الاثنين، 21 فبراير 2011

ولا تبخسوا الناس أشياءهم

ولاتبخسوا الناس اشيائهم



--------------------------------------------------------------------------------

































لقد أمر ربنا - سبحانه وتعالى - بإيفاء الحقوق وإيصالها إلى أصحابها، وتكميلها وإتمامها، وحذرنا من بخسها ونقصها، وغمط أهلها، وهذا من أُسس دعوات الأنبياء، وقد قال شعيب - عليه السلام - لقومه: {وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ}(سورة الأعراف:85) بعد أن أمرهم بالتوحيد، ونهاهم عن الشرك فقال: {يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}(سورة الأعراف:85)، وأنذرهم بإرساله إليهم فقال: {قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ}(سورة الأعراف:85)، وأمرهم بإكمال الحق فقال: {فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ}(سورة الأعراف:85)، ونهاهم عن النقص فقال: {وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ}(سورة الأعراف:85).










وهكذا فإن قضية إعطاء الحقوق، وتكميلها؛ هي من أسس دعوات الأنبياء، وقد جاءت في القرآن بأسلوب النهي عن الإنقاص فقال تعالى: {وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ}(سورة هود:84)، وجاءت بأسلوب الأمر بالتوفية والإتمام {فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ}(سورة الأعراف:85) وفي آية أخرى: {أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ}(سورة هود:85)، وهذا لتمكُّن جريمة التطفيف في مجتمعهم.










حقيقة البخس وصوره










والبخس هو الإنقاص على سبيل الظلم والتعييب، أو التزهيد، أو المخادعة عن القيمة، أو الاحتيال في التزيُّد في الكيل والنقصان منه.










وقوله تعالى: {وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ}(سورة الأعراف:85) تشمل الأشياء المادية والمعنوية وليست مقصورة على البيع والشراء فقط، بل تدخل فيها الأعمال والتصرفات، وكذلك تقييم مجهودات الناس، ومعرفة منازلهم، وإنزالهم إياها.










والبخس يشمل النقص والعيب في كل شيء، فهو يشمل بخس الحق، وبخس المال، وبخس العلم، وبخس الفضل، ويشمل أيضاً المساومة والغش والحيَل التي تُنتقص بها الحقوق، ومنه بخس الحقوق المعنوية كالعلوم والفضائل.










وصور بخس الحقوق في زماننا كثيرة، وهي من أسباب المحق، وزوال البركة.










بخس حق الله تعالى وأنبيائه عليهم السلام










فيأتي على رأس جرائم البخس: بخس الله تعالى حقه، فإن المشركين الذين يعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم ويشركون معه غيره، ويزعمون له الولد كقول اليهود: {عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ}(سورة التوبة:30) وكقول النصارى: {الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ}(سورة التوبة:30) وكقول من قال من المشركين: الملائكة بنات الله، وسبّ اليهود لله بقولهم: {إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء}(سورة آل عمران:181) وقولهم: {يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ}(سورة المائدة:64) كل هذا من بخس الله حقه.










ومن ذلك أيضاً ما يفعله أهل الإلحاد في أسمائه من تعطيلها وجحدها، وصرفها عن معانيها التي أنزلها الله - عز وجل - عليها، ومن بخس الرب - سبحانه وتعالى - نسبة النعم إلى غيره.










ويعتبر بخس حق الأنبياء من بخس حق الله تعالى؛ لأنه هو الذي أرسلهم، وسواء كان بخسهم بمحاربتهم، أو جحد رسالتهم، وإلصاق التهم الكاذبة بهم كما قالت قريش عن نبينا - صلى الله عليه وسلم -: ساحر.. كاهن.. كذاب.. مجنون.. به جِنَّة.. ركبته الجنّ ونحو ذلك كما قال تعالى: {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ}(سورة الأنعام:26).










ومن ذلك أذيتهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - حسياً كخنقه وضربه، ووضع سلا الجزور على ظهره وبين كتفيه قال تعالى: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون}(سورة يس:30).










بخس حق الصحابة والعلماء










وبخس حق الصحابة من بخس حق محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنهم نصروه، واختارهم الله لصحبته، فسبُّهم وشتهم، وعيبهم وإلصاق التهم الباطلة بهم كما فعل الضُّلَّال الفجرة الكفرة الذين بخسوا التسعة حقهم، وافتروا عليهم أنهم كتموا النص على أن العاشر منهم خليفة، وكذلك رموا عائشة بما برأها الله منه، فويل لهم مما كسبت ألسنتهم وأيديهم.










وبخس العلماء من أفعال المنافقين خصوصاً في هذه الأيام برميهم بأبشع التهم، وأنهم متحجرون ومنغلقون، ورجعيون، وأغبياء، ووصمهم بأنهم علماء الحيض والنفاس ونحو ذلك؛ فهذا مما يحشده مكرُ المنافقين حول أهل العلم، ويسطرون به المقالات {فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ}(سورة البقرة:79).










ومن بخس العلماء أن يظن الشخص العادي أن بإمكانه أن يفتي كما يفتون، ويفهم كما يفهمون، ويستنبط كما يستنبطون، فيقول: هم رجال ونحن رجال، والله - عز وجل - قد اصطفى العلماء فجعلهم ورثة الأنبياء، وجعل حيتان البحر وكذلك النمل في جحورها - من أكبر مخلوقاته إلى أصغرها - يثنون على العلماء، وهؤلاء المنافقين يطعنون فيهم، فصارت الدواب واللهِ خير منهم.










ومن بخس العالم الزهد فيه، وفي علمه، وعدم إتيانه، وترك استفتائه، وهم يرحلون ويموتون، وبعض الناس لا يعرفون أن في الأمة فلاناً إلا عند موته، فما أشدَّ تقصير هذه الأمة في حق علمائها، وما أشد ما بخستهم حقهم، ولو سألت مراهقاً عن أسماء عشرة لاعبين للكرة لأعطاك أسماء ثلاثين، ولو سألته عن أسماء عشرة من العلماء ما أعطاك خمسة! قال أبو حنيفة: ربما ذهبت بأمي إلى مجلس عمر بن ذر، وربما أمرتني أن اسأله عن مسألة، فآتيه وأقول له: إن أمي أمرتني أن أسألك عن كذا، فيقول: أنت تسألني عن هذا؟ - يعني أنت أعلم مني - فأقول: هي أمرتني، فيقول لي: كيف الجواب حتى أخبرك؟ فأخبره بالجواب، فيخبرني به، فآتي أمي فأخبرها إياه!!










ومن بخس الدين أن يبخس حقِّ دعاته، وطلاب العلم فيه، فلا ينزلون منازلهم، وهذا هو الواقع اليوم حيث تشن الهجمات عليهم، ثم يعظَّم ويُكبَّر، ويُفخَّم ويُضخَّم الرويبضاتُ التافهون من الممثلين، وكُتَّاب قلة الأدب في الروايات المستبشعة، وقد أخبر النبي - عليه الصلاة والسلام - أن من أشراط الساعة أن ينطق الرويبضة، وعرَّفه بأنه الرجل التافه الفويسق يتكلم في أمر العامة، ولذلك تجد الواحد منهم اليوم تفرد له حلقات في القنوات، وتفسح له المجالات في المقالات للكتابات التافهات.










البخس للحقوق المادية والمعنوية










ومن صور البخس عدم نسبة الفضل إلى أهله؛ كأن يسرق الشخص جهود الآخرين وينسبها إلى نفسه، والله يقول: {لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ}(سورة آل عمران:188).










ومن البخس هضم الحقوق المعنوية والفكرية بالاعتداء على محفوظات أهلها الذين حفظوها لأنفسهم، ونسخ محتوياتها، وقد أفتى أهل العلم المعاصرين بحفظ حقوق الملكية الفكرية، وأن ما حصل من اختراع أو ابتكار، أو تأليف أو جمع على نحوٍ غير مسبوق؛ فإن حقوقه محفوظة لصاحبه لا يجوز الاعتداء عليها.










ومن بخس الحقوق نكران فضل الغير ومعروفه؛ خصوصاً عند الخصومة، ومعلوم أن من بالغ في الخصومة أثم، والخصومة بالباطل تؤدي إلى كشف الأستار، وبخس حق الصحبة، والتشهير بالكذب.










ومن بخس حق الأخوة أن يخطب الإنسان على خطبة أخيه، أو أن يشتري على شرائه، أو يبيع على بيعه، أو يسوم على سومه.










بخس حق الأزواج










ومن البخس المتفشي في زماننا بخس الزوجةِ حقَّ زوجها، وبخس الزوج حق زوجته، وقد سماه النبي - صلى الله عليه وسلم - في حق الزوجة كفران العشير فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أريت النار فإذا أكثر أهلها النساء، يكفرن)) قيل: أيكفرن بالله؟ قال: ((يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئاً قالت: ما رأيت منك خيراً قط))[رواه البخاري]، فالإصرار على هذا الكفران من أسباب دخول النار، وفي الحديث: ((لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه))[حديث صحيح] ومن بخس حقه كتمان خيره، وإذاعة ما بدر منه من شر.










ويوجد من النساء من تبخس حق زوجها، وتستطيل عليه؛ لأنها أنجبت له ذكوراًً، وتقول: بخيل ظالم أذاقني الأمرَّين - وهو محسن إليها -، وهذا وإن كان في الظاهر نقص عليه؛ لكن في الحقيقة يقلبه الله إلى ذيوع خير بعد ذلك، حيث إن كثيراً من الافتراءات تظهر، ويبطلها الله بعد حين، ويُظهِر فضل أهلها.


عجبت لمن تعمد بخس حقي


فعلمني به إعزاز نفسي










نوى قصري به فازداد طولي


ونبهني على طيب الخمول


















والخمول هنا هو خمول الذكر (أي الابتعاد عن الشهرة).










فأين هذه الزوجة من تلك التي كانت تقول: زوجي عوني في الشدائد، وعائدي دون كل عائد - يعني يصلني أكثر من أي شخص آخر - إذا غضب لطف، وإذا مرضت عطف، وأين هي من قول الأخرى: إذا دخل الدار دخل ضحّاكاً، فإذا خرج منها خرج بسّاماً.










ومن صور البخس في المقابل: بخس الزوج لحق زوجته كأن يقلل من شأن تعبها، وخدمتها، ورعايتها له ولأبنائه؛ كي لا تطلب منه شيئاً؛ تقول إحداهن: اشتريت له سيارة جديدة للنقل، وأخذ مني عشرين ألفاً لإصلاح الشقة، وشاركته سداد الفواتير والمصروفات، ثم اكتشفت أنه تزوج بالعشرين ألفاً امرأة أخرى، وينفق من الراتب الذي يتقاضاه على التوصيل عليها!!










وأقول: ينبغي على الزوج إذا أخذ من زوجته مالاً ألا يستعمله في نكاحه عليها؛ لأن في ذلك إغاظة لها أيَّما إغاظة، لكن لو تزوج بماله هو فلا عيب ولا حرام.










أين هؤلاء الأزواج من أحمد - رحمه الله - الذي يقول: أقامت معي زوجتي - أمُّ صالح - ثلاثين سنة فما اختلفت أنا وهي في كلمة، وقول القاضي شريح عن امرأته: مكثت معي عشرين سنة لم أعتب عليها في شيء إلا مرَّة واحدة، وكنت لها ظالماً.










ومن البخس للزوجات أن يميل إلى زوجة على حساب الأخرى أو الأخريات فلا يعدل بينهن في النفقة والسكنى والمبيت، وقد قال - عليه الصلاة والسلام -: ((من كان له امرأتان يميل لإحداهما على الأخرى جاء يوم القيامة أحد شقيه مائل)) وفي رواية: ((وشقه ساقط))، والميل الممنوع هنا هو ميل غير القلب؛ لأن ميل القلب يُعذر فيه إذا لم يؤدِّ إلى تركها كالمعلقة؛ تقول إحداهن: أصيب زوجي بفشل كلوي، وتقاعد عن العمل، ويئس من الحياة، وفجأة رأى بصيص أمل بتبرعي له بإحدى كليتيَّ، ونجحت العملية بعد المطابقات، وبعد مدة وجيزة تزوج بأخرى؛ فشعرت بألم، لكن الذي وقع عليَّ وقوع الصاعقة أن زوجته الثانية اشترطت عليه طلاقي لبقائها معه، وفعلاً أعطاني ورقتي.. فأنا أعطيته كليتي وهو سلمني ورقة طلاقي!!










فهل هكذا يكون الجزاء، والله يقول: {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}(سورة الرحمن:60)؟ ثم إن اشتراط امرأة طلاق الأخرى حرام لقوله - عليه الصلاة والسلام -: ((لا يحل لامرأة تسأل طلاق أختها - يعني ضرتها - لستفرغ صحفتها فإن لها ما قُدر لها))[رواه البخاري ومسلم]، فهذه حظوظ الدنيا يقسمها الله تعالى، ولا يجوز لإنسان أن يعتدي على حق آخر.










بخس الضعفاء من الكبائر










ومن البخس أن بعضهم إذا مات أحد أقربائه كادوا لزوجته وأولادها الصغار، وحاولوا الاستيلاء على إرثهم بدراهم معدودة، وثمن بخس، وهذا مع أن بخس اليتامى من أكبر الكبائر، وويل لصاحبه من النار؛ لأن {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا}(سورة النساء:10).










وبخس الضعيف الذي لا يستطيع المحاماة عن حقه، وبخس المستضعف الذي لا يستطيع الدفاع ولا البيان، وبخس المسكين الذي لا يستطيع أن يذهب ليقيم دعوى، أو يطالب؛ لا شك أن هذا أشنع من بخس من يستطيع المحاماة والدفاع، والكل حرام.










البخس في المعاملات










وإذا نظرنا إلى التعليم وجدنا بخساً مشتركاً في بعض الأحيان، فهل يكون من جزاء المعلم مثلاً السبّ أو الشتم، أو الإيذاء سواء كان في بدنه، أو سيارته، أو ثوبه، أو سمعته ونحو ذلك؟ أهكذا يكون جزاء معلم الجيل؟










ومن البخس في المقابل بخس الطالب حقه في الدرجات، وتفضيل غيره عليه مع التساوي، فهذا حرام، وهو مناف للعدل.










وأما بخس الحقوق الوظيفية فهو داخل في قوله تعالى: {وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ}(سورة الأعراف:85)؛ لأن النهي في هذه الجملة العظيمة من كتاب الله شامل وعام، ويدخل في أمور وأحوال كثيرة، فبخس رب العمل لحقوق العمال، واستدراجهم لأخذ العقود، وتغييرها مع أنها قد أبرمت، والمسلمون على شروطهم، وكذلك التقليل من قيمة مجهوداتهم، والحط من أعمالهم، وعدم إيفائهم مقابل ما عملوه سواء بإنقاص عدد الساعات ظلماً، أو إعطائهم جزءاً والمماطلة في الآخر حتى يترك العامل الباقي الذي يستحقه طفشاً، ولا شك أن التطفيش من استلام الحقوق حرام، ومطل الغني ظلم، خاصة أنه بعد ذلك يقول رب العمل: العامل هو الذي ترك حقه، لكن يُقال له: بعد ماذا تركه؟ أبعد المماطلة والتطفيش تقول: هو الذي ترك حقه؟!










هذا يؤخر، وهذا يزيد الأعمال والأعباء على الوقت الذي تعاقد عليه مع العامل، ولا يعطيه مقابل ذلك، ولا يعوضه عن الإضافي، فأعطوا الأجير أجره يا عباد الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ}(سورة المائدة:1).










وفي مقابل ذلك يوجد من العمال من يبخس صاحب الشركة أو المساهمين في الشركة وهم أصحابها، وقد يكونون مليوناً من البشر، فهذا يأخذ راتباً على عمل لا يستحقه، وآخر يأتي متأخراً، ويذهب مبكراً، وهذا يتلف بعض ممتلكات الشركة إهمالاً وتضييعاً، وهذا يسرق، وآخر يبيع أسرار المؤسسة التي هو فيها إلى أخرى منافِسة، أو يحتال من الحيل ما يأخذ به أشياء من حق الشركة، أو يأخذ زبائنها وهو يعمل فيها لعمل خارجي خاص به، فيحولهم عليه، ولا شك أن هذا بخس وظلم.










ومن صور البخس بخس البائع للمشتري والمشتري للبائع قال الطاهر بن عاشور - رحمه الله -: قد يكون البخس متعلقاً بالكمية كأن يقول المشتري: هذا النخل لا يزن أكثر من عشرة وهو يعلم أن مثله يزن اثني عشر، وقد يكون متعلقاً بصفة كأن يقول: هذا البعير شرود، وهو من الرواحل الجيدة ليس بشرود، وقد يكون طريق البخس أن يبذل ثمناً رخيصاً في شيء من شأنه أن يباع غالياً، فيُشعر البائع أن هذا لا يكاد يساوي شيئاً، فيأتي بالسيارة إلى المعرض وصاحب المعرض يقول: ما تساوي القيمة الفلانية، وهي تساويه.










ومن ذلك أن يأتي بالذهب إلى صاحب المحل ويقول: لا يكاد يساوي إلا كذا، وهو مثله ونصف مثلاً، ومن صور ذلك أن يقول للبائع: بيتك ما يساوي إلا كذا - وهو يعلم أنه يساوي أكثر من ذلك - فإذا اشتراه منه باعه بالأكثر الذي كان قبل شرائه لا يساويه، ثم يقول لأصحابه: أقنعناه أن يبيع بكذا، فالمشكلة أنهم يعتبرون هذه الصور من الاحتيال مماكسة وذكاء، والله يقول: {وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ}(سورة الأعراف:85).










ومنهم من يُظهر للبائع أن في سلعته عيوباً وليس ثمة عيوب، أو يضخم العيوب ويبالغ فيها وقد قال جرير بن عبد الله - رضي الله عنه -: "بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على النصح لكل مسلم"، والنصح لكل مسلم معناه أن تبين له وتعطيه حقه


يا ليتني أبيع الشيء يكسب فيه


أحب شيء إلى نفسي معاملة










المشتري الربح ديناراً بعشرينا


كسب العميل فنأتيه ويأتينا


















الشريعة تدعو إلى الكمال










ولما نهى الله عن البخس أمر بالإكمال وهذه قاعدة عظيمة في الشريعة؛ فإنها إذا أمرت بشيء نهت عن ضده؛ لتكتمل الصورة، ويحسن الاحتياط من الجانبين، وليكون الشيء الذي هو مراد الشارع موفوراً كاملاً قال الله - عز وجل -: {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ* الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ}(سورة المطففين:1-2) أي: في حقوقهم {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ}(سورة المطففين:3) أي: في حق غيرهم، ولذلك قال - عليه الصلاة والسلام - للوزان: ((زِن وأرْجِح)) أي: اجعل كفة الميزان راجحة لصالح المشتري، وقال ابن عباس لأصحاب المكيال والميزان في السوق: "إنكم قد وليتم أمرين هلكت فيهما الأمم السالفة قبلكم: الكيل، والميزان"، وكان ابن عمر يمر بالبائع فيقول: "اتق الله، وأوف الكيل والوزن بالقسط، فإن المطففين يوم القيامة يوقفون حتى إن العرق ليلجمهم إلى أنصاف آذانهم"، وقال - عليه الصلاة والسلام -: ((إن التجار هم الفجار)) فقال رجل: يا رسول الله، ألم يحل الله البيع؟ قال: ((بلى ولكنهم يحدثون فيكذبون، ويحلفون فيأثمون))[رواه أحمد وهو حديث صحيح]، فهذا عن نوع معين من هؤلاء التجار الذين يفعلون هذا، والأمناء قليل ما هم.










ولقد أهلك الله - عز وجل - قوم شعيب بأمور منها التطفيف في المكيال والميزان، وبخس الناس أشياءهم، فدل ذلك على أن هذه الجريمة من الكبائر، وحين سئل مالك - رحمه الله - عن رجل جعل في مكياله زفتاً - وهي مادة ثقيلة - ليرفع به الكيل فقال - رحمه الله -: "أرى أن يُعاقَبَ بإخراجه من السوق" وهذا ما يسمى اليوم بسحب الترخيص، وعدم التجديد للسجل، فهكذا كانت فتوى مالك أن يحرم الشخص من البيع بالسوق عند اكتشاف الغش.










اللهم إنا نسألك أن تجعلنا ممن يؤدي حقوق الناس يا رب العالمين، اللهم اجعلنا من الذين يتممون الحقوق ويؤدونها إلى أهلها، ولا تجعلنا من المطففين، ولا من الذين يبخسون الناس أشياءهم، اللهم إنا نسألك العدل في أهلينا وما ولينا، اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وكلمة الحق في الغضب والرضا، والقصد في الغنى والفقر، ونسألك نعيماً لا ينفد، وقرة عين لا تنقطع.










أقول قولي هذا، واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.




















ولاتبخسوا الناس اشيائهم







--------------------------------------------------------------------------------


































لقد أمر ربنا - سبحانه وتعالى - بإيفاء الحقوق وإيصالها إلى أصحابها، وتكميلها وإتمامها، وحذرنا من بخسها ونقصها، وغمط أهلها، وهذا من أُسس دعوات الأنبياء، وقد قال شعيب - عليه السلام - لقومه: {وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ}(سورة الأعراف:85) بعد أن أمرهم بالتوحيد، ونهاهم عن الشرك فقال: {يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}(سورة الأعراف:85)، وأنذرهم بإرساله إليهم فقال: {قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ}(سورة الأعراف:85)، وأمرهم بإكمال الحق فقال: {فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ}(سورة الأعراف:85)، ونهاهم عن النقص فقال: {وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ}(سورة الأعراف:85).










وهكذا فإن قضية إعطاء الحقوق، وتكميلها؛ هي من أسس دعوات الأنبياء، وقد جاءت في القرآن بأسلوب النهي عن الإنقاص فقال تعالى: {وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ}(سورة هود:84)، وجاءت بأسلوب الأمر بالتوفية والإتمام {فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ}(سورة الأعراف:85) وفي آية أخرى: {أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ}(سورة هود:85)، وهذا لتمكُّن جريمة التطفيف في مجتمعهم.










حقيقة البخس وصوره










والبخس هو الإنقاص على سبيل الظلم والتعييب، أو التزهيد، أو المخادعة عن القيمة، أو الاحتيال في التزيُّد في الكيل والنقصان منه.










وقوله تعالى: {وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ}(سورة الأعراف:85) تشمل الأشياء المادية والمعنوية وليست مقصورة على البيع والشراء فقط، بل تدخل فيها الأعمال والتصرفات، وكذلك تقييم مجهودات الناس، ومعرفة منازلهم، وإنزالهم إياها.










والبخس يشمل النقص والعيب في كل شيء، فهو يشمل بخس الحق، وبخس المال، وبخس العلم، وبخس الفضل، ويشمل أيضاً المساومة والغش والحيَل التي تُنتقص بها الحقوق، ومنه بخس الحقوق المعنوية كالعلوم والفضائل.










وصور بخس الحقوق في زماننا كثيرة، وهي من أسباب المحق، وزوال البركة.










بخس حق الله تعالى وأنبيائه عليهم السلام










فيأتي على رأس جرائم البخس: بخس الله تعالى حقه، فإن المشركين الذين يعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم ويشركون معه غيره، ويزعمون له الولد كقول اليهود: {عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ}(سورة التوبة:30) وكقول النصارى: {الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ}(سورة التوبة:30) وكقول من قال من المشركين: الملائكة بنات الله، وسبّ اليهود لله بقولهم: {إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء}(سورة آل عمران:181) وقولهم: {يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ}(سورة المائدة:64) كل هذا من بخس الله حقه.










ومن ذلك أيضاً ما يفعله أهل الإلحاد في أسمائه من تعطيلها وجحدها، وصرفها عن معانيها التي أنزلها الله - عز وجل - عليها، ومن بخس الرب - سبحانه وتعالى - نسبة النعم إلى غيره.










ويعتبر بخس حق الأنبياء من بخس حق الله تعالى؛ لأنه هو الذي أرسلهم، وسواء كان بخسهم بمحاربتهم، أو جحد رسالتهم، وإلصاق التهم الكاذبة بهم كما قالت قريش عن نبينا - صلى الله عليه وسلم -: ساحر.. كاهن.. كذاب.. مجنون.. به جِنَّة.. ركبته الجنّ ونحو ذلك كما قال تعالى: {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ}(سورة الأنعام:26).










ومن ذلك أذيتهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - حسياً كخنقه وضربه، ووضع سلا الجزور على ظهره وبين كتفيه قال تعالى: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون}(سورة يس:30).










بخس حق الصحابة والعلماء










وبخس حق الصحابة من بخس حق محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنهم نصروه، واختارهم الله لصحبته، فسبُّهم وشتهم، وعيبهم وإلصاق التهم الباطلة بهم كما فعل الضُّلَّال الفجرة الكفرة الذين بخسوا التسعة حقهم، وافتروا عليهم أنهم كتموا النص على أن العاشر منهم خليفة، وكذلك رموا عائشة بما برأها الله منه، فويل لهم مما كسبت ألسنتهم وأيديهم.










وبخس العلماء من أفعال المنافقين خصوصاً في هذه الأيام برميهم بأبشع التهم، وأنهم متحجرون ومنغلقون، ورجعيون، وأغبياء، ووصمهم بأنهم علماء الحيض والنفاس ونحو ذلك؛ فهذا مما يحشده مكرُ المنافقين حول أهل العلم، ويسطرون به المقالات {فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ}(سورة البقرة:79).










ومن بخس العلماء أن يظن الشخص العادي أن بإمكانه أن يفتي كما يفتون، ويفهم كما يفهمون، ويستنبط كما يستنبطون، فيقول: هم رجال ونحن رجال، والله - عز وجل - قد اصطفى العلماء فجعلهم ورثة الأنبياء، وجعل حيتان البحر وكذلك النمل في جحورها - من أكبر مخلوقاته إلى أصغرها - يثنون على العلماء، وهؤلاء المنافقين يطعنون فيهم، فصارت الدواب واللهِ خير منهم.










ومن بخس العالم الزهد فيه، وفي علمه، وعدم إتيانه، وترك استفتائه، وهم يرحلون ويموتون، وبعض الناس لا يعرفون أن في الأمة فلاناً إلا عند موته، فما أشدَّ تقصير هذه الأمة في حق علمائها، وما أشد ما بخستهم حقهم، ولو سألت مراهقاً عن أسماء عشرة لاعبين للكرة لأعطاك أسماء ثلاثين، ولو سألته عن أسماء عشرة من العلماء ما أعطاك خمسة! قال أبو حنيفة: ربما ذهبت بأمي إلى مجلس عمر بن ذر، وربما أمرتني أن اسأله عن مسألة، فآتيه وأقول له: إن أمي أمرتني أن أسألك عن كذا، فيقول: أنت تسألني عن هذا؟ - يعني أنت أعلم مني - فأقول: هي أمرتني، فيقول لي: كيف الجواب حتى أخبرك؟ فأخبره بالجواب، فيخبرني به، فآتي أمي فأخبرها إياه!!










ومن بخس الدين أن يبخس حقِّ دعاته، وطلاب العلم فيه، فلا ينزلون منازلهم، وهذا هو الواقع اليوم حيث تشن الهجمات عليهم، ثم يعظَّم ويُكبَّر، ويُفخَّم ويُضخَّم الرويبضاتُ التافهون من الممثلين، وكُتَّاب قلة الأدب في الروايات المستبشعة، وقد أخبر النبي - عليه الصلاة والسلام - أن من أشراط الساعة أن ينطق الرويبضة، وعرَّفه بأنه الرجل التافه الفويسق يتكلم في أمر العامة، ولذلك تجد الواحد منهم اليوم تفرد له حلقات في القنوات، وتفسح له المجالات في المقالات للكتابات التافهات.










البخس للحقوق المادية والمعنوية










ومن صور البخس عدم نسبة الفضل إلى أهله؛ كأن يسرق الشخص جهود الآخرين وينسبها إلى نفسه، والله يقول: {لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ}(سورة آل عمران:188).










ومن البخس هضم الحقوق المعنوية والفكرية بالاعتداء على محفوظات أهلها الذين حفظوها لأنفسهم، ونسخ محتوياتها، وقد أفتى أهل العلم المعاصرين بحفظ حقوق الملكية الفكرية، وأن ما حصل من اختراع أو ابتكار، أو تأليف أو جمع على نحوٍ غير مسبوق؛ فإن حقوقه محفوظة لصاحبه لا يجوز الاعتداء عليها.










ومن بخس الحقوق نكران فضل الغير ومعروفه؛ خصوصاً عند الخصومة، ومعلوم أن من بالغ في الخصومة أثم، والخصومة بالباطل تؤدي إلى كشف الأستار، وبخس حق الصحبة، والتشهير بالكذب.










ومن بخس حق الأخوة أن يخطب الإنسان على خطبة أخيه، أو أن يشتري على شرائه، أو يبيع على بيعه، أو يسوم على سومه.










بخس حق الأزواج










ومن البخس المتفشي في زماننا بخس الزوجةِ حقَّ زوجها، وبخس الزوج حق زوجته، وقد سماه النبي - صلى الله عليه وسلم - في حق الزوجة كفران العشير فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أريت النار فإذا أكثر أهلها النساء، يكفرن)) قيل: أيكفرن بالله؟ قال: ((يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئاً قالت: ما رأيت منك خيراً قط))[رواه البخاري]، فالإصرار على هذا الكفران من أسباب دخول النار، وفي الحديث: ((لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه))[حديث صحيح] ومن بخس حقه كتمان خيره، وإذاعة ما بدر منه من شر.










ويوجد من النساء من تبخس حق زوجها، وتستطيل عليه؛ لأنها أنجبت له ذكوراًً، وتقول: بخيل ظالم أذاقني الأمرَّين - وهو محسن إليها -، وهذا وإن كان في الظاهر نقص عليه؛ لكن في الحقيقة يقلبه الله إلى ذيوع خير بعد ذلك، حيث إن كثيراً من الافتراءات تظهر، ويبطلها الله بعد حين، ويُظهِر فضل أهلها.


عجبت لمن تعمد بخس حقي


فعلمني به إعزاز نفسي










نوى قصري به فازداد طولي


ونبهني على طيب الخمول


















والخمول هنا هو خمول الذكر (أي الابتعاد عن الشهرة).










فأين هذه الزوجة من تلك التي كانت تقول: زوجي عوني في الشدائد، وعائدي دون كل عائد - يعني يصلني أكثر من أي شخص آخر - إذا غضب لطف، وإذا مرضت عطف، وأين هي من قول الأخرى: إذا دخل الدار دخل ضحّاكاً، فإذا خرج منها خرج بسّاماً.










ومن صور البخس في المقابل: بخس الزوج لحق زوجته كأن يقلل من شأن تعبها، وخدمتها، ورعايتها له ولأبنائه؛ كي لا تطلب منه شيئاً؛ تقول إحداهن: اشتريت له سيارة جديدة للنقل، وأخذ مني عشرين ألفاً لإصلاح الشقة، وشاركته سداد الفواتير والمصروفات، ثم اكتشفت أنه تزوج بالعشرين ألفاً امرأة أخرى، وينفق من الراتب الذي يتقاضاه على التوصيل عليها!!










وأقول: ينبغي على الزوج إذا أخذ من زوجته مالاً ألا يستعمله في نكاحه عليها؛ لأن في ذلك إغاظة لها أيَّما إغاظة، لكن لو تزوج بماله هو فلا عيب ولا حرام.










أين هؤلاء الأزواج من أحمد - رحمه الله - الذي يقول: أقامت معي زوجتي - أمُّ صالح - ثلاثين سنة فما اختلفت أنا وهي في كلمة، وقول القاضي شريح عن امرأته: مكثت معي عشرين سنة لم أعتب عليها في شيء إلا مرَّة واحدة، وكنت لها ظالماً.










ومن البخس للزوجات أن يميل إلى زوجة على حساب الأخرى أو الأخريات فلا يعدل بينهن في النفقة والسكنى والمبيت، وقد قال - عليه الصلاة والسلام -: ((من كان له امرأتان يميل لإحداهما على الأخرى جاء يوم القيامة أحد شقيه مائل)) وفي رواية: ((وشقه ساقط))، والميل الممنوع هنا هو ميل غير القلب؛ لأن ميل القلب يُعذر فيه إذا لم يؤدِّ إلى تركها كالمعلقة؛ تقول إحداهن: أصيب زوجي بفشل كلوي، وتقاعد عن العمل، ويئس من الحياة، وفجأة رأى بصيص أمل بتبرعي له بإحدى كليتيَّ، ونجحت العملية بعد المطابقات، وبعد مدة وجيزة تزوج بأخرى؛ فشعرت بألم، لكن الذي وقع عليَّ وقوع الصاعقة أن زوجته الثانية اشترطت عليه طلاقي لبقائها معه، وفعلاً أعطاني ورقتي.. فأنا أعطيته كليتي وهو سلمني ورقة طلاقي!!










فهل هكذا يكون الجزاء، والله يقول: {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}(سورة الرحمن:60)؟ ثم إن اشتراط امرأة طلاق الأخرى حرام لقوله - عليه الصلاة والسلام -: ((لا يحل لامرأة تسأل طلاق أختها - يعني ضرتها - لستفرغ صحفتها فإن لها ما قُدر لها))[رواه البخاري ومسلم]، فهذه حظوظ الدنيا يقسمها الله تعالى، ولا يجوز لإنسان أن يعتدي على حق آخر.










بخس الضعفاء من الكبائر










ومن البخس أن بعضهم إذا مات أحد أقربائه كادوا لزوجته وأولادها الصغار، وحاولوا الاستيلاء على إرثهم بدراهم معدودة، وثمن بخس، وهذا مع أن بخس اليتامى من أكبر الكبائر، وويل لصاحبه من النار؛ لأن {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا}(سورة النساء:10).










وبخس الضعيف الذي لا يستطيع المحاماة عن حقه، وبخس المستضعف الذي لا يستطيع الدفاع ولا البيان، وبخس المسكين الذي لا يستطيع أن يذهب ليقيم دعوى، أو يطالب؛ لا شك أن هذا أشنع من بخس من يستطيع المحاماة والدفاع، والكل حرام.










البخس في المعاملات










وإذا نظرنا إلى التعليم وجدنا بخساً مشتركاً في بعض الأحيان، فهل يكون من جزاء المعلم مثلاً السبّ أو الشتم، أو الإيذاء سواء كان في بدنه، أو سيارته، أو ثوبه، أو سمعته ونحو ذلك؟ أهكذا يكون جزاء معلم الجيل؟










ومن البخس في المقابل بخس الطالب حقه في الدرجات، وتفضيل غيره عليه مع التساوي، فهذا حرام، وهو مناف للعدل.










وأما بخس الحقوق الوظيفية فهو داخل في قوله تعالى: {وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ}(سورة الأعراف:85)؛ لأن النهي في هذه الجملة العظيمة من كتاب الله شامل وعام، ويدخل في أمور وأحوال كثيرة، فبخس رب العمل لحقوق العمال، واستدراجهم لأخذ العقود، وتغييرها مع أنها قد أبرمت، والمسلمون على شروطهم، وكذلك التقليل من قيمة مجهوداتهم، والحط من أعمالهم، وعدم إيفائهم مقابل ما عملوه سواء بإنقاص عدد الساعات ظلماً، أو إعطائهم جزءاً والمماطلة في الآخر حتى يترك العامل الباقي الذي يستحقه طفشاً، ولا شك أن التطفيش من استلام الحقوق حرام، ومطل الغني ظلم، خاصة أنه بعد ذلك يقول رب العمل: العامل هو الذي ترك حقه، لكن يُقال له: بعد ماذا تركه؟ أبعد المماطلة والتطفيش تقول: هو الذي ترك حقه؟!










هذا يؤخر، وهذا يزيد الأعمال والأعباء على الوقت الذي تعاقد عليه مع العامل، ولا يعطيه مقابل ذلك، ولا يعوضه عن الإضافي، فأعطوا الأجير أجره يا عباد الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ}(سورة المائدة:1).










وفي مقابل ذلك يوجد من العمال من يبخس صاحب الشركة أو المساهمين في الشركة وهم أصحابها، وقد يكونون مليوناً من البشر، فهذا يأخذ راتباً على عمل لا يستحقه، وآخر يأتي متأخراً، ويذهب مبكراً، وهذا يتلف بعض ممتلكات الشركة إهمالاً وتضييعاً، وهذا يسرق، وآخر يبيع أسرار المؤسسة التي هو فيها إلى أخرى منافِسة، أو يحتال من الحيل ما يأخذ به أشياء من حق الشركة، أو يأخذ زبائنها وهو يعمل فيها لعمل خارجي خاص به، فيحولهم عليه، ولا شك أن هذا بخس وظلم.










ومن صور البخس بخس البائع للمشتري والمشتري للبائع قال الطاهر بن عاشور - رحمه الله -: قد يكون البخس متعلقاً بالكمية كأن يقول المشتري: هذا النخل لا يزن أكثر من عشرة وهو يعلم أن مثله يزن اثني عشر، وقد يكون متعلقاً بصفة كأن يقول: هذا البعير شرود، وهو من الرواحل الجيدة ليس بشرود، وقد يكون طريق البخس أن يبذل ثمناً رخيصاً في شيء من شأنه أن يباع غالياً، فيُشعر البائع أن هذا لا يكاد يساوي شيئاً، فيأتي بالسيارة إلى المعرض وصاحب المعرض يقول: ما تساوي القيمة الفلانية، وهي تساويه.










ومن ذلك أن يأتي بالذهب إلى صاحب المحل ويقول: لا يكاد يساوي إلا كذا، وهو مثله ونصف مثلاً، ومن صور ذلك أن يقول للبائع: بيتك ما يساوي إلا كذا - وهو يعلم أنه يساوي أكثر من ذلك - فإذا اشتراه منه باعه بالأكثر الذي كان قبل شرائه لا يساويه، ثم يقول لأصحابه: أقنعناه أن يبيع بكذا، فالمشكلة أنهم يعتبرون هذه الصور من الاحتيال مماكسة وذكاء، والله يقول: {وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ}(سورة الأعراف:85).










ومنهم من يُظهر للبائع أن في سلعته عيوباً وليس ثمة عيوب، أو يضخم العيوب ويبالغ فيها وقد قال جرير بن عبد الله - رضي الله عنه -: "بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على النصح لكل مسلم"، والنصح لكل مسلم معناه أن تبين له وتعطيه حقه


يا ليتني أبيع الشيء يكسب فيه


أحب شيء إلى نفسي معاملة










المشتري الربح ديناراً بعشرينا


كسب العميل فنأتيه ويأتينا


















الشريعة تدعو إلى الكمال










ولما نهى الله عن البخس أمر بالإكمال وهذه قاعدة عظيمة في الشريعة؛ فإنها إذا أمرت بشيء نهت عن ضده؛ لتكتمل الصورة، ويحسن الاحتياط من الجانبين، وليكون الشيء الذي هو مراد الشارع موفوراً كاملاً قال الله - عز وجل -: {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ* الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ}(سورة المطففين:1-2) أي: في حقوقهم {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ}(سورة المطففين:3) أي: في حق غيرهم، ولذلك قال - عليه الصلاة والسلام - للوزان: ((زِن وأرْجِح)) أي: اجعل كفة الميزان راجحة لصالح المشتري، وقال ابن عباس لأصحاب المكيال والميزان في السوق: "إنكم قد وليتم أمرين هلكت فيهما الأمم السالفة قبلكم: الكيل، والميزان"، وكان ابن عمر يمر بالبائع فيقول: "اتق الله، وأوف الكيل والوزن بالقسط، فإن المطففين يوم القيامة يوقفون حتى إن العرق ليلجمهم إلى أنصاف آذانهم"، وقال - عليه الصلاة والسلام -: ((إن التجار هم الفجار)) فقال رجل: يا رسول الله، ألم يحل الله البيع؟ قال: ((بلى ولكنهم يحدثون فيكذبون، ويحلفون فيأثمون))[رواه أحمد وهو حديث صحيح]، فهذا عن نوع معين من هؤلاء التجار الذين يفعلون هذا، والأمناء قليل ما هم.










ولقد أهلك الله - عز وجل - قوم شعيب بأمور منها التطفيف في المكيال والميزان، وبخس الناس أشياءهم، فدل ذلك على أن هذه الجريمة من الكبائر، وحين سئل مالك - رحمه الله - عن رجل جعل في مكياله زفتاً - وهي مادة ثقيلة - ليرفع به الكيل فقال - رحمه الله -: "أرى أن يُعاقَبَ بإخراجه من السوق" وهذا ما يسمى اليوم بسحب الترخيص، وعدم التجديد للسجل، فهكذا كانت فتوى مالك أن يحرم الشخص من البيع بالسوق عند اكتشاف الغش.










اللهم إنا نسألك أن تجعلنا ممن يؤدي حقوق الناس يا رب العالمين، اللهم اجعلنا من الذين يتممون الحقوق ويؤدونها إلى أهلها، ولا تجعلنا من المطففين، ولا من الذين يبخسون الناس أشياءهم، اللهم إنا نسألك العدل في أهلينا وما ولينا، اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وكلمة الحق في الغضب والرضا، والقصد في الغنى والفقر، ونسألك نعيماً لا ينفد، وقرة عين لا تنقطع.










أقول قولي هذا، واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
















































من أهوال يوم القيامة

من أهوال يوم القيامة
------------------------------


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سكون يخيم علي كل شيء صمت رهيب وهدوء
عجيب ليس هناك سوي موتى وقبور
انتهي الزمان
وفات الأوان صيحة عالية رهيبة تشق الصمت يدوي صوتها في الفضاء
توقظ الموتى
تبعثر القبور
تنشق الأرض
يخرج منها البشر حفاة عراة عليهم غبار قبورهم كلهم يسرعون يلبون النداء ..
فاليوم هو يوم القيامة

لا كلام ينظر الناس حولهم في ذهول هل هذه الارض التي عشنا عليها ؟؟؟

الجبال دكت
الانهار جفت
البحار اشتعلت
الأرض غير الأرض
السماء غير السماء
لا مفر من تلبية النداء وقعت الواقعة !!!!

الكل يصمت ..
الكل مشغول بنفسه لا يفكر إلا في مصيبته ..
الآن اكتمل العدد ..
من الإنس ..
والجن ..
والشياطين ..
والوحوش ..

الكل واقفون في ارض واحدة فجأة ...

تتعلق العيون بالسماء انها تنشق في صوت رهيب يزيد الرعب
رعبا والفزع فزعا ينزل من السماء ملائكة اشكالهم رهيبة يقفون صفا واحدا
في خشوع وذل يفزع الناس يسألونهم أفيكم ربنا ... ؟؟؟!!!
ترتجف الملائكة سبحان ربنا ليس بيننا ولكنه آت ...
يتوالي نزول الملائكة حتى ينزل حملة العرش ينطلق منهم صوت التسبيح عاليا في صمت الخلائق ثم ينزل الله تبارك وتعالي في جلاله وملكه ويضع كرسيه حيث يشاء من ارضه ويقول سبحانه ) يا معشر الجن والانس اني قد انصت اليكم منذ ان خلقتكم الي يومكم هذا اسمع قولكم وابصر اعمالكم ..) فانصتوا اليّ فانما هي اعمالكم وصحفكم تقرأ عليكم فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه
الناس ابصارهم زائغة
والشمس تدنو من الرؤس من فوقهم لا يفصل بينهم وبينها الا ميل واحد
ولكنها في هذا اليوم حرها مضاعف انا وأنت واقفون معهم نبكي دموعنا تنهمر من الفزع والخوف الكل ينتظر ..
ويطول الانتظار ..
خمســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون ألف سنة

تقف لا تدري إلى أين تمضي ..
إلى الجنة ..
أو النار ..
خمسون الف سنة

ولا شربة ماء تلتهب الافواه والامعاء ..
الكل ينتظر ..
البعض يطلب الرحمة ولو بالذهاب الي النار
من هول الموقف ..
وطول الانتظار لهذه الدرجة نعم ؟!

ماذا أفعل ..

هل من ملجأ يومئذ من كل هذا ؟؟؟
نعم فهناك أصحاب الامتيازات الخاصة الذين يظلهم الله تحت عرشه منهم
شاب نشأ في طاعة الله
ومنهم رجل قلبه معلق بالمساجد
ومنهم من ذكر الله خاليا ففاضت عيناه
هل أنت من هؤلاء ؟..
الأمل الأخير ..

ما حال بقية الناس ؟..
يجثون علي ركبهم خائفين ..
أليس هذا هو أدم أبو البشر ؟..
أليس هذا من أسجد الله له الملائكة ؟
الكل يجري اليه ..
اشفع لنا عند الله ..
اسأله أن يصرفنا من هذا الموقف ..
فيقول : ان ربى قد غضب اليوم غضبا لم يغضب مثله من قبل ..
نفسي نفسي ..

ثم يجرون إلى موسي
فيقول : نفسي نفسي ..

ثم يجرون إلى عيسي
فيقول : نفسي نفسي ..

وأنت معهم تهتف نفسي نفسي .....

فاذا بهم يرون محمد صلي الله عليه وسلم ..
فيسرعون اليه ..
فينطلق إلى ربه ويستأذن عليه ..
فيؤذن له ويقال سل تعط واشفع تشفع ..

والناس كلهم يرتقبون ..
فاذا بنور باهر ..
انه نور عرش الرحمن ..
وأشرقت الارض بنور ربها ..
سيبدأ الحساب ..

ينادي ..
فلان بن فلان ..
انه اسمك أنت ..
تفزع من مكانك ..

يأتي عليك الملائكة ..
يمسكون بك من كتفيك ..
يمشون بك في وسط الخلائق الراكعة على أرجلها ..
وكلهم ينظرون اليك ..

صوت جهنم يزأر في أذنك ..
وأيدي الملائكة علي كتفك ..
ويذهبون بك لتقف أمام الله للسؤال ..... .

ويبدأ مشهد جديد...
هذا المشهد سادعه لك أخي ولك يا أختي ..
فكل واحد منا يعرف ماذا عمل في حياته

هل أطعت الله ورسوله محمد صلي الله عليه وسلم ؟..

هل قرأت القرآن الكريم وعملت بأحكامه ؟..

هل عملت بسنة نبينا محمد صلي الله عليه وسلم ؟..

هل أديت الصلاه في وقتها ؟..

هل صمت رمضان ايمانا واحتسابا ؟..

هل تجنبت النفاق أمام الناس بحثا عن الشهرة ؟..

هل أديت فريضة الحج ؟..

هل أديت زكاة مالك ؟..

هل بررت أمك واباك ؟..

هل كنت صادقا مع نفسك ..
ومع الناس ..
أم كنت ..
تكذب ..
وتكذب ..
وتكذب ؟؟..

هل كنت حسن الخلق ..
أم عديم الأخلاق ؟..

هل ..
وهل ...
وهل ؟؟

هناك الحساب ....
أما الآن ...!!!
فاعمل لذلك اليوم ...
ولا تدخر جهداَ ..
واعمل عملاَ يدخلك الجنة ..
ويبيض وجهك أمام الله يوم تلقاه ليحاسبك ..
وإلا فإن جهنم هي المأوى ..
واعلم أن الله كما أنه غفور رحيم ..
هو أيضا شديد العقاب .








( اللهم اجعلنا ممن يسمعون القول ويتبعون احسنه يارب العالمين )
اللهم احسن خاتمتنا

صدق فغنم الدنيا وثواب الآخرة

صدق فغنم الدنيا وثواب الآخرة



يحكى أن رجلاً من الصالحين كان يوصي عماله في المحل أن يكشف عن عيوب بضاعته إن وجدت ..
وكلما جاء مشتر أطلعه على العيب ، فجاء ذات يوم يهودي فاشترى ثوباً معيباً ، ولم يكن صاحب المحل موجوداً ..
فقال العامل : هذا يهودي لا يهمنا أن نطلعه على حقيقة الثوب ، ثم حضر صاحب المحل فسأله عن الثوب ..
فقال : بعته لليهودي بثلاثة آلاف درهم ولم أطلعه على عيبه ..
فقال : أين هو؟..
فقال : سافر مع القافلة ..
فأخذ الرجل المال معه ثم تبع القافلة وأدركها بعد ثلاثة أيام .


فقال : يا هذا شريت ثوب كذا وكذا به عيب .. فخذ دراهمك وهات ثوبي .. 
فقال اليهودي : ما حملك على هذا ؟..
فقال الرجل : الإسلام .. وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من غشنا فليس منا "
قال اليهودي : والدراهم التي دفعتها لك مزيفة .. فخذ بدلها ثلاثة آلاف صحيحة .. وأزيدك أكثر من هذا :

أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله


الله أكــــــــبـــــــر
الله أكـــــبـــــر
الله أكــبــر






مما وردني عبر الإيميل



 

من الرجل الذي لاتنساه المراة

بسم الله الرحمن الرحيم

من الرجل الذي لا تنساه المراة ؟..









* الرجل الذي يكون كريم في عواطفه ويده ويهبها الأمان والحنان.
* اللين في تعامله والرقيق في مشاعره القوي في شخصيته بدون غرور الواثق من نفسه.
* الذي تشعر وهي معه برجولته وأنوثتها.
* إذا تحدث تنبهر من أسلوبه وحسن حديثه ولا تمله.
* الذي يدللها ويرويها عشقا.
* الذي يتقن فن النظرات تجاهها.
* الذي يقدر احساسها ومشاعرها ويحن عليها وقت حزنها وألمها .
* الذي يستمع لها ويقدر رأيها ويطلب مشاركتها ويحترم رأيها.
* الذي في بعض الأمور يفضلها على نفسه.
* الذي إذا كانت أخطاؤها بسيطة يسامح ويعفو.
* الذي يكون غيور عليها دون تحكم أو تسلط.
* أن يطرب مسمعها بكلمات دافئة مليئة بالحب والغزل.
* أن يتحمل تقلب مزاجها ويشاطرها المزاح والضحك.
* أن يفرح إذا فرحت ويحزن إذا حزنت ويقف معها سندا لها.
* الذي تشعر أنه يحتاجها في كل لحظة.
* الذي تهبه عمرها لثقتها به وتعتمد عليه.
* الذي يشركها بمعرفتها أسراره.
* الذي يشعرها أنها ملكت فؤاده وعقله.
* الذي ترى دمعه ولا يخفيها عنها.
* الذي يفتخر بها ويراها في عينه جوهرة ثمينة.

 
يا الله من الرجل الذي يمتلك كل هذه الاشياء ويقدر يوفرها
 





قصة النبي سليمان مع النملة والدودة العمياء

قصة النبي سليمان مع النملة والدودة العمياء

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته





ذكروا أن النبي سليمان كان جالساً على شاطىء بحر أو ضفة نهر فبصر بنملة تحمل حبة قمح تذهب بها نحو الماء ..
فجعل سليمان ينظر إليها حتى بلغت الماء فإذا بضفدعة قد أخرجت رأسها من الماء ففتحت فاها فدخلت النملة وغاصت الضفدعة فى الماء ساعات طويلة ..
وسليمان يتفكر فى ذلك متعجباً ..
ثم خرجت الضفدعة من الماء وفتحت فاها فخرجت النملة ولم يكن معها الحبة ..
فدعاها سليمان عليه السلام وسألها وشأنها .. وأين كانت ؟
فقالت : يا نبىّ الله إن فى قعر هذا الماء الذى تراه صخرة مجوَّفة وفى جوفها دودة عمياء وقد خلقها الله تعالى هنالك ..
فلا تقدر أن تخرج منها لطلب معاشها ..
وقد وكلنى الله برزقها فأنا أحمل رزقها ..
وسخر الله تعالى هذه الضفدعة لتحملنى ..
فلا يضرنى الماء فى فيها وتضع الضفدعة فاهها على ثقب الصخرة .. وأدخلها ثم إذا أوصلت رزقها إليها وخرجت من ثقب الصخرة إلى فيها فتخرجنى من الماء ..
فقال سليمان عليه السلام : وهل سمعتِ لها من تسبيح أو دعاء
قالت : نعم ..
فقال : ماهو ..!
فقالت :
(( يا من لا ينسانى فى جوف هذه اللجة برزقك
لا تنس عبادك المؤمنين برحمتك ))


اللهم يا من رزقت الدودة العمياء في جوف الصخرة الصماء
ان ترزقنا الرزق الكثير المبارك الحلال الطيب
وأن تبارك لنا في ما وهبته وأكرمتنا به
بـرحـمـتـك يـا أرحـم الراحمين
أنك على كل شيء قدير

عزمي عبدالله محمود عمران: لماذا مشى النبي صلى الله عليه وسلم على أطراف أصابع...

عزمي عبدالله محمود عمران: لماذا مشى النبي صلى الله عليه وسلم على أطراف أصابع...: "لماذآ مشى النبي صلى الله عليه وسلم على أطرآف أصابعه ..! قصة تقشعر منها الآبدان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذا مافعله ثعلبه&nb..."

لماذا مشى النبي صلى الله عليه وسلم على أطراف أصابعه

لماذآ مشى النبي صلى الله عليه وسلم على أطرآف أصابعه ..!
قصة تقشعر منها الآبدان




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


هذا مافعله ثعلبه ..
إذاً ماذا نفعل نحن بذنوبنا العظيمة ؟..


كان ثعلبه بن عبدالرحمن رضي الله عنه ، يخدم النبي صلى الله عليه و سلم في جميع شؤونه ، وذات يوم بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم في حاجة له ، فمر ببان رجل من الأنصار فرأى امرأة تغتسل وأطال النظر إليها .


فأخذته الرهبة وخاف أن ينزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بما صنع ، فلم يعد إلى النبي ودخل جبالاً بين مكه والمدينة ، ومكث فيها قرابة أربعين يوماً ، فنزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم وقال : يامحمد عن ربك يقرئك السلام ويقول لك أن رجلاً من امتك بين حفرة في الجبال متعوذ بي .

فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب وسلمان الفارسي : انطلقا فأتياني بثعلبة بن عبد الرحمن ، فليس المقصود غيره .


فخرج الاثنان من أنقاب المدينة فلقيا راعياً من رعاة المدينة يقال له زفافه ..
فقال له عمر : هل لك علم بشاب بين هذه الجبال يقال له ثعلبه ؟
فقال : لعلك تريد الهارب من جهنم ؟
فقال عمر : وما علمك أنه هارب من جهنم ؟..
قال : لأنه كان إذا جاء جوف الليل خرج علينا من بين هذه الجبال واضعاً يده على أم رأسه وهو ينادي ياليتك قبضت روحي في الأرواح .. وجسدي في الأجساد .. ولم تجددني لفصل القضاء .؟
فقال عمر : إياه نريد .
فانطلق بهما فلما رآه عمر غدا إليه واحتضنه
فقال : ياعمر هل علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذنبي ؟..
قال : لا علم لي إلا أنه ذكرك بالأمس فأرسلني انا وسلمان في طلبك .
قال : ياعمر لا تدخلني عليه إلا وهو في الصلاة .
فابتدر عمر وسلمان الصف الأول في الصلاة ، فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم ..
قال : يا عمر يا سلمان ، ماذا فعل ثعلبة ؟..
قال : هو ذا يا رسول الله .
فقام الرسول صلى الله عليه وسلم فحركه وأنتبه ..
فقال له : ما غيبك عني يا ثعلبة ؟
قال : ذنبي يا رسول الله .
قال : أفلا أدلك على آية تمحوا الذنوب والخطايا ؟..
قال : بلى يا رسول الله .
قال : قل : ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنه وقنا عذاب النار .
قال : ذنبي أعظم
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : كل كلام الله أعظم
ثم أمره بالانصراف الى منزلة .
فمر من ثعلبة ثمانية ايام ..
ثم أن سلمان أتى رسول الله فقال : يا رسول الله هل لك في ثعلبة فأنه لما به قد هلك ؟..
فقال رسول الله : فقوموا بنا إليه .
ودخل عليه الرسول صلى الله عليه وسلم فوضع رأس ثعلبة في حجره ..
لكن سرعان ما أزال ثعلبة رأسه من على حجر النبي صلى الله عليه وسلم ..
فقال له : لم أزلت رأسك عن حجري ؟
فقال : لأنه ملآن بالذنوب .
قال رسول الله : ما تشتكي ؟..
قال : مثل دبيب النمل بين عظمي ولحمي وجلدي .
قال الرسول الكريم : ما تشتهي ؟..
قال : مغفرة ربي


فنزل جبريل علية السلام فقال : يا محمد إن ربك يقرئك السلام ..
ويقول لك : لو أن عبدي هذا لقيني بقراب الأرض خطايا لقيته بقرابها مغفرة ..

فأعلمه النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ، فصاح صيحة بعدها مات على أثرها .
فأمر النبي بغسله وكفنه .
فلما صلى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ، جعل يمشي على أطراف أنامله ، فلما انتهى الدفن قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله رأيناك تمشي على أطراف أناملك .

قال الرسول صلى الله عليه وسلم : والذي بعثني بالحق نبياً ماقدرت أن أضع قدمي على الأرض من كثرة ما نزل من الملائكة لتشييعه .

الله أكبر ..

" كل واحد منا يخطي وله ذنوب يعلمها وذنوب لا يعلمها .
فالواجب علينا أن نعود انفسنا على التوبه النصوح دائماً "

ربنــا آتنـا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنــا عذاب النار
 
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه

اسأل الله العلي القدير ان يجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير آيامنــا يوم نلقاه .

الأحد، 20 فبراير 2011

ثلاث فوائد عظيمة

ثلاث فوائد عظيمة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



(إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم)



هذه ثلاث فوائد عظيمة :


الفائدة الأولى :
{ يجعل لكم فرقانا } أي : يجعل لكم ما تفرقون به بين الحق والباطل وبين الضار والنافع وهذا يدخل فيه العلم بحيث يفتح الله على الإنسان من العلوم ما لا يفتحها لغيره فإن التقوى يحصل بها زيادة الهدى وزيادة العلم وزيادة الحفظ ..
ولهذا يذكر عن الشافعي ـ رحمه الله ـ أنه قال :


شكوت إلى وكيع سوء حفظي ... فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال اعلم بأن العلم نور ... ونور الله لا يؤتاه عاصي


ولاشك أن الإنسان كلما ازداد علما ازداد معرفة وفرقانا بين الحق والباطل والضار والنافع وكذلك يدخل فيه ما يفتح الله على الإنسان من الفهم لأن التقوى سبب لقوة الفهم وقوة الفهم يحصل بها زيادة العلم فإنك ترى الرجلين يحفظان آية من كتاب الله يستطيع أحدهما أن يستخرج منها ثلاثة أحكام ويستطيع الآخر أن يستخرج أكثر من هذا بحسب ما آتاه الله من الفهم فالتقوى سبب لزيادة الفهم ويدخل في ذلك أيضا الفراسة


أن الله يعطي المتقي فراسة يميز بها حتى بين الناس فبمجرد أن يرى الإنسان يعرف أنه كاذب أو صادق أو بر أو فاجر حتى أنه ربما يحكم على الشخص وهو لم يعاشره ولم يعرف عنه شيئا بسبب ما أعطاه الله من الفراسة ..

ويدخل في ذلك أيضا :
ما يحصل للمتقين من الكرامات التي لا تحصل لغيرهم ومن ذلك مما حصل لكثير من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم .. فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذات يوم يخطب على المنبر في المدينة فسمعوه يقول في أثناء الخطبة : يا سارية الجبل يا سارية الجبل ..
فتعجبوا من يخاطب .. وكيف يقول هذا الكلام في أثناء الخطبة ..
فإذا الله سبحانه وتعالى قد كشف له عن سرية في العراق كان قائدها سارية بن زنيم وكان العدو قد حاصرهم .. فكشف الله لعمر عن هذه السرية .. كأنما يشاهدها رأى عين فقال لقائدها : يا سارية الجبل أي تحصن بالجبل .. فسمعه سارية وهو القائد وهو في العراق ثم اعتصم بالجبل ..

هذه من التقوى لأن كرامات الأولياء كلها جزاء لهم على تقواهم لله عز وجل


فالمهم أن من آثار التقوى أن الله يجعل للمتقين فرقانا يفرق به بين أشياء كثيرة لا تحصل إلا للمتقي .


الفائدة الثانية :
أن الإنسان إذا اتقى الله سهل له الأعمال الصالحة التي يكفر الله بها عنه.


الفائدة الثالثة :
{ ويغفر لكم } بأن ييسركم للاستغفار والتوبة فإن هذا من نعمة الله على العبد أن ييسره للاستغفار والتوبة ومن البلاء للعبد أن يظن أن ما كان عليه من الذنوب ليس بذنب فيصر عليه والعياذ بالله فكثير من الناس لا يقلع عن الذنب لأنه زين له والعياذ بالله فألفه وصعب عليه أن ينتشل نفسه لكن إذا كان متقيا لله عز وجل سهل الله ما له الإقلاع عن الذنوب حتى يغفر له وربما يغفر الله له بسبب تقواه فتكون تقواه مكفرة لسيئاته .


من رياض الصالحين

شرح الشيخ العثيمين رحمه الله

نسأل الله لنا ولكم الهدى والتوفيق والسداد

لشحد حبك

يامسلمين ..
أغنية نجوى كرم
شرك اكبر





سبحان الله وبحمده
عدد خلقه
ورضى نفسه
وزنة عرشه
ومداد كلماته

اللهم اغفر لي والؤمنين والمؤمنات ..
الأحياء منهم والاموات ..
استغفر الله العظيم .




تحذير!!!!!!!


كل الحذر من اغنية الفنانة نجوى كرم :

لشحد حبك
قد تقع في الشرك الشرك الشرك



اخي واختي المسلمه وانت لا تعلم
اسأل الله لي ولكم العافية
وذلك لان كلمات الاغنيه فيها شرك بالله سبحانه وتعالى



انا لشحد حبك ...
من الله شحاده
انا لعبد حبك ..
من بعد الله ....
عباده


العباده مع الله شرك اكبر ....
ومن كباااائر الذنوب .....
وتخرج من الاسلام


انت لاتريد ان يتوفاك الله وانت مشرك به ..


بسبب هذه الاغنية .. والتي قد تسمعها في اليوم اكثر من مره وترددها .. اكثر من مره.


اذا كنت استمعت اليها ورددتها وانت لاتعلم .. استغفر ربك ..


واشهد ان لا اله الا الله .. وان محمد رسول الله .


اللهم بلغت اللهم فاشهد
>>>>>>>>>
وانت قد علمت بهذا الشيء ..

ابلغ اصحابك ..
وابلغي صديقاتك ..
الذين يستمعون الى الاغاني ..

بخطوووووووورة هذه الاغنية ..

غــــــــــــــــــــفر الله لنـــــــــا ولــــــــــــــــــهم .

أنشـــــــرها تؤجــــــر.

تحويل الهموم إلى آمال وإنجازات

تحويل الهموم إلى آمال وإنجازات
د. محمد عبد القادر الشواف











في مَسِيرة الحياة لا بُدَّ من مُواجَهة بعض العقَبات والمصاعب، فلا يمكن لأيِّ إنسانٍ أنْ يكون ناجحًا دائمًا، ولا بُدَّ من إخْفاقات أو عقَبات تُنتِج بعض الهموم!وقد استَعاذ سيِّد الخلق - صلَّى الله عليه وسلَّم - من الهمِّ والحزن؛ ليُرشِدنا إلى خطَر الهمِّ على الإنسان، وما يُسبِّبه له من مُعوِّقات تَحُول دُون تقدُّمه، والهموم إن استبدَّت بالإنسان قد تتطوَّر إلى حالاتٍ نفسيَّة مُلازِمة؛ لذلك وجَب الانتِباه لذلك ومُحاوَلة التماسُك، والصُّمود وعدم الاستِسلام، وُصولاً إلى السعادة الحقيقيَّة التي تُزِيل أيَّ أثَر للهموم بإذْن الله.وتختَلِف ردَّة فعل الناس تجاه الهموم، فهي إنْ سَيْطرت على الشخص تَكاد تشلُّ حركته، وتفتح له بوَّابةً على الإحباط!كيف نُحوِّل الهموم إلى آمالٍ وإنجازات؟التغيير الداخلي عند الإنسان هو الأهمُّ، وأن تعمد إلى التفكير بطريقةٍ إيجابيَّة؛ فالتفكيرُ الإيجابي يُشعِرك بالاطمِئنان، ويفتح لك أبوابَ السعادة - بإذْن الله.ثم قِفْ وقفةَ تأمُّلٍ للماضي وأَعِدْ ترتيبَ أوراقك، فما وقَع لك يجبُ أنْ تعتبره فرصةً ذهبيَّة للتقدُّم؛ فقد أكسبَتْك أخْطاء الماضي خبرةً تُعِينك على تجاوُز عقَبات الحاضر، وحُسن التخطيط للمستقبل.حافِظ على التفاؤُل؛ فالمُتشائِم يرَى العقَبات في كلِّ فرصةٍ، بينما يرى المُتَفائل الفرصةَ في كلِّ عقَبة؛ فالمريض يتذكَّر الموت، والمتفائل يستَشعِر أهميَّة استعمال الدواء والدعاء ويتفاءل بالشفاء بإذن الله:


أَلاَ إِنَّمَا بِشْرُ الْحَيَاةِ تَفَاؤُلٌ تَفَاءَلْ تَعِشْ فِي زُمْرَةِ السُّعَدَاءِاحسب خُطواتك، واسأل نفسك: كيف أُحقِّق الإنجازات؟الاتِّكاليُّ والعاجز يرى أنَّ عليه أنْ يرضى بواقعه، والإنسان العملي هو الذي يبحث عن التغيير الدائم نحو الأحسن، ويبحث عن الفُرَص المعينة على تقدُّمه ويستغلُّها أحسنَ استغلال.واعلمْ أنَّ الفجر يأتي بعد اشتِداد الظلام، والأمل سيبتَسِم لك من أعماق الهموم، فإذا شعرت أنَّك على حافَّة اليأس تذكَّر قول الله تعالى:


﴿ حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [يوسف: 110].ما أروَعَ أنْ تتفاءَل بالنجاح وأنت في أعماق الفشَل أو ما تظنُّه فشلاً!تجنَّب الناس المحبطين الذين يجعَلُون طاقاتك الإيجابية تتلاشى في خِضَمِّ إحْباطاتهم ورَسائلهم السلبيَّة، عزِّز ثِقتَك بنفسك بعد الثقة بالله - تعالى - اعمد إلى الحوار الداخلي لتحويل السلبي إلى إيجابي، وغيِّر نظرتَك إلى الأشياء من حَولِك، لا بُدَّ مِن تغيير طريقة التفْكير لنستطيع تحويل السلبي إلى إيجابي.فالإيحاء الذاتي يُعطِيك الفُرصة لتغيير كثيرٍ من الأفكار والمُعتَقَدات الخاطئة.ركِّز دائمًا على النصف المُمتَلِئ من الكوب، وتعرَّف على أخبار الناجحين، وتجنَّب المحبطين.يجب أنْ تُقنِع نفسك أنَّك سعيد، وأنَّك تستطيع تحقيق الكثير من النجاحات، وأنَّ الله أنعَمَ عليك بنِعَمٍ كثيرة، خاصَّة لَمَّا تنظُر إلى مَن هو دُونك.وهذا مبدأ اجتماعي لم يُهمِله الدِّين الحنيف؛ ولذلك أمَرَنا الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنْ ننظُر إلى مَن هو دوننا؛ ((انظُروا إلى مَن هو أسفل منكم، ولا تنظُروا إلى مَن هو فوقَكم؛ فهو أجدَرُ ألاَّ تَزْدَرُوا نعمةَ الله عليكم ))؛ متفق عليه.توكَّل على الله، وأحسن الظنَّ به، واستَبشِر بالخير القادم.عزيزي القارئ، أنت جزءٌ من الثروة الإنسانيَّة، لك موقعك ودورك وأهميَّتك، أهلك وزوجتك وأولادك وأصدقاؤك ومحبوك بحاجةٍ ماسَّة إليك، يسعدون لسعادتك، ويَحزنون لحزنك، فابتَسِم للصِّعاب، واصبرْ وتحمَّل، فإنَّ لذَّة الحياة بالكفاح والبذل بعد تحقيق رضا الله - تعالى - والحياة عُسر ويُسر، ولن يغلبَ عسرٌ يُسرَيْن، كلُّ ما هنالك أنَّ عليك بذلَ وُسعِك لتكونَ الأحسن دائمًا، وتذكَّر دائمًا أنَّ القناعة كنزٌ لا يَفنَى، ومَن يطرق باب السعادة، تبتسم له الحياة!