‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصص من السيرة النبوية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصص من السيرة النبوية. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 7 مارس 2018

قصة رحلة النبي ﷺ إلى الشام

قصة رحلة النبي ﷺ إلى الشام



 
قصة رحلة النبي ﷺ إلى الشام 


خرج محمد إبن عبد الله مع عمه أبي طالب للتجارة بالشام، فنزلت القافلة بأرض مدينة بُصرى، وبصرى كانت موطنا لصوامع الرهبان يقيمون بها منصرفين إلى عبادتهم.
وقد كان ببصرى راهب فى صومعة اسمه "بحيرى" وكان على علم بالكتاب.
وكان من طبيعة "بحيرى" كما هو طبيعة كل الرهبان ألا يخرجوا للقاء القوافل.
ولكنه فى هذه المرة خرج من صومعته، إذ رأى من البينات ما يتفق وما عنده من التبشير برسول يأتى من بعد عيسى اسمه أحمد.
فالقافلة نزلت قريبا من صومعة "بحيرى"، فرأى سحابة تظلهم تسير حيث يسيرون وتقف حيث يقفون، وأنهم إذا لجأوا تحت شجرة، رأى أغصانها تميل حتى تظل واحدا منهم هو رسول الله ﷺ
فأراد "بحيرى" أن يعرف أحواله، وبقية الأمارات الدالة على أنه المذكور فى الإنجيل.
فاتجه إليهم لإكرامهم، فأقام لهم وليمة عامة تشمل صغيرهم وكبيرهم، لا يتخلف منهم أحد، وأرسل إليهم يدعوهم، وقال فى رسالته لهم: «إنى صنعت لكم طعاما يا معشر قريش، فأنا أحب أن تحضروا كلكم، كبيركم وصغيركم» .
فقال رجل من قريش : «والله إن لك يا بحيرى لشأنا اليوم، ما كنت تصنع هذا بنا، وقد كنا نمر بك كثيرا، فما شأنك اليوم» !
قال بحيرى : صدقت قد كان ما تقول، ولكنكم ضيف وأحببت أن أكرمكم، وأصنع لكم طعاما تأكلون منه كلكم.
فاقبل القوم إليه، ولم يتخلف إلا محمد بن عبد الله لأنه بقي تحت الشجرة يرعى إبلهم ويحرسها.
فلما اجتمعوا حول الطعام لم ير "بحيرى" النبي ﷺ بينهم، فطلب ألا يتخلف أحد منهم عن طعامه.
فقالوا : يا بحيرى ما تخلف أحد إلا غلام وهو أصغرنا سنا، فبقي يحرس إبلنا.
فقال بحيرى : ادعوه .. فليحضر هذا الطعام.
فلما حضر محمد ﷺ أخذ بحيرى يلحظه لحظا شديدا، وينظر إلى أشياء من جسده، قد كان يجدها عنده من صفته.
حتى إذا فرغ القوم من طعامهم، وتفرقوا قال له : يا غلام أسألك بحق اللات والعزى إلا أخبرتنى عما أسألك. (حلف بحيرى بالات والعزى، لأنه سمع قوم قريش يحلفون بهما).
فقال محمد ﷺ : لا تسألنى باللات والعزى شيئا، فو الله ما أبغضت شيئا قط بغضهما.
فقال بحيرى : والله إلا أخبرتنى عما أسألك عنه؟
فقال محمد ﷺ : سلنى عما بدا لك.
فجعل بحيرى يسأله عن رحلته وهيئته وأموره، ومحمد ﷺ يجيبه.
ثم نظر إلى ظهره، فرأى خاتم النبوة بين كتفيه، فى موضعه من صفته التى عنده.
فلما فرغ أقبل على عمه أبى طالب فقال : ما هذا الغلام منك؟
قال : هو ابني!!
قال بحيرى : ما هو بابنك، وما ينبغى لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا.
قال أبو طالب: فإنه ابن أخى.
قال بحيرى : أين هو أبوه؟
قال: مات وأمه حبلى به.
قال بحيرى : صدقت، ارجع بابن أخيك إلى بلده، واحذر من اليهود، فو الله لئن رأوه، وعرفوا منه ما عرفت ليفعلن به شرا، فإنه سيكون لابن أخيك هذا شأن عظيم فأسرع به إلى بلاده.
فخرج به عمه أبو طالب سريعا، حتى قدِم به مكة بلاد الأمن والأمان.
وصدق الله في قوله : {الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون آبناءهم} أي : أهل الكتاب من اليهود والنصارى يعرفون محمد ﷺ كما يعرفون أبناءهم.

لا تقرأ وترحل علق بالصلاة على رسول الله ﷺ

مع النبي ﷺ الصادق الأمين


مع النبي ﷺ الصادق الأمين

محمد ﷺ لا يكذب :
لما سأل هرقل ملك الروم أبا سفيان عن النبي ﷺ قائلا : هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ يعني : قبل أن يدعي النبوة والرسالة.
قال أبو سفيان : لا،
فقال هرقل: ما كان ليدع الكذب على الناس ويكذب على الله.

لماذا سمي النبي ﷺ بالأمين؟
سموه بالأمين لما جمع الله فيه من الأمور الصالحة الحميدة، والفعال السديدة من الحلم، والصبر، والشكر، والعدل، والتواضع، والعفة، والجود، والشجاعة، والحياء. حتى شهد له بذلك ألد أعدائه وهو النضر بن الحارث فقال عنه : (قد كان محمد فيكم غلاما حدثا، أرضاكم فيكم وأصدقكم حديثا وأعظمكم أمانة، حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب وجاءكم بما جاءكم قلتم:
ساحر .. لا والله ما هو بساحر).
[والحق ما شهِدت به الأعداء]

هذا الأمين رضيناه :
ويوم بناء الكعبة حين اختصمت قريش فيمن يضع الحجر الأسود في مكانه، قال المغيرة المخزومي : يا قوم لا تختلفوا واختاروا بينكم من ترضون بحكمه !
فقالوا: نختار أول داخل للمسجد، فكان هذا الداخل هو محمد ﷺ، فاطمأن الجميع له لما يعرفون فيه من الأمانة وصدق الحديث وقالوا: هذا الأمين رضيناه، هذا محمد.

إعتراف قريش بصدقه :
لما نزل على النبي ﷺ قول الله : {وأنذر عشيرتك الأقربين}، صعد على الصفا فجعل ينادي : يا بني فهر .. يا بني عدي، حتى اجتمعوا.. وكان عمه أبو لهب مع الذين حضروا. فقال لهم النبي ﷺ : "أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي"؟
قالوا : نعم.. ما جربنا عليك إلا صدقا.
فقال النبي ﷺ : " فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد "
فقال: أبو لهب : "تبا لك ألهذا جمعتنا.."
.................

السبت، 22 يوليو 2017

فاتح المغرب عقبة بن نافع ( رحمه الله ورضى عنه )


فاتح المغرب عقبة بن نافع ( رحمه الله ورضى عنه )


هو القائد المسلم الشهير الكبير
ولد قبل هجرة الرسول عليه السلام بعام واحد فهو صحابي بالمولد تابعي بالمعايشة
شارك هو وأبوه في فتح مصر علي يد القائد الكبير عمرو بن العاص ( رضي الله عنه )
وتجمع بين عقبة وعمرو قرابة فهما إبنا خالة
لاحظ عمرو بن العاص مقومات القيادة في عقبة بن نافع فولاه فتح بلاد المغرب مع وجود الكثير من القادة
لكن عمرو بن العاص ( رضي الله عنه ) لاحظ فيه سمات القائد الفذ فاستعمله دون غيره
ولما فتح تونس عاد عمرو إلي مصر وجعل عقبة واليا عليها مع وجود الأكفاء من القادة
تعاقب علي ولاية مصر أكثر من وال
كلهم أقر عقبة بن نافع علي ولاية برقة ( ليبيا ) وذلك في عهدى عثمان وعلي ( رضى الله عنهما )
وقعت الفتنة بين المسلمين فابتعد عقبة بنفسه عنها وشغل نفسه بالجهاد والفتوحات وتعليم قبائل البربر ( الأمازيغ ) الدين ولم يشارك في الأحداث
وبعد تولي معاوية ( رضي الله عنه ) الخلافة ولي معاوية بن خديج ولاية مصر وأقر عقبة على الجيش
وفي العام ( 149 ) للهجرة أمر معاوية بن خديج عقبة بن نافع بإكمال فتح بلاد المغرب
فشرع في ذلك
(( بناء القيروان ))
كان لبناء هذه المدينة ومسجدها عدة عوامل
1_ تثبيت أقدام المسلمين والدعوة هناك
2_ قاعدة حربية تواجه تهديدات الروم
3_ دار عزة ومنعة للمسلمين
لما أراد بنائها اختار مكانا تسكنه السباع والوحوش
فجمع أصحابه ودعا ثم نادى
( أيها السباع والوحوش نحن أصحاب رسول الله عليه السلام فارتحلوا وإلا قتلنا من وجدناه )
فخرجت السباع والوحوش تحمل صغارها
فقال لأصحابه : كفوا أيديكم حتى يرتحلوا
بنيت هذه المدينة في 5 سنين
وبنى بها جامع القيروان
( كان أول جامعة إسلامية علي مستوى العالم قبل الأزهر بقرون )
لقد كان عقبة بن نافع مستجاب الدعوة
وبعد انتهاء البناء تم عزله ونزل جنديا في الجيش ولم يغضب أو يعارض ويمانع في ذلك
فكان لا فرق عندهم بين قائد وجندي فالمهم هو العمل
لم يمض الكثير حتى عاد قائدا
وأكمل الفتح من حيث وقف أبو المهاجر دينار ( الذي كان معه في الجيش أيضا )
واقتحم المدينة التي كان يسكنها كسيلة الذي كان يشك عقبة في أنه أسلم حقيقة فكان ذاك سببا في تفكير كسيلة في الإنتقام من عقبة
وظل عقبة يجاهد حتى وصل إلي ( طنجة ) أقصى المغرب
وخاض المحيط بفرسه حتى بلغ منه الماء ثم قال :
اللهم إني قد بلغت المجهود
أللهم إنك تعلم أنه ما منعنى إلا هذا البحر وإلا مضيت حتى لا يعبد غيرك
وفي طريق العودة تفرق الجيش ولم يبق معه سوى 300 فحسب
علم البربر بذلك فحاصروه بخمسين ألفا 50000
هجموا عليه وقاتلوا
وكسر عقبة والمسلمين أجفان سيوفهم واقتتلوا مع البربر والروم حتى استشهد عقبة بن نافع وأبو المهاجر دينار وكل من معهما في أرض الزاب بتهوذة وذلك سنة 63 هجرية
كان عقبة بن نافع رضي الله عنه مثالاً في العبادة والأخلاق والورع والشجاعة والحزم والعقلية العسكرية الإستراتيجية الفذة، والقدرة الفائقة على القيادة بورع وإيمان وتقوى وتوكل تام على الله عز وجل فأحبه رجاله وأحبه أمراء المؤمنين وكان مستجاب الدعوة ميمون النقيبة مظفر الراية فلم يهزم في معركة قط، طبق في حروبه أحدث الأساليب العسكرية والجديدة في تكتيكات القتال مثل مبدأ المباغتة وتحشيد القوات وإقامة الحاميات وتأمين خطوط المواصلات واستخدام سلاح الاستطلاع
ونستطيع أن نقول بمنتهى الحيادية أن البطل عقبة بن نافع قد حقق أعمالاً عسكرية باهرة بلغت حد الروعة والكمال وأنجز في وقت قليل ما لا يصدقه عقل عند دراسته من الناحية العسكرية البحتة، وترك باستشهاده أثراً كبيراً في نفوس البربر وأصبح من يومها يلقّب بـ "سيدي عقبة".

الجمعة، 30 يونيو 2017

قصة صحابية كريمة سفانه بنت حاتم الطائي


قصة صحابية كريمة سفانه بنت حاتم الطائي :

كان أبوها مضرب الأمثال فى الكرم فى الجاهلية فلما ظهر الإسلام وانتشرت الفتوح غزت خيلُ رسول اللَّه قبيلتها طَـيِّئ وأخذوها بين مَنْ أخذوا من السبايا وكانت امرأة بليغة عاقلة مرّ عليها النبي فقالت له: يا رسول اللَّه امْـنُنْ عَلَي مَنَّ اللَّه عليك فقد هلك الوالد وغاب الوافد تَنَصَّرَ أخوها وفرّ حتى كان قريبًا من أرض الروم وكان ذلك قبل أن يُسلم ويَحْسُنَ إسلامه ولاتُشَمِّتْ بى أحياء العرب فإنى بنتُ سيد قومي كان أبى يفك الأسير ويحمى الضعيف ويَقْرِى و يكرم الضيف ويشبع الجائع ويفرّج عن المكروب ويطعم الطعام ويفشى السلام ولم يرد طالب حاجة قط أنا بنت حاتم الطائي
فقال لها رسول اللَّه يا جارية هذه صفة المؤمن لو كان أبوك مسلمًا لترحمنا عليه ثم قال لأصحابه: خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق ثم قال لها: فلا تعجلى حتى تجدى ثقة يبلغك بلادك ثم آذنيني فلما قدم ركب من أهلها أرادت الخروج معهم وذهبت إلى رسول اللَّه تستأذنه فأذن لها وكساها من أحسن ما عنده من الثياب وجعل لها ما تركبه وأعطاها نفقة تكفيها مؤنة السفر وزيادة
ثم قدمت على أخيها عدى بن حاتم وكان أكبر منها سنّا وأرادت أن تدعوه إلى الإسلام وتدله على الخير بعدما رأت من النبي وأصحابه مارأت وعلمت عن الإسلام وفضائله ما علمت فسألها أخوها: ما ترين فى هذا الرجل؟ فانتهزتها فرصة وهى الفصيحة العاقلة تقدم الدين الجديد لأخيها وتدعوه وتعرّفه برسول اللَّه فى أسلوب حكيم وعرض مؤثِّر وسبيل مقنع قالت: أرى أن تلحق به فإن يكن الرجل نبيّا فاتبعْه؛ فللسابق إليه فضله وإن يكن غير ذلك لم يُخَفْ عليك وأنت من أنت عقلا وبصيرة وإنى قد أسلمتُ فقال عدي: والله إن هذا هو الرأى السليم وخرج حتى قدم على رسول اللَّه بالمدينة فدخل عليه وهو فى مسجده فأسلم وحمد اللَّه ونالت أخته بذلك ثواب هدايته إلى دين الحق
إنها الصحابية الجليلة سفانة بنت حاتم الطائى وأبوها أشهر كرماء العرب الجاهليين حتى ضرب به المثل فى الكرم
اشتهرت سفانة بالكرم والسخاء مثل أبيها حاتم الطائي فقد كان أبوها يُعطيها من إبله ما بين العشرة إلى الأربعين فتهبها وتُعطيها الناس فقال لها حاتم: يابنية! إنَّ القرينين إذا اجتمعا فى المال أتلفاه فإما أن أعطى وتمسكي وإما أن أُمسك وتعطي فإنه لا يَـبْقَى على هذا شيءٌ فقالت: والله لا أُمسك أبدًا وقال أبوها: وأنا والله لا أمسك أبدًا قالت: فلا نتجاور فقاسمها ماله وتباينا
فعاشت رضى الله عنها مثالا للكرم ورجاحة العقل وحسن الخلق

الأربعاء، 25 يناير 2017

خديجة بنت خويلد رضى الله عنها



《خديجة بنت خويلد رضى الله عنها》

صورة



السيدة خديجة اسمها وشرف نسبها"
هي أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد بن أسدٍ بن عبد العزَّى بن قصي القرشية الأسدية، وأمها فاطمة بنت زائدة بنت جندب. ولدت بمكة سنة 68 ق.هـ، وكانت من أعرق بيوت قريشٍ نسبًا وحسبًا وشرفًا، وقد نشأت على التخلُّق بالأخلاق الحميدة، وكان من صفاتها الحزم والعقل والعفة. يلتقي نسبها بنسب النبي في الجد الخامس، فهي أقرب أمهات المؤمنين إلى النبي ، وهي أول امرأة تزوَّجها، وأول خلق الله أسلم بإجماع المسلمين.
السيدة خديجة في الجاهلية
في الجاهلية وقبل لقاء رسول الله كانت السيدة خديجة رضي الله عنها امرأة ذات مال وتجارة رابحة، فكانت تستأجر الرجال لتجارتها وتبعثهم بها إلى الشام، ومرت الأيام ووصل إلى مسامعها ذكر "محمد بن عبد الله" كريم الأخلاق، الصادق الأمين، وكان قلَّ أن تسمع في الجاهلية بمثل هذه الصفات، فأرسلت إليه وعرضت عليه الخروج في مالها تاجرًا إلى الشام، وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار.
وحينها قَبِل ذلك منها ، وخرج في مالها ومعه غلامها "ميسرة" حتى قدم الشام، وهناك نزل رسول الله في ظل شجرة قريبًا من صومعة راهب، فاطّلع الراهب إلى ميسرة وقال: من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة؟ قال ميسرة: هذا الرجل من قريش من أهل الحرم. فقال له الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قَطُّ إلا نبي. ثم باع رسول الله سلعته التي خرج بها واشترى ما أراد، ولما قدم مكة على السيدة خديجة بمالها باعت ما جاء به، فربح المال ضعف ما كان يربح أو أكثر.
وأخبرها ميسرة عن كرم أخلاقه وصفاته المتميزة التي وجدها فيه أثناء الرحلة، فرغبت في الزواج منه، فتزوجها وهو ابن خمس وعشرين سنة، والسيدة خديجة يومئذ بنت أربعين سنة.
وكان قد قُدِّر لخديجة رضي الله عنها أن تتزوج مرتين قبل أن تتشرَّف بزواجها من رسول الله ، وقد مات عنها زوجاها، وتزوجها رسول الله قبل الوحي، وعاشت معه خمسًا وعشرين سنة؛ فقد بدأ معها في الخامسة والعشرين من عمره، وكانت هي في الأربعين، وظلا معًا إلى أن توفاها الله وهي في الخامسة والستين، وكان عمره في الخمسين، وهي أطول فترة أمضاها النبي مع هذه الزوجة الطاهرة من بين زوجاته جميعًا، وهي -وإن كانت في سن أمِّه - أقرب زوجاته إليه؛ فلم يتزوج عليها غيرها طوال حياتها، وكانت أم ولده الذكور والإناث إلا إبراهيم فإنه من مارية القبطية رضي الله عنها، فكان له منها : القاسم وبه كان يُكنَّى، وعبد الله، وزينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة.
إسلام السيدة خديجة
كانت السيدة خديجة رضي الله عنها قد ألقى الله في قلبها صفاء الروح، ونور الإيمان، والاستعداد لتقبُّل الحق، فحين نزل على رسول الله في غار حراء {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1]، رجع ترجف بوادره وضلوعه، حتى دخل على السيدة خديجة فقال: "زملوني زملوني". فزملوه حتى ذهب عنه الروع.
وهنا قال لخديجة رضي الله عنها: "أَيْ خديجة، ما لي لقد خشيت على نفسي". وأخبرها الخبر، فردت عليه السيدة خديجة رضي الله عنها بما يطيِّب من خاطره، ويهدئ من روعه فقالت: "كلا أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدًا، فوالله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكلَّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق".
ثم انطلقت به رضي الله عنها حتى أتت به ورقة بن نوفل وهو ابن عم السيدة خديجة رضي الله عنها، وكان امرأً تنصَّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العربي، ويكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عمي فأخبره النبي خبر ما رأى، فأعلمه ورقة أن هذا هو الناموس الذي أُنزل على موسى .
ومن ثَمَّ كانت السيدة خديجة رضي الله عنها أول من آمن بالله ورسوله وصدَّق بما جاء به، فخفف الله بذلك عن رسول الله ؛ لا يسمع شيئًا يكرهه من ردٍّ عليه وتكذيب له فيحزنه إلا فرَّج الله عنه بها، إذا رجع إليها تثبته وتخفف عنه وتصدقه وتهوِّن عليه أمر الناس.
السيدة خديجة.. العفيفة الطاهرة
كان أول ما يبرز من ملامح السيدة خديجة الشخصيَّة صفتي العفة والطهارة، هاتان الصفتان التي قلما تسمع عن مثلهما في بيئة لا تعرف حرامًا ولا حلالاً، في بيئة تفشت فيها الفاحشة حتى كان البغايا يضعن شارات حمراء تنبئ بمكانهن.
وفي ذات هذه البيئة، ومن بين نسائها انتزعت هذه المرأة العظيمة هذا اللقب الشريف، ولقبت بـ"الطاهرة"، كما لُقب أيضًا في ذات البيئة بـ"الصادق الأمين"، ولو كان لهذه الألقاب انتشار في هذا المجتمع آنذاك، لما كان لذكرها ونسبتها لأشخاص بعينهم أهمية تذكر.
السيدة خديجة.. الحكيمة العاقلة
وتلك هي السمة الثانية التي تميز بها شخص السيدة خديجة رضي الله عنها، فكل المصادر التي تكلمت عن السيدة خديجة رضي الله عنها وصفتها بـ"الحزم والعقل"، كيف لا وقد تجلت مظاهر حكمتها وعقلانيتها منذ أن استعانت به في أمور تجارتها، وكانت قد عرفت عنه الصدق والأمانة.
ثم كان ما جاء في أبلغ صور الحكمة، وذلك حينما فكرت في الزواج منه ، بل وحينما عرضت الزواج عليه في صورة تحفظ ماء الوجه؛ إذ أرسلت السيدة نفيسة بنت منية دسيسًا عليه بعد أن رجع من الشام؛ ليظهر وكأنه هو الذي أرادها وطلب منها أن يتزوجها.
ونرى منها بعد زواجها كمال الحكمة وكمال رجاحة العقل، فها هي تستقبل أمر الوحي الأول بعقلانية قلَّ أن نجدها في مثل هذه الأحوال بالذات؛ فقد رفضت أن تفسِّر الأمر بخزعبلات أو أوهام، بل استنتجت بعقليتها الفذة وحكمتها التي ناطحت السحاب يوم ذاك أن الله لن يخزيه، ثم أخذته إلى ورقة بن نوفل ليدركا الأمر. وهذه طريقة عقلانية منطقية بدأت بالمقدمات وانتهت بالنتائج المترتبة على هذه المقدمات، فيا لها من عاقلة! ويا لها من حكيمة!
السيدة خديجة.. نصير رسول الله
وهذه السمة من أهم السمات التي تُميِّز شخص السيدة خديجة رضي الله عنها، تلك المرأة التي وهبت نفسها ومالها وكلّ ما ملكت لله ولرسوله ، ويكفي في ذلك أنها آمنت بالرسول وآزرته ونصرته في أحلك اللحظات التي قلما تجد فيها نصيرًا أو مؤازرًا أو معينًا.
ثم هي رضي الله عنها تنتقل مع رسول الله من حياة الراحة والاستقرار إلى حياة الدعوة والكفاح والجهاد والحصار، فلم يزدها ذلك إلا حبًّا لمحمد وحبًّا لدين محمد ، وتحديًا وإصرارًا على الوقوف بجانبه، والتفاني في تحقيق أهدافه.
فلما خرج رسول الله مع بني هاشم وبني عبد المطلب إلى شعاب مكة في عام المقاطعة، لم تتردد رضي الله عنها في الخروج مع رسول الله لتشاركه على كبر سنها أعباء ما يحمل من أمر الرسالة الإلهية التي يحملها، فقد نَأَتْ بأثقال الشيخوخة بهمة عالية، وكأنها عادت إليها صباها، وأقامت في الشعاب ثلاث سنين وهي صابرة محتسبة للأجر عند الله تعالى.
وكأن الله اختصها بشخصها لتكون سندًا وعونًا للرسول في إبلاغ رسالة رب العالمين الخاتَمة، فكما اجتبى الله رسوله محمد واصطفاه من بين الخلق كافة، كذلك قدَّر له في مشوار حياته الأول لتأدية الرسالة العالمية مَن تضارعه أو تشابهه لتكون شريكًا له في حمل هذه الدعوة في مهدها الأول، فآنسته وآزرته وواسته بنفسها ومالها في وقت كان الرسول في أشد الاحتياج لتلك المواساة والمؤازرة والنصرة.
فضائل السيدة خديجة
خير نساء الجنة
لا شك أن امرأة بمثل هذه الأوصاف لا بد أن يكون لها منزلة رفيعة، فها هو الرسول يعلن في أكثر من مناسبة بأنها خير نساء الجنة؛ فقد روي عن أنس بن مالك أن النبي قال: "حسبك من نساء العالمين: مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون".
السيدة خديجة يقرئها ربها السلام
ليس هذا فحسب، بل يُقرِئُها المولى السلام من فوق سبع سموات، ويبشرها ببيت من قصب في الجنة؛ فعن أبي هريرة أنه قال: أتى جبريلٌ النبيَّ فقال: "يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلاَمَ مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لاَ صَخَبَ فِيهِ وَلاَ نَصَبَ".
حب النبي لخديجة.. والوفاء لها
فكان حقًّا أن يكون لهذه الطاهرة فضل ومكانة عند رسول الله ، تسمو على كل العلاقات، وتظل غُرَّة في جبين التاريخ عامَّة وتاريخ العلاقات الأسرية خاصَّة؛ إذ لم يتنكَّر لهذه المرأة التي عاشت معه حلو الحياة ومرها، بل ويعلنها على الملأ وبعد وفاتها؛ وفاءً لها وردًّا لاعتبارها: "إني قد رزقت حبها".
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إنه لم يكد ينساها طيلة حياته وبعد وفاتها، إذ كان يكثر ذكرها ويتصدق عليها؛ تروي السيدة عائشة رضي الله عنها فتقول: ما غِرْتُ على أحد من نساء النبي ما غرت على خديجة رضي الله عنها، وما رأيتها، ولكن كان النبي يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء، ثم يبعثها في صدائق خديجة رضي الله عنها، فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة. فيقول: "إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد"
.
وفاة السيدة خديجة
تاقت روح السيدة خديجة رضي الله عنها إلى بارئها، وكان ذلك قبل هجرته إلى المدينة المنورة بثلاث سنوات، ولها من العمر خمس وستون سنة، وأنزلها رسول الله بنفسه في حفرتها، وأدخلها القبر بيده.
وتشاء الأقدار أن يتزامن وقت وفاتها والعام الذي تُوفِّي فيه أبو طالب عم رسول الله ، الذي كان أيضًا يدفع عنه ويحميه بجانب السيدة خديجة رضي الله عنها؛ ومن ثَمَّ فقد حزن الرسول ذلك العام حزنًا شديدًا حتى سُمي "عام الحزن"، وحتى خُشي عليه ، ومكث فترة بعدها بلا زواج.
- 30 قصة من قصص الصالحين

الاثنين، 23 يناير 2017

من يحرسنا في ليلتنا هذه

من يحرسنا في ليلتنا هذه

لما عاد النبي صلي الله عليه وسلم من غزوة


لما عاد النبي صلي الله عليه وسلم من غزوة ذات الرقاع نزل بالمسلمين في شعب من الشعاب ليقضوا فيه ليلتهم فلما أناخوا رواحلهم قال رسول الله صلي الله عليه وسلم من يحرسنا في ليلتنا هذه ؟
فقام إليه عباد بن بشر وعمار بن ياسر رضي الله عنهما وقالا نحن يا رسول الله وقد كان النبي صلي الله عليه وسلم قد آخي بينهما حين قدم المهاجرون إلي المدينة
فلما خرجا إلي فم الشعب قال عباد بن بشر لعمار بن ياسر ؟
أي شطري الليل تؤثر أن تنام فيه أوله أم آخره ؟
فقال عمار بل أنام في أوله واضطجع غير بعيد عنه
وفي هداة الليل قام عباد بن بشر يصلي وبصوت عذب ندي بدأ يقرأ سورة الكهف وتحت جنح الظلام كان أحد المشركين يبحث عن معسكر المسلمين ونار الغضب تشتعل صدره فقد سبي أحد المسلمين زوجته وكان غائب عن المعركة فلما عاد ولم يجد امرأته أقسم أن يحلق بمحمد صلي الله عليه وسلم وأصحابه ولا يعود إلا إذا أراق منهم دما
تسلل هذا الرجل فرأى عباد قائما يصلي في خشوع وكذب غادر وضع سهما في قوسه صوبه إلي عباد بن بشر رضي الله عنه فأصابه فما تزحزح رضي الله عنه عن مكانه بل إنه نزع السهم من جسده ومضي في تلاوته فرماه الرجل بسهم آخر فأصابه فنزعه كما نزع سابقه فرماه الرجل بثالث فانتزعه كما انتزع سابقيه وزحف حتى وصل إلي عمار وهزه بيده قائلا انهض فقد اثخنتني الجراح فلما رأهما الرجل ولي هاربا
نظر عمار إلي أخيه عباد فراعه الدم النازف من جراحه الثلاثة
فقال له : يا سبحان الله هلا أيقظتني عند أول سهم رماك به الرجل ؟
فقال عباد : كنت في سورة أقرأها فلم أحب أن أقطعها حتى أفرغ منها وايم الله لولا خوفي من أضيع ثغرا أمرني به رسول الله صلي الله عليه وسلم بحفظه لكان قطع نفسي أحب إلي من قطعها
المصادر
سيرة ابن إسحاق
الرحيق المختوم
سيرة لأبن كثير
زاد المعاد
{ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }

المرأة ونبي الله موسي عليه السلام

المرأة ونبي الله موسي عليه السلام


ذهبت امرأة الي نبي الله موسي عليه السلام وقالت له : 
يا نبي الله ادعو لي ربك أن يرزقني بولد صالح يفرح قلبي ..
فدعا سيدنا موسى عليه السلام ربه أن يرزق تلك المرأة طفلا"
فأجابه الله عز وجل : أني كتبتها عقيم
فقال سيدنا موسى عليه السلام : يقول الله عز وجل : أني كتبتها عقيم
فذهبت المرأة وعادت بعد سنة ..
فقالت : يانبي الله ادعو ربك أن يرزقني بطفل صالح
مرة أخرى دعا سيدنا موسى عليه السلام ربه أن يرزقها بولد
فقال له عز وجل : أني كتبتها عقيم
فقال لها نبي الله موسى عليه السلام : يقول الله عز وجل أني كتبتها عقيم
وبعد سنة رأى سيدنا موسى عليه السلام تلك المرأة وهي تحمل طفل في ذراعيها
فقال لها : من هذا الطفل ..
قالت : هو ابني
فكلم سيدنا موسى عليه السلام ربه وقال له كيف يكون لهذه المرأة طفل وأنت كتبتها عقيم ..
فقال له الله تعالى : كلما قلت عقيم هي تقول رحيم فطغت رحمتي على قدرتي
يا ارحم الراحميـــــــــن ما أعظمك يا أكرم الاكرمين ..

لا تيأسوا من رحمة واجعلوا حسن ظنكم بالله نور قلوبكم والدعــــــــــــــاء عمار السنتـــــــكم

الاثنين، 19 ديسمبر 2016

الرسول محمد صلى الله عليه سلم والحبر اليهودي

الرسول محمد صلى الله عليه سلم والحبر اليهودي




قصة مؤثرة ..


بينما كان الرسول عليه الصلاة والسلام جالسا بين أصحابه .. إذ برجل من أحبار اليهود يسمى زيد بن سعنه وهو من علماء اليهود ..
دخل على الرسول عليه الصلاة والسلام .. واخترق صفوف أصحابه .. حتى أتى النبي
عليه الصلاة والسلام وجذبه من مجامع ثوبه وشده شدا عنيفا.
وقال له بغلظة : أوفي ماعليك من الدين يا محمد .. إنكم يا بني هاشم قوم مطل .. 
أي : تماطلون في أداء الديون.
وكان الرسول عليه الصلاة والسلام قد استدان من هذا اليهودي بعض الدراهم ..
ولكن لم يحن موعد أداء الدين بعد ..
فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. وهز سيفه وقال : ائذن لي بضرب عنقه يارسول الله ..
فقال الرسول عليه الصلاة والسلام لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : (مره بحسن الطلب ومرني بحسن الأداء)
فقال اليهودي : والذي بعثك بالحق يا محمد .. ماجئت لأطلب منك دينا .. إنما جئت لأختبر أخلاقك .. فأنا أعلم أن موعد الدين لم يحن بعد .. ولكني قرأت جميع أوصافك في التوراة .. فرأيتها كلها متحققة فيك .. إلا صفة واحدة لم أجربها معك .. وهي أنك حليم عند الغضب .. وأن شدة الجهالة لاتزيدك إلا حلما .. ولقد رأيتها اليوم فيك...
فأشهد أن لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله .. وأما الدين الذي عندك فقد جعلته صدقة على فقراء المسلمين .


وقد حسن إسلام هذا اليهودي وأستشهد في غزوة تبوك ..

من روائع ما قرأت

الجمعة، 20 مايو 2016

طبيعة غداء الرسول صلى الله عليه وسلم



طبيعة غداء الرسول صلى الله عليه وسلم



كان النبي صلى الله عليه وسلم 
حينما يستيقظ من نومه وبعد فراغه من الصلاة وذكر الله عز وجل يتناول..كوباً من 
الماء مذاباً فيه ملعقة من عسل النحل ويذيبها إذابة جيد

لأنه ثبت علمياً أن الماء يكتسب خواص المادة المذابة فيه، بمعنى أن
جزيئات الماء تترتب حسب جزيئات العسل. وما زال الطب الحديث حتى الآن يبحث في أسرار الغذاء الذي كان يتناوله النبي

وكيف أن هذا الغذاء لم يكن جزافاً بل له أسس وقواعد علمية ما زال الطب الحديث 
يستكشف ويبحث في أسرارها حتى الآن، وهذا من أسرار الإعجاز الإلهي التي اصطفى بها النبي في يومه


أن النبي الصلاة والسلام عليه
{قال: "من تصبّح بسبع تمرات لا يصيبه في هذا اليوم سم ولا سحر" }.
وقد ثبت بالدليل العلمي أن هناك إنزيماً يرتفع أداؤه في حالة التسمم، وعندما يتم 
تناول سبع تمرات لمدة شهر يومياً نلاحظ أن هذا الإنزيم قد بدأ في الهبوط والعودة لوضعه الطبيعي،
وهذا من الإعجاز الإلهي الذي خُصّ به النبي صل الله عليه وسلم .
ومن الظواهر التي أثبتها العلم الحديث المتعلقة بسبع تمرات: ظاهرة التليباثي
أو الاستجلاء البصري أو الاستجلاء السمعي أو ما يطلقون عليه(التخاطر عن بعد للمهتمين بمواضيع البراسيكولوجي) في بحثه تحت عنوان
"سبع تمرات كافية"
الذي أثبت فيه أن سبع تمرات تعد علاجاً للتسمم ونصح جميع العاملين المعرضين للتسمم بتناولها يومياً،
وهذا ما يثبته حديث النبي .. الذي رواه الترمذي في سننه من أن
(التمر من الجنة وفيه شفاء من السم)

والدليل ...
من القرآنيساقط عليك رطبا جنيا ..وهذا ما أيده العالم اندريا ويل في كتابه (الصحة المثلى)
واستشهد فيه بأحاديث النبي صلى الله عليه و سلم عن التمر وفوائده العظيمة للصحة وللإنسان وكيفية الوقاية من الأمراض.


غداء الرسول
بعد تناول النبي
{ لوجبة الإفطار التي ذكرناها سابقاً، يظل حتى يفرغ من صلاة العصر،
ثم يأخذ ملء السقاية (تقريباً ملء ملعقة) من زيت الزيتون وعليها نقطتا خل مع كسرة خبز شعير، أي ما يعادل كف اليد}



وقد ذكرت بعض الآيات القرآنية بعض الفوائد لزيت الزيتون إذ يقول تعالى: شجرة مباركة زيتونة
لا شرقية ولا غربية ..
يكاد زيتها يضيء وأيضاً والتين والزيتون... وقد أثبت العلم الحديث أن هناك 
أنواعاً عديدة من السرطان، مثل سرطان العظم (سركوما)، استخدم زيت
الزيتون لعلاجها وهي ما قال فيها الله عز وجل ... وصبغ للآكلين فكلمة 
صبغ للآكلين تعني، كما فسرها ابن كثير والقرطبي وكل التفاسير، أنها تصبغ الجسم أي لها صفة الصبغية
تتجلى قدرة الله عز وجل ..
في انتقائه لغذاء نبيه محمد {فكان النبي { يغمس كسرة الخبز بالخل وزيت الزيتون ويأكل }
وقد اكتشف العلم الحديث أن الخل الناتج من هضم المواد الكربوهيدراتية
في الجسم هو مركب خليّ اسمه (أسيتو أستيت) والدهون تتحول إلى أسيتو أستيت ويبقى المركب الوسطي للدهون والكربوهيدرات والبروتين
هو الخل فعند تناول الخل وحدوث أي نقص من هذه المواد يعطيك الخل تعويضاً لهذا النقص




وتبين بالعلم الحديث أن زيت الزيتون 
مع الخل يقومان كمركب بإذابة الدهون عالية الكثافة التي تترسب في الشرايين مسببة
تصلّبها، لذلك أطلق العلماء على الخل مع زيت الزيتون (بلدوزر الشرايين)لأنه يقوم بتنظيف 
من الدهون عالية الكثافة التي قد تؤدي إلى تصلب الشرايين.
وليس مهمة الخل فحسب القيام بإذابة الدهون، بل يقوم مع الزيتون كمركب 
بتحويل الدهون المذابة إلى دهون بسيطة يسهل دخولها في التمثيل الغذائي
ليستفيد الجسم منها، ثم بعد أن يتناول النبي {غداءه كان يتناول جزرة حمراء
من التي كانت تنبت في شبه الجزيرة العربية، وقد أثبت العلم الحديث بالدليل
والتجربة أن الجزر الأحمر يوجد به (أنتوكسيدات) وهي من الأشياء التي تثبط عمل مسببات السرطان، كما أثبت الطب الحديث أن الجزر يساعد
على نمو الحامض النووي والعوامل الوراثية، وهذا من الإعجاز الإلهي، لذلك فإن الكثير من الأطباء ينصحون
بتناول الجزر كمصدر لفيتامين (أ) ومصدر لتجدد العوامل الوراثية بالحام ض النووي، كما أنه يؤخر ظهور الشيب.
عشاء الرسول

كان النبي صلى الله عليه وسلم
{بعد أن ينتهي من صلاة العشاء والنوافل والوتر وقبل أن يدخل في قيام الليل،
كان يتناول وجبته الثالثة في اليوم وهي وجبة العشاء، وكانت تحتوي على اللبن الروب مع كسرة من خبز الشعير}

وقد أثبت العلم الحديث أن تناول كوب من اللبن الروب في العشاء يعمل 
على إذابة الفضلات المتبقية في المصران الغليظ، ويقوم بتحليلها إلى مركبات 
بسيطة يسهل الاستفادة منها ومن الفيتامينات الموجودة بها. وقد جرت بعض 
الدراسات العلمية، قام بها عدد من خبراء التغذية في الغرب وأيضاً الدراسات التي أجريت في جامعة القاهرة وجامعة الملك عبدالعزيز، بينت فوائد اللبن الروب عند تناوله ليلاً

الأحد، 29 مارس 2015

كسرى وقيصر في السيرة النبوية

كسرى وقيصر في السيرة النبوية
أخبر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم ـ عن كثير من الأشياء التي تحدُث في المستقبل ، فوقعَت كما أخبرنا تمامًا ، وهذا دليل على أن الله - عز وجل - قد أَوحى إليه - صلى الله عليه وسلم - ، وأطلعه على أشياء من علم الغيب ، الذي لا يُمكِن الوصول إليه إلا بالوحي ، كما قال تعالى : { عَالِمُ الغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا } (الجنّ الآية 26: 27) .
وكان حسان بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ يقول :
نبي يرى ما لا يرى الناس حوله ويتلو كتاب الله في كل مشهد
فإن قال في يوم مقالة غائب فتصديقها في صحوة اليوم أوْ غد 

لقد كان في زمان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ دولتان عظيمتان ، وعلى رأس هاتين الدولتين رجلان : كِسْرَى عظيم الفرس ، وقيْصَر عظيم الروم ، ومن الأمور المستقبلية التي وقعت كما ذكرها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحاديثه المتعلقة بكِسرى وقيْصر ومُلْكِهِمَا .

زوال ملك كسرى وقيصر :
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم :- ( إذا هلك كسرى فلا كِسرى بعده ، وإذا هلك قيصر فلا قيصرَ بعده ، والذي نفس محمد بيده ، لتُنفَقَنَّ كنوزُهما في سبيل الله ) رواه البخاري .
قال النووي في شرحه لصحيح مسلم : " قال الشافعي وسائر العلماء : معناه لا يكون كسرى بالعراق ، ولا قيصر بالشام كما كان في زمنه - صلى الله عليه وسلم - ، فأعلمنا - صلى الله عليه وسلم - بانقطاع ملكِهما في هذَين الإقليمين ، فكان كما قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فأما كسرى ، فانقطَع ملكه وزال بالكلية من جميع الأرض ، وتمزَّق ملكه كل مُمزَّق ، واضمحلَّ بدعوة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وأما قيصر فانهزَمَ من الشام ، ودخل أقاصي بلاده ، فافتتَح المسلمون بلادهما ، واستقرَّت للمسلمين ، ولله الحمد ، وأنفق المسلمون كنوزهما في سبيل الله كما أخبر - صلى الله عليه وسلم - وهذه معجزات ظاهرة " . 
وقال ابن حجر : " وقد استشكل هذا مع بقاء مملكة الفرس لأن آخرهم قتل في زمان عثمان ، واستشكل أيضا مع بقاء مملكة الروم ، وأجيب عن ذلك بأن المراد لا يبقى كسرى بالعراق ولا قيصر بالشام ، وهذا منقول عن الشافعي ، قال : وسبب الحديث أن قريشا كانوا يأتون الشام والعراق تجارا فلما أسلموا خافوا انقطاع سفرهم إليهما لدخولهم في الإسلام ، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذلك لهم تطييبا لقلوبهم ، وتبشيراً لهم بأن ملكهما سيزول عن الإقليمين المذكورين ، وقيل الحكمة في أن قيصر بقي ملكه وإنما ارتفع من الشام وما والاها ، وكسرى ذهب ملكه أصلا ورأسا : أن قيصر لما جاءه كتاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبِله وكاد أن يُسْلِم ، وكسرى لما أتاه كتاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مزقه ، فدعا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يمزق ملكه كل مُمَزَّق ، فكان كذلك ، قال الخطابي : معناه فلا قيصر بعده يملك مثل ما يملك " .

فتح كنوز كسرى وقيصر :

عن ثوبان - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم :- ( إن الله زَوَى لي الأرض ، فرأيتُ مشارقها ومغاربها ، وإن أُمتي سيبلغ مُلكها ما زُوِي لي منها ، وأُعطيتُ الكنزين : الأحمر والأبيض (الذهب والفضة) .. ) رواه مسلم . 
لقد عبَّر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالأحمر عن كنز قيصر ، لأن الغالب عندهم كان الذهب ، وبالأبيض عن كنز كسرى ، لأن الغالب عندهم كان الفضة والجوهر .
قال النووي : " قال العلماء : المراد بالكنزين : الذهب والفضة ، والمراد كنزا كسرى وقيصر ملكي العراق والشام ، فيه إشارة إلى أن ملك هذه الأمة يكون معظم امتداده في جهتي المشرق والمغرب ، وهكذا وقع ، وأما في جهتي الجنوب والشمال فقليل بالنسبة إلى المشرق ، وصلوات الله وسلامه على رسوله الصادق ، الذي لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى " . 
وقال القرطبي : " قوله : ( أعطيت الكنزين ) يعني به : كنز كسرى وهو ملك الفرس ، وملك قيصر وهو ملك الروم ، وقصورهما وبلادهما ، وقد دل على ذلك قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الآخر : ( لتنفقن كنوزهما في سبيل الله ) ، وعبّر بالأحمر عن كنز قيصر لأن الغالب عندهم كان الذهب ، وبالأبيض عن كنز كسرى لأن الغالب عندهم كان الفضة والجوهر ، وقد ظهر ذلك ، ووجد كذلك في زمان الفتوح ، في خلافة عمر ـ رضي الله تعالى عنه ـ ، فإنه سيق إليه تاج كسرى وحليته ، وما كان في بيوت أمواله ، وجميع ما حوته مملكته ، على سعتها وعظمتها ، وكذلك فعل الله تعالى بقيصر ، لما فتحت بلاده " .

وعن عدي بن حاتم ـ رضي الله عنه ـ قال : (بينما أنا عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ أتاه رجل ، فشكا إليه الفاقة ، ثم أتاه آخر فشكا إليه قطع السبيل ، فقال : يا عدي ! هل رأيت الحيرة ؟ ، قلتُ : لم أرها ، وقد أنبئت عنها ، فقال : إن طالت بك حياة لترين الظعينة (المرأة) ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحدا إلا الله ، قلتُ في نفسي : فأين دعّار طيئ (قطاع الطريق) الذين سعروا في البلاد ؟! ، ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى ، قلتُ : كسرى بن هرمز ؟! ، قال : كسرى بن هرمز !! ، ولئن طالت بك حياة ، لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة ، يطلب من يقبله فلا يجد أحدًا يقبله منه ) رواه البخاري . 
قال عدي : " فرأيتُ الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله ، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز ، ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي أبو القاسم ـ صلى الله عليه وسلم ـ يخرج ملء كفه " .

فائدة :

أرسل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ رسائل للملوك والأمراء في عصره يدعوهم إلى الإسلام ، ومنهم : كسرى وقيصر .
عن أنس ـ رضي الله عنه :- ( أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كتب إلى كسرى وقيصر وإلى النجاشي - وهو غير الذي صلّى عليه -، وإلى كل جبّار يدعوهم إلى الله ـ عز وجل ـ ) رواه مسلم .

رسالة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لهرقل:

عن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنه ـ: أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كتب إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام ، وبعث بكتابه إليه دحية الكلبي ، وأمره أن يدفعه إلى عظيم بصرى ليدفعه إلى قيصر ، فإذا فيه : " بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد بن عبد الله ورسوله ، إلى هرقل عظيم الروم ، سلام على من اتبع الهدى : أما بعد ، فإني أدعوك بدعاية الإسلام ، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين ، فإن توليت عليك إثم الأريسيِّين ، { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } (آل عمران64) ) رواه البخاري . 
وقد تسلم هرقل رسالة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ودقق في الأمر كما في الحديث الطويل المشهور بينه وبين أبي سفيان ، حين سأله عن أحوال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وقال هرقل بعد ذلك لأبي سفيان : " إن كان ما تقول حقاً فسيملك موضع قدمي هاتين ، وقد كنت أعلم أنه خارج ، ولم أكن أظن أنه منكم ، فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه (تكلفت الوصول إليه) ، ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه " رواه البخاري ، وفي رواية مسلم : " لأحببت لقاءه " . 

رسالة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى كسرى ملك فارس :

وقد أرسلها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع عبد الله بن حذافة ـ رضي الله عنه ـ كما ذكر الواقدي ، وكان فيها : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس ، سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله ، وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ، أدعوك بدعاية الله ، فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة ، لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين ، أسلم تسلم ، فإن أبيت فعليك إثم المجوس ) . 
قال الطبري في تاريخه : " وقد اختلف تلقي الملوك لهذه الرسائل ، فأما هرقل والنجاشي والمقوقس ، فتأدبوا وتلطفوا في جوابهم ، وأكرم النجاشي والمقوقس رسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وأرسل المقوقس هدايا إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .. وأما كسرى لما قريء عليه الكتاب مزقه ".


قال ابن المسيب : " فدعا عليهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( أن يمزقوا كل ممزق ) رواه البخاري ، وقد وقع ما دعا به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فقد استولى على عرش كسرى ابنه قباذ الملقب بـشيرويه ، وقُتِل كسرى ذليلاً مهاناً ، وتمزق ملكه بعد وفاته وأصبح لعبة في أيدي أبناء الأسرة الحاكمة ، ولم يعش شيرويه إلا ستة أشهر ، وتوالى على عرشه في مدة أربع سنوات عشرة ملوك ، وهكذا تحقق دعاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عليه .

إن من عظيم دلائل نبوَّة نبينا ـ صلى الله عليه وسلم - ما وقع من إخباره عن أحداث وأمور غيبية مستقبلية وقعت بعد وفاته كما أخبر ، والأحاديث في هذا القسم كثيرة جدا ، اعتنى بجمعها وذكرها عدد كبير من الأئمة والأعلام كالبيهقي في " دلائل النبوة " ، وابن كثير في " البداية والنهاية "، والسيوطي في " الخصائص الكبرى " .