بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ
السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
حَدِيثُ الْيَوْم : / الـــروح والـــنـــفـــس / الـــروح مـخـلـوقـة .
رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا
اللهمَّ ارْزُقْنِي الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ
--- --- --- --- ---
(الـــروح والـــنـــفـــس).
درس : (الـــروح مـــخـــلـــوقـــة).
(3)
لقد سبق أن ذكرنا في مواضيع سبق وأن أنزلت في هذا المنتدى وتكملة له في بحثنا هذا كثيراً من النصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الأرواح تقبض، وتوضع في كفن وحنوط تأتي بهما الملائكة، ويصعد بها، وتنعم وتعذب، وتمسك في النوم، وترسل، وكل هذا شأن المخلوق المحدث.
(4)
لو لم تكن مخلوقة مربوبة لما أقرت بالربوبية، وقد قال الله للأرواح حين أخذ الميثاق على العباد، وهم في عالم الذرّ، ألستُ بربكم؟ قالوا: بلى(1)، وذلك ما قرره الحق في قوله: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى)...[الأعراف: 172]، وما دام هو ربهم فإنهم مربوبون مخلوقون.
(5)
لو لم تكن الأرواح مخلوقة فإن النصارى لا لوم عليهم في عبادتهم عيسى، ولا في قولهم: إنه ابن الله، أو هو الله.
(6)
لو كانت الروح غير مخلوقة فإنها لا تدخل النار ولا تعذب، ولا تحجب عن الله، ولا تغيب عن البدن، ولا يملكها ملك الموت، ولما كانت صورة توصف، ولم تحاسب ولم تعذب، ولم تتعبد ولم تخف، ولم ترج، ولأن أرواح المؤمنين تتلألأ، وأرواح الكفار سود مثل الفحم(2).
--- --- --- --- --- ---
اللـــهـــم صـــلِّ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
_______________________________________________
(1) رواه أحمد (1/272) (2455)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (6/347) (11191)، والحاكم (1/80). من حديث ابن عباس رضي الله عنه. وقال: صحيح الإسناد، وقال ابن كثير في ((البداية والنهاية)) (1/83): إسناده جيد قوي على شرط مسلم، وقال الهيثمي (7/28): رجاله رجال الصحيح.
(2) ((مجموع فتاوى ابن تيمية)) (4/220).
المصدر: القيامة الصغرى لعمر بن سليمان الأشقر - ص (93).
_______________________________________________
المصدر: موقع الدرر السنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق