أطلس الحج والعمرة ((تاريخاً وفقهاً))
القسم الأول ((التاريخي))
أولاً:
مكة المكرمة والمشاعر المقدسة
الباب الرابع:
الحج في صدر الإسلام حتى نهاية العصر المملوكي
* الدول والأقاليم الإسلامية في قارة آسيا:
* أسيا: هي أكبر القارات من حيث المساحة والسكان, فتشمل 30% من اليابسة, ويعيش عليها تقريباً ثلاثة أخماس سكان العالم, وتقع تقريباً في نصف الكرة الشمالي, يحدها شمالاً المحيط القطبي الشمالي, وبشرقه ممر بيرنج الجليدي. وفي الجنوب المحيط الهندي, وفي الغرب البحران (الأحمر, والأبيض المتوسط) وتقع حدودها مع أوروبا في الشمال الغربي, وهي لذلك متصلة مع أوروبا بحيث يمكن اعتبارهما قارة واحدة, ولكنهما تعتبران قارتين لأسباب تاريخية, وتعتبر جبال الأورال, ونهر الأورال, الفاصل بينهما, وترتبط مع إفريقيا بشبه جزيرة سيناء, وتعتبر قناة السويس الخط الفاصل بينهما.
- ويقطن آسيا أكبر عدد من السكان مقارنة بالقارات الأخرى, وفيها أكبر تجمعين سكانيين في دولتين, وهما: الصين (1,4 بليون نسمة), والهند (1,2 بليون نسمة), كما أن بها أكبر دول العالم مساحة, وأصغرها؛ فروسيا هي أكبر دولة عالمية من حيث المساحة, فهي تغطي مساحة قدرها 17 مليون كيلو متر مربع, وفي آسيا أصغر الدول مثل: البحرين, والمالديف, وسنغافورة, حيث أن مساحة كل منهما أقل من 780كيلو متر مربع. وتعتبر آسيا مهد الديانات السماوية الثلاث (الإسلام, اليهودية, النصرانية). وقامت بها العديد من الحضارات القديمة؛ كحضارات بلاد ما بين النهرين, والجزيرة العربية, وبلاد الشام, وبلاد فارس, وبلاد الهند, وبلاد الصين, والحضارة الإسلامية العريقة.
* الدول والأقاليم الإسلامية في قارتي إفريقيا وأوروبا:
* إفريقيــــا:
- تسمى كذلك "القارة السمراء", هي ثاني أكبر قارة بالعالم بعد آسيا, يحدها البحر الأبيض المتوسط من الشمال, والبحر الأحمر, والمحيط الهندي من الشرق, والمحيط الأطلسي من الغرب, وفي أقصى شمال شرقها تتصل بآسيا براً في شبه جزيرة سيناء. وإفريقيا قارة متعددة الثقافات, وبها مئات اللغات المختلفة, والعديد من القرى بها مازالت تعيش عيشة بدائية لم تتطور منذ مئات السنين, وازدهرت فيها قديماً الحضارة الفرعونية.
* أوروبــــا:
- هي إحدى قارات العالم السبع, وتعد أوروبا جغرافياً أشبه قارة, أو شبه جزيرة كبيرة, وتعتبر قارة صغيرة نسبياً مقارنة ببقية القارات, لكن قارة أستراليا أصغر منها, ويعتقد البعض أن اسم القارة مشتق من اسم الأميرة الفينيقية يوروبا التي كانت قد خُطفَت من قِبَل زيوس ـ إله السماء في المعتقد اليوناني الوثني ـ على ظهر الثور, وأُخنت لجزيرة كريت ـ حسب الأساطير اليونَانية ـ, ومن بعد حادثة الخطف سُمِّيت اليونان باسم يوروبا, وبحلول العام 500 ق. م, امتد المقصود من الكلمة ليشمل الأراضي الواقعة شمالي اليونان.
* أما المساحة:
- فهي حوالي 10,79 مليون كم, وتمثل 7,12% من مساحة الأرض.
* أما عدد سكان:
- فهي ثالث قارة في العالم من حيث العدد؛ إذ يزيد عدد سكانها عن 700 مليون نسمة, تمثل 11% من سكان الأرض.
* أما اللغة:
- فينشر في قارة أوروبا العديد من اللغات, منها: الإنجليزية, الفرنسية, الجرمانية, والرومانية, والسلافية, والأورالية, والألطية, والبلطية, والسلتية, ولغات أخرى.
* أما الأديان المنتشرة في القارة:
- فتمثل النصرانية الديانة الأولى, ويليها الإسلام, وهناك دول, ومناطق ذات نسبة كبيرة من المسلمين في القارة, مثل: ألبانيا, والبوسنة والهرسك, وبلغاريا, ومقدونيا, وقبرص, وكازاخستان, وتركيا, وأذربيجان, وجورجيا, وعلى مستوى القارة بشكل عام فإن الاتحاد 7% من مواطني دول الاتحاد الأوروبي يدينون بالإسلام, ويتركز العديد منهم في ألمانيا بنسبة 4%, وفرنسا بنسبة 5- 10%, والمملكة بنسبة 3,4%, وهناك ديانات أخرى منها: اليهودية, والهندوسية, والسيخية.
- طرق الإسلام أبواب أوروبا من الشرق بمحاولته فتح القسطنطينية, ومن الجنوب بفتحه لصقلية وجنوبي إيطاليا, ومن الغرب بفتح الأندلس, والتوغل في بلاد الغال ـ فرنسا اليوم ـ حتى مدينة بواتيه, ثم عاود الإسلام ليدق أبواب أوروبا الشرقية, والوسطى في زمن السلطان محمد الفاتح, وخلفائه الأقوياء, حيث سيطر العثمانيون على شرقي أوروبا, وقد استفادت أوروبا, وقد استفادت أوروبا كثيراً من سماحة الحكم العثماني, وكذلك سماحة الأتراك, والتنظيم الدقيق للعسكرية.
- See more at: http://www.lovely0smile.com/Msg-10619.html#sthash.mCvpKIQv.dpuf
أطلس الحج والعمرة ((تاريخاً وفقهاً))
القسم الأول ((التاريخي))
أولاً:
مكة المكرمة والمشاعر المقدسة
أشهر طرق ومسالك الحج في الماضي وبدايات العصر الحديث
* طرق الحج القديمة:
- قال تعالى:( وَأَذّنِ فِي النَّاس بالحَجّ يَأُتوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلّ ضَامِرٍ يأَتِينَ مِن كُلّ فَجّ عَمِيقٍ * ليَشهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ويَذَكُرُوا اسمَ الله فِي أيّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقٌهمِ مّن بَهِيمَة الأنعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطعِمُوا البَائِسَ الفقِيرَ * ثُمَّ ليقضوا تَفثُهم وَليُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلَيطَّوَّفُوا باْلبَيتِ العَتيقِ ) الحج الآيات 27-29.
- ونظراً لما للحج من فوائد مادية, وروحية (اقتصادية, واجتماعية, وثقافية, وتاريخية)؛ ولما للرحلة إليه من دور في توثيق الصلة بين الشعوب الإسلامية, والعمل على الوحدة الثقافية, والفكرية, والتشريعية بين المسلمين, وذلك من خلال اللقاءات, والحوارات, والأخذ والعطاء, في الطريق إلى الحج, أو العودة منه, وفي رحاب الأراضي المقدسة, مكة والمدينة, وما يلحق بهما, وتأكيداً على الأداء التاريخي الذي أدته طرق الحج, حيث تُعد في التاريخ الإسلامي من أهم مصادر الثقافة الجغرافية؛ لأنها تدعو إلى دراسة الطرق والوسائل المؤدية إليه, والتعرف على خصائص البلاد, والشعوب التي التي يمر بها الحاج, منذ أن يغادر بلده’, حتى يبلغ الحرمين الشريفين.
- لذلك شهدت الجزيرة العربية في العصر الإسلامي ظهور وتطور لسبعة طرق رئيسة للحج والتجارة, هي: طريق الحج الكوفي, وطريق الحج البصري, وطريق الحج الشامي, وطريق الحج المصري, وطريق الحج اليمني الساحلي, وطريق الحج اليمني الداخلي, وطريق الحج العُماني.
- وأقيمت على طرق الحج منشآت عديدة, مثل: المحطات والمنازل والمرافق الأساسية من برك, وآبار, وعيون, وسدود, وخانات, ومساجد, وأسواق, كما أقيمت على هذه الطرق الأعلام, والمنارات, والأميال, التي توضح مسار تلك الطرق وتفرعاتها.
- وينسب إلى زبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور الخليفة العباسي, ولدت في عام 145هـ, وتوفيت عام 216هـ, وهي إحدى زوجات الخليفة العباسي هارون الرشيد ـ رضي الله عنه ـ أبرز الخلفاء العباسيين 170 ـ 193هـ, قامت زبيدة بالإشراف على إنشاء طريق الحج, ويتمثل هذا الدرب في خدمة حجاج بيت الله الحرام من بغداد (عاصمة الخلافة العباسية), ومروراً بالكوفة إلى مكة المكرمة, حيث تم وضع علامات على الطريق:لإرشاد الحجاج, وتم وضع برك ماء لجمع الماء بطريقة ذكية, حيث تم وضع كل بركة أسفل وادي صغير تجمع ماء المطر ويستفيد منها الحجاج للتزود بالماء, ومع مرور السنين استفاد حجاج بيت الله الحرام من هذا الطريق.
- غير أن الطريق انتظم استخدامه بعد فتح العراق, وانتشار الإسلام في المشرق الإسلامي, فتحولت مناهل المياه, وأماكن الرعي, والتعدين على الطريق إلى محطات رئيسة, وبدأ الطريق يزدهر بالتدريج منذ عصر الخلافة الراشدة, وحتى العصر الأموي؛ وبانتقال مركز الخلافة من الشام إلى العراق, في العصر العباسي, أصبح الطريق حلقة اتصال مهمة بين عاصمة الخلافة في بغداد والحرمين الشريفين, وبقية أنحاء الجزيرة العربية وحتى اليمن, وأعطى خلفاء بني العباس جل اهتمامهم بتأمين طرق المواصلات, وبالأخص طريق الكوفة من مكة, كما كان للأمراء, والوزراء, والقادة, والوجهاء, إصلاحات أخرى كثيرة على الطريق.
- وطريق (الكوفة – مكة) لا يستبعد أن يكون معروفاً قبل العصر الإسلامي؛ حيث كانت الحيرة عاصمة المناذرة بالقرب من الموقع الذي قامت فيه الكوفة فيما بعد سنة 14هـ, وربما كانت القوافل التجارية من مكة, والمدينة تتجه إلى الحيرة عبر هذا الطريق, وكانت توجد على الطريق مناهل للمياه قبل الإسلام توقف في بعضها الجيش الإسلامي بقيادة سعد بن أبي وقاص قبل دخوله العراق.
- فَــــيدُ: بالفتح ثم السكون, ودال مهملة؛ قال ابن الأعرابي: الفَيدُ الموت, والفيد: الشعرات فوق جَحفَلة الفرس, وقيل للمؤرّج: لم اكتنيتَ بأبي فَيد؟ قال: فيد منزل بطريق مكة, والفيد: وردُ الزعفران, ويجوز أن يكون من قولهم: استفاد الرّجلُ فائدَةً, وقلّ يقولون فادَ فائدة؛ قاله الزجاجي. وفيدُ: بليدة في نصف طريق مكة من الكوفة عامرة إلى من الآن يُودعُ الحاجّ فيها أوزادَهم وما يثقل من أمتعتهم عند أهلها, فإذا رجعوا أخذوا أزوادهم ووهبوا لمن أودعوها شيئاً من ذلك, وهم مغوثة للحاج في مثل ذلك الموضع المنقطع, ومعيشة أهلها من ادخار العلوفة طول العام إلى أن يقدم الحاج فيبيعونه عليهم.
- قال الزجاجي: سميت فيد بفيد بن حام وهو أول من نزلها, وقال السكوني: فيد نصف طريق الحاجّ من الكوفة إلى مكة, وهي أثلاثٌ: ثُلثٌ للعُمَريّين وثلث لآل أبي سلامة من همدان, وثلث لبني نبهان من طيّء, وبين فَيد ووادي القرى ستّ ليال على العُرَيمة, وليس من دون فيد طريق إلى الشام, بتلك المواضع رمالٌ لا تسلك حتى تنتهي إلى زُبالة أو العقبة على الحزن فربما وُجد به ماء وربما لم يوجد فيجنب سلوكه؛ قالوا: وقول زُهير فَيدُ القُرَيّات موضع آخر, والله أعلم, وقال الحازمي: فيد, بالياء, أكرمُ نجد قريب من أجإ وسَلْمى جبلَيْ طيّء؛ ينسب إليه محمد بن يحيى ابن ضُرَيس الفَيدي؛ ومحمد بن جعفر بن أبي مُوَاتية الفيدي؛ وأبو أسحاق عيسى بن إبراهيم الفيدي الكوفي, سكن فيدي, يروي عن موسى الجهني, روى عنه أبو عبد الله عامر بن زُرارة الكوفي وغيرهم. الحموي, ياقوت.
- تكثر في ((فيد)) التنانير الخاصة بالطهي خارج قصر خراش, ولا سيما أنها في منتصف طريق الحج الكوفي إلى مكة, وكما ذكر ياقوت أنهم مغوثة الحاج في هذا الموضع المنقطع, ولا غرو في ذلك؛ فهم أحفاد حاتم الطائي؛ لذلك لفت انتباهي أثناء جولتي للتعرف على موضع البرك التي أنشأتها السيدة زبيدة, ((زوجة هارون الرشيد)) على طريق الحج كثرة وجود هذه التنانير في هذا الموضع بالتحديد, و هذا تأكيدٌ على قول الحازمي بأن: فيد, بالياء, أكرمُ نجد, قريب من أجإ وسَلمى جبلَي طيّء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق