الخميس، 29 مايو 2025

أبناء الحطاب السبعة !.. أب يتخلص من أبنائه بسبب الفقر !..

أبناء الحطاب السبعة !.. أب يتخلص من أبنائه بسبب الفقر !..

حكاية اليوم عن أب فقير يحطب الحطب ليعيش ..
سيقدم على أمر خطير وحقير، سيخطط للتخلص من أبنائه السبعة لأنه لا يجد ما يطعمهم، وسيضعهم وحدهم في الغابة ..
 
كان في قديم الزمان وسالف العصر والاوان رجل حطاب يكسب رزقه القليل من تكسير الحطب ويعيش هو وزوجته وابنائه السبعة في كوخ صغير عند سفح جبل من الجبال تمتد من حواليه غابات كثيفه باسقه الاشجار ملتفه الاوراق والغصون تتخللها الانهار والبحيرات ..
وكان اصغر ابناء هذا الحطاب يبلغ السابعه من عمره ولم يكن الولد عندما جاء الى هذه الدنيا يزيد عن طول ابهام الكف فسموه لذلك عقله الاصبع وحزن ابواه على مولده حزنا شديدا حينما راياه على هذه الحال من ضاله التكوين وضعف البدن فلما نمى وترع بقي نحيف البنيه قصير القامه مع انه كان يفوق اخوته جميعا في توقد الذهن وذكاء الفؤاد .. ولقد قاسى رب هذه الاسره فوق ما يستطيع من الجهد والعناء في توفير القوت لاسرته وكثيرا ما شكى امره الى زوجته فكانت تقول له ان الله فلا ينسى عباده فانه يوفر الغذاء حتى للعصافير الصغيره وان بعد العسر يسرا فلا تياس يا زوجي العزيز من رحمه الله فما من ضيق ولا شده الا وبعدهما فرج ونعمه فكان يسمع كلماتها الجميله مغلوبا على امره مترقبا فرج الله وضاقت به الحال ضيقا شديدا ..
فقال لزوجته : ذات مساء اطعم الاولاد القليل الباقي لدينا من الطعام واجعليهم يامون الى فراشهم وارجعي الي بعد ان تستوثق من نومهم فعند ما احدثك به ..
فنفذت الزوجه امر زوجها وعادت اليه فراته جالسا في مقعده الطويل يفكر مهموما فبادرها قائلا : تعلمين يا عزيزتي ما نحن عليه من ضنك وفقر وها هو ذا شتاء جديد يقبل عليه بقسوته وانه ليعز علينا ان نرى اولادنا يتضورون جوعا ويموتون امام اعيننا واحدا بعد اخر ..
قالت . وماذا تنوي ان تفعل ؟..
قال : قررت ان نتخلص منهم فغدا ناخذهم الى الغابه ونطلب اليهم ان ينتشروا فيها ويجمعوا عيدان الحطب فنغا فلهم ونهرب ونتركهم لمصيرهم المجهول فارتاعت المراه من هذا الكلام وهاجت هي شل بؤه فقدت اشبالها ولكن
كتمت ثورتها وهبت تعنف زوجها وتقول له هل
جننت يا رجل اي طاوعك قلبك ان ترمي بقطع كبدك على قارعه الطريق بل ان ترميهم في
غابه مخيفه تسرح فيها الذئاب فلا تلبث حتى تفترس لان تاكلهم الذئاب ونحن بعيدون منهم
خير من ان يفتر م الجوع على مراه منا ومسمع فسكتت المراه ولم تجب واخذت تذرف
الدمع السخين حزنا على فراقهم وحاولت ان تثني زوجها عن عزمه فما استطاعت فاستسلمت
في اخر الامر الى رغبته وذهب الزوجان بعد ذلك ينامان والهم يبرح بهما كل تبريح فلم
يغب هذا كله عن عقله الاصبع ولم يخفى هذا الحديث ولا فاتته منه كلمه واحده فقد
الليل كله سهران يفكر في طريقه يعود بها هو واخوته الى المنزل وينجون من الغابه
والذئاب وما زال يفكر ويطيل التفكير حتى
ارتاح الى حيله تبلغه مقصده فما كد ظلام ينقشع والفجر يشرق بلعته الورديه من وراء
الافق حتى نهض عقله الاصبع من فراشه ومشى على رؤوس اصابعه الى باب الكوخ ففتحه وخرج
متسللا منه الى ضفه النهر وشرع يلتقط منها مجموعه من الحصى الابيض ملا به كل جيوبه
ثم عاد الى الكوخ ولم يكن قد استيقظ من اهله احد وطلعت الشمس بعد قليل فهب جميع
النوم من رقادهم وارتدوا ملابسهم ودو صوت الحطاب فيهم و ويقول سنذهب جميعا الى الغابه وانا وامكم في طليعتهم فعليكم ان تبتلوا هناك اقصى الجهد في جمع عيدان
الشجر انكم ستذهبون اليها لاول مره هيا بنا وسارت الاسره باجمعها الى الغابه تصعد
في التلال وتهبط منها الى الاوديه وتعبر الجسور المقامه على الانهار والجداول الى
ان وصلوا ال فبدا الحطاب يحطم بفاسه جذوع الاشجار
الملقاه على الارض وقامت زوجته بتجميع قطع الحب وتوغل الاولاد في الغابه نزو عند امر
ابيهم يجمعون منها العيدان والاغصان وعقله الاصبع في مقدمتهم دون ان يخبر اخوته بما
تواا عليه الوالدان ثم عاد الاخوه المساكين الى حيث تركوا ابويهم فلم يقفوا
لهما على اثر فدب الخوف في قلوبهم فاجه
بالبكاء ورددت الغابه صدى نحيب بهم فزادتهم ذعرا ورعبا ولم يبدو واحد منهم
ساكن الجاش الا عقله الاصبع فما اضطرب ولا خاف ولا درف دمعه واحده ولكنه وقف خطيبا
في اخوته وقال اطمئنوا بالا يا اشقائي ولا تجزعوا
لقد تركنا ابوانا في هذه الغابه المخيفه ولا ذهب الفرار ولكن صبرا فانا اعرف طريق
الكوخ فاتبعوني اوصلكم اليه في سرعه وامان
وكان عقله الاصبع قد نثر ما كان في جيبه من حصن ابيض على طول الطريق فبد له منه خط
ابيض يدله على الدرب الذي يجب ان يسلكه فسلكه ووراءه اخوته وما زالوا يغذون في
السير حتى بلغوا منزلهم فتقدم عقله الاصبع
الى الباب ونظر من ثقب المفتاح ثم التفت الى اخوته وقال لهم انهما في المنزل
يتحدثان و ياكلان طعاما شهيا وكان عمده القريه مدينا للحطاب بمبلغ قليل من المال
فلما رجع الحطاب وزوجته من الغابه واستقرا في الكوخ سعدا بزياره العمده وقد جاء
يوفيه ما ما عليه من دين ولم يكد العمده يعود ادراجه الى عمله حتى ارسل الحطاب
زوجته الى السوق فابتاع منها قدرا كبيرا من اللحم والبقول والخضر والفواكه يكفي
لاكثر من عشره اشخاص وهكذا الجوعان فان عينه تبالغ دائما في مقدار جوعه وشبعه
وعادت الى الكوخ وصنعت طعاما شهيا وجلست هي وزوجها يلتهمان في لذه ونهم وكانت الزوجه لا تفتا بين لقمه ولقمه تتذكر ابنائها وتتحسر على فقدانهم وتقول : رحمتاه لكم ايها المظلومون المساكين وحسرته عليكم حين يهبط الليل وتهاجم
الذئاب وتنشب فيكم اظافرها وتنو شكم
بنياب ويلي ويلي ماذا فعلت يا رجل بهؤلاء الابرياء اي صدق عاقل اننا تركناهم للمصير
المشؤوم وهم قطع من لحمنا ودمنا وكان كلامها يقع على قلب زوجها وقع السهام
الحاده فتزيده حرقه ولوعه فيكتم حسرته
ودمعته ثم اردفت زوجته تقول الم اقل لك لا
تياس من رحمه الله ها هو ذا مبلغ من المال جاءنا على غير انتظار ووفر لنا الري
والشبع فماذا لو كان اولادنا معنا ياكلون مما ناكل وكادت المراه تجن من شده الذهور
والفرح حينما رات باب الكوخ قد فتح ولم يكن مقفلا بالمفتاح ودخل منه ابناؤها
جميعا يتقدمهم عقله الاصبع وهم يصيحون نحن
هنا يا اماه فسارعت امهم اليهم وتبعها ابوهم واوسع عناقا وتقبيلا وجلس الاولاد
الى المائده يفتكون بالطعام فتكا ذريعا ويتبادلون النكت وعبارات المزاح وعاشت
الاسره ناعمه البال تجد ما تاكل حتى فرغ
المال من يد الحطاب ولم يدر عليه عمله ما يقوم باود اسرته ف شظف العيش والضنك
والعوز يلف اعطاء هذه الاسره المسكينه فقرر الحطاب وزوجته على كره منهما ومضت ان
يصنعا ثانيه باولاده ما صنعاه بهم في المره الاولى
وعزما على ان ياخذهم الى غابه ابعد واعمق من الغابه التي كانا قد تركهم فيها من قبل
وعلم عقله الاصبع بالمؤامره المدبره مع ما بذله الحطاب من حرص وحذر في الحديث فال
على نفسه ان يصحو مبكرا في الفجر ويذهب الى شاطئ البحر ليجمع منه كميه من الحصى
الابيض ينذرها في الطريق وتكون له الدليل الذي يهديه الى كوخ ابويه وكان الحطاب قد
وقف على الحيله التي استخدمها عقله الاصبع في الاستهداء الى الكوخ ففي الليله التي
قررت فيها ان يتخلص من اولاده في الصباح اقفل باب الكوخ بالمفتاح
وانتز من القفل ووضعه تحت وسادته حينما اوى الى فراشه فلم يغب هذا كله عن عقله
الاصبع فقد ليلته يفكر في حيله اخرى تعينه
واخوته على الخلاص والرجوع الى البيت وهبت الاسره في الصباح للذهاب الى الغابه ولم
يكن في المنزل شيء من الطعام يفطرون به سوى اربعه ارغفه من الخبز قسمتها الام الى
سبع قطع ووزعتها على اولادها فلمع في ذهن عقله الاصبع خاطر سره وارضاه فلم ياكل
كثره الخبز وانما تظاهر باكلها ودسها في جيبه وصمم على ان يفتها سرا وينثر الفتاه
في الطريق فيستعيد به عن الحصى ومشت القافله الى الغابه البعيده ومثل الحطاب
وزوجته الروايه ثانيه فغاف لا ابنائهما ولا ذاه باذيال الفرار وتجمع الاولاد بعد
فتره من الزمن في المكان الذي تركوا فيه ابويهم فلم يجدوه ما فعو الذعر والقلق
واستسلموا الى العويل والنحيب الا عقله الاصبع فهدا من روع اخوته وقال لهم لا
تبكوا ولا تخافوا فسوف اقودكم الى كوخنا الحبيب كما قدكم اليه في المره السابقه
فهي اتبعوني فروى لهم ما صنع بكثره الخبز
فاطمان وتبسم وصفقوا له طويلا وسار عقله
الاصبع مثل ما يسير القائد في مقدمه كتيبته وسار اخوته وراءه ولكنه لم يكد
يمشي بطع خطوات حتى توقف ممتقع لونه وسرت
رعده الخوف في جسمه ثم ما عتمت ان سرت في اجسام اخوته كلهم حينما قال لهم ان فتاه
الخبز قد اختفى من الطريق وكانت العصافير قد اكلت ذلك الفتاه فمحتارة
والرعب يملا قلوبهم ثم اقبل الليل وساد الظلام فلاحت لهم الاشجار اشباح من المرته
ستنقضي وتاكلهم وتوهموا حفيف ورق الشجر انفاسها
اولاء الاشباح تتردد في الفضاء وتلف وجوههم فكان الواحد منهم يمسك بالاخر
ويلتمس عنده الشجاعه والامن والعافيه وخطر لاخيه الاصغر عقله الاصبع ان يكشف ما وراء
الغابه في ذلك الليل البهيم ليرى اين هم من القريه والمنازل فتسلق شجره عاليه ووصل
الى قمتها وادار بصره يمينا وشمالا في تلك
الظلمه الحالكه فلم يقع الا على سواد فوق سواد وهم بالنزول فاستر علىى نظره ضوء
ضئيل يتراقص عن بعد يبدو ويختفي ويكاد لا
تلمحه العين فحدد موقع الضوء واتجاهه في ذهنه ونزل من الشجره واهاب باخوته ان
يتبعوه فاطاعوهم يرتجفون من البرد والهلع وما
زالوا يمشون في خط مستقيم بين الاشجار حتى وصلوا الى طرف من اطراف الغابه فبدا لهم
الضوء اقوى واوضح في في منحدر الغابه تفصلهم عنه هوه سحيقه فخافوا ان يتابعوا
السير والواقع ان الذي ظنوه هوه عميقه القرار لم يكن الا واديا تغطيه السحب
ويبدو للرائي في ظلام الليل هووه لا تترك جوانبها فقوى عقله الاصبح قلوبهم وانحدر
بهم الى الوادي ووصلوا بعد جهد ومشقه وخوف
شديد الى يتهم فاذا هم اساء منزل يتسرب من
زجاج احدى نوافذه ضوء شمعه متقده فيه فسري
عنهم وهزموا على ان يطلبوا من اصحابه ايواء تلك الليله فتقدم عقله الاصبع وطرق
الباب فسمعوا صوت امراه تصيح باعلى صوتها من الطارق فقال عقله الاصبع في لهجه مؤدبه
لا تخلو من التو والاستعطاف اطفال صغار طلوا طريقهم في الغابه وجاؤوا
يلتمسون منك يا سيدتي كرم الماوى حتى الصباح ويرجون ان ترفضي طلبهم ففتحت
المراه الباب وكان محكم الاغلاق فوقعت عينها في ضوء الشمعه الباهت على سبعه
اطفال كل منهم اجمل من اخيه وان يكن البرد والذعر قد اكسبه وجوههم مسحه صفراء فرقت
لهم ورثت لحالهم حتى كادت تبكي وقالت ما
اسوا طالع يا اولادي بل ما افضع مصيركم اذا انا اويت عندي ان هذا المنزل الذي
تلتمس فيه الملجا الامين انما هو منزل غول شرير ياكل الاطفال الصغار ولسوف يحضر بعد
قليل ولن يبقي احياء اذا راكم فحار الاطفال في امرهم وارتعدت فرائصهم من هذا
الخطر الذي تنذرهم به هذه المراه اللطيفه فاترك عقله الاصبع هنيهه وقال ان الذئاب
ستاكل يا سيدتي لا محاله اذا نحن لم نجد ماوى يحمينا منها ولكن اذا سمحت لنا
بالدخول قد يعطف علينا زوجك الغول ويتركنا وشان اذا تكر وشفعت لنا عنده لم تقتنع
المراه بهذا الكلام لما كانت تعلمه من شراسه زوجها ونهمه في اكل الاطفال غير
انها ارادت ان تجنبهم خطر الذئاب وان تقيهم كذلك شر زوجها الغول فعولت على ان
تخبئ في المنزل حتى الصباح ثم اطلقهم فيه الى مصيرهم المحتوم فادخلت المنزل واجل مستهم حول الموقد يصطلون بناره فدب الدفء في اجسادهم وكان على النار خروف تشويه
المراه لزوجها فلم تجرؤ ان تطعمه منهم خشيه ان تثير الشكوك في قلب الغول فقدمت
لهم طعاما اخر التهمه التهاما وبينما كانوا يتناولون بعض الحلوى طرق الباب طرقا
عنيفا فاضطربت المراه وادركت ان الطار انما هو زوجها فعجبت من عودته مبكرا على
غير عادته فما كان يرجع الى بيته قبل منتصف فقادت الافال وهي مرتبكه الى اقرب
غرفه فكانت غرفه الغول وبهم تحت السرير الويل العريض الذي ينام فيه وخفت تفتح
الباب وهي تصيح ها انا ذي صبرا قليلا فاني
اقلب الخروف على النار ودخل الغول الضخم عابس الوجه مقطب الحاجبين وقد غاظه تلكؤ
زوجته في فتح الباب فادار نظره ذات اليمين وذات الشمال وجلس الى المائده وقال بصوته
المخيف العشاء هات الخروف وان لم ينضج فاني جوعان فجاءته به على طبق كبير فاقتطع منه الغول قطعه كبيره فاسدها وهم ان يتناول قطعه اخرى فامسك
وقال وقد تفتح منخره اشم رائحه لحم طري
فجزعت المراه وقالت وهي تخفي اضطرابها ليس في البيت غيرنا وغير بناتنا السبع الرضات
في اسرته فضرب المائده بقبضته الضخمه وقال
اشم رائحه لحم غريب لحم طري احبه واشتهيه
اظن مسدود الانف فلا اميز بين رائحه بناتي
وسواه من البشر لابد انك تخفين عني شيئا ايتها الماكره الخبيثه ونهض يجول في انحاء
البيت وجرته قدماه الى غرفه نومه وشم فيها رائحه اللحم البشري تتصاعد الى انفه من
تحت السرير فاخرج الاطفال السبعه وهم يرتعدون من الخوف ودو صوته رعب يقول
لزوجته ويل لك يا خائنه تخفين عني هذه الوليمه العظيمه انني ساذبح
وان عليك ان تطبخيه طبخا جيدا فسوف اقيم
منهم مادبه شهيه لنفر من اصدقاء الاغوال وذهب الى المطبخ واتى منه بسكين كبيره
يلمع حدها لمعان النجوم في الليله الظلماء وقبض على عنق اكبر الاطفال وساقه الى وسط
الغرفه ورفع السكين بيمناه فاستوقفته زوجته قائله فيما التعجيل يا عزيزي ان ذبح
سبعه اطفال وسلخ جلدهم سيتطلب منك ان تقضي الليل كله في هذا العمل فماذا لو ارجات
الى غد ودعوت اولا اصدقائك ثم قمنا باعداد المادبه ونجحت الزوجه في اقناع زوجها فقط
قال لها انت على صواب اجعليهم ينامون الليله وجهز عليهم غدا ففرحت المراه بنجاح
خطتها وكانت تنوي ان توقظ الاطفال عند الفجر وتمكنهم من الهرب وقادت المراه عقله
الاصبع واخوته الى غرفه واسعه كان فيها سريران كبيران قد نام في واحد منهما بنات
الغول وعددهن السبع فادعت المراه الاطفال السبعه في السرير الاخر ورجت لهم نوما
هادئا وخرجت فما هي الا دقائق معدودات حتى
فعل التعب فعله في الاطفال المساكين فناموا الا عقله الاصبع فقد بقي مستيقظا
مستسلما الى التفكير وكان عقله الاصبع حينما دخل الغرفه قد لمح في ضوء الشمعه
التي كانت بيد زوجه الغول ان بناتها الصغيرات النائمات في السرير قد وضعت كل
منهن فوق راسها اكليلا من الذهب فهداه عقله المدبر الى ان الغول قد يرجع عن راي
زوجته وقد تدفعه غريزته الوحشيه الكامنه في نفسه الى ذبحهم قبل ان يطلع الصباح
عليهم فنزل من السرير في خفه ورشاقه وانتزع اكالين الذهب السبعه من فوق رؤوس
بنات الغول ووضع سته منها فوق رؤوس اخوته
وخص نفسه بالاكليل السابع ورجى ان يختلط الامر على الغول لو حداه الشر اليهم فيظن
بناته المتوش وصح ما توقع عقله الاصبع فقد
افاق الغول من سكرته وهب واقفا على قدميه واتجه الى سريره ليرقد فوقه ولكنه تذكر
الاطفال السبعه فثارت فيه وحشيته وحدث نفسه قائلا على ما
اتركهم الىى غاد اذبح الان واسلخ جلدهم في
الصباح ونتعشى بهم انا واصحابي في المساء فتناول سكينه وانسل الى الغرفه الواسعه
متمهلا مترفقا حتى لا تصحو زوجته فتحاول مره اخرى ان تفسد عليه خطته ومشى وهو
يتلمس طريقه في الظلام فوصل الى السرير الذي نام فيه الاطفال وكان عقله الاصبع
يقضان غير نائم فكاد الرعب يقضي عليه وتحسس الغول الرؤوس فوقعت كفه على اكاليل
الذهب فوثق بان السرير سرير بناته فتركه
الى السرير الاخر وذبح بناته السبع واحده بعد اخرى وهو معتقد انه يعمل سكينه في لحم
الاطفال الطري وكر راجعا الى غرفته مسرورا مبتهجا واستلقى الى فراشه ونام نوم القتيل
وملا شخيره بعد قليل جوانب البيت كله فايق
عقله الاصبع اخوته بعد ان خلع عنهم اكاليل الذهب وتركها في الفراش وهرب بهم من ذلك
المنزل لا يلون على شيء هابطين الاوديه مصعدين في الجبال مخترقين الغابات غير
حاسبين للذئاب حسابا ولا عالمين الى اين يذهبون كانما الفرار من الخوف قد انساهم
الخوف وصح الغول في الصباح فتمت قليلا وتثب وفرك عينيه وايقظ زوجته وقال لها وهو
يضحك من الاشقيه علي بضيوفك الصغار ولم
يكن الغول قد نسي ما اقترفت يداه في جنح الليل ولكنه
اراد ان يمتع نفسه بمنظر الهول مرتسما على وجه زوجته عندما تنظر الاطفال مذبوحين
وتعود اليه وقد طار صوابها وعادت اليه على الحال التي قدرها لها من الذعر والالم
فاخذ يقهقه ضاحكا وتهتز لضحكته اركان المنزل غير انه انتفض انتفاض الطير
حينما سمعها تقول له ويلك ايها الشقي لقد ذبحت بناتك فوثب الى الغرفه وراى بناته
السبع غارقات في بحيره من الدماء ونظر اكاليل الذهب مبعثره على السرير الاخر
ففطن لحي الاطفال وحزن على موت بناته وعنف
نفسه على تسرعه ورعونة لها ساقتص من هؤلاء الاطفال
الخداعين شر قصاص ومزق لحمهم اربا اربا
واكله نيئا بلا نضج واشرب من دمهم هاتي لي
في الحال حذاء السبعه الفراسخ لالحق بهم وامسك من اذانهم كما تمسك الارانب
المقتوله وحذاء السبعه الفراسخ هذا اعجوبه من الاعاجيب فانه يمكن لابسه من اجتياز
المسافات البعيده في سرعه مدهشه تفوق سرعه الطير فلبسه الغول في قدميه ومضى يبحث عن
الاطفال الهاربين والغضب يعمي بصره وصرخات المدويه تهز الغابات والجبال اما اصحابنا
الاطفال فقد جاء لهم حسن الطالع ان يسيروا في طريق منزلهم وهم لا يشعرون فلا تسال عن
فرحتهم عندما وصلوا الى قمه جبل لاح لهم في سبحه كوخهم الحبيب فصفق سرورا وهموا
بان يهبطوا اليه ولكن عقله الاصبع استوقفهم ودخل بهم جوف صخره كبيره كانت
هناك فاخت فيها ولما سالوه عن السبب قال
لهم لقد رايت الغول يقفز قفزات مرعبه في
الفضاء ويجتاز الاوديه والتلال في سرعه عجيبه ورايته يطير الى ناحيتنا فلن يلبث
حتى يدركنا و ياكلنا فلنصبر قليلا الى ان يبتعد منا فنست انف المسير ولم يكد ينتهي
من كلامه حتى سمعوا وقع اقدام الغول فوق الصخره المختبئين فيها فجمد في مكانهم
وحبسوا انفاسهم وترقبوا ان يدخل عليهم بعد لحظه واخرى ولكنهم سمعوا بعد فتره شخير
الغول يملا الفضاء فايقن ان الغول قد نام وكان الغول قد ارهقه التعب ولا سما ان
حذاء السبعه الفراسخ يرهق لابسه كل الارهاق فجلس يستريح فوق تلك الصخره ثم
استولى عليه النعاس فنام وسمع الاطفال شخيره الرعاد وخرج عقله الاصبع من جوف
الصخره ليكتشف شان الغول فاطمان الى انه ارق في نومه فاشار على اخوته بان يسبقو
الى المنزل ووعدهم بان يلحق بهم عما قريب واوصاهم بالصمت والحذر فاطاعوه وساروا في
سبهم وظل يرهم حتى راهم دخلوا المنزل ولم ينقطع شخير الغول طول هذه الاثناء وخطر
على بال عقله الاصبع ان يقوم بمغامره خطيره يجاسم فيها بحياته وان يطبر بحذاء
السبعه الفراسخ الذي يلبسه الغول في قدميه فتسلق الصخره بخفه الطير ووصل الى الغول
الممده فوقها فانتزع الحذاء من قدميه فرده بعد فرده والخوف يقيمه ويقعده والعرق
يتصبب من جبينه فلما فرغ من عمله اراد ان يلبس هو الحذاء في رجليه ولكن الحذاء كان
كبيرا ضخما يتسع لاضعاف رجله ولشد ما دهش
عقله الاصبع وفرح حينما راى الحذاء يضيق ويضيق ويقصر ثم يقصر حتى بلغ حجم قدمه ولا
عجب فالحذاء كان من الجنيات يتسع او يضيق
وفق القدم التي تلبسه لبسه عقله الاصبع فخورا مغتبطا واخذ يحرك به ساقيه ويضرب
بقدمه الهواء فاطمان اليه وبدا يجرب نفسه في القفز العالي من تل الى تل ومن ضفه نهر
الى ضفه نهر فنجحت التجربه فرضي عن نفسه واستولى عليه سرور لا يوصف وتاه عقله
الاصبع للعوده الى اهله ولكنه تذكر انه
كان قد سمع والده يقول لامه ان العدو على الابواب ففكر في استخدام حذائه العجيب
فيما يعود بالنفع على بلده فطار به الى مواقع العدو وكشف عن متى قوته وسلاحه ورجع
يخبر ملكه بما راى وسمع فلم يصدقه الملك في اول الامر واستصغار شان هذا الطفل الذي
ينقل اليه اخبار الجيوش والمعارك ولكن تبين بعد ذلك صدق الطفل فاستخدمه رسولا
طائرا الى جيشه يزوده بالاوامر اليه وياتيه منه بصحيح الاخبار ودارت الدوائر
على العدو بعد ان انكشف امره وعرف سر تحركه فاصيب بشر هزيمه ولادت بقيته
الباقيه بالفرار وكافا الملك عقله الاصبع مكافاه جزيله وكان قد اطلع على احوال
لابويه واخوته فمنح الوالد مبلغا كبيرا من المال وعينه مديرا لحدائق القصر وامر ان
يتعلم عقله الاصبع واخوته على نفقته حتى يخرجوا الى الحياه مزودين بسلاح العلم
وخصص بكل واحد منهم قدرا من المال يتسلمه
عندما يتم دراسته فانتقلت تلك الاسره من حال الى حال وعاشت في سعاده ورخاء والفضل
في هذا يرجع الى عقله الاصبع وتشير الاساطير الى نجاح هؤلاء الاطفال في
الحياه عندما كبروا وخاضوا ميادين العمل فقد بلغوا بالعلم والجد ارفع المنازل
وتقول الاساطير ايضا ان عقله الاصبع اصبح وزيرا للملك يعتمد على علمه وذكائه
ومواهبه في تدبير شؤون الملك واسعاد الشعب والسير بالبلاد في طريق المجد
والرخاء ه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق