الأربعاء، 7 مارس 2018

معركة نهر تالاس بين المسلمين والإمبراطورية الصينية

معركة نهر تالاس بين المسلمين والإمبراطورية الصينية






وقعت معركة نهر تالاس سنة 751م بين جيش الخلافة العباسية وجيش الإمبراطورية الصينية وأنتهت بنصر ساحق للمسلمين

نتج عنها أسر العديد من الجنود الصينيين أصحاب الخبرات في كل المجالات .. أحد هؤلاء الأسري كان كاتبا ويدعي دو هوان يكتب تقريرًا عن الحياة فى العراق في ظل دولة الخلافة العباسية بعد أن تم إطلاق سراحه وسُمح له بالعودة إلى بلاده سنة 762م.

يكتب دو هوان:
»... العاصمة اسمها الكوفة والملك العربى اسمه مومين (ويقصد لقب أمير المؤمنين.)
ويتحلى جميع الرجال والنساء بحسن الطلعة وطول القامة، كما أن ملابسهم لامعة نظيفة، وسلوكهم مهذب.

وعندما تخرج المرأة إلى العلن عليها أن تغطى وجهها مهما كانت مكانتها الاجتماعية سواء كانت تنتمى إلى الطبقة الراقية أو كانت من بنات الطبقات المتواضعة.

وهم يقيمون الصلاة خمس مرات يومياً ويأكلون اللحم ويصومون ويعتبرون ذبح الحيوانات أمراً صحيحاً.

ويلبس الرجال حول أوساطهم أحزمة يعلقون بها خناجر من الفضة. ويحرمون شرب الخمر ويمنعون الموسيقى وعندما يتشاجر الناس فيما بينهم لايضربون بعضهم بعضاً.

وهناك قاعة احتفالات )يقصد المسجد الجامع( تتسع لعشرات الآلاف من الناس.
وكل سبعة أيام يخرج الملك للصلاة )صلاة الجمعة(، ويرتقى منبراً عالياً ليلقى على مسامع الجمع الحاشد خطبة يتناول فيها ما يتصل بالشريعة فيقول في تعاليمه أشياء كهذه »إن الحياة الإنسانية صعبة للغاية، وطريق الاستقامة ليس سهلاً، والزنا خطيئة، وليس هناك ذنب أكبر من السرقة، أو النهب، أو غش الناس، حتى وإن كان فى أتفه صورة، ولاذنب أفدح من أن يضمن المرء لنفسه الأمان بأن يجلب على غيره المخاطر،
وليس بعد خداع الفقير وقهر المسكين ذنب. وكل (المسلمين) الذين قتلوا فى المعارك ضد الكفار سوف يدخلون الجنة. فاقتلوا عدوكم وسوف تنالون السعادة التى تفوق الوصف«.

لقد تغيرت الأرض عن بكرة أبيها، والناس يتبعون الدين الإسلامى مثلما يتبع نهر مجراه. ويجرى تطبيق القانون بالحسنى أما دفن الموتى فيتم بأسلوب بسيط دونما إسراف وسواء كان الناس يعيشون داخل أسوار مدينة كبيرة، أو فى رحاب قرية، فإنهم لا يحتاجون إلى شيء مما تنتجه الأرض. إذ إن بلادهم محور العالم، حيث البضائع وافرة ورخيصة، وحيث أقمشة القصب المطرزة الفاخرة، واللآلئ والنقود تملأ الحوانيت،
على حين تمتلئ الشوارع والأزقة بالجمال والخيول والحمير والبغال.

وهم يقطعون الأقصاب لبناء الأكواخ التى تشبه الأكواخ الصينية. وعندما يحتفلون بأحد الأعياد يجلب الأعيان عددًا لايحصى من أوانى الزجاج والأوانى النحاسية.

ولا يختلف الأرز الأبيض والدقيق الأبيض هنا عنهمافى الصين. ومن بين الفواكه عندهم الخوخ والتمور التى هي من زرع النخيل الذى يحملها منذ ألف سنة.

واللفت عندهم كبير الحجم، مستدير وطعمه شهى جدا، ولكن الخضراوات الأخرى لديهم تشبه الخضراوات فى البلاد الأخرى.

وحبات العنب عندهم كبيرةفى حجم بيض الدجاج. وأكثر الزيوت قيمة بالنسبة لهم نوعان، أحدهما اسمه الياسمين، والثانى يسمى المرّ.

وقد عمل الصناع الصينيون الأنوال الأولى لنسج خيوط الحرير، كما كانوا أول من عمل فى صياغة الذهب والفضة، وكانوا أوائل الرسامين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق