الأحد، 3 مارس 2013

رجل ادعى العمى خمسة عشر عاما

رجل ادعى العمى خمسة عشر عاما 

 

 

ترك رجل زوجته وأولاده من أجل وطنه ، قاصدا أرض معركة تدور رحاها على أطراف البلاد ..

وبعد انتهاء الحرب وأثناء طريق العودة أخبر الرجل أن زوجته مرضت بالجدري في غيابه ، فتشوه وجهها كثيرا جراء ذلك .. 

تلقى الرجل الخبر بصمتٍ وحزنٍ عميقين شديدين .. 

وفي اليوم التالي شاهده رفاقه مغمض العينين ، فرثوا لحاله وعلموا حينها أنه لم يعد يبصر .. ورافقوه إلى منزله .. 

وأكمل بعد ذلك حياته مع زوجته وأولاده بشكل طبيعي .

وبعد ما يقارب خمسة عشر سنة توفيت زوجته ، وحينها تفاجأ كل من حولهُ بأنه عاد مبصرا بشكل طبيعي .. 

وأدركوا أنه أغمض عينيه طيلة تلك الفترة ، كي لا يجرح مشاعر زوجته عند رؤيته لها ..

تلك الإغماضة لم تكن من أجل الوقوف على صورة جميلة للزوجة ، وبالتالي تثبيتها في الذاكرة ، والاتكاء عليها كلما لزم الأمر لكنها من المحافظة على سلامة العلاقة الزوجية ، حتى لو كلف ذلك أن نعمي عيوننا لفترة طويلة ، خاصة بعد نقصان عنصر الجمال المادي ، ذاكَ المعبر المفروض إلى الجمال الروحي . 

*********

ربما تكون تلك القصة من النوادر أو حتى من نسج الخيال ، لكن هل منا من أغمضَ عينه قليلاً عن عيوب الآخرين وأخطائهم ، كي لا يجرح مشاعرهم ؟..

هناك أنشودة قديمة تقول : أحص البركات التي أعطاها الله لك ، واكتبها واحدة واحدة ، وستجد نفسك أكثر سعادة مما قبل ..

إننا ننسى أن نشكر الله ، لأننا لا نتأمل في البركات ، ولا نحسب ما لدينا ، ولأننا نرى المتاعب فنتذمر ، ولا نرى البركات .

قال أحدهم : إننا نشكو لأن الله جعل تحت الورود أشواكا .. وكان الأجدر بنا أن نشكره ، لأنه جعل فوق الشوك وردا !.. 

ويقول آخر : تألمت كثيراً عندما وجدت نفسي حافي القدمين .. ولكنني شكرت الله بالأكثر ، حينما وجدت آخر ليس له قدمين !.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق