لتكونى أسعد أمرأة فى العالم
السبيكة الأولى : إمرأة تحدت الجبروت
![نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة](https://lh3.googleusercontent.com/blogger_img_proxy/AEn0k_sVzO1LjHE29tJG_JbOx5Z8tBrPP-hCNTEETIT91jJZnaSBZh5fneDXvqlnaOGZqfaB-ksQFvpR9iXUq6M5SqXxHUvNiwDLAlijU4pom1W_vRBw-Fzprw=s0-d)
ما مضى فات والمؤمل غيب ولك الساعة التي أنت فيها
انظري إلى نصوص الشريعة كابا وسنة ، فإن الله قد أثنى على المرأة الصالحة ، ومدح المرأة المؤمنة ، قال الله سبحانه وتعالى : ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (التحريم:11) ، فتأملي كيف جعل هذه المرأة (آسية رضي الله عنها ) مثلا حيا للمؤمنين والمؤمنات ، وكيف جعلها رمزا وعلما ظاهرا لكل من أراد أن يهتدي وان يستن بسنة الله في الحياة ، وما اعقل هذه المرأة وما أرشدها: حيث أنها طلبت جوار الرب الكريم ، فقدمت الجار قبل الدار ، وخرجت من طاعة المجرم الطاغية الكافر فرعون ، ورفضت العيش في قصره ومع خدمه وحشمه ومن زخرفه ، وطلبت دارا أبقى واحسن واجمل في جوار رب العالمين ، في جنات ونهر ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، أنها امرأة عظيمة : حيث أن همتها وصدقها أوصلاها إلى أن جاهرت زوجها الطاغية بكلمة الحق والإيمان ، فعذبت في ذات الله ، وانتهى بها المطاف إلى جوار رب العالمين ، لكن الله جعلها قدوة وأسوة لكل مؤمن ومؤمنة إلى قيام الساعة ، وامتدحها في كتابه ، وسجل اسمها ، وأثنى على عملها ، وذم زوجها المنحرف عن منهج الله في الأرض
إشراقة :
تفاءلي ولو كنت في عين العاصفة
السبيكة الثانية : عندك ثروة هائلة من النعم
لطائف الله وان طال المدى كلمحة الطرف إذا الطرف سجى
أختاه إن مع العسر يسرا ، وان بعد الدمعة بسمة ، وان بعد الليل نهارا ، سوف تنقشع سحب الهم ، وسوف ينجلي ليل الغم ، وسوف يزول الخطب ، وينتهي الكرب بإذن الله ، واعلمي انك مأجورة ، فإن كنت أما فإن أبناءك سوف يكونون مددا للإسلام ، وعونا للدين ، وأنصارا للملة ، متى قمت بتربيتهم تربية صالحة ، وسوف يدعون لك في السجود، وفي السحر ، أنها نعمة عظيمة أن تكوني أما رحيمة رؤومة ، ويكفيك شرفا وفخرا أن أم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم إمرأة أهدت البشرية الإمام العظيم ، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : وأهدت بنت وهب للبرايا يدا بيضا طوفت الرقابا
إن في وسعك أن تكوني داعية إلى منهج الله في بنات جنسك ، بالكلمة الطيبة ، بالموعظة الحسنة ، بالحكمة ، والمجادلة بالتي هي احسن ، بالحوار ، بالهداية ، بالسيرة العطرة ، بالمنهج الجليل النبي ، فإن المرأة تفعل بسيرتها وعملها الصالح ما لا تفعله الخطب والمحاضرات والدروس ، وكم من امرأة سكنت في حي من الإحياء ، فنقل عنها الدين والحشمة والحجاب والخلق الحسن ، والرحمة بالجيران ، والطاعة للزوج ، فصارت سيرتها العطرة محاضرة تتلى ، ووعظا ينقل في المجالس ، وصارت أسوة لبنات جنسها .
إشراقة :
غدا يزهر الريحان ، وتذهب الأحزان , ويحل السلوان
غدا يزهر الريحان ، وتذهب الأحزان , ويحل السلوان
السبيكة الثالثة : يكفيك شرفا انك مسلمة
أتيأس أن ترى فرجا فأين الله والقدر ؟!
فكل ما أصابك في ذات الله فهو مكفر بإذن الواحد الأحد ، وابشري بما ورد في الحديث : " إذا أطاعت المرأة ربها ، وصلت خمسها ، وحفظت عرضها ، دخلت جنة ربها " ، فهي أمور ميسرة على من يسرها الله عليه ، فقومي بهذه الأعمال الجليلة ، لتلقي ربا رحيما ، يسعدك في الدنيا والآخرة ، قفي مع الشرع حيث وقف ، واستني بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فأنت مسلمة ، وهذا شرف عظيم ، وفخر جسيم فغيرك ولدت في بلاد الكفر ، إما نصرانية ، أو يهودية ، أو شيوعية ، أو غير ذلك من الملل والنحل المخالفة لدين الإسلام ، أما أنت فإن الله اختارك مسلمة ، وجعلك من اتباع محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ومن المتبعين المقتدين بعائشة وخديجة وفاطمة رضي الله عنهن جميعا ، فهنيئاً لك انك تصلين الخمس ، وتصومين الشهر ، وتحجين البيت ، وتتحجبين الحجاب الشرعي ، هنيئا لك انك رضيت بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم رسولا .
إشراقة : ذهبك دينك ، وحليك أخلاقك ، ومالك أدبك .
السبيكة الرابعة : لا تستوي مؤمنة وكافرة
فما يدوم سرور ما سررت به ولا يرد عليك الغائب الحزن
أن بإمكانك أن تسعدي إذا نظرت في ظاهرة واحدة ؛ وهي واقع المرأة المسلمة في بلاد الإسلام ، وواقع المارة الكافرة في بلاد الكفر ، فالمسلمة في بلاد الإسلام ، مؤمنة ، متصدقة ، صائمة ، قائمة ، متحجبة ، طائعة لزجها ، خائفة من ربها ، متفضلة على جيرانها ، رحيمة بأبنائها ، هنيئا لها الثواب العظيم ، والسكينة والرضا ، وأما المرأة في بلاد الكفر ، فهي امرأة متبرجة ، جاهلية ، سخيفة ، عارضة أزياء ، سلعة منبوذة ، بضاعة رخيصة تعرض في كل مكان، لا قيمة لها ، لا عرض ولا شرف ولا ديانة ، فقارني بين الظاهرتين والصورتين ؛ لتجدي انك الأسعد والأرفع والأعلى ، والحمد لله : (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران : 139)
إشراقة :
كل الناس سوف يعيشون ؛ صاحب القصر ، وصاحب الكوخ .. ولكن من السعيد ؟
السبيكة الخامسة ؛ الكسل صديق الفشل
أعز مكان في الدنا سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب
أوصيك بمزاولة العمل ، وعدم الركون للفتور والكسل والاستسلام للفراغ ، بل قومي واصلحي من بيتك أو مكتبتك ، أو أدي وظيفتك ، أو صلي ، أو أقرئي في كتاب الله ، أو في كتاب نافع ، أو استمعي إلى شريط مفيد ، أو اجلسي مع جاراتك وصديقاتك وتحدثي معهن فيما يقربكن من الله عز وجل ، حينها تجدين السعادة الانشراح الفرح – بإذن الله – وإياك .. إياك أن تستسلمي للفراغ أو الطالة ؛ فإن هذا يورثك هموما وغموما ووساوس وشكوكا وكدرا لا يزيله إلا العمل .
وعليك بالاعتناء بمظهرك ، من جمال في الهيئة ، ومن طيب داخل البيت ، ومن ترتيب في مجلسك ، ومن حسن خلق تلقين به زوجك ، وأبناءك ، وإخوانك ، وأقرباءك ، وصديقاتك ،ومن بسمة راضية ، ومن انشراح في الصدر .
وأحذرك من المعاصي فإنها سبب الحزن ، خاصة المعاصي التي تكثر عند النساء ؛ من النظر المحرم ، أو التبرج ، أو الخلوة بالأجنبي ، أو اللعن والشتم والغيبة ، أو كفران حق الزوج وعدم الاعتراف بجميله ، فإن هذه ذوب تكثر عند النساء إلا من رحم الله ، فاحذري من غضب الباري – جل في علاه ، واتقي الله سبحانه وتعالى فإن تقواه كفيلة بإسعادك و إرضاء ضميرك.
إشراقة :
إذا أقبلت الهموم ، تكاثرت الغموم ، فقولي : " لا إله إلا الله "
إذا أقبلت الهموم ، تكاثرت الغموم ، فقولي : " لا إله إلا الله "
السبيكة السادسة : أنت بما عندك فوق ملايين النساء
سيكفيك – عمن اغلق الباب دونه وظن به الأقوام – خبز مقمر
تفكري في العالم بأسره ، إما يوجد في المستشفيات أسرة بيضاء يرقد عليها آلاف من البشر أصابهم المرض من سنوات ، واجتاحتهم الحوادث من أعوام ؟ .
أما في السجون آلاف من الناس وراء الحديد ، كدرت عليهم حياتهم وذهبت لذتهم ؟ ، أما في دور العناية والمستشفيات أناس ذهبت عقولهم وفقدوا رشدهم فصاروا مجانين ؟، أليس هناك فقراء يسكنون في الخيام الممزقة وفي الأكواخ لا يجدون كسرة خبز ؟ ، أليس هناك نساء أصيبت الواحدة منهن فمات جميع أبنائها في حادث واحد ؟ ، أو امرأة ذهبت بصرها أو سمعها ، أو بترت يدها أو رجلها ، أو ذهب عقلها ، أو أصيبت بمرض عضال من سرطان ونحوه ، وأنت سليمة ، معافاة ، في خير ، وسكينة ، وأمن ، ورضى ؟، فاحمدي الله على نعمه ، ولا تصرفي أوقاتك فيما لا يرضي الله عز وجل من الجلوس طويلا أمام القنوات الفضائية ، وما فيها من رخص ، وزيف ، وبضاعة مزجاة ، ومادة تافهة ، تورث القلب الأسقام والأحزان ، وتعطل الجسم عن أداء وظيفته ، ولكن خذي النافع المفيد ، مثل محاضرة ، أو ندوة ، أو برنامج طبي نافع ، أو أخبار تهم المسلم والمسلمة ، أو نحو ذلك ، واجتنبي هذه التفاهات التي تعرض ، وهذا المجنون الذي يصدر ، فإنها تسقط الحياء والحشمة والدين .
إشراقة :
دعي الظالم لمحكمة الآخرة حيث لا حاكم إلا الله
السبيكة السابعة : ابني لك قصرا في الجنة
أطعت مطامعي فاستعبدتني ولو إني قنعت لكنت حرا
انظري كم مر من أجيال ؟.
هل ذهبوا بأموالهم ؟.
هل ذهبوا بقصورهم ؟.
هل ذهبوا بمناصبهم ؟.
هل دفنوا بذهبهم وفضتهم ؟.
هل انتقلوا إلى الآخرة بسياراتهم وطائراتهم ؟.
لا .. ! ،
جردوا حتى من الثياب والأغطية ، وأدخلوا بأكفانهم في القبر ، ثم سئل الواحد منهم : من ربك ؟ من نبيك ؟ وما دينك ؟ ، فتهيأئي لذلك اليوم ، ولا تحزني ولا تأسفي على شيء من متاع الدنيا ، فإنه زائل رخيص ، ولا يبقى إلا العمل الصالح ، قال سبحانه وتعالى : (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل:97)
إشراقة :
المرض رسالة فيها بشرى ، والعافية حالة لها ثمن
السبيكة الثامنة : لا تمزقي قلبك بيديك
إن كان عندك يا زمان بقية ما يهان به الكرام فهاتها !
اجتنبي كل ما يقتل الوقت ، من مطالعة لمجلات خليعة ، وصور عارية ، وأفكار بائسة ، أو كتب إلحادية أو روايات ساقطة في عالم الأخلاق ، ولكن عليك بالنافع المفيد ، كالمجلات الإسلامية ، والكتب النافعة ، والدوريات البناءة ، والمقالات التي تنفع العبد في الدنيا والآخرة ، فإن بعض الكتب والمقالات تورث في النفس شكا ، وفي الضمير شبهة وانحرافا ، وهذه من آثار الثقافة المنحرفة المنحلة التي وفدت علينا من العالم الكافر ، والتي اجتاحت بلاد الإسلام .
واعلمي أن الله عز وجل عنده مفاتح الغيب ، وهو الذي يفرج الهم والغم فالحي عليه بالدعاء ، وكرري هذا الدعاء دائما وأبدا : " اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، وأعوذ بك من العجز والكسل ، وأعوذ بك من البخل والجبن ، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال " ، فإذا كررت هذا الحديث كثيرا ، وتأملت معانيه ، فرج الله عنك كربك وهمك وغمك بإذن الله .
إشراقة :
اغرسي في الثانية تسبيحة ، وفي الدقيقة فكرة ، وفي الساعة عملا .
اغرسي في الثانية تسبيحة ، وفي الدقيقة فكرة ، وفي الساعة عملا .
السبيكة التاسعة : أنت تتعاملين مع رب كريم جواد
لعل الليالي بعد شحط من النوى ستجمعنا في ظل تلك المآلف
استبشري خيرا ، فإن الله قد أعد لك ثوابا عظيما ، وهو القائل سبحانه وتعالى : (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى) (آل عمران: من الآية195) ، فالله – سبحانه – وعد النساء كما وعد الرجال ، واثنى على النساء كما أثنى على الرجال ؛ فقال : (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)(الأحزاب: من الآية35) الآية ، فدل على أنك شقيقة الرجل وقرينته ، وأن أجرك محفوظ عند الله ، فلك من أف عال الخير في البيت والمجتمع ما يوصلك إلى رضوان الله عز وجل ، فاضربي أحسن الأمثلة ، وكوني نبراسا لأبناء أمتك ، ومثلا ساميا لهم .
اجعلي قدوتك في الحياة آسية امرأة فرعن رضي الله عنها ، ومريم عليها السلام ، وخديجة وعائشة وأسماء وفاطمة رضي الله عنهن جميعا ، فهؤلاء وأمثالهن مختارات طيبات ، مؤمنات قانتات ، صائمات قائمات ، رضي الله عنهن وأرضاهن ، فكوني على ذاك المنهج ، وطالعي سيرهن الرائدة تجدي الخبر والبرد والسكينة .
إشراقة :
امسحي دمع اليتيم لتفوزي برضوان الرحمن وسكنى الجنان
السبيكة العاشرة : أنت الرابحة على كل حال
قل للذي بصروف الدهر عيرنا هل عاند الدهر إلا من له خطر ؟!
عليك بالاحتساب ، فإن وقع عليك هم أو غم أو حزن فاعلمي انه كفارة للذنوب ، وإن فقدت أحد أبنائك فاعلمي أنه شافع عند الواحد الأحد ، وإن أصابتك عاهة أو مرض في الجسم فاعلمي أنه بأجره عند الله ، وأنه محفوظ لك عند الواحد الأحد ، الجوع بأجره ، والمرض بثوابه ، والفقر بجزائه عند الله عز وجل ، فلن يضيع عند الواحد الأحد شيء ، والله Uيحفظ هذا ، كما يحفظ الوديعة لصاحبها حتى يؤديها في الآخرة .
إشراقة :
الصلاة كفيلة بشرح الصدر وطرد الهم .
الصلاة كفيلة بشرح الصدر وطرد الهم .
العقد الأول : عددي مواهب الله عليك
وإني لأرجو الله حتى كأنني أرى بجميل الصبر ما الله صانع
إذا أصبحت فتذكري أن الصباح قد أطل على آلاف البائسات وأنت منعمة ، وعلى آلاف الجائعات وأنت شبعانة ، وعلى آلاف المأسورات وأنت حرة طليقة ، وعلى آلاف المصابات والثكلى وأنت سعيدة سالمة ، كم من دمعة على خد امرأة ، وكم من لوعة في قلب أم ، وكم من صراخ في حنجرة طفلة ، وأنت باسمة راضية ، فاحمدي الله على لطفه وحفظه وكرمه .
اجلسي جلسة مصارحة مع نفسك ، واستخدمي الأرقام والإحصائيات : كم عندك من الأشياء والأموال والنعم والمسرات والمبهجات ؛ جمال ومال وعيال وظلال وسكن ووطن وومنن ، ضياء وهواء وماء وغذاء ودواء ، فافرحي ، واسعدي ، واستأنسي .
إشراقة :
اشتري بالريال دعاء الفقراء وحب المساكين
اشتري بالريال دعاء الفقراء وحب المساكين
العقد الثاني : قليل يسعدك ولا كثير يشقيك
وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت ، أتاح لها لسان حسود
عمرك المحسوب هو عمر السرور والفرح والرضا والسكينة والقناعة ، أما الجشع والطمع والهلع فليس من عمرك أصلا ؛ فهو ضد صحتك وعافيتك وجمالك ، فحافظي على الرضى عن الله ، والقناعة بالمقسوم ، والإيمان بالقدر ، والتفاؤل بالمستقبل ، وكوني كالفراشة خفيفة الظل ، بهيجة المنظر ، قليلة التعلق بالأشياء ، تطير من زهرة إلى زهرة ، ومن تل إلى تل ، ومن روضة إلى روضة ، أو كوني كالنحلة ، تأكل طيباً وتضع طيبا ، وإذا سقطت على عود لم تكسره ، تمس الرحيق ولا تلسع ، تضع العسل ولا تلدغ ، تطير بالمحبة ، وتقع بالمودة ، لها طنين بالبشرى ، وأنين بالرضوان ، كأنها من ملكوت السماوات هبطت ، ومن عالم الخلود وقعت .
إشراقة :
الله يحب التوابين ؛ لأنهم رجعا إليه وشكوا الحال عليه
الله يحب التوابين ؛ لأنهم رجعا إليه وشكوا الحال عليه
العقد الثالث : انظري إلى السحاب ولا تنظري إلى التراب
لولا اشتعال النار فيما جاورت ما كان يعرف طيب عرف العود
كوني صاحبة همة عالية ، أرجوك في الصعود دائما ، أرجوك بالاستمرار أبدا ، احذري الهبوط والسقوط ، واعلمي أن الحياة دقائق وثواني ، وكوني كالنملة في الجد والمثابرة والصبر ، حاولي دائما ، توبي فإن عدت إلى الذنب فعودي إلى التوبة ، احفظي القرآن فإن نسيت فعودي إلى حفظه مرة ثانية وثالثة .. وعاشرة ، المهم أن لا تشعري بالفشل والإحباط ؛ لأن التاريخ لا يعرف الكلمة الأخيرة ، والعقل لا يعترف بالنهاية المرة ، بل هناك محاولة وتصحيح . إن العمر كالجسم يمكن أن تجرى له عملية جراحية تجميلية ، إن العمر كالبناء يمكن أن يرمم ، وأن يشاد من جديد ، وأن يجمل بالطلاء والدهان فإياك ومدرسة الفشل والإخفاق ، وأزيلي من ذهنك توقعات المرض ، والكوارث ، والمصائب ، والمحن ، والله يقول : ( وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (المائدة: من الآية23)
إشراقة :
ترك المعصية جهاد ، والمداومة عليها عناد
ترك المعصية جهاد ، والمداومة عليها عناد
العقد الرابع : كوخ بإيمان ولا قصر مع طغيان
إني وإن لمت حاسدي فما أنكر أني عقوبة لهم
إن امرأة مسلمة تعيش في كوخ ، تعبد ربها ، وتصلي خمسها ، وتصوم شهرها ، أسعد من امرأة تعيش في قصر شاقه بين العبدان والقيان والعيدان والكيزان ، وإن مؤمنة في بي من شعر ، على خبز الشعير ، وعلى ماء الجرة ، معها مصحفها ومسبحتها ، أسعد عيشاً من امرأة تعيش في برج عاجي ، وفي غرفة مخملية ، وهي لا تعرف ربها ، ولا تذكر مولاها ، ولا تتبع رسولها . أجل افهمي معنى السعادة ؛ فليس هو المعنى الضيق المحرف الذي يتوهمه كثير من الناس ، فيظنونه في الدولار والدينار والدرهم والريال ، والمفروشات ، والملبوسات ، والمطعومات ، والمشروبات ، والمركوبات ، كلا وألف كلا ! .. السعادة رضا قلب ، راحة ضمير ، قرار نفسي ، فرحة روح ، انشراح بال ، صلاح حال ، استقامة خلق ، تهذيب سلوك ، مع قناعة وكفاف .
إشراقة :
كيف يرتاح من أذى مسلما أو ظلم عبدا ؟!
العقد الخامس : وزعي الأوقات على الواجبات
عسى الهم الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب
جربي حظك مع كتاب نافع ، أو شريط مفيد ، قراءة واستماعا ، أنصتي لتلاوة عطرة من كتاب الله ، عل آية واحدة تهز كيانك ، وتنفذ إلى أعماقك ، وتخاطب وجدانك ، فيكون معها الهداية والنور ، ويذهب معها اليأس ، والشك ، والشبهة ، والقنوط ، طالعي في دواوين السنة ، واقرأي كلام الحبيب صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ( رياض الصالحين ) ؛ لتجدي الدواء الناجع ، والعلم النافع ، الذي يحصنك من الزلل ، ويحفظك من الخلل ، ويشافيك من العلل ؛ فدواؤك في الوحي كتابا وسنة ، وراحتك في الإيمان ، وقرة عينك في الصلاة ، وسلامة قلبك في الرضا ، وهدوء بالك في القناعة ، وجمال وجهك في البسمة ، وصيانة عرضك في الحجاب وطمأنينة خاطرك في الذكر .
إشراقة :
احذري دعاء المظلوم ودموع المحروم
العقد السادس : سعادتنا غير سعادتهم
سيعافى المريض بعد سقام ويعود الغريب بعد غياب
من قال : إن الموسيقى اللاهية ، والأغنية الهابطة ، والمسلسل الهدام ، والمسرحية العابثة والمجلة الخليعة ، والفلم المشبوه ، تورث السعادة والسرور ؟ كذب من قال ذلك !... إن هذه الوسائل مفاتيح الشقاء ، وطرق الكآبة وأبواب الهموم والغموم والأحزان ، باعترافات موثقة ممن مارسها وعرفها ثم تاب منها ، فأهربي من هذه الحياة التعيسة البئيسة ، حياة العابثين اللاغين المنحرفين عن صراط الله المستقيم ، وتعالى إلى تلاوة خاشعة ، وقراءة نافعة ، وموعظة دامعة ، وخطبة ساطعة ، وصدقة رابحة ، وتوبة صادقة ، تعالي إلى جلسات روحانية ، وأذكار ربانية ، عل الله أن يتوب عليك ، فيملأ قلبك سكينة وأمنا وطمأنينة .
إشراقة :
القلب السليم لا شرك فيه ولا غش ولا حقد ولا حسد
القلب السليم لا شرك فيه ولا غش ولا حقد ولا حسد
العقد السابع : اركبي سفينة النجاة
يا إله الكون قد أسلمت لك رب فارحم ضعفنا ما أرحمك
لقد طالعت عشرات القصص للفنانين والفنانات ، واللاهين واللاهيات ، واللاغين واللاغيات ، والعابثين والعابثات ، الأحياء منهم والأموات ، فقلت : وا أسفاه ، أين المسلمون والمسلمات ، والمؤمنون والمؤمنات ، والصادقون والصادقات ، والصائمون والصائمات ، والعابدون والعابدات ، والخاشعون والخاشعات ؟! ، هل يتسع العمر المحدود القصير كي يضيع بهذه الطريقة من العبثية والهامشية ويصرف في سوق الإهمال والمعصية ؟ ، هل لك عمر آخر غير هذا العمر ؟ هل عندك أيام غير هذه الأيام ؟ ، هل لديك العهد الوثيق من الله أنك لن تموتي ؟ .. كلا والله ، بل هي الأوهام والظنون الكاذبة ، والأماني الفاشلة ، فحاسب النفس إذن ، وجددي المسيرة ، وحثي الخطا ، والحقي بالقافلة ، واركبي سفينة النجاة .
إشراقة :
المرأة العقلة تحول الصحراء إلى حديقة غناء
العقد الثامن ك مفتاح السعادة سجدة
ولست أرى السعادة جمع مال ولكن التقي هو السعيد
أول صفحات السعادة في دفتر اليوم ، وأول بطاقات المعايدة في سجل النهار صلاة الفجر ، فابدئي بصلاة الفجر يومك ، وافتتحي بصلاة الفجر نهارك ، حينها تكونين في ذمة الله ، في عهد الله ، في حفظ الله ، في رعاية الله ، في أمان الله ، وسوف يحفظك من كل مركون ، ويرشدك إلى كل خير ، ويدلك على كل فضيلة ، ويمنعك من كل رذيلة ، لا بارك الله في يوم لم يبدأ بصلاة الفجر ، لا حيا الله نهارا ليس فيه صلاة فجر ، إنها أول علامات القبول ، وعنوان كتاب الله ، ولافتة النصر والعز والتمكين والنجاح . فهنيئا لكل من صلى الفجر ، طوبى لكل من صلى الفجر ، قرة عين لمن حافظ على صلاة الفجر ، وبؤسا وتعاسة وخيبة لمن أهمل صلاة الفجر .
إشراقة :
الجدل العقيم والنقاش التافه يذهب الصفاء والبهاء
الجدل العقيم والنقاش التافه يذهب الصفاء والبهاء
العقد التاسع : عجوز تصنع الرموز
أتاك على قنوط منك غوث بمن به اللطيف المستجيب
كوني كالعجوز عند الحجاج يوم وثقت بربها ، يوم سجن الحجاج ابنها ، وحلف بالله للعجوز أن يقتله ، فقالت في ثقة وحزم وشجاعة وإقدام : ( لو لم تقتله مات ) ! ،
وكوني كالعجوز الفارسية في توكلها على الله يوم غابت عن كوخ دجاجها ونظرت إلى السماء وقالت : اللهم احفظ كوخ دجاجي فإنك خير الحافظين ! ،
وكوني في صمد أسماء بنت أبي بكر وقد رأت ابنها عبد الله بن الزبير مقتولا مصلوبا فقالت كلمتها المشهورة : أما آن لهذا الفارس أن يترجل ؟ّ! ..
وكوني كالخنساء قدمت أربعة في سبيل الله ، فلما قتلوا قالت : الحمد لله الذي شرفني بقتلهم شهداء في سبيله .. انظري لهؤلاء النسوة وتاريخهن المجيد وسيرتهن الحافلة .
إشراقة :
خذي من النسيم رقته ، ومن المسك رائحته ، ومن الجبل ثباته
خذي من النسيم رقته ، ومن المسك رائحته ، ومن الجبل ثباته
العقد العاشر : حتى تكوني أبهى إنسانة في الكون
وكل الحادثات وإن تناهت فموصول بها فرج قريب
أنت بجمالك أبهى من الشمس ، وبأخلاقك أزكى من المسك ، وبتواضعك أرفع من البدر ، وبحنانك أهنأ من الغيث ، فحافظي على الجمال بالإيمان ، وعلى الرضا بالقناعة ، وعلى العفاف بالحجاب ، واعلمي أن حليك ليس الذهب والفضة ولا الألماس ، بل ركعتان في السحر ، وظمأ الهواجر صياماً لله ، وصدقة خفية لا يدري بها إلا الله ، ودمعة حارة تغسل الخطيئة ، وسجدة طويلة على بساط العبودية ،وحياء من الله عند نوازع الشر وداعي الشيطان ، فالبسي لباس التقوى فإنك اجمل امرأة في العالم ولو كانت ثيابك ممزقة ، وارتدي عباءة الحشمة فانك أبهى إنسانة في الكون ولو كنت حافية القدمين ، وإياك وحياة الفاجرات الكافرات الساحرات العاهرات السافرات ، فإنهن وقود نار جهنم : )لا يَصْلاهَا إِلَّا الْأَشْقَى) (الليل:15)
إشراقة :
في كل مكان تجدين ظلاما في حياتك ما عليك إلا أن تنيري المصباح في نفسك
![نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة](https://lh3.googleusercontent.com/blogger_img_proxy/AEn0k_szYpmUFdHKo3UpSp0ckZM8DB2l-1qYziCvmI__bLkttltx1OWz11VZge9rBQGgOBicahmaVqtRdbqmziLhAXxAke9MAiApef3FN_-SZGSmzsB5opK1SFc=s0-d)
في كل مكان تجدين ظلاما في حياتك ما عليك إلا أن تنيري المصباح في نفسك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق