قصة سيدنا إدريس عليه السلام
قصة سيدنا إدريس عليه السلام ( الجزء الأول )
.. قال تعالى : ( واذكر فى الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا ، ورفعناه مكانا عليا )
فإدريس عليه السلام قد أثنى الله عليه وذكره فى كتابه العظيم فقد كان صديقا وأعطاه الله النبوة ، وهو فى عمود نسب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم .
دعوة إدريس لقومه
ضل أحفاد آدم وأغواهم الشيطان فتركوا الله وعاشوا فى ظلام الشرك والضلال فبعث الله إدريس ليجدد لهم دينهم ويدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، فكان أول نبى أعطى النبوة بعد ( آدم ) و ( شيث ) ابن آدم عليهما السلام ، وقيل : إنه أدرك من حياة آدم ثلاثمائة سنة وثمانى سنين ..
أول بشر كتب بالقلم
أحب إدريس العلم والتعلم ، فتعلم الحساب والفلك ونظر فى النجوم
ويقال كان اسمه الحقيقى ( خنوخ ) وقد سماه الله إدريس لكثرة دراسته فى كتاب الله ، ويقال أيضا : أنزل الله على إدريس ثلاثين صحيفه ، وأن إدريس كان أول من كتب بالقلم ، وأول من لبس الثياب بعد أن قام بتفصيلها وخياطتها ..
وأنه كان عليه السلام يسبح الله مع كل إبرة يغرزها فى الثوب فكان كثير التسبيح لله رب العالمين ..
رحلة حول العالم
سافر إدريس إلى كثير من البلاد ودعا الناس إلى دين الله الواحد ، وحثهم على مكارم الأخلاق ، وعلى الوفاء بالعهد والأمانة والصدق والشجاعة وقول الحق ومر بمصر فأحبها ، وعاش بين شعبها فترة طويلة من الزمان ، وأقام بها وأمر شعبها بالصيام والزكاة ، وحرم عليهم المسكرات وفعل المنكرات .
ورفعناه مكانا عليا
قال تعالى : ( ورفعناه مكانا عليا ) ، وذكر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فى حديث الإسراء والمعراج أنه مر بإدريس وهو فى السماء الرابعه ، وقال المفسرون أقوالا كثيرة فى هذه الآية فمنهم من قال مكانا عليا أى أنه رفيع الدرجة والشأن .
( من تعاليمه للناس )
1 - لا تحسدوا الناس على حظ أتاهم لأن استمتاعهم به قليل .
2 - حياة النفس فى الحكمة .
3 - تجنبوا الكسب الحــــرام .
4 - لن يستطيع أحد أن يشكر الله على نعمه بمثل الإنعام بها على الناس .
5 - أخلصوا النية لله فى الدعاء والصيام والصلاة .
( وفاة إدريس عليه السلام )
ذكر ابن جرير فى تفسيره قصة غريبة عجيبة فى موته عليه السلام
أن الله كان يرفع له مثل عمل ابن آدم من الأجر فأحب أن يزداد عمله إلى الله قبل موته فأتاه خليل له من الملائكة فطلب منه أن يكلم ملك الموت أن يؤخره ، فحمله بين جناحيه حتى صعد به إلى السماء الرابعة فالتقيا بملك الموت وقال له الملك قصة إدريس ، فقال ملك الموت : أين إدريس الآن ؟ قال : هو ذا على ظهرى ، فقال ملك الموت متعجبا : أمرنى ربى أن أقبض روح إدريس فى السماء الرابعة فتعجبت كيف وهو فى الأرض فقبض روحه فى نفس اللحظة .
( هذا الخبر من الأخبار القديمة والله أعلم بصحته )
( لا مفر من الموت )
أخى القارئ الحبيب ، مما قرأت من قصة نبى الله إدريس عليه السلام أرجو أن يكون قد تبين لك أن الموت لا يفر منه أحد ....
قال تعالى ( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم فى بروج مشيدة )
قال تعالى ( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون )
فكن على طاعة دائما لأن الموت يأتيك فى وقت أنت لا تعلمه ، ومكان أنت تجهله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق