الاثنين، 9 يناير 2017

أسس الحساب يوم القيامة


*أسس الحساب يوم القيامة

🏡🏡🏠🏡🏡🏠🏡🏡🏠🏡🏡🏠





📚أن من هم بحسنة في الدنيا فلم يعملها جُزي عليها بحسنة كاملة:
✏ كما قال عليه الصلاة والسلام:
 (إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة)، والمراد هنا: العزم المصمم الذي يوجد معه الحرص على العمل كما ذكر ابن رجب رحمه الله في معنى (هم بالحسنة).
🏡🏡🏠🏡🏡🏠🏡🏡🏠🏡🏡🏠

📚 أن من هم بسيئة ولم يعملها إن كان تركها لله كتبت حسنة كاملة:
✏ كما جاء في الحديث الصحيح
 (ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة) ، وفي رواية: (قالت الملائكة: ربي ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة)، فهم يستأذنونه هل يكتبونها عليه أم لا، (فقال: ارقبوه فإن عملها فاكتبوها له بمثلها، وإن تركها فاكتبوها له حسنة إنما تركها من جراي) ، يعني: لأجلي وخوفاً مني، وأما إن هم بمعصية، ثم تركها خوفاً من المخلوقين، أو مراءاة لهم فقيل: إنه يُعاقب على تركها بهذه النية؛ لأنه كان عنده خوف المخلوقين مقدماً على خوفه من الله، وأيضاً: إذا سعى في حصول السيئة بما أمكنه عزماً وتصميماً، وصل إلى مرحلة العزم والتصميم فإنه يؤاخذ عليها،
✏ كما قال عليه الصلاة والسلام: 
(إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار)، فقلت: يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: (إنه كان حريصاً على قتل صاحبه) ، 

👈إذن: إذا ترك السيئة خوفاً من الله كتبت له حسنة، إذا تركها خوفاً من المخلوقين قيل يُعاقب، إذا تركها وكان عازماً على فعلها لكن لم يتمكن قُتل وكان يريد قتل الآخر فإنها تكتب عليه.
🏡🏡🏠🏡🏡🏠🏡🏡🏠🏡🏡🏠

📚 أن الحسنة التي يعملها العبد تكتب بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، والله يضاعف لمن يشاء، 
✏قال عليه الصلاة والسلام: 
(فإن هو هم بها)، أي بالحسنة، (فعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة) ، فيا ويل من غلبت آحاده عشراته، بل من غلبت آحاده أكثر، معنى ذلك أن سيئاته كثيرة، وأن الحسنات قليلة.

ومن الأعمال ما ليس لثوابه حد معين من الحسنات؛ كالصبر، وداخل فيه الصيام، وقد
✏ قال تعالى: 
﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾
[سورة الزمر10]، ومن ذلك كلمات لا تعلم الملائكة كم يكتبون لها من الأجر فيستفتون ربهم فيأمرهم أن يبقوها كما هي ليوم القيامة ليجزي عبده بها، والأعمال التي يقوم بها العبد في الزمان الفاضل، والمكان الفاضل تُضاعف كأعمال رمضان، وعشر ذي الحجة، والأعمال في الحرمين وهكذا.
🏡🏡🏠🏡🏡🏠🏡🏡🏠🏡🏡🏠

📚 أن من عمل سيئة فإنها تكتب عليه سيئة واحدة ولا تضاعف :
✏وهذا فضل من الله تعالى كما قال في الحديث: 
(فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة) ، لكن السيئة في الزمان الفاضل، والمكان الفاضل تعظم كيفاً لا كماً، تعظم قدراً لا عدداً،
✏قال تعالى:
﴿ مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُون ﴾َ[سورة الأنعام160]،

فسيئة رمضان أعظم، وسيئة مكة أعظم، وأنت تعصي السلطان على بساطه أسوء من أن تعصيه بعيداً عن قصره ومكانه.
🏡🏡🏠🏡🏡🏠🏡🏡🏠🏡🏡🏠

📚 المقاصة بين العباد بالحسنات والسيئات
✏ قال عليه الصلاة والسلام:
 (يُحشر الناس يوم القيامة عراة غُرلاً بُهماً)، إذن: غير مختونين، وليس معهم شيء، (ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب أنا الملك أنا الديان، ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أقصه منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه، حتى اللطمة) قلنا: كيف؟ وإنما نأتي الله عز وجل عراة غرلا بُهما، ما معنا أموال نعوض؟! قال: (بالحسنات والسيئات)، ، ولذلك دعانا عليه الصلاة والسلام للتحلل ممن ظلمناهم، قال: (من كانت له مظلمة من أخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فطرحت عليه) ،

✏ وقد صح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "يؤخذ بيد العبد فيُنصب على رؤوس الناس وينادي مناد هذا فلان بن فلان فمن كان له حق فليأتي، فتفرح المرأة أن يدور لها الحق على أبيها أو على أخيها أو على زوجها" تريد حسنات من أي مصدر ولو من أقرب الناس، "قال: 
﴿فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ﴾[ سورة المؤمنون 101]، فيأتون فيقول الرب: آتي هؤلاء حقوقهم، فقول: يا ربي فنيت الدنيا فمن أين أوتيهم؟ فيقول للملائكة: خذوا من أعماله الصالحة فأعطوا كل إنسان بقدر طليبته فإن كان ناجياً وفضل من حسناته مثقال حبة من خردل بعد القصاص ضاعفها الله حتى يدخله بها الجنة"اخرجه احمد، 
ثم تلا ابن مسعود:
﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا﴾[سورة النساء40]، قال: "وإن كان عبداً شقيا قالت الملائكة: ربنا فنيت حسناته وبقي طالبون كُثر، فيقول: خذوا من أعمالهم السيئة فأضيفوها إلى سيئاته وصكوا له صكاً إلى النار"، ، فالمفلس إذن من هو؟ ✏قال عليه الصلاة والسلام: (إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يُقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطُرحت عليه ثم طُرح في النار) ، هذا التحذير من العدوان على الخلق، وأكل الحقوق، هناك حقوق كثيرة اليوم مأكولة من العامل، أو من رب العمل، من المؤجر، أو من المستأجر، من المستقدم، أو من الخادم والسائق، أو من صاحب مكتب الاستقدام، كذلك من البائع، أو من المشتري، أطراف كثيرة اليوم تتصارع في الدنيا يأكل بعضهم حقوق بعض، شركاء صاحب المساهمة، والمساهمون في الأرض، تأخير، تعطيل، مماطلة، تسويف، تعقيد، موظفون، ومراجعون، يوم القيامة هنالك حقوق كثيرة ستظهر، وسيكون الحساب، ومن كمال عدل الله تعالى أنه سيقتص حتى من البهائم يوم القيامة، قال عليه الصلاة والسلام: (لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء)، أي: التي لا قرون لها، (من الشاة القرناء) ، ثم يقال لها: كوني تراباً، لكن لابد من حساب لابد من قصاص، 

✏وعن أبي ذر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى شاتين تنتطحان فقال: (يا أبا ذر! هل تدري فيما تنتطحان؟) قال: لا، قال: (لكن الله يدري وسيقضي بينهما) مسند أحمد ابن حنبل، فإذا كان هذا حال الحيوانات، والبهائم، والدواب، فكيف بأصحاب العقول وأصحاب الألباب.*
🏡🏡🏠🏡🏡🏠🏡🏡🏠🏡🏡🏠



ومن أسس الحساب يوم القيامة:
📝📝📝📝📝📝📝📝📝📝




📚 أنه مبني على عدل الله تعالى:
✏قال تعالى:
﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ﴾ [سورة الأنبياء47]
فلا تظلم نفس شيئاً سواء كانت مسلمة، أو كافرة، وهذا الحساب المبني على العدل لا يخلو من فضل، وتجاوز، وإحسان لمن يراه الله تعالى أهلاً لذلك
✏قال تعالى:
﴿ وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا﴾ [سورة طه112]، 
لا يخاف زيادة في سيئاته، ولا هضماً ونقصاً من حسناته.
📝📝📝📝📝📝📝📝📝📝
📚 أن العبد يوم القيامة يوفى كل العمل
✏قال تعالى:
﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ﴾[سورة الزلزلة7]،
 الهباء التي ترى في أشعة الشمس، أو النملة الصغيرة من الخير، أو من الشر سيلقاه، وسواء كان فتيلاً، أو نقيراً، ✏قال سبحانه عن أهل الجنة: 
﴿وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا﴾[سورة النساء124]،
وهي النقرة الصغيرة التي تكون في ظهر النواة،
وقال عز وجل: 
﴿وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلا﴾[ًسورة الإسراء71]، 
وهو الخيط الذي يكون في شق النواة طولاً، 
✏وعن عائشة: أن رجلاً قعد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إن لي مملوكين يكذبونني، ويخونوني، ويعصونني، وأشتمهم، وأضربهم، فكيف أنا منهم؟ قال: (يُحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك وعقابك إياهم، فإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافاً لا لك ولا عليك، وإن كان عقابك إياهم دون ذنوبهم كان فضلاً لك، وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل) فتنحى الرجل، فجعل يبكي ويهتف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما تقرأ كتاب الله ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾[سورة الأنبياء47]) فقال الرجل: والله يا رسول الله ما أجد لي ولهؤلاء شيئاً خيراً من مفارقتهم أشهدكم أنهم أحراراً كلهم. [رواه الترمذي3165 وهو حديث صحيح].
📝📝📝📝📝📝📝📝📝📝
📚أنه لا يؤخذ أحد بجريرة أحد:
قال عز وجل:
﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى﴾[سورة فاطر18]،
 فكل أحد يُجازى بعمله، ولا يُحمل خطيئة غيره، وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ، أي: نفس مثقلة بالخطايا والذنوب تستغيث بمن يحمل عنها بعض أوزارها لا يُحمل منه شيء على غيرها وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى، من أقاربها، فهذا الضال ضلاله على نفسه، وهذا المهتدي أجره له.
📝📝📝📝📝📝📝📝📝📝
📚 جبر النقص في الفرائض من النوافل التي يعملها صاحب الفريضة:
✏ فعن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما انتقص من الفريضة ثم يكون سائر عمله على ذلك)، يعني: الصيام أيضاً، والزكاة أيضاً، وهذه فائدة الصدقة المستحبة بعد الزكاة الواجبة، وفائدة صلاة النافلة بعد أداء الفريضة، وفائدة صيام الأيام البيض وغيرها من الأيام المستحبة والفاضلة وصيام النفل المطلق عموماً بعد صيام رمضان.
📝📝📝📝📝📝📝📝📝📝
📚 أن الحساب يكون بمقابلة الحسنات والسيئات:
 فهنالك ميزان فيه كفتان، توزن الحسنات والسيئات، وبحسب الراجح في الميزان يكون المصير، فمن زادت حسناته ولو بواحدة نجا، ومن كانت سيئاته أكثر بواحدة دخل النار، ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أهل الأعراف.
✏قال الله تعالى:
 ﴿وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ *وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ ﴾[سورة الأعراف8-9]، ✏وهذا كقوله تعالى: 
﴿فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَة﴾[ٌسورة القارعة 6-11].
📝📝📝📝📝📝📝📝📝📝

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق