الثلاثاء، 11 فبراير 2014

( حلم يتحقق ، ودعآء مستجاب ) بقلم : لحظة صفا

( حلم يتحقق ، ودعآء مستجاب ) بقلم : لحظة صفا 




قصة حقيقية ترويها لكم لحظة صفا ... مع أختها الصغرى 
فقط على منتديات بيت حواء 


في يوم من الأيام وفي فترة العصر ... كما نقول نحن ( عصرية ) دخلت أمي الحبيبة تحمل في يدها ... ثلاجة القهوة 

لتدخل عندنا في غرفتنا ... ( غرفة البنات )


دخلت أمي لكي تشرب معنا القهوة ... ولكي نتجاذب أطراف الحديث .. 


فعلا أخذنا نتكلم ونحكي القصص تعالت أصواتنا في الغرفة .. والضحكات ... كانت تملأ المكان 



فجأة أخذ الباب يفتح ببطء شديد جدا ... تسمّرت أعيننا على الباب ... 


لنرى من هو الذي خلف الباب البائس الذي يفتح الباب بهذه الطريقة الحزينة ....


وإذا بها أختي التي كانت تصغرني بسنتين فقط ... كانت هادئة حساسة لا تتدخل في شؤون غيرها ... 



فتحت الباب ... أخيرا ..


جلست معنا ... وبدأ الحزن على وجهها واضحا ...

بعد أن جلست ابتسمنا جميعا ونحن نظر لبعضنا البعض ... 


... قلنا لها ما بك ... وما لك تبدين حزينة ..


قالت : لقد حلمت حلم مزعج .. 


قلنا لها أمن أجل حلم تكونين بهذا الحزن والتعاسة ... 


قالت : نعم .. لقد فسرت الحلم ... ولست مرتاحة ... 


قلنا لها : بسخرية . ... هاتي تفسير حلمك نشوووف .. 



قالت : ( لقد حلمت أن لي ثلاثة أرجل )

وقد فسرت الحلم من كتاب تفسير الأحلام ... 


( كان لدينا مكتبة بالبيت تحوي على كتب كثيرة منها كتاب لتفسير الأحلام )


قالت : 

مكتوب في تفسير الحلم أن صاحب هذا الحلم سيعتمد وسيحتاج إلى العصاه ..

إما لفقد بصره ... أو ... سيمد الله تعالى في عمره حتى يحتاج إلى العصاه ...




وكنا وقتها في المرحلة الجامعية أنا لحظة صفا .. في السنة الثالثة وأختيكانت في السنة الأولى من الجامعة 


قلنا لها : ربما سيمد الله في عمرك حتى تصبحي عجوزا تحتاجين إلى العصاه وأخذنا نضحك ... 

وهي لا زالت مكتئبة .. 


وكأن الإنسان يعلم ماذا سيحل له من أقدار الله ... عندما تنزل عليه ... 


بعدها مرت الأيام ولا زالت أختي حزينة شاردة الذهن .... 


وبعد أربعة أيام أو ثلاث أيام .... 



إذا بقدر الله يمضي و الحلم يتحقق ....



وبعد أربعة أيام أو ثلاث أيام ....

إذا بقدر الله يمضي و الحلم يتحقق ....

دخلت إلى غرفتنا بعد صلاة العصر ( غرفة البنات )

وإذا أختي مستلقيه على فراشها . وأخذت تناديني بصوت خافت
اقتربت منها . قلت لها : نعم .

قالت لي : النور مفتوح .
قلت لها : لا .

قلت لها : حسبتك ستنامين ودخلت آخذ بعض الأقلام .

قالت لي : افتحي (اللمّبات) أضيئي النور

أضأت النور .

قالت لي : أنا ما أشوف .

قلت : كيف يعني .

قالت : ما أشوف الدنيا سودا ...

بعدها ارتعبت .. أحسست وكأن عظامي دخلت ( الفريزر)

كيف ما تشوف وأنا وهي كُنا نتناول وجبة الغداء ...

وماكان فيها أي شئ كانت بأتم الصحة والعافية ...

لا أعرف ما أفعل .. لم أرد أن أخبر أمي ..

خرجت من الغرفة ...

كان أخي الكبير يتكلم مع أبي ... في غرفة مجاورة ... ويتبادلون الأحاديث ..

وقفت في طرف الغرفة .. في جهة لا يراني فيها أبي ...

وأشرت إلى أخي الكبير أن تعال بسرعة ...

أستأذن أخي من أبي .. وجآء إليّ ..

أخي : إيش في
أنا : أختي ...
أخي : إشبها
أنا : تقول ما تشوف شئ .
أخي : كيف يعني ..
أنا : يعني ما تشوف شئ بعينها تشوف الدنيا سودا ...


أخذت أخي واتجهنا للغرفة ...

جلس أخي عند أختي الصغرى ... صحيح ما تشوفين ...

كيف إيش صار ؟

والله يا بنات ...

قالت : كنت نايمة بعدين صحيت وانا ما أشوف ... هكذا فقط

أخذ أخي يحاول معها أن تفتح عينها .. فلما فتحت عينها

عينها بدت بيضاء والبؤبؤ الأسود كان معلق بالأعلى أعلى العين ....


بدت ارتجف وأبكي من الصدمة وبما حل بأختي الغالية .....

وانا أتذكر كيف تكتب بعد الآن .. كان خطها جميلا جدا ..

وكانت رسوماتها رائعه .. وكانت متفوّقة في دروسها ... 

كيف يحصل هذا ؟

فجأة أقطع التفكير وأستعيذ من الشيطان .

وأقول لا إن شاء الله سيرجع لها بصرها ... وستكون حادثة عابرة 


تركت أخي مع أختي ....

وذهبت مسرعة نحو .. مجلس الضيوف ..

لطالما كان مكاني المفضل .. لأن المكان هادئ بعيد عن ضوضاء التلفاز ... والأشياء الأخرى ..

من غير مآ أشعر .. توضأت وضوئي للصلاة ...

دخلت مجلس الضيوف .. ولم أرى غير شماغ أخي ...

لفيت الشماغ .. على رأسي .. فقط هكذا ..

صليت ركعتين ...

بالله من يصلي بعد العصر ,,,

واقتربت الشمس على الغروب ....

نعم .. صليت وأنا أبكى وأبكى .. بين يدي الله تعالى ....

يا قادر كما أخذت بصر اختي أرجعه لها يا قدير ....

وانا أدعو .. رجيتك رجيتك يارب أن تستجيب دعوتي ....

وأنا أبكي بحرقة وألم ....... لما حصل لأختي الحبيبة ...

رجعت إلى أختي .. ولقيت أخي في مكانه . مع أمي ..

أمي بدت مصدومة .. لم تنطق بكلمة ...

جآء أخي الآخر .. رأيت الدموع في عينيه عندما علم بالخبر .

قال : لنا ماذا تنتظرون ...


هيّا لبسيها العباية نأخذها للمستشفى ....


ذهبت معها انا وامي ... ألبسناها العباية بعد ان كانت تلبسها بمفردها ...

أخذت بيدها لكي أنزلها ,, حتى وصلنا إلى السيارة وانا ممسكة بيديها ....

كان قلبي يحترق .. كانت تمشي لوحدها من غير مساعدة من أحد ....


دخلنا على الطبيب ....

وقال لنا : انتظروا في غرفة الإستراحة ....

وإذا في غرفة الإنتظار تلفاز ... لم ترفع أختي رأسها ...

لتنظر إليه ...


دخلنا على الطبيب .....

أخذ الطبيب يحاول أن تفتح عينها ... قال هذا تشنج في عصب البصر ....

كان الطبيب يغلق النور ويفتحه ويأمرها أن تحاول أن تنزل عينها إلى الأسفل ..

وكانت تحاول أن تنزل عينها ... وكأنها تنظر لشئ بالأسفل


حاول الطبيب معها .... حتى ولله الحمد


قالت : أشوف صرت أشوف


بعدها حمدنا الله كثيرا .... 


قال الطبيب : 

هذا تشنج بالعصب البصري ... وهذا ينتج عن ضغط نفسي


نعم : كان وقت الإختبارات النهائية .. وكانت أختي في ضغط

بسبب التفكير بالإختبار . خصوصا انها كانت في السنة الاولى . من الجامعة . فكانت تحس برهبة ........



رجعنا البيت وكانت الفرحة لا تسعني ....

فرحنا كثيرا ... من أجلها .......


انتهت القصة .... 


تنويه من الكاتبة :
]أختي التي حصلت لها هذه الحادثة

تخرجت من الجامعة بتقدير 

إمتياز . وهي الآن متزوجة ولديها طفلة ..... 

وهي بأتم الصحة والعافية .... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق