الأحد، 1 يناير 2017

فوائد ودروس وعبر من هجرة سيد البشر


فـــوائد ودروس وعبر من هجــرة سيد البشر



إن الأخذ بمعاني الهجرة النبوية ضرورة حياتية ؛
لأن الهجرة لم تكن انتقالاً ماديًّا من بلد إلى آخر فحسب ،
ولكنها كانت انتقالاً معنويًّا من حال إلى حال ؛
إذ نقلت الدعوة الإسلامية من حالة الضعف إلى القوة ،
ومن حالة القلة إلى الكثرة ، ومن حالة التفرقة إلى الوحدة ، ومن حالة الجمود إلى الحركة.

وهناك نوعين من الهجرة لا ثالث لهما : هجرة إلى الله ، وهجرة لغير الله
يقول رسول ﷺ
".....إنَّ الهجرةَ خَصلتانِ إحداهما أن تَهْجــرَ السَّيِّئـــاتِ ،
والأخــرى أن تُهاجـــرَ إلى اللَّهِ ورسولِهِ .
ولا تنقطـــعُ الهجـــرةُ ما تُقُبِّلَتِ التَّوبـــةُ ،
ولا تزالُ التَّوبةُ مقبولةً حتَّى تطلُعَ الشَّمسُ منَ المغرِبِ ،
فإذا طلعَت طُبِعَ على كلِّ قَلبٍ بما فيهِ ، وَكُفـــيَ النَّـــاسُ العَمــــلَ ."



الراوي : عبدالله بن وقدان ابن السعدي | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : مسند أحمد
الصفحة أو الرقم : 3/133 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح



و الهجرة تعني فى اللغة ترك شي إلى آخر ، أو الانتقال من حال إلى حال ، أو من بلد إلى بلد ،
يقول تعالى : {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [المدثر: 5] ،
وقال أيضًا : {وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلاً} [المزمل: 10].

وتعني بمعناها الاصطلاحي الانتقال من بلاد الشرك إلى بلاد الإسلام ، وهذه هي الهجرة المادية.

أما الهجرة الشعــورية فتعني الانتقال بالنفسية الإسلامية من مرحلة إلى مرحلة أخرى ،
بحيث تعتبر المرحلة الثانية أفضل من الأولى كالانتقال من حالة التفرقة إلى حالة الوحدة ،
أو تعتبر مكملة لها كالانتقال بالدعوة الإسلامية من مرحلة الدعوة إلى مرحلة الدولة.

ان هدف المسلم في الحياة أن يعيش في مجتمع يساعده على طاعة الله والالتزام بأوامره وأحكامه ،
أو على الأقل لا يحارب بعقيدته ؛ لأن الفتنة في الدين هي الفتنة الكبرى ...


لذلك كان من الواجب على المسلم ان يهاجر من بلد لا يحكم بالإسلام إلى بلد تحكمه شريعة القرآن.

و الهجرة الشعورية ، تعني اصطلاحًا إنكار ومعاداة كل ما لا يرضي الله أو يخالف شريعة الله ،
ويظهر المسلم هذا العداء بكل الوسائل الممكنة ،
بالجوارح أو باللسان أو بالقلب ، ويعمل على تغييرها بكل الإمكانات المتاحة ،

فالرسول ﷺ يقول :
"من رأى منكم منكرًا فليغيرْه بيدِه ، فإن لم يستطعْ فبلسانِه ، فإن لم يستطعْ فبقلبِه ،


وليس وراءَ ذلك من الإيمانِ مثقالُ ذرةٍ"
الراوي : [أبو سعيد الخدري] | المحدث : ابن تيمية | المصدر : مجموع الفتاوى
الصفحة أو الرقم: 2/110 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

وأساس هذه الهجرة النيـــة ؛ ولهذا يقول المصطفى ﷺ :
" إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لِكلِّ امرئٍ ما نـــــــوى
فمن كانت هجرتُهُ إلى اللَّهِ ورسولِهِ فَهجرتُهُ إلى اللَّهِ ورسولِهِ
ومن كانت هجرتُهُ إلى دنيا يصيبُها أو امرأةٍ ينْكحُها فَهجرتُهُ إلى ما هاجرَ إليْهِ "


الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : ابن تيمية | المصدر : مجموع الفتاوى
الصفحة أو الرقم : 20/223 | خلاصة حكم المحدث : صحيح



والهجرة الشعورية واجبة على كل حال وفي كل حين ؛
لأنها تتعلق بهجر ما لا يرضي الله تعالى ، وهي قائمة إلى أن تقوم الساعة.


ولذلك يقول الرسول ﷺ :
"لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها".



والمسلم مكلف بأن يهجر كل ما حرم الله ، وأن يهاجر إلى ما أحلَّ الله ؛

لأن هذا هو الهدف من استخلافه في الأرض
لقوله تعالى : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56].

وهل العبادة إلا طاعة الله فيما أمر ، والانتهاء عما نهى عنه وزجر؟
ولهذا فتح رسول الله ﷺ باب الهجرة على مصراعيه أمام كل راغب فيه ،


فقال عليه الصلاة والسلام :
"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه"رواه البخاري.
وفي رواية (ابن حبان) :
"المهاجر من هجر السيئات ، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده".


وكلمات الحديث الشريف متكاملة في تحديد معنى الهجرة على أساس
أنها عبادة ترتبط بعقيدة الإنسان وإيمانه ، وعلى أساس أنها عملية بناء وإصلاح
تأخذ بيد الإنسانية المعذبة إلى شاطئ الأمان والاطمئنان..

فهجر ما نهى الله عنه يعني هجر السيئات والمعاصي والمفاسد القولية منها والفعلية ،
والتي هي الأساس في فساد البلاد والعباد ؛ ولهذا أكد الحديث على (كف اللسان واليد) ؛
إذ إنهما الأعضاء التي تصدر عنها المفاسد القولية والفعلية.

وإذا كانت هذه الأعضاء سلاحًا ذا حدين يمكن أن يصدر عنها الخير
كما يمكن أن يصدر عنها الشر ، فإن إمكانية صدور الشر عنها أرجح من صدور الخير ؛


ولهذا يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم :
"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت". متفق عليه.



فإذا أضفنا إلى هذين العضوين اللسان واليد عضوًا ثالثًا هو الفرج ،
نجد أن الإسلام أقام الحياة الإنسانية على دعائم قوية من تقوى الله والخلق الحسن والأمان والاطمئنان.

وقد سئل رسول الله ﷺ عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ،
فقال : "تقوى الله وحسن الخلق".
وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار ،
فقال : "الفــم والفـــرج".
رواه الترمذي وابن حبان والبيهقي


وكان الهدف من الهجرة النبوية هدفًا عظيمًا ،
وهو الانتقال بالرسالة الإسلامية من مرحلة الدعوة إلى مرحلة الدولة ،

ومن دعوة كانت مجرد عقيدة وفكرة إلى دعوة أصبحت شريعة ودولة ،
ومن حركة محدودة الآثار إلى حركة عالمية الأهداف ،
ومن دعوة أتباعها قلة مستضعفون إلى دعوة أتباعها سادة فاتحون.


وغيرت أحوال المسلمين تغييرًا جذريًّا ،
فنقلتهم من الضعف إلى القوة ،
ومن القلة إلى الكثرة ،
ومن الانحصار إلى الانتشار ،
ومن الاندحار إلى الانتصار.

فما أحوج المسلمين اليوم إلى هجرة إلى الله ورسوله
هجرة إلى الله بالتمسك بحبله المتين وتحكيم شرعه القويم ،
وهجرة إلى رسوله ﷺ باتباع سنته ، والاقتداء بسيرته.
فإن فعلوا ذلك فقد بدءوا السير في الطريق الصحيح ، وبدءوا يأخذون بأسباب النصر ،
وما النصر إلا من عند الله.

فائدة....
قال تعالى :
وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًـــا كَثِيـــرًا وَسَعَــــةً
وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُــدْرِكْهُ الْمَــوْتُ
فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (100) سورة النساء

فى الاية فوائد تربوية عظيمه منها
قال ابن عثيمين
أنَّ العبرةَ في الأعمالِ بالخواتيم ؛ لقوله : ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ ،
يعني : أنَّهم في وقتِ الوفاة ظالِمون لأنفُسِهم ؛ فالعبرةُ بالخواتيم ؛
ولهذا يجبُ على الإنسانِ أن يكونَ خائفًا من سوءِ الخاتمةِ ،
وأن يسأَلَ اللهَ سبحانه دائمًا حُسنَ الخاتمةِ ، وألَّا يموتَ إلَّا وهو مسلِمٌ .اهـ

وقال ابن عثيمين
أنَّ مَن ترَك شيئًا للهِ عوَّضه اللهُ خيرًا منه ،
وتُؤخَذُ مِن قوله : "يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً" ؛ فقد خرَج مِن الضِّيق فوجَد السَّعة .اهـ
وقال ايضاً


أنَّ مَن أُذِلَّ بطاعةِ الله صار العِزُّ له في النِّهايةِ ،
وتُؤخَذُ مِن قوله : مُــرَاغَمًا كَثِيـرًا ؛ فهذا الَّذي أُذِلَّ هو الآن يُذِلُّ أنوفَ الَّذين أذَلُّوه بالأمسِ ..اهـ

وقال الـــــرازي
كلُّ مَن نوى خيرًا ولم يُدرِكْه ، فالله تعالى موفِّيه إيَّاه ؛
نستفيدُ ذلك مِن قول الله تعالى :
"وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ" ،


فمن قصَد طاعةَ الله ثمَّ عجَز عن إتمامِها ، كتَب اللهُ له ثوابَ تمامِ تلك الطَّاعة .

وقال السعــــدى
الحثُّ على الهجرةِ والتَّرغيبُ فيها ، وبيان ما فيها من المصالح ،
فوعَد الصَّادقُ في وعدِه أنَّ مَن هاجَر في سبيلِه ابتغاءَ مرضاتِه ،
أنَّه يجِدُ مُراغَمًا في الأرضِ وسَعةً ؛
فالمُراغَمُ مشتمِلٌ على مصالحِ الدِّين ، والسَّعةُ على مصالحِ الدُّنيا :
"وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً" اهــ

سبْحانَك اللَّهُمّ وبحَمْدكَ أشْهدُ أنْ لا إله إلا أنْت أسْتغْفِركَ وَأتَوبُ إلإليْك



#ويح قوم جفــوا نبيـــا

ويحَ قومٍ جفــوا نبيـــاً بـــأرضٍ

ألِفتــــهُ ضبـــابُهــا والظبــــاءُ

وسَلــوهُ وحَـنَّ جِــذعٌ اليـــــــــه

وقَـــلوهُ وودَّهُ الغـــربـــــــــــاءُ

أخــرجــوهُ منــها وءاواه غــــارُ

وحمتــــه حمــامـــة ورقــــاءُ

وكفـــتهُ بنسجهــا عنكبوتٌ

ما كفتــهُ الحمامـــةُ الحصــداءُ

ونحا المـصـطـفى الـمـديـنـة

واشـتـاقـت الـيـهِ مـن مـكـةَ الانـحـاءُ

وتـغـنّـت بـمـدحِـه الـجـنُ حـتـى 

اطـربَ الانـسَ مـنـهُ ذاكَ الـغـناءُ

الله الله الله الله الله الله الله الله الله 
الله الله الله الله الله الله الله الله 
الله الله الله الله الله الله الله 
الله الله الله الله الله الله 
الله الله الله الله الله 
الله الله الله الله
الله الله الله 

صلى الله على طه جاء الدنيا حلاّها 
صلى الله على طه جاء الدنيا حلاّها 
صلى الله على طه جاء الدنيا حلاّها 

قصة اصحاب الفيل


قصة اصحاب الفيل

موقع القصة في القرآن الكريم :

ورد ذكر القصة في سورة الفيل الآيات 1-5.

قال تعالى :

((أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5) ))

القصة:

كانت اليمن تابعة للنجاشي ملك الحبشة. وقام والي اليمن (أبرهة) ببناء كنيسة عظيمة، وأراد أن يغيّر وجهة حجّ العرب. فيجعلهم يحجّون إلى هذه الكنيسة بدلا من


بيت الله الحرام. فكتب إلى النجاشي

: إني قد بنيت لك أيها الملك كنيسة لم يبن مثلها لملك كان قبلك، ولست بمنته حتى أصرف إليها 
حج العرب. إلا أن العرب أبوا ذلك، وأخذتهم عزتهم بمعتقداتهم وأنسابهم. فهم أبناء إبراهيم وإسماعيل، فكيف يتركون البيت الذي بناه آباءهم ويحجّوا لكنيسة بناها نصراني! وقيل أن رجلا من العرب ذهب وأحدث في الكنيسة تحقيرا لها. وأنا بنو كنانة قتلوا 
رسول أبرهة الذي جاء يطلب منهم الحج للكنيسة.

فعزم أبرهة على هدم الكعبة. 

وجهّز جيشا جرارا، ووضع في مقدمته فيلا مشهورا عندهم يقال أن اسمه محمود. فعزمت

العرب على تقال أبرهة. وكان أول من خرج للقاءه، رجل من أشراف من 
اليمن يقال له ذو نفر. دعى قومه فأجابوه، 

والتحموا بجيش أبرهة. لكنه هُزِم وسيق أسيرا إلى أبرهة.

ثم خرج نفيل بن حبيب الخثعمي،
 وحارب أبرهة. فهزمهم أبرهة وأُخِذَ نفيل أسيرا، وصار دليلا لجيش أبرهة. حتى وصلوا للطائف، فخرج رجال من ثقيف، وقالوا لأبرهة أن 
الكعبة موجودة في

مكة –حتى لا يهدم بيت اللات الذي بنوه في الطائف- وأرسلوا مع الجيش رجلا منهم ليدلّهم على الكعبة! وكان اسم الرجل أبو رغال. توفي في الطريق ودفن فيها، وصار قبره مرجما عند العرب. 
فقال الشاعر:

وأرجم قبره في كل عام كرجم الناس قبر أبي رغال.

وفي مكان يسمى المغمس بين الطائف ومكة، أرسل أبرهة كتيبة من جنده، ساقت له أموال

قريش وغيرها من القبائل. وكان من بين هذه الأموال مائتي بعير لعبد المطلب بن هاشم، كبير 
قريش وسيّدها. فهمّت 
قريش وكنانة 
وهذيل وغيرهم على قتال أبرهة. 

ثم عرفوا أنهم لا طاقة لهم به فتركوا ذلك .

وبعث أبرهة رسولا إلى مكة يسأل عن

سيد هذا البلد، ويبلغه أن

الملك لم يأت لحربهم وإنما جاء

لهدم هذا البيت، فإن لم يتعرضوا له فلا حاجة له في دمائهم! فإذا كان سيد البلد لا يريد
الحرب جاء به إلى 
الملك. فلما أخب 

الرسول عبد المطلب برسالة الملك، أجابه: والله ما نريد حربه وما لنا بذلك من طاقة. هذا بيت الله الحرام. وبيت خليله إبراهيم عليه السلام.. 
فإن يمنعه منه فهو بيته وحرمه، وإن يخل
بينه وبينه فوالله ما عندنا دفع عنه.

ثم انطلق عبد المطلب مع

الرسول لمحادثة أبرهة.
 وكان عبد المطلب أوسم الناس وأجملهم وأعظمهم. فلما رآه أبرهة أجله وأعظمه، وأكرمه عن أن يجلسه تحته،
وكره أن تراه

الحبشة يجلس معه على سرير
ملكه. فنزل أبرهة عن سريره، 

فجلس على بساطه وأجلسه معه إلى جانبه. ثم قال لترجمانه: قل له: 
ما حاجتك? 
فقال: حاجتي أن يرد علي الملك مائتي بعير أصابها لي. فلما قال ذلك، قال أبرهة لترجمانه

: قل له: قد كنت أعجبتني حين رأيتك، ثم قد زهدت فيك حين كلمتني! أتكلمني في مئتي بعير أصبتها لك وتترك

بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه لا تكلمني فيه? قال له عبد المطلب: إني أنا رب الإبل

. وإن للبيت رب سيمنعه.
فاستكبر أبرهة وقال: ما كان ليمتنع مني. قال: أنت وذاك!..

فردّ أبرهة على عبد المطلب إبله.

ثم عاد عبد المطلب إلى 

قريش وأخبرهم بما حدث
، وأمرهم بالخروج من مكة والبقاء في الجبال المحيطة بها. ثم توجه وهو ورجال من

قريش إلى للكعبة وأمسك حلقة بابها، وقاموا يدعون الله ويستنصرونه. ثم ذهب هو ومن معه للجبل.



ثم أمر أبرهة جيشه والفيل في مقدمته بدخول مكة. إلا أن الفيل برك ولم يتحرك. فضربوه ووخزوه، لكنه لم يقم من مكانه. فوجّهوه ناحية اليمن، فقام يهرول

. ثم وجّهوه ناحية

الشام، فتوجّه. ثم وجّهوه جهة الشرق، فتحرّك
. فوجّهوه إلى 

مكة فَبَرَك.



ثم كان ما أراده الله من إهلاك
الجيش وقائده، فأرسل عليهم جماعات من الطير، مع كل طائر منها ثلاثة أحجار:
حجر في منقاره، وحجران في رجليه،



أمثال الحمص والعدس، لا تصيب منهم أحدا إلا هلك. فتركتهم كأوراق الشجر الجافة الممزقة. فهاج الجيش وماج، وبدوا يسألون عن نفيل بن حبيب;

ليدلهم على الطريق إلى

اليمن. فقال نفيل بن حبيب حين رأى ما 

أنزل الله بهم من نقمته:

أين المفر والإله الطالب والأشرم المغلوب ليس الغالب

وقال أيضا:



حمدت الله إذ أبصرت طيرا وخفت حجارة تلقى علينا.

فكل القوم يسأل عن نفيـل كأن علي للحبشان دينـا.

وأصيب أبرهة في جسده، وخرجوا به معهم يتساقط لحمه قطعا صغيرة تلو الأخرى، حتى

وصلوا إلى صنعاء، فما مات حتى انشق صدره عن قلبه كما تقول الروايات.

إن لهذه القصة دلالات كثيرة يصفا الأستاذ سيّد قطب رحمه الله في كتابه 

(في ظلال القرآن):

فأما دلالة هذا الحادث والعبر المستفادة من التذكير به فكثيرة . .

وأول ما توحي به 
أن الله - سبحانه -
لم يرد أن يكل حماية بيته إلى المشركين،


ولو أنهم كانوا يعتزون بهذا البيت، 
ويحمونه ويحتمون به. فلما أراد أن يصونه ويحرسه ويعلن حمايته له وغيرته عليه
ترك 

المشركين 
يهزمون أمام القوة المعتدية. وتدخلت القدرة سافرة لتدفع عن بيت الله الحرام، حتى لا تتكون

للمشركين يد على بيته ولا سابقة في حمايته، بحميتهم الجاهلية.


كذلك توحي دلالة هذا الحادث بأن الله لم يقدر لأهل الكتاب - أبرهة وجنوده -

أن يحطموا 
البيت الحرام أو يسيطروا على

الأرض المقدسة. 
حتى والشرك يدنسه، 
والمشركون هم سدنته. ليبقي هذا البيت عتيقا من سلطان المتسلطين، مصونا من كيد الكائدين.



ونحن نستبشر بإيحاء هذه الدلالة اليوم ونطمئن، إزاء ما نعلمه من أطماع فاجرة ماكرة ترف حول الأماكن المقدسة من الصليبية العالمية والصهيونية العالمية

، ولا تني أو تهدأ في التمهيد الخفي اللئيم لهذه الأطماع الفاجرة الماكرة. فالله الذي حمى بيته من أهل الكتاب وسدنته مشركون، سيحفظه

إن شاء الله، ويحفظ مدينة 

رسوله من كيد الكائدين ومكر الماكرين!



والإيحاء الثالث هو 

أن العرب لم يكن لهم دور في الأرض

. بل لم يكن لهم كيان قبل الإسلام. كانوا في اليمن تحت حكم الفرس أو الحبشة. وكانت دولتهم حين تقوم هناك أحيانا تقوم تحت حماية الفرس. وفي 

الشمال كانت الشام تحت حكم الروم إما مباشرة وإما بقيام 
حكومة عربية تحت حماية الرومان.

ولم ينج إلا قلب
الجزيرة من تحكم الأجانب فيه.
 ولكنه ظل في حالة تفكك لا تجعل منه قوة حقيقية في ميدان القوى العالمية. وكان يمكن أن تقوم الحروب بين
القبائل أربعين سنة،
ولكن لم تكن هذه 
القبائل متفرقة ولا مجتمعة ذات وزن عند 
الدول القوية المجاورة.
وما حدث في
عام

الفيل كان مقياسا لحقيقة هذه القوة
حين تتعرض لغزو أجنبي.



وتحت راية
الإسلام ولأول مرة في تاريخ العرب

أصبح لهم دور عالمي يؤدونه. وأصبحت لهم قوة دولية يحسب لها حساب.

قوة جارفة تكتسح ا
لممالك وتحطم العروش، وتتولى قيادة البشرية، بعد أن تزيح القيادات الضالة. ولكن الذي

هيأ للعرب هذا لأول مرة في تاريخهم هو أنهم نسوا أنهم عرب! نسوا نعرة الجنس، وعصبية العنصر، 

وذكروا أنهم ومسلمون

. مسلمون فقط. ورفعوا راية

الإسلام، وراية الإسلام وحدها.

وحملوا عقيدة ضخمة قوية يهدونها إلى البشرية رحمة برا بالبشرية; ولم يحملوا قومية ولا عنصرية ولا عصبية. حملوا فكرة سماوية يعلمون الناس



بها لا مذهبا أرضيا يخضعون الناس لسلطانه. وخرجوا من أرضهم جهادا في

سبيل الله وحده، ولم 
يخرجوا ليؤسسوا
إمبراطورية عربية
ينعمون ويرتعون في ظله،
ويشمخون ويتكبرون تحت حمايتها.



ويخرجون الناس من حكم الروم والفرس إلى حكم العرب وإلى حكمهم أنفسهم! إنما قاموا ليخرجوا الناس من عبادة العباد جميعا إلى عبادة الله وحده

. عندئذ فقط كان للعرب وجود

، وكانت لهم قوة، وكانت لهم قيادة. ولكنها كانت كلها لله وفي سبيل الله. وقد ظلت لهم قوتهم


. وظلت لهم قيادتهم ما استقاموا على الطريقة. حتى إذا انحرفوا عنها وذكروا عنصريتهم وعصبيتهم

، وتركوا راية الله ليرفعوا راية العصبية نبذتهم الأرض 

وداستهم الأمم، لأن الله قد تركهم حيثما تركوه، ونسيهم مثلما نسوه!




وما العرب بغير الإسلام?

ما الفكرة التي قدموها للبشرية أو يملكون تقديمها إذا هم تخلوا عن هذه الفكرة? وما قيمة

أمة لا تقدم للبشرية فكرة? إن كل أمة قادت البشرية في فترة من فترات التاريخ كانت تمثل فكرة. 
والأمم التي لم تكن تمثل فكرة كالتتار الذين اجتاحوا الشرق،

والبرابرة الذين
اجتاحوا الدولة الرومانية في 

الغرب لم يستطيعوا الحياة طويلا.

إنما ذابوا في الأمم التي فتحوها. والفكرة الوحيدة التي تقدم بها
العرب للبشرية كانت 
هي العقيدة الإسلامية، 
وهي التي رفعتهم إلى مكان القيادة، 


فإذا تخلوا عنها لم تعد لهم في

الأرض وظيفة، ولم يعد لهم في
التاريخ دور. وهذا ما يجب أن يذكره
العرب جيدا إذا هم أرادوا الحياة، 
وأرادوا القوة، وأرادوا القيادة.
والله الهادي من الضلال.


اللهم صل وسلم على أطهر خلقك سيدنا محمد عليه افضل الصلاة وأتم التسليم 

لا إله إلا الله محمد رسول الله


الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا


SAHIH INTERNATIONAL

Those who believe fight in the cause of Allah , and those who disbelieve fight in the cause of Taghut. So fight against the allies of Satan. Indeed, the plot of Satan 
has ever been weak.





The Destruction of the Ka'bah

At the end of time, Dhu'l-Suwayqatayn , who will come from Abyssinia (al-Habash), will destroy the Ka'bah in order to steal its treasure and Kiswah (cloth covering). The Ka'bah is the ancient building which was built by Abraham, and whose foundations were laid by Adam.

As Tafsir (interpretation) of the Ayah"Until the Gog and Magog (people) are let through (their barrier)" (al-Anbiya 21:96), it was reported from Ka'b al-Ahbar that Dhu'l-Suwayqatayn will first emerge at the time of Jesus, son of Mary. Allah will send Jesus at the head of a vanguard of between seven and eight hundred. While they are marching towards Dhu'l-Suwayqatayn, Allah will send a breeze from the direction of Yemen , which will take the soul of every believer. Only the worst of people will be left, and they will begin to copulate like animals. Ka'b said: "At that time, the Hour will be close at hand."

'Abd Allah ibn 'Amr said, "I heard the Prophet (sallallahu alayhe wa sallam) say, Dhu'l-Suwayqatayn from Abyssinia will destroy the Ka'bah and steal its treasure and Kiswah. It is as if I could see him now: he is bald-headed and has a distortion in his wrists. He will strike the Ka'bah with his spade and pick-axe'." (Ahmad)

It was reported from 'Abd Allah ibn 'Umar that the Prophet (sallallahu alayhe wa sallam) said, "Leave the Abyssinians alone so long as they do not disturb you, for no-one will recover the treasure of the Ka'bah except Dhu'l-Suwayqatayn from Abyssinia ." (Abu Dawud, in the chapter on the prohibition of provoking the Abyssinians)

Ibn 'Abbas narrated that the Prophet (sallallahu alayhe wa sallam) said, "It is as if I can see him now: he is black and his legs are widely spaced. He will destroy the Ka'bah stone by stone." (Ahmad)

The Prophet (sallallahu alayhe wa sallam) said, "The Hour will not come until a man from Qahtan appears and rules the people." (Muslim; similar Hadith in Bukhari) This man could be Dhu'l-Suwayq, someone else, because this man comes from Qahtan, while other reports say that Dhu'l-Suwayqatayn comes from Abyssinia ; and Allah knows best.

Abu Hurairah said, "The Prophet (sallallahu alayhe wa sallam) said, 'Day and night will not come to an end until a freed man called Jahjah holds sway'" (Ahmad) This could be the name of Dhul Suwayqatayn from Abyssinia ; and Allah knows best.

'Umar ibn al-Khattab
 reported that he heard the Prophet (sallallahu alayhe wa sallam) say: "The people of Makkah will leave, and only a few people will pass through it. Then it will be resettled and rebuilt; then the people will leave it again, and no-one will ever return

الترجمة :

صحيح INTERNATIONAL

الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله، والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت. لذا محاربة حلفاء الشيطان. في الواقع، مؤامرة من الشيطان
لقد كان من أي وقت مضى ضعيفة.





تدمير الكعبة

في نهاية الوقت، ذي Suwayqatayn، الذي سيأتي من الحبشة (الهباش)، وتدمير الكعبة من أجل سرقة كنز والكسوة (قطعة قماش غطاء). الكعبة هي ان المبنى القديم الذي بناه إبراهيم، والتي كانت قد وضعت من قبل آدم المؤسسات.

كما التفسير (التفسير) من آية "حتى يأجوج ومأجوج (الناس) والسماح من خلال (حاجز بهم)" (سورة الأنبياء 21:96)، أفيد عن كعب أحبار التي ذي Suwayqatayn سوف تظهر لأول مرة في وقت عيسى ابن مريم. والله سوف يرسل يسوع على رأس طليعة من بين سبع وثماني مئة. بينما هم يسيرون نحو ذي Suwayqatayn، والله سوف ترسل نسيم من اتجاه اليمن، والتي سوف تحل روح كل مؤمن. إلا شرار الخلق سيتم ترك، وأنها سوف تبدأ في التزاوج مثل الحيوانات. قال كعب: "في ذلك الوقت، تقوم الساعة يكون في متناول اليد".

وقال عبد الله بن عمرو: "سمعت النبي (صلى alayhe وسلم) يقول: سوف ذي Suwayqatayn من الحبشة بهدم الكعبة وسرقة الكنز، والكسوة، وكأني أراه الآن : فهو أصلع الرأس ولديه تشوه في معصميه وستضرب الكعبة مع الأشياء بأسمائها الحقيقية له و "الفأس اختيار". (أحمد)

وأفيد عن عبد الله بن عمر أن النبي (صلى alayhe وسلم) قال: "ترك الأحباش وحده طالما أنها لا تخل لك، للا أحد سوف يتعافى كنز الكعبة إلا ذو 'ل-Suwayqatayn من الحبشة ". (أبو داود، في الفصل المتعلق بحظر استفزاز الأحباش)

وروى ابن عباس أن النبي (صلى alayhe وسلم) قال: "يبدو الأمر كما لو أستطيع أن أرى له الآن:.. أنه أسود وساقيه متباعدة على نطاق واسع وسوف يدمر الحجر الكعبة حجرا" (أحمد)

قال النبي (صلى alayhe وسلم)، "لا تقوم الساعة حتى تأتي يظهر رجل من قحطان ويحكم الناس." (مسلم، الحديث مماثل في البخاري) هذا الرجل يمكن أن يكون ذي السويق، وشخص آخر، لأن هذا الرجل يأتي من قحطان، في حين تشير تقارير أخرى إلى أن شهر ذي Suwayqatayn يأتي من الحبشة. والله أعلم.

وقال أبو هريرة رضي الله عنه: "إن النبي (صلى alayhe وسلم) قال:" سيتم ليلا ونهارا لا يأتي إلى نهايته حتى رجل سراح دعا جهجاه يحمل نفوذ "(أحمد) وهذا يمكن أن يكون اسم ذي Suwayqatayn من الحبشة. والله أعلم.

عمر بن الخطاب
 وذكرت أنه سمع النبي (صلى alayhe وسلم) يقول: "إن أهل مكة سيغادر، وفقط عدد قليل من الناس سوف تمر من خلال ذلك ثم سيتم إعادة توطينهم وإعادة بنائها، ثم الناس سوف يغادر مرة أخرى، ورفض. -one سيعود من أي وقت مضى



أدْعِيةٌ مِنَ القُرْآنِ الكَرِيمِ

أدْعِيةٌ مِنَ القُرْآنِ الكَرِيمِ



1 ‏"‏اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ‏"‏‏.‏

2 "رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا"

3 "رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي، وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي"

4 "فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ"

5 "رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ"

6 "رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ، رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا"

7" رَبِّ اغْفِرْ لي ولِوالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَللْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ"‏

8 "رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ".


اللَّهُمَّ آتِ نُفُوسَنَا تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا. اللَّهُمَّ اجْعَلْ خَيْرَ أَعْمَالِنَا خَوَاتِمَهَا، وَخَيْرَ أَعْمَارِنَا آخِرَهَا، وَخَيْرَ أَيَّامِنَا يَوْمَ أَنْ نَلْقَاكَ، وَاجْعَلْ آخِرَ كَلاَمِنَا مِنَ الدُّنْيَا لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ عِيِشَةً هَنِيَّةً، وَحَيَاةً رَضِيَّةً، وَمِيِتَةً سَوِيَّةً. اللَّهُمَّ ارْحَمْ فِي الدُّنْيَا غُرْبَتَنَا، وَفِي القُبُورِ وَحْشَتَنَا، وَيَوْمَ العَرْضِ عَلَيْكَ ذُلَّ وُقُوفِنَا.
اللهم امين يارب العالمين 

فضل الشام في الإسلام

فضل الشام في الإسلام
 

من أشراط علامات الساعة
فضل الشــــــــام في الإســـــــلام

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ و سَلَّمَ إِذَا فَسَدَ أَهْلُ الشَّامِ فَلا خَيْرَ فِيكُمْ لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْصُورِينَ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ.
رواه الترمذي
و عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ نُؤَلِّفُ الْقُرْآنَ مِنْ الرِّقَاعِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ طُوبَى لِلشَّامِ فَقُلْنَا لأَيٍّ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لأَنَّ مَلائِكَةَ الرَّحْمَنِ بَاسِطَةٌ أَجْنِحَتَهَا عَلَيْهَا.
رواه الترمذي

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و سَلَّمَ قَالَ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا.
رواه البخاري

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ و سَلَّمَ قَالَ: "… إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ" رواة مسلم

قال الله تعالى : {وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّنَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْمُعَذِّبُوهَاعَذَابًا شَدِيدًا} لماذا جاء هذا التهديد والوعيد بعذابٍ يشمل قرى المُسلمين والكفار قبل يوم القيامة ؟
وقال الله تعالى : {قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً (56) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا (57) وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (58)}
صدق الله العظيم.



بسم الله الرحمن الرحيم
ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا وعملوا الصالحات صلوا على الحبيب المصطفى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ..
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد


=-=-=-=
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم في العالمين إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم في العالمين إنك حميد مجيد . 

(أصبحنا وأصبح الْمُلْكُ لِلَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ) صحيح مسلم
اللهم اجعلنا من اهل النفوس الطاهرة .. والقلوب الشاكرة ..

والوجوه المستبشرة الباسمة ، وارزقنا طيب المقام وحسن الختام
هواء بارد رقيق وتسآبيحَ خافته تسمو الى السمآء السآبعہ عهود تتجدد أرواح تَحيا طيُور تُحلق٠٠

يارب علمني كيف لا تبكيني خيبة، ولا يكسرني خذلان، ولا يرق قلبي لشيء لا يستحق، ولا تنعدم راحتي لأمر من أمور الدنيا علمني ربي كيف أكون بك أقوى

وَ آغمرُ قلوينا بَ آلقوّة وَ آلصبَر حتّى لآ نضعَف آمآم شيَء ؛( سوآكَ يَا رب )

( يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَن يَشَاءُ ۖ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ )
العنكبوت (21)

يعذب مَن يشاء مِن خلقه على ما أسلف مِن جرمه في أيام حياته، ويرحم مَن يشاء منهم ممن تاب وآمن وعمل صالحًا، وإليه ترجعون، فيجازيكم بما عملتم.

( وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ۖ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ )
العنكبوت (22)

وما أنتم أيها الناس بمعجزي الله في الأرض ولا في السماء إن عصيتموه، وما كان لكم من دون الله مِن وليٍّ يلي أموركم، ولا نصير ينصركم من الله إن أراد بكم سوءًا.


( وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَٰئِكَ يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِي وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )
العنكبوت (23)

والذين جحدوا حُجج الله وأنكروا أدلته، ولقاءه يوم القيامة، أولئك ليس لهم مطمع في رحمتي لَمَّا عاينوا ما أُعِدَّ لهم من العذاب، وأولئك لهم عذاب مؤلم موجع.


( فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )
العنكبوت (24)

فلم يكن جواب قوم إبراهيم له إلا أن قال بعضهم لبعض: اقتلوه أو حرِّقوه بالنار، فألقوه فيها، فأنجاه الله منها، وجعلها عليه بردًا وسلامًا، إن في إنجائنا لإبراهيم من النار لأدلة وحججًا لقوم يصدِّقون الله ويعملون بشرعه.

( وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ )
العنكبوت (25)

وقال إبراهيم لقومه: يا قوم إنما عبدتم من دون الله آلهة باطلة، اتخذتموها مودة بينكم في الحياة الدنيا، تتحابون على عبادتها، وتتوادون على خدمتها، ثم يوم القيامة، يتبرأ بعضكم من بعض، ويلعن بعضكم بعضًا، ومصيركم جميعًا النار، وليس لكم ناصر يمنعكم من دخولها.


( فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ ۘ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي ۖ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )
العنكبوت (26)

فصدَّق لوطٌ إبراهيمَ وتبع ملته. وقال إبراهيم: إني تارك دار قومي إلى الأرض المباركة وهي "الشام"، إن الله هو العزيز الذي لا يُغَالَب، الحكيم في تدبيره.


( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ )
العنكبوت (27)

ووهبنا له إسحاق ولدًا، ويعقوب من بعده وَلَدَ وَلَدٍ، وجعلنا في ذريته الأنبياء والكتب، وأعطيناه ثواب بلائه فينا، في الدنيا الذكر الحسن والولد الصالح، وإنه في الآخرة لمن الصالحين.

( وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ )
العنكبوت (28)

واذكر أيها الرسول لوطًا حين قال لقومه: إنكم لتأتون الفعلة القبيحة، ما تَقَدَّمكم بفعلها أحد من العالمين، أإنكم لتأتون الرجال في أدبارهم، وتقطعون على المسافرين طرقهم بفعلكم الخبيث، وتأتون في مجالسكم الأعمال المنكرة كالسخرية من الناس، وحذف المارة، وإيذائهم بما لا يليق من الأقوال والأفعال؟ وفي هذا إعلام بأنه لا يجوز أن يجتمع الناس على المنكر مما نهى الله ورسوله عنه. فلم يكن جواب قوم لوط له إلا أن قالوا: جئنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين فيما تقول، والمنجزين لما تَعِد.


( أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ ۖ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ )
العنكبوت (29)

واذكر أيها الرسول لوطًا حين قال لقومه: إنكم لتأتون الفعلة القبيحة، ما تَقَدَّمكم بفعلها أحد من العالمين، أإنكم لتأتون الرجال في أدبارهم، وتقطعون على المسافرين طرقهم بفعلكم الخبيث، وتأتون في مجالسكم الأعمال المنكرة كالسخرية من الناس، وحذف المارة، وإيذائهم بما لا يليق من الأقوال والأفعال؟ وفي هذا إعلام بأنه لا يجوز أن يجتمع الناس على المنكر مما نهى الله ورسوله عنه. فلم يكن جواب قوم لوط له إلا أن قالوا: جئنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين فيما تقول، والمنجزين لما تَعِد.


( قَالَ رَبِّ انصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ )
العنكبوت (30)

قال: رب انصرني على القوم المفسدين بإنزال العذاب عليهم؛ حيث ابتدعوا الفاحشة وأصرُّوا عليها، فاستجاب الله دعاءه.


( وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ ۖ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ )
العنكبوت (31)

ولما جاءت الملائكة إبراهيم بالخبر السارِّ من الله بإسحاق، ومن وراء إسحاق ولده يعقوب، قالت الملائكة لإبراهيم: إنا مهلكو أهل قرية قوم لوط، وهي "سدوم"؛ إنَّ أهلها كانوا ظالمي أنفسهم بمعصيتهم لله.



( قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا ۚ قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا ۖ لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ )
العنكبوت (32)

قال إبراهيم للملائكة: إنَّ فيها لوطًا وليس من الظالمين، فقالت الملائكة له: نحن أعلم بمن فيها، لننجِّينَّه وأهله من الهلاك الذي سينزل بأهل قريته إلا امرأته كانت من الباقين الهالكين.


( وَلَمَّا أَن جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ ۖ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ )
العنكبوت (33)

ولما جاءت الملائكة لوطًا ساءه ذلك؛ لأنه ظنهم ضيوفًا من البشر، وحزن بسبب وجودهم؛ لعلمه خبث فعل قومه، وقالوا له: لا تَخَفْ علينا لن يصل إلينا قومك، ولا تحزن مما أخبرناك مِن أنا مهلكوهم، إنَّا منجُّوك من العذاب النازل بقومك ومنجُّو أهلك معك إلا أمرأتك، فإنها هالكة فيمن يهلك مِن قومها.


( إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ )
العنكبوت (34)

إنا منزلون على أهل هذه القرية عذابًا من السماء؛ بسبب معصيتهم لله وارتكابهم الفاحشة.


( وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ )
العنكبوت (35)

ولقد أبقينا مِن ديار قوم لوط آثارًا بينة لقوم
يعقلون العبر، فينتفعون بها.


( وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ )
العنكبوت (36)

وأرسلنا إلى "مدين" أخاهم شعيبًا، فقال لهم: يا قوم اعبدوا الله وحده، وأخلصوا له العبادة، ما لكم من إله غيره، وارجوا بعبادتكم جزاء اليوم الآخر، ولا تكثروا في الأرض الفساد والمعاصي، ولا تقيموا عليها، ولكن توبوا إلى الله منها وأنيبوا.


( فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ )
العنكبوت (37)

فكذَّب أهل "مدين" شعيبًا فيما جاءهم به عن الله من الرسالة، فأخذتهم الزلزلة الشديدة، فأصبحوا في دارهم صَرْعى هالكين.



( وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ ۖ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ )
العنكبوت (38)

وأهلكنا عادًا وثمود، وقد تبين لكم من مساكنهم خَرابُها وخلاؤها منهم، وحلول نقمتنا بهم جميعًا، وحسَّن لهم الشيطان أعمالهم القبيحة، فصدَّهم عن سبيل الله وعن طريق الإيمان به وبرسله، وكانوا مستبصرين في كفرهم وضلالهم، معجبين به، يحسبون أنهم على هدى وصواب، بينما هم في الضلال غارقون.


( وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ ۖ وَلَقَدْ جَاءَهُم مُّوسَىٰ بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ )
العنكبوت (39)

وأهلكنا قارون وفرعون وهامان، ولقد جاءهم جميعًا موسى بالأدلة الواضحة، فتعاظموا في الأرض، واستكبروا فيها، ولم يكونوا ليفوتوننا، بل كنا مقتدرين عليهم.



( مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ۖ وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ )
العنكبوت (41)

مثل الذين جعلوا الأوثان من دون الله أولياء يرجون نصرها، كمثل العنكبوت التي عملت بيتًا لنفسها ليحفظها، فلم يُغن عنها شيئًا عند حاجتها إليه، فكذلك هؤلاء المشركون لم يُغْن عنهم أولياؤهم الذين اتخذوهم من دون الله شيئًا، وإن أضعف البيوت لَبيت العنكبوت، لو كانوا يعلمون ذلك ما اتخذوهم أولياء، فهم لا ينفعونهم ولا يضرونهم.



( فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ )
العنكبوت (40)

فأخذنا كلا من هؤلاء المذكورين بعذابنا بسبب ذنبه: فمنهم الذين أرسلنا عليهم حجارة من طين منضود، وهم قوم لوط، ومنهم مَن أخذته الصيحة، وهم قوم صالح وقوم شعيب، ومنهم مَن خسفنا به الأرض كقارون، ومنهم مَن أغرقنا، وهم قومُ نوح وفرعونُ وقومُه، ولم يكن الله ليهلك هؤلاء بذنوب غيرهم، فيظلمهم بإهلاكه إياهم بغير استحقاق، ولكنهم كانوا أنفسهم يظلمون بتنعمهم في نِعَم ربهم وعبادتهم غيره.



( إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )
العنكبوت (42)

إن الله يعلم ما يشركون به من الأنداد، وأنها ليست بشيء في الحقيقة، بل هي مجرد أسماء سَمَّوها، لا تنفع ولا تضر. وهو العزيز في انتقامه ممن كفر به، الحكيم في تدبيره وصنعه.


( وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ )
العنكبوت (43)

وهذه الأمثال نضربها للناس؛ لينتفعوا بها ويتعلموا منها، وما يعقلها إلا العالمون بالله وآياته وشرعه.


( خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ )
العنكبوت (44)

خلق الله السموات والأرض بالعدل والقسط، إن في خلقه ذلك لدلالة عظيمة على قدرته، وتفرده بالإلهية، وخَصَّ المؤمنين؛ لأنهم الذين ينتفعون بذلك.



( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ )
العنكبوت (45)

اتل ما أُنزل إليك من هذا القرآن، واعمل به، وأدِّ الصلاة بحدودها، إن المحافظة على الصلاة تنهى صاحبها عن الوقوع في المعاصي والمنكرات؛ وذلك لأن المقيم لها، المتمم لأركانها وشروطها، يستنير قلبه، ويزداد إيمانه، وتقوى رغبته في الخير، وتقل أو تنعدم رغبته في الشر، ولَذكر الله في الصلاة وغيرها أعظم وأكبر وأفضل من كل شيء. والله يعلم ما تصنعون مِن خيرٍ وشر، فيجازيكم على ذلك أكمل الجزاء وأوفاه.



( وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ )
العنكبوت (46)

ولا تجادلوا أيها المؤمنون اليهودَ والنصارى إلا بالأسلوب الحسن، والقول الجميل، والدعوة إلى الحق بأيسر طريق موصل لذلك، إلا الذين حادوا عن وجه الحق وعاندوا وكابروا وأعلنوا الحرب عليكم فجالدوهم بالسيف حتى يؤمنوا، أو يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون، وقولوا: آمنا بالقرآن الذي أُنزل إلينا، وآمنا بالتوراة والإنجيل اللذَيْن أُنزلا إليكم، وإلهنا وإلهكم واحد لا شريك له في ألوهيته، ولا في ربوبيته، ولا في أسمائه وصفاته، ونحن له خاضعون متذللون بالطاعة فيما أمرنا به، ونهانا عنه.

( وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ ۚ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۖ وَمِنْ هَٰؤُلَاءِ مَن يُؤْمِنُ بِهِ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ )
العنكبوت (47)

وكما أنزلنا أيها الرسول الكتب على مَن قبلك من الرسل، أنزلنا إليك هذا الكتاب المصدق للكتب السابقة، فالذين آتيناهم الكتاب من بني إسرائيل فعرفوه حق معرفته يؤمنون بالقرآن، ومِن هؤلاء العرب من قريش وغيرهم مَن يؤمن به، ولا ينكر القرآن أو يتشكك في دلائله وبراهينه البينة إلا الكافرون الذين دَأْبُهم الجحود والعناد.


( وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ )
العنكبوت (48)

من معجزاتك البينة أيها الرسول أنك لم تقرأ كتابًا ولم تكتب حروفًا بيمينك قبل نزول القرآن عليك، وهم يعرفون ذلك، ولو كنت قارئًا أو كاتبًا من قبل أن يوحى إليك لشك في ذلك المبطلون، وقالوا: تعلَّمه من الكتب السابقة أو استنسخه منها.


( بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ )
العنكبوت (49)

بل القرآن آيات بينات واضحة في الدلالة على الحق يحفظه العلماء، وما يكذِّب بآياتنا ويردها إلا الظالمون المعاندون الذين يعلمون الحق ويحيدون عنه.


( وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ ۖ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ )
العنكبوت (50)

وقال المشركون: هلا أُنزل على محمد دلائل وحجج من ربه نشاهدها كناقة صالح، وعصا موسى! قل لهم: إن أمر هذه الآيات لله، إن شاء أنزلها، وإن شاء منعها، وإنما أنا لكم نذير أحذركم شدة بأسه وعقابه، مبيِّن طريق الحق من الباطل.


( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )
العنكبوت (51)

أولم يكف هؤلاء المشركين في علمهم بصدقك أيها الرسول أنَّا أنزلنا عليك القرآن يتلى عليهم؟ إن في هذا القرآن لَرحمة للمؤمنين في الدنيا والآخرة، وذكرى يتذكرون بما فيه من عبرة وعظة.


( قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا ۖ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ )
العنكبوت (52)

قل: كفى بالله بيني وبينكم شاهدًا على صدقي أني رسوله، وعلى تكذيبكم لي وردكم الحق الذي جئتُ به من عند الله، يعلم ما في السموات والأرض، فلا يخفى عليه شيء فيهما. والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله مع هذه الدلائل الواضحة أولئك هم الخاسرون في الدنيا والآخرة.



( وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ ۚ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُّسَمًّى لَّجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ )
العنكبوت (53)

ويستعجلك أيها الرسول هؤلاء المشركون من قومك بالعذاب استهزاء، ولولا أن الله جعل لعذابهم في الدنيا وقتًا لا يتقدم ولا يتأخر، لجاءهم العذاب حين طلبوه، وليأتينهم فجأة، وهم لا يشعرون به
ولا يُحِسُّون.



( يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ )
العنكبوت (54)

يستعجلونك بالعذاب في الدنيا، وهو آتيهم لا محالة إمَّا في الدنيا وإما في الآخرة، وإن عذاب جهنم في الآخرة لمحيط بهم، لا مفرَّ لهم منه.


( يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )
العنكبوت (55)

يوم القيامة يغشى الكافرين عذاب جهنم من فوق رؤوسهم، ومِن تحت أقدامهم، فالنار تغشاهم من سائر جهاتهم، ويقول الله لهم حينئذ: ذوقوا جزاء ما كنتم تعملونه في الدنيا: من الإشراك بالله، وارتكاب الجرائم والآثام.


( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ )
العنكبوت (56)

يا عبادي الذين آمنوا إن كنتم في ضيق من إظهار الإيمان وعبادة الله وحده، فهاجِروا إلى أرض الله الواسعة، وأخلصوا العبادة لي وحدي.



( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ )
العنكبوت (57)

كل نفس حية ذائقة الموت، ثم إلينا ترجعون للحساب والجزاء.



( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ )
العنكبوت (58)

والذين صدَّقوا بالله ورسوله وعملوا ما أُمروا به من الصالحات لننزلنَّهم من الجنة غرفًا عالية تجري من تحتها الأنهار، ماكثين فيها أبدًا، نِعْمَ جزاء العاملين بطاعة الله هذه الغرف في جنات النعيم.


( الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ )
العنكبوت (59)

إن تلك الجنات المذكورة للمؤمنين الذين صبروا على عبادة الله، وتمسكوا بدينهم، وعلى الله يعتمدون في أرزاقهم وجهاد أعدائهم.


( وَكَأَيِّن مِّن دَابَّةٍ لَّا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )
العنكبوت (60)

وكم من دابة لا تدَّخر غذاءها لغد، كما يفعل ابن آدم، فالله سبحانه وتعالى يرزقها كما يرزقكم، وهو السميع لأقوالكم، العليم بأفعالكم وخطرات قلوبكم.



( وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۖ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ )
العنكبوت (61)

ولئن سألت أيها الرسول المشركين: من الذي خلق السموات والأرض على هذا النظام البديع، وذلَّل الشمس والقمر؟ ليقولُنَّ: خلقهن الله وحده، فكيف يصرفون عن الإيمان بالله خالق كل شيء ومدبره، ويعبدون معه غيره؟ فاعجب من إفكهم وكذبهم!!



( اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )
العنكبوت (62)

الله سبحانه وتعالى يوسع الرزق لمن يشاء من خلقه، ويضيق على آخرين منهم؛ لعلمه بما يصلح عباده، إن الله بكل شيء من أحوالكم وأموركم عليم، لا يخفى عليه شيء.



( وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۚ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ )
العنكبوت (63)

ولئن سألت أيها الرسول المشركين: مَنِ الذي نزَّل من السحاب ماء فأنبت به الأرض من بعد جفافها؟ ليقولُنَّ لك معترفين: الله وحده هو الذي نزَّل ذلك، قل: الحمد لله الذي أظهر حجتك عليهم، بل أكثرهم لا يعقلون ما ينفعهم ولا ما يضرهم، ولو عَقَلوا ما أشركوا مع الله غيره.




( فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ )
العنكبوت (65)

فإذا ركب الكفار السفن في البحر، وخافوا الغرق، وحَّدوا الله، وأخلصوا له في الدعاء حال شدتهم، فلما نجَّاهم إلى البر، وزالت عنهم الشدة، عادوا إلى شركهم، إنهم بهذا يتناقضون، يوحِّدون الله ساعة الشدة، ويشركون به ساعة الرخاء. وشِرْكهم بعد نعمتنا عليهم بالنجاة من البحر؛ ليكونَ عاقبته الكفر بما أنعمنا عليهم في أنفسهم وأموالهم، وليكملوا تمتعهم في هذه الدنيا، فسوف يعلمون فساد عملهم، وما أعدَّه الله لهم من عذاب أليم يوم القيامة. وفي ذلك تهديد ووعيد لهم.




( وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ )
العنكبوت (64)

وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب، تلهو بها القلوب وتلعب بها الأبدان؛ بسبب ما فيها من الزينة والشهوات، ثم تزول سريعًا، وإن الدار الآخرة لهي الحياة الحقيقية الدائمة التي لا موت فيها، لو كان الناس يعلمون ذلك لما آثروا دار الفناء على دار البقاء.


( لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا ۖ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ )
العنكبوت (66)

فإذا ركب الكفار السفن في البحر، وخافوا الغرق، وحَّدوا الله، وأخلصوا له في الدعاء حال شدتهم، فلما نجَّاهم إلى البر، وزالت عنهم الشدة، عادوا إلى شركهم، إنهم بهذا يتناقضون، يوحِّدون الله ساعة الشدة، ويشركون به ساعة الرخاء. وشِرْكهم بعد نعمتنا عليهم بالنجاة من البحر؛ ليكونَ عاقبته الكفر بما أنعمنا عليهم في أنفسهم وأموالهم، وليكملوا تمتعهم في هذه الدنيا، فسوف يعلمون فساد عملهم، وما أعدَّه الله لهم من عذاب أليم يوم القيامة. وفي ذلك تهديد ووعيد لهم.



( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ )
العنكبوت (67)

أولم يشاهد كفار "مكة" أن الله جعل "مكة" لهم حَرَمًا آمنًا يأمن فيه أهله على أنفسهم وأموالهم، والناسُ مِن حولهم خارج الحرم، يُتَخَطَّفون غير آمنين؟ أفبالشرك يؤمنون، وبنعمة الله التي خصَّهم بها يكفرون، فلا يعبدونه وحده دون سواه؟



( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ )
العنكبوت (68)

لا أحد أشد ظلمًا ممن كذَب على الله، فنسب ما هو عليه من الضلال والباطل إلى الله، أو كذَّب بالحق الذي بعث الله به رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم، إن في النار لمسكنًا لمن كفر بالله، وجحد توحيده وكذَّب رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم.



( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ )
العنكبوت (69)

والمؤمنون الذين جاهدوا أعداء الله، والنفس، والشيطان، وصبروا على الفتن والأذى في سبيل الله، سيهديهم الله سبل الخير، ويثبتهم على الصراط المستقيم، ومَن هذه صفته فهو محسن إلى نفسه وإلى غيره. وإن الله سبحانه وتعالى لمع مَن أحسن مِن خَلْقِه بالنصرة والتأييد والحفظ والهداية.


( غُلِبَتِ الرُّومُ )
الروم (2)

غَلَبت فارسُ الرومَ في أدنى أرض "الشام" إلى "فارس"، وسوف يَغْلِب الرومُ الفرسَ في مدة من الزمن، لا تزيد على عشر سنوات ولا تنقص عن ثلاث. لله سبحانه وتعالى الأمر كله قبل انتصار الروم وبعده، ويوم ينتصر الروم على الفرس يفرح المؤمنون بنصر الله للروم على الفرس. والله سبحانه وتعالى ينصر من يشاء، ويخذل من يشاء، وهو العزيز الذي لا يغالَب، الرحيم بمن شاء من خلقه. وقد تحقق ذلك فغَلَبَت الرومُ الفرسَ بعد سبع سنين، وفرح المسلمون بذلك؛ لكون الروم أهل كتاب وإن حرَّفوه.



( فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ )
الروم (3)

غَلَبت فارسُ الرومَ في أدنى أرض "الشام" إلى "فارس"، وسوف يَغْلِب الرومُ الفرسَ في مدة من الزمن، لا تزيد على عشر سنوات ولا تنقص عن ثلاث. لله سبحانه وتعالى الأمر كله قبل انتصار الروم وبعده، ويوم ينتصر الروم على الفرس يفرح المؤمنون بنصر الله للروم على الفرس. والله سبحانه وتعالى ينصر من يشاء، ويخذل من يشاء، وهو العزيز الذي لا يغالَب، الرحيم بمن شاء من خلقه. وقد تحقق ذلك فغَلَبَت الرومُ الفرسَ بعد سبع سنين، وفرح المسلمون بذلك؛ لكون الروم أهل كتاب وإن حرَّفوه.




( فِي بِضْعِ سِنِينَ ۗ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ۚ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ )
الروم (4)

غَلَبت فارسُ الرومَ في أدنى أرض "الشام" إلى "فارس"، وسوف يَغْلِب الرومُ الفرسَ في مدة من الزمن، لا تزيد على عشر سنوات ولا تنقص عن ثلاث. لله سبحانه وتعالى الأمر كله قبل انتصار الروم وبعده، ويوم ينتصر الروم على الفرس يفرح المؤمنون بنصر الله للروم على الفرس. والله سبحانه وتعالى ينصر من يشاء، ويخذل من يشاء، وهو العزيز الذي لا يغالَب، الرحيم بمن شاء من خلقه. وقد تحقق ذلك فغَلَبَت الرومُ الفرسَ بعد سبع سنين، وفرح المسلمون بذلك؛ لكون الروم أهل كتاب وإن حرَّفوه.




( بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ )
الروم (5)

غَلَبت فارسُ الرومَ في أدنى أرض "الشام" إلى "فارس"، وسوف يَغْلِب الرومُ الفرسَ في مدة من الزمن، لا تزيد على عشر سنوات ولا تنقص عن ثلاث. لله سبحانه وتعالى الأمر كله قبل انتصار الروم وبعده، ويوم ينتصر الروم على الفرس يفرح المؤمنون بنصر الله للروم على الفرس. والله سبحانه وتعالى ينصر من يشاء، ويخذل من يشاء، وهو العزيز الذي لا يغالَب، الرحيم بمن شاء من خلقه. وقد تحقق ذلك فغَلَبَت الرومُ الفرسَ بعد سبع سنين، وفرح المسلمون بذلك؛ لكون الروم أهل كتاب وإن حرَّفوه.



( وَعْدَ اللَّهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )
الروم (6)

وعد الله المؤمنين وعدًا جازمًا لا يتخلف، بنصر الروم النصارى على الفرس الوثنيين، ولكن أكثر كفار "مكة" لا يعلمون أن ما وعد الله به حق، وإنما يعلمون ظواهر الدنيا وزخرفها، وهم عن أمور الآخرة وما ينفعهم فيها غافلون، لا يفكرون فيها.



( يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ )
الروم (7)

وعد الله المؤمنين وعدًا جازمًا لا يتخلف، بنصر الروم النصارى على الفرس الوثنيين، ولكن أكثر كفار "مكة" لا يعلمون أن ما وعد الله به حق، وإنما يعلمون ظواهر الدنيا وزخرفها، وهم عن أمور الآخرة وما ينفعهم فيها غافلون، لا يفكرون فيها.





( أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ )
الروم (9)

أولم يَسِرْ هؤلاء المكذبون بالله الغافلون عن الآخرة في الأرض سَيْرَ تأمل واعتبار، فيشاهدوا كيف كان جزاء الأمم الذين كذَّبوا برسل الله كعاد وثمود؟ وقد كانوا أقوى منهم أجسامًا، وأقدر على التمتع بالحياة حيث حرثوا الأرض وزرعوها، وبنَوْا القصور وسكنوها، فعَمَروا دنياهم أكثر مما عَمَر أهل "مكة" دنياهم، فلم تنفعهم عِمارتهم ولا طول مدتهم، وجاءتهم رسلهم بالحجج الظاهرة والبراهين الساطعة، فكذَّبوهم فأهلكهم الله، ولم يظلمهم الله بذلك الإهلاك، وإنما ظلموا أنفسهم بالشرك والعصيان.



( ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَىٰ أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ )
الروم (10)

ثم كانت عاقبة أهل السوء من الطغاة والكفرة أسوأ العواقب وأقبحها؛ لتكذيبهم بالله وسخريتهم بآياته التي أنزلها على رسله.