قصة ابن الفلاح وبنت الملك !.. القداحة العجيبة !..
حكايتنا اليوم تحكي عن شاب دخل الجندية بسبب الحرب ففقد والديه واتجه يبحث عن حياة جديدة، ليصادف عجوزا تقلب حياته رأسا على عقب، فهل انقلبت حياته إلى الإيجاب أم السلب؟ لنتابع ونرى ثم نأخذ العبرة ..
كان احد الشبان الفلاحين يعيش في قريته الصغيره ويعمل مع ابيه في حقول احد
الاغنياء يزرع ويحصد ويرعى الماشيه وحين بلغ الانيه من عمره قامت الحرب واشتركت فيها بلاده فذهب الى ميدان القتال يدافع عن حريه وطنه واستقلاله ولما انتهت الحرب بعد خمس سنوات عاد هذا الشاب الى قريته فوجد اباه قد مات منذ سنتين وكانت امه قد ماتت وهو صغير فامتلا نفسه بالحزن والهم ومكث في القريه اسبوعا يبحث عن عمل يكسب منه قوته فلم يجد فعزم على ان يترك القريه ويذهب الى المدينه راجيا ان يحصل فيها على عمل يناسبه سار الجندي في الطريق الزراعي الطويل قاصدا المدينه الكبيره وكان يسير سير الجنود ويغني اناشيده العسكريه ليسلي ومن وقت الى اخر كان يضرب الارض باقدامه ويقول واحد اثنان واحد اثنان وبينما هو سائر اذ صادف في الطريق امراه عجوزا جالسه بجوار شجره كبيره فحن قلبه عليها وظنها ضعيفه فقيره محتاجه الى مساعده فاقترب منها وحياها صباح الخير يا خاله هل استطيع ان اساعدك في شيء فردت عليه العجوز تحيته وابتسمت له وقالت اشكرك يا ولدي ما اكثر لطفك اتود حقيقه ان تساعدني ساعدني وانا اعطيك مالا كثيرا اغنيك اعطيك كل ما تريد من الفضه والذهب والجواهر اعطيك على قدر ما تستطيع ان تحمل اخذ الجندي ينظر الى العجوز ويتامل شكلها وملامحها وهو يعجب من كلامها ثم سالها ومن اين تعطيني من النقود ما اريد ان من يراك الان لا يخطر بباله انك تملكين شيئا ثم ما هي المساعده التي استطيع ان اقدمها اليك فاشارت العجوز الى الى الشجره الكبيره التي تستند اليها وقالت ان هذه الشجره مجوفه فاذا استطعت ان تتسلق جذعها رايت في نهايته فتحه ان نزلت منها وجدت كنزا عظيما وكيف اصعد ان نزلت هل في جوف الشجره سلم فتحركت العجوز في مجلسها ثم اخرجت من تحت ثيابها حبلا وقالت لا يا ولدي ليس في جوف الشجره سلم ولكني اربط وسطك بهذا الحبل المتين ثم اجذب عندما تناديني انني قويه يا ولدي فلا تخف هيا تسلق ان السعاده تدعوك والثروه امامك ستجد في اسفل الجذع ممرا طويلا مضاء بانوار قويه لان به اكثر من 100 مصباح سر في هذا الممر حتى نهايته تجد ثلاثه ابواب مغلقه ولكن مفاتيحها في اقفالها اذا فتحت الباب الاول رايت حجره فسيحه في وسطها صندوق كبير فيه كلب عيناه واسعتان كل عين كفنجان الشاي لا تخف اذا رايت هذا الكلب ينظر اليك نظرات حاده بعينيه الواسعتين ان فرشت ملاتي هذه ذات المربعات الزرقاء ووضعت الكلب عليها فلن يؤذيك وحينئذ تستطيع ان ت الصندوق وان تخذ منه نقودا فضيه على قدر ما تحب واذا اردت نقودا ذهبيه فافتح الحجره الثانيه تجد في وس صندوقا اكبر من الصندوق الاول وتجد فوقه كلبا عيناه اوسع من عيني الكلب الاول فكل عين كرغيف لا تخف بل ارفعه وضعه على الملاءه ثم افتح الصندوق وخذ من الذهب ما تشاء اما اذا كنت تحب الجواهر فافتح الحجره الثالثه ان الكلب الذي فوق الصندوق مخيف حقا فهو ضخم وعيناه كحجر الطاحون ولكن لا تهتم به بل اقترب منه وارفعه وضعه على ملاتي فلا يؤذيك وخذ حينئذ من الجواهر ما تريد كان الجندي يسمع كلام العجوز وهو يظنها مجنونه ولكنها تابعت حديثها قائله لقد احببتك يا ولدي منذ رايتك ولا اريد لك الا الخير فانت لطيف طيب وتستحق كل ما تاخذ من الكنز لا تظن انني اضحك منك يا ولدي فكل ما تاخذه انما هو مكافاه لك على ما تصنع بي من جميل وما هذا المعروف الذي تريدين مني اني غنيه يا ولدي ولا اريد شيئا من النقود والجوا ولكن في هذا الكنز قداحه عزيزه عليه تركتها جدتي بجانب باب الحجره الثالثه حينما وضعت الكنز ان جدتي كانت ساحره عظيمه وانا لا اريد منك الا ان تحضر لي هذه القداحه هيا يا ولدي قبل ان ينتصف النهار حسنا يا خاله ساتيك بقدح جدتك الساحره واخذ بعض الذهب هات الحبل وربط الجندي الحبل حول وسطه واستعد لتسلق الشجره فقالت له العجوز لا تنسى خذ هذه الملاءه ذات المربعات الزرقاء انها هي التي تحفظك من اذى الكلاب وتس لق الشاب الشجره بخفه ونشاط فهو فلاح وجندي ولما صار في اعلى الجدع اخذ ينظر من الفتحه فراى النور يسطع في اسفل الشجره فبدا يهبط وكانه ينزل في بئر وسار في الممر الطويل الذي تضيئه مئات المصابيح القويه كما قالت العجوز حتى وصل الى به واسع فيه الابواب الثلاثه فتح اول باب عجبا ان العجوز لم تضحك منه فهذه حجره فسيحه وفي وسطها صندوق كبير يجلس عليه كلب عيناه واسعتان كفنجان الشاي اقترب الجندي من الكلب وقال له ما اجملك ثم فرش الملاء ذات المربعات الزرقاء ووضع الكلب عليها وفتح الصندوق وملا جيوبه بالنقود الفضيه ثم اغلق الصندوق ووضع الكلب فوقه كما كان وخرج وفتح الحجره الثانيه فاذا بها صندوق اكبر من الصندوق الاول وعليه كلب مخيف كل عين من عينيه في اتساع الرغيف فاقترب منه الجندي وقال له لا تحملق في هكذا ايها الكلب العزيز فتتعب عينيك وفرش الملاءه ووضعه عليها ثم فتح الصندوق فلمع الذهب وبهر بريقه الجندي فالقى ما كان يحمل من الفضه واخذ يملا جيوبه بالذهب ثم دخل الحجره الثالثه اه انه منظر فظيع مرعب لقد كانت عينا الكلب الذي على الصندوق كحجر الطاحون حقا وكانتا تدوران في راسه كالعجوز برفق ووضعه على الملاءه وما فتح الصندوق حتى صاح يا الهي ما هذه الجواهر ساشتري كل ما احب ساشتري قصرا كبيرا حوله حديقه جميله ساشتري اشياء كثيره ساشتري مدينه واخذ يرمي كل ما في جيوبه من الذهب ويحشى بالجواهر حتى ملا جيوبه وقبعته وجورب وحذاء وكاد لا يستطيع السير بما حمل ثم اغلق الصندوق ووضع الكلب فوقه وطوى الملاءه على القبعه والجورب والحذاء وما فيها من جواهر ثم خرج واقفل الباب كما كان وسار الى نهايه الممر وصرخ في فجوه الشجره وقال ارفعي يا خاله فسالته العجوز احضرت القداحه لقد نسيت ساحضر حالا وعاد الجندي يبحث عن القداحه عند الابواب الثلاثه فوجدها بجوار الباب الثالث فوضعها في الملاءه بين الجواهر ثم جذبت العجوز الحبل فاذا الجندي بعد ثواني معدودات يجد نفسه في الطريق الزراعي مره اخرى ولكنه ما كاد يضع رجليه على الارض حتى اسرعت العجوز تطلب منه القداحه فسالها لماذا تهتمين هذا الاهتمام الشديد بتلك القداحه ما قيمتها بجانب ما في هذا الكنز الكبير انها ليست الا حجرين من الصوان عليهما بعض النقوش هذا لا يعني خذ انت ما حملت من ذهب وجواهر واعطني قداحه جدتي الساحره لن اعطيك القداحه حتى تحدثين عن سرها وقيمتها قلت لك ان هذا لا يهمك هاتها وانا قلت انني لن اعطيك القداحه حتى تعرفينني سرها انني جندي محارب فلا تكثري من الكلام معي وفجاه را الجندي العجوز قد انتفضت انتفاضه شديده وهي واقفه فانقلبت سحنتها وتدلت شفتها السفلى على صدرها وصار شكلها مخيفا قبيحا كانها قرض عجوز وصرخت صرخه مرعبه كان الجندي لا يزال قابضا بيديه القويتين على الملاءه وفيها الجواهر والقداح فما كاد يرى العجوز في شكلها المرع الذي انقلبت اليه ويسمع صرخاتها المفزعه حتى اخذ يجري والملاءات في يديه والعجوز تجري وراءه وتصرخ ولكنها لم تستطع ان تلحق به فهو جندي قوي وهي عجوز ضعيفه ووصل الجندي الى المدينه الكبيره بعد العصر فنزل في احد الفنادق حيث تناول الطعام وقض وفي الصباح اشترى كثيرا من الملابس الفاخره والاحذيه الغاليه اشترى كل ما تشتهيه نفسه واشترى قصرا فخما بين قصور العظماء والتف حوله الناس كعادتهم حين يجتمعون حول الكرماء وانتهز فرصه احد الاعياد فاقام في قصره حفله دعا اليها حكام المدينه عظمائها ووجهائها فقضوا عنده سهره لطيفه في سمر وضحك وطرب وكان الجندي يتنقل بين ضيوفه يحييهم ويرحب بهم وراى بين المدعوين جماعه من شباب المدينه الوجهاء قد جلسوا في ركن بعيد عن الناس فذهب اليهم واخذ يلاطفه وكانوا هم حينئذ يتحدثون عن الملك وعن ابنته الوحيده فاشترك معهم في الحديث وساله احد الشبان اعرفت قصه الاميره سمعت الان ان اباها الملك قد حبسها في القصر ولكني لم اعرف القصه كامله ما قصتها اوه ان لها قصه طويله فقد تنبات العرافات ان هذه الاميره لن تتزوج ملكا او اميرا ولا فتى من اعيان الدوله واشرافها وانما تتزوج جنديا عاديا وبعد ان تتزوجه يصبح هو ملكا وتصبح هي ملكه ولما سمع الملك نبوءه العرافات غضب غضبا شديدا وتالم الما عظيما وامر ببناء قصر من النحاس حوله سور عال وح حبس الاميره فيه الا يراها احد اما استطيع انا ان ارها تراها كيف تراها وهي لا تخرج ولا يستطيع احد ان يدخل عندها انها محبوسه ولا يراها الا الملك والملكه وبعض الوصيفات ولما انتهت الحفله وعاد الضيوف الى منازلهم ذهب الجندي الى فراشه لينام ولكن النوم فارق جفونه لانه كان مشغول البال بما سمع عن هذه الاميره السجينه واخذ يفكر فيها وفي حيله تمكنه من ان يراها ومرت الايام والجندي يعيش عيشه الاغنياء يلبس افخم الثياب وياكل اشهى الاطعمه ويسكن قصرا كبيرا ويقيم الحفلات وينفق المال بلا حساب حتى انتهى ما كان عنده واصبح فقيرا واضطر الى ان يبيع كل ما يملك من اثاث فاخر وعربات جميله وخيول اصيله وكلما مرت الايام ازدادت حالته سوءا فسكن غرفه على سطح منزل صغير وباع ملابسه الغاليه وعاد يلبس ثيابه القديمه وكان محتفظا بها لتذكره بحياته الماضيه في القريه وبالايام السود التي عاشها قبل ان ينزل في جوف الشجره اما اصدقائه الذين كانوا لا يفارقون في ايام عزه فقد هجروه ولم يسال عنه واحد منهم وفي ليله من ليالي الشتاء البارده المظلمه عاد الى حجرته ليستريح بعد ان قضى اليوم كله يتنقل من مكان الى اخر باحثا عن عمل حتى لا يموت جوعا وفتح باب حجرته واخذ يفتش في جيوبه عن عود كبريت ليشعل الشمعه فلم يجد ولكنه وجد القداحه القداحه التي كانت سببا في غناه الماضي وسعادته فلولا هذه القداح ما طلبت منه المراه العجوز ان ينزل في جوف الشجره ولولاها ما اخذ من الكنز ما اخذ من ذهب وجواهر وقدح الجندي القداح ليشعل الشمعه الصغيره التي يحتفظ بها في غرفته الحقيره ولكنه ما كاد يقدح وما كاد الشرر يتطاير منها حتى راى شيئا عجيبا لم يكن ليخطر له على بال راى الكلب ذا العينين اللتين كفنجان الشاي واقفا امامه يقول له بما تامر يا سيدي ذعر الجندي وصرخ ما هذا انها قداحه سحريه عجيبه لقد فرجت وسان كل شيء ساعود غنيا وساح على كل ما احب واشتهي ايها الكلب اللطيف احضر لي نقودا نقودا كثيره فاني اكاد اموت جوعا وما اتم كلامه حتى اختفى الكلب ولكنه عاد بعد برهه قصيره جدا وفي فمه كيس مملوء بالنقود الفضيه وسر الجندي بالحه اكثر من سروره بالمال واخذ يقلبها في يده على كل وجه ويتامل ويدقق النظر فيها وحينئذ تذكر المراه العجوز وتذكر اهتمامها بهذه القداحه السحريه وقال في نفسه لا شك ان هذه القداحه هي مفتاح الكنز ساجربها مره اخرى ثم قدحها مرتين فاذا الكلب الثاني واقف امامه كالخادم المطيع ينتظر امر سيده وعيناه واسعتان كالرغبة ثلاث مرات فظهر له الكلب الثالث على عجل وعيناه تدوران في راسه كحجر الطاحون فامره الجندي ان يحضر اليه جواهر من كل نوع واختفى الكلب بره ثم عاد وفي فمه كيس ضخم مملوء بالالماس والياقوت والزمرد وغيرها من الجواهر الثمينه فهم الجندي حين اذ سر القداحه اذا قدحها مره ظهر له كلب الحجره الاولى حجره النقود الفضيه فاذا قدحها مرتين ظهر له كلب الحجره الثانيه حجره النقود الذهبيه واذا قدحها ثلاث مرات جاءه الكلب الذي يحرس الجواهر في الحجره الثالثه قضى الجندي الليل كله يفكر في في هذا السر العجيب ويقلب الفضه والذهب والجواهر بين يديه ويحدث نفسه قائلا لقد صرت الان غنيا كبيرا صرت اغنى رجل في العالم واصبحت قادرا على ان انال كل الامال واحقق اجمل الاحلام وعاد يحي حياه الاغنياء مره اخرى فاشترى قصرا افخم من قصره الاول واخذ يقيم الحفلات ويدعو الكبراء والحكام كما كان يفعل من قبل فعت شهرته والتف حوله كثير من الاصدقاء واصبح الناس جميعا اغنياء وفقراء يذكرونه في مجالسهم ويمدحون اخلاقه الطيبة وكرمه العظيم عاش الجندي سعيدا كل السعاده فلا يشتهي شيئا حتى يقدح القداح فيظهر له احد الكلاب الثلاثه فيطلب منه ما يحب فاذا الكلب ينفذ امره ويجيب طلبه مهما كان ثم بدا يفكر في الزواج وكان اصدقائه يحدثونه عن بنات الاشراف والاعيان ويصفون له جمالهن ولكنه كان كثير التفكير في الامير السجينه وكان يحدث نفسه اذا جلس منفردا ويقول ان هذا لغريب حقا كيف تحبس هذه الاميره التي اتفق الناس جميعا على جمالها وكمالها وذات ليله ارق ولم يستطع النوم فجلس في فراشه وصار يفكر في كل ما مر به فكر في حياه التعب والبؤس التي كان يحياها في القريه وفكر في الحرب وما فيها من مصائب وعذاب اليم وفكر في المراه العجوز وفي الشجره المجوفه وفي الكنز وفي الكلاب الثلاثه والقداح السحريه وفكر في الاميره السجينه وفيما سمعه عن جمالها فقال لنفسه كيف لا استطيع ان اراها وانا املك هذه القداحه السحريه وقام الى خزانته واخرج القداحه منها وقدها فاذا الكلب الذي يحرس الحجره الاولى يقف امامه مستعدا ان ينفذ ما امره به فقال له معذره يا صديقي العزيز الوقت متاخر الان ولكني اريد ان ارى بنت الملك الاميره المحبوسه في القصر النحاسي غاب الكلب قليلا وعاد يحمل الاميره نائمه على ظهره يا الله ان جمالها باهر ساحر انها اجمل مما وصف الناس ووقف الجندي بره امام الاميره الجميله النائمه حائرا مدهوشا ثم امر الكلب ان يعيدها الى فراشها وفي اليوم التالي ذهب الملك والملكه لزياره الاميره وشرب الشاي معها كعادتهما في كل يوم فقصت عليهما حلمها الغريب الذي راته في الليل وكيف ان كلبا عجيبا حملها على ظهره وهي نائمه وذهب بها الى قصر كبير فقالت الملكه يا له من حلم جميل ولكن الملك شك في كلام الاميره ولم يصدق ان هذا حلم لان العرافات كانت قد قالت ان الاميره تتزوج جنديا تخدمه كلاب مسحوره فخاف ان يكون ما ظنته ابنته حلما ليس الا حقيقه وامر احدى الوصيفات ان تسهر طول الليل تحرس الاميره وتراقب حركاتها اما الجندي فقد قضى نهاره كله يفكر في هذه الاميره الجميلة ويتمنى ان تصبح زوجته ويتخيل النعيم الذي سيعيشان فيه بعد الزواج فلما انتصف الليل قدح القداحه فظهر الكلب ذو العينين اللتين كفنجان الشاي فامره باحضار الاميره كما احضرها في الليله الماضيه كانت الاميره نائمه والوصيفه جالسه على كرسي بجوار السرير ساهره ترعى الاميره وفجاه انشق الحائط الذي عن يمينها وبرز منه كلب عجيب لم تشاهد في حياتها كلبا مثله فهو ضخم اسود وعيناه واسعتان جدا حملق الكلب في الوصيفه بعينيه الواسعتين ثم اقترب من سرير الاميره وحملها على ظهره وهي لا تزال نائمه وخرج بها من الحائط كما دخل خافت الوصيفه خوفا شديدا حتى انها لم تستطع ان تصرخ وتستغيث ولما افاقت من ذهولها تذكرت ان الملك كان قد اعطاها حذاء مسحورا كل من يلبسه يسبق الخيل في جريها فلبست هذا الحذاء ونزلت الى الشارع واخذت تجري حتى لحق بالكلب وتبعته وحيث ما سار سارت وراءه حتى راته يدخل قصر الجندي فرسمت على الباب علامه ثم عادت اما الاميره فقد تنبهت من نومها وهي في قصر الجندي فرات نفسها في مكان لم ترا من قبل وشاهدت امامها شابا جميلا يحييها ويلاطفها في ادب وحنان ويحاول ان يطمئنها ويزيل دهشتها واحست باخلاص هذا الشاب وتاثرت بلطفه فاطمان اليه وشعرت بميل نحوه وقبلت ان تصحبه الى حديقه القصر حيث اخذا يسيران بين الازهار او يجلسان على المقاعد الرخاميه بين الاشجار وكان القمر يرسل عليهما نوره الفضي الهادئ فيزيده ما بهجه وفرحا ويزيد المنظر جمالا وفتنه وقصت الاميره على الجندي قصتها وقص هو عليها قصته وشرح لها كيف نزل في جوف الشجره بارشاد المراه العجوز وكيف حصل على الذهب والجواهر والقداح العجيبه واستمرا يتحدثان حتى اوشك الليل ان فطلبت الاميره ان تعود الى قصرها وركبت الاميره ظهر هذا الكلب الكبير وكانها تركب حصانا عربيا اصيلا فاذا بها بعد لحظات في قصرها وعلى فراشها اما الوصيفه فقد حدثت الملكه عما رات فما كادت الشمس تطلع حتى خرج هو والملكه والوصيفه وبعض الحراس الى القصر الذي وضعت الوصيفه عليه علامه خاصه وكان منظرا مضحكا ان يقف الملك امام اول قصر في الشارع ويقول هنا هذا هو القصر الذي جاءت اليه الاميره في الليل وهذه هي العلامه التي رسمتها الوصيفه فاشارت الملكه الى القصر الثاني وقالت لا يا عزيزي انه هذا القصر وهذه هي العلامه واخذ كل واحد من رجال الحاشيه يتجه الى قصر من القصور ويصيح العلامه هنا ايضا هذه هي العلامه لقد كانت العلامات مرسومه على ابواب قصور كثيره وذلك لان الكلب بعد ان اعاد الاميره الى سريرها ورجع الى سيد استطاع بعينيه الواسعتين ان يرى العلامه التي على القصر فرسم مثلها على ابواب قصور الشارع جميعا وتاكد الملك ومن معه انه لا فائده من البحث فعادوا كما جاؤوا وفكرت الملكه في حيله اخرى ترشدهم الى المكان الذي تذهب اليه الاميره في الليل فاخذت ابرتها الذهبيه وخاط كيسا صغيرا من الحرير وملته بحبات القمح وتركت في اسفله فتحه صغيره جدا ثم خاطت في ذيل قميص الاميره لكي يقع الحب على طول الطريق الذي تسلكه ولكن هذه الحيله لم تنجح لانه ما كاد النور يظهر حتى استيقظت الطيور وغادرت اعشاشها والتقطت القمح الذي سقط من الكيس فلما خرج الملك والملكه والحاشيه لم يجدوا شيئا واخيرا فكر الملك ان خير حل لهذه المشكله هو ان يامر الحرس بمراقبه قصور الحي كله لمعرفه المكان الذي تقضي فيه الاميره الليل فتفرق رجال الحرس بين القصور ولما انتصف الليل شاهد الحراس الاميره تدخل احد القصور وهي تركب كلبا ضخما عيناه واسعتان براقتان وعند الفجر شاهدوها مره اخرى وهي تغادر القصر كما جاءت اليه وراوا صاحب القصر يودعها ويقول لها غدا في نصف الليل كالعاده وحين غابت الاميره عن النظر استدار الجندي ليدخل ولكنه ما خطى بضع خطوات حتى هشم عليه الحراس وقبضوا عليه وحملوه الى الملك في قصره وبدا الملك يحقق معه ويساله عن زياره الاميره له ويحاول ان يعرف منه سر الكلب الذي يحملها وهي نائمه ويخرج بها من الحائط وينقلها من قصرها الى قصر فاعترف الجندي بان الاميره تزوره وانه يرسل الكلب لياتي بها ولكنه رفض ان يذكر شيئا عن السر وعن كيفيه استخدامه الكلب ولم ينفع معه وعد ولا تهديد فاغتاظ الملك وغضب غضبا شديدا وامر بسجنه ووضع القيود الحديديه الثقيله في يديه ورجليه حتى شنق في ظهر اليوم التالي مسكين هذا الجندي ليس في الدنيا كلها من هو اشد منه حزنا وغما لقد نسي القداحه السحريه وفقد كل شيء ومنذ شروق الشمس صار الناس يتجمعون في الميدان الذي يتم فيه اعدام المجرمين وكان بعضهم يمر بجوار السجن فيراهم الجندي من النافذه الضيقه القريبه من الارض وبينما هو حزين ينظر من بين قضبان النافذه راى ابن البستاني الذي يعمل في حديقه قصره يمر امام النافذه التي يطل منها وكان الصبي يسير حزينا باكيا فناداه الجندي وقال له : اسمع يا بني فالتفت اليه الصبي وزاد في بكائه فقال له الجندي لقد نسيت على المكتب غليوني وكيس دخاني وبه القداحه وانا اشتهي ان ادخن قبل اعدامي فاذا جئتني الساعه بالغليون وكيس الدخان والقداح اعطيتك هذا الخاتم انظر ان فصه جوهره غاليه وجرى الصبي نحو قصر سيده ثم عاد بعد قليل ومعه الغليون وكيس الدخان والقداح فاطمان الجندي وفرح فرحا عظيما واعطى الصبي الخاتم الذي وعده به وفي الميدان الكبير اجتمع الوف من اهل المدينه وجلس الملك والملكه على عرش نصب لهما في الميدان وجلس من خلفهما الوزراء والكبراء كما س القاضي ومساعدوه واستعد الحراس ليضعوا الحبل حول رقبه المسكين فوقف القاضي وساله عن امنيته الاخيره فطلب السماح له بتدخين غليونه فلم يرفض الملك هذا الطلب الاخير حشى الجندي غليونه بالدخان وقدح القداحه العجيبه قدحها مره ومرتين وثلاث مرات وفي الحال حضرت الكلاب الضخمه العجيبه ووقفت امام الجندي المحكوم عليه بالاعدام فقال لها ايها الاصدقاء الاعزاء ان الملك قد حكم علي بالاعدام واريد ان تنقذني خلصوني اولا من هذه القيود ثم ابعد هؤلاء الناس عني فضرب الكلب الكبير القيود الحديديه يده فحطم ثم صارت الكلاب الثلاثه تكبر وتعلو حتى اصبح كل واحد منها كالفيل العظيم راى الناس هذا المنظر فازداد رعبهم وفزع واخذوا يجرون بكل قوتهم حتى اصبح الميدان الواسع ساكنا كالقبور فعادت الكلاب واحاطت بسيد فامر الكلب الكبير ان يحضر اليه الملك وامر الكلب الاوسط ان ياتيه بالملكه وقف الملك والملكه امام الجندي وهما يرتعش من الخوف ويطلبان منه ان يعفو عنهما وانا يقتلهما اما هو فقد اخذ يحدثه ما في ادب واحترام ويرجوه ما ان يوافق على زواجه من ابنتهما الاميره ففرح وقال الملك اني اوافق وارضى بما قسمه الله واقبل ان تتزوج ابنتي لقد تنبات العرافات بذلك واني رغبه في سعادتكما سانزل لك عن ملكي عندما يتم هذا الزواج وكانت الكلاب الثلاثه لا تزال واقفه بجوار الجندي فامر الكلب الصغير ان يحمل الاميره الجميله من قصرها النحاسي وياتي بها فلما جاءت ركب الملك والملكه عربته ما الفخمه وجلست الاميره امام امها وجلس الجندي بجوار الاميره امام الملك وكانت الكلاب تغني وترقص ومشى الكلب الاصغر امام العربه والكلب الاكبر عن يمينها والاوسط عن يسارها را نا من بعيد هذا المنظر فعادوا يتجمعون من جديد واعلن خبر زواج الجندي بالاميره واقيمت الزينات ونصبت الرايات وصدحت الموسيقى باعذب الالحان واستمرت الافراح اياما كثيره وتزوج الجندي بالاميره واصبح ملك البلاد واصبحت هي الملكه اما ابوها وا امها فلم يستطيعا البعد عنها فعاش مع ابنتهما وزوجها في قصر واحد واحبها الملك الجديد حبا عظيما للطفه وكرم اخلاقه وسعد الناس جميعا في عهد هذا الملك الكريم الذي انصف شعبه واحبه ونشر العدل في انحاء مملكته فعم بلاده الخير والسلام ولا يزال الناس يذكرون هذه القصه ويحكون لاولادهم ويصفون لهم منظر الكلاب الثلاثة وهي جالسه ليله الزفاف حول مائده خاصة واعينها مفتوحة واسعة ..
القداحه العجيبه ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق