الأربعاء، 20 مارس 2013

أنين القدس


أنين القدس



بقلم آلاء أبو زريق

إن القضية الفلسطينية تمثل القضية المركزية للأمتين العربية والإسلامية ,, وتحرير فلسطين من براثن الاحتلال واجبٌ دينيٌ مقدس.
ففلسطين جزء من عقيدة الأمة وتاريخها ومحطة أساسية من محطات الصراع في الحاضر والمستقبل , فقد أجمعت كتب التاريخ والآثار على أن القدس مدينة تاريخية قديمة عربية السيادة , وقد جمعت القدس من الآثار المقدسة الكثير , حتى أصبحت على مَرّ الأجيال مُقدّسة بترابها , شجيّة بتاريخها , فريدة بما يرقد في ترابها من عظام الشهداء والمؤمنين والقديسين.
وقد حوصرت مراراً , ودمِّرت تكراراً , وأعيد بناؤها ثماني عشر مرة في التاريخ , وذاق أبناؤها العذاب أشكالاً وألواناً غير أنها على الرغم مما أصابها ظلت قائمة في هذا الوجود وشاركت في صنع التاريخ الإسلامي والعربي في عظمته ونهضته الحديثة.
ونحن نشهد منذ زمن الاعتداءات المتواصلة على بيت المقدس وأهله , فقد تزايدت الأعمال الاستيطانية في القدس وبدأت المعالم الفلسطينية بالاختفاء وبروز معالم عمران إسرائيلية ضخمة نتيجة لأعمال البناء المتواصلة ليلاً نهاراً , ومن أهمها كنيس الخراب الأكبر حجماً بموازاة المسجد الأقصى المبارك.
حيث أصبحت سيطرة الاحتلال على حدود المدينة المقدسة ليست عسكرية في الدرجة الأولى وإنما استيطانية بمشاريع أُطلق عليها قطارات سكنية هدفها تفريغ السكان المقدسيين من منازلهم , حيث تتعرض المدينة لعمليات تهويد ومصادرة أراضي وتهجير وتضييق مُمنهج.
لكن أرى أن وضع الاحتلال لا يسمح بالكثير من التحسين في ظل وجود الجدار من جهة , ومن جهة أخرى في ظل الإصرار على تفريغ القدس من سكانها والمضي في برنامج تهويدها بما في ذلك الاعتداء على المقدسات , وهذه جميعاً قنابل متفجرة على سرير الهدوء القائم ; لأن إسرائيل تسعى لتسوية وسلام يشمل أمنها وأمن مواطنيها رغم اعتداءاتها هنا وهناك.
لذلك أعتقد أن هذه الانتهاكات المتكررة ستؤدي لاندلاع انتفاضة جديدة سواء تم ذلك بعد شهر أو عام أو أكثر , نتيجة لمشاهد الموت والدمار المتواصلة في الأراضي المحتلة معطوفة على عودة المقاومة ومن ضمنها العمليات الاستشهادية التي لن تكون محصورة الأثر في فلسطين فقط , بل ستمتد للعالم العربي والإسلامي برُّمته وخاصة بعدما ضاقت الشعوب ذرعاً بأنظمتها التي تتسم ببؤس سياساتها الداخلية من فساد وقمع.
فحروب الدولة التي اعتمدتها كل حركات التحرير عبر التاريخ للدفاع عن أراضيها ومقدساتها كانت دموية ومُكلفة , وأبناء فلسطين مُستعدون لدفع الثمن , والصراع مع الاحتلال لا يقتصر على الأرض بل يمتد إلى الهوية , وصراع اليهود مع الأنبياء منذ فجر التاريخ وامتد إلى زمن النبي _عليه الصلاة والسلام_ وهو مستمر إلى قيام الساعة وفلسطين ستكون مركز الخلافة الإسلامية القادمة .
فهذه هي القدس , مدينتنا المُقدّسة , عاصمة فلسطين الأبية , وقلبها النابض , ما زالت تقبع تحت نير الاحتلال , تنتظر من يفُك أسرها , ويعيدها إلى أهلها , فلا بُدَّ أن تسترد القدس عروبتها وحريتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق