أخلاق وعادات سيئة (1) : البهتان
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا
سورة الأحزاب . الأية 58
تفسير الأية :
القرطبي :أذية المؤمنين والمؤمنات هي أيضا بالأفعال والأقوال القبيحة , كالبهتان والتكذيب الفاحش المختلق . وهذه الآية نظير الآية التي في النساء : " ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا " [ النساء : 112 ] كما قال هنا .
ابن كثير : أي ينسبون إليهم ما هم برآء منه لم يعملوه ولم يفعلوه " فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا " وهذا هو البهت الكبير أن يحكى أو ينقل عن المؤمنين والمؤمنات ما لم يفعلوه على سبيل العيب والتنقص لهم ومن أكثر من يدخل في هذا الوعيد الكفرة بالله ورسوله ثم الرافضة
تعريف البهتان :
البهتان في اللغة الكذب الذي يواجه الإنسان به صاحبه على جهة المكابرة ، وأصله من بهت الرجل إذا تحير ، فالبهتان كذب يحير الإنسان لعظمته ، ثم جعل كل باطل يتحير من بطلانه " بهتانا " ، ومنه الحديث : "إذا واجهت أخاك بما ليس فيه فقد بهته " .
بين يدي الآية :
ذكر علماء المسلمين بأن أذية الرسول عليه الصلاة و السلام كفر , و أذية المؤمنين كبيرة من الكبائر , و البهتان من أشد أنواع الظلم الذي يقع على المسلم , لما له من أثر نفسي بليغ , و تشويه لسمعتهم بين الناس لهذا عده المولى عز وجل إثما كبيرا , كما أن النبي عليه الصلاة و السلام حذر منه : عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالأتدرون ما الغيبة قالوا الله ورسوله أعلم قال ذكرك أخاك بما يكره قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته .(صحيح مسلم)
وقد روى أبو داود والترمذي وصححه قول عائشة عن صفية أنها قصيرة وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال {لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته } .
و قد قال الشاعر ابن عبد البر :
لي حيلة فيمن ينم وليس في الكذاب حيله من كان يخلق ما يقول فحيلتي فيه قليله
وعن ابن مسعود مرفوعا { سباب المؤمن فسوق ، وقتاله كفر } متفق عليه .
وعن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجل [ ص: 10 ] ليكذب حتى يكتب كذابا } رواه البخاري موقوفا . ورواه مسلم مرفوعا .
كفارة البهتان :
على الإنسان أن يتوب و يستغفر الله و يعقد العزم على أن لا يفتري على المسلمين ما ليس فيهم و أن يتحلل ممن بهته بأن يعتذر و يطلب السماح منه , لأن الله أقسم بعزته و جلاله لينصرن المظلوم و لو بعد حين . و عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلَمَةٌ لأَخِيهِ مِنْ عَرَضٍ أَوْ مَالٍ فَلْيَتَحَلَّلْهُ الْيَوْمَ ، قَبْلَ أَنْ يُؤْخَذَ مِنْهُ حِينَ لا يَكُونُ دِينَارٌ وَلا دِرْهَمٌ ، فَإِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَتْ عَلَيْهِ " .
سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين .
للأمانة الموضوع منقول وذلك للفائدة
أخوكم في الله .
عزمي عبدالله محمود عمران
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق