الاثنين، 4 مارس 2013

ليست حكاية

ليست حكاية .. 


الشاعر الفلسطيني أحمد يعقوب
(الى والدي نمر يعقوب)

بقدرٍ من نحاس
وإكليل من عشب شائب
تمضي سليلة المريمية الأولى
صائحة :
أيتها الجبال :
لقد ذوى دغل زعتر بري
وأنا
بمنفى شاسعٍ حول العنق
وجدائل من رماد
أحصي زهراتي
زهور عباد شمس
بعد المغيب
وأقول :
نيزك عنيد أفل..!
II
أنثر جدائلي
خيول برية تنفلت
تحمل نحيبي ـ الخالي إلا من الاخضرار ـ
وتنطلق إلى هناك
حيث الرب/ إيل كان يستريح
كلما خرج من "الطيرة" مبللا بالندى
ليزرع ملهاة العنب
III
يا خيل:
نثيه
برفق وحنان على جبل كروم الرب وهو
يرعى البحر
البحر الجاثم على بيوض الرماد
يا خيل :
هناك نثيه
عند أول شجرة خروب وهي تمتد إلى ملح السماء
يا خيل:
لا تشغفي...!
نثيه..!
حتى وإن بكى العنب
تماسكي ..
اصهلي..!
قولي:
يا "مقاثي البلاد"
لقد أفل احد نواطيرك..!
IV
ياه..!

ياه..!
هكذا سيقول البحر قبل أن يعلن نفيره
ويضيف للرماد بيضة رمادية
ياه..!!
ياه..!
هكذا ستقول "الحاكورة"
وهي تلطم خدّها الفضي
وتسأل خيول الرماد:
كم امتطاك المنفى
V
يا خيل : أجلي انهيارك لحظة
اصهلي
أنظري إلى يسارك
شجيرات الصبار تصبغ ثمارها بقهقات القمر
تقدمها في سلال عتيقة كل خميس لطائر الفينيق
شجيرات "البطم" تنثر شعرها على أشجار البلوط
والراعي أبو اسماعيل
يكمل على ناي بري أغنية برية
Vi
يا خيل :
مُرّي
من اليمين
من هناك
عند شجيرات التين البرية
حارسة دموع الأرض
في البئر الأولى
يا خيل : هيه..!!
يروق ذلك للجذور
يروق ذلك للبحر
كي يعلن نفيره تحية للبريين
يا خيل: خلي راعي الحقول الأولى
يدوزن نايه
هاك مرثية الولد البري
ريثما " بنات أورشليم" ، يصقلن حكاية جديدة
لجوليت وداوود

يا خيل : تماسكي..!!
قولي:
أفل الولد/ الشقي / النقي / التقي/ العصي
قولي:
مات منفيا
بلا غرابة
حفظته الغربة
غريبا
غارت غربته في الغبار
وبلا غرابة
غار عليها
فأغار ـ عليه ـ غروب غابر
واغتراب مغبر بغرغرة غراب
ياه..!!
المجد للذي يكلل الغار بالغربة

المجد لي :
المجد لي
"أنا الذي يقتلع الملح
من الأهداب"
لأرى أطيافا في
الآخرة
تحمم البلاد البرية
بالحنان
وبالنور الأخضر
---------------------
احمد يعقوب
يوما ما من ايام السراب والخراب

* الطيرة هي طيرة حيفا أو طيرة الكرمل مكان مولد والدي
— مع دخيل الخليفة و 48 آخرين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق