قصة بقرة بني إسرائيل
إلى الآية 73 (فقلنا أضربوه ببعضها كذلك يحي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون )
آن قصة بقرة بني إسرائيل تتلخص في أن رجل من بني إسرائيل كان كثير المال وكان شيخا كبيرا وله بن أخ يتمنون موته ليرثوه فعمد أحدهم فقتله في الليل وطرحه في مجمع الطرق وقيل على باب رجل منهم فلما أصبح الناس أختصموا فيه وجاء أبن أخيه فجعل يصرخ ويظلم فقالوا مالكم تختصمون ولاتاتون نبي الله ؟ فجاء أبن أخيه هذا وشكاأمر عمه إلى رسول الله موسى عليه السلام فقال موسى عليه السلام لماسمع الخبر أنشد الله رجلا عنده علم من أمر هذ القتيل إلاأعلمنا به ' فلم يكن عند أحد منهم علم منه ' ثم طلبوا منه أن يسأل في هذ ه القصة ربه عز وجل فسأل موسى عليه السلام في هذه القصة ربه عز وجل فأمره الله تعالى ' أن يأمرهم بذبح بقرة ' فقال لهم ( إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا) أي فقالو له ' نحن نسألك عن أمر هذ القتيل وأنت تقول لنا هذا' ( قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين) أي أعوذ بالله أن أقول غير ما أوحي إلي ' ولو أنهم عمدوا إلى أي بقرة فذبحوها لحصل المقصود منها ' ولكنهم شددوا فشدد الله عليهم ' فقد سألوا عن صفتهار ثم عن لونها ثم عن سنها فأجيبوابما عز وجوده فيهم ' والمقصود أنهم أمروا بذبح بقرة عوان وهي الوسط ' النصف بين الفارض وهي الكبيرة والبكر وهي الصغيرة ' ثم شددوا وضيقوا على أنفسهم فسألوا عن لونها ' فأمروا بصفراء فاقع لونها أي مشرب بحمرة تسر الناظرين ' وهذ اللون عزيز يصعب وجوده ' ثم شددوا على أنفسهم أيضا ( قالوا أدع لناربك يبين لنا ماهي إن البقرة تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون) ولم يقولوا ربنا ' فأجابهم
موسى عليه السلام بماأخبرالله سبحانه وتعالى ' ( قال إنه يقول إنها بقرة لاذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لاشية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوهاوماكادوا يفعلون) وهذ الصفات أضيق مما تقدم حيث أمر بذبح بقرة ليست بالذلول وهي المذللة بالحرثة وسقي الأرض بالساقية مسلمة وهي الصحيحة التي لاعيب فيها وقيل معنى ( لاشية فيها) أي ليس فيها لون يخالف لونها بل هي مسلمة من العيوب ومن مخالطة سائر الألوان غير لونها ' فلما حددها بهذه الصفات ( قالوا الآن جئت بالحق ) ويقال أنهم لم يجدوا هذه البقرة بهاذه الصيفة إلاعند رجل منهم كان بارا بأمه فطلبوها منه فأبى عليهم فأرغبوه فيثمنها حتى أعطوه بوزنها ذهبا فأبى عليهم ولم يقبل حتى أعطوه بوزنها عشرة مرات فباعهالهم فأتوا بها موسى عليه السلام فأمرهم بذبحها (فذبحوها وماكادوا يفعلون) أي وهم يترددون في أمرها ' ثم أمرهم موسى عليه السلام ' أن يضربوا ذلك القتيل ببعض هذه البقرة التي ذبحوها '
فقيل بلحم فخذها ' وقيل بالعظم الذي يلي الغضروف ' وقيل بفير ذلك ' فلما ضربوا القتيل ببعض هذه البقرة كما أمرهم موسى عليه السلام ' أحياه الله تعالى فسأله موسى عليه السلام من قتلك ؟ فقال قتلني أبن أخي وعرفه ثم عاد ميتا كماكان '
والله أعلم
أستغفرالله العظيم من كل ذنب عظيم لا يغفر الذنب العظيم إلاالرب العظيم أستغفرالله العظيم أستغفر الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق