الثلاثاء، 8 أغسطس 2017

عشبة القراص


القراص




من الأعشاب الطبية الهامة في فوائدها فهو عشب يساعد على تنظيف الجسم، وعلاج التهابات وآلام الأمعاء، القولون العصبي وأمراض الكبد، التهابات المسالك البولية ومشاكل في الكلى والجلد.

عشبة القراص ...

تحفز النشاط الجنسي وتقوي المناعة

لعشبة القراص خصائص شفائية عظيمة. فهي بلسم للأمعاء والمفاصل وشفاء للبروستات وخافض لضغط الدم ومحفز للرغبة والقوة الجنسية. نتعرف هنا على المزيد من فوائدها الصحية، وعلى طريقة بسيطة لإزالة أشواكها الدقيقة الحارقة للجلد.
لمسة بسيطة لأوراق نبات القراص قد تتسبب في ألم شديد للجلد. وذلك بسبب أشواكها الدقيقة الشَّعْرية التي تسيل منها عصارة محرقة ومؤلمة إلى اليد إذا مسها الإنسان وانكسرت الشويكة في يده. لكن حين يتم تجفيف أوراق نبات القراص أو طبخها تزول كل المهددات التي قد تصدر عنها، بل وتتحول إلى مادة غذائية رائعة مناسبة للعديد من الوجبات الغذائية، وفق ما ينقل موقع "تسينتروم دير غيزوندهايت" الإلكتروني. علاوة على ذلك فإن هذه النبتة (التي تسمى أيضا الحريقة أو القريص) تمتلك خصائص شفائية عظيمة.
ويمكن تحضير نبات القراص كشاي ذي مذاق لذيذ. وكون هذه العشبة غنية جدا بالكالسيوم والحديد والبروتين فيمكن إدماجها في العديد من الأطباق الغذائية والعصائر الخضراء، فضلا عن إمكانية إضافتها كبهار في الجبنة الطازجة والخبز وغيرهما. تنمو هذه العشبة في المناطق الخصبة الرطبة وهي من أوائل الأعشاب التي تزهر في فصل الربيع، وتنمو في أغلب بلدان شمال الكرة الأرضية وفي المشرق العربي وسيناء. ورغم أن القوانين الفرنسية ما زالت تعتبرها من الأعشاب الضارة إلا أن العديدين في فرنسا يسعون إلى تغيير هذه القوانين.
لنبات القراص قوى شفائية وآثار علاجية، ونتعرف هنا على أهم الخصائص الشفائية لهذه العشبة، وفق ما ينقل موقع تسينتروم دير غيزوندهايت الإلكتروني:

علاج لالتهابات الأمعاء

نظرا لقدرتها الشفائية المضادة للالتهابات فبالإمكان استخدامها ضد الأمراض المزمنة مثل التهاب القولون التقرحي وداء كرون (التهاب مزمن للأمعاء).
- شفاء للروماتيزم والتهاب المفاصل.
- أثرها إيجابي على المسالك البولية:
وخاصة شاي نبات القراص مفيد ضد مشاكل الكليتين والتهاب المثانة، والحصى، وتهيج الحالبين.
- منع أورام البروستاتا:
يعمل مستخلَص جذور نبات القراص كمادة مضادة للمشاكل الصحية الناتجة عن التضخم الحميد للبروستاتا، بل وبحسب إحدى الدراسات فإن لمستخلص جذور عشبة القراص مفعولا مانعا لنمو الخلايا السرطانية في البروستاتا.

تخفيض ضغط الدم ومنع تجلط الدم

شاي أوراق نبات القراص يخفض ضغط الدم. كما أنه يؤخر التخثر الزائد للدم، أي أنه يجعل الدم "خفيفا" ويساعد بذلك على منع جلطات الدم.

تقوية جهاز المناعة

تقوي عشبة القراص آلية الجسم الدفاعية، وذلك عبر دعم نوع من أنواع الخلايا المناعية يسمى بــ الخلايا اللمفاوية التَّائيَّة. كما أنها تحفز نشاط الخلايا "العملاقة" البالعة للجراثيم. يشار إلى أن نبات القراص مفيد كشراب وكغذاء أيضا في أوقات زيادة خطر الإصابة بالأمراض المُعْدية.

التنشيط الجنسي

بذور عشبة القراص منشطة، وبالتالي فهي مناسبة لجميع الذين يشعرون بالتعب والإرهاق. فتناول بذور هذه العشبة يزيد من الحيوية والقوة الجنسية والرغبة الجنسية وإنتاج الحليب لدى الأمهات المرضعات.
وأسباب هذا التأثير التنشيطي كثيرة: فبذور نبات القراص غنية بالمواد الحيوية والمعدنية، إضافة إلى ذلك فهي تعتبر مضادة للأكسدة ولها قدرة قوية على حماية الكبد.
وبالإضافة إلى ذلك تحتوي بذور عشبة القراص على ما يسمى بمادة الـ فتوسترولس (بيتا سيتوستيرول)، التي تمنع تحول هرمون التستوستيرون الذكوري إلى مادة الـ ديهدروتستوسترون، وبالتالي تزداد مستويات هرمون التستوستيرون الحرة عند الرجال، وهذا ما يفسّر زيادة بذور نبات القراص للرغبة الجنسية.

تمنع تساقط الشعر

تعزز بذور نبات القراص نمو الشعر وتجعله كثيفا وبراقاً، وذلك ليس فقط لدى البشر، ولكن أيضا لدى الخيول والأحصنة. تجدر الإشارة إلى وجود أوراق نبات القراص في المستحضرات المضادة لتساقط الشعر.
صورة


يوم مشؤوم وأغبر ليس به نور

يوم مشؤوم وأغبر ليس به نور ..


ذات يوم وبعد نقاش حاد بين الزوجين .. تعصب الزوج على زوجته ورمى عليها يمين الطلاق ..
وقال لها لن ترجعي في عصمتي الا في يوم مشؤوم واغبر ليس به نور ..
فخرجت الزوجة لبيت اهلها وهي تبكي ..
وبعد ان هدأ الزوج .. واحس بالندم على ما فعل .. خرج ليبحث عن فتوى من أحد العلماء في القرية ..
والتقى بشيخ القرية وسرد له القصة ..
فقال الشيخ : ومن أين سنأتي لك بيوم مشؤوم اغبر ليس به نور .. سامحك الله .. لا أجد لك مخرج من هذا ايها الزوج .. ولكن اذهب الى المدينة لعلك تجد شيخ اعلم مني قد يجد لك فتوى ..
فرجع الزوج للبيت واستعد للرحيل باكرا ..
واستيقظ متأخرا لانه كان ساهرا لشدة حزنه ..
وأسرع للسفر إلى المدينة ..
وذهب للجامع الكبير ليصلي الظهر ويسأل الشيخ عن يمين الطلاق ..
ولكن الشيخ كان رده مثل شيخ القرية
من أين سنأتي لك بهذا اليوم المشؤوم الاغبر الذي ليس به نور ..
خرج الزوج مهموم .. يجر قدميه إلى أن وصل سوق المدينة
وجلس شاردا لأكثر من ساعة أمام كشك لبيع الخردوات ..
وجاء صاحب الكشك إلى الزوج وقال له : ما بالك أيها الرجل جلست لأكثر من ساعة في حالة شرود تام ..
فحكى الزوج قصته وأنه لم يجد شيخ يفتي له ..
فهمس صاحب الكشك الى الزوج وقال : أترى ذلك الشخص على يمينك ..
فقال الزوج : الذي يفترش الأرض وثيابه رثه وشعره كثيف وغير ممشط ..
قال صاحب الكشك : نعم .. اذهب وقص عليه وأسأله ..


استغرب الزوج وكيف لهذا الرجل المجذوب ان يجد لي مخرج وانا سألت المشايخ ولم يجدوا لي حلا .. وقال في نفسه سأذهب فأنا لم يعد لدي سبيل غيره ..
وذهب إليه وجلس على الأرض أمامه ..
وقال له : يا حاج أريد أن أحكي لك قصتي ..
فقال له : احكي يا غافل ..
فاستغرب الزوج .. وبدأ في سرد حكايته حتى نهايتها ..
فقال المجذوب : هل صليت الفجر
فقال الزوج : لا والله لقد استيقظت بعد الفجر
فقال المجذوب : كيف حال أمك اليوم
فقال الزوج : لم أرها اليوم فقد خرجت مسرعا
فقال المجذوب : كم قرأت من القرآن اليوم
فقال الزوج غاضبا : قلت لك يا حاج انا كنت في عجلة من امري ولم أقرأ شيء ولم أزور أحد
فقال المجذوب : اذهب وخذ زوجتك .. فهل هناك يوم مشؤوم
واغبر وليس به نور كيومك هذا .. لم تصلي الفجر ولم تقرأ القرآن
ولم ترى أمك وتستاذنها ..


ففرح الزوج واصبح يقبل راس المجذوب ويقول له : لقد انقذتني يا شيخ .. ويا علامة .. اطلب ما شئت يا شيخ
فرد المجذوب : انا لا اطلب الا من ربي و إلهي يا غافل ..
العبرة :

انك قد تجد ضالتك في المكان الذي لم تعتد .. وأن العلم في صدور الرجال .. وليست في الملابس والمظهر .. وإياك ان تستحقر أحدا.

قصة قارون المغرور وكنوزه الكثيرة

قصة الغلام الصالح والملك الظالم وأصحاب الأخدود

قصة التاجر والشيطان القبيح

قصة الفقير الخائن لعهد الله بعد أن أصبح غنياً

قصة الغلام الحكيم والفلاح والقاضي الجاهل

السبت، 5 أغسطس 2017

يونس عليه السلام

"يونس عليه السلام"

صورة



نبذة :
أرسله الله إلى قوم نينوى فدعاهم إلى عبادة الله وحده ولكنهم أبوا واستكبروا فتركهم وتوعدهم بالعذاب بعد ثلاث ليال فخشوا على أنفسهم فآمنوا فرفع الله عنهم العذاب ، أما يونس فخرج في سفينة وكانوا على وشك الغرق فاقترعوا لكي يحددوا من سيلقى من الرجال فوقع ثلاثا على يونس فرمى نفسه في البحر فالتقمه الحوت وأوحى الله إليه أن لا يأكله فدعا يونس ربه أن يخرجه من الظلمات فاستجاب الله له وبعثه إلى مائة ألف أو يزيدون
سيرته :
كان يونس بن متى نبيا كريما أرسله الله إلى قومه فراح يعظهم ، وينصحهم ، ويرشدهم إلى الخير ، ويذكرهم بيوم القيامة ، ويخوفهم من النار ، ويحببهم إلى الجنة ، ويأمرهم بالمعروف ، ويدعوهم إلى عبادة الله وحده . وظل ذو النون يونس عليه السلام ينصح قومه فلم يؤمن منهم أحد .


وجاء يوم عليه فأحس باليأس من قومه .. وامتلأ قلبه بالغضب عليهم لأنهم لا يؤمنون ، وخرج غاضبا وقرر هجرهم ووعدهم بحلول العذاب بهم بعد ثلاثة أيام .

ولا يذكر القرآن أين كان قوم يونس .
ولكن المفهوم أنهم كانوا في بقعة قريبة من البحر .
وقال أهل التفسير : بعث الله يونس عليه السلام إلى أهل (نينوى) من أرض الموصل .
فقاده الغضب إلى شاطىء البحر حيث ركب سفينة مشحونة .
ولم يكن الأمر الإلهي قد صدر له بأن يترك قومه أو ييأس منهم .
فلما خرج من قريته ، وتأكد أهل القرية من نزول العذاب بهم قذف الله في قلوبهم التوبة والإنابة وندموا على ما كان منهم إلى نبيهم وصرخوا وتضرعوا إلى الله عز وجل ، وبكى الرجال والنساء والبنون والبنات والأمهات .
وكانوا مائة ألف يزيدون ولا ينقصون .
وقد آمنوا أجمعين .
فكشف الله العظيم بحوله وقوته ورأفته ورحمته عنهم العذاب الذي استحقوه بتكذيبهم .


أمر السفينة :
أما السفينة التي ركبها يونس ، فقد هاج بها البحر ، وارتفع من حولها الموج .

وكان هذا علامة عند القوم بأن من بين الركاب راكباً مغضوباً عليه لأنه ارتكب خطيئة .
وأنه لا بد أن يلقى في الماء لتنجو السفينة من الغرق .
فاقترعوا على من يلقونه من السفينة .
فخرج سهم يونس وكان معروفاً عندهم بالصلاح ..
فأعادوا القرعة ، فخرج سهمه ثانية ، فأعادوها ثالثة ، ولكن سهمه خرج بشكل أكيد فألقوه في البحر أو ألقى هو نفسه .
فالتقمه الحوت لأنه تخلى عن المهمة التي أرسله الله بها , وترك قومه مغاضباً قبل أن يأذن الله له .
وأحى الله للحوت أن لا يخدش ليونس لحما ولا يكسر له عظما .

واختلف المفسرون في مدة بقاء يونس في بطن الحوت ..
فمنهم من قال أن الحوت التقمه عند الضحى ، وأخرجه عند العشاء ..
ومنهم من قال انه لبث في بطنه ثلاثة أيام ..
ومنهم من قال سبعة ..
يونس في بطن الحوت :
عندما أحس بالضيق في بطن الحوت ، في الظلمات ظلمة الحوت وظلمة البحر ..وظلمة الليل ..

سبح الله واستغفره وذكر أنه كان من الظالمين . وقال : (لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) .
فسمع الله دعاءه واستجاب له .
فلفظه الحوت .
(فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون) .
وقد خرج من بطن الحوت سقيماً عارياً على الشاطىء .
وأنبت الله عليه شجرة القرع .
قال بعض العلماء في إنبات القرع عليه حِكَم جمة .
منها أن ورقه في غاية النعومة وكثير وظليل ولا يقربه ذباب ، ويؤكل ثمره من أول طلوعه إلى آخره نياً ومطبوخاً ، وبقشره وببزره أيضاً .
وكان هذا من تدبير الله ولطفه .
وفيه نفع كثير وتقوية للدماغ وغير ذلك .

فلما استكمل عافيته رده الله إلى قومه الذين تركهم مغاضباً .

فضل يونس عليه السلام :
لقد وردت أحاديث كثيرة عن فضل يونس عليه السلام ..

منها قول النبي‏ ‏صلى الله عليه وسلم : "‏لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من ‏‏ يونس بن متى"
وقوله عليه الصلاة والسلام : "من قال أنا خير من يونس بن متى فقد كذب" .
ذنب يونس عليه السلام :
نريد الآن أن ننظر فيما يسميه العلماء ذنب يونس .

هل ارتكب يونس ذنبا بالمعنى الحقيقي للذنب ؟
وهل يذنب الأنبياء ؟.
الجواب أن الأنبياء معصومون .. غير أن هذه العصمة لا تعني أنهم لا يرتكبون أشياء هي عند الله أمور تستوجب العتاب .
المسألة نسبية إذن .
يقول العارفون بالله : إن حسنات الأبرار سيئات المقربين ..

وهذا صحيح .
فلننظر إلى فرار يونس من قريته الجاحدة المعاندة .
لو صدر هذا التصرف من أي إنسان صالح غير يونس ..
لكان ذلك منه حسنة يثاب عليها .
فهو قد فر بدينه من قوم مجرمين .
ولكن يونس نبي أرسله الله إليهم ..

والمفروض أن يبلغ عن الله ولا يعبأ بنهاية التبليغ أو ينتظر نتائج الدعوة ..
ليس عليه إلا البلاغ .
خروجه من القرية إذن .. في ميزان الأنبياء .. أمر يستوجب تعليم الله تعالى له وعقابه.
إن الله يلقن يونس درسا في الدعوة إليه ، ليدعو النبي إلى الله فقط .

هذه حدود مهمته وليس عليه أن يتجاوزها ببصره أو قلبه ثم يحزن لأن قومه لا يؤمنون .
ولقد خرج يونس بغير إذن فانظر ماذا وقع لقومه .

لقد آمنوا به بعد خروجه ..
ولو أنه مكث فيهم لأدرك ذلك وعرفه واطمأن قلبه وذهب غضبه .. غير أنه كان متسرعا .. وليس تسرعه هذا سوى فيض في رغبته أن يؤمن الناس ، وإنما اندفع إلى الخروج كراهية لهم لعدم إيمانهم .. فعاقبه الله وعلمه أن على النبي أن يدعو لله فحسب .
والله يهدي من يشاء

قصة مريم بنت عمران الصديقة عليها السلا

قصة مريم بنت عمران الصديقة عليها السلام


صورة


 لا خلاف أنها من سلالة داود عليه السلام وكان أبوها عمران صاحب صلاة بني إسرائيل في زمانه
وكانت أمها وهي حنة بنت فاقود بن قبيل من العابدات، وكان زكريا نبي ذلك الزمان زوج أخت مريم "أشياع" في قول الجمهور وقيل زوج خالتها "أشياع" فالله أعلم.
و قد كانت أن أم مريم لا تحبل فرأت يوماً طائراً يزق فرخاً له فاشتهت الولد فنذرت لله إن حملت لتجعلن ولدها محرراً أي حبيساً في بيت المقدس.
قالوا: فحاضت من فورها فلما طهرت واقعها بعلها فحملت بمريم عليها السلام {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ}
{وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى} أي في خدمة بيت المقدس، وكانوا في ذلك الزمان ينذرون لبيت المقدس خداماً من أولادهم
{وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}

وقد استجيب لها في هذا كما تقبل منها نذرها

عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مولود إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخاً من مس الشيطان إلا مريم وابنها" ثم يقول أبو هريرة: واقرأوا إن شتئم {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}.

{فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا}

ذكر كثير من المفسرين أن أمها حين وضعتها لفتها في خروقها ثم خرجت بها إلى المسجد فسلمتها إلى العباد الذين هم مقيمون به، وكانت ابنة إمامهم وصاحب صلاتهم، فتنازعوا في أيهم يكفلها، وكان زكريا نبيهم في ذلك الزمان، وقد أراد أن يستبد بها دونهم من أجل زوجته أختها - أو خالتها على القولين. فطلبوا أن يقترع معهم، فساعدته المقادير فخرجت قرعته غالبة لهم وذلك أن الخالة بمنزلة الأم.

 

قال الله تعالى: {ذَلِكَ مِنْ أنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ}

وذلك أن كلاًّ منهم ألقى قلمه معروفاً به، ثم حملوها ووضعوها في موضع وأمروا غلاماً لم يبلغ الحنث فأخرج واحداً منها وظهر قلم زكريا عليه السلام.

فطلبوا أن يقترعوا مرة ثانية وأن يكون ذلك بأن ألقوا أقلامهم في النهر فأيهم جرى قلمه على خلاف جرية الماء فهو الغالب ففعلوا فكان قلم زكريا هو الذي جرى على خلاف جرية الماء، وسارت أقلامهم مع الماء

ثم طلبوا منه أن يقترعوا ثالثة فأيهم جرى قلمه مع الماء ويكون بقية الأقلام قد انعكس سيرها صعداً فهو الغالب ففعلوا فكان زكريا هو الغالب لهم فكفلها إذ كان أحق بها شرعاً وقدراً .

 

قال الله تعالى: {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}

قال المفسرون: اتخذ لها زكريا مكاناً شريفاً من المسجد لا يدخله سواها، فكانت تعبد الله فيه وتقوم مما يجب عليها من سدانة البيت إذا جاءت نوبتها وتقوم بالعبادة ليلها ونهارها، حتى صارت يضرب بها المثل بعبادتها في بني إسرائيل، واشتهرت بما ظهر عليها من الأحوال الكريمة والصفات الشريفة حتى إنه كان نبي الله زكريا كلما دخل عليها موضع عبادتها يجد عندها رزقاً غريباً في غير أوانه. فكان يجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف فيسألها {أَنَّى لَكِ هَذَا} فتقول {هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} أي رزق رزقنيه الله {يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.

فعند ذلك وهنالك طمع زكريا في وجود ولد له من صلبه وإن كان قد أسن وكبر {قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ} قال بعضهم: قال: يا من يرزق مريم الثمر في غير أوانه هب لي ولداً وإن كان في غير أوانه. فكان من خبره وقضيته ما قدمنا ذكره في قصته.‏

 

بشارة الملائكة لمريم

{ قَالَتْ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ، يَامَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ{

يذكر تعالى أن الملائكة بشرت مريم باصطفاء الله لها من بين سائر نساء عالمي زمانها، بأن اختارها لإيجاد ولد منها من غير أب وبُشرت بأن يكون نبياً شريفاً {يُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ} أي في صغره يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وكذلك في حال كهولته، فدل على أنه يبلغ الكهولة ويدعو إلى الله فيها، وأُمرت بكثرة العبادة والقنوت والسجود والركوع لتكون أهلاً لهذه الكرامة ولتقوم بشكر هذه النعمة، فيقال إنها كانت تقوم في الصلاة حتى تفطرت قدماها رضي الله عنها ورحمها ورحم أمها وأباها.

عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حسبك من نساء العالمين بأربع، مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد".

 قصة حمل مريم بعيسى عليه السلام

لما خاطبتها الملائكة بالبشارة لها باصطفاء الله لها، وبأنه سيهب لها ولداً زكياً يكون نبياً كريماً طاهراً مكرماً مؤيداً بالمعجزات، فتعجبت من وجود ولد من غير والد، لأنها لا زوج لها، ولا هي ممن تتزوج فاخبرتها الملائكة بأن الله قادر على ما يشاء إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون، فاستكانت لذلك وأنابت وسلمت لأمر الله، وعلمت أن هذا فيه محنة عظيمة لها، فإن الناس يتكلمون فيها بسببه، لأنهم لا يعلمون حقيقة الأمر، وإنما ينظرون إلى ظاهر الحال من غير تدبر ولا تعقل.

وكانت إنما تخرج من المسجد في زمن حيضها أو لحاجة ضرورة لابد منها من استقاء ماء أو تحصيل غذاء، فبينما هي يوماً قد خرجت لبعض شؤونها و{انتَبَذَتْ} أي انفردت وحدها شرقي المسجد الأقصى إذ بعث الله إليها الروح الأمين جبريل عليه السلام {فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً}

فلما رأته {قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَانِ مِنْكَ إِنْ كُنتَ تَقِيّاً}

و التقي هو ذو نهية.

 

{قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيّاً}  أي خاطبها الملك قائلاً لست ببشر ولكني ملك بعثني الله إليك لأهب لك ولداً زكيا.

{قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ} أي كيف يكون لي غلام أو يوجد لي ولد

{وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُنْ بَغِيّاً} أي ولست ذات زوج وما أنا ممن يفعل الفاحشة

{ قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ} فأجابها الملك عن تعجبها من وجود ولد منها قائلاً أنه وعد الله أنه سيخلق منك غلاماً ولست بذات بعل ولا تكونين ممن تبغين

{هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ} أي وهذا أسهل عليه ويسير لديه، فإنه على ما يشاء قدير.

وقوله {وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ} أي ولنجعل خلقه والحالة هذه دليلاً على كمال قدرتنا على أنواع الخلق، فإنه تعالى خلق آدم من غير ذكر ولا أنثى، وخلق حواء من ذكر بلا أنثى، وخلق عيسى من أنثى بلا ذكر، وخلق بقية الخلق من ذكر وأنثى.

 

قال تعالى: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا}.

ذكر غير واحد من السلف أن جبريل نفخ في جيب درعها فنزلت النفخة إلى فرجها فحملت من فورها كما تحمل المرأة عند جماع بعلها.

ولما نفخ فيها الروح لم يواجه الملك الفرجَ بل نفخ في جيبها فنزلت النفخة إلى فرجها فانسلكت فيه، كما قال تعالى: {فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا}

 

قال تعالى: {فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً}

وذلك لأن مريم عليها السلام لما حملت ضاقت به ذرعاً، وعلمت أن كثيراً من الناس سيكون منهم كلام في حقها، فذكر غير واحد من السلف أنها لما ظهرت عليها مخايل الحمل كان أول من فطن لذلك رجل من عُباد بني إسرائيل يقال له يوسف بن يعقوب النجار، وكان ابن خالها فجعل يتعجب من ذلك عجباً شديداً، وذلك لما يعلم من ديانتها ونزاهتها وعبادتها وهو مع ذلك يراها حبلى وليس لها زوج، فعرَّض لها ذات يوم في الكلام فقال: يا مريم هل يكون زرع من غير بذر؟

قالت: نعم، فمن خلق الزرع الأول.

ثم قال: فهل يكون ولد من غير ذكر؟

قالت: نعم إن الله خلق آدم من غير ذكر ولا أنثى.

قال لها: فأخبريني خبرك.

فقالت: إن الله بشرني {اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابن مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ، وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنْ الصَّالِحِينَ}.

ويروى مثل هذا عن زكريا عليه السلام أنه سألها فأجابته بمثل هذا. والله أعلم.

وروى عن مجاهد قال: قالت مريم كنت إذا خلوت حدثني وكلمني وإذا كنت بين الناس سبح في بطني.

قال محمد بن إسحاق: شاع واشتهر في بني إسرائيل أنها حامل، فما دخل على أهل بيت ما دخل على آل بيت زكريا.

قال: واتهمها بعض الزنادقة بيوسف الذي كان يتعبد معها في المسجد، وتوارت عنهم مريم واعتزلتهم وانتبذت مكاناً قصياً.‏

 

ولادة عيسى

{فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَنْسِيّاً}

أي فألجأها واضطرها الطلق إلى جذع النخلة، ببيت لحم فتمنت الموت وذلك لأنها علمت أن الناس يتهمونها ولا يصدقونها بل يكذبونها حين تأتيهم بغلام على يدها، مع أنها قد كانت عندهم من العابدات الناسكات المجاورات في المسجد المنقطعات إليه المعتكفات فيه، ومن بيت النبوة والديانة فحملت بسبب ذلك من الهم ما تمنت أن لو كانت ماتت قبل هذا الحال أو لم تخلق بالكلية.

 {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا}

و فى تفسير ذلك قولان: أحدهما أنه جبريل وفي رواية: هو إبنها عيسى

{ أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً}. قيل النهر

{وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً} فذكر الطعام والشراب ولهذا قال {فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً}.

قيل: كان جذع النخلة يابساً وقيل كانت نخلة مثمرة فالله أعلم. ويحتمل أنها كانت نخلة، لكنها لم تكن مثمرة إذ ذاك، لأن ميلاده كان في زمن الشتاء وليس ذاك وقت ثمر، وقد يفهم ذلك من قوله تعالى على سبيل الأمتنان {تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً}

ليس شيء أجود للنفساء من التمر والرطب

{فَإِمَّا تَرَيْنَ مِنْ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَانِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً}.

فإن رأيت أحداً من الناس فقولى له بلسان الحال والإشارة إنى نذرت للرحمن صوماً أي صمتاً، وكان من صومهم في شريعتهم ترك الكلام والطعام

 {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً، يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً}

والمقصود أنهم لما رأوها تحمل معها ولدها قالوا {يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً} والفرية هي الفعلة المنكرة العظيمة

ثم قالوا لها {يَا أُخْتَ هَارُونَ}

وقد ورد الحديث الصحيح الدال على أنه قد كان لها أخ اسمه هارون وليس في ذكر قصة ولادتها وتحرير أمها لها ما يدل على أنها ليس لها أخ سواها. والله أعلم.

عن المغيرة بن شعبة قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نجران فقالوا: أرأيت ما تقرأون: {يَا أُخْتَ هَارُونَ} وموسى قبل عيسى بكذا وكذا؟ قال فرحت فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بالأنبياء والصالحين قبلهم".

 

عيسى يتكلم فى المهد

فلما ضاق الحال بمريم {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ} أي خاطبوه وكلموه فإن جوابكم عليه وما تبغون من الكلام لديه

 فعند ذلك قالوا : {كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً}

أي كيف تحيلين في الجواب على صبي صغير لا يعقل الخطاب، وهو رضيع في مهده ولا يميز ، وما هذا منك إلا على سبيل التهكم بنا والاستهزاء والتنقص لنا والازدراء .

فعندها {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِي الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً، وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ ?وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً، وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً، وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً}.

هذا أول كلام تفوه به عيسى بن مريم، فكان أول ما تكلم به أن {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ} اعترف لربه تعالى بالعبودية وأن الله ربه فنزه جناب الله عن قول الظالمين في زعمهم أنه ابن الله، بل هو عبده ورسوله وابن أمته .

ثم برأ أمه مما نسبها إليه الجاهلون وقذفوها به ورموها بسببه بقوله: {آتَانِي الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً} فإن الله لا يعطي النبوة من هو كما زعموا لعنهم الله ، كما قال تعالى {وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً} وذلك أن طائفة من اليهود في ذلك الزمان قالوا إنها حملت به من زنى في زمن الحيض، لعنهم الله فبرأها الله من ذلك وأخبر عنها أنها صديقة واتخذ ولدها نبياً مرسلاً أحد أولي العزم الخمسة الكبار

ثم قال: {وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً} أي وجعلني براً بوالدتي وذلك أنه تأكد حقها عليه إذ لا والد له سواها، فسبحان من خلق الخليقة وبراها وأعطى كل نفس هداها

 

 

حقيقة عيسى عليه السلام

قال تعالى : {ذَلِكَ عِيسَى ابن مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ، مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}

كما قال تعالى: {ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَليْكَ مِنْ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ، إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }.

فبين أنه تعالى لا ينبغي له الولد لأنه خالق كل شيء ومالكه، وكل شيء فقير إليه، خاضع ذليل لديه وجميع سكان السماوات والأرض عبيده، هو ربهم لا إله إلا هو ولا رب سواه

وثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: يقول الله تعالى: "شتمني ابن آدم ولم يكن له ذلك، يزعم أن لي ولداً وأنا الأحد الصمد الذي لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفواً أحد".

 

 

ذكر منشأ عيسى بن مريم عليهما السلام

قد ذكرنا أنه ولد ببيت لحم قريباً من بيت المقدس.

وذكر وهب بن منبه أنه لما خرت الأصنام يومئذ في مشارق الأرض ومغاربها، وأن الشياطين حارت في سبب ذلك حتى كشف لهم إبليس الكبير أمر عيسى فوجدوه في حجر أمه والملائكة محدقة به، وأنه ظهر نجم عظيم في السماء وأن ملك الفرس أشفق من ظهوره

فسأل الكهنة عن ذلك فقالوا: هذا لمولد عظيم في الأرض. فبعث رسله ومعهم ذهب ومر ولبان هدية إلى عيسى

فلما قدموا الشام سألهم ملكها عما أقدمهم فذكروا له ذلك، فسأل عن ذلك الوقت فإذا قد ولد فيه عيسى بن مريم ببيت المقدس واشتهر أمره بسبب كلامه في المهد فأرسلهم إليه بما معهم وأرسل معهم من يعرفه له ليتوصل إلى قتله إذا انصرفوا عنه، فلما وصلوا إلى مريم بالهدايا ورجعوا قيل لها إن رسل ملك الشام إنما جاءوا ليقتلوا ولدك. فاحتملته فذهبت به إلى مصر، فأقامت به حتى بلغ عمره اثنتي عشرة سنة، وظهرت عليه كرامات ومعجزات في حال صغره

عن ابن عباس قال: وكان عيسى يرى العجائب في صباه إلهاماً من الله، ففشا ذلك في اليهود وترعرع عيسى، فهمت به بنو إسرائيل، فخافت أمه عليه، فأوحى الله إلى أمه أن تنطلق به إلى أرض مصر،

قال لنا إدريس عن جده وهب بن منبه، قال: إن عيسى لما بلغ ثلاث عشرة سنة أمره الله أن يرجع من بلاد مصر إلى بيت إيليا قال فقدم عليه يوسف ابن خال أمه فحملهما على حمار حتى جاء بهما إلى إيليا وأقام بها حتى أحدث الله له الإنجيل وعلمه التوراة وأعطاه إحياء الموتى وإبراء الأسقام والعلم بالغيوب مما يدخرون في بيوتهم وتحدث الناس بقدومه وفزعوا لما كان يأتي من العجائب، فجعلوا يعجبون منه فدعاهم إلى الله ففشا فيهم أمره.

 

 

من نعم الله على عيسى

وقال الله تعالى وهو أصدق القائلين: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابن مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنْ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إسرائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ، وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ}.

فكان أول ما أحيا من الموتى أنه مرّ ذات يوم على امرأة قاعدة عند قبر وهي تبكي فقال لها: مالك، أيتها المرأة؟ فقالت: ماتت ابنة لي لم يكن لي ولد غيرها، وإني عاهدت ربي أن لا أبرح من موضعي هذا حتى أذوق ما ذاقت من الموت أو يحييها الله لي فأنظر إليها. فقال لها عيسى: أرأيت إن نظرت إليها أراجعة أنت؟ قالت: نعم. قالوا فصلى ركعتين، ثم جاء فجلس عند القبر فنادى: يا فلانة قومي بإذن الرحمن فاخرجي. قال: فتحرك القبر ثم نادى الثانية فانصدع

القبر بإذن الله؛ ثم نادى الثالثة فخرجت وهي تنفض رأسها من التراب، فقال لها عيسى: ما أبطأ بك عني؟ فقالت: لما جاءتني الصيحة الأولى بعث الله لي ملكاً فركب خلقي، ثم جاءتني الصيحة الثانية فرجع إليَّ روحي، ثم جاءتني الصيحة الثالثة فخفت أنها صيحة القيامة فشاب رأسي وحاجباي وأشفار عيني من مخافة القيامة، ثم أقبلت على أمها فقالت: يا أماه ما حملك على أن أذوق كرب الموت مرتين، يا أماه اصبري واحتسبي فلا حاجة لي في الدنيا، يا روح الله وكلمته، سل ربي أن يردني إلى الآخرة وأن يهون علي كرب الموت. فدعا ربه فقبضها إليه واستوت عليها الأرض.

فبلغ ذلك اليهود فازدادوا عليه غضباً.

وقدمنا في عقب قصة نوح أن بني إسرائيل سألوه أن يحيي لهم سام بن نوح فدعا الله عز وجل وصلى الله فأحياه الله لهم فحدثهم عن السفينة وأمرها ثم دعا فعاد تراباً.

وقد روى السدي عن أبي صالح وأبي مالك، عن ابن عباس في خبر ذكره وفيه أن ملكاً من ملوك بني إسرائيل مات وحمل على سريره فجاء عيسى عليه السلام فدعا الله عز وجل فأحياه الله عز وجل، فرأى الناس أمراً هائلاً ومنظراً عجيباً.‏

 

بشارة عيسى بمحمد صلى الله عليه وسلم

وقال تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابن مَرْيَمَ يَا بَنِي إسرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ،

فعيسى عليه السلام هو خاتم أنبياء بني إسرائيل وقد قام فيهم خطيباً فبشره بخاتم الأنبياء الآتي بعده ونوه باسمه وذكر لهم صفته ليعرفوه ويتابعوه إذا شاهدوه. إقامة للحجة عليهم وإحساناً من الله إليهم كما قال تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ}.

عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم قالوا:

يا رسول الله أخبرنا عن نفسك. قال: "دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى، ورأت أمي حين حملت بي كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام".

 

ذكر خبر المائدة

قال الله تعالى: {إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابن مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنْ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ، قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنْ الشَّاهِدِينَ، قَالَ عِيسَى ابن مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنْ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ، قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابا لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنْ الْعَالَمِينَ}.

ومضمون ذلك: أن عيسى عليه السلام أمر الحواريين بصيام ثلاثين يوماً، فلما أتموها سألوا من عيسى إنزال مائدة من السماء عليهم ليأكلوا منها وتطمئن بذلك قلوبهم أن الله قد تقبل صيامهم وأجابهم إلى طلبتهم، وتكون لهم عيداً يفطرون عليها يوم فطرهم وتكون كافية لأولهم وآخرهم لغنيهم وفقيرهم. فوعظهم عيسى عليه السلام في ذلك وخاف عليهم أن لا يقوموا بشكرها ولا يؤدوا حق شروطها فأبوا عليه إلا أن يسأل لهم ذلك من ربه عز وجل.

فلما لم يقلعوا عن ذلك قام إلى مصلاه ولبس مسحاً من شعر

وصف بين قدميه وأطرق رأسه وأسبل عينيه بالبكاء وتضرع إلى الله في الدعاء والسؤال أن يجابوا إلى ما طلبوا.

فأنزل الله تعالى المائدة من السماء والناس ينظرون إليها تنحدر بين غمامتين، وجعلت تدنوا قليلاً قليلاً، وكلما دنت سأل عيسى ربه عز وجل أن يجعلها رحمة لا نقمة وأن يجعلها بركة وسلامة فلم تزل تدنوا حتى استقرت بين يدي عيسى عليه السلام وهي مغطاة بمنديل فقام عيسى يكشف عنها وهو يقول "بسم الله خير الرازقين" فإذا عليها سبعة من الحيتان وسبعة أرغفة ويقال: وخل. ويقال: ورمان وثمار، ولها رائحة عظيمة جداً، قال الله لها كوني فكانت.

ثم أمرهم بالأكل منها، فقالوا: لا نأكل حتى تأكل فقال: إنكم الذين ابتدأتم السؤال لها. فأبوا أن يأكلوا منها ابتداءً، فأمر الفقراء والمحاويج والمرضى والزمنى وكانوا قريباً من ألف وثلاثمائة فأكلوا منها فبرأ كل من به عاهة أو آفه أو مرض مزمن، فندم الناس على ترك الأكل منها لما رأوا من إصلاح حال أولئك. ثم قيل إنها كانت تنزل كل يوم مرة فيأكل الناس منها، يأكل آخرهم كما يأكل أولهم حتى قيل أنها كان يأكل منها نحو سبعة آلاف.

ثم كانت تنزل يوماً بعد يوم، كما كانت ناقة صالح يشربون لبنها يوماً بعد يوم. ثم أمر الله عيسى أن يقصرها على الفقراء أو المحاويج دون الأغنياء، فشق ذلك على كثير من الناس وتكلم منافقوهم في ذلك، فرفعت بالكلية ومسخ الذين تكلموا في ذلك خنازير.

عن عمار بن ياسر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: نزلت المائدة من السماء خبز ولحم وأمروا أن لا يخونوا ولا يدخروا ولا يرفعوا لغد، فخانوا وادخروا ورفعوا، فمسخوا قردة وخنازير.

فإن العلماء اختلفوا في المائدة: هل نزلت أم لا؟ فالجمهور أنها نزلت كما دلت عليه هذه الأثار كما هو المفهوم من ظاهر سياق القرآن ولا سيما قوله: {إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ} كما قرره ابن جرير والله أعلم.

 

رفع عيسى الى السماء

 

{وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ، إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}.

وقال تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمْ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً، وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً، وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابن مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً، بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً، وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً}.

فأخبر تعالى أنه رفعه إلى السماء بعد ما توفاه بالنوم على الصحيح المقطوع به، وخلصه ممن كان أراد أذيته من اليهود الذين وشوا به إلى بعض الملوك الكفرة في ذلك الزمان.

قال الحسن البصري ومحمد بن إسحاق: كان اسمه داوود بن نورا فأمر بقتله وصلبه، فحصروه في دار ببيت المقدس، وذلك عشية الجمعة ليلة السبت، فلما حان وقت دخولهم ألقى شبهه على بعض أصحابه الحاضرين عنده ورفع عيسى من روزنة من ذلك البيت إلى السماء، وأهل البيت ينظرون، ودخل الشرط فوجدوا ذلك الشاب الذي ألقي عليه شبهه فأخذوه ظانين أنه عيسى فصلبوه ووضعوا الشوك على رأسه إهانة له، وسلم لليهود عامة النصارى الذين لم يشاهدوا ما كان من أمر عيسى أنه صلب وضلوا بسبب ذلك ضلالاً مبيناً كثيراً فاحشاً بعيداً.

و أخبر تعالى بقوله: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} أي بعد نزوله إلى الأرض في آخر الزمان قبل قيام الساعة، فإنه ينزل ويقتل الخنزير ويكسر الصليب ويضع الجزية ولا يقبل إلا الإسلام،

، عن ابن عباس، قال: لما أراد الله أن يرفع عيسى إلى السماء خرج على أصحابه وفي البيت

اثنا عشر رجلاً منهم من الحواريين، يعني فخرج عليهم من عين في البيت ورأسه يقطر ماء فقال: إن منكم من يكفر بي اثني عشرة مرة بعد أن آمن بي، ثم قال: أيكم يُلقى عليه شبهي فيقتل مكاني فيكون معي في درجتي؟ فقام شاب من أحدثهم سناً فقال له: اجلس. ثم أعاد عليهم فقام الشاب فقال: أنا، فقال: أنت هو ذاك. فأُلقي عليه شبه عيسى، ورُفع عيسى من روزنة في البيت إلى السماء.

قال: وجاء الطلب من اليهود فأخذوا الشبه فقتلوه ثم صلبوه فكفر به بعضهم اثنتي عشرة مرة بعد أن آمن به وافترقوا ثلاث فرق، فقالت طائفة: كان الله فينا ما شاء ثم صعد إلى السماء. وهؤلاء اليعقوبية. وقالت فرقة: كان فينا ابن الله ما شاء الله ثم رفعه الله إليه وهؤلاء النسطورية. وقالت فرقة: كان فينا عبد الله ورسوله ما شاء الله ثم رفعه الله إليه. وهؤلاء المسلمون، فتظاهرت الكافرتان على المسلمة فقتلوها فلم يزل الإسلام طامساً حتى بُعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم.

قال ابن عباس: وذلك قوله تعالى: {فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ}.

البقلة (الرجلة) النبتة الغريبة العجيبة


البقلة (الرجلة) النبتة الغريبة العجيبة !!!


البقلة (الرجلة) قاهرة السرطان وصفها شيق ولكنه ذو اشجان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
---------------------------------
البقلة : هي نوع من أنواع النباتات الورقية التي تنمو خاصة بلدان حوض
البحر الأبيض المتوسط ،وموطنها الأصلي في دول أوروبا ودول أسيا ،
وتنبت حالياً في الصين واستراليا ، وتنبت على مجاري الأودية وحواف القنوات.
البقلة تسمى أيضاً الفرفحينة في بعض الدول وفي العراق( البربين ):الحمقه
كما تسمى في مصر الرجلة وفي الجزائر البندراق " وفي دول الخليج
تسمى ( البقلّة المباركّة ) والبربير عند أهل قطر...وعالمياً الرجلة ...
----------------------------------------------------
وصف نبتة البقلة(الرجلة) ..
من النباتات الحوليّة نوع من الأعشاب البرية التي تنبت وحدها في الطبيعة
ومنها ما ينبّت بشكل عمودّي ومنها ما ينبّت بشكل منبسط ،
ارتفاعها يصل الى 30سم تقريباً ، وساقها وفروعها تكون ذات ملمّس
ملّس أي ملسّاء ولونها أخضر يميل الى الأحمر قليلاً ،
أوراقها بشكل بيضوّي مقلوب وقمتها مستديرّة ،
يتمتع نبات الرجلة أو البقلة "purslane" بقيمة غذائية عالية وفوائد صحية جمة،
وهو من البقول العشبية، ويمكن أن تؤكل أوراقه إما مطبوخة بما يعرف بأكلة "البوراني" أو نيئة مع السلطة أو بجانب الزيتون الأسود وكذلك الفتوش ...
-------------------------------------------------------
ما علاقة البقلة(الرجلة) بمرض السرطان؟
قام العلماء بدراسة تأثير البقلة على الخلايا السرطانية فوجدوا ان البقلة نبتة برية
"كيميائية"بما تحتوية من فيتامينات ومركبات كيميائية وموادًا مخاطية وغيرها
من العناصر مجتمعة تحارب الخلايا السرطانية وتحد من انتشارها و نموها ،
وبذلك تعتبر البقلة خصماً لا يستهان به ضد الخلايا السرطانية.
إذا فهي تستخدم في العلاجات الطبية لأخطر الأمراض العالمية حالياً.
وقديماً كانت البقلة معروفة أيضًا في الطب الصيني التقليدي
ويتم من خلالها مداواة الكثير من الأمراض الخطيرة.
-------------------------------------------------------
البقلة والقلب والشرايين ...
وفي هذا السياق أثبتت دراسة أخيرة أن البقلة تمنع الإصابة بتصلب الشرايين وبأمراض القلب .وقد قام العلماء بدراسة تأثير البقلة على مستويات الدهون
في الدم فتوصلوا إلى تعميم فائدة البقلة في خفض نسبة الدهون
ومستويات الكوليستيرول الضار (LDL) بنسبة عالية وأيضًا الدهون الثلاثية.
وأفادوا أن تناول البقلة لا يؤدي إلى حدوث أية آثار جانبية ،
ولها بالتالي تأثير إيجابي على مستويات الدهون وفي اضطراب استقلاب الشحوم.
هذا بالإضافة إلى كونها غنية بالأحماض الدهنية غير المشبعة والفيتامينات
والفلافودينات التي تدمر كل الخلايا السامة والخطيرة في الجسم.
-----------------------------------------------------------
فوائد البقلة(الرجلة) ...
حسب موقع "العلاج والغذاء" الأمريكي وهى تشمل:
1. نبات الرجلة من أفضل الخضراوات الغنية بالأوميجا-3. المعروف
بفوائده الصحية العديدة وخواصه المضادة للالتهابات وتعزيز صحة المخ
وتقليل التهابات المفاصل.
2. تحتوى الرجلة على تركيزات رائعة من حمض اللينولينيك "ALA"،
والمعروف بدوره فى الحد من فرص الإصابة بأمراض القلب
وأمراض الأوعية الدموية، وكما أنه يقى من اضطراب ضربات القلب.
3. يحتوى نبات الرجلة على تركيزات عالية من الفيتامينات المضادة للأكسدة
مثل فيتامين "أ" و"هـ" و"ج" وهى تساهم فى الحد من خطر الإصابة بالأمراض
وتقليل فرص حدوث السرطانات، وكما تساهم فى الحد من الشيخوخة.
4. يحتوى نبات الرجلة على عنصرى الكالسيوم والمغنسيوم،
واللذان يساهمان فى تعزيز صحة العظام والأسنان والعضلات،
وكما يحتوى على البوتاسيوم، والذى يساهم فى تنظيم ضغط الدم،
بالإضافة إلى الحديد، والذى يساعد فى تكوين الهيموجلوبين،
المعروف بدوره فى نقل الأكسجين إلى جميع خلايا الجسم.
----------------------------------------------------------
ومن الفوائد العجيبة الأخرى لهذه العشبة :
1- منع التهابات الجهاز الهضمي والقرحة
2- طرد الديدان الحلقية من الجسم
3- تعزز ليونة المعدة والإسهال البسيط
4- إيقاف التقيؤ والوحام
5- علاج الثآليل
6- إيقاف نزيف الدم
7- علاج الصداع والحمى
----------------------------------------------------------
أضرار نبات البقلة ( الرجلة )..
- إن من الأضرار الصحية لنبات الرجلة أو البقلة،
هو احتوائه على تركيزات عالية من حمض الأوكساليك "oxalic acid"،
ويعد من أغنى الأطعمة به، وهوعبارة عن حمض يوجد بكثرة على هيئة
ملح البوتاسيوم وهو معروف بأضرار الصحية،
حيث يرفع فرص الإصابة بحصوات الكلى وكما أنه قد يسبب الإجهاض
ولذا فهو ممنوع للحوامل ومرضى الكلى حتى لا تنتج أي اعراض تؤثر
على صحة الأم أو الجنين.
------------------------------------------------------------
الخضار والسلطات قد تزيد الخصوبة عند الرجال..!!!
أوصى علماء التغذية في بريطانيا بتناول السلطات الخضراء وورق الخضار،
وخاصة نبات "البقلة"، من أجل رفع مستوى الخصوبة لدى الرجال
وقال العلماء الذين نقلت عنهم جريدة "ديلي ميرور" في تقرير إن"البقلة"،
وهي وورق الخضار الشبيه بالنعناع والبقدونس والسبانخ، تعتبر مهدئاً للإنسان،
وكان يسود الاعتقاد طوال الفترة الماضية بأنها تؤثر سلباً على الصحة الجنسية
لدى الرجال، إلا أنها يمكن أن تؤدي إلى تخفيف التوتر بما يعزز الخصوبة لديهم.
وانتهى علماء التغذية في بريطانيا بحسب ديلي ميرور إلى توصية الرجال بالإكثار
من تناول السلطات الخضراء وتضمينها ورق "البقلة" بعد أن وجدوا بأنها تؤدي
إلى تخفيض الإجهاد والتوتر في الجسم وتساعد على إنتاج مزيد من الحيوانات
المنوية لدى الرجال خاصة تناول "البقلة" التي توضع عادة في السلطات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-------------------------------------------------------------