رجل ادعى العمى خمسة عشر عاما
رجل ادعى العمى خمسة عشر عاما
ترك
رجل زوجته وأولاده من أجل وطنه ، قاصدا أرض معركة تدور رحاها على أطراف
البلاد ..
وبعد انتهاء الحرب وأثناء طريق العودة أخبر الرجل أن زوجته مرضت
بالجدري في غيابه ، فتشوه وجهها كثيرا جراء ذلك ..
تلقى الرجل الخبر بصمتٍ وحزنٍ عميقين شديدين ..
وفي اليوم التالي شاهده
رفاقه مغمض العينين ، فرثوا لحاله وعلموا حينها أنه لم يعد يبصر .. ورافقوه
إلى منزله ..
وأكمل بعد ذلك حياته مع زوجته وأولاده بشكل طبيعي .
وبعد ما يقارب خمسة
عشر سنة توفيت زوجته ، وحينها تفاجأ كل من حولهُ بأنه عاد مبصرا بشكل
طبيعي ..
وأدركوا أنه أغمض عينيه طيلة تلك الفترة ، كي لا يجرح مشاعر زوجته
عند رؤيته لها ..
تلك الإغماضة لم تكن من أجل الوقوف على صورة جميلة للزوجة ، وبالتالي
تثبيتها في الذاكرة ، والاتكاء عليها كلما لزم الأمر لكنها من المحافظة على
سلامة العلاقة الزوجية ، حتى لو كلف ذلك أن نعمي عيوننا لفترة طويلة ، خاصة
بعد نقصان عنصر الجمال المادي ، ذاكَ المعبر المفروض إلى الجمال الروحي .
*********
ربما تكون تلك القصة من النوادر أو حتى من نسج الخيال ، لكن هل منا من أغمضَ
عينه قليلاً عن عيوب الآخرين وأخطائهم ، كي لا يجرح مشاعرهم ؟..
هناك أنشودة قديمة تقول : أحص البركات التي أعطاها الله لك ، واكتبها واحدة واحدة ، وستجد نفسك أكثر سعادة مما قبل ..
إننا ننسى أن نشكر الله ، لأننا لا نتأمل في البركات ، ولا نحسب ما لدينا ، ولأننا نرى المتاعب فنتذمر ، ولا نرى البركات .
قال أحدهم : إننا نشكو لأن الله جعل تحت الورود أشواكا .. وكان الأجدر بنا أن نشكره ، لأنه جعل فوق الشوك وردا !..
ويقول آخر : تألمت كثيراً عندما وجدت نفسي حافي القدمين .. ولكنني شكرت الله بالأكثر ، حينما وجدت آخر ليس له قدمين !.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق