السبت، 20 أكتوبر 2012

بلدة طيبة ورب غفور

بلدة طيبة ورب غفور


خلق الله النفس البشرية وزينها بأحسن زينة وجعلها في أجل تقويم فتبارك الله أحسن الخالقين وتعالى جل شأنه أن يظلم أحداً في خلقه وخلقته فقدر الطبيعة بقدرته وجعلها تؤثر بمشيئته في الناس والأجناس وأنا سأتكلم عن الجمال والظل والخفة والرقة والدلال الذي يكون في الأنوثه . 
والرجولة والشجاعة التي تكون في منتهاها في رجالها وشبابها
أدخل مباشرة بدون مقدمات في سياق الموضوع وأقول وإن وجد جمال في بلاد الخليج العربي وبلاد اليمن وبلاد المغربي العربي فهو جمال نسبي يزيد ويقل .
فجمال أهل الخليج جمال مكيفات جمال مصطنع وليد الراحة والرفاهية
أما الجمال الكلي فيكمن في أرض الشام التي قال الله فيها (( الأرض التي باركنا فيها )) سورة الأعراف
وقال تعالى (( الأرض المقدسة )) سورة المائدة
وقال تعالى (( ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وكنا بكل شيء عالمين )) الأنبياء
والبركة عموميه أي في كل شي في الأرض والناس
وبلاد الشام كما يعلم الجميع أنها أربعة بلاد الأردن وفلسطين وسوريا ولبنان ولكن عمقها سوريا وفلسطين لأن لبنان جزء من سوريا من أراضي سوريا والأردن من أرض فلسطين ولكن لدوافع المستعمر السياسي كان التقسيم
أضف إلى دعاء الرسول لأرض الشام بأن فيها المحشر وفيها الملتقى يوم يجمع الله الأوائل والأواخر
وبلاد الشام في رباط إلى يوم الدين
وبلاد الشام كانت وما زالت مضرب المثل في الجمال
وبلاد الشام بلاد أنهار وغرس وثمر ودائماً بلاد الأنهار والغرس والثمر يكون أهلها مرتون دماؤهم وعروقهم رويانه
فالتين والزيتون والرمان والخوخ والعناب والتوت وغيرها من ثمار جنان الأرض ما هي إلا ثمار شامية خلص منبعها أنهار لا تكف عن التدفق وتلال تنبت العشب والنضرة في كل مكان وتربة خصبة كنفوس أهلها
فنهر الفرات والعاصي والليطاني ونهر الكلب وعيون النبع التي لا تتوقف كلها تروي أرض الشام ونفوس الشام
حتى على مستوى الدراما والفن تميز الفن الشامي باحترام الذوق العربي على سبيل المثال مسلسل الحجاج مثله الممثل القدير والفنان المصري نور الشريف منذ سنوات مضت في القرن الماضي ولكن المشاهد لم يستصيغها بسبب اللحن الذي حصل في خطاب الدراما ونور الشريف فنان شهرته على نطاق واسع في عالمنا العربي للمهتمين بأخبار الفن
بينما الفنان عابد فهد حينما جسد درو الحجاج بتكلفة من تلفزيون قطر تلقفته الأنظار من كل صوب لضبط اللهجة والتجربة للدراما الشامية في عرض السياق التاريخي
قد يلوم من يقرأ هذا المقال بأنه مقال عاطفي بحت منساب بإعجاب أو فخر بالشام وأهلها والحق هي معلومات معروفه ولكن يتنساها الكثير ويتجهلونها وحقائق يجب التذكير بها
والمتتبع لسير التاريخ والإرث العربي يتبن له واضحاً جلياً في ما وصلت له أسبانيا من جمال سببه القيام على أنقاض نفحة شامية يقال أن عبد الرحمن الداخل حينما أستقر به المقام في أرض الأندال أرسل في طلب أهله وأوصى أخته
أن تجلب معها من ثمار الشام ومن رمان الشام لتزرع على أرض الأندلس فكان ما كان من جنان شملت بنفاحتها حتي بعض بلاد المغرب العربي
والخليفة معاوية وسلالة حكام بني أميه من بعده وجدوها من الجنان التي أوجدها الله على أرضه وتحت سماءه
فاتخذوها مقراً لإدارتهم ولمنطلق رايات الجهاد .
فالشام بلدة مباركة ولا أدل من وصف الله لها
وإن شئت أن تلقى المحاسن كلها ففي الشام تلقى المحاسن كلها
ولا توجد عاصمة عربية قيلت فيها القصائد وتغنى بها شعراء العرب المتقدمين والمتأخرين وكتبت فيها أبيات الشعر وعبارات النثر مثل دمشق والقدس .
اللهم احفظ الشام وأهل الشام وأنصرهم في كل محنهم على أعدائهم من اليهود الغاصبين لأرضهم ومن عاونهم .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق