حين رأيت عينيك !!
حين رأيت عينيك لأول مرة لم يصبنى الفرح قدر ما أصابتنى الدهشة .
نعم الدهشة !!..
وكأن حلما جميلا حلمه المرء فى ليلة صيفية واستغرق فى تفاصيله الجميلة وارتسمت ابتسامة النشوى على وجهه وهو نائم من فرط سعادته ليستيقظ ويجد حلمه أمامه بكل تفاصيله .
هذا حالى عندما رأيت عينيك لأول مرة .
فلقد خلق الله عينيك فى ثانيتين لأتعذب بهما عمرا بأكمله .. وكأن عينيك حلمى فى صورة انسان .
وكأنهما سهم أصاب شغاف القلب فانفرط عقده توا واندفعت مشاعره المكبوتة منذ سنين عديدة متوجهة إليك .
لا دخل لحساب الزمن هنا .
خدعونا كثيرا عندما أخبرونا بأن الحب يحتاج إلى معرفة جيدة ثم دراسة مستفيضة ثم صداقة ممتدة ثم يأتى أو لا يأتى !!..
يا لهم من حمقى ويا لنا من سذج إذا صدقنا .
إن هذا السيناريو أمثل ما يكون لمشروع تجارى أقرب منه للحب والعاطفة .
فالحب إما موجود أو لا موجود ومن أول نظرة .
إنها أرواح متآلفة خلقها ربها وأرشدها إلى طريق تتقابل فيه وتلتحم فى رباط أزلى لا يبلى مهما بلت أجساد المحبين .
حين رأيت عينيك التقت روحى بروحك فكأنى أعرفك منذ ولدت .
قد تندهش منى ولكن وبكل الصدق هذا حالى وحال كل من يحب حبا صادقا .
قد نقضى العمر مع أشخاص نعرفهم ويعرفونا ونقابلهم ويقابلونا ونكلمهم ويكلمونا ثم يمضى العمر معهم دون أن تتحرك مشاعرنا تجاههم .
وقد نلمح شخصا لمحة خاطفة فيسرق بها قلوبنا التى كنا نظن ألا مكان لها فى صدورنا إلا لتنظيم النبض والحفاظ على الحياة .
وما فعل ذلك الشخص هذا ولا سرق قلوبنا إلا لأن أرواحنا قد التقت وتعارفت حتى وإن لم ندر الكثير عن بعضنا البعض .
لقد احتفظت طوال عمرى بمشاعرى نقية كالأبكار نائية بها عن كل تدنى أو محاولات ساذجة لايهامها بالحب مترفعا بها عن كل من لا يستحقها حتى أصبحت أمام عينى كنهر مقدس ترتفع أمواجه يوما بعد يوم فى انتظار الفيضان ..
حين رأيت عينيك فاض النهر رغما عنى فلا تلومنى إذا غمرتك بمحبتى تلك وأنا أعلم أنك لم تعرفنى إلا منذ أيام قلائل .
أحس كثيرا أن البشر على علمهم قد قصرت لغاتهم على تنوعها أن تجد تعبيرا لغويا يصف مشاعر كمشاعرى نحوك .
" أحبك " أهذه الكلمة تعبر عما أشعر به تجاهك ؟..
إنها تبدو ضئيلة فى ناظرى فكيف ستبدو بالنسبة إليك ؟..
إذا استطاع البشر ايجاد تعبير يعبروا به عن فرحة العائد إلى وطنه بعد غربة وجد فيها الأهوال أو تعبيرا يعبر عن فرحة الطفل الذى وجد أمه أمامه بعد ضياعه منها فى الزحام أو عطشان وجد أمامه بئرا عذبة فى الصحراء فسوف أجد تعبيرا يعبر عما أشعر به تجاهك .
خذ ما شئت من الوقت يا من سلمت للقلب وتباعد كما تشاء ولكن لتعلم يا مولاي بأننى مؤمنة بأننى قدرك كما أنا مؤمنة بأنك قدرى .
وباعثى على هذا الإيمان هو إيمانى بأن ربى قد عوضنى بك عن حياة فارغة بلا معنى .
كلوح أبيض بلا ألوان فأصبح بك لوحة نفيسة تمتلئ بالحياة وتصطخب بالألوان .
" شوى شوى " ..
هكذا قلت حين أخبرتك عن مشاعرى تلك فأدركت أنك لم تستوعب ما حدث لي حين رأيتك ..
ولكن لا بأس ..
فلم أتوقع أن تفهم سريعا ما حرت وعجزت أنا عن فهمه كثيرا .
لماذا اندفعت نحوك بهذا الشكل ؟..
لماذا أنت ؟..
أتعلم ؟..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق