‏إظهار الرسائل ذات التسميات رجال من التاريخ - شخصيات دينية وأدبية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات رجال من التاريخ - شخصيات دينية وأدبية. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 11 مارس 2018

الصحابي الذي اهتز لموته عرش الرحمن

الصحابي الذي اهتز لموته عرش الرحمن



إنه سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس الأنصاري الأشهلي، وكنيته أبو عمرو، صحابي جليل أسلم قبل الهجرة بعام، وكان سيد قومه ورئيس الأوس وزعيم قبيلة بني عبد الأشهل.
قصة إسلامه فريدة سجلتها المصادر التاريخية؛ فعندما بَعث رسول الله صل الله عليه وسلم مصعب بن عمير رضي الله عنه إلى يثرب لدعوة الأنصار، 
نزل في بني غنم على الصحابي الجليل أسعد بن زرارة، فجعل يدعو الناس سرًّا، وينشر الإسلام.

وحين علم سعد بن معاذ أن ابن خالته أسعد بن زرارة يجمع الناس في بيته ويأتي إليهم مصعب بن عمير يدعوهم إلى الإسلام، ويدخلون في الإسلام غضب سعد بن معاذ، وقال: ما هذا الذي يجري بين ظهرانينا، يفتن الضعفاء منا ويخرجهم من دينهم ودين آبائهم.
وهمّ سعد بن معاذ أن يذهب إليهما فيطردهما؛ ولكنه توقف لكون أسعد بن زرارة رضي الله عنه ابن خالته، وأمر أُسيد بن حضير بالقيام بمهمَّة الطرد نيابة عنه ولكن أسيد بن حضير حينما ذهب سمع عن الإسلام واستمع للقرآن من مصعب فاطمئن قلبه لهذا الدين وأسلم ثم قرَّر أسيد بن حضير رضي الله عنه أن يقوم بحيلةٍ يدفع بها سعد بن معاذ دفعًا إلى مجلس مصعب بن عمير رضي الله عنه، وهو على يقينٍ أنَّه إن سمع ما سمع فسوف يُؤمن.
ونجحت الحيلة، ووصل سعد بن معاذ إلى مجلس مصعب وأسعد رضي الله عنهما! ووقف سعد بن معاذ يتكلم بكلام شديد قائلا: اتركوا ديارنا، فرد مصعب بن عمير: أو غير ذلك؟
قال سعد: وما غير ذلك؟ قال مصعب : تجلس فتسمع منا فإن أعجبك ما قلناه وقبلته فالحمد لله، وإن كان غير ذلك عجّلنا عنك ما تكره، قال سعد: أنصفت، فجلس وتلا مصعب عليه القرآن، وعرض عليه الإسلام.
قال أسعد ومصعب: فعرفنا الإسلام في وجهه قبل أن يعلنه، فانفرجت أساريره، وظهر التأثر، فقال: ما الذي يُطلب من الإنسان إذا أراد أن يدخل دينكم هذا، قال له تذهب فتغتسل وتتطهر وتطهر ثوبك وتصلي ركعتين وتشهد شهادة الحق.
ففعل سعد ذلك وشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ثم ذهب سعد لدعوة قبيلته بني الأشهل، وقال لهم: كلام رجالكم ونسائكم عليَّ حرام حتى تسلموا فأسلموا.
فكان سعد بن معاذ من أعظم الناس بركةً في الإسلام، وقد شهد بدرًا وأُحدًا والخندق، وتوفي يوم الخندق سنة 5 هـ، وهو يومئذٍ ابن 37 سنة، فصلى عليه رسول الله صل الله عليه وسلم، ودُفن بالبقيع.
وقد روى البخاري ومسلم عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صل الله عليه وسلم يقول: اهتز العرش لموت سعد بن معاذ. عرش الرحمن الذي يحمله ثمانية من الملائكة الشداد الملك الواحد منهم ما بين شحمة أذنه وكتفه مسيرة أربعين عاما وما بين جناحيه مسيرة خمسين عاما... رضي الله عن سعد بن معاذ وعن صاحبة رسول الله أجمعين ..

الأربعاء، 7 مارس 2018

قصة زواج سيدنا جليبيب ووفاته مؤثرة جدا


قصة زواج سيدنا جليبيب ووفاته مؤثرة جدا 



عبد قصير، أسود، أفطس، فقير، دميم، قبيح، رث الثياب، يشرب بكفيه من المياه الجارية، أو يغترف من الآبار، يأكل كسرات خبز إن وجد، فإن لم يجد يطوي صائما، ينام وفراشه الأرض، ولحافه السماء، وليس له من مخدة إلا نعليه في فناء مسجد النبي _صلى الله عليه وسلم_ يمر يوما والنبي _صلى الله عليه وسلم_ جالس بين أصحابه، ينظر إلى هذا الرجل، بهذه الحالة، قال: أتعرفون من هذا؟ وإذ 
بأغلب الصحابة لا يعرفون اسمه، إن حضر لن يعرف، لن يدعى، وإن غاب لن يفتقد، ومن الذي يحفظ اسم رجل كهذا؟ قال النبي _عليه الصلاة والسلام_ إنه جليبيب، ثم نادى به،: ياجليبيب ألا تتزوج؟ فنظر إلى النبي _صلى الله عليه وسلم_ لن يتفجع، لن يتأوه، لن يقل يارسول ماعندي دنيا ماعندي مال ماعندي ماعندي...
إنما ما زاد على أن قال: يا رسول الله، ومن يزوج جليبيبا في الدنيا ولا مال ولا جاه؟ يعرف أن الناس ما زالوا يحكمون في هذه المقاييس، إنه ينتظر زواج الآخرة، فتركه النبي _صلى الله عليه وسلم_ وفي اليوم الثاني ناداه وهو يمر، يا جليبيب ألا تتزوج؟ قال: يارسول الله ومن يزوج جليبيب ولا مال ولا جاه؟ في اليوم الثالث قال النبي: يا جليبيب ألا تتزوج؟ فالتفت مستغرب من نداء النبي _عليه الصلاة والسلام_ قال: قلت لك يارسول الله ومن يزوج جليبيب ولا مال ولا جاه؟ قال النبي: يا جليبيب اذهب إلى بيت فلان الأنصاري واخطب ابنته، وقل أرسلني رسول الله ويقول لكم زوجوني ابنتكم، وكانت الفتاة من أجمل فتيات الأنصار، فذهب جليبيب وطرق الباب، أرسله النبي _صلى الله عليه وسلم_ وقال: يسلم عليكم النبي ويقول: زوجوني ابنتكم، فقال الأب: ياجليبيب لامال ولاجاه كيف نزوجك؟ وصاحت الأم لزوجها: أيزوج جليبيب وهو على هذه الحال لا مال ولا جاه وابنتنا في موقعها وموضعها التي هي فيه؟ وتسمع الفتاة المؤمنة، فتاة العقيدة، فتاة التوحيد، فتاة القرآن والسنة، فتاة قيام الليل، ليست فتاة الدشوش، ولا فتاة التلفاز، ولا فتاة قارعة الطريق، ولا فتاة المنتزهات والمحلقات، تسمع الفتاة المؤمنة، وتصرخ بوالديها من الداخل: كيف هذا؟ أوتردان رسول رسول الله _صلى الله عليه وسلم_؟ والله إني أجزت زواجي، وإني قبلت به زوجا، قالوا: يا ابنتاه انظريه، انظري شكله، انظري هندامه، انظري ثوبه، لامال، ولا جاه، قالت: والله لا أرد خاطبا أرسله النبي _عليه الصلاة والسلام_ ويحضر لعرسه تلك الليلة، وبينما مراسيم الزفاف على بساطتها تعقد، إذ بمنادي الجهاد يصرخ في الخارج: (يا خيل الله اركبي) وإذا بجليبيب _رضي الله عنه_ يترك عروسه في زينتها، في حلتها، في أرق وأعذب وأجمل لحظة وصال مابين رجل وامرأة، ليلة الزفاف، وإذا به يسحب يده وكأن عقرب لدغته، وينطلق كالسهم من الرميح، ويلتحق بصفوف الجيش نحو الغزوة، ويقاتل مع الذين يقاتلون، وتنتهي المعركة، ويأتي النبي _عليه الصلاة والسلام_ ويتفقد أصحابه من الشهداء، فيعدد الصحابة كل الناس إلا جليبيبا لا يذكره أحد، قال النبي: ألا تفقدون حبيبا؟ قالوا: من؟ قال: أفقد حبيبي جليبيب، ويبحث عنه النبي _عليه الصلاة والسلام_ فيجده وقد تلوث بالدم، وأصيب بجراحات بليغة، وصار وجهه من طين الأرض وترابها، فينفض عن وجهه، ويضع رأسه على فخده الشريف، قال النبي _عليه الصلاة والسلام_: جليبيب، جليبيب، قتلت سبعا من الكفار ثم قتلت، أنت مني وأنا منك، أنت مني وأنا منك، أنت مني وأنا منك، ثم أشاح برأسه _عليه الصلاة والسلام_ يمينا، وقال: أتدرون لم أشحت بوجهي؟ قالوا: لم يا رسول الله؟ قال: والله إني رأيت زوجاته من الحور العين يتسابقن إلى احتضانه، وأعرفه رجلا غيورا، فأشحت بوجهي حتى لا يغار.

جليبيب: لا مال ولا جاه، ونحن بكل مالنا، بكل جاهنا، بكل حللنا، ماذا فعلنا؟ يا أيها الحبيب: ثمنك وقيمتك حبك لربك، اتباعك لنبيك، تعلقك لدينك، خدمتك لرسالتك، لا تزدري نفسك، لا تنصت إلى ذاك الهمس الشيطاني، الذي يقول لك: من أنت؟ وماذا يمكنك أن تصنع؟ لاتزدري نفسك، وكن جليبيب وقتك، فما أحوج الدين إلى أمثال جليبيب، انهض يا حبيبي، انهض من رقادك قبل فوات الأوان، الحور على أبواب السماء تنادي، كن الخاطب، كن الراغب، كن جليبيب وقتك ولا تبالي بكل الجبناء، ولا تبالي بكل الأعداء، ولا تبالي بكل الخونة، ولا بكل قطاع الطريق، وما أحوجنا إلى أمثال جليبيب. 

السبت، 5 أغسطس 2017

يونس عليه السلام

"يونس عليه السلام"

صورة



نبذة :
أرسله الله إلى قوم نينوى فدعاهم إلى عبادة الله وحده ولكنهم أبوا واستكبروا فتركهم وتوعدهم بالعذاب بعد ثلاث ليال فخشوا على أنفسهم فآمنوا فرفع الله عنهم العذاب ، أما يونس فخرج في سفينة وكانوا على وشك الغرق فاقترعوا لكي يحددوا من سيلقى من الرجال فوقع ثلاثا على يونس فرمى نفسه في البحر فالتقمه الحوت وأوحى الله إليه أن لا يأكله فدعا يونس ربه أن يخرجه من الظلمات فاستجاب الله له وبعثه إلى مائة ألف أو يزيدون
سيرته :
كان يونس بن متى نبيا كريما أرسله الله إلى قومه فراح يعظهم ، وينصحهم ، ويرشدهم إلى الخير ، ويذكرهم بيوم القيامة ، ويخوفهم من النار ، ويحببهم إلى الجنة ، ويأمرهم بالمعروف ، ويدعوهم إلى عبادة الله وحده . وظل ذو النون يونس عليه السلام ينصح قومه فلم يؤمن منهم أحد .


وجاء يوم عليه فأحس باليأس من قومه .. وامتلأ قلبه بالغضب عليهم لأنهم لا يؤمنون ، وخرج غاضبا وقرر هجرهم ووعدهم بحلول العذاب بهم بعد ثلاثة أيام .

ولا يذكر القرآن أين كان قوم يونس .
ولكن المفهوم أنهم كانوا في بقعة قريبة من البحر .
وقال أهل التفسير : بعث الله يونس عليه السلام إلى أهل (نينوى) من أرض الموصل .
فقاده الغضب إلى شاطىء البحر حيث ركب سفينة مشحونة .
ولم يكن الأمر الإلهي قد صدر له بأن يترك قومه أو ييأس منهم .
فلما خرج من قريته ، وتأكد أهل القرية من نزول العذاب بهم قذف الله في قلوبهم التوبة والإنابة وندموا على ما كان منهم إلى نبيهم وصرخوا وتضرعوا إلى الله عز وجل ، وبكى الرجال والنساء والبنون والبنات والأمهات .
وكانوا مائة ألف يزيدون ولا ينقصون .
وقد آمنوا أجمعين .
فكشف الله العظيم بحوله وقوته ورأفته ورحمته عنهم العذاب الذي استحقوه بتكذيبهم .


أمر السفينة :
أما السفينة التي ركبها يونس ، فقد هاج بها البحر ، وارتفع من حولها الموج .

وكان هذا علامة عند القوم بأن من بين الركاب راكباً مغضوباً عليه لأنه ارتكب خطيئة .
وأنه لا بد أن يلقى في الماء لتنجو السفينة من الغرق .
فاقترعوا على من يلقونه من السفينة .
فخرج سهم يونس وكان معروفاً عندهم بالصلاح ..
فأعادوا القرعة ، فخرج سهمه ثانية ، فأعادوها ثالثة ، ولكن سهمه خرج بشكل أكيد فألقوه في البحر أو ألقى هو نفسه .
فالتقمه الحوت لأنه تخلى عن المهمة التي أرسله الله بها , وترك قومه مغاضباً قبل أن يأذن الله له .
وأحى الله للحوت أن لا يخدش ليونس لحما ولا يكسر له عظما .

واختلف المفسرون في مدة بقاء يونس في بطن الحوت ..
فمنهم من قال أن الحوت التقمه عند الضحى ، وأخرجه عند العشاء ..
ومنهم من قال انه لبث في بطنه ثلاثة أيام ..
ومنهم من قال سبعة ..
يونس في بطن الحوت :
عندما أحس بالضيق في بطن الحوت ، في الظلمات ظلمة الحوت وظلمة البحر ..وظلمة الليل ..

سبح الله واستغفره وذكر أنه كان من الظالمين . وقال : (لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) .
فسمع الله دعاءه واستجاب له .
فلفظه الحوت .
(فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون) .
وقد خرج من بطن الحوت سقيماً عارياً على الشاطىء .
وأنبت الله عليه شجرة القرع .
قال بعض العلماء في إنبات القرع عليه حِكَم جمة .
منها أن ورقه في غاية النعومة وكثير وظليل ولا يقربه ذباب ، ويؤكل ثمره من أول طلوعه إلى آخره نياً ومطبوخاً ، وبقشره وببزره أيضاً .
وكان هذا من تدبير الله ولطفه .
وفيه نفع كثير وتقوية للدماغ وغير ذلك .

فلما استكمل عافيته رده الله إلى قومه الذين تركهم مغاضباً .

فضل يونس عليه السلام :
لقد وردت أحاديث كثيرة عن فضل يونس عليه السلام ..

منها قول النبي‏ ‏صلى الله عليه وسلم : "‏لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من ‏‏ يونس بن متى"
وقوله عليه الصلاة والسلام : "من قال أنا خير من يونس بن متى فقد كذب" .
ذنب يونس عليه السلام :
نريد الآن أن ننظر فيما يسميه العلماء ذنب يونس .

هل ارتكب يونس ذنبا بالمعنى الحقيقي للذنب ؟
وهل يذنب الأنبياء ؟.
الجواب أن الأنبياء معصومون .. غير أن هذه العصمة لا تعني أنهم لا يرتكبون أشياء هي عند الله أمور تستوجب العتاب .
المسألة نسبية إذن .
يقول العارفون بالله : إن حسنات الأبرار سيئات المقربين ..

وهذا صحيح .
فلننظر إلى فرار يونس من قريته الجاحدة المعاندة .
لو صدر هذا التصرف من أي إنسان صالح غير يونس ..
لكان ذلك منه حسنة يثاب عليها .
فهو قد فر بدينه من قوم مجرمين .
ولكن يونس نبي أرسله الله إليهم ..

والمفروض أن يبلغ عن الله ولا يعبأ بنهاية التبليغ أو ينتظر نتائج الدعوة ..
ليس عليه إلا البلاغ .
خروجه من القرية إذن .. في ميزان الأنبياء .. أمر يستوجب تعليم الله تعالى له وعقابه.
إن الله يلقن يونس درسا في الدعوة إليه ، ليدعو النبي إلى الله فقط .

هذه حدود مهمته وليس عليه أن يتجاوزها ببصره أو قلبه ثم يحزن لأن قومه لا يؤمنون .
ولقد خرج يونس بغير إذن فانظر ماذا وقع لقومه .

لقد آمنوا به بعد خروجه ..
ولو أنه مكث فيهم لأدرك ذلك وعرفه واطمأن قلبه وذهب غضبه .. غير أنه كان متسرعا .. وليس تسرعه هذا سوى فيض في رغبته أن يؤمن الناس ، وإنما اندفع إلى الخروج كراهية لهم لعدم إيمانهم .. فعاقبه الله وعلمه أن على النبي أن يدعو لله فحسب .
والله يهدي من يشاء

الاثنين، 24 يوليو 2017

الصحابية الجليلة هند بنت أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم

الصحابية هند بنت أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم
صورة

ختامها مسك وبها نكون أتممنا 12
هي هند بنت أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم (24 ق.هـ 61هـ/598 680م)، كان أبوها رضي الله عنها من أجواد قريش، يُعرف بـ"زاد الركب" لكرمه. وأمُّها هي عاتكة بنت عامر بن ربيعة بن عبد المطلب، أخوالها لأبيها عبد الله وزهير ابنا عمَّة رسول الله.
حياتها قبل الرسول:
كان لابي سلمة و أم سلمة تاريخ عظيم في الاسلام فقد كانا من السابقين الاولين و هاجرا مع العشرة الاولين الى الحبشة حيث ولد هناك ابنهما سلمة ثم قدما مكة بعد تمزيق صحيفة المقاطعة و قد اشتد اضطهاد قريش للمسلمين فلما اذن رسول لله صلى الله عليه و سلم لاصحابه بالهجرة الى المدينة المنورة أجمع أبو سلمة امره على الهجرة بأهله تصف السيدة أم سلمة هذا فتقول : فلما راه رجال بني المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم قاموا اليه فقالوا : هذه نفسك غلبتنا عليها أرأيت صاحبتنا هذه ؟ علام نتركك تسير بها في البلاد ؟ و نزعوا خطام البعير من يده و أخذوني و غضبت عند ذلك بنو عبد الاسد و أهووا الى سلمة و قالوا : والله لا نترك ابننا عندها اذ نزعتموها من صاحبنا فتجاذبوا ابني سلمة حتى خلعوا يده و انطلق به بنو عبد الاسد رهط ابي سلمة و حبسني بنو المغيرة عندهم و انطلق زوجي أبو سلمة حتى لحق بالمدينة ففرق بيني و بين زوجي و بين ابني قالت : فكنت أخرج غداة فأجلس بالبطح فما أزال أبكي حتى سنة او قربها حتى مر بي رجل من بني عمي من بني المغيرة فرأى ما بي فرحمني فقال لبني المغيرة : الا تخرجون من هذه المسكينة ؟ فرقتم بينها و بين زوجها و بين ابنها فقالوا لي : الحقي بزوجك ان شئت ورد علي بنو عبد الاسد عند ذلك ابني فرحلت بعيري ووضعت ابني في حجري ثم خرجت اريد زوجي بالمدينة و ما معي احد من خلق الله فقلت:أتبلغ بمن لقيت حتى اقدم على زوجي حتى اذا انا بالتنعيم لقيت عثمان بن طلحة ابن ابي طلحة اخا بني عبد الدار فقال : اين يا بنت ابي امية ؟ قلت اريد زوجي بالمدينة فقال : هل معك أحد؟ فقلت : لا والله الا الله و ابني هذا فقال : و الله ما لك من مترك فأخذ بخطام البعير فانطلق معي يقودني فوالله ما صحبت رجلا من العرب اراه كان أكرم منه اذا بلغ المنزل اناخ بي ثم نحى الى شجرة فاضطجع تحتها فاذا دنا الرواح قام الى بعيره فقدمه فرحله ثم استأخر عني و قال : اركبي فاذا ركبت و استويت على بعيري اتى فأخذ بخطامه فقادني حتى ننزل فلم يزل يصنع ذلك حتى قدم بي لى المدينة فلما نظر الى قرية بني عمرو بن عوف بقباء قال : زوجك في هذه القرية و كان أبو سلمة نازلا بها فدخلتها على بركة الله تعالى ثم انصرف راجعا الى مكة و كانت تقول : ما أعلم أهل بيت أصابهم في الاسلام ما أصاب ال أبي سلمة و ما رأيت صاحبا قط كان أكرم من عثمان بن طلحة و يقول ابن الاثير –رحمه الله : و قيا انها أول ظعينة هاجرت الى المدينة و اصيب أبو سلمة رضي الله عنه في أحد بسهم عولج منه ثم انتفض عليه جرحه فمات منه و رسول الله صلى الله عليه و سلم يعوده فأغمض رسول الله صلى الله عليه و سلم عينه و كانت هذه احدى كراماته رضي الله عنه و كانت ام سلمة رضي الله عنها قد قالت لزوجها : بلغني انه ليس امرأة يموت زوجها و هو من أهل الجنة ثم لم تزوج الا جمع الله بينهما في الجنة فتعال اعاهدك الا تزوج بعدي و لا أتزوج بعدك قال : اتطيعينني ؟ قالت : نعم قال : اذا مت تزوجي اللهم ارزق ام سلمة بعدي رجلا خيرا مني لا يحزنها و لا يؤذيها فاستجاب الله تعالى لدعاء ابي سلمة رضي الله عنه و تزوج أم سلمة سيد ولد أدم و خير الخلق اجمعين صلى الله عليه و سلم و قد كبر عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم تسع تكبيرات فقيل له : يا رسول الله أسهوت أم نسيت ؟ فقال : لم أسه و لم أنس و لو كبرت على أبو سلمة الفا كان اهلا لذاك



السبت، 22 يوليو 2017

فاتح المغرب عقبة بن نافع ( رحمه الله ورضى عنه )


فاتح المغرب عقبة بن نافع ( رحمه الله ورضى عنه )


هو القائد المسلم الشهير الكبير
ولد قبل هجرة الرسول عليه السلام بعام واحد فهو صحابي بالمولد تابعي بالمعايشة
شارك هو وأبوه في فتح مصر علي يد القائد الكبير عمرو بن العاص ( رضي الله عنه )
وتجمع بين عقبة وعمرو قرابة فهما إبنا خالة
لاحظ عمرو بن العاص مقومات القيادة في عقبة بن نافع فولاه فتح بلاد المغرب مع وجود الكثير من القادة
لكن عمرو بن العاص ( رضي الله عنه ) لاحظ فيه سمات القائد الفذ فاستعمله دون غيره
ولما فتح تونس عاد عمرو إلي مصر وجعل عقبة واليا عليها مع وجود الأكفاء من القادة
تعاقب علي ولاية مصر أكثر من وال
كلهم أقر عقبة بن نافع علي ولاية برقة ( ليبيا ) وذلك في عهدى عثمان وعلي ( رضى الله عنهما )
وقعت الفتنة بين المسلمين فابتعد عقبة بنفسه عنها وشغل نفسه بالجهاد والفتوحات وتعليم قبائل البربر ( الأمازيغ ) الدين ولم يشارك في الأحداث
وبعد تولي معاوية ( رضي الله عنه ) الخلافة ولي معاوية بن خديج ولاية مصر وأقر عقبة على الجيش
وفي العام ( 149 ) للهجرة أمر معاوية بن خديج عقبة بن نافع بإكمال فتح بلاد المغرب
فشرع في ذلك
(( بناء القيروان ))
كان لبناء هذه المدينة ومسجدها عدة عوامل
1_ تثبيت أقدام المسلمين والدعوة هناك
2_ قاعدة حربية تواجه تهديدات الروم
3_ دار عزة ومنعة للمسلمين
لما أراد بنائها اختار مكانا تسكنه السباع والوحوش
فجمع أصحابه ودعا ثم نادى
( أيها السباع والوحوش نحن أصحاب رسول الله عليه السلام فارتحلوا وإلا قتلنا من وجدناه )
فخرجت السباع والوحوش تحمل صغارها
فقال لأصحابه : كفوا أيديكم حتى يرتحلوا
بنيت هذه المدينة في 5 سنين
وبنى بها جامع القيروان
( كان أول جامعة إسلامية علي مستوى العالم قبل الأزهر بقرون )
لقد كان عقبة بن نافع مستجاب الدعوة
وبعد انتهاء البناء تم عزله ونزل جنديا في الجيش ولم يغضب أو يعارض ويمانع في ذلك
فكان لا فرق عندهم بين قائد وجندي فالمهم هو العمل
لم يمض الكثير حتى عاد قائدا
وأكمل الفتح من حيث وقف أبو المهاجر دينار ( الذي كان معه في الجيش أيضا )
واقتحم المدينة التي كان يسكنها كسيلة الذي كان يشك عقبة في أنه أسلم حقيقة فكان ذاك سببا في تفكير كسيلة في الإنتقام من عقبة
وظل عقبة يجاهد حتى وصل إلي ( طنجة ) أقصى المغرب
وخاض المحيط بفرسه حتى بلغ منه الماء ثم قال :
اللهم إني قد بلغت المجهود
أللهم إنك تعلم أنه ما منعنى إلا هذا البحر وإلا مضيت حتى لا يعبد غيرك
وفي طريق العودة تفرق الجيش ولم يبق معه سوى 300 فحسب
علم البربر بذلك فحاصروه بخمسين ألفا 50000
هجموا عليه وقاتلوا
وكسر عقبة والمسلمين أجفان سيوفهم واقتتلوا مع البربر والروم حتى استشهد عقبة بن نافع وأبو المهاجر دينار وكل من معهما في أرض الزاب بتهوذة وذلك سنة 63 هجرية
كان عقبة بن نافع رضي الله عنه مثالاً في العبادة والأخلاق والورع والشجاعة والحزم والعقلية العسكرية الإستراتيجية الفذة، والقدرة الفائقة على القيادة بورع وإيمان وتقوى وتوكل تام على الله عز وجل فأحبه رجاله وأحبه أمراء المؤمنين وكان مستجاب الدعوة ميمون النقيبة مظفر الراية فلم يهزم في معركة قط، طبق في حروبه أحدث الأساليب العسكرية والجديدة في تكتيكات القتال مثل مبدأ المباغتة وتحشيد القوات وإقامة الحاميات وتأمين خطوط المواصلات واستخدام سلاح الاستطلاع
ونستطيع أن نقول بمنتهى الحيادية أن البطل عقبة بن نافع قد حقق أعمالاً عسكرية باهرة بلغت حد الروعة والكمال وأنجز في وقت قليل ما لا يصدقه عقل عند دراسته من الناحية العسكرية البحتة، وترك باستشهاده أثراً كبيراً في نفوس البربر وأصبح من يومها يلقّب بـ "سيدي عقبة".

الخميس، 20 يوليو 2017

قصة الإمام أبو حنيفة يرحمة الله

قصة الإمام أبو حنيفة يرحمة الله



قصة الإمام أبو حنيفة يرحمة الله

من كتاب البدايه والنهاية.للحافظ ابن كثير رحمة الله عليه

هو النعمان بن ثابت بن المَرْزُبان، وكنيته أبو حنيفة، من أبناء فارس الأحرار، ينتسب إلى أسرة شريفة في قومه، أصله من كابل (عاصمة أفغانستان اليوم)، أسلم جَدُّه المرزُبان أيام عمر رضي الله عنه، وتحوَّل إلى الكوفة، واتخذها سكنًا.
أبو حنيفة مولده ونشأته

وُلِد أبو حنيفة رحمه الله بالكوفة سنة ثمانين من الهجرة على القول الراجح (699م). ونشأ رحمه الله بالكوفة في أسرة مسلمة صالحة غنية كريمة، ويبدو أنه كان وحيد أبويه، وكان أبوه يبيع الأثواب في دكان له بالكوفة، ولقد خَلَف أبو حنيفة أباه بعد ذلك فيه. حفظ أبو حنيفة القرآن الكريم في صغره، شأنه شأن أمثاله من ذوي النباهة والصلاح. وحين بلغ السادسة عشرة من عمره خرج به أبوه لأداء فريضة الحج وزياة النبي صلى الله عليه وسلم ومسجده.

وكان أول ما اتجه إليه أبو حنيفة من العلوم علم أصول الدين ومناقشة أهل الإلحاد والضلال، ولقد دخل البصرة أكثر من سبع وعشرين مرة، يناقش تارةً ويجادل ويرد الشبهات عن الشريعة تارة أخرى، وكان يدفع عن الشريعة ما يريد أهل الضلال أن يلصقوه بها، فناقش جهم بن صفوان حتى أسكته، وجادل الملاحدة حتى أقرَّهم على الشريعة، كما ناظر المعتزلة والخوارج فألزمهم الحجة، وجادل غلاة الشيعة فأقنعهم.

مضى الإمام أبو حنيفة رحمه الله في هذه السبيل من علم الكلام وأصول الدين، ومجادلة الزائغين وأهل الضلال، حتى أصبح عَلَمًا يُشار إليه بالبنان، وهو ما يزال في العشرين من عمره، وقد اتخذ حلقة خاصة في مسجد الكوفة، يجلس إليه فيها طلاب هذا النوع من العلوم. ثم توجَّه أبو حنيفه رحمه الله إلى علم الفقه، وتفقَّه على حمَّاد بن أبي سليمان، حتى صار مقرَّبًا عنده؛ قال حماد: "لا يجلس في صدر الحلقة بحذائي غير أبي حنيفة".
ملامح من شخصية أبي حنيفة وأخلاقه
ورعه وعلمه:

كان زاهدًا ورعًا، أراده يزيد بن هبيرة أمير العراق أيام مروان بن محمد أن يلي القضاء فأَبَى، وأراده بعد ذلك المنصور العباسي على القضاء فامتنع، وقال: "لن أصلح للقضاء". فحلف عليه المنصور ليفعلَنَّ، فحلف أبو حنيفة أنه لن يفعل؛ فحبسه المنصور.

قال ابن المبارك: قلتُ لسفيان الثوري: ما أبعد أبا حنيفة عن الغيبة، ما سمعتُه يغتاب عدوًّا له. قال: والله هو أعقل من أن يُسلِّط على حسناته ما يذهب بها.

وكان واسع العلم في كل العلوم الإسلامية، وهو الذي تجرَّد لفرض المسائل وتقدير وقوعها وفرض أحكامها بالقياس، وفرَّع للفقه فروعًا زاد في فروعه، وقد تبع أبا حنيفة جُلُّ الفقهاء بعده، ففرضوا المسائل وقدروا وقوعها ثم بيَّنوا أحكامها.
عبادة أبي حنيفة لله تعالى:

كان أبو حنيفة يختم القرآن في كل يوم، ثم حين اشتغل بالأصول والاستنباط واجتمع حوله الأصحاب أخذ يختمه في ثلاثٍ في الوتر. وصلى أبو حنيفة ثلاثين سنة صلاة الفجر بوضوء العتمة، وحجَّ خمسًا وخمسين حجة.

قال مِسْعَر بن كِدَام: "رأيتُ الإمام يصلي الغداة ثم يجلس للعلم إلى أن يصلي الظهر، ثم يجلس إلى العصر ثم إلى قريب المغرب ثم إلى العشاء، فقلتُ في نفسي: متى يتفرغ للعبادة؟ فلما هدأ الناس خرج إلى المسجد - وكان بيته بجوار المسجد الذي يؤم فيه حِسْبة لله تعالى - فانتصب للصلاة إلى الفجر، ثم دخل فلبس ثيابه - وكانت له ثياب خاصة يلبسها لقيام الليل - وخرج إلى صلاة الصبح ففعل كما فعل، ثم تعاهدته على هذه الحالة فما رأيته مفطرًا، ولا بالليل نائمًا".
شيوخ أبو حنيفة

بلغ عدد شيوخ أبي حنيفة رحمه الله أربعة آلاف شيخ، فيهم سبعة من الصحابة، وثلاثة وتسعون من التابعين، والباقي من أتباعهم، ولا غرابة في هذا ولا عجب، فقد عاش رحمه الله تعالى سبعين سنة، وحج خمسًا وخمسين مرة، وموسم الحج يجمع علماء العالم الإسلامي في الحرمين الشريفين. قال الإمام أبو حفص الكبير بعد أن ذكر عدد شيوخ الإمام رحمه الله: "وقد صنَّف في ذلك جماعة من العلماء، ورتبوهم على ترتيب حروف المعجم".

وأستاذ الإمام أبي حنيفة هو حماد بن أبي سليمان، وهو تابعيٌّ كوفي ثقة، روى عنه أبو حنيفة رحمه الله ألفي حديث من أحاديث الأحكام، وأكثر من ثلث أحاديث الإمام في مسنده الذي جمعه الحَصْكَفي، هي برواية الإمام عنه، عن إبراهيم بن أبي موسى الأشعري، عن الأسود، عن عائشة رضي الله عنهم.

ومن شيوخه رحمه الله أيضًا: إبراهيم بن محمد المنتشر الكوفي، وإبراهيم بن يزيد النخعي الكوفي، وأيوب السختياني البصري، والحارث بن عبد الرحمن الهمذاني الكوفي، وربيعة بن عبد الرحمن المدني المعروف بربيعة الرأي، وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) أحد الفقهاء السبعة، وسعيد بن مسروق والد سفيان الثوري، وسليمان بن يسار الهلالي المدني، وعاصم بن كليب بن شهاب الكوفي، وغيرهم الكثير.
تلامذة أبي حنيفة

روى عنه جماعة، منهم: ابنه حماد، وإبراهيم بن طهمان، وإسحاق بن يوسف الأزرق، وأسد بن عمرو القاضي، والحسن بن زياد اللؤلئِيُّ، وحمزة الزيات، وداود الطائي، وزفر، وعبد الرزاق، وأبو نعيم، ومحمد بن الحسن الشيباني، وهشيم، ووكيع، وأبو يوسف القاضي، وغيرهم كثير.
منهج الإمام أبي حنيفة في البحث

ابتكر الإمام أبو حنيفة رحمه الله نموذجًا منهجيًّا في تقرير مسائل الاجتهاد، وذلك عن طريق عرض المسألة على تلاميذ العلماء في حلقة الدرس ليدلي كلٌّ بدلوه، ويذكر ما يرى لرأيه من حجة، ثم يعقِّب هو على آرائهم بما يدفعها بالنقل أو الرأي، ويصوِّب صواب أهل الصواب، ويؤيده بما عنده من أدلةٍ، ولربما تقضَّت أيام حتى يتم تقرير تلك المسألة. وهذه هي الدراسة المنهجية الحرة الشريفة التي يظهر فيها احترام الآراء، ويشتغل فيها عقل الحاضرين من التلامذة، كما يظهر علم الأستاذ وفضله، فإذا تقررت مسألة من مسائل الفقه على تلك الطريقة، كان من العسير نقدها فضلاً عن نقضها.

قال المُوفَّق المكي: "وضع أبو حنيفة رحمه الله مذهبه شورى بينهم، لم يستبد فيه بنفسه دونهم اجتهادًا منه في الدين، ومبالغة في النصيحة لله ولرسوله والمؤمنين، فكان يلقي مسألة مسألة، يقلِّبها ويسمع ما عندهم ويقول ما عنده، وربما ناظرهم شهرًا أو أكثر من ذلك، حتى يستقر أحد الأقوال فيها، ثم يثبتها القاضي أبو يوسف في الأصول، حتى أثبت الأصول كلها. وإذا أُشكلت عليه مسألة قال لأصحابه: ما هذا إلا لذنب أذنبته. ويستغفر، وربما قام وصلَّى، فتنكشف له المسألة، ويقول: رجوتُ أنه تيب عليَّ".
آراء العلماء في أبي حنيفة

قال وكيع بن الجرَّاح شيخ الشافعي: "كان أبو حنيفة عظيم الأمانة، وكان يُؤثِر الله على كل شيءٍ، ولو أخذته السيوف في الله تعالى لاحتملها". وقال الإمام الشافعي: "ما طلب أحد الفقه إلا كان عيالاً على أبي حنيفة، وما قامت النساء على رجلٍ أعقل من أبي حنيفة".

وقال الإمام أحمد بن حنبل: "إن أبا حنيفة من العلم والورع والزهد وإيثار الآخرة بمحلٍّ لا يدركه أحد، ولقد ضُرب بالسياط لِيَلِيَ للمنصور فلم يفعل، فرحمة الله عليه ورضوانه". وقال الإمام أبو يوسف: "كانوا يقولون: أبو حنيفة زينَّه الله بالفقه، والعلم، والسخاء، والبذل، وأخلاق القرآن التي كانت فيه". وقال عنه الإمام سفيان الثوري: "ما مقلت عيناي مثل أبي حنيفة".
وفاة أبي حنيفة

تُوفِّي رحمه الله ببغداد سنة 150هـ/ 767م. يقول ابن كثير: "وصُلِّي عليه ببغداد ست مرات لكثرة الزحام، وقبره هناك رحمه الله".
المراجع

- أبو حنيفة النعمان إمام الأئمة الفقهاء، وهبي سليمان، دار القلم.
- البداية والنهاية، الحافظ ابن كثير.
صورة

قصة الصحابي الجليل جليبيب رضي الله عنه

قصة الصحابي الجليل جليبيب رضي الله عنه



كان رجل من أصحاب النبي صل الله عليه
 وسلم يقال له جُليبيب ، كان في وجهه دمامة
و كان فقيراً ويكثر الجلوس عند النبي صل الله عليه وسلم
 فقال له النبي صل الله عليه وسلم ذات يوم:
يا جُليبيب ألا تتزوج يا جُليبيب؟
 فقال : يا رسول الله ومن يزوجني يا رسول الله؟
فقال الرسول : أنا أزوجك يا جُليبيب.
فالتفت جُليبيب إلى الرسول فقال: إذاً تجدُني كاسداً يا رسول الله ..
فقال الرسول صل الله عليه وسلم: غير أنك عند الله لست بكاسد
 ثم لم يزل النبي صل الله عليه وسلم يتحيّن الفرص حتى يزوج جُليبيا
 فجاء في يوم من الايام رجلٌ من الأنصار قد توفي زوج ابنته
 فجاء الى النبي صل الله عليه وسلم يعرضها عليه ليتزوجها النبي صل الله عليه وسلم
 فقال له النبي : نعم ولكن لا أتزوجها أنا
فرد عليه الأب : لمن يا رسول الله
فقال صل الله عليه وسلم: أزوجها جُليبيبا
فقال ذلك الرجل: يا رسول الله تزوجها لجُليبيب ، يارسول الله إنتظر حتى أستأمر أمها
ثم مضى إلى أمها وقال لها
 أن النبي رسول الله صل الله عليه وسلم يخطب إليك ابنتك
 قالت : نعم ونعمين برسول الله صل الله عليه وسلم ومن يردّ النبي صل الله عليه وسلم ..
فقال لها : إنه ليس يريدها لنفسه
قالت : لمن ؟
 قال : يريدها لجُليبيب
قالت : لجُليبيب لا لعمر الله لا أزوِّج جُليبيب وقد منعناها فلاناً وفلانا
 فاغتمّ أبوها لذلك ثم قام ليأتي النبي صل الله عليه وسلم
 فصاحت الفتاة من خدرها وقالت لأبويها :
من خطبني إليكما؟؟ قال الأب : خطبك رسول الله صل الله عليه وسلم ..
قالت : أفتردَّان على رسول الله صل الله عليه وسلم أمره ،
 ادفعاني إلى رسول الله فإنه لن يُضَيِّعني
قال أبوها : نعم
ثم ذهب إلى النبي صل الله عليه وسلم وقال : يا رسول الله شأنك بها
فدعى النبي صل الله عليه وسلم جُليبيبا ثم زوّجه إياها
 ورفع النبي صل الله عليه وسلم كفيه الشريفتين وقال:
اللهم صُبَّ عليهما الخير صبّاً ولا تجعل عيشهما كَدَّاً كَدّاً
ثم لم يمضِ على زواجهما أيام
 حتى خرج النبي صل الله عليه وسلم مع أصحابه في غزوة
 وخرج معه جُليبيب فلما انتهى القتال
 اجتمع الناس و بدأوا يتفقدون بعضهم بعضاً
 فسألهم النبي صل الله عليه وسلم وقال:
هل تفقدون من أحد؟ 
قالوا : نعم يا رسول الله نفقد فلان وفلان كل واحد منهم
 إنما فقد تاجراً أو فقد ابن عمه أو أخاه
فقال صل الله عليه وسلم : نعم ومن تفقدون ؟
 قالوا : هؤلاء الذين فقدناهم يا رسول الله
فقال صل الله عليه وسلم: ولكنني أفقد جُليبيباً .. فقوموا نلتمس خبره
 ثم قاموا وبحثوا عنه في ساحة القتال وطلبوه مع القتلى
 ثم مشوا فوجدوه في مكان قريب إلى جنب سبعة من المشركين قد قتلهم ثم غلبته الجراح فمات .
فوقف النبي صل الله عليه وسلم على جسده المقطع ثم قال :
قتلتهم ثم قتلوك أنت مني وأنا منك ، أنت مني وأنا منك.
ثم تربَّع النبي صل الله عليه وسلم جالساً بجانب هذا الجسد
 ثم حمل هذا الجسد ووضعه على ساعديه صل الله عليه وسلم وأمرهم أن يحفروا له قبرا .
قال أنس : فمكثنا والله نحفر القبر وجُليبيب ماله فراش غير ساعد النبي صل الله عليه وسلم
قال أنس : فعدنا إلى المدينة وما كادت تنتهي عدتها حتى تسابق إليها الرجال يخطبونها

هشام بن العاص بن وائل

هشام بن العاص بن وائل
~~~~~~~~~~~~~

-- هل سمعت هذا الأسم من قبل....؟!
-- إنه هشام بن العاص شقيق عمرو بن العاص رضي الله عنهما
وكان أحدث سنا من عمرو . أسلم مبكرا في مقتبل الدعوة ولقي ألوان العذاب من أبيه العاص بن وائل وأخيه عمرو ؛ حتي تمكن من الفرار فهاجر إلي الحبشة في الهجرة الثانية وأقام في كنف النجاشي ؛ فلما بلغه هجرة رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي يثرب عاد إلي مكة وألتقي بعمر بن الخطاب وعياش بن ربيعة رضي الله عنهما فتعاهد ثلاثتهم علي الهجرة سويا لكن العاص بن وائل أدرك إبنه فقيده وسجنه وظل يسومه العذاب وطال حبسه وعذابه لكنه نجح في الفرار بدينه حتي وصل إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم ولازمه في كل موطن ؛ فلما أشرق نور الإسلام في قلب أخيه عمرو أقبل عليه وتلازما في كل قتال .
فقد روي البخاري في التاريخ وابن سعد في الطبقات وأحمد في مسنده أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال :
"إبنا العاص مؤمنان"
-- وفي يوم أجنادين رأي هشام بن العاص من المسلمين بعض الإنكسار فكشف عن رأسه وألقي خوزته وتقدم صفوف العدو وهو يقول : " يا معشر المسلمين إن هؤلاء القلقان لا صبر لهم علي السيف فأصنعوا كما أصنع "
وأظهر بطولة خارقة وهو يشق صفوفهم ويعمل السيف في رقابهم وهو ينادي : " يا معشر المسلمين إلي إلي ! أنا هشام بن العاص ؛ أمن الجنة تفرون ؟؟" وكر المسلمون علي الروم وصدقوا الحملة فإنهزم الروم وفروا من أمامهم فإندفع المسلمون يطلبونهم حتي إنتهوا إلي حفرة في الأرض لا يجوزها مسلم إلا قتل فهجم هشام بن العاص فقتل ووقع في هذه الحفرة فسدها بجسده فلما إنتهي المسلمون إليها هابوا أن يطئوا جسده بالخيل . ثم جاء أخوه عمرو بن العاص الذي قدم مراد الله علي عاطفته وقال : " أيها الناس إن الله قد إستشهده ورفع روحه إليه وإنما هي جثة فأوطئوه الخيل..!!'
فأوطأه عمرو ثم تبعه الناس حتي قطعوا جسده إربا ؛ فلما إنتهت المعركة ورجع المسلمون منتصرين إلي معسكرهم هم إليه عمرو راجعا فجعل يجمع لحمه وأعضاءه وعظامه في نطع فواراه . ولما بلغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمره قال :
" رحمه الله فنعم العون للإسلام " .
---------------------------------------------
-- الإصابة لإبن حجر
-- أسد الغابة لإبن الأثير


صورة