‏إظهار الرسائل ذات التسميات أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم - ومقالات دينية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم - ومقالات دينية. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 11 مارس 2018

الضيف دليل الجنة

الضيف دليل الجنة




ذهبت إمرأة تشتكي عند رسول الله صل الله عليه وآله وسلم من زوجها . .. كان زوجها يدعوا الناس في بيتها ويكرمهم وكثرة الضيوف سبب لها المشقة والتعب .
فخرجت من عند رسول الله ولم تجد الجواب منه ، وبعد فترة ذهب رسول الله إلى زوجها وقال له إني ضيف في بيتك اليوم ، سعد الزوج بالخبر وذهب إلى زوجته وأخبرها إن ضيفا عندنا اليوم وهو رسول الله .
سعدت الزوجة بالخبر وطبخت كل ما لذ وطاب وهي راضية ومن طيب خاطرها .
وعندما ذهب رسول الله إليهم ونال كرمهم وطيبة ورضى الزوجة قال للزوج عندما أخرج من بيتكدع زوجتك تنظر إلى الباب الذي أخرج منه .
فنظرت الزوجة إلى رسول الله وهو يخرج من بيتها والدواب والعقارب وكل ضرر يخرج وراء رسول الله .
فصعقت الزوجة من شدة الموقف وتعجبت مما رآت
فقال لها رسول الله هكذا دائما عندما يخرج الضيوف من بيتكِ يخرج كل البلاء والضرر والدواب من منزلكِ
فهنا الحكمة من إكرام الضيف وعدم الضجر.
البيت الذي يكثر فيه الضيوف .. بيت يحبه الله. . . ما أجمل البيت المفتوح للصغير والكبير. بيت تتنزل فيه رحمات وبركات السماء ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أراد الله بقوم خيراً أهدى لهم هدية. 

قالوا: وما تلك الهدية؟ 
قال: الضيف ينزل برزقه، ويرتحل بذنوب أهل البيت ".
وقال صلى الله عليه وسلم: كل بيت لا يدخل فيه الضيف لا تدخله الملائكة ". 

وقال صلى الله عليه وسلم: " الضيف دليل الجنة ". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه
اذا اعجبك المنشور .. صل على سيدنا محمد واله وصحبه .

الخميس، 8 مارس 2018

قصة الثلاثة الذين أووا الى الغار

قصة الثلاثة الذين أووا الى الغار


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
« انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار فدخلوه ، فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار ، فقالوا : إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم . فقال رجل منهم : اللَّهم كان لي أبوان شيخان كبيران ،
وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالاً ( أي : لا أقدم في الشرب قبلهما أحداً ) ، فنأى بي طلب الشجر يوماً فلم أرح عليهما حتى ناما ، فجلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين ، فكرهت أن أوقظهما وأن أغبق قبلهما أهلاً أو مالاً فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر والصبية يتضاغون عند قدمي ( أي يصيحون من الجوع ) ، فاستيقظا فشربا غبوقهما .
اللَّهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة ، فانفرجت شيئاً لا يستطيعون الخروج منه . فقال الآخر : اللَّهم إنه كانت لي ابنة عم كانت أحب الناس إليَّ ،
وفي رواية : كنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء ، فأردتها على نفسها فامتنعت ، حتى ألمت بها سنة من السنين فجائتني فاعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت ، حتى أذا قدرت عليها وفي رواية فلما قعدت بين رجليها
قالت : اتق الله ولا تفضن الخاتم إلا بحقه ، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إليَّ وتركت الذهب الذي أعطيتها . اللَّهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه ، فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج . وقال الثالث : اللَّهم إني استأجرت أُجراء وأعطيتهم أجرهم ، غير رجل واحد ، ترك الذي له وذهب فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال ، فجاءني بعد حين فقال :
يا عبدَ الله أدِّ إليّ أجري ، فقلت : كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق فقال : يا عبدَ الله لا تستهـزئ بي ! فقلت : لا أستهزئ بك ، فأخذه كله فاستقاه فلم يترك منه شيئاً . اللَّهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه ، فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون » .
صحيح البخاري (10/415) ، صحيح مسلم (4/1982)
دروس و عظات:
عباد الله : تأملوا هذه القصة العظيمة .. هؤلاء الثلاثة عرفوا الله في الرخاء فعرفهم الله في الشدة .. وهكذا كل من تعرف إلى الله في حال الرخاء واليسر ، فإن الله تعالى يعرفه في حال الشدة والضيق والكرب فيلطف به ويعينه وييسر له أموره . قال الله تعالى : { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } الطلاق،
و قوله تعالى:{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4) }الطلاق .
فالأول من هؤلاء الثلاثة:
ضرب مثلاً عظيماً في البر بوالديه ، بقي طوال الليل والإناء على يده لم تطب نفسه أن يشرب منه ، ولا أن يسقي أولاده وأهله ، ولا أن ينغص على والديه نومهما حتى طلع الفجر فدل هذا على فضل بر الوالدين ، وعلى أنه سبب لتيسير الأمور وتفريج الكروب .. ، وبر الوالدين هو أعظم ما يكون من صلة الرحم وقد قال النبيصلى الله عليه و سلم : : « من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره ، فليصل رحمه » متفق عليه.
صحيح البخاري (10/415) ، صحيح مسلم (4/1982) .
وهذا جزاء معجل لصاحبه في الدنيا يبسط له في رزقه ويؤخر له في أجله وعمره .. هذا غير الجزاء الأخروي المدخر له في الآخرة .. وقد عظم الله تعالى شأن الوالدين حتى إنه سبحانه نهى الابن عن أن يتلفظ عليهما بأدنى كلمة تضجر كما قال تعالى :
{ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) } .الاسراء
وثاني هؤلاء الثلاثة:
رجل ضرب مثلاً بالغاً في العفة الكاملة ، حين تمكن من حصول مراده من هذه المرأة ، التي هي أحب الناس إليه ، ولكن عندما ذكرته بالله تركها ، وهي أحب الناس إليه ، ولم يأخذ شيئاً مما أعطاها . جاء في الصحيحين في حديث السبعة الذين يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله أن من ضمن هؤلاء السبعة : « رجلاً دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله » .
يقول الله ــ عزَّ وجلَّ ــ :
{وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) ً } . الفرقان
وثالث هؤلاء الثلاثة:
رجل ضرب مثلاً عظيماً في الأمانة والنصح ، حيث ثمَّر للأجير أجره فبلغ ما بلغ ، وسلمه إلى صاحبه ، ولم يأخذ على عمله شيئاً ... ما أعظم الفرق بين هذا الرجل وبين أولئك الذين يظلمون الأجراء ويأكلون حقوقهم ، لاسيما إن كانوا من العمال الوافدين فتجد هؤلاء الكفلاء يكاد يصدق فيهم قول الله تعالى :
{ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) } المطففين
فهـم يريدون من هـؤلاء العمال أن يقوموا بالعمل على أكمل وجه ، ولكنهم يبخسونهم حقوقهم ويماطلون في إعطائهم أجرتهم ، وربما رجع بعض أولئك العمال إلى بلدانهم ولم يستوفوا أجورهم ، ألا فليعلم أن من استأجر أجيراً ولم يوفه أجره ، فإن الله تعالى سيكون خصمه يوم القيامة ... لن يكون خصمك هذا العامل المسكين الضعيف ، ولكن سيكون خصمك رب العالمين كما جاء في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم: قال : قال الله تعالى : « ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة ، ومن كنت خصمه فقد خصمته » ، وذكر منهم : « رجلاً استأجر أجيراً فاستوفى منه ثم لم يعطه أجره »
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ وقال سبحانه : ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ وقال سبحانه : أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ

الاثنين، 23 يناير 2017

الشهداء خمسة

الشهداء خمسة



الشهداء خمسة : المطعون والمبطون والغريق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله ..

ما معنى "المبطون"؟ 
وما حكم التي تموت وهي تلد، أو الذي يموت بحادث سيارة، أو بسبب المرض، أو الأزمة القلبية (سواء أكان قائما بواجباته الدينية أم لا؟

الإجابــة : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله: المطعون شهيد، والغريق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، والحرق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيده.
والمبطون كما يقول النووي : هو صاحب داء البطن، وقال القاضي : وقيل: هو الذي به الاستسقاء وانتفاخ البطن. وقيل: هو الذي تشتكي بطنه. وقيل: هو الذي يموت بداء بطنه مطلقًا. 
وقوله: المرأة تموت بجُمع شهيد. أي تموت وفي بطنها ولد، فإنها ماتت مع شيء مجموع فيها غير منفصل وهو الحمل. وقيل: هي التي تموت بكرًا. 
هذا وخصال الشهادة أكثر من هذه السبع، قال الحافظ ابن حجر : وقد اجتمع لنا من الطرق الجيدة أكثر من عشرين خصلة.. وذكر منهم: اللديغ، والشريق، والذي يفترسه السبع، والخار عن دابته، والمائد في البحر الذي يصيبه القيء، ومن تردى من رؤوس الجبال. قال النووي : قال العلماء: وإنما كانت هذه الموتات شهادة يتفضل الله تعالى بسبب شدتها وكثرة ألمها. اهـ
قال ابن التين : هذه كلها ميتات فيها شدة تفضل الله على أمة محمد صلى الله عليه وسلم بأن جعلها تمحيصًا لذنوبهم وزيادة في أجورهم يبلغهم بها مراتب الشهداء. اهـ
قال الحافظ : والذي يظهر أن المذكورين ليسوا في المرتبة سواء، ويدل عليه ما روى أحمد وابن حبان: أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أي الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده وأهريق دمه. رواه الحسن بن علي الحواني بإسناد حسن من حديث ابن أبي خالد قال: كل موتة يموت بها المسلم فهو شهيد غير أن الشهادة تتفاضل. . 
ثم قال: ويتحصل مما ذكر من هذه الأحاديث أن الشهداء قسمان: شهيد الدنيا وشهيد الآخرة، وهو من يقتل في حرب الكفار مقبلاً غير مدبر مخلصًا. وشهيد الآخرة وهو من ذكر، بمعنى أنهم يعطون من جنس أجر الشهداء 
وبما تقدم نعلم أن المسلم الذي يموت بسبب مرض أو حادث سيارة ونحو ذلك من الميتات التي فيها شدة وألم نرجو أن يكون من الشهداء.
هذا وليعلم أن لنيل أجر الشهادة شروطا كما قال السبكي عندما سئل عن الشهادة وحقيقتها. قال: إنها حالة شريفة تحصل للعبد عند الموت لها سبب وشرط ونتيجة. 
من هذه الشروط: الصبر والاحتساب وعدم الموانع كالغلول، والدَّين، وغصب حقوق الناس. ومن الموانع أن يموت بسبب معصية كمن دخل دارًا ليسرق فانهدم عليه الجدار فلا يقال له شهيد، وإن مات بالهدم. وكذلك الميتة بالطلق الحامل من الزنا.
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية : عن رجل ركب البحر للتجارة فغرق فهل مات شهيدًا؟ أجاب: نعم مات شهيدًا إذا لم يكن عاصيًّا بركوبه... اهـ
الخلاصه(( إن من مات بهذه الميتات وهو موحد فإننا نرجو له الحصول على أجر الشهادة وإن كان مفرطًّا في بعض الواجبات أو مرتكبًا لبعض المحرمات، فرحمة الله واسعة وفضله عظيم.اذا اتممت القراءه اكتب لا اله الا الله محمد رسول الله

من هم الذين يدخلون الجنة بغير حساب

من هم الذين يدخلون الجنة بغير حساب ؟؟؟؟؟؟؟؟


من هم الذين يدخلون الجنة بغير حساب ؟؟؟؟؟؟؟؟
الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب هم من اتصفوا بأربع صفات كما جاء في الصحيحين وغيرهما، وهذه الصفات هي: أنهم لا يسترقون.. أي لا يطلبون من غيرهم أن يرقيهم، وأنهم لا يتطيرون... أي لا يتشاءمون، وأنهم لا يكتوون... أي لا يستعملون الكي كعلاج لأنفسهم وهذا محمول على غير حال الضرورة، وأنهم على ربهم يتوكلون... أي يفوضون أمرهم إلى الله مع بذل الأسباب.
وتوضيح ذلك أنهم بلغوا درجة عالية من الإيمان والتوكل على الله تعالى والاعتماد عليه جعلتهم يسلمون أمرهم كله إليه -سبحانه وتعالى- فلا يعتنون ولا يهتمون بهذه الأمور، وأما الفال الحسن -التفاؤل- فهو مستحب وهو من حسن الظن بالله تعالى وليس من الطيرة، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتفاءل ويحب الفال الحسن، فقال صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية لما جاء سهيل بن عمرو للمفاوضة: لقد سهل لكم من أمركم. رواه البخاري، بعكس الطيرة فإنها من سوء الظن بالله، ومن ردته الطيرة فقد أشرك
اذا اتممت القراءه اكتب لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

الاثنين، 9 يناير 2017

السنة النبوية ومنزلتها من القرآن الكريم


السنة النبوية ومنزلتها من القرآن الكريم
💚🌿💚🌿💚🌿💚🌿💚🌿





إذا كان القرآن الكريم هو أصل الشريعة الإسلامية ومصدرها الأول ، فإن السنة النبوية الكريمة هي المصدر الثاني من مصادر الأحكام الشرعية ، تستنبط منها الأحكام بعد القرآن الكريم .
ولقد جاءت السنة النبوية مبينة للقرآن ومفسرة لآيات كثيرة منه.
💛قال تعالى:
﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (النحل:44).
💛قال تعالى:
﴿والنجم إذا هوى ، مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ، وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾( النجم : 1-4 ).
أى لا ينطق عن الهوى ،إنما يتكلم بما أوحى الله إليه.
💚🌿💚🌿💚🌿💚🌿💚🌿
الأمر بطاعة النبي في القرآن الكريم:

💛1- قال تعالى : 
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ﴾ ( النساء : 59 ).
قال الطبري :
(...وهو أمر من الله بطاعة رسوله في حياته فيما أمر ونهى ، وبعد وفاته باتباع سنته ، وذلك أن الله عم الأمر بطاعته ، لم يخصص بذلك في حال دون حال ، فهو على العموم حتى يخصَّ ذلك ما يجب التسليم له ) انتهى .

💛2- وقال تعالى:
﴿ اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ ﴾ ( الأعراف :33 ). أي: اتبعوا الكتاب ، ومثله السنة ، 
لقوله تعالى :
﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ ونحوها من الآيات ، وهو أمر للنبي صلى الله عليه وسلم ولأمته .

💛3- وقال عز وجل: 
﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ ( النساء : 69 ). 

قال الطبري: 
( وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ ) بالتسليم لأمرهما ، وإخلاص الرضى بحكمهما، والانتهاء إلى أمرهما ، والانزجار عما نهيا عنه من معصية الله ، فهو مع الذين أنعم الله عليهم بهدايته ، والتوفيق لطاعته في الدنيا ، من أنبيائه ، وفي الآخرة إذا دخل الجنة ، والصديقين ... انتهى


💛4-وقال سبحانه وتعالى:
( فَلْيَحْذَرِ الذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُم فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ عَلِيمٌ ) (النور : 633). قال ابن كثير: وقوله: ( فَلْيَحْذَرِ الذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ ) أي: عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سبيله ومنهاجه و طريقته وسنته وشريعته ، فتوزن الأقوال والأعمال ، بأقواله وأعماله ، فما وافق ذلك قُبل ، وما خالفه مردود على قائله وفاعله كائناً من كان .
💚🌿💚🌿💚🌿💚🌿💚🌿
السنة النبوية مبينة للقرآن:

وأيضا السنة النبوية الكريمة مبينة للقرآن الكريم ، وموضحه لمبهمه ، وشارحة لآياته ، 

كما قال تعالى:
﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (النحل:44).

ففي السنة مزيد بيان للتوحيد والإيمان ، وأعداد الصلوات ومواقيتها ، ومقادير الزكوات وأنصبتها ، ومناسك الحج والعمرة ، وكثير من المعاملات والأخلاق ، وآداب السلوك .
💚🌿💚🌿💚🌿💚🌿💚🌿
أمثلة في السنة لبيان ما جاء في القرآن:

💛المثال الأول:
 توضيح المراد من الخيط الأبيض والخيط الأسود في وقت الإمساك في الصوم، قال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الفَجْرِ} (البقرة:187)، حيث إن الخيط الأبيض والخيط الأسود من المشكل الذى لا يُفهم المراد منه إلا بقرينة، فجاءت السـنة بتوضيح هذا المشكل بأنه (بياض النهار وسواد الليل)، قال عدي بن حاتم رضي الله عنه: لما نزلت تلك الآية قلت: يا رسول الله إني أجعل تحت وسادتي عقالين عقالاً أبيض وعقالاً أسود، أعرف الليل من النهار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن وسادك لعريض، إنما هو سواد الليل وبياض النهار) متفق عليه وهذا لفظ مسلم، وفي لفظ البخاري: "عمدتُ إلى عقال أسود، وعقال أبيض، فجعلتهما تحت وسادتي، فجعلت أنظر في الليل، فلا يستبين لي، فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له، فقال: (إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار).

💛المثال الثاني:
 بيان كيفية حياة الشهداء في البرزخ، المذكورة في قوله تعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (آل عمران:169)، يقول مسروق: سألنا عبد الله عن هذه الآية فقال: "أما إنا قد سألنا عن ذلك، فأُخبِرنا (أن أرواحهم في جوف طير خضرٍ، لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل..)" رواه مسلم.

💛المثال الثالث: 
إزالة اللَبس الحاصل في كون نبي الله هارون عليه السلام أخًا لمريم بنت عمران عليها السلام، فعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، قال: "لما قدمتُ نجران سألوني: إنكم تقرؤون {يَا أُخْتَ هَارُونَ} (مريم:28) وموسى قبل عيسى بكذا وكذا، فلمـا قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سألته عن ذلك فـقال: (إنهم كانوا يسمّون بأسماء أنبيائهم والصالحين قبلهم) رواه مسلم.

💛المثال الرابع:
 تفسير "الظلم" الوارد في قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} (الأنعام:82)، يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "لما نزلت هذه الآية شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: أينا لم يظلم نفسه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس هو كما تظنون، إنما هو كما قال لقمان لابنه: {يَابُنَيّ لا تُشْرِك بِاللهِ إِنّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}" متفق عليه، فقد فهم الصحابة رضوان الله عليهم من هذه الآية عموم الظلم، فعزّ عليهم الأمر وحزنوا، فأزال لهم النبي صلى الله عليه وسلم هذا اللَبْس، وأخبرهم أن لفظ (الظلم) هنا ليس عاماً، ولكن يراد به "الشرك" تحديداً.
💚🌿💚🌿💚🌿💚🌿💚🌿
فالواجب علينا أن نتمسك بهذه السنة النبوية ، التي تركنا عليها صلى الله عليه وسلم وأخبر بأن من سار عليها نجا ، ومن تركها فقد هلك وتعرض للهلاك .
💛فقال صلى الله عليه وسلم :
 " كل أمتي يدخلون الجنة إلا أبى " قالوا : ومن يأبى يارسول الله ؟! قال : " من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى "
رواه البخاري
.💚🌿💚🌿💚🌿💚🌿💚🌿


وإذا الجحيم سعرت

وإذا الجحيم سعرت




🌄🌄🏡🌄🌄🏡🌄🌄
لقد خلق الله تعالى النار وجعلها مقراً لأعدائه المخالفين لأمره، وملأها من غضبه وسخطه وأودعها أنواعاً من العذاب الذي لا يطاق، وحذر عباده وبين لهم السبل المنجية منها لئلا يكون لهم حجة بعد ذلك، وعلى الرغم من كل هذا التحذير من النار إلا أن البعض من الناس ممن قل علمهم وقصر نظرهم على هذه الدنيا أبوا إلا المخالفة والعناد والتمرد على مولاهم ومعصيته جهلاً منهم بحق ربهم عليهم، وجهلاً منهم بحقيقة النار التي توعدهم الله بها.
🌄🌄🏡🌄🌄🏡🌄🌄
*فما هي هذه النار؟ وما صفتها؟ *

*✏إنها كما قال الله تعالى عنها: *
{نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ }[التحريم:6] 

قيل: يا رسول الله أهي مثل حجارة الدنيا؟ فقال صلى الله عليه وسلم : * " والذي نفسي بيده إنها حجارة كالجبال ". *

*✏وقال صلى الله عليه وسلم : *
*" ناركم هذه التي يوقد ابن آدم جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم "، قالوا: والله إن كانت لكافية يا رسول الله، قال: " فإنها فُضلت عليها بتسعة وستين جزءاً كلهن مثل حرها " (متفق عليه). *

✏وقال صلى الله عليه وسلم :
* " يؤتى بجهنم يوم القيامة ولها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها " (رواه مسلم). *

*✏وروي عن كعب الأحبار أنه قال : *
*( والذي نفس كعب بيده لو كنت بالمشرق والنار بالمغرب ثم كُشف عنها لخرج دماغك من منخريك من شدة حرها! فيا قوم هل لكم بهذا قرار؟ أم لكم على هذا صبر؟ يا قوم إن طاعة الله أهون عليكم والله من هذا العذاب فأطيعوه ) أ. هـ. *

*✏طعام أهلها الزقوم وشرابهم الحميم. قال صلى الله عليه وسلم : *
*" لو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم فكيف بمن يكون طعامه " *
(رواه الترمذي وقال حسن صحيح).
* *
✏ قال الله تعالى :
* {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ ؛لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ }(الغاشية:٦/٧)*

*وأهل النار في عذاب دائم، لا راحة ولا نوم، ولا قرار لهم، بل من عذاب إلى عذاب *
✏قال صلى الله عليه وسلم :
* " إن أهون أهل النار عذاباً من له نعلان وشراكان من نار يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل ما يرى أن أحداً أشد منه عذاباً وإنه لأهونهم عذاباً " (رواه مسلم). *

وهم مع ذلك يتمنون الموت فلا يموتون! قد اسودت وجوههم، وأُعميت أبصارهم وأبكمت ألسنتهم، وقصمت ظهورهم وكسرت عظامهم
* ✏قال تعالى: {يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ }(المائدة:37). *
✏وقال الله تعالى :
*{كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ }(النساء:56). *

*✏يقول الحسن : ( تنضجهم في اليوم سبعين ألف مرة ). لباس أهلها من نار، *
✏ قال الله تعالى :
{سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ} (إبراهيم:50) وشرابهم وطعامهم من نار
✏ قال الله تعالى :
*{وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ }(محمد:15). *
✏قال الله تعالى :
{وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا }(الكهف:٢٩)
🌄🌄🏡🌄🌄🏡🌄🌄
👈فتأمل أخي الكريم حال أولئك التعساء وهم يتقلبون في أنواع العذاب ويعانون في جهنم ما لا تطيقه الجبال، وما يفتت ذكره الأكباد ولا تسأل عما يعانونه من ثقل السلاسل والأغلال
* ✏قال الله تعالى :*
* {إِذِ الأَغْلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ} (غافر:71)، *
✏وقال الله تعالى :
* {ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ} (الحاقة:32). *
*✏قال ابن عباس رضي الله عنهما: *
*( تُسلسل في دبره حتى تخرج من منخريه حتى لا يقدر أن يقوم على رجليه ثم ينظمون فيها كما يُنظم الجراد في العود حين يُشوى ). *
🌄🌄🏡🌄🌄🏡🌄🌄
الصراط👇

أرأيت أخي حال أهل النار وما هم فيه من الشقاء، فليتصور العبد نفسه لو كان منهم نسأل الله أن لا نكون منهم ليتصور نفسه عندما يؤمر به إلى جهنم عندما ينظر إلى الصراط ودقته وهوله وعظيم خطره وهو ينظر إلى الزالين والزالات من بين يديه ومن خلفه وقد تنكست هاماتهم وارتفعت على الصراط أرجلهم وثارت إليهم النار بطلبتها،

✏ روى مسلم عن أبي سعيد رضي الله عنه موقوفاً قال :
* ( بلغني أن الجسر أدق من الشعرة، وأحد من السيف ).*

* وهم بالويل ينادون وبينما ينظر اليهم مرعوباً خائفاً أن تتبعهم لم يشعر إلا وقد زلت قدمه عن الصراط فطار عقله ثم زلت الأخرى فتنكست هامته، فلم يشعر إلا والكلوب قد دخل في جلده ولحمه، فجذب به وبادرت إليه النار ثائرة غضبانة لغضب ربها، فهي تجذبه وهو ينادي: ويلي ويلي حتى إذا صار في جوفها التحمت عليه بحريقها فتورم أول ما ألقي فيها، ثم لم يلبث أن تقطر بدنه وتساقط لحمه، وتكسرت عظامه، وهو ينادي ولا يُرحم ويتمنى أن يعود ليتوب فلا يجاب نداؤه:*
*✏قال تعالى{يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ} (الرحمن:44). *
🌄🌄🏡🌄🌄🏡🌄🌄
أمنيات أهل النار👇

فلما اشتد به الكرب والعطش وبلغ منه المجهود ذكر الجنان فهاجت غصة من فؤاده إلى حلقه أسفاً على فوات جوار الله عز وجل وحزناً على نعيم الجنة الذي أضاعه بنفسه بسبب الذنوب والمعاصي، ففزع إلى الله بالنداء بأن يرده إلى الدنيا ليعمل صالحاً
✏ قال تعالى:
{رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُون}َ (المؤمنون:١٠٧)
* فمكث عنه دهراً طويلاً لا يجيبه هواناً به، ثم ناداه بعد ذلك بالخيبة منه أن *
✏قال تعالى: {اخْسَؤُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ}
*(المؤمنون:١٠٨) *
*ثم أراد أن يزيده إياساً وحسرة فأطبق أبواب النار عليه وعلى أعدائه فيها فيا إياسه ويا إياس سكان جهنم حين سمعوا وقع أبوابها تطبق عليهم، فعلموا عند ذلك أن الله عز وجل إنما أطبقها لئلا يخرج منها أحد أبداً، فتقطعت قلوبهم إياساً وانقطع الرجاء منهم أن لا فرج أبداً، ولا مخرج منها، ولا محيص من عذاب الله عز وجل أبداً، خلودٌ فلا موت. وعذابٌ لا زوال له عن أبدانهم، وأحزان لا تنقضي، وسقم لا يبرأ، وقيود لا تحل، وأغلال لا تفك أبداً وعطش لا يروون بعده أبداً، لا يُرحم بكاؤهم، ولا يُجاب دعاؤهم، ولا تقبل توبتهم فهم في عذاب دائم وهوان لا ينقطع، ثم يبعث الله بعد ذلك الملائكة بأطباق من نار ومسامير من نار، وعمد من نار، فتطبق عليهم بتلك الأطباق وتشد بتلك المسامير، وتمد بتلك العمد، فلا يبقى فيها خلل يدخل فيها روح ولا يخرج منه غم، وينساهم الرحمن بعد ذلك {نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ }(التوبة:67) فذلك *
*قوله تعالى: {إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ }(الهمزة:9،8) *

✏قال الله تعالى:
﴿وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ﴾ [غافر: ٤٩]

↩قالَ الشيخُ رَحِمَهُ الله :
تأمل هذهِ الآية من عدةِ وجوه:
◀أولاً: أنهم لم يسألوا الله سبحانه وتعالى , وإنما طلبوا من خزنة جهنم أن يدعوا لهم .لأن الله قال لهم :
* ﴿ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ﴾ [المؤمنون: ١٠٨]*

فرأوا أنفسهم أنهم ليسوا أهلا لأن يسألوا الله ويدعوه بأنفسهم بل لا يدعونه إلاّ بواسطة .
(ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفَّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذَابِ)

◀ثانياً: أنهم قالوا ( ادعوا ربكم ) ولم يقولوا : ادعوا ربّنا لأن وجوههم وقلوبهم لا تستطيع أن تتحدث أو أن تتكلم بإضافة ربوبية الله لهم , أي بأن يقولوا ربنا , فعندهم من العار والخزي مايرون أنهم ليسوا أهلا لأن تضاف ربوبية الله إليهم بل قالوا ( ربكم ) .

◀ثالثاً: لم يقولوا يرفع عنا العذاب بل قالوا ( يُخفّف ) لأنهم نعوذ بالله آيسون من أن يرفع عنهم .

*رابعاً: أنهم لم يقولوا يخفف عنا العذاب دائما بل قالوا *
( يوما من العذاب ) يوما واحدا .

بهذا يتبين ما هم عليه من العذاب والهوان والذل ﴿وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ ﴾ [الشورى: ٤٥]
*أعاذنا الله منها . *
🌄🌄🏡🌄🌄🏡🌄🌄
فيا أخي الحبيب👇

* يا من تعصي الله تصور نفسك لو كنت من أهل النار؟ هل سترضى بشيء من هذا العذاب؟ لا أعتقد ذلك، إذاً فتب إلى الله وارجع عما يكرهه وتقرب إليه بالأعمال الصالحة عسى أن يرضى عنك، وابك من خشيته عسى أن يرحمك ويقيل عثراتك، فإن الخطر عظيم والبدن ضعيف، والموت منك قريب، والله جل جلاله مطلع عليك ويراك فاستح منه وأجِلَّه ولا تستخف بنظره إليك، ولا تستهين بمعصيته ولا تنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر إلى عظمة من تعصيه وهو الله جل جلاله وتقدست أسماؤه، واملأ قلبك من خشيته قبل أن يأخذك بغتة، ولا تتعرض له وتبارزه بالمعاصي فإنك لا طاقة لك بغضبه ولا قوة لك بعذابه، ولا صبر لك على عقابه، فتدارك نفسك قبل لقائه لعله أن يرحمك ويتجاوز عنك، فكأنك بالموت قد نزل بك وحينها لا ينفعك ندم ولا استدراك ما مضى*.
🌄🌄🏡🌄🌄🏡🌄🌄‏

الأحد، 1 يناير 2017

شرح حديث المسلم أخو المسلم

شرح حديث المسلم أخو المسلم



عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا ، المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ، ولا يخذله، ولا يكذبه ، ولا يحقره ، التقوى ها هنا ، ويشير إلى صدره ثلاث مرات ، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كلالمسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه رواه مسلم 


- قوله : ( لا تحاسدوا ) هذا نهي عن الحسد ، والحسد هو كراهية ما انعم الله على أخيك من نعمة دينية أو دنيوية سواء تمنيت زوالها أم لم تتمن ، فمتى كرهت ما أعطى الله أخاك من النعم فهذا هو الحسد.

- ( ولا تناجشوا ) قال العلماء: المناجشة أن يزيد في السلعة ، أي : في ثمنها في المناداة وهو لا يريد شراءها وإنما يريد نفع البائع أو الإضرار بالمشتري.


- ( ولا تباغضوا ) البغضاء هي الكراهه ، أي : لا يكره بعضكم بعضا.


- ( ولا تدابروا ) أن يولي كل واحد الآخر دبره بحيث لا يتفق الاتجاه.


(ولا يبع بعضكم على بيع بعض ) يعني لا يبيع أحد على بيع أخيه ، مثل أن يشتري إنسان سلعه بعشرة فيذهب آخر على المشتري ويقول : أنا أبيع عليك بأقل ؛ لأن هذا يفضي إلى العداوة والبغضاء.


- ( وكونوا عباد الله إخوانا ) كونوا يا عباد الله إخوانا أي: مثل الإخوان في المودة والمحبة والألفة وعد الاعتداء ثم أكد هذه الأخوة بقوله: ( المسلم أخو المسلم ) للجامع بينهما وهو الإسلام وهو أقوى صله تكون بين المسلمين.

- ( لا يظلمه ) أي: لا يعتدي عليه.
- ( ولا يخذله ) في مقام أن ينتصر فيه.
- ( ولا يكذبه ) أي: يخبره بحديث كذب.
- ( ولا يحقره ) أي: يستهين به.

- ( التقوى ها هنا ) يعني: تقوى الله تعالى محلها القلب فإذا اتقى القلب اتقت الجوارح , ( ويشير إلى صدره ثلاث مرات ) يعني: يقول التقوى ها هنا ، التقوى ها هنا ، التقوى ها هنا.

- ثم قال : ( بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ) بحسب يعني : حسب فالباء زائدة والحسب الكفاية والمعنى لو لم يكن من الشر إلا أن يحقر أخاه لكان هذا كافيا.

المسلم على المسلم وفي رواية كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) دمه فلا يجوز أن يعتدي عليه بقتل أو فيما دونه ذلك.

- ( وماله ) لا يجوز أن يعتدي على ماله بنهب أو سرقه أو جحد أو غير ذلك.
- ( وعرضه ) أي : سمعته فلا يجوز أن يغتابه فيهتك بذلك عرضه.

فوائد الحديث :
- النهي عن الحسد ، والنهي للتحريم ، والحسد له مضار كثيرة منها: انه كره لقضاء الله وقدره ، ومنها انه عدوان على أخيه ، ومنها انه يوجب في القلب الحاسد حسره ؛ كلما ازدادت النعم ازدادت هذه الحسرة فيتنكد على عيشه.

- تحريم المناجشة لما فيها من العدوان على الغير وكونها سببا للتباغض وأسبابه ، فلا يجوز للإنسان أن يبغض أخاه أو أن يفعل سببا يكون جالبا للبغض.

- تحريم التدابر ، وهو أن يولي أخاه ظهره ولا يأخذ منه ولا يستمع إليه ؛ لأن هذا ضد الأخوة الإيمانية.

- تحريم البيع على البيع المسام ومثله الشراء على شرائه والخطبة على خطبته والإجارة على إجارته وغير ذلك من حقوقه.وجوب تنمية الأخوة الإيمانية لقوله : وكونوا عباد الله إخوانا )

ومنها بيان حال المسلم مع أخيه وانه لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره ؛ لان هذا ينافي الأخوة الإيمانية.
- أن محل التقوى هو القلب ، فإذا اتقى القلب اتقت الجوارح , وهذه الكلمة يقولها بعض الناس إذا عمل معصية وأنكر عليه قال : التقوى ها هنا وهي كلمة حق لكنه أراد بها باطلا وهذا جوابه أن نقول : لو كان هنا تقوى لا تقت الجوارح لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( ألا إن في الجسد مضغه إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله آلا وهى القلب).

تكرار الكلمة المهمة لبيان الاعتناء بها وفهمها ، قال : ( التقوى ها هنا ) وأ شار إلى صدره ثلاث مرات. 

عظم احتقار المسلم ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ) وذلك لما يترتب على احتقار المسلم من المفاسد .
تحريم دم المسلم وماله وعرضه وهذا هو الأصل ، لكن توجد أسباب تبيح ذلك ؛ ولهذا قال الله سبحانه وتعالى : "إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَق ِّ " الشورى 42... 

وقال الله تعالى : "وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيل" الشورى 41.


أن الأمة الإسلامية لو اتجهت بهذه التوجيهات لنالت سعادة الدنيا والآخرة لأنها كلها آداب عظيمة عالية راقية ، تحصل بها المصالح وتنكف بها المفاسد.

*ابن عثيمين رحمه الله تعالى*


سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ 
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين انك حميد مجيد امين-يَارَبْ 

أيامكم مباركة برياحين الجنة وظللّكم بأغصان بساتينها وسقاكم من زلال كوثرها من نصيبكم ونصيبى امين يارب العالمين والحمدلله على نعمة الإسلام والسنة 

الأحد، 27 نوفمبر 2016

فـــوائد ودروس وعبر من هجــرة سيد البشر


فـــوائد ودروس وعبر من هجــرة سيد البشر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

إن الأخذ بمعاني الهجرة النبوية ضرورة حياتية ؛ لأن الهجرة لم تكن انتقالاً ماديًّا من بلد إلى آخر فحسب ، ولكنها كانت انتقالاً معنويًّا من حال إلى حال ؛ إذ نقلت الدعوة الإسلامية من حالة الضعف إلى القوة ، ومن حالة القلة إلى الكثرة ، ومن حالة التفرقة إلى الوحدة ، ومن حالة الجمود إلى الحركة.

وهناك نوعين من الهجرة لا ثالث لهما : هجرة إلى الله ، وهجرة لغير الله يقول رسول ﷺ :
".....إنَّ الهجرةَ خَصلتانِ إحداهما أن تَهْجــرَ السَّيِّئـــاتِ ، والأخــرى أن تُهاجـــرَ إلى اللَّهِ ورسولِهِ .
ولا تنقطـــعُ الهجـــرةُ ما تُقُبِّلَتِ التَّوبـــةُ ، ولا تزالُ التَّوبةُ مقبولةً حتَّى تطلُعَ الشَّمسُ منَ المغرِبِ ، فإذا طلعَت طُبِعَ على كلِّ قَلبٍ بما فيهِ ، وَكُفـــيَ النَّـــاسُ العَمــــلَ ."



الراوي : عبدالله بن وقدان ابن السعدي | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : مسند أحمد
الصفحة أو الرقم : 3/133 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح



و الهجرة تعني فى اللغة ترك شي إلى آخر ، أو الانتقال من حال إلى حال ، أو من بلد إلى بلد ،
يقول تعالى : {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [المدثر: 5] ،
وقال أيضًا : {وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلاً} [المزمل: 10].

وتعني بمعناها الاصطلاحي الانتقال من بلاد الشرك إلى بلاد الإسلام ، وهذه هي الهجرة المادية.

أما الهجرة الشعــورية فتعني الانتقال بالنفسية الإسلامية من مرحلة إلى مرحلة أخرى ،
بحيث تعتبر المرحلة الثانية أفضل من الأولى كالانتقال من حالة التفرقة إلى حالة الوحدة ،
أو تعتبر مكملة لها كالانتقال بالدعوة الإسلامية من مرحلة الدعوة إلى مرحلة الدولة.

ان هدف المسلم في الحياة أن يعيش في مجتمع يساعده على طاعة الله والالتزام بأوامره وأحكامه ،
أو على الأقل لا يحارب بعقيدته ؛ لأن الفتنة في الدين هي الفتنة الكبرى ...


لذلك كان من الواجب على المسلم ان يهاجر من بلد لا يحكم بالإسلام إلى بلد تحكمه شريعة القرآن.

و الهجرة الشعورية ، تعني اصطلاحًا إنكار ومعاداة كل ما لا يرضي الله أو يخالف شريعة الله ،
ويظهر المسلم هذا العداء بكل الوسائل الممكنة ،
بالجوارح أو باللسان أو بالقلب ، ويعمل على تغييرها بكل الإمكانات المتاحة ،

فالرسول ﷺ يقول :
"من رأى منكم منكرًا فليغيرْه بيدِه ، فإن لم يستطعْ فبلسانِه ، فإن لم يستطعْ فبقلبِه ،


وليس وراءَ ذلك من الإيمانِ مثقالُ ذرةٍ"
الراوي : [أبو سعيد الخدري] | المحدث : ابن تيمية | المصدر : مجموع الفتاوى
الصفحة أو الرقم: 2/110 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

وأساس هذه الهجرة النيـــة ؛ ولهذا يقول المصطفى ﷺ :
" إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لِكلِّ امرئٍ ما نـــــــوى
فمن كانت هجرتُهُ إلى اللَّهِ ورسولِهِ فَهجرتُهُ إلى اللَّهِ ورسولِهِ
ومن كانت هجرتُهُ إلى دنيا يصيبُها أو امرأةٍ ينْكحُها فَهجرتُهُ إلى ما هاجرَ إليْهِ "


الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : ابن تيمية | المصدر : مجموع الفتاوى
الصفحة أو الرقم : 20/223 | خلاصة حكم المحدث : صحيح



والهجرة الشعورية واجبة على كل حال وفي كل حين ؛
لأنها تتعلق بهجر ما لا يرضي الله تعالى ، وهي قائمة إلى أن تقوم الساعة.


ولذلك يقول الرسول ﷺ :
"لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها".



والمسلم مكلف بأن يهجر كل ما حرم الله ، وأن يهاجر إلى ما أحلَّ الله ؛

لأن هذا هو الهدف من استخلافه في الأرض
لقوله تعالى : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56].

وهل العبادة إلا طاعة الله فيما أمر ، والانتهاء عما نهى عنه وزجر؟
ولهذا فتح رسول الله ﷺ باب الهجرة على مصراعيه أمام كل راغب فيه ،


فقال عليه الصلاة والسلام :
"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه"رواه البخاري.
وفي رواية (ابن حبان) :
"المهاجر من هجر السيئات ، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده".


وكلمات الحديث الشريف متكاملة في تحديد معنى الهجرة على أساس
أنها عبادة ترتبط بعقيدة الإنسان وإيمانه ، وعلى أساس أنها عملية بناء وإصلاح
تأخذ بيد الإنسانية المعذبة إلى شاطئ الأمان والاطمئنان..

فهجر ما نهى الله عنه يعني هجر السيئات والمعاصي والمفاسد القولية منها والفعلية ،
والتي هي الأساس في فساد البلاد والعباد ؛ ولهذا أكد الحديث على (كف اللسان واليد) ؛
إذ إنهما الأعضاء التي تصدر عنها المفاسد القولية والفعلية.

وإذا كانت هذه الأعضاء سلاحًا ذا حدين يمكن أن يصدر عنها الخير
كما يمكن أن يصدر عنها الشر ، فإن إمكانية صدور الشر عنها أرجح من صدور الخير ؛


ولهذا يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت". متفق عليه.



فإذا أضفنا إلى هذين العضوين اللسان واليد عضوًا ثالثًا هو الفرج ، نجد أن الإسلام أقام الحياة الإنسانية على دعائم قوية من تقوى الله والخلق الحسن والأمان والاطمئنان.

وقد سئل رسول الله ﷺ عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ، فقال : "تقوى الله وحسن الخلق".
وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار ، فقال : "الفــم والفـــرج".
رواه الترمذي وابن حبان والبيهقي


وكان الهدف من الهجرة النبوية هدفًا عظيمًا ، وهو الانتقال بالرسالة الإسلامية من مرحلة الدعوة إلى مرحلة الدولة ،

ومن دعوة كانت مجرد عقيدة وفكرة إلى دعوة أصبحت شريعة ودولة ، ومن حركة محدودة الآثار إلى حركة عالمية الأهداف ، ومن دعوة أتباعها قلة مستضعفون إلى دعوة أتباعها سادة فاتحون.


وغيرت أحوال المسلمين تغييرًا جذريًّا ، فنقلتهم من الضعف إلى القوة ، ومن القلة إلى الكثرة ، ومن الانحصار إلى الانتشار ، ومن الاندحار إلى الانتصار.

فما أحوج المسلمين اليوم إلى هجرة إلى الله ورسوله هجرة إلى الله بالتمسك بحبله المتين وتحكيم شرعه القويم ، وهجرة إلى رسوله ﷺ باتباع سنته ، والاقتداء بسيرته.
فإن فعلوا ذلك فقد بدءوا السير في الطريق الصحيح ، وبدءوا يأخذون بأسباب النصر ،
وما النصر إلا من عند الله.

فائدة....
قال الله تعالى : وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًـــا كَثِيـــرًا وَسَعَــــةً
وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُــدْرِكْهُ الْمَــوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (100) سورة النساء

فى الاية فوائد تربوية عظيمه منها
قال ابن عثيمين
أنَّ العبرةَ في الأعمالِ بالخواتيم ؛ لقوله : ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ ، يعني : أنَّهم في وقتِ الوفاة ظالِمون لأنفُسِهم ؛ فالعبرةُ بالخواتيم ؛ ولهذا يجبُ على الإنسانِ أن يكونَ خائفًا من سوءِ الخاتمةِ ، وأن يسأَلَ اللهَ سبحانه دائمًا حُسنَ الخاتمةِ ، وألَّا يموتَ إلَّا وهو مسلِمٌ .اهـ

وقال ابن عثيمين
أنَّ مَن ترَك شيئًا للهِ عوَّضه اللهُ خيرًا منه ، وتُؤخَذُ مِن قوله : "يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً" ؛ فقد خرَج مِن الضِّيق فوجَد السَّعة .اهـ
وقال ايضاً : أنَّ مَن أُذِلَّ بطاعةِ الله صار العِزُّ له في النِّهايةِ ، وتُؤخَذُ مِن قوله : مُــرَاغَمًا كَثِيـرًا ؛ فهذا الَّذي أُذِلَّ هو الآن يُذِلُّ أنوفَ الَّذين أذَلُّوه بالأمسِ ..اهـ

وقال الـــــرازي : كلُّ مَن نوى خيرًا ولم يُدرِكْه ، فالله تعالى موفِّيه إيَّاه ؛ نستفيدُ ذلك مِن قول الله تعالى : "وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ" ،


فمن قصَد طاعةَ الله ثمَّ عجَز عن إتمامِها ، كتَب اللهُ له ثوابَ تمامِ تلك الطَّاعة .

وقال السعــــدى
الحثُّ على الهجرةِ والتَّرغيبُ فيها ، وبيان ما فيها من المصالح ، فوعَد الصَّادقُ في وعدِه أنَّ مَن هاجَر في سبيلِه ابتغاءَ مرضاتِه ، أنَّه يجِدُ مُراغَمًا في الأرضِ وسَعةً ؛
فالمُراغَمُ مشتمِلٌ على مصالحِ الدِّين ، والسَّعةُ على مصالحِ الدُّنيا : "وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً" اهــ

سبْحانَك اللَّهُمّ وبحَمْدكَ أشْهدُ أنْ لا إله إلا أنْت أسْتغْفِركَ وَأتَوبُ إليْك



ويح قوم جفــوا نبيـــا

ويحَ قومٍ جفــوا نبيـــاً بـــأرضٍ

ألِفتــــهُ ضبـــابُهــا والظبــــاءُ

وسَلــوهُ وحَـنَّ جِــذعٌ اليـــــــــه

وقَـــلوهُ وودَّهُ الغـــربـــــــــــاءُ

أخــرجــوهُ منــها وءاواه غــــارُ

وحمتــــه حمــامـــة ورقــــاءُ

وكفـــتهُ بنسجهــا عنكبوتٌ

ما كفتــهُ الحمامـــةُ الحصــداءُ

ونحا المـصـطـفى الـمـديـنـة

واشـتـاقـت الـيـهِ مـن مـكـةَ الانـحـاءُ

وتـغـنّـت بـمـدحِـه الـجـنُ حـتـى 

اطـربَ الانـسَ مـنـهُ ذاكَ الـغـناءُ

الله الله الله الله الله الله الله الله الله 
الله الله الله الله الله الله الله الله 
الله الله الله الله الله الله الله 
الله الله الله الله الله الله 
الله الله الله الله الله 
الله الله الله الله
الله الله الله 

صلى الله على طه جاء الدنيا حلاّها 
صلى الله على طه جاء الدنيا حلاّها 
صلى الله على طه جاء الدنيا حلاّها 

الحكمة في التحنيك

الحكمة في التحنيك


عن أبي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : وُلِدَ لِي غُلامٌ ، فأتَيْتُ بِهِ النبي صلى الله عليه وسلم فَسَمَّاهُ إبْرَاهِيمَ ، فَحَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ ، وَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ ، وَدَفَعَهُ إِلَيَّ وكانَ أكْبَرَ وَلَدِ أبي مُوسَى . صحيح البخاري

معنى الحديث : 

يقول أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: " ولد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم " يعني فبادرت بإحضاره إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد ولادته مباشرة " فسماه إبراهيم " أي فسماه النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الاسم في يوم مولده،
" فحنكه بتمرة " أي فمضغ في فمه تمرة، وجعلها في فم الصبي كي تحل به البركة " ودعا له بالبركة " أي ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل الله فيه الخير والصلاح، ويوفقه في دينه ودنياه.

فقه الحديث : 

دل هذا الحديث على ما يأتي :
أولاً: استدل به البخاري على مشروعية التعجيل بتسمية المولود يوم مولده لمن لم يعق عنه لأن النبي صلى الله عليه وسلم سمّى غلام أبي موسى بعد ولادته مباشرة، ولم يؤخر تسميته إلى يوم سابعه،
ولا خلاف بين أهل العلم في أنه يستحب تسميته في يوم سابعه إن عق عنه،
وإلّا فإنه يُسَمَّى قبل ذلك
قال: في " منهج السالك على مذهب مالك " ويسمى يوم السابع إن عق عنه، وإلّا سمي قبل ذلك، ولو ومن يوم الولادة. 
والتسمية يوم السابع سنة مستحبة، فقد ذهب أكثر أهل العلم إلى أنه تُسَنّ التسمية يوم السابع. 
قال ابن قدامة (1): ويستحب أن يحلق رأس الصبي يوم السابع ويسمى، لحديث سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: " كل غلام رهينة بعقيقته، تذبح عنه يوم سابعه، ويسمّى فيه ويحلق رأسه ".
وإن تصدق بزنة شعره فضة فحسن، لما روي أن النبي قال لفاطمة لما ولدت الحسن:
" احلقي رأسه، وتصدقي بزنة شعره فضة على المساكين والأوفاض " وهم أهل الصفة. 
قال ابن قدامة: " وإن سمّاه قبل السابع جاز ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ولد الليلة لي غلام فسميته باسم أبي إبراهيم ".

ثانياًً: دل هذا الحديث على استحباب تحنيك الصبي عند تسميته وقد تقدم معناه أثناء شرح الحديث، والأفضل أن يكون التحنيك بالتمر، فإن لم يتيسر فبالرطب وإلّا فبشيء حلو، وأولاه عسل النحل.

قال الحافظ : والحكمة في التحنيك : أن يتمرن الصبي على الأكل ويقوى عليه ، ويستحب أن يختار لتحنيكه الصالحون كما تدل عليه أحاديث الباب.
منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري