقِ مَلْبَسِهِ وكأنما هو ذاهب لليلةِ عُرْسِه .. وما كان ذاك إلا عملاً بسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام ، ولرغبته في أن يُعْلَمَ أَثَرُ نعمةِ اللهِ تعالى عليه .. ثم يذهب للمسجد في سيارته مع سائقه وبصحبته بعض أبنائه الذين كانوا وما زالوا الذُّرِّيَّة الصالحة التي تُبْقِي مَآَثِرَ الآباءِ خالدةً ، وفي الطريق يتعرف عليه الناس فيُحَيُّونَه ويَحْظَوْا بشَرَفِ السلام على القارئ الذي عاش للقرآن الكريم ووَهَبَه عمره فأَعَزَّ القرآنُ قَدْرَهُ أضعافًا مضاعفة .. ويصل الشيخ إلى المسجد فينتبه الناس جميعًا فور نزوله من السيارة .. ويُسَارِعُون إليه مُسَلِّمِينَ ومُقَبِّلِينَ يَدَهُ الكريمة .. وما من سائل إلا ويُخْرِجُ الشيخ الصدقات من جيبه ليعطيه بلا حساب .. فلا تدري شماله ما أنفقت يمينه .. ويدخل الشيخ إلى المسجد فيَنْتَبِهُ من فيه .. فيُسَلِّم ثم يَسْتَأْذِن ويذهب لمقصورة المسجد ليصلي التحية .. وبعد أن يخرج من بعد ذلك فيقرأ وكأنما هي قراءة مُوَدِّع امتلأ قلبه إيمانًا وخشوعًا .. فتَتَزَلْزَلُ جَنَبَات المسجد بالذِّكْرِ والتهليل والدعاء له بطول العمر والصحة وأن يُقَوِّيَهُ الله تعالى وألاَّ يحرم المسلمين منه أبدًا .
وتلاوة اليوم أيها الإخوة الأحباب من محافل الكويت في الفترة الزاهية ..
وهي لما تَيَسَّرَ من سُور البقرة الغاشية الإخلاص الفلق الناس الفاتحة ثم أوائل وأواخر سورة البقرة .. تلاها فضيلته بالكويت أوائل السبعينات .
نسأل الله ان يجعلها صدقةً جاريةً للشيخ عبد الباسط وتَرَحُّمًا له ولأمواته ولكل من استمع فخشع قلبه لآيات الكتاب المجيد .. وجْعَلْهُم الله في جناتٍ ونَهَرٍ في مَقْعَدِ صدقٍ عند مليكٍ مقتدر، إنه ولي ذلك والقادر عليه .. آمين .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قدمت لكم هذه التلاوة المباركة من موقع فضيلة القارئ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله حصرياً وبجودة عالية HD .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق