الأربعاء، 7 مارس 2018

الأمير الأيوبى الذي قَطَّع هولاكو لحمه حياً وأطعمه منه

الأمير الأيوبى الذي قَطَّع هولاكو لحمه حياً وأطعمه منه

🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁







الأمير المسلم الذي ظل محتفظاً بمروءته وكرامته ودينه هو الأمير "الكامل محمد الأيوبي" - رحمه الله - أمير منطقة "ميافارقين" التي تقع في تركيا حيث جيوش الكامل تسيطر على شرق تركيا، بالإضافة إلى الشمال الغربي من العراق، وعلى الشمال الشرقي من سوريا..

في العام 1258م سقطت بغداد في يد هولاكو وكان ما كان من قصة بغداد مع هذا المغولي الشرس . و بعد بغداد بدأ هولاكو يتقدم بإتجاه بلاد الشام فقاومته ميافارقين بقيادة الكامل ببطولة نادرة ، لقد بدأ هولاكو بالطرق السهلة وغير المكلفة، وحاول إرهاب "الكامل" وإقناعه بالتخلي عن فكرة الجهاد "الطائشة"، فأرسل إليه رسولاً يدعوه فيه إلى التسليم غير المشروط، وإلى الدخول في زمرة غيره من الأمراء المسلمين..
وكان هولاكو ذكياً جداً في اختيار الرسول، فهو لم يرسل رسولاً تترياً، إنما أرسل رسولاً عربياً نصرانياً اسمه "قسيس يعقوبي"؛ فهذا الرسول من ناحية يستطيع التفاهم مع الكامل محمد بلغته، وهو من ناحية أخرى نصراني، وذلك حتى يلفت نظر الكامل محمد إلى أن النصارى يتعاونون مع التتار، وهذا له بعد استراتيجي هام؛ لأنك لو نظرت إلى الموقع الجغرافي لإمارة ميافارقين في شرق تركيا لرأيت أن حدودها الشرقية تكون مع مملكة أرمينيا النصرانية والمتحالفة مع التتار، وحدودها الشمالية الشرقية مع مملكة الكرج (جورجيا) النصرانية والمتحالفة أيضاً مع التتار و من الغرب إمارات السلاجقة العميلة للتتار و من الجنوب الغربي إمارة حلب العميلة للتتار ..

وهكذا أصبح الكامل محمد الأيوبي كالجزيرة الصغيرة المؤمنة في وسط خضم هائل من المنافقين والمشركين والعملاء
ومع أن الأعراف تقتضي أن لا يقتل الرسل إلا أن الكامل قام بقتل رسول هولاكو النصراني ليكون بمثابة الإعلان الرسمي للحرب على هولاكو، وكنوع من شفاء الصدور للمسلمين انتقاماً من ذبح مليون مسلم في بغداد؛ ولأن التتار ما احترموا أعرافاً في حياتهم..

واهتم هولاكو بالموضوع جداً؛ فهذه أول صحوة في المنطقة،و جهز بسرعة جيشاً كبيراًوضع على رأسه ابنه أشموط وتوجه الجيش إلى ميافارقين فحاصرها بعد أن فتح له أمير الموصل العميل أرضه للمرور وكما هو متوقع جاءت جيوش مملكتي أرمينيا والكرج لتحاصر ميافارقين من الناحية الشرقية، وصمدت المدينة الباسلة، وظهرت فيها مقاومة ضارية، وقام الأمير الكامل محمد في شجاعة نادرة يشجع شعبه على الثبات والجهاد.

كان من المفروض في هذا الحصار البشع الذي ضرب على ميافارقين أن يأتيها المدد من الإمارات الإسلامية الملاصقة .. لكن هذا لم يحدث.. لم تتسرب إليها أي أسلحة ولا أطعمة ولا أدوية.. لقد احترم الأمراء المسلمون النظام الدولي الجديد الذي فرضته القوة الأولى في العالم التتار على إخوانهم المسلمين..والواقع العجيب يكمن من رد فعل الشعوب فإذا كان الحكام على هذه الصورة الوضيعة من الأخلاق، فلماذا سكتت الشعوب .

بعد الحصار البشع الذي استمر عاماً ونصف عام! سقطت مدينة ميافارقين تحت أقدام التتار ثمانية عشر شهراً والناصر والأشرف والمغيث وغيرهم من الأسماء الضخمة يراقبون الموقف ولا يتحركون!
واستبيحت حرماتها تماماً.. و قتل السفاح اشموط ابن هولاكو كل سكانها، وحرَّق ديارها، ودمرها تدميراً.. ولكنه احتفظ بالأمير الكامل محمد رحمه الله حياً ليزيد من عذابه، وذهب به إلى أبيه هولاكو واستجمع هولاكو كل شره في الانتقام من الأمير البطل الكامل محمد الأيوبي رحمه الله، فأمسك به وقيده، ثم أخذ يقطع أطرافه وهو حي، بل إنه أجبره أن يأكل من لحمه!!.. وظل به على هذا التعذيب البشع إلى أن أذن الله عز وجل للروح المجاهدة أن تصعد إلى بارئها..قتل البطل الأمير الكامل محمد الأيوبي، والذي كان بمثابة شمعة مضيئة في عالم من الظلام، وقطع السفاح هولاكو رأسه، وأمر أن يطاف برأسه في كل بلاد الشام، وذلك ليكون عبرة لكل المسلمين، وانتهى المطاف بالرأس بعد ذلك إلى دمشق، حيث عُلِّقَ فترةً على أحد أبواب دمشق، وهو باب الفراديس، ثم انتهى به المقام أن دفن في أحد المساجد، والذي عُرِفَ بعد ذلك بمسجد الرأس..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق