الأربعاء، 2 أغسطس 2017

موسم التين في فلسطين

موسم التين في فلسطين

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏2‏ شخصان‏
الصورة : فلاحات يبعن التين في القدس 1910.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏نبات‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏


مــوسـم الــتيـن....فــش عــجيــن : - .

•يعتبر شهر آب بداية موسم التين ويطلق عليه "موسم القيظ" لشدة حره ومعناه عند البعض التموين, إذ يستكفي بعض الفلاحين بالإفطار صباحا على ثمار التين, ومن هنا جاء المثل "في موسم التين فش عجين".
.وكان هذا الموسم من أجمل المواسم الزراعية,يترقبه الجميع كبارا وصغارا بفارغ الصبر,خصوصا انه يأتي بعد الانتهاء من موسم" الحصيدة "وما يرافق هذا الموسم من تعب ومشقة فيجد فيه الناس مناسبة للراحة بعد التعب . وللتين أسماء عديدة, معانيها منتزعة من صميم البيئة الشعبية الفلاحية, وقد نجد أسماء مختلفة للنوع الواحد في المناطق المختلفة, وهي على وجه العموم أسماء اصطلح الفلاحون عليها, ومن أشهرها: السوادي: ويسمى بسلطان التين لحلاوة ثمره, البياضي: سمي كذلك لبياض لونه الذي يميل إلى الخضرة, السماوي: وهو الأكثر شيوعا في البلاد نظرا لتحمله ظروفا طبيعية تفوق قسوة ما يتحمله غيره من أنواع التين, العسيلي: وسمي بهذه التسمية لأنه أكثر أنواع التين حلاوة, ومن خصائصه ظهور نقطة من السائل الحلو على رأس الثمرة الناضجة, الشحيمي: وتتميز قشرته بسمكها وكأن طبقة من الشحم تعلوها, الخضاري: ولونه يميل إلى الخضرة وطعمه شبيه بطعم السماوي, القيسي: وهو حامض المذاق وربما أطلق عليه اليمنيون هذه التسمية زمن الصراع القبلي بين القيسية واليمنية, المليصي: وتنزلق الثمرة من اليد عند محاولة قطفها لرقة قشرتها, العديسي: ويشبه لونه لون حبة العدس الأحمر كما يشبهها باستدارته, والموازي: وثمرته طويلة ولونه اصفر كالموز.
ومن أنواع التين أيضا: الشنيري والسباعي والقراعي والمواني وغيره. وهذا النوع الأخير مخصص لأكل العائلة لكونه من أجود أنواع القطين. ومن أكثر الأنواع انتشارا البياضي والخروبي, لأنهما يصلحان للتجفيف على شكل قطين. اما الأنواع الأخرى فقد لا يزرع في الكرم الواحد الا القليل منها لكي يؤكل ثمرها طازجا فقط, فتسمى "الطعامي" نسبة إلى الطعام.
وللتين مراحل عدة للنضج ، فحينما تبدأ ثمار التين بالتكوين تسمى "طقش", وما ان تكبر قليلا حتى تسمى "فج" أو "عجر", وعند اقتراب نضجها تسمى "دفور", وفي منتصف شهر آب يبدأ الثمر بالنضوج, فيقال:"بشَّر التين" أو "نمر" أي بمعنى انه أثمر ثماره الأولى.فيغنون وينشدون:
تين مشطب ع الندى
ما حدا يطعم حدا
تين مشطب تشطيبه
الواحد يطعم حبيبه
ويعجل الندى في إنضاج الثمار, فيقال عندما ينضج الثمر بكثرة ودفعة واحدة: "هجم التين". وهناك من يعتقد ان أكل الثمر يطيل العمر, فيقولون: "أكلت من أول الثمار ريتني من طويلين الأعمار", ويقال أيضا:"عليك بأول التين وآخر العنب", ومما جاء في الشعر الشعبي الفلسطيني :
قم هيا يا صاحبنا نطرب
نأكل التين المشطب
سلطان التين البياضي
عا صدور البيض بيتقطب"
وكما اسلفنا فقد كان الجميع يترقب هذا الموسم ومنهم الشباب فكانوا يتمشون في هذا الموسم جماعات، قبل الغروب نحو كروم التين, أملا في اقتناص نظرة نحو فتيات أحلامهم عند عودتهن إلى القرية حاملات سلال التين والعنب على رؤوسهن..!!
ويعبر الأدب الشعبي بصدق عن أحاسيس الشباب ومشاعرهم في هذا الموسم بالقول: سقا الله أيام العنب والتين يومن الحلوة تصير تلاقينا .
غربي البلد لزرعلك تينة يومن تمرقي بتذكرينا .
.وكما للشباب فرحتهم،بموسم التين .وكذلك الاطفال،كان لهم نصيب من البهجة حيث كانو يقومون بحراسةكروم التين او ما يعرف "بالنطرة "وكانو يرددون "انو اللي في التين حزين" و"أمك وأبوك يقبروك".ويقصدون من كانوا يأتون لسرقة التين . . وفي نهاية الموسم يصفر ورق التين ويتساقط ويبدأ الناس بجمع كل ما تبقى على الشجر من ثمر أو "ذبيل" أو قطين, وهي مناسبة حزينة فيندبونه قائلين "التين فرقع يا ورشة يا ويل اللي كبر كرشه", ويتمنون لو طال الموسم, فيقولون:"يا ريت التين 11 شهر وشهر قراقرة". •

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق