الاثنين، 9 يناير 2017

الصبر على فتنة النساء


*الصبر على فتنة النساء
🍀🍀🌼🍀🍀🌼🍀🍀🌼🍀🍀





الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن اقتفى أثره واهتدى بهداه ، وبعد:
فإن من الفتن العظيمة التي يتعرض لها المسلم في هذه الدنيا: فتنة النساء ، فهو إن سلم منها في مكان عمله فإنها تواجهه في الطرقات وفي الأسواق ، في الجرائد والمجلات ووسائل الإعلام.

ولقد بين الله تعالى في كتابه الكريم أن هذه الشهوة مما زُين للناس 
✏فقال:
 {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (14)} (آل عمران).

إن هذه الفتنة كانت أول الفتن التي أصابت بني إسرائيل كما ✏أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم:
 " إن الدنيا حلوةٌ خضرةٌ . وإن اللهَ مستخلفُكم فيها ؛ فينظرُ كيف تعملون ، فاتقوا الدنيا واتقوا النساءَ ؛ فإن أولَ فتنةِ بني إسرائيلَ كانت في النساءِ".رواه مسلم

ولقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه الفتنة حين
✏ قال" ما تَركتُ بَعدي فِتنَةً أضرَّ على الرجالِ منَ النساءِ".رواه البخاري
🍀🍀🌼🍀🍀🌼🍀🍀🌼🍀🍀
📚والصبر على هذه الفتنة والبعد عن مظانها من أعظم القربات التي يتقرب بها إلى الله تعالى ويترتب عليها الخير العظيم والثواب الجزيل، ومن ذلك:

💖النجاة من الشدائد وتفريج الكربات:
ففي الحديث أن
✏ النبي صلى الله عليه وسلم قال: 
"بينما ثلاثةُ نفرٍ يتمشون أخذهم المطرُ . فأووا إلى غارٍ في جبلٍ . فانحطت على فمِ غارِهم صخرةٌ من الجبلِ . فانطبقت عليهم . فقال بعضُهم لبعضٍ : انظروا أعمالًا عملتموها صالحةً للهِ ، فادعوا اللهَ تعالى بها ، لعل اللهَ يفرجُها عنكم... فقال أحدُهم : اللهمّ ! إنه كان لي ابنةُ عمٍّ أحببتُها كأشدِّ ما يحبُّ الرجالُ من النساءِ . وطلبتُ إليها نفسَها . فأبتْ حتى آتيها بمائةِ دينارٍ . فتعبتُ حتى جمعتُ مائةَ دينارٍ . فجئتُها بها . فلما وقعتُ بين رجليها . قالت يا عبدَالله ! اتقِ اللهَ . ولا تفتحِ الخاتمَ إلا بحقِّه . فقمتُ عنها . فإن كنتَ تعلم أني فعلتُ ذلك ابتغاء وجهِك ، فافرجْ لنا منها فرجةً . ففرج لهم ".صحيح مسلم.

💖التشبه بالصالحين:
فإن من عف عن الحرام فقد تأسى في ذلك بني الله يوسف عليه السلام حين راودته امرأة الزيز عن نفسه فعف وامتنع واعتصم بالله تعالى وناجاه، وقد أخبر ربنا تبارك وتعالى عما تعرض له نبيه يوسف: 
✏قال تعالى:
{ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23)}( يوسف).
فآثر رضا الله وإن سجن على الحرية مع العيش في معصية الله تعالى: 
✏قال تعالى:
{ قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ (32) قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ(33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34)}(يوسف).

💖الأمن في ظل عرش الرحمن:
فإن من صبر على هذه الفتنة ولم يتلوث بالحرام فيها كان من السبعة الذين يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله، كما في الحديث الصحيح الذي عد فيه هؤلاء السبعة ومنهم:
✏" ...رجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله".
ونلاحظ هنا أنه خص ذات المنصب والجمال التي جمعت بين الحسب والنسب والجمال ، وهي فوق ذلك داعية إلى نفسها كما ذكر القاضي عياض: قد أغنت عن مشاق التوصل إلى مراودة ونحوها؛ فالصبر عنها لخوف الله تعالى من أكمل المراتب وأعظم الطاعات ، فرتب عليه أن يظله الله في ظله.

💖الفوز بالجنة:
✏قال الله تعالى:
{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)}(النازعات).
✏وقال صلى الله عليه وسلم:
"من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة".صحيح البخاري.
🍀🍀🌼🍀🍀🌼🍀🍀🌼🍀🍀
🌋ومن أهم أسباب دفع هذه الفتنة بعد اللجوء إلى الله تعالى والإكثار من دعائه:

💖غض البصر
ولهذا أمر الله به في كتابه
✏قال تعالى:
 { قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30)}(النور).
قال الشاعر:
كـل الحوادث مبدأها من النظر * ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها * فتك الســهام بلا قوس ولا وتر
والعبــد ما دام ذا عين يقلبها * في أعين الغيد موقوف على الخطر
يسـر مقلته ما ضـر مهجـته * لا مـرحبا بسرور عاد بالضـرر

💖البعد عن مواطن الاختلاط والريب
فإن السلامة لا يعدلها شيء ، وانظر إلى ترتيب صفوف الرجال والنساء في الصلاة التي هي أعظم الفرائض
✏قال النَّبي صلى الله عليه وسلم: 
"خير صفوف الرِّجال أولها، وشرُّها آخرها، وخير صفوف النِّساء آخرها، وشرها أوَّلها"؛ وما ذلك إلَّا من أجل بُعد المرأة عن الرجال، فكلَّما بعدت فهو خير وأفضل. فإذا كان هذا في الصلاة فكيف بغيرها؟!. رواه مسلم.

وقد كان النَّبي صلى الله عليه وسلم يأمر النساءَ أن يخرجن إلى صلاة العيد، ولكنهنَّ لا يختلطن مع الرجال؛ بل يكون لهن موضع خاص، حتى إن النَّبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب الرِّجال وانتهى من خطبتهم، نزل فذهب إلى النِّساء فوعظهنَّ وذكَّرهن؛ وهذا يدلُّ على أن النساء كنَّ في مكان بعيد عن مكان الرجال.

💖تجنُّب الخَلوة بالمرأة بغير مَحرَم:
الخلوة بالمرأة الأجنبية من غير مَحرم من أعظم الأسباب في الوقوع فيما حرَّم الله، وهياج الغريزة، وضياع الشرف والعفَّة، وكم من الجرائم تأتي من هذا الباب! وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك في كثير من الأحاديث، ومنها:
✏قوله: 
"لا يخلونَّ رجل بامرأة، ولا تسافرنَّ امرأة إلا ومعها مَحرم"، فقام رجل فقال: يا رسول الله، إني اكتُتبتُ في غزوة كذا وكذا، وخرجتِ امرأتي حاجَّة، قال: 
"اذهب فحجَّ مع امرأتك".
✏وقوله "لا يخلونَّ رجل بامرأة إلَّا كان ثالثهما الشيطان".صححه الالباني.

💖الزواج الشرعي
فإنه من اعظم أسباب الوقاية من هذه الفتنة ، وهذا العلاج النبوي جاء ذكره في حديث:
 "يا مَعشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغضُّ للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنَّه له وِجاء".رواه مسلم.

👌وهنا يجدر تنبيه المرأة إلى ضرورة التزين لزوجها بالعناية بنظافتها وتسريح شعرها واستعمال الطيب ووسائل الزينة المباحة ؛ لتعين زوجها على العفاف والاستغناء بالحلال الطيب عن الحرام الخبيث ، فإن الرجل قد تقع عينه على نساء متبرِّجات كاسيات عاريات، يختلط بهن في الشارع والعمل وما أشبه ذلك، وربما تتعمَّد بعضهنَّ إثارته وإغراءه، وإهمالُ الزَّوجة التزينَ لزوجها وإرضاءه قد يَجعله يفتتن بهنَّ، وقد يقع فيما حرَّم الله تعالى ولو بالنظر والإعجاب. نسأل الله تعالى أن يحفظنا والمسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن.*
🍀🍀🌼🍀🍀🌼🍀🍀🌼🍀🍀

أسس الحساب يوم القيامة


*أسس الحساب يوم القيامة

🏡🏡🏠🏡🏡🏠🏡🏡🏠🏡🏡🏠





📚أن من هم بحسنة في الدنيا فلم يعملها جُزي عليها بحسنة كاملة:
✏ كما قال عليه الصلاة والسلام:
 (إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة)، والمراد هنا: العزم المصمم الذي يوجد معه الحرص على العمل كما ذكر ابن رجب رحمه الله في معنى (هم بالحسنة).
🏡🏡🏠🏡🏡🏠🏡🏡🏠🏡🏡🏠

📚 أن من هم بسيئة ولم يعملها إن كان تركها لله كتبت حسنة كاملة:
✏ كما جاء في الحديث الصحيح
 (ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة) ، وفي رواية: (قالت الملائكة: ربي ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة)، فهم يستأذنونه هل يكتبونها عليه أم لا، (فقال: ارقبوه فإن عملها فاكتبوها له بمثلها، وإن تركها فاكتبوها له حسنة إنما تركها من جراي) ، يعني: لأجلي وخوفاً مني، وأما إن هم بمعصية، ثم تركها خوفاً من المخلوقين، أو مراءاة لهم فقيل: إنه يُعاقب على تركها بهذه النية؛ لأنه كان عنده خوف المخلوقين مقدماً على خوفه من الله، وأيضاً: إذا سعى في حصول السيئة بما أمكنه عزماً وتصميماً، وصل إلى مرحلة العزم والتصميم فإنه يؤاخذ عليها،
✏ كما قال عليه الصلاة والسلام: 
(إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار)، فقلت: يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: (إنه كان حريصاً على قتل صاحبه) ، 

👈إذن: إذا ترك السيئة خوفاً من الله كتبت له حسنة، إذا تركها خوفاً من المخلوقين قيل يُعاقب، إذا تركها وكان عازماً على فعلها لكن لم يتمكن قُتل وكان يريد قتل الآخر فإنها تكتب عليه.
🏡🏡🏠🏡🏡🏠🏡🏡🏠🏡🏡🏠

📚 أن الحسنة التي يعملها العبد تكتب بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، والله يضاعف لمن يشاء، 
✏قال عليه الصلاة والسلام: 
(فإن هو هم بها)، أي بالحسنة، (فعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة) ، فيا ويل من غلبت آحاده عشراته، بل من غلبت آحاده أكثر، معنى ذلك أن سيئاته كثيرة، وأن الحسنات قليلة.

ومن الأعمال ما ليس لثوابه حد معين من الحسنات؛ كالصبر، وداخل فيه الصيام، وقد
✏ قال تعالى: 
﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾
[سورة الزمر10]، ومن ذلك كلمات لا تعلم الملائكة كم يكتبون لها من الأجر فيستفتون ربهم فيأمرهم أن يبقوها كما هي ليوم القيامة ليجزي عبده بها، والأعمال التي يقوم بها العبد في الزمان الفاضل، والمكان الفاضل تُضاعف كأعمال رمضان، وعشر ذي الحجة، والأعمال في الحرمين وهكذا.
🏡🏡🏠🏡🏡🏠🏡🏡🏠🏡🏡🏠

📚 أن من عمل سيئة فإنها تكتب عليه سيئة واحدة ولا تضاعف :
✏وهذا فضل من الله تعالى كما قال في الحديث: 
(فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة) ، لكن السيئة في الزمان الفاضل، والمكان الفاضل تعظم كيفاً لا كماً، تعظم قدراً لا عدداً،
✏قال تعالى:
﴿ مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُون ﴾َ[سورة الأنعام160]،

فسيئة رمضان أعظم، وسيئة مكة أعظم، وأنت تعصي السلطان على بساطه أسوء من أن تعصيه بعيداً عن قصره ومكانه.
🏡🏡🏠🏡🏡🏠🏡🏡🏠🏡🏡🏠

📚 المقاصة بين العباد بالحسنات والسيئات
✏ قال عليه الصلاة والسلام:
 (يُحشر الناس يوم القيامة عراة غُرلاً بُهماً)، إذن: غير مختونين، وليس معهم شيء، (ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب أنا الملك أنا الديان، ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أقصه منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه، حتى اللطمة) قلنا: كيف؟ وإنما نأتي الله عز وجل عراة غرلا بُهما، ما معنا أموال نعوض؟! قال: (بالحسنات والسيئات)، ، ولذلك دعانا عليه الصلاة والسلام للتحلل ممن ظلمناهم، قال: (من كانت له مظلمة من أخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فطرحت عليه) ،

✏ وقد صح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "يؤخذ بيد العبد فيُنصب على رؤوس الناس وينادي مناد هذا فلان بن فلان فمن كان له حق فليأتي، فتفرح المرأة أن يدور لها الحق على أبيها أو على أخيها أو على زوجها" تريد حسنات من أي مصدر ولو من أقرب الناس، "قال: 
﴿فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ﴾[ سورة المؤمنون 101]، فيأتون فيقول الرب: آتي هؤلاء حقوقهم، فقول: يا ربي فنيت الدنيا فمن أين أوتيهم؟ فيقول للملائكة: خذوا من أعماله الصالحة فأعطوا كل إنسان بقدر طليبته فإن كان ناجياً وفضل من حسناته مثقال حبة من خردل بعد القصاص ضاعفها الله حتى يدخله بها الجنة"اخرجه احمد، 
ثم تلا ابن مسعود:
﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا﴾[سورة النساء40]، قال: "وإن كان عبداً شقيا قالت الملائكة: ربنا فنيت حسناته وبقي طالبون كُثر، فيقول: خذوا من أعمالهم السيئة فأضيفوها إلى سيئاته وصكوا له صكاً إلى النار"، ، فالمفلس إذن من هو؟ ✏قال عليه الصلاة والسلام: (إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يُقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطُرحت عليه ثم طُرح في النار) ، هذا التحذير من العدوان على الخلق، وأكل الحقوق، هناك حقوق كثيرة اليوم مأكولة من العامل، أو من رب العمل، من المؤجر، أو من المستأجر، من المستقدم، أو من الخادم والسائق، أو من صاحب مكتب الاستقدام، كذلك من البائع، أو من المشتري، أطراف كثيرة اليوم تتصارع في الدنيا يأكل بعضهم حقوق بعض، شركاء صاحب المساهمة، والمساهمون في الأرض، تأخير، تعطيل، مماطلة، تسويف، تعقيد، موظفون، ومراجعون، يوم القيامة هنالك حقوق كثيرة ستظهر، وسيكون الحساب، ومن كمال عدل الله تعالى أنه سيقتص حتى من البهائم يوم القيامة، قال عليه الصلاة والسلام: (لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء)، أي: التي لا قرون لها، (من الشاة القرناء) ، ثم يقال لها: كوني تراباً، لكن لابد من حساب لابد من قصاص، 

✏وعن أبي ذر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى شاتين تنتطحان فقال: (يا أبا ذر! هل تدري فيما تنتطحان؟) قال: لا، قال: (لكن الله يدري وسيقضي بينهما) مسند أحمد ابن حنبل، فإذا كان هذا حال الحيوانات، والبهائم، والدواب، فكيف بأصحاب العقول وأصحاب الألباب.*
🏡🏡🏠🏡🏡🏠🏡🏡🏠🏡🏡🏠



ومن أسس الحساب يوم القيامة:
📝📝📝📝📝📝📝📝📝📝




📚 أنه مبني على عدل الله تعالى:
✏قال تعالى:
﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ﴾ [سورة الأنبياء47]
فلا تظلم نفس شيئاً سواء كانت مسلمة، أو كافرة، وهذا الحساب المبني على العدل لا يخلو من فضل، وتجاوز، وإحسان لمن يراه الله تعالى أهلاً لذلك
✏قال تعالى:
﴿ وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا﴾ [سورة طه112]، 
لا يخاف زيادة في سيئاته، ولا هضماً ونقصاً من حسناته.
📝📝📝📝📝📝📝📝📝📝
📚 أن العبد يوم القيامة يوفى كل العمل
✏قال تعالى:
﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ﴾[سورة الزلزلة7]،
 الهباء التي ترى في أشعة الشمس، أو النملة الصغيرة من الخير، أو من الشر سيلقاه، وسواء كان فتيلاً، أو نقيراً، ✏قال سبحانه عن أهل الجنة: 
﴿وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا﴾[سورة النساء124]،
وهي النقرة الصغيرة التي تكون في ظهر النواة،
وقال عز وجل: 
﴿وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلا﴾[ًسورة الإسراء71]، 
وهو الخيط الذي يكون في شق النواة طولاً، 
✏وعن عائشة: أن رجلاً قعد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إن لي مملوكين يكذبونني، ويخونوني، ويعصونني، وأشتمهم، وأضربهم، فكيف أنا منهم؟ قال: (يُحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك وعقابك إياهم، فإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافاً لا لك ولا عليك، وإن كان عقابك إياهم دون ذنوبهم كان فضلاً لك، وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل) فتنحى الرجل، فجعل يبكي ويهتف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما تقرأ كتاب الله ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾[سورة الأنبياء47]) فقال الرجل: والله يا رسول الله ما أجد لي ولهؤلاء شيئاً خيراً من مفارقتهم أشهدكم أنهم أحراراً كلهم. [رواه الترمذي3165 وهو حديث صحيح].
📝📝📝📝📝📝📝📝📝📝
📚أنه لا يؤخذ أحد بجريرة أحد:
قال عز وجل:
﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى﴾[سورة فاطر18]،
 فكل أحد يُجازى بعمله، ولا يُحمل خطيئة غيره، وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ، أي: نفس مثقلة بالخطايا والذنوب تستغيث بمن يحمل عنها بعض أوزارها لا يُحمل منه شيء على غيرها وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى، من أقاربها، فهذا الضال ضلاله على نفسه، وهذا المهتدي أجره له.
📝📝📝📝📝📝📝📝📝📝
📚 جبر النقص في الفرائض من النوافل التي يعملها صاحب الفريضة:
✏ فعن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما انتقص من الفريضة ثم يكون سائر عمله على ذلك)، يعني: الصيام أيضاً، والزكاة أيضاً، وهذه فائدة الصدقة المستحبة بعد الزكاة الواجبة، وفائدة صلاة النافلة بعد أداء الفريضة، وفائدة صيام الأيام البيض وغيرها من الأيام المستحبة والفاضلة وصيام النفل المطلق عموماً بعد صيام رمضان.
📝📝📝📝📝📝📝📝📝📝
📚 أن الحساب يكون بمقابلة الحسنات والسيئات:
 فهنالك ميزان فيه كفتان، توزن الحسنات والسيئات، وبحسب الراجح في الميزان يكون المصير، فمن زادت حسناته ولو بواحدة نجا، ومن كانت سيئاته أكثر بواحدة دخل النار، ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أهل الأعراف.
✏قال الله تعالى:
 ﴿وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ *وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ ﴾[سورة الأعراف8-9]، ✏وهذا كقوله تعالى: 
﴿فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَة﴾[ٌسورة القارعة 6-11].
📝📝📝📝📝📝📝📝📝📝

العفو في العلاقة الزوجية


*العفو في العلاقة الزوجية
📖📖📖📖📖📖📖📖📖📖





📚التسامح والعفو في العلاقة الزوجية:

يتطلب الزواج الموفَّق الذي يَصمُد لأزمات الحياة وضُغوطها جهودًا مشتركة، يَبذلها كِلا الزوجين على مدى سنوات الزواج حتى يكون زواجهما ناجحًا؛ فالحياة بين أي زوجين لا تخلو من المشكلات والأخطاء مهما كان مدى سعادتِهما وتوفُّر التفاهم والمودَّة بينهما، ولا يُمكِن اعتبار الزواج زواجًا ناجحًا إلا إذا توفَّرت له عوامل التماسُك والاستقرار، والتي من أهمها التسامح والعفو، فمن منا لا يُخطئ، ولكن هناك الكثير من الأزواج يرون التسامح نوعًا من الضعف، فإذا غضب الزوج أو الزوجة أصحاب هذا الرأي من الطرف الآخر، فتراه يُقرِّر ألا يُكلمه حتى لا يظن به أنه ضعيف، ويقول في نفسه: عليه هو أن يكلمني أولاً ثم سأُسامِحه بعد ذلك.

فالكثير من الأزواج والزوجات يعتقدون أن التسامح يعطي الآخَر الفرصة ليتحكَّم فيه، كما أنهم يرون أن التسامح معناه تقبُّل الإهانة، وكذلك يرون أن التسامح معناه نسيان الأمر تمامًا والتعوُّد على هذا الفعل فيما بعد، إن مشكلة هؤلاء الأزواج أنهم يَعجزون عن النظر إلى حاضرهم ويَنشغِلون بماضيهم.
📖📖📖📖📖📖📖📖📖📖

📚العفو من الطرفين:

والعفو لا يكون ذا قيمةٍ أو تأثير ما لم يكن مِن الطرفين، يعفو هذا إذا هفَا ذاك والعكس، فيجب أن تسود روح التسامح بينهما حتى تستقيم الحياة،
مَنْ ذَا الَّذِي مَا سَاءَ قَطّْ 
وَمَنْ لَهُ الحُسْنَى فَقَطْ 
فيَنبغي للزوجين أن يُصدِر كل منهما كل ليلة عفوًا عامًّا قبل النوم عن كل إساءة إليه من الطرف الآخَر، وبهذه الطريقة سوف يكسب كل منهما الأمن الداخلي والاستقرار النفسي والعفو من الرحمن الرحيم.
📖📖📖📖📖📖📖📖📖📖

📚الآثار المترتِّبة على عدم التسامح بين الزوجين:

عدم التسامح بين الزوجين سيُسبِّب أمرَين:
أولاً: زيادة الشعور والأحاسيس السلبية بينهما؛ فكلما فكر الإنسان في أمر سيئ، أو مشكلة مر بها، زادت مَشاعِره وأحاسيسه السلبية تجاه صاحِب هذا الأمر.

ثانيًا: سيُؤدِّي عدم التسامح إلى زيادة حدة المشكلة بينهما.

ثالثا:تأزم الحياة وتوسَّع الخِلافات وجرح النفوس والتوتُّر الدائِم، والله أعلم بما تَنتهي إليه تلك العَلاقة.
📖📖📖📖📖📖📖📖📖📖

📚ومِن أهمِّ ثمار العفو بيْن الزوجين: 

زيادةُ الحب، وتقوية العلاقة، وزراعة الاحترام، وتقبُّل الخطأ، وللعفو في الحياة الزوجيَّة طمع وذوق خاص، فعندما تأتي الزوجة وقد أخطأتْ خطأً ما، أو قصرتْ في حاجة مِن حاجات زوْجها، وتقدم اعتذارها فيعفو الزوجُ عنها وكلُّه انشراح وسرور باعتذار زوجته، والتي أشعرتْه أنها لم تكن تتعمَّد الخطأ والتقصير، وتعود الزوجةُ وهي تطير فرحًا بعفو زوْجها، فقد تفهَّم موقفها، ولم يجعلْ من خطئها وتقصيرها بابًا وعذرًا لإيذائها، ولم يستغلَّه استغلالاً بشعًا فيذيقها الأمرَّيْن: مرارةَ الخطأ، ومرارةَ عدم قَبول الاعتذار.

وكذلك الزوجة التي تجِد مِن زوجها تقصيرًا في حقٍّ مِن حقوقها وهي تعلم عدمَ تعمُّده لذلك، لكنَّه أخطأ فلم ترفعِ الدنيا ولم تُقعدها في وجهه، بل عفَتْ قبل أن يعتذِر، فكيف إذا اعْتذر؟

👌لا غِنى عن العفوِ للزَّوْجين، وإلا فستكون الحياة جحيمًا لا يُطاق، وضرورة العفو تبرُز في أمورٍ أهمها: استحالة العِصمة في أيٍّ من طرَفي المعادلة؛ وطول العِشرة، والاطلاع على حالات النَّفْس المختلفة مِن الرِّضا والغضب، والفرَح والحزن.
إن من يعفو ويصفح ينال عزَّ الدنيا وشرَف الآخِرة؛ 
✏قال الله تعالى : 
﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾ [الشورى: 40]، فالصُّلح هنا مُقترِن بالعَفو؛ 
✏كما قال تعالى: 
﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34]، كذلك 
✏قوله سبحانه وتعالى : 
﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 134].
📖📖📖📖📖📖📖📖📖📖

📚ما أطيَبَ القلبَ الأبيض! 

وما أسعد صاحبه! وما أهنأ عيشه! ثم هل في هذا العمر القصير مساحة لتصفية الحسابات وتسديد فواتير العداوة؟ إن العمر أقصر من ذلك، والذي يذهب ليقتص من كل من أساء إليه وينتقم من كل من أخطأ في حقِّه سوف يعود بذهاب الأجر، وعِظَم الوزر، وضيق الصدر، وكثرة الهمِّ.

👈فيا أيها الزوجان، أنقِذا نفسَيكما من شبح الماضي، ولتكن حياتكما مليئة بالتسامح والعفو حتى تسعَدا في الدنيا والآخرة.*
📖📖📖📖📖📖📖📖📖📖


لا تعيّر مذنبا


لا تعيّر مذنبا!!
🏰🏰🏰🏰🏰🏰🏰🏰🏰🏰




✏قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يا معشر من أسلم بلسانه ولم يدخل الإيمان في قلبه! لا تؤذوا المسلمين ولا تعيِّروهم ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم يتتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله " . رواه الترمذي.

* ↩وتتبع عورات المسلمين يكون بالتجسس عليهم وكشف ما ستروه من عيوبهم،و العقوبة شديدة تدفع العبد إلى عدم الترفع على أي عاصي ولو كان مرتكب كبيرة، *

*✏فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم : *
" إذا زنت أمة أحدكم فتبين زناها فليجلدها و لا يثرِّب " .
أخرجه البخاري.

*↩ولا يُثرِّب أي لا يُعيِّر، وقد أعطى النبي صلى الله عليه وسلم الدرس العملي للصحابة في ذلك، فلما جُلِد عنده رجل وهو عبد الله الملقَّب بالحمار، جاء من عدة أخبار من البخاري وغيره أن رجلا قال له: أخزاه الله وفي رواية: لعنه الله، *
✏فقال صلى الله عليه وسلم:
" لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم " .
*ذلك أن المذنب إذا أقيم عليه الحد ارتفعت عنه التبعة وكان الحد له تطهيرا لذنبه، وذنوب أهل الإسلام عورة يجب سترها. *

✏️وقال صلى الله عليه وسلم :
«مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» متفق عليه.

*✏وقد روى أبو الهيثم كاتب عقبة بن عامر  قال: قلت لعقبة .. إن لنا جيرانا يشربون الخمر وأنا داع لهم الشرط فيأخذونهم. قال: لا تفعل ولكن عظهم وتهددهم. قال يفعل ذلك بهم شهرا، ثم جاء أبو الهيثم إلى عقبة فقال: إني نهيتهم فلم ينتهوا، وإني داع لهم الشُّرط فقال له عقبة: ويحك!! لا تفعل فإني سمعت *
✏رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" من رأى عورة فسترها كان كمن أحيا موءودة من قبرها " .ورواه البخاري وابن ماجة.

ولهذا الحديث شاهد صحيح حيث رحل جابر بن عبد الله  إلى مصر خصيصا ليحصل على حديث من الصحابي الجليل مسلمة بن مخلد  الذي قال: بينا أنا على مصر، فأتى البواب فقال إن أعرابيا على الباب يستأذن، فقلت من أنت؟ قال: أنا جابر بن عبد الله. قال فأشرفت عليه فقلت أنزل إليك أو تصعد؟ قال: لا تنزل ولا أصعد، حديث بلغني أنك ترويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ستر المؤمن جئت أسمعه. قلت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" من ستر على مؤمن عورة فكأنما أحيا موءودة " . فضرب جابر بعيره راجعا بعد أن أخذ ما أراد!!


👈وعكس من يسترون: الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين يؤمنون، وهؤلاء توعَّدهم ربنا
✏ بقوله:
﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ (النور:19)
↩قال ابن رجب:
" والمراد: إشاعة الفاحشة على المؤمن المستتر فيما وقع منه أو اتُّهِم به وهو بريء منه ".
*وهي آفة نفسية وعلة روحية وتشوه سلوكي أصاب الفطرة السوية وابتلي به الكثير اليوم، وقد برأ منه خير جيل: جيل الصحابة، *

↩لذا لما مرّ أبو الدرداء رضى الله عنه على رجل قد أصاب ذنبا وكانوا يسبّونه فقال : أرأيتم لو وجدتموه في قليب ألم تكونوا مستخرجيه؟! قالوا : بلى. قال : فلا تسبوا أخاكم واحمدوا الله الذي عافاكم ؛ قالوا : أفلا تبغضه؟ قال : إنما أبغض عمله ، فإذا تركه فهو أخي.

*↩وقبله كان أبو بكر الصديق رضى الله عنه يقول: *
" لو أخذتُ سارقا لأحببت أن يستره الله، ولو أخذتُ شاربا لأحببت أن يستره الله عز وجل ".
ولم لا وقد تعلموا ذلك من خير مُعلِّم رسول الله صلى الله عليه وسلم، واسمعوا وعوا:
استأجر هزال ماعز بن مالك وكانت له جارية يقال لها فاطمة قد أملكت، وكانت ترعى غنما لهم، وإن ماعزا وقع عليها فأخبر هزالا فخدعه، فقال: انطلق إلى النبي عليه الصلاة والسلام فأخبره عسى أن ينزل فيك قرآن، فأمر به النبي عليه الصلاة والسلام فرُجِم ، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: " ويلك يا هزال!! لو كنت سترته بثوبك كان خيرا لك " .
🏰🏰🏰🏰🏰🏰🏰🏰🏰🏰

عقوبة التعيير!!

* ومن عقوبة المعيِّر :*
✏قال صلى الله عليه وسلم :
*"وَإِنْ امْرُؤٌ شَتَمَكَ وَعَيَّرَكَ بِمَا يَعْلَمُ فِيكَ فَلا تُعَيِّرْهُ بِمَا تَعْلَمُ فِيهِ، فَإِنَّمَا وَبَالُ ذَلِكَ عَلَيْهِ". *
أخرجه أحمد وأبو داود وهو في الصحيحة للألباني .

وعقوبة التعيير الدنيوية ابتلاء المعيِّر بما عيَّر به غيره!! ركب محمد بن سيرين الدَّيْن وحبس به قال: إني أعرف الذنب الذي أصابني هذا عيَّرت رجلا منذ أربعين سنة فقلت له : يا مفلس، وما أصدق قول القائل:
لا تلتمس من مساوي الناس ما ستروا فيكشف الله سترا من مساويكا
واذكر محاسن ما فيهم إذا ذُكِروا ولا تعِب أحدا منهم بما فيكا
ومما سبق خرج الفضيل بن عياض إلينا بهذه النتيجة :
" المؤمن يستر وينصح، والفاجر يهتك ويُعيِّر ".
ولعل كلمة الفضيل القاسية ووصفه للمعيِّر بالفجور مردُّها أن التعيير بالذنب برهان على إفراط صاحبه في ثقته بنفسه وتزكيته لها، والغرور بوّابة الهلاك وأمارة من أمارات استغناء العبد عن مولاه، وأين هذا عن أعرف الخلق بالله حين قال أحدهم :
*✏قال تعالى: *
" وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ".
( سورة هود:٤٧)
وقال الآخر :
✏قال تعالى:
* " وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ".(سورة يوسف:٣٣).*

👈ولعل كسرة المذنب بذنبه، وما أحدث له من الذلة والخضوع، والإزراء على نفسه، والتخلص من مرض الدعوى، والكبر والعجب، ووقوفه بين يدي الله ناكس الرأس، خاشع الطرف، منكسر القلب أنفع له، وخير من صولة طاعتك، وتكثرك بها والاعتداد بها، والمنة على الله وخلقه بها
🏰🏰🏰🏰🏰🏰🏰🏰🏰🏰 ،

السنة النبوية ومنزلتها من القرآن الكريم


السنة النبوية ومنزلتها من القرآن الكريم
💚🌿💚🌿💚🌿💚🌿💚🌿





إذا كان القرآن الكريم هو أصل الشريعة الإسلامية ومصدرها الأول ، فإن السنة النبوية الكريمة هي المصدر الثاني من مصادر الأحكام الشرعية ، تستنبط منها الأحكام بعد القرآن الكريم .
ولقد جاءت السنة النبوية مبينة للقرآن ومفسرة لآيات كثيرة منه.
💛قال تعالى:
﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (النحل:44).
💛قال تعالى:
﴿والنجم إذا هوى ، مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ، وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾( النجم : 1-4 ).
أى لا ينطق عن الهوى ،إنما يتكلم بما أوحى الله إليه.
💚🌿💚🌿💚🌿💚🌿💚🌿
الأمر بطاعة النبي في القرآن الكريم:

💛1- قال تعالى : 
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ﴾ ( النساء : 59 ).
قال الطبري :
(...وهو أمر من الله بطاعة رسوله في حياته فيما أمر ونهى ، وبعد وفاته باتباع سنته ، وذلك أن الله عم الأمر بطاعته ، لم يخصص بذلك في حال دون حال ، فهو على العموم حتى يخصَّ ذلك ما يجب التسليم له ) انتهى .

💛2- وقال تعالى:
﴿ اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ ﴾ ( الأعراف :33 ). أي: اتبعوا الكتاب ، ومثله السنة ، 
لقوله تعالى :
﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ ونحوها من الآيات ، وهو أمر للنبي صلى الله عليه وسلم ولأمته .

💛3- وقال عز وجل: 
﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ ( النساء : 69 ). 

قال الطبري: 
( وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ ) بالتسليم لأمرهما ، وإخلاص الرضى بحكمهما، والانتهاء إلى أمرهما ، والانزجار عما نهيا عنه من معصية الله ، فهو مع الذين أنعم الله عليهم بهدايته ، والتوفيق لطاعته في الدنيا ، من أنبيائه ، وفي الآخرة إذا دخل الجنة ، والصديقين ... انتهى


💛4-وقال سبحانه وتعالى:
( فَلْيَحْذَرِ الذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُم فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ عَلِيمٌ ) (النور : 633). قال ابن كثير: وقوله: ( فَلْيَحْذَرِ الذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ ) أي: عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سبيله ومنهاجه و طريقته وسنته وشريعته ، فتوزن الأقوال والأعمال ، بأقواله وأعماله ، فما وافق ذلك قُبل ، وما خالفه مردود على قائله وفاعله كائناً من كان .
💚🌿💚🌿💚🌿💚🌿💚🌿
السنة النبوية مبينة للقرآن:

وأيضا السنة النبوية الكريمة مبينة للقرآن الكريم ، وموضحه لمبهمه ، وشارحة لآياته ، 

كما قال تعالى:
﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (النحل:44).

ففي السنة مزيد بيان للتوحيد والإيمان ، وأعداد الصلوات ومواقيتها ، ومقادير الزكوات وأنصبتها ، ومناسك الحج والعمرة ، وكثير من المعاملات والأخلاق ، وآداب السلوك .
💚🌿💚🌿💚🌿💚🌿💚🌿
أمثلة في السنة لبيان ما جاء في القرآن:

💛المثال الأول:
 توضيح المراد من الخيط الأبيض والخيط الأسود في وقت الإمساك في الصوم، قال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الفَجْرِ} (البقرة:187)، حيث إن الخيط الأبيض والخيط الأسود من المشكل الذى لا يُفهم المراد منه إلا بقرينة، فجاءت السـنة بتوضيح هذا المشكل بأنه (بياض النهار وسواد الليل)، قال عدي بن حاتم رضي الله عنه: لما نزلت تلك الآية قلت: يا رسول الله إني أجعل تحت وسادتي عقالين عقالاً أبيض وعقالاً أسود، أعرف الليل من النهار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن وسادك لعريض، إنما هو سواد الليل وبياض النهار) متفق عليه وهذا لفظ مسلم، وفي لفظ البخاري: "عمدتُ إلى عقال أسود، وعقال أبيض، فجعلتهما تحت وسادتي، فجعلت أنظر في الليل، فلا يستبين لي، فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له، فقال: (إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار).

💛المثال الثاني:
 بيان كيفية حياة الشهداء في البرزخ، المذكورة في قوله تعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (آل عمران:169)، يقول مسروق: سألنا عبد الله عن هذه الآية فقال: "أما إنا قد سألنا عن ذلك، فأُخبِرنا (أن أرواحهم في جوف طير خضرٍ، لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل..)" رواه مسلم.

💛المثال الثالث: 
إزالة اللَبس الحاصل في كون نبي الله هارون عليه السلام أخًا لمريم بنت عمران عليها السلام، فعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، قال: "لما قدمتُ نجران سألوني: إنكم تقرؤون {يَا أُخْتَ هَارُونَ} (مريم:28) وموسى قبل عيسى بكذا وكذا، فلمـا قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سألته عن ذلك فـقال: (إنهم كانوا يسمّون بأسماء أنبيائهم والصالحين قبلهم) رواه مسلم.

💛المثال الرابع:
 تفسير "الظلم" الوارد في قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} (الأنعام:82)، يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "لما نزلت هذه الآية شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: أينا لم يظلم نفسه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس هو كما تظنون، إنما هو كما قال لقمان لابنه: {يَابُنَيّ لا تُشْرِك بِاللهِ إِنّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}" متفق عليه، فقد فهم الصحابة رضوان الله عليهم من هذه الآية عموم الظلم، فعزّ عليهم الأمر وحزنوا، فأزال لهم النبي صلى الله عليه وسلم هذا اللَبْس، وأخبرهم أن لفظ (الظلم) هنا ليس عاماً، ولكن يراد به "الشرك" تحديداً.
💚🌿💚🌿💚🌿💚🌿💚🌿
فالواجب علينا أن نتمسك بهذه السنة النبوية ، التي تركنا عليها صلى الله عليه وسلم وأخبر بأن من سار عليها نجا ، ومن تركها فقد هلك وتعرض للهلاك .
💛فقال صلى الله عليه وسلم :
 " كل أمتي يدخلون الجنة إلا أبى " قالوا : ومن يأبى يارسول الله ؟! قال : " من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى "
رواه البخاري
.💚🌿💚🌿💚🌿💚🌿💚🌿


النساء من حاضنات موسى إلى بلقيس


النساء من حاضنات موسى إلى بلقيس
💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜


🔮نساء طاهرات في حياة موسى 

وهناك كوكبةٌ من النِّساءِ الصالحات المتعاصرات تحدث عنهنَّ القرآنُ الكريم وعن أدوارِهنَّ في حماية ورعاية أحد أولي العزم من الرسل؛ إنه موسى عليه السلام.

فقد شارك في حياتِه خمس نسوة طاهرات عفيفات تحدث عنهنَّ القرآن:
👈أولهن أمه: تلك المرأةُ الممتحنة مع نساء قومها بمحنة ذبحِ الفرعون "رعميس" الثاني للذكورِ من بني إسرائيل، وكان قد رأى رؤيا فُسِّرت له على أنَّ رجلاً من بني إسرائيل ستكونُ على يديه نهاية ملك فرعون، أو أنَّ قوم فرعون قد سمعوا من بني إسرائيل بعضَ النبوءات التي توارثوها عن أنَّ رجلاً منهم ستكونُ لهم به دولة ومنعة، فأمر فرعون بذبحِ المواليد الذكور وإبقاء الإناث على قيدِ الحياة، وعندما ولدت موسى أمُّه خافت عليه وتوقعت أن يأتي الذبَّاحون من جندِ فرعون فيذبحوه، فأوحى الله إليها أن ترضعَ ولدَها ثم تضعه في تابوت (صندوق) وتلقي به في نهر النيل (اليم)! موقف عصيب على أمٍّ تخافُ على ابنها من الذَّبحِ بغير يدها، فتلقي به بيدِها في الماء! ألا تخشى عليه من الغرقِ أو من أن تأكلَه التماسيحُ والأسماك؟! ولكن إيمانها بالله دفعها إلى تفويضِ أمرِها وأمر ابنها إليه، وقد جاءتها البشرى في هذا الوحي بأمرين: أنَّ الله تعالى سيردُّه إليها، وأنه سيجعلُه من المرسلين.

وجرى الصندوقُ في الماء يتهادى، وتسوقه الأمواجُ والتيارات إلى القناةِ التي تدخل إلى قصرِ فرعون! ويعثر عليه، ويتعلق قلبُ امرأة فرعون به وينشرح صدرُها له، ويبدو أنها كانت محرومة من الولد، فكان لها سلوى وعزاء بل ألقى الله عليه المحبة منه فما رآه أحد إلا أحبه، ووقفت تدفعُ عنه الموتَ؛
✏قال تعالى:
﴿ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ﴾ [القصص : 9]، فقد قرَّتْ به عينُها، ونجاه الله  تعالى بذلك من الذَّبح، وفتح له قصرَ فرعون ليعيشَ فيه.

وكان قلقُ أمِّ موسى على ولدِها يطغى على قلبِها حتى كادت تعلن على ملأ فرعون أنَّ لها ولدًا، ولكن ربط الله على قلبِها فثبتتْ، 
👈وكلَّفتْ ابنتَها أخت موسى باقتفاءِ أثر أخيها.

وتراه أخته يمتنعُ عن التقامِ أثداء المراضع، فتدخلت ودلَّتهم على من يستطيعُ إرضاعه، وأخذتهم إلى أمِّها فأقبل على ثديها، وأصبحت بذلك مرضعة له وبأجرٍ من امرأةِ فرعون، وتحقَّقَ وعدُ الله لها برده إليها في آخر النهار، الذي قذفته في أولِه في اليم، وعاش في حضنِ أمِّه التي أنجبته، 👈وبرعاية امرأة فرعون التي أنقذته، وبسعي أخته التي عملتْ على ردِّه إلى أمه.

وعند هذا الحد ينتهي دورُ هؤلاء النسوة الثلاث اللاتي عملنَ بمشيئة الله على إيصالِ موسى إلى برِّ الأمان، وقد تحدَّثَ القرآنُ الكريم مرة أخرى عن امرأةِ فرعون، وجعلها مثلاً للذين آمنوا
✏قال تعالى:
 ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [التحريم : 11]، هذه المرأةُ المؤمنة صبرت على كفرِ فرعون وظلمه وادعائه الألوهية، ووجدت في موسى الطفل الرضيع قرةَ عينٍ لها، وتوقعت أن يكونَ أيضًا قرة عين لفرعون، ويأبى عليها فرعون ذلك ويقول لها: "هو قرةُ عين لك، فأمَّا لي فلا حاجةَ لي فيه"! وقد كان الأمر كذلك، فقد قرَّت عينُ امرأة فرعون بموسى ودعوته.

👈 وهناك امرأتان أخريان لهما دورٌ في حياة موسى عليه السَّلام فعندما خرج موسى من مصر خائفًا يترقَّبُ انكشافَ أمرِه في مقتلِ الرجل المصري، وصل إلى ماء مدينَ ووجد امرأتين تذودان غنمَهما عن الماء، تنتظران انتهاء الرعاة من سقي أغنامِهم، فساعدهما موسى على سقايةِ دوابهما قبل أن يأتي الرعاةُ ويستقوا، فانصرفتا إلى والدِهما الشيخ الكبير مبكرتين على غير عادتِهما في التأخرِ بالعودة إلى البيت، وعلم منهما أنَّ رجلاً غريبًا قويًّا استطاع أن يمتاحَ من البئرِ وحده، وأن يسقيَ الدَّوابَّ قبل قدوم الرعاة، وأعجب الشيخُ بقوة الرجل الغريب، وطلب من ابنتَيْه أن تستدعي الرجلَ ليكافئه الشيخُ على ما فعل، فجاءته تمشي على استحياءٍ وطلبت منه المسيرَ معها إلى أبيها، ورغبت هذه الفتاةُ إلى أبيها أن يستأجرَ هذا الشابَّ القوي الأمين لرعي المواشي وإراحةِ البنتين من ذلك، وتم الاتفاقُ بينهما على أن يتزوجَ إحدى البنتين على أن يخدمَ الشيخ ثماني سنوات أو عشرًا.

وكانت هذه الزوجةُ معه عندما سار بأهلِه عائدًا إلى بلدِه وآنس نارًا، ثم تلقى عندها الوحي بالنبوةِ والرسالة، وأُيِّد بمعجزةِ العصا واليد، ولم يكن لهذه الزوجة ولا لأختِها أكثر من هذا الدور الذي شكَّلَ مرحلةً من مراحل حياة موسى عليه السَّلام.
💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜 

🔮بلقيس 

وفي مرحلةِ استقرارِ مُلك النبي سليمان - عليه السلام - وامتداد هذا الملك إلى حد
✏ٍّقال تعالى:
 ﴿ لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ ﴾، ظهرت في السَّاحةِ امرأةٌ تحدَّثَ عنها القرآنُ وأطال الحديث، إنها ملكة سبأ "بلقيس"، تلك الملكة التي أُوتيت من كلِّ شيء ولها عرشٌ عظيم، كانت تحكمُ بلادَ اليمن "سبأ" في بيئةٍ وثنية، تعبد وقومُها الشمس، وعندما علم سليمان عليه السلام بهذه الحقائق أرسلَ إليها رسالةَ دعوةٍ يدعوها وقومها فيها إلى الانصياعِ لدولته:
✏قال تعالى: 
﴿ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ ﴾ [النمل : 31]، 
وعرض عليهم الإسلامَ والتخلي عن عبادةِ الشمس:
✏قال تعالى:
 ﴿ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴾، فهو لم يكن يهدف إلى التوسعِ في السُّلطان فقط، ولكن له هدفٌ آخر أسمى؛ ذاك هو نشر الإيمانِ بالله.

وهذه المرأة التي كانت بدايتها وثنية، كانت سياسية ماهرة، تعرفُ كيف تتعامَلُ مع ذوي السلطات، فأرسلت إلى سليمانَ هديةً ثمينة، وأموالاً تختبره بها: هل هو رجل سلطان ومادة، أو رجل مبدأ وعقيدة؟

ولكنه رفضَ هذه الرشوة فقال: 
✏قال تعالى:﴿ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ ﴾ [النمل : 36]،
✏ قال تعالى:
﴿ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ * ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا ﴾ [النمل : 36 ، 37]، 
وهذا تهديدٌ حازم أرغمها على الحضور، وعرض عليها عرشَها الذي استحضره قبل وصولِها، وأدخل عليه بعضَ التعديلات السريعة ليختبرَ ذكاءها، فلم تنكرْه ولم تدَّعِه، بل قالت:
✏ قال تعالى:﴿ كَأَنَّهُ هُوَ ﴾ [النمل : 42]، ثم اختبرها اختبارًا هامًّا ليحطمَ مفاهيمَها الوثنية بطريقةٍ علمية، فأدخلها الصَّرح، وهو بناء أرضه من زجاجٍ صقيل صاف تجري تحته المياه، فحسبته ماءً جاريًا أمامها، وظنتْ أنها سوف تخوضُ هذا المجرى المائي، فشمَّرت ثوبَها عن ساقيها لكي لا يبتل بالماء، وهنا تبيَّنَ لها أنَّ هناك موجوداتٍ لا تراها العين (الزجاج الصافي)، فقد خدعتها العينُ إذ رأت الماءَ ولم تر الزجاجَ فوقه، وإذا كانت تعبد الشمس لأنها تراها، فهناك الله الذي خلقَ الشمس ولا تدركه الأبصار، ولذكائها فهمت الفكرةَ، وهنا أعلنت خطأها، فقالت كلمةَ الحقِّ واعترفت بأنها ظلمتْ نفسَها؛ إذ كانت تعبد الشمسَ من دون الله؛ ✏قال تعالى:
﴿ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [النمل : 44]، وانتقلت بذلك من الوثنيةِ إلى دينِ التوحيد، بعد أن استعملَ سليمانُ عليه السلام معها طريقةً عملية، مستغلاًّ ما مكنه منه الله تعالى من صناعاتٍ وتقدم حضاري.

وهكذا صارت بلقيس امرأةً صالحة مؤمنة في موكبِ النِّساء المؤمنات اللاتي تحدَّثَ عنهنَّ القرآن.
💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜


وتحسبوه هيِّنا !..


وتحسبوه هيِّنا !..
💚🌷💚🌷💚🌷💚🌷💚🌷

 




لما نزل الموت بمحمد بن المنكدر رحمه الله بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: والله ما أبكي لذنب أعلم أني أتيته، ولكني أخاف أن أكون قد أذنبت ذنبًا حسبته هينًا وهو عند الله عظيم.

الذنوب استجابة لداعي الشيطان بعد أن تخلى الله عنك وهُنت عليه فسلَّمك إلى عدوِّه مهما صغرت خطيئتك، ولو عز مقامك وارتفع جاهك عند ربِّك لعصمك، وحركات الظاهر بالعصيان تدُلُّ على سوء الباطن ووهن الإيمان، أضف إلى هذا تنبيه بلال بن سعد: 
👌" لا تنظر أيها التائب إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى عظمة من عصيت ".

ورسول الله سبق وأن حذَّرك فقال: 
👌" إياكم ومحقِّرات الذنوب! كقوم نزلوا في بطن واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى أنضجوا خبزتهم، وإن مُحقِّرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها ؛ تهلكه " .
رواه أحمد والطبراني
✏ قال الغزالي: صغائر المعاصي يجر بعضها إلى بعض حتى تفوت أهل السعادة بهدم أصل الإيمان عند الخاتمة... انتهى. 

وقد نفَّذ الصحابة وصيته فقال أحدهم مخاطبا جيل التابعين: " إنكم لتعملون أعمالا هى أدق فى أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد النبي "صلى الله عليه وسلم" من الموبقات ". فكيف بعهدنا؟!

✏ومن هنا كانوا يقولون: 
" أربعة بعد الذنب أشد من الذنب: الإصرار والاستبشار والاستصغار والافتخار ".

✏وقال سهل التستري مبيِّنا أن كل ذنب لم تتبعه توبة له عقوبتين على أقل تقدير: 
" ما من عبد أذنب ولم يتب إلا جرَّه ذلك الذنب إلى ذنب آخر وأنساه الذنب الأول ".
💚🌷💚🌷💚🌷💚🌷💚🌷

📚وتعظيم المعصية هو محصلة ضرب عوامل ثلاثة:

1. تعظيم الآمر:
وهذه المنزلة تابعة للمعرفة، فعلى قدر معرفتك بالله يكون تعظيمك له، وأعرف الناس بالله: أشدهم تعظيما وإجلالا له، وأشدهم تعظيما له أكثرهم معرفة به. وقد ذمَّ الله تعالى من لم يعظِّمه حق عظمته، ولا عرفه حقَّ معرفته، 
✏فقال تعالى:
﴿ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ﴾[ نوح : 13]. 
قال ابن عباس ومجاهد : لا ترجون لله عظمة.
✏قال تعالى:
﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ [النازعات: 40، 41].

فكلما زاد تعظيم الخالق في النفوس رأى المؤمن ما ليس ذنبا ذنبا مهلكا فهذا ثابت بن قيس بن شماس رضى الله عنه خطيب الأنصار كان من عادته أنه يرفع صوته أثناء الكلام فلما نزلت هذه الآية ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ [الحجرات: 2] جلس ثابت بن قيس رضى الله عنه في بيته وقال أنا من أهل النار واحْتَبَس عن النبي صلى الله عليه وسلم فسأل النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ رضى الله عنه فقال يا أبا عمرو ما شأن ثابت اشتكى قال سعد رضى الله عنه إنه لجاري وما علمت له بشكوى قال فأتاه سعد رضى الله عنه فذكر له قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ثابت رضى الله عنه أنزلت هذه الآية ولقد علمتم أني من أرفعكم صوتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنا من أهل النار فذكر ذلك سعد رضى الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل هو من أهل الجنة " رواه البخاري ومسلم فالجزاء من جنس العمل خاف الله في الدنيا خوفاً أقعده عن الخروج من بيته فجازاه الله بالأمن من هذا الخوف في الدنيا قبل الآخرة.

2. تعظيم الأمر:
وتعظيم الأمر هو من تعظيم الآمِر، وأهل الطاعات لا ينظرون إلى الفعل ولكن ينظرون من الذي أمر به، لا ينشغلون بالهدية عن الذي أهدى الهدية.
✏قال تعالى:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾[النساء:٥٩]
لو أمرك رئيسك في العمل بأمر وأنت على وشك ترقية منتظرة أو تعديل مرتب، فكيف تنظر إلى أمره وكيف تكون استجابتك لشرطه؟ ألن يكون أمره أو حتى مجرَّد توصيته تعليمات تنفَّذ وأوامر صارمة؟! فكيف إذا كان هذا مديرا أكبر أو وزيرا أو رئيسا تطمع في نظرة منه ونفحة من عطائه؟! فكيف بمن كل هؤلاء في قبضته .. الله الكبير المتعال؟! لطفه إن نزل فسعادة الأبد في الدارين؟! وإن رُفِع فالشقاوة التي لا تنتهي؟! 

3. اليقين بالجزاء:

أي عقوبات الذنوب المعجَّلة في الدنيا والمؤخَّرة في القبر أو يوم القيامة أو في النار، وكلما قرأ العبد هذه العقوبات بعيني قلبه وأبصرها ببصيرته كلما كان أكثر تعظيما لحرمات الله أبعد عنها، 
✏قال تعالى: 
﴿فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) يوم يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35) وَبرزت الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39)﴾سورة النازعات.

واسمع إلى حساسية أبي الدرداء في التعامل مع بعيره:
✏قال أبو الدرداء لبعير له عند الموت: يا أيها البعير!! لا تخاصمني إلى ربك فإني لم أكن أحملك فوق طاقتك!!
💚🌷💚🌷💚🌷💚🌷💚🌷

ثمار هذا الأدب👇

التوبة الفورية المقبولة:
فكلما استعظم العبد الذنب كلما كانت توبته منه أسرع، وقبولها أرجح.
✏ قال تعالى:
﴿ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾(النساء:17)

👈ومعنى مِنْ قَرِيبٍ كما قول ابن عباس : 
قبل أن ينزِلَ به سلطانُ الموتِ، لكنك تلمح فيها معنى آخر: أنه كلما كانت التوبة عقب الذنب مباشرة، وووقتها قريب من زمن المعصية كانت التوبة أكثر قبولا، وكلما تأخرت صار الذنب مضاعفة وقبول التوبة منه أبعد. 

✏قال ابن القيِّم:
" المبادرة إلى التوبة من الذنب فرض على الفور ولا يجوز تأخيرها، فمتى أخَّرها عصى بالتأخير، فإذا تاب من الذنب بقي عليه توبة أخرى؛ وهي توبته من تأخير التوبة ".
💚🌷💚🌷💚🌷💚🌷💚🌷

وغاب هذا الأدب!!👇

فسقط صاحبنا في:
* الإكثار من المباحات ثم المكروه وصولا إلى الحرام.
* السقوط في الدائرة الرمادية (دائرة الشبهات).
* عدم تحري الحلال والحرام والسؤال عنهما بعد أن نُزعت منه قرون الاستشعار الإيمانية.
* الإصرار على الصغيرة مع الاستصغار مما حوَّلها إلى كبيرة باقتدار.
* التهاون في الحقير من الذنوب أدَّى إلى التهاون في الكبير.
💚🌷💚🌷💚🌷💚🌷💚🌷

أذكر أم أنسى؟!

واختلفوا فى نسيان ما سلف من الذنوب، 

✏فقال بعضهم:
حقيقة التوبة أن تجعل ذنبك بين عينيك،
✏وقال آخرون:
حقيقة التوبة أن تنسى ذنبك، وهما طريقان مختلفان لكن كلاهما يوصل إلى نفس الهدف، فكيف؟!
إن كان استصحاب الماضى يحرس الإنسان من الانزلاق ويقيه من العودة إلى ما يسخط الله فيجب استصحاب ذلك الماضى، لأنه حينها يشبه التجربة التى تفيد صاحبها دراية بالطريق وتدربا على السير فيه، وقدرة على تخطي عقباته وحواجزه، ونسيان الذنب هنا مقدِّمة السقوط وذريعة إلى الانحراف.
أما إذا كان الإنسان يكره استعادة صور سيئة انقضى عهدها وانمحى أثرها، ويشعر بأنه قد استأنف عهدا جديدا ووُلد ولادة ثانية، ويرى أن نقل الماضى للحاضر تعكير لصفوه وشلٌّ لعزيمته، فالواجب هنا أن ينسى ما كان، وأن يُقبل على الحاضر وحده يبني فيه ما ويعمره.
والخلاصة: النفوس مختلفة فى هذا المضمار، وكلٌّ أدرى بما يُصلحه: 
✏قال تعالى:
﴿قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا﴾ (الإسراء:84).
💚🌷💚🌷💚🌷💚🌷💚🌷