الخميس، 29 مايو 2025

أطفال وأبناء الغابة .. حياة في الغابة !..

أبناء الغابة .. حياة في الغابة !..
قصتنا عن أمراء تطردهم عمتهم الى المجهول ؟!.. 
فهل سيستطيعون النجاة ؟.. 
وكيف ستكون مغامرتهم العجيبة ؟!..
 
(أطفال الغابة) 
كان لاحد الملوك القدماء اخت تعيش معه في قصره ..
بعد ان ماتت زوجته وتركت له من الاولاد ثلاثه اميرين واميرة ..
وقد ازداد حب الملك لاولاده بعد وفاه والدتهم الملكه حبهم حبا كثيرا ليعوض ما فقدوه من عطف امهم وحبها لهم وتفكيرها فيهم ..
فكان يسال عنهم كلما حضر ويفكر فيهم كلما دخل ويوصي بهم كلما خرج ويطلبهم كلما جلس لتناول طعام الافطار او الغداء او الشاي او العشاء ..
فغارت عمتهم من شده محبه اخيها لاولاده وصممت فيما بينها وبين نفسها ان تعمل سرا كل وسيله ممكنه لابعادهم عن ابيهم والتخلص منهم ..
وفي يوم من الايام كان الاميران يلعبان مع اختهما الاميرة في حدائق القصر ..
بعد خروج الملك فشوق عمتهم وحببت اليهم الذهاب معها الى الغابة للعب فيها ووعدتهم ان تريهم اشياء جميلة والعا لذيذة ..
سارت تحت الاشجار هناك فصدق الاميران والاميرة ما قالته عمتهم ولم يعرفوا ما
تخفيه عنهم من الشر ..
وذهبوا معها للعب والرياضة في الغابة ومشاهدة الاشياء الجميلة فيها ورؤية الالعاب الغريبة تحت اشجارها ..
وقد شعر الاطفال بسرور كثير عندما خرجوا مع عمتهم لهذه الرحلة واخذوا يمشون معها في الغابة حتى وصلوا الى وسطها فاحس بالتعب الشديد وظهرت علاماته في مشيتهم وعلى وجوههم بعد هذه الرحلة الطويلة المتعبه التي لم يجربوها من قبل ..
ولما شعرت العمة بشدة تعبهم قالت لهم : ناموا هنا تحت هذه الشجرة حتى تحضر الحوريات لتلعب امامكم العابا لم تروها وستجدون في مشاهدتها كل لذة وسرور .. 
فصدق الاطفال ما قالته عمتهم واطاعوا امرها واستمعوا الى كلامها وناموا جميعا تحت الشجرة في الغابة لشده تعبهم من طول الرحلة وكثرة المشي وظنوا ان عمتهم ستجلس بجانبهم لتحرسهم وهم نائمون ..
وبعد ان نام الاطفال وتاكدت العمة من نومهم تركتهم وحدهم تحت الشجرة نائمين حتى تاتي الحيوانات المفترسة بالغابة لتقتلهم ولا يستطيعون الدفاع عن انفسهم وليس معهم من يحرسهم ..
ورجعت العمة الشريرة وحدها الى القصر وهي مسرور ولم يشعر بها احد عند رجوعها ولم يرها احد حينما اخذت الاطفال المساكين وخرجت بهم الى الغابة ..
فلما اتى موعد الغداء حضر الملك ولم يحضر الاطفال من الحديقة لتناول الطعام مع ابيهم كالعادة ..
فاخذ الخدم يبحثون عنهم .. فلم يجدوهم في اي مكان بالقصر او الحديقة وانتشر الحرس للبحث عنهم في المدينة فلم يجدوا احدا منهم ..
وخرج الملك ووزراؤه ومستشاروه وجنوده ومحبوه للبحث عن الاميرين والاميرة في كل بلد من البلاد القريبة والبعيدة .. ورجعوا جميعا بغير فائدة .. ولم يعرف احد لهم مكانا ولم يعلم احد الجهة التي قصدوها واختفوا بها الا العمة الشريرة التي كتمت جريمتها ولم تذكر شيئا مما فعلت ..
حزن الملك حزنا شديدا لغياب اولاده الثلاثة اولاده الاعزاء واختفائهم وعدم معرفة مكانهم ..وزاد عليه الحزن .. واخذ اصدقائه من النبلاء والوزراء يواسونه ويرجون منه الصبر ولكن كيف يصبر وقد اختفى اولاده مرة واحدة وقد ظهرت عليه الاحزان والافكار المحزنة ..
وفي النهاية وجد انه لا فائدة من الحزن .. وان الحزن لن يرجع له ابناءه الاعزاء فصبر وتمسك بالصبر الجميل وشكر لله هذا الامتحان وترك اموره لله جل شانه ..
كل هذا حدث ولم تذكر اخت الملك الشريرة شيئا عن الحيلة التي احتالت بها على الاطفال الابرياء والجريمة التي ارتكبتها ..
وبعد ان نام الاطفال المساكين تحت الشجرة وتركتهم عمتهم القاسية القلب .. لم ينساهم الله سبحانه وتعالى فارسل اليهم ثلاثا من الحوريات لحراستهم والعناية بامورهم ..
فدنون حول الشجرة التي نام فيها الا ميران والاميرة تحتها ..
ثم قالت الحورية الاولى : ما اجمل هؤلاء الاطفال ان عند كل منهم نجمة بين حاجبيه وهذه علامة على انهم امراء وابناء ملوك هيا بنا كي نحضر لكل منهم هدية يفرحون بها بعد ان يستيقظوا من النوم ..
وقالت الثانية : انهم ثلاثه اطفال وهدية واحدة لا تكفيهم .. ومن الواجب ان نحضر لهم ثلاث هدايا ليكون لكل منهم هدية ..
وقالت الثالثة : إنهم اطفال صغار ولا يصح ان يتركوا وحدهم في الغابة فهم في حاجة الى من يحرسهم ..
فقالت الحورية الاولى : ساهديهم فنحرسهم وهم نيام ليلا ونخدمهم نهارا ونهتم بامورهم ..
وقالت الثانية : ساهديهم كيساً ثمينا من النقود يمكنهم ان ينفقوا منه طول الحياة اي مقدار يريدون ولا تفرغ منه النقود ..
وقالت الثالثة : ساهدي الصغيرة خاتما ثمينا يحفظها ويحفظ اخويها من الخطر ولن يمسهم سوء ما دام هذا الخاتم في اصبعها ..
وبعد هذه المشاورة والمحادث’ ذهبت الحوريات الثلاث الى بيتهن لتحضر كل منهن هديتها وحينما استيقظ الاطفال من نومهم وجدوا بجانبهم غزالة هادئة وديعة جميلة الصورة ..
فحكت لهم الغزالة ما حدث .. فحمدوا الله .. واستمرت الغزالة تخدمهم نهارا تحرسهم ليلا حتى لا يقرب منهم عدو ولا يمسهم احد بسوء .. 
وقد ارسلت اليهم الحورية الثانية كيسا ثمينا لا يفرغ من النقود .. 
وارسلت الثالثه خاتما غاليا للفتاة الصغيرة ..
عاش الامراء الثلاثة بين احضان الطبيعة معيشة حرة في الهواء الطلق تحت الشجرة في الغابة وقد بنوا لهم مظلة تحفظهم من المطر وتحفظهم من العاصفة .. 
فكبرت اجسامهم وكبروا بعد ان كانوا صغارا ومكثوا اربع سنوات في الغابة حتى اصبحت سن الامير الكبير 16 سنة وسن الصغير 14 سنة وسن الاميرة 13 سنة ..
وحينما كبروا قالت لهم الغزاله في يوم من الايام : لقد كبرتم الان ولا يمكنكم ان تعيشوا هنا اكثر مما عشتم واني انصح لكم ان تذهبوا وتبحثوا عن منزل صحي تعيشون فيه وتقيمون به كما يعيش الناس في المدن ولكن يجب ان تختاروا هذا المنزل قريبا من قصر الملك ..
فسمع الامراء الثلاثة نصيحة الغزالة .. وتالموا كل الالم لمفارقة الغزالة .. وشكروا لها كثيرا ما قامت به نحوهم من الخدمة والعطف والعناية والحراسة ليلا ونهارا .. وتالموا لانتهاء حياتهم الحرة الطبيعية في الغابة وقد تعودوا حب الطبيعة وجمالها وهوائها الجميل وسمائها الصافية وبعدها عن الضوضاء ..
وقد ودعتهم الغزالة .. وودعوها والدموع في اعينهم .. وسارت معهم حتى خرجوا من الغابة وذهبوا الى المدينة مدينة ابيهم وهي عاصمة ملكه ..
وقد استطاعوا ان ينفذوا النصيحة فاشتروا منزلا جميلا له حديقة جميلة تقع نوافذه امام القصر واشتروا له احسن الاثاث ولا عجب فعندهم كيس لا تنتهي منه النقود مهما ينفقوا ومهما يشتروا ومهما ياخذوا واذا ارادوا اي مقدار من المال وجدوه في هذا الكيس العجيب ..
وفي يوم من الايام كانت عمتهم الشريرة التي اخذتهم وتركتهم في الغابة تطل من
نافذة القصر الملكي .. فرات في حديقة المنزل المقابل للقصر شابين جميلي الصورهة ومعهما فتاة اصغر منهما ..
فنظرت العمة نظرة شديدة ثم اعادت النظر مرارا حتى تحققت من شخصيتهم وعرفتهم معرفة تامة .. فما زال عند كل منهم نجمة بين حاجبيه وهي علامه تدل على انهم من الاسرة المالكة .. لا شك ان هؤلاء هم اولاد اخي .. وقد ظننت ان الحيوانات المفترسة في الغابة قد اكلتهم وانتهت منهم منذ سنوات مضت ..
هذان هما الاميران وهذه اختهما الاميرة من غير شك وصممت في نفسها على ان تبحث عن حيلة لتتخلص بها منهم وتحاول هذه الحيلة مرة اخرى واخذت ترقب هذا المنزل حتى خرج الاميران منه وتركا الاميرة وحدها ..
فانتهزت العمه الفرصه لتزور الاميرة وهي وحدها وتعمل حيلة اخرى كي تتخلص منهم جميعا ..
فذهبت العمة الشريرة لتزور الاميرة وتحدثت معها ورحبت بها وهنأتها بالمنزل الجديد واظهرت لها رغبتها الشديدة في صداقتها ..
واخذت العمة تتحدث مع ابنة اخيها مدة قصيرة ولم تعرف الاميرة ان هذه عمتها الشريرة .. 
ثم قالت لها العمة : ان في القصر القريب منكم كثيرا من الحفلات وسادعوك انت واخواك الى هذه الحفلات .. واذا اردت ان تكوني اجمل فتاة في الحفل فاشربي قليلا من ماء الحياة حتى يعجب بك كل من راك .. هل تحبين ان تكوني اجمل فتاة ..
فاجابت الاميرة الصغيرة : نعم احب ان اكون اجمل فتاة ولكن اين اجد ماء الحياة ؟.. 
فاجابت العمة الشريرة : اني لاعرف اين ماء الحياة ولكن حينما يرجع اخواك من الخارج اطلبي منهما ان يذهبا ويبحث عنه حتى يجداه ..
ثم رجعت العمه الى القصر وهي مسرورة لان نفسها الشريرة قد دبرت حيلة اخرى للتخلص من اولاد اخيها من غير ذنب فعلوه او خطا ارتكبوه ..
وحينما رجع الاميران الى البيت قبل غروب الشمس اخبرتهما اختهما بان الاميرة زارتها ونصحت لها بان تشرب ماء الحياة حتى تكون اجمل فتاة في حفل ستدعى اليه بالقصر واظهرت لهما رغبتها في ان تجد شيئا من هذا الماء لتشربه ..
كان الاخ الاكبر محبا لاخته الصغيرة فقال لها : سابحث لك عن هذا الماء حتى اجده واحضره لك فلا تفكري في شيء مطلقا ..
وفي صباح اليوم التالي خرج الامير الكبير ليبحث لاخته عن ماء حياة ولم يعلم اين هذا الماء ولم يعرف الطريق الذي يتجه اليه او يسير فيه .. ولذلك سار في طريقه حائرا لا يقصد جهة معينة واستمر سائرا حتى قابل شيخا صالحا من رجال الدين فقال له : ايها الاب الكريم ارجو ان تدلني على الطريق الذي به استطيع الحصول على قليل من ماء الحياة ؟..
فاجابه الشيخ الصالح : يا بني هذا هو الطريق الموصل ولكني اخاف عليك الموت اذا سرت فيه وانصح لك الا تسير في هذا الطريق وان ترجع من حيث اتيت حتى لا يصيبك ضرر او اذىً ..
فشكر له نصيحته ولكنه لم يستمع اليها ولم يعمل بها لانه يكره التردد ويحب الشجاعة حتى يحقق طلب اخته العزيزة عليه ..
واستمر في الطريق ولم يرجع حتى وصل الى كوخ لرجل متعبد اخر يعبد الله ..
فساله وهو مار : هل انا سائر يا سيدي في الطريق الصحيح الى ماء الحياة ؟..
فاجابه الرجل الصالح : نعم .. نعم .. هذا هو الطريق الموصل سر فيه حتى نهايته ثم اصعد في ذلك الجبل الذي تراه على بعد وحينما تصل الى قمة الجبل ستجد بابا كبيرا يحرسه اربعة رجال كبار الاجسام وسيوفهم بايديهم .. ولكن لا تخف فانهم لا يستطيعون ان يروك لانهم من العميان .. ولكن يجب ان تسير هدوء على اطراف اصابعك حتى لا يسمعك احد منهم .. وبعد ان تدخل من الباب الكبير وتترك الحرس .. وستجد عينا من الماء يخرج منها ماء الحياة .. فخذ منه ما شئت ..
استمر الامير الكبير في سيره حتى وصل الى قمة الجبل ثم نظر فوجد بالقرب منه بابا كبيرا يحرسه اربعة من رجال كبار الاجسام وسيوفهم بايديهم لا يستطيع ان يمر بينهم الا كل شجاع قوي القلب .. فلم يخف وسار بشجاعة وهدوء على اطراف اصابعه .. فلم يروه ولم يسمعوه .. ووصل بامان وسار وهو مسرور بهذا الانتصار حتى وجد نفسه في حديقة جميلة .. وفي وسطها عين من الماء بها فوارة يخرج منها الماء ..
فقال لنفسه : هذا هو ماء الحياة بلا شك .. وملا منه زجاجتين كبيرتين ثم خرج ومر بهدوء بين الرجال الاربعة الكبار الاجسام فلم يحسوا به ولم يسمعوه .. واخذ يجري وهو يترك الجبل ليذهب الى اخته ويقدم اليها ما طلبته من ماء الحياة ..
ففرحت اخته كثيرا حينما رات اخاها وهنأته تهنئة صادقة برجوعه وانتصاره .. وقدم لها ماء الحياة الذي احضره معه في زجاجتين .. فشربت الاميرة من هذا الماء الذي وصفته لها عمتها الشريرة ..
وقد دعي الاخوان واختهما الى حفل بالقصر .. فاجابوا الدعوة وحضروا جميعا الحفل .. واعجب الحاضرون كلهم بالاميرة وجمالها والاميران وكمالهما ..
وفي الوقت الذي اعجب فيه الجميع بهؤلاء الاخوة الثلاثة غضبت العمة غضبا شديدا حينما رات الاميرين لا يزالان على قيد الحياة ..
فقد دبرت لهما الحيلة الثانية للقضاء عليهما .. ولكن الله جل شانه قد حرسهما وحفظهما من شرها وحيلها ..
وقالت العمة الشريرة في نفسها : لابد ان احاول حيلة جديدة للتخلص منهم جميعا حتى لا يشاركني احد في محبة اخي ..
ولهذا ذهبت العمة مرة اخرى لتزور الاميرة وقالت لها : لقد سررت كثيرا لانك استطعت الحصول على ماء الحياة وقد كنت بالامس في الحفل اجمل فتاة ولحبي لك انصح لك بان تاكلي تفاحة من تفاح الغناء .. وهو تفاح موسيقى احمر حتى يكون صوتك اجمل صوت اذا غنيت في حفل من الحفلات ..
فرغبت الاميرة ان تجرب تفاح الغناء كما جربت ماء الحياة ..
فسالتها : واين اجد تفاح الغناء يا سيدتي ؟..
فاجابت العمة : انه يزرع في الحديقة المسحورة التي حصل منها اخوك على ماء الحياة .. اسالي اخويك ان يحضرا لك تفاحة من هذا التفاح لتاكلي منها حتى يكون صوتك اجمل صوت موسيقي في الغناء ..
فقالت الاميرة : ساطلب منهما ذلك حينما يرجعان الى المنزل ..
وفي تلك الليله حضر اخوها الاصغر الى البيت اولا ..
وحينما دخل اخوها قالت له : ارجو ان تذهب الى الحديقة المسحورة لتحضر منها تفاحة من تفاح الغناء .. فقد قيل لي : انني اذا اكلت منها تفاحة كان صوتي احسن صوت موسيقي في الغناء ..
فقال اخوها الاصغر : ساذهب الان لاحضار ما تطلبين يا اختي العزيزة .. وودعها وخرج .. ولم ينتظر الى الصباح وسار في الطريق .. 
وكانت الليلة مقمرة حتى وصل الى كوخ في داخل الجبل يتعبد فيه احد الرجال الصالحين ..
فساله عن الطريق الموصل الى الحديقة المسحورة كما ساله اخوه الاكبر من قبل .. 
فاجابه الرجل الصالح : استمر في طريقك حتى تصل الى الجبل فاصعد فيه حتى تصل الى قمته وهناك تجد بابا كبيرا يحرسه اربعة من السباع ..
فساله الامير : كيف استطيع ان امر من الباب اذا كان يحرسه اربعة من السباع اني لا أستطيع ان اقاتل اربعة من السباع في وقت واحد ؟!..
فاجاب الرجل الصالح : انك لن تحتاج الى ان تقاتلها وتقاتل .. ولكن حينما تقرب من الباب انظر الى ما فوقه .. تجد مقصا كبيرا فاذا وجدت المقص مفتوحا فادخل وانت مطمئن كل الاطمئنان لان السباع لن تهجم عليك ولن تضرك باي ضرر واذا وجدت المقص مقفلا فلا تخاطر بنفسك ولا تقرب من الباب لئلا تمزقك السباع وتقطعك الاسود قطعة قطعة قبل ان تصل الى الباب وحينما تدخل الحديقة المسحورة .. 
تذكر دائما الا تكلم احدا وان لا تجيب عن سؤال احد سواء اكان انسانا ام حيوانا ام طائرا .. واحذر ان تنسى هذه النصيحة .. شكر الامير الصغير للرجل الصالح نصيحته ودخل الرجل الصالح كوخه ..
وسار الامير في طريقه حتى وصل الى الجبل فاخذ يتسلقه ويصعد فيه حتى وصل الى قمته ونظر فراى بابا كبيرا يحرسه اربعة من السباع المفترسة المتوحشة التي لم يرى مثلها من قبل فنظر فوق الباب فوجد المقص الكبير مفتوحا .. فاطمان ودخل وسار الى الامام وهو هادئ النفس مستريح البال .. وقد نظرت السباع اليه بعين نائمة غلبها النعاس .. ولم تهجم عليه .. ولم تتحرك من مكانها .. ولم يمس الامير بسوء او ضرر .. 
وبعد ان مر عليها الامير وتركها امنا راى شجره محملة بكثير من التفاح الاحمر الناضج الجميل ونظر حوله فلم يجد غير هذه الشجرة من اشجار التفاح فتاكد ان تفاحها تفاح الغناء .. وقال في نفسه ان الشجرة شجرة تفاح الغناء من غير شك ولكن حينما شد فرعا من فروع الشجرة ليقطف منه تفاحة سمع طائرا يقول له بصوت مرتفع لقد وضع الملك اختك في السجن ..
فتاثر الامير كل التاثر حين سمع هذا الخبر المحزن ونسي نصيحة الرجل الصالح ولم يتذكر قوله احذر ان تكلم في الحديقة المسحورة انسانا او حيوانا او طائرا ..
نسي الامير هذه النصيحة الثمينة ..
ورد على الطائر وقال له : ان الملك لم يفعل شيئا وهذا كذب وقبل ان ينطق بكلمه اخرى تحول الامير المسكين الى عمود صخري من اعمدة الحديقة المسحورة ..
انتظرت الاميرة في البيت رجوع اخيها .. فلم يرجع ؟.. واخذت كل يوم تنتظر رجوعه بغير نتيجة .. ومر اليوم بعد اليوم ولم يرجع ؟.. فشغل بالها وقلقت نفسها واعتقدت انه لابد قد حدث له حادث مؤلم او اصابه سوء في رحلته ؟..
فنظرت الى الخاتم التي اهدته اليها الحورية ليحفظها ويحفظ اخويها من الخطر فوجدته معتما مظلما لا يبرق ولا يتلالا ولا يلمع كالعادة ؟..
فصاحت لا بد ان يكون اخي قد لحقه ضرر او اذى .. 
وطلبت اخاها الاكبر وقالت له : اعتقد ان اخاك في خطر وانه قد لحقه اذى او ضرر فالخاتم الذي البسه قد تغير لونه واصبح معتما مظلما .. لا يبرق ولا يتلألأ كالمعتاد وارجو ان تذهب وتبحث عن اخيك في الحديقة المسحورة..
فلم ينتظر الاخ الكبير كلمة اخرى واخرج سيفه في يده وودع اخته .. وخرج ليبحث عن اخيه الذي ذهب الى الحديقة المسحورة ولم يرجع وقد عرف الطريق المؤدي اليها وجربه من قبل وقد فات اليوم بعد اليوم والاسبوع بعد الاسبوع ولم يرجع الامير الاكبر كذلك ؟..
ومكثت الاميرة المسكينة مضطربة مشغولة البال على اخويها ؟.. وكلما استيقظت في الصباح نظرت مسرعة الى خاتمها لترى لونه هل هو براق ام معتم ..
واخيراً اتى يوم اصبح فيه الخاتم اسود اللون تماما .. فصاحت اه ان اخوي قد ماتا او هما في خطر شديد من غير شك يجب ان اذهب في الحال لالحقهما ..
خرجت الاميرة المعذبة بسبب عمتها وسارت في الطريق الذي سار فيه اخواها من قبل الى الحديقة المسحورة حتى وصلت الى الكوخ الذي يقيم فيه الرجل الصالح ..
فراته جالسا امامها ..
فسالته : سيدي العزيز ارجو ان تدلني على الطريق الذي يوصل الى الحديقه
المسحورة ؟..
فاجابها الشيخ الصالح : سيري في هذا الطريق فاذا وصلت الى الجبل فاصعدي فيه حتى تصلي الى قمة الجبل وهناك تجدين بابا كبيرا عنده اربعة ثعابين كبيرة فلا تخافي او تنزعجي فانها لن تمسكي بسوء اذا دخلت الباب بظهرك واني انصح لك نصيحة يجب ان تتذكريها ولا تنسيها مطلقا كي لا تتحولي الى عمود صخري من اعمدة الحديقة المسحورة وهذه النصيحة هي أن لا تكلمي احدا ولا تردي على احد سواء اكان انسانا ام حيوانا ام طائرا مهما تكن الظروف واحذري ان تخالفي هذه النصيحة ..
فشكرت الاميرة له نصيحته ووعدته بالمحافظة عليها ..
وخرجت مسرعة لأنها الآن لا تفكر في نفسها ولكنها تفكر في اخويها وفي الخطر الذي لحقهما .. واستمرت سائرة حتى وصلت الى الجبل .. فواصلت الى قمته ورأت باب الحديقة .. فادارت وجهها .. وسارت بظهرها الى الجهة الخلفية ووجدت اربعة ثعابين ؟!.. اثنين في الجهة اليمنى من الباب !.. واثنين في الجهة اليسرى منه !.. فمرت بين الثعابين بظهرها ولم ترفع الثعابين رؤوسها لتنظر اليها .. واقتحمت الاميرة باب الحديقة المسحورة .. وسارت وهي تجري بظهرها .. فوجدت الحديقة رائعة جميلة بديعة المنظر منظمة تنظيما جميلا .. فمكثت لحظة تنظر الى هذا الجمال النادر .. وبدات تبحث في كل ناحية من الحديقة .. وفي كل زاوية منها عن اخويها .. فلم ترى لهما اثرا ؟.. ولم تجد امامها الا نباتات واعشاب خضراء وازهار جميلة واشجار كبيرة منها شجرة محملة بالتفاح الاحمر الناضج .. وهو التفاح المشؤوم الذي وصفته عمتها لها لتحتل به على التخلص من اولاد اخيها في الحديقة المسحورة بالحيلة الغريبة التي ذكرتها للاميرة الصغيرة البريئة التي لم تشعر بنتيجة ما طلبته من اخويها .. ولم تجد تحت شجرة التفاح الا عمودين من الاعمدة الصخرية .. ولم تعلم ان اخويها قد سحرا وتحولا الى هذين العمودين الذين تراهما تحت شجرة التفاح الموسيقي .. وفي الوقت الذي كانت الاميرة تبحث فيه عن اخويها سمعت اصواتا تناديها وتقول لها : هل تحبين ان تعرفي ماذا حدث لاخوك الاميرين .. هل تحبين ان تعرفي اين اخواك .. اعتقد انك مشتاقة كل الشوق لمعرفة ما حدث لاخوك .. وتحبين من كل قلبك ان تعرفي مكانهما .. ولكنها تذكرت نصيحة الرجل الصالح ولم تنطق باي كلمة .. ولم تجب عن اي سؤال ..
اخذت الاميرة المسكينة تبحث في الحديقة عن اخويها بغير فائدة ؟.. ووقفت حائرة لا تدري ماذا تفعل ؟.. واتكات ومالت على احد العمودين .. وشعرت بحزن شديد على اخويها .. واستمرت تفكر فيما حدث لهما ؟.. ورات طائرا يطير بجانبها فسقطت منه ريشة جميلة جدا وهو يطير .. 
فانحنت الاميرة واخذت الريشة من الارض .. ولم تعلم ان الله ارسل اليها هذه الريشة لتنهي بها اخويها مما هما فيه .. وامسكت الريشة بيدها ونظرت اليها ثم وضعتها على العمود الصخري الذي بجانبها وفي اللحظة التي مست فيها الريشة العجيبة العمود الصخري ..
بدا العمود يتحرك وقبل ان تتمكن من ان تقول كلمة واحدة وجدت ان العمود تحول الى صورة اخرى وهي اخوها الاكبر !..
فصاحت متعجبة كل التعجب : لقد كنت مسحورا الى العمود الصخري الذي كنت اتكئ عليه ؟..
فاجابها اخوها : نعم .. وان العمود الثاني هو اخونا الصغير !..
فوضعت الريشة العجيبة فوقه .. حتى يتحول الى انسان كما تحولت .. ويعود الى صورته الاولى .. وتتجدد فيه الحياة كما كان .. وفي الحال وضعت الاميرة الريشة العجيبة فوق العمود الصخري .. فبدا العمود يتحرك ثم تحول الى صورة اخيها الصغير !..
ورات اخاها الثاني واقفا بجانبها .. فنظرت الى السماء وقالت : احمدك يا ربي حمدا كثيرا واشكر نعمتك التي انعمت بها علي اعظم الشكر ..
وشاركها اخواها في الشكر والحمد لله وقالت لهما : هيا بنا كي نخرج من هذه الحديقة الفظيعة قبل ان يصيبنا ضرر او اذى اخر ؟..
فقال اخوها الكبير : يجب ان ناكل شيئا من التفاح الموسيقي قبل ان نذهب من هنا فقد تحملنا كثيرا وعذب كثيرا حتى وصلنا الى هذا التفاح وهو الان امامنا وما الفائده من هذا كله اذا لم ناكل وناخذ معنا منه شيئا فقط فأخذ كل منهم ثلاث تفاحات من شجرة التفاح الموسيقي وذهبوا واخذوا ياكلون وهم سائرون تاركين الحديقة السرية ونازلين من الجبل وقد اكل كل منهم تفاحة موسيقية .. واخذا معهما تفاحتين موسيقيين وبداوا يغنون في اثناء سيرهم .. وهم فرحون مسرورون اغاني موسيقية عذبة جميلة .. 
ولحسن الحظ كان ابوهم الملك مارا بتلك الجهة وهو راكب جواده فسمع اصواتا غنائية موسيقية عذبة جميلة لم يسمع مثلها من قبل ..
فاخذ يستمع الى هذه الاصوات العذبة والموسيقى الجميلة متلذذا بسماعها معجبا كل الاعجاب بها ..
واستمرت الاميرة تغني وتسبق اخويها في اغانيها .. واخواها يغنيان ويرددان الغناء وهم جميعا فرحون مسرورون حتى وصل ثلاثتهم الى المكان الذي وقف فيه ابوهم الملك وهو راكب حصانه .. ولم يعلموا انه ابوهم وقابلوه وجها لوجه .. فحيوه اطيب تحية .. فحياهم الملك ونظر اليهم نظرة اعجاب وتقدير فراى نجمة من النجوم بين حاجبي كل منهم وهي العلامة التي بها يعرف الملك اولاده من الامراء والاميرات ؟!..
فقال الملك : من انتم ؟.. انتم بلا شك اولادي الذين فقدتهم منذ سنوات .. وقد حزنت كثيرا لفقدكم .. وبحثت كثيرا عنكم هذه السنوات الطوال بغير فائدة .. وقد ارسلت من يبحث عنكم في جميع البلاد بعد اختفائكم .. فلم ارى نتيجة للبحث .. ولم اعلم الى الان كيف اختفيتم ؟.. وما زال السبب في اختفائكم سرا لم اعرفه حتى الان ؟!.. 
وقبل الملك اولاده الثلاثة وقبلوا اباهم وتعلقوا به وتعلق بهم وبكوا جميعا فرحا وسرورا بالمقابلة بعد الفراق الطويل والشوق بعد طول الغياب !..
واخيرا اخبر الابن الكبير اباه بما فعلته عمتهم معهم وكيف اخذتهم الى الغابة وكيف تركتهم تحت الشجرة لتتخلص منهم ؟!.. وكيف عاشوا في الغابة ؟.. وكيف ارسل الله اليهم ثلاث حوريات وغزالة للعنايه بهم نهارا وحراسته ليلا ؟!.. وكيف احتالت العمة عليهم لاحضار ماء الحياة الى اخته لتتخلص منه ؟.. وكيف احتالت على اخيه الثاني لاحضار التفاح الموسيقي للتخلص من الجميع ؟.. حتى تنفرد بأبيهم الملك ؟..
فتألم الملك كل الألم لما حدث لاولاده المساكين .. وما مر بهم من المتاعب بسبب الغيرة وضيق العقل .. غيرة عمتهم منهم وسوء تفكيرها وحبها لنفسها وعدم التفكير في اولاد اخيها !؟..
فرجع الاب الى القصر والسرور يملا قلبه ومعه اولاده الثلاثة الاميران والاميرة وقابلهم جميع من بالقصر بالفرح والسرور بعد هذا الفراق الطويل .. ما عدا عمتهم !؟.. واخذوا مكانهم المناسب لهم في قصر ابيهم .. وانتشر الخبر في العاصم’ وعم الفرح والسرور جميع البلاد لرجوع اولاد الملك بعد اختفائهم ..
وهنا الجميع الملك وتالم الجميع من اخته القاسية الشريرة وقد وضعت في السجن المدة الباقي’ من حياتها عقابا لها على ما فعلته ..
وعاش الملك مع اولاده سعداء مسرورين لا يفكرون الا في الشعب ومصلحة الشعب فاحبهم الشعب واحبوه واخلصوا للامة فاخلص اليهم وفكروا فيها فامتلك قلب كل فرد منها وعم الخير في البلاد وانتشرت المحبه والعداله بين الجميع ..

أبناء الحطاب السبعة !.. أب يتخلص من أبنائه بسبب الفقر !..

أبناء الحطاب السبعة !.. أب يتخلص من أبنائه بسبب الفقر !..

حكاية اليوم عن أب فقير يحطب الحطب ليعيش ..
سيقدم على أمر خطير وحقير، سيخطط للتخلص من أبنائه السبعة لأنه لا يجد ما يطعمهم، وسيضعهم وحدهم في الغابة ..
 
كان في قديم الزمان وسالف العصر والاوان رجل حطاب يكسب رزقه القليل من تكسير الحطب ويعيش هو وزوجته وابنائه السبعة في كوخ صغير عند سفح جبل من الجبال تمتد من حواليه غابات كثيفه باسقه الاشجار ملتفه الاوراق والغصون تتخللها الانهار والبحيرات ..
وكان اصغر ابناء هذا الحطاب يبلغ السابعه من عمره ولم يكن الولد عندما جاء الى هذه الدنيا يزيد عن طول ابهام الكف فسموه لذلك عقله الاصبع وحزن ابواه على مولده حزنا شديدا حينما راياه على هذه الحال من ضاله التكوين وضعف البدن فلما نمى وترع بقي نحيف البنيه قصير القامه مع انه كان يفوق اخوته جميعا في توقد الذهن وذكاء الفؤاد .. ولقد قاسى رب هذه الاسره فوق ما يستطيع من الجهد والعناء في توفير القوت لاسرته وكثيرا ما شكى امره الى زوجته فكانت تقول له ان الله فلا ينسى عباده فانه يوفر الغذاء حتى للعصافير الصغيره وان بعد العسر يسرا فلا تياس يا زوجي العزيز من رحمه الله فما من ضيق ولا شده الا وبعدهما فرج ونعمه فكان يسمع كلماتها الجميله مغلوبا على امره مترقبا فرج الله وضاقت به الحال ضيقا شديدا ..
فقال لزوجته : ذات مساء اطعم الاولاد القليل الباقي لدينا من الطعام واجعليهم يامون الى فراشهم وارجعي الي بعد ان تستوثق من نومهم فعند ما احدثك به ..
فنفذت الزوجه امر زوجها وعادت اليه فراته جالسا في مقعده الطويل يفكر مهموما فبادرها قائلا : تعلمين يا عزيزتي ما نحن عليه من ضنك وفقر وها هو ذا شتاء جديد يقبل عليه بقسوته وانه ليعز علينا ان نرى اولادنا يتضورون جوعا ويموتون امام اعيننا واحدا بعد اخر ..
قالت . وماذا تنوي ان تفعل ؟..
قال : قررت ان نتخلص منهم فغدا ناخذهم الى الغابه ونطلب اليهم ان ينتشروا فيها ويجمعوا عيدان الحطب فنغا فلهم ونهرب ونتركهم لمصيرهم المجهول فارتاعت المراه من هذا الكلام وهاجت هي شل بؤه فقدت اشبالها ولكن
كتمت ثورتها وهبت تعنف زوجها وتقول له هل
جننت يا رجل اي طاوعك قلبك ان ترمي بقطع كبدك على قارعه الطريق بل ان ترميهم في
غابه مخيفه تسرح فيها الذئاب فلا تلبث حتى تفترس لان تاكلهم الذئاب ونحن بعيدون منهم
خير من ان يفتر م الجوع على مراه منا ومسمع فسكتت المراه ولم تجب واخذت تذرف
الدمع السخين حزنا على فراقهم وحاولت ان تثني زوجها عن عزمه فما استطاعت فاستسلمت
في اخر الامر الى رغبته وذهب الزوجان بعد ذلك ينامان والهم يبرح بهما كل تبريح فلم
يغب هذا كله عن عقله الاصبع ولم يخفى هذا الحديث ولا فاتته منه كلمه واحده فقد
الليل كله سهران يفكر في طريقه يعود بها هو واخوته الى المنزل وينجون من الغابه
والذئاب وما زال يفكر ويطيل التفكير حتى
ارتاح الى حيله تبلغه مقصده فما كد ظلام ينقشع والفجر يشرق بلعته الورديه من وراء
الافق حتى نهض عقله الاصبع من فراشه ومشى على رؤوس اصابعه الى باب الكوخ ففتحه وخرج
متسللا منه الى ضفه النهر وشرع يلتقط منها مجموعه من الحصى الابيض ملا به كل جيوبه
ثم عاد الى الكوخ ولم يكن قد استيقظ من اهله احد وطلعت الشمس بعد قليل فهب جميع
النوم من رقادهم وارتدوا ملابسهم ودو صوت الحطاب فيهم و ويقول سنذهب جميعا الى الغابه وانا وامكم في طليعتهم فعليكم ان تبتلوا هناك اقصى الجهد في جمع عيدان
الشجر انكم ستذهبون اليها لاول مره هيا بنا وسارت الاسره باجمعها الى الغابه تصعد
في التلال وتهبط منها الى الاوديه وتعبر الجسور المقامه على الانهار والجداول الى
ان وصلوا ال فبدا الحطاب يحطم بفاسه جذوع الاشجار
الملقاه على الارض وقامت زوجته بتجميع قطع الحب وتوغل الاولاد في الغابه نزو عند امر
ابيهم يجمعون منها العيدان والاغصان وعقله الاصبع في مقدمتهم دون ان يخبر اخوته بما
تواا عليه الوالدان ثم عاد الاخوه المساكين الى حيث تركوا ابويهم فلم يقفوا
لهما على اثر فدب الخوف في قلوبهم فاجه
بالبكاء ورددت الغابه صدى نحيب بهم فزادتهم ذعرا ورعبا ولم يبدو واحد منهم
ساكن الجاش الا عقله الاصبع فما اضطرب ولا خاف ولا درف دمعه واحده ولكنه وقف خطيبا
في اخوته وقال اطمئنوا بالا يا اشقائي ولا تجزعوا
لقد تركنا ابوانا في هذه الغابه المخيفه ولا ذهب الفرار ولكن صبرا فانا اعرف طريق
الكوخ فاتبعوني اوصلكم اليه في سرعه وامان
وكان عقله الاصبع قد نثر ما كان في جيبه من حصن ابيض على طول الطريق فبد له منه خط
ابيض يدله على الدرب الذي يجب ان يسلكه فسلكه ووراءه اخوته وما زالوا يغذون في
السير حتى بلغوا منزلهم فتقدم عقله الاصبع
الى الباب ونظر من ثقب المفتاح ثم التفت الى اخوته وقال لهم انهما في المنزل
يتحدثان و ياكلان طعاما شهيا وكان عمده القريه مدينا للحطاب بمبلغ قليل من المال
فلما رجع الحطاب وزوجته من الغابه واستقرا في الكوخ سعدا بزياره العمده وقد جاء
يوفيه ما ما عليه من دين ولم يكد العمده يعود ادراجه الى عمله حتى ارسل الحطاب
زوجته الى السوق فابتاع منها قدرا كبيرا من اللحم والبقول والخضر والفواكه يكفي
لاكثر من عشره اشخاص وهكذا الجوعان فان عينه تبالغ دائما في مقدار جوعه وشبعه
وعادت الى الكوخ وصنعت طعاما شهيا وجلست هي وزوجها يلتهمان في لذه ونهم وكانت الزوجه لا تفتا بين لقمه ولقمه تتذكر ابنائها وتتحسر على فقدانهم وتقول : رحمتاه لكم ايها المظلومون المساكين وحسرته عليكم حين يهبط الليل وتهاجم
الذئاب وتنشب فيكم اظافرها وتنو شكم
بنياب ويلي ويلي ماذا فعلت يا رجل بهؤلاء الابرياء اي صدق عاقل اننا تركناهم للمصير
المشؤوم وهم قطع من لحمنا ودمنا وكان كلامها يقع على قلب زوجها وقع السهام
الحاده فتزيده حرقه ولوعه فيكتم حسرته
ودمعته ثم اردفت زوجته تقول الم اقل لك لا
تياس من رحمه الله ها هو ذا مبلغ من المال جاءنا على غير انتظار ووفر لنا الري
والشبع فماذا لو كان اولادنا معنا ياكلون مما ناكل وكادت المراه تجن من شده الذهور
والفرح حينما رات باب الكوخ قد فتح ولم يكن مقفلا بالمفتاح ودخل منه ابناؤها
جميعا يتقدمهم عقله الاصبع وهم يصيحون نحن
هنا يا اماه فسارعت امهم اليهم وتبعها ابوهم واوسع عناقا وتقبيلا وجلس الاولاد
الى المائده يفتكون بالطعام فتكا ذريعا ويتبادلون النكت وعبارات المزاح وعاشت
الاسره ناعمه البال تجد ما تاكل حتى فرغ
المال من يد الحطاب ولم يدر عليه عمله ما يقوم باود اسرته ف شظف العيش والضنك
والعوز يلف اعطاء هذه الاسره المسكينه فقرر الحطاب وزوجته على كره منهما ومضت ان
يصنعا ثانيه باولاده ما صنعاه بهم في المره الاولى
وعزما على ان ياخذهم الى غابه ابعد واعمق من الغابه التي كانا قد تركهم فيها من قبل
وعلم عقله الاصبع بالمؤامره المدبره مع ما بذله الحطاب من حرص وحذر في الحديث فال
على نفسه ان يصحو مبكرا في الفجر ويذهب الى شاطئ البحر ليجمع منه كميه من الحصى
الابيض ينذرها في الطريق وتكون له الدليل الذي يهديه الى كوخ ابويه وكان الحطاب قد
وقف على الحيله التي استخدمها عقله الاصبع في الاستهداء الى الكوخ ففي الليله التي
قررت فيها ان يتخلص من اولاده في الصباح اقفل باب الكوخ بالمفتاح
وانتز من القفل ووضعه تحت وسادته حينما اوى الى فراشه فلم يغب هذا كله عن عقله
الاصبع فقد ليلته يفكر في حيله اخرى تعينه
واخوته على الخلاص والرجوع الى البيت وهبت الاسره في الصباح للذهاب الى الغابه ولم
يكن في المنزل شيء من الطعام يفطرون به سوى اربعه ارغفه من الخبز قسمتها الام الى
سبع قطع ووزعتها على اولادها فلمع في ذهن عقله الاصبع خاطر سره وارضاه فلم ياكل
كثره الخبز وانما تظاهر باكلها ودسها في جيبه وصمم على ان يفتها سرا وينثر الفتاه
في الطريق فيستعيد به عن الحصى ومشت القافله الى الغابه البعيده ومثل الحطاب
وزوجته الروايه ثانيه فغاف لا ابنائهما ولا ذاه باذيال الفرار وتجمع الاولاد بعد
فتره من الزمن في المكان الذي تركوا فيه ابويهم فلم يجدوه ما فعو الذعر والقلق
واستسلموا الى العويل والنحيب الا عقله الاصبع فهدا من روع اخوته وقال لهم لا
تبكوا ولا تخافوا فسوف اقودكم الى كوخنا الحبيب كما قدكم اليه في المره السابقه
فهي اتبعوني فروى لهم ما صنع بكثره الخبز
فاطمان وتبسم وصفقوا له طويلا وسار عقله
الاصبع مثل ما يسير القائد في مقدمه كتيبته وسار اخوته وراءه ولكنه لم يكد
يمشي بطع خطوات حتى توقف ممتقع لونه وسرت
رعده الخوف في جسمه ثم ما عتمت ان سرت في اجسام اخوته كلهم حينما قال لهم ان فتاه
الخبز قد اختفى من الطريق وكانت العصافير قد اكلت ذلك الفتاه فمحتارة
والرعب يملا قلوبهم ثم اقبل الليل وساد الظلام فلاحت لهم الاشجار اشباح من المرته
ستنقضي وتاكلهم وتوهموا حفيف ورق الشجر انفاسها
اولاء الاشباح تتردد في الفضاء وتلف وجوههم فكان الواحد منهم يمسك بالاخر
ويلتمس عنده الشجاعه والامن والعافيه وخطر لاخيه الاصغر عقله الاصبع ان يكشف ما وراء
الغابه في ذلك الليل البهيم ليرى اين هم من القريه والمنازل فتسلق شجره عاليه ووصل
الى قمتها وادار بصره يمينا وشمالا في تلك
الظلمه الحالكه فلم يقع الا على سواد فوق سواد وهم بالنزول فاستر علىى نظره ضوء
ضئيل يتراقص عن بعد يبدو ويختفي ويكاد لا
تلمحه العين فحدد موقع الضوء واتجاهه في ذهنه ونزل من الشجره واهاب باخوته ان
يتبعوه فاطاعوهم يرتجفون من البرد والهلع وما
زالوا يمشون في خط مستقيم بين الاشجار حتى وصلوا الى طرف من اطراف الغابه فبدا لهم
الضوء اقوى واوضح في في منحدر الغابه تفصلهم عنه هوه سحيقه فخافوا ان يتابعوا
السير والواقع ان الذي ظنوه هوه عميقه القرار لم يكن الا واديا تغطيه السحب
ويبدو للرائي في ظلام الليل هووه لا تترك جوانبها فقوى عقله الاصبح قلوبهم وانحدر
بهم الى الوادي ووصلوا بعد جهد ومشقه وخوف
شديد الى يتهم فاذا هم اساء منزل يتسرب من
زجاج احدى نوافذه ضوء شمعه متقده فيه فسري
عنهم وهزموا على ان يطلبوا من اصحابه ايواء تلك الليله فتقدم عقله الاصبع وطرق
الباب فسمعوا صوت امراه تصيح باعلى صوتها من الطارق فقال عقله الاصبع في لهجه مؤدبه
لا تخلو من التو والاستعطاف اطفال صغار طلوا طريقهم في الغابه وجاؤوا
يلتمسون منك يا سيدتي كرم الماوى حتى الصباح ويرجون ان ترفضي طلبهم ففتحت
المراه الباب وكان محكم الاغلاق فوقعت عينها في ضوء الشمعه الباهت على سبعه
اطفال كل منهم اجمل من اخيه وان يكن البرد والذعر قد اكسبه وجوههم مسحه صفراء فرقت
لهم ورثت لحالهم حتى كادت تبكي وقالت ما
اسوا طالع يا اولادي بل ما افضع مصيركم اذا انا اويت عندي ان هذا المنزل الذي
تلتمس فيه الملجا الامين انما هو منزل غول شرير ياكل الاطفال الصغار ولسوف يحضر بعد
قليل ولن يبقي احياء اذا راكم فحار الاطفال في امرهم وارتعدت فرائصهم من هذا
الخطر الذي تنذرهم به هذه المراه اللطيفه فاترك عقله الاصبع هنيهه وقال ان الذئاب
ستاكل يا سيدتي لا محاله اذا نحن لم نجد ماوى يحمينا منها ولكن اذا سمحت لنا
بالدخول قد يعطف علينا زوجك الغول ويتركنا وشان اذا تكر وشفعت لنا عنده لم تقتنع
المراه بهذا الكلام لما كانت تعلمه من شراسه زوجها ونهمه في اكل الاطفال غير
انها ارادت ان تجنبهم خطر الذئاب وان تقيهم كذلك شر زوجها الغول فعولت على ان
تخبئ في المنزل حتى الصباح ثم اطلقهم فيه الى مصيرهم المحتوم فادخلت المنزل واجل مستهم حول الموقد يصطلون بناره فدب الدفء في اجسادهم وكان على النار خروف تشويه
المراه لزوجها فلم تجرؤ ان تطعمه منهم خشيه ان تثير الشكوك في قلب الغول فقدمت
لهم طعاما اخر التهمه التهاما وبينما كانوا يتناولون بعض الحلوى طرق الباب طرقا
عنيفا فاضطربت المراه وادركت ان الطار انما هو زوجها فعجبت من عودته مبكرا على
غير عادته فما كان يرجع الى بيته قبل منتصف فقادت الافال وهي مرتبكه الى اقرب
غرفه فكانت غرفه الغول وبهم تحت السرير الويل العريض الذي ينام فيه وخفت تفتح
الباب وهي تصيح ها انا ذي صبرا قليلا فاني
اقلب الخروف على النار ودخل الغول الضخم عابس الوجه مقطب الحاجبين وقد غاظه تلكؤ
زوجته في فتح الباب فادار نظره ذات اليمين وذات الشمال وجلس الى المائده وقال بصوته
المخيف العشاء هات الخروف وان لم ينضج فاني جوعان فجاءته به على طبق كبير فاقتطع منه الغول قطعه كبيره فاسدها وهم ان يتناول قطعه اخرى فامسك
وقال وقد تفتح منخره اشم رائحه لحم طري
فجزعت المراه وقالت وهي تخفي اضطرابها ليس في البيت غيرنا وغير بناتنا السبع الرضات
في اسرته فضرب المائده بقبضته الضخمه وقال
اشم رائحه لحم غريب لحم طري احبه واشتهيه
اظن مسدود الانف فلا اميز بين رائحه بناتي
وسواه من البشر لابد انك تخفين عني شيئا ايتها الماكره الخبيثه ونهض يجول في انحاء
البيت وجرته قدماه الى غرفه نومه وشم فيها رائحه اللحم البشري تتصاعد الى انفه من
تحت السرير فاخرج الاطفال السبعه وهم يرتعدون من الخوف ودو صوته رعب يقول
لزوجته ويل لك يا خائنه تخفين عني هذه الوليمه العظيمه انني ساذبح
وان عليك ان تطبخيه طبخا جيدا فسوف اقيم
منهم مادبه شهيه لنفر من اصدقاء الاغوال وذهب الى المطبخ واتى منه بسكين كبيره
يلمع حدها لمعان النجوم في الليله الظلماء وقبض على عنق اكبر الاطفال وساقه الى وسط
الغرفه ورفع السكين بيمناه فاستوقفته زوجته قائله فيما التعجيل يا عزيزي ان ذبح
سبعه اطفال وسلخ جلدهم سيتطلب منك ان تقضي الليل كله في هذا العمل فماذا لو ارجات
الى غد ودعوت اولا اصدقائك ثم قمنا باعداد المادبه ونجحت الزوجه في اقناع زوجها فقط
قال لها انت على صواب اجعليهم ينامون الليله وجهز عليهم غدا ففرحت المراه بنجاح
خطتها وكانت تنوي ان توقظ الاطفال عند الفجر وتمكنهم من الهرب وقادت المراه عقله
الاصبع واخوته الى غرفه واسعه كان فيها سريران كبيران قد نام في واحد منهما بنات
الغول وعددهن السبع فادعت المراه الاطفال السبعه في السرير الاخر ورجت لهم نوما
هادئا وخرجت فما هي الا دقائق معدودات حتى
فعل التعب فعله في الاطفال المساكين فناموا الا عقله الاصبع فقد بقي مستيقظا
مستسلما الى التفكير وكان عقله الاصبع حينما دخل الغرفه قد لمح في ضوء الشمعه
التي كانت بيد زوجه الغول ان بناتها الصغيرات النائمات في السرير قد وضعت كل
منهن فوق راسها اكليلا من الذهب فهداه عقله المدبر الى ان الغول قد يرجع عن راي
زوجته وقد تدفعه غريزته الوحشيه الكامنه في نفسه الى ذبحهم قبل ان يطلع الصباح
عليهم فنزل من السرير في خفه ورشاقه وانتزع اكالين الذهب السبعه من فوق رؤوس
بنات الغول ووضع سته منها فوق رؤوس اخوته
وخص نفسه بالاكليل السابع ورجى ان يختلط الامر على الغول لو حداه الشر اليهم فيظن
بناته المتوش وصح ما توقع عقله الاصبع فقد
افاق الغول من سكرته وهب واقفا على قدميه واتجه الى سريره ليرقد فوقه ولكنه تذكر
الاطفال السبعه فثارت فيه وحشيته وحدث نفسه قائلا على ما
اتركهم الىى غاد اذبح الان واسلخ جلدهم في
الصباح ونتعشى بهم انا واصحابي في المساء فتناول سكينه وانسل الى الغرفه الواسعه
متمهلا مترفقا حتى لا تصحو زوجته فتحاول مره اخرى ان تفسد عليه خطته ومشى وهو
يتلمس طريقه في الظلام فوصل الى السرير الذي نام فيه الاطفال وكان عقله الاصبع
يقضان غير نائم فكاد الرعب يقضي عليه وتحسس الغول الرؤوس فوقعت كفه على اكاليل
الذهب فوثق بان السرير سرير بناته فتركه
الى السرير الاخر وذبح بناته السبع واحده بعد اخرى وهو معتقد انه يعمل سكينه في لحم
الاطفال الطري وكر راجعا الى غرفته مسرورا مبتهجا واستلقى الى فراشه ونام نوم القتيل
وملا شخيره بعد قليل جوانب البيت كله فايق
عقله الاصبع اخوته بعد ان خلع عنهم اكاليل الذهب وتركها في الفراش وهرب بهم من ذلك
المنزل لا يلون على شيء هابطين الاوديه مصعدين في الجبال مخترقين الغابات غير
حاسبين للذئاب حسابا ولا عالمين الى اين يذهبون كانما الفرار من الخوف قد انساهم
الخوف وصح الغول في الصباح فتمت قليلا وتثب وفرك عينيه وايقظ زوجته وقال لها وهو
يضحك من الاشقيه علي بضيوفك الصغار ولم
يكن الغول قد نسي ما اقترفت يداه في جنح الليل ولكنه
اراد ان يمتع نفسه بمنظر الهول مرتسما على وجه زوجته عندما تنظر الاطفال مذبوحين
وتعود اليه وقد طار صوابها وعادت اليه على الحال التي قدرها لها من الذعر والالم
فاخذ يقهقه ضاحكا وتهتز لضحكته اركان المنزل غير انه انتفض انتفاض الطير
حينما سمعها تقول له ويلك ايها الشقي لقد ذبحت بناتك فوثب الى الغرفه وراى بناته
السبع غارقات في بحيره من الدماء ونظر اكاليل الذهب مبعثره على السرير الاخر
ففطن لحي الاطفال وحزن على موت بناته وعنف
نفسه على تسرعه ورعونة لها ساقتص من هؤلاء الاطفال
الخداعين شر قصاص ومزق لحمهم اربا اربا
واكله نيئا بلا نضج واشرب من دمهم هاتي لي
في الحال حذاء السبعه الفراسخ لالحق بهم وامسك من اذانهم كما تمسك الارانب
المقتوله وحذاء السبعه الفراسخ هذا اعجوبه من الاعاجيب فانه يمكن لابسه من اجتياز
المسافات البعيده في سرعه مدهشه تفوق سرعه الطير فلبسه الغول في قدميه ومضى يبحث عن
الاطفال الهاربين والغضب يعمي بصره وصرخات المدويه تهز الغابات والجبال اما اصحابنا
الاطفال فقد جاء لهم حسن الطالع ان يسيروا في طريق منزلهم وهم لا يشعرون فلا تسال عن
فرحتهم عندما وصلوا الى قمه جبل لاح لهم في سبحه كوخهم الحبيب فصفق سرورا وهموا
بان يهبطوا اليه ولكن عقله الاصبع استوقفهم ودخل بهم جوف صخره كبيره كانت
هناك فاخت فيها ولما سالوه عن السبب قال
لهم لقد رايت الغول يقفز قفزات مرعبه في
الفضاء ويجتاز الاوديه والتلال في سرعه عجيبه ورايته يطير الى ناحيتنا فلن يلبث
حتى يدركنا و ياكلنا فلنصبر قليلا الى ان يبتعد منا فنست انف المسير ولم يكد ينتهي
من كلامه حتى سمعوا وقع اقدام الغول فوق الصخره المختبئين فيها فجمد في مكانهم
وحبسوا انفاسهم وترقبوا ان يدخل عليهم بعد لحظه واخرى ولكنهم سمعوا بعد فتره شخير
الغول يملا الفضاء فايقن ان الغول قد نام وكان الغول قد ارهقه التعب ولا سما ان
حذاء السبعه الفراسخ يرهق لابسه كل الارهاق فجلس يستريح فوق تلك الصخره ثم
استولى عليه النعاس فنام وسمع الاطفال شخيره الرعاد وخرج عقله الاصبع من جوف
الصخره ليكتشف شان الغول فاطمان الى انه ارق في نومه فاشار على اخوته بان يسبقو
الى المنزل ووعدهم بان يلحق بهم عما قريب واوصاهم بالصمت والحذر فاطاعوه وساروا في
سبهم وظل يرهم حتى راهم دخلوا المنزل ولم ينقطع شخير الغول طول هذه الاثناء وخطر
على بال عقله الاصبع ان يقوم بمغامره خطيره يجاسم فيها بحياته وان يطبر بحذاء
السبعه الفراسخ الذي يلبسه الغول في قدميه فتسلق الصخره بخفه الطير ووصل الى الغول
الممده فوقها فانتزع الحذاء من قدميه فرده بعد فرده والخوف يقيمه ويقعده والعرق
يتصبب من جبينه فلما فرغ من عمله اراد ان يلبس هو الحذاء في رجليه ولكن الحذاء كان
كبيرا ضخما يتسع لاضعاف رجله ولشد ما دهش
عقله الاصبع وفرح حينما راى الحذاء يضيق ويضيق ويقصر ثم يقصر حتى بلغ حجم قدمه ولا
عجب فالحذاء كان من الجنيات يتسع او يضيق
وفق القدم التي تلبسه لبسه عقله الاصبع فخورا مغتبطا واخذ يحرك به ساقيه ويضرب
بقدمه الهواء فاطمان اليه وبدا يجرب نفسه في القفز العالي من تل الى تل ومن ضفه نهر
الى ضفه نهر فنجحت التجربه فرضي عن نفسه واستولى عليه سرور لا يوصف وتاه عقله
الاصبع للعوده الى اهله ولكنه تذكر انه
كان قد سمع والده يقول لامه ان العدو على الابواب ففكر في استخدام حذائه العجيب
فيما يعود بالنفع على بلده فطار به الى مواقع العدو وكشف عن متى قوته وسلاحه ورجع
يخبر ملكه بما راى وسمع فلم يصدقه الملك في اول الامر واستصغار شان هذا الطفل الذي
ينقل اليه اخبار الجيوش والمعارك ولكن تبين بعد ذلك صدق الطفل فاستخدمه رسولا
طائرا الى جيشه يزوده بالاوامر اليه وياتيه منه بصحيح الاخبار ودارت الدوائر
على العدو بعد ان انكشف امره وعرف سر تحركه فاصيب بشر هزيمه ولادت بقيته
الباقيه بالفرار وكافا الملك عقله الاصبع مكافاه جزيله وكان قد اطلع على احوال
لابويه واخوته فمنح الوالد مبلغا كبيرا من المال وعينه مديرا لحدائق القصر وامر ان
يتعلم عقله الاصبع واخوته على نفقته حتى يخرجوا الى الحياه مزودين بسلاح العلم
وخصص بكل واحد منهم قدرا من المال يتسلمه
عندما يتم دراسته فانتقلت تلك الاسره من حال الى حال وعاشت في سعاده ورخاء والفضل
في هذا يرجع الى عقله الاصبع وتشير الاساطير الى نجاح هؤلاء الاطفال في
الحياه عندما كبروا وخاضوا ميادين العمل فقد بلغوا بالعلم والجد ارفع المنازل
وتقول الاساطير ايضا ان عقله الاصبع اصبح وزيرا للملك يعتمد على علمه وذكائه
ومواهبه في تدبير شؤون الملك واسعاد الشعب والسير بالبلاد في طريق المجد
والرخاء ه

إرم ذات العماد ( قوم عاد ) !..

إرم ذات العماد ( قوم عاد ) !..
من القصص القراني غاية الروعة والجمال .. 
 

الله عز وجل كان وعد سيدنا (نوح) بوعد عظيم وهو { وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ }
يعنى نسل سيدنا نوح هو الذي سيبقى فى الأرض بعد الطوفان العظيم .
وفعلاً نجّى ذرية نوح عليه السلام وكانوا 3 من الأبناء : (سام – حام – يافث)
وبعد أن مات أبوهم سيدنا نوح عليه السلام، أخذ كل واحد منهم ينتشر فى الأرض بنسله .
فتوجه سام بن نوح لمنطقة اسمها (الأحقاف) وعاش فيها هو وابنه ( عوص ) ثم مات ( سام ) واستمر ابنه (عوص) فى نشر الدعوة بعده ، وأنجب ولداً سمّاه ( إرم ) الذي كان بدأ في التطاول بالبنيان والتكبر والتجبر .

وحكم ( إرم ) مدينة داخل بلدة الأحقاف في اليمن ، مكانها بين عمان وحضرموت ، واستمر حكمه إلى أن أنجب ولده ( عاد ) ، وأُطلق على المدينة بعد موت الملك اسم : ( إرَم ) 

في وصف قوم عاد قيل : أن القزم منهم كان طوله ( 60 ذراع ) هذا القزم فما بالكم بالطويل فيهم !..
ولو قارنا طولهم بطول سيدنا ( آدم ) سنجد أنهم كانوا أطول من سيدنا آدم عليه السلام .

(عاد) هذا كان كافراً هو وقومه ، وكان طاغية هو وقومه ، وكانوا اذا دخلوا بلداً دمروها وأكلوا كل خيراتها وأفسدوها أشد فساد .
لكنه بدأ يحول بلدته (الأحقاف) البلدة الرمليه الصحراء الجرداء هذه بالتدريج لأكبر وأضخم وأقوى بلدة في العالم فيها القصور والمزارع والحدائق ..

الله عز وجل أوضح ذلك في قوله : {الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَاد } أقوى مدينة فى العالم ذلك الوقت .. وبنوا مصانع وبيوت ومتاحف ومعابد ، وكانوا سابقين زمنهم بشدة ، لدرجة أن وصل بهم الحال أنهم بنوا مصانع لتصنيع مواد وأدويه تجعلهم خالدين ليعيشوا للأبد ( حسب اعتقادهم ) ..
وأيد هذا الكلام الإمام ابن كثير فى كتابة البداية والنهايه وتفسيره للقرآن 
قال الله تعال : { وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون }

وبعد استيلاء ( عاد) ومن قبله أبوه ( إرم ) وجيوشهم على الأراضي من حولهم ، بدأ ينشر عبادة الأصنام ، فصنع ثلاث تماثيل للعبادة ( صمود – صدأ – هباء ) 
والناس كانت تعبدهم تقرُّباً واقتداءً بأهلهم وغيرهم !..
إلى أن بعث الله عليهم عبداً صالحاً من أهلهم إسمه : ( هود ) .. قال الله تعالى : { وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ } ..
سيدنا هود عليه السلام كان رقيق ، ليِّن ، ومهذب ، وشهدوا له بالصلاح والذكاء وقوة الحُجَّة ..
دعاهم سيدنا ( هود ) لترك عبادة الأصنام وأن يرجعوا لعبادة الله ؟!.. لكن للأسف ردُّ فعلهم كان عنيفاً معه .. قالوا له  : { أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ } ..
كان ردهم صادماً حتى أنهم لم ينتظروا أن يأتي لهم بمعجزة على صدق دعوته ، أغلقوا الباب عليه من أول مرة كلمهم فيها !..
لكن سيدنا (هود) لم ييئس منهم واستمر يدعوا لهم فترة من الزمن طويلة ، إلى أن اتبعه منهم عدد قليل جداً جداً .. وإلى أن تعبوا منه وردوا عليه للمرة الأخيرة وقالوا له : { سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ } .. ( يعني لن ندخل في دينك مهما تفعل ) ..
ومنهم من قالوا : { إِن نَّقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ } .. يعني أنت كأنك ممسوس أو مجنون  ..
وقالوا أيضاً : { إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ } .. أنت مجنون وكذاب ..
ومن شدة كفرهم وعنادهم قالوا له : { اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } .. قمة الكفر والجحود ..
فحزن سيدنا هود عليه السلام ورد عليهم قائلاً : { يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَٰكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ } .. أنا أتيت أبلغكم بالذي بلغني به ربي ،  لا أريد منكم مالاً ولا مُلكاً !..
وكان ردهم عليه : { قَالُوٓاْ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ ٱللَّهَ وَحْدَهُۥ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ ءَابَآؤُنَا ۖ فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّٰدِقِينَ } ..
قالوا له : إئتنا بعذابك الذي تقوله ونحن بانتظارك ؟!..

فسكت سيدنا (هود) لثواني إلى أن أوحى إليه ربُّه أن عليهم غضب قريب .. فرد عليهم وقال لهم : { قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ } .. ثم قال لهم : { فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ } ..
وتركهم ومشى هو والذين اتبعوه وكان عددهم قليل جداً .

بداية العذاب :
وفي ثاني يوم بدأ عذاب الله عليهم ، توقفت السماء عن المطر ، والأرض عن الزرع لمدة ثلاث سنوات .. 3 سنين خرّبت مدينة ( إرم ) وخرّبت كل صناعاتهم التي كانت معتمدة عليه ، خربت زرعهم وغيره من الخيرات ، كل تقدمهم فشل ، كل أشغالهم توقفت !..
وبعد انقضاء السنوات الثلاثة من الجوع والعطش الشديد ، أتى لسيدنا (هود) الأمر من ربنا بأن خذ الذين اتبعوك من القوم واخرج بهم إلى الكهف خارج المدينة !..
وفعلا أخذهم سيدنا (هود) وخرج بهم للكهف ..
قال الله تعالى : { وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَنَجَّيْنَاهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ } .. 
فما هذا العذاب الغليظ الذي وقع عليهم ؟..
استيقظ الناس في ذلك اليوم على سماء فيها غمامات سوداء اللون ، فتخرج واحدة من النساء إسمها : ( مَهد ) من دارها تقصد الصنم وتسأله من شدة العطش أن ينزل عليهم مطراً ؟!.. فترفع رأسها للسماء لتشاهد سحابة شديدة السواد تقترب عليهم ، فبدأت تصرخ من الرعب واغمي عليها !..
تجمّع الناس حولها ، وحاولوا إيقاظها ليطمئنوها بأن السحابة هذه التي خفتِ منها ما هي إلا سحابة ممتلئة بالمطر ، وقد أرسلتها لنا آلهتنا حين طلبناها !..
قال الله تعالى : ﴿ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا ﴾ ..
وبدأوا يرقصوا فرحاً بهذه السحابة ويرددوا : ( كذب هود ، كذب هود ) ..

ونبي الله (هود) خارج البلدة هو ومن اتبعه من المؤمنين فى الكهف منتظرين عقاب الله عليهم !.. وكان يسمع كلامهم وهم يقولون : ( كذب هود ، كذب هود )
فيرد عليهم فى نفسه : { بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ ۖ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ } ..

ثم حينما استفاقت تلك المرأة ( مهد ) من إغمائها قالت لهم : رأيت ريحاً فيها النار وأمامها رجالاً عظاماً يقودونها ، تلك ليست بسحابةُ عادية أبداً !..

وهذا هو المقصود بكلمة ( فيها ) .. يعني داخل الريح نفسها يوجد ألسنة من النار وعذاب أشدّ من الريح نفسها !..
ثم لحظات صمت ، وفجأةً وبدون سابق إنذار ، بدأت الريح تضرب المدينة من كل اتجاه ، والصواعق تضرب عليهم .. 
يهرب الناس إلى بيوتهم ، والريح تدخل ورائهم إلى بيوتهم ، تمسك الواحد منهم فتقذفه في الهواء ، وتنزله بقوة رهيبة في الأرض فينفصل جسمه عن رأسه !..
ثم ترجع فتمسك في واحدٍ آخر وهكذا !..
قوة شديدة ، وأصوات مخيفة ، وصراخ ورعب هزّ المكان لمدة 8 أيام !.. الريح تضرب المدينة 7 ليالي متواصلة لم تتركهم ثانية واحدة !..

ونبي الله (هود) يدعو ربّه أن ينجيه هو والمؤمنين الذين كانوا معه .

وبعد 8 أيام يخرج النبي ( هود ) والمؤمنين من الكهف ، ليكتشفوا أن مدينة ( إرم ) اختفت وتحولت لرمال !.. لم يبقَ منها غير أعمدة المباني ..
قال الله تعالى : { فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا } .. البيوت فقط هي التي بقيت موجودة إلى الآن لتشهد عليهم أنهم تكبروا على ربهم وكفروا .
تدمرت (إرم) وتدمر (قوم عاد) بعد ما كانوا يقولون : { مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً } ؟..
فدمرهم ربهم وأزال ملكهم وحولّهم لـ (أعجاز نخلٍ خاوية) بأضعف مخلوق هو (الهواء) ..
هذا الهواء اللطيف والنسيم العليل الذي إذا أمره ربّه أن يدمر ، يتحول بثانية واحدة لأقوى جندي من جنود الله .

ثم أمر ربنا سيدنا (هود) بالتوجه لمدينة (حضرموت) ليدعوا أهلها ، وبدأت الناس تتبع سيدنا (هود) خوفاً من أن يحصل لهم كما حصل لقوم (إرم) ..
وبعد زمن طويل توفي سيدنا (هود) عليه السلام وترك من بعده سلاماً وايماناً وصلاح .
إلى أن جاء من بعده قوم ظالمون وهما قوم (ثمود)
■ المصادر : 
1- القران الكريم فى تفاسير كل من سور : ( الانفال – الاحقاف – الحاقه – القمر – فصلت – الحجر – الاعراف – الشعراء – هود – يونس)
تفاسير كل من : الامام الشعراوي – الطبري – القرطبي – بن كثير
2- لقاء تلفزيوني عن قوم عاد مع : الشيخ د. عمر عبد الكافي
3- قصة هود للشيخ د. محمد راتب النابلسي
4- كتاب البداية والنهاية للامام بن كثير : فصل قوم عاد وثمود.

قصة ابن الفلاح وبنت الملك !.. القداحة العجيبة !..

قصة ابن الفلاح وبنت الملك !.. القداحة العجيبة !..
 
حكايتنا اليوم تحكي عن شاب دخل الجندية بسبب الحرب ففقد والديه واتجه يبحث عن حياة جديدة، ليصادف عجوزا تقلب حياته رأسا على عقب، فهل انقلبت حياته إلى الإيجاب أم السلب؟ لنتابع ونرى ثم نأخذ العبرة ..
 
كان احد الشبان الفلاحين يعيش في قريته الصغيره ويعمل مع ابيه في حقول احد
الاغنياء يزرع ويحصد ويرعى الماشيه وحين بلغ الانيه من عمره قامت الحرب واشتركت فيها بلاده فذهب الى ميدان القتال يدافع عن حريه وطنه واستقلاله ولما انتهت الحرب بعد خمس سنوات عاد هذا الشاب الى قريته فوجد اباه قد مات منذ سنتين وكانت امه قد ماتت وهو صغير فامتلا نفسه بالحزن والهم ومكث في القريه اسبوعا يبحث عن عمل يكسب منه قوته فلم يجد فعزم على ان يترك القريه ويذهب الى المدينه راجيا ان يحصل فيها على عمل يناسبه سار الجندي في الطريق الزراعي الطويل قاصدا المدينه الكبيره وكان يسير سير الجنود ويغني اناشيده العسكريه ليسلي ومن وقت الى اخر كان يضرب الارض باقدامه ويقول واحد اثنان واحد اثنان وبينما هو سائر اذ صادف في الطريق امراه عجوزا جالسه بجوار شجره كبيره فحن قلبه عليها وظنها ضعيفه فقيره محتاجه الى مساعده فاقترب منها وحياها صباح الخير يا خاله هل استطيع ان اساعدك في شيء فردت عليه العجوز تحيته وابتسمت له وقالت اشكرك يا ولدي ما اكثر لطفك اتود حقيقه ان تساعدني ساعدني وانا اعطيك مالا كثيرا اغنيك اعطيك كل ما تريد من الفضه والذهب والجواهر اعطيك على قدر ما تستطيع ان تحمل اخذ الجندي ينظر الى العجوز ويتامل شكلها وملامحها وهو يعجب من كلامها ثم سالها ومن اين تعطيني من النقود ما اريد ان من يراك الان لا يخطر بباله انك تملكين شيئا ثم ما هي المساعده التي استطيع ان اقدمها اليك فاشارت العجوز الى الى الشجره الكبيره التي تستند اليها وقالت ان هذه الشجره مجوفه فاذا استطعت ان تتسلق جذعها رايت في نهايته فتحه ان نزلت منها وجدت كنزا عظيما وكيف اصعد ان نزلت هل في جوف الشجره سلم فتحركت العجوز في مجلسها ثم اخرجت من تحت ثيابها حبلا وقالت لا يا ولدي ليس في جوف الشجره سلم ولكني اربط وسطك بهذا الحبل المتين ثم اجذب عندما تناديني انني قويه يا ولدي فلا تخف هيا تسلق ان السعاده تدعوك والثروه امامك ستجد في اسفل الجذع ممرا طويلا مضاء بانوار قويه لان به اكثر من 100 مصباح سر في هذا الممر حتى نهايته تجد ثلاثه ابواب مغلقه ولكن مفاتيحها في اقفالها اذا فتحت الباب الاول رايت حجره فسيحه في وسطها صندوق كبير فيه كلب عيناه واسعتان كل عين كفنجان الشاي لا تخف اذا رايت هذا الكلب ينظر اليك نظرات حاده بعينيه الواسعتين ان فرشت ملاتي هذه ذات المربعات الزرقاء ووضعت الكلب عليها فلن يؤذيك وحينئذ تستطيع ان ت الصندوق وان تخذ منه نقودا فضيه على قدر ما تحب واذا اردت نقودا ذهبيه فافتح الحجره الثانيه تجد في وس صندوقا اكبر من الصندوق الاول وتجد فوقه كلبا عيناه اوسع من عيني الكلب الاول فكل عين كرغيف لا تخف بل ارفعه وضعه على الملاءه ثم افتح الصندوق وخذ من الذهب ما تشاء اما اذا كنت تحب الجواهر فافتح الحجره الثالثه ان الكلب الذي فوق الصندوق مخيف حقا فهو ضخم وعيناه كحجر الطاحون ولكن لا تهتم به بل اقترب منه وارفعه وضعه على ملاتي فلا يؤذيك وخذ حينئذ من الجواهر ما تريد كان الجندي يسمع كلام العجوز وهو يظنها مجنونه ولكنها تابعت حديثها قائله لقد احببتك يا ولدي منذ رايتك ولا اريد لك الا الخير فانت لطيف طيب وتستحق كل ما تاخذ من الكنز لا تظن انني اضحك منك يا ولدي فكل ما تاخذه انما هو مكافاه لك على ما تصنع بي من جميل وما هذا المعروف الذي تريدين مني اني غنيه يا ولدي ولا اريد شيئا من النقود والجوا ولكن في هذا الكنز قداحه عزيزه عليه تركتها جدتي بجانب باب الحجره الثالثه حينما وضعت الكنز ان جدتي كانت ساحره عظيمه وانا لا اريد منك الا ان تحضر لي هذه القداحه هيا يا ولدي قبل ان ينتصف النهار حسنا يا خاله ساتيك بقدح جدتك الساحره واخذ بعض الذهب هات الحبل وربط الجندي الحبل حول وسطه واستعد لتسلق الشجره فقالت له العجوز لا تنسى خذ هذه الملاءه ذات المربعات الزرقاء انها هي التي تحفظك من اذى الكلاب وتس لق الشاب الشجره بخفه ونشاط فهو فلاح وجندي ولما صار في اعلى الجدع اخذ ينظر من الفتحه فراى النور يسطع في اسفل الشجره فبدا يهبط وكانه ينزل في بئر وسار في الممر الطويل الذي تضيئه مئات المصابيح القويه كما قالت العجوز حتى وصل الى به واسع فيه الابواب الثلاثه فتح اول باب عجبا ان العجوز لم تضحك منه فهذه حجره فسيحه وفي وسطها صندوق كبير يجلس عليه كلب عيناه واسعتان كفنجان الشاي اقترب الجندي من الكلب وقال له ما اجملك ثم فرش الملاء ذات المربعات الزرقاء ووضع الكلب عليها وفتح الصندوق وملا جيوبه بالنقود الفضيه ثم اغلق الصندوق ووضع الكلب فوقه كما كان وخرج وفتح الحجره الثانيه فاذا بها صندوق اكبر من الصندوق الاول وعليه كلب مخيف كل عين من عينيه في اتساع الرغيف فاقترب منه الجندي وقال له لا تحملق في هكذا ايها الكلب العزيز فتتعب عينيك وفرش الملاءه ووضعه عليها ثم فتح الصندوق فلمع الذهب وبهر بريقه الجندي فالقى ما كان يحمل من الفضه واخذ يملا جيوبه بالذهب ثم دخل الحجره الثالثه اه انه منظر فظيع مرعب لقد كانت عينا الكلب الذي على الصندوق كحجر الطاحون حقا وكانتا تدوران في راسه كالعجوز برفق ووضعه على الملاءه وما فتح الصندوق حتى صاح يا الهي ما هذه الجواهر ساشتري كل ما احب ساشتري قصرا كبيرا حوله حديقه جميله ساشتري اشياء كثيره ساشتري مدينه واخذ يرمي كل ما في جيوبه من الذهب ويحشى بالجواهر حتى ملا جيوبه وقبعته وجورب وحذاء وكاد لا يستطيع السير بما حمل ثم اغلق الصندوق ووضع الكلب فوقه وطوى الملاءه على القبعه والجورب والحذاء وما فيها من جواهر ثم خرج واقفل الباب كما كان وسار الى نهايه الممر وصرخ في فجوه الشجره وقال ارفعي يا خاله فسالته العجوز احضرت القداحه لقد نسيت ساحضر حالا وعاد الجندي يبحث عن القداحه عند الابواب الثلاثه فوجدها بجوار الباب الثالث فوضعها في الملاءه بين الجواهر ثم جذبت العجوز الحبل فاذا الجندي بعد ثواني معدودات يجد نفسه في الطريق الزراعي مره اخرى ولكنه ما كاد يضع رجليه على الارض حتى اسرعت العجوز تطلب منه القداحه فسالها لماذا تهتمين هذا الاهتمام الشديد بتلك القداحه ما قيمتها بجانب ما في هذا الكنز الكبير انها ليست الا حجرين من الصوان عليهما بعض النقوش هذا لا يعني خذ انت ما حملت من ذهب وجواهر واعطني قداحه جدتي الساحره لن اعطيك القداحه حتى تحدثين عن سرها وقيمتها قلت لك ان هذا لا يهمك هاتها وانا قلت انني لن اعطيك القداحه حتى تعرفينني سرها انني جندي محارب فلا تكثري من الكلام معي وفجاه را الجندي العجوز قد انتفضت انتفاضه شديده وهي واقفه فانقلبت سحنتها وتدلت شفتها السفلى على صدرها وصار شكلها مخيفا قبيحا كانها قرض عجوز وصرخت صرخه مرعبه كان الجندي لا يزال قابضا بيديه القويتين على الملاءه وفيها الجواهر والقداح فما كاد يرى العجوز في شكلها المرع الذي انقلبت اليه ويسمع صرخاتها المفزعه حتى اخذ يجري والملاءات في يديه والعجوز تجري وراءه وتصرخ ولكنها لم تستطع ان تلحق به فهو جندي قوي وهي عجوز ضعيفه ووصل الجندي الى المدينه الكبيره بعد العصر فنزل في احد الفنادق حيث تناول الطعام وقض وفي الصباح اشترى كثيرا من الملابس الفاخره والاحذيه الغاليه اشترى كل ما تشتهيه نفسه واشترى قصرا فخما بين قصور العظماء والتف حوله الناس كعادتهم حين يجتمعون حول الكرماء وانتهز فرصه احد الاعياد فاقام في قصره حفله دعا اليها حكام المدينه عظمائها ووجهائها فقضوا عنده سهره لطيفه في سمر وضحك وطرب وكان الجندي يتنقل بين ضيوفه يحييهم ويرحب بهم وراى بين المدعوين جماعه من شباب المدينه الوجهاء قد جلسوا في ركن بعيد عن الناس فذهب اليهم واخذ يلاطفه وكانوا هم حينئذ يتحدثون عن الملك وعن ابنته الوحيده فاشترك معهم في الحديث وساله احد الشبان اعرفت قصه الاميره سمعت الان ان اباها الملك قد حبسها في القصر ولكني لم اعرف القصه كامله ما قصتها اوه ان لها قصه طويله فقد تنبات العرافات ان هذه الاميره لن تتزوج ملكا او اميرا ولا فتى من اعيان الدوله واشرافها وانما تتزوج جنديا عاديا وبعد ان تتزوجه يصبح هو ملكا وتصبح هي ملكه ولما سمع الملك نبوءه العرافات غضب غضبا شديدا وتالم الما عظيما وامر ببناء قصر من النحاس حوله سور عال وح حبس الاميره فيه الا يراها احد اما استطيع انا ان ارها تراها كيف تراها وهي لا تخرج ولا يستطيع احد ان يدخل عندها انها محبوسه ولا يراها الا الملك والملكه وبعض الوصيفات ولما انتهت الحفله وعاد الضيوف الى منازلهم ذهب الجندي الى فراشه لينام ولكن النوم فارق جفونه لانه كان مشغول البال بما سمع عن هذه الاميره السجينه واخذ يفكر فيها وفي حيله تمكنه من ان يراها ومرت الايام والجندي يعيش عيشه الاغنياء يلبس افخم الثياب وياكل اشهى الاطعمه ويسكن قصرا كبيرا ويقيم الحفلات وينفق المال بلا حساب حتى انتهى ما كان عنده واصبح فقيرا واضطر الى ان يبيع كل ما يملك من اثاث فاخر وعربات جميله وخيول اصيله وكلما مرت الايام ازدادت حالته سوءا فسكن غرفه على سطح منزل صغير وباع ملابسه الغاليه وعاد يلبس ثيابه القديمه وكان محتفظا بها لتذكره بحياته الماضيه في القريه وبالايام السود التي عاشها قبل ان ينزل في جوف الشجره اما اصدقائه الذين كانوا لا يفارقون في ايام عزه فقد هجروه ولم يسال عنه واحد منهم وفي ليله من ليالي الشتاء البارده المظلمه عاد الى حجرته ليستريح بعد ان قضى اليوم كله يتنقل من مكان الى اخر باحثا عن عمل حتى لا يموت جوعا وفتح باب حجرته واخذ يفتش في جيوبه عن عود كبريت ليشعل الشمعه فلم يجد ولكنه وجد القداحه القداحه التي كانت سببا في غناه الماضي وسعادته فلولا هذه القداح ما طلبت منه المراه العجوز ان ينزل في جوف الشجره ولولاها ما اخذ من الكنز ما اخذ من ذهب وجواهر وقدح الجندي القداح ليشعل الشمعه الصغيره التي يحتفظ بها في غرفته الحقيره ولكنه ما كاد يقدح وما كاد الشرر يتطاير منها حتى راى شيئا عجيبا لم يكن ليخطر له على بال راى الكلب ذا العينين اللتين كفنجان الشاي واقفا امامه يقول له بما تامر يا سيدي ذعر الجندي وصرخ ما هذا انها قداحه سحريه عجيبه لقد فرجت وسان كل شيء ساعود غنيا وساح على كل ما احب واشتهي ايها الكلب اللطيف احضر لي نقودا نقودا كثيره فاني اكاد اموت جوعا وما اتم كلامه حتى اختفى الكلب ولكنه عاد بعد برهه قصيره جدا وفي فمه كيس مملوء بالنقود الفضيه وسر الجندي بالحه اكثر من سروره بالمال واخذ يقلبها في يده على كل وجه ويتامل ويدقق النظر فيها وحينئذ تذكر المراه العجوز وتذكر اهتمامها بهذه القداحه السحريه وقال في نفسه لا شك ان هذه القداحه هي مفتاح الكنز ساجربها مره اخرى ثم قدحها مرتين فاذا الكلب الثاني واقف امامه كالخادم المطيع ينتظر امر سيده وعيناه واسعتان كالرغبة ثلاث مرات فظهر له الكلب الثالث على عجل وعيناه تدوران في راسه كحجر الطاحون فامره الجندي ان يحضر اليه جواهر من كل نوع واختفى الكلب بره ثم عاد وفي فمه كيس ضخم مملوء بالالماس والياقوت والزمرد وغيرها من الجواهر الثمينه فهم الجندي حين اذ سر القداحه اذا قدحها مره ظهر له كلب الحجره الاولى حجره النقود الفضيه فاذا قدحها مرتين ظهر له كلب الحجره الثانيه حجره النقود الذهبيه واذا قدحها ثلاث مرات جاءه الكلب الذي يحرس الجواهر في الحجره الثالثه قضى الجندي الليل كله يفكر في في هذا السر العجيب ويقلب الفضه والذهب والجواهر بين يديه ويحدث نفسه قائلا لقد صرت الان غنيا كبيرا صرت اغنى رجل في العالم واصبحت قادرا على ان انال كل الامال واحقق اجمل الاحلام وعاد يحي حياه الاغنياء مره اخرى فاشترى قصرا افخم من قصره الاول واخذ يقيم الحفلات ويدعو الكبراء والحكام كما كان يفعل من قبل فعت شهرته والتف حوله كثير من الاصدقاء واصبح الناس جميعا اغنياء وفقراء يذكرونه في مجالسهم ويمدحون اخلاقه الطيبة وكرمه العظيم عاش الجندي سعيدا كل السعاده فلا يشتهي شيئا حتى يقدح القداح فيظهر له احد الكلاب الثلاثه فيطلب منه ما يحب فاذا الكلب ينفذ امره ويجيب طلبه مهما كان ثم بدا يفكر في الزواج وكان اصدقائه يحدثونه عن بنات الاشراف والاعيان ويصفون له جمالهن ولكنه كان كثير التفكير في الامير السجينه وكان يحدث نفسه اذا جلس منفردا ويقول ان هذا لغريب حقا كيف تحبس هذه الاميره التي اتفق الناس جميعا على جمالها وكمالها وذات ليله ارق ولم يستطع النوم فجلس في فراشه وصار يفكر في كل ما مر به فكر في حياه التعب والبؤس التي كان يحياها في القريه وفكر في الحرب وما فيها من مصائب وعذاب اليم وفكر في المراه العجوز وفي الشجره المجوفه وفي الكنز وفي الكلاب الثلاثه والقداح السحريه وفكر في الاميره السجينه وفيما سمعه عن جمالها فقال لنفسه كيف لا استطيع ان اراها وانا املك هذه القداحه السحريه وقام الى خزانته واخرج القداحه منها وقدها فاذا الكلب الذي يحرس الحجره الاولى يقف امامه مستعدا ان ينفذ ما امره به فقال له معذره يا صديقي العزيز الوقت متاخر الان ولكني اريد ان ارى بنت الملك الاميره المحبوسه في القصر النحاسي غاب الكلب قليلا وعاد يحمل الاميره نائمه على ظهره يا الله ان جمالها باهر ساحر انها اجمل مما وصف الناس ووقف الجندي بره امام الاميره الجميله النائمه حائرا مدهوشا ثم  امر الكلب ان يعيدها الى فراشها وفي اليوم التالي ذهب الملك والملكه لزياره الاميره وشرب الشاي معها كعادتهما في كل يوم فقصت عليهما حلمها الغريب الذي راته في الليل وكيف ان كلبا عجيبا حملها على ظهره وهي نائمه وذهب بها الى قصر كبير فقالت الملكه يا له من حلم جميل ولكن الملك شك في كلام الاميره ولم يصدق ان هذا حلم لان العرافات كانت قد قالت ان الاميره تتزوج جنديا تخدمه كلاب مسحوره فخاف ان يكون ما ظنته ابنته حلما ليس الا حقيقه وامر احدى الوصيفات ان تسهر طول الليل تحرس الاميره وتراقب حركاتها اما الجندي فقد قضى نهاره كله يفكر في هذه الاميره الجميلة ويتمنى ان تصبح زوجته ويتخيل النعيم الذي سيعيشان فيه بعد الزواج فلما انتصف الليل قدح القداحه فظهر الكلب ذو العينين اللتين كفنجان الشاي فامره باحضار الاميره كما احضرها في الليله الماضيه كانت الاميره نائمه والوصيفه جالسه على كرسي بجوار السرير ساهره ترعى الاميره وفجاه انشق الحائط الذي عن يمينها وبرز منه كلب عجيب لم تشاهد في حياتها كلبا مثله فهو ضخم اسود وعيناه واسعتان جدا حملق الكلب في الوصيفه بعينيه الواسعتين ثم اقترب من سرير الاميره وحملها على ظهره وهي لا تزال نائمه وخرج بها من الحائط كما دخل خافت الوصيفه خوفا شديدا حتى انها لم تستطع ان تصرخ وتستغيث ولما افاقت من ذهولها تذكرت ان الملك كان قد اعطاها حذاء مسحورا كل من يلبسه يسبق الخيل في جريها فلبست هذا الحذاء ونزلت الى الشارع واخذت تجري حتى لحق بالكلب وتبعته وحيث ما سار سارت وراءه حتى راته يدخل قصر الجندي فرسمت على الباب علامه ثم عادت اما الاميره فقد تنبهت من نومها وهي في قصر الجندي فرات نفسها في مكان لم ترا من قبل وشاهدت امامها شابا جميلا يحييها ويلاطفها في ادب وحنان ويحاول ان يطمئنها ويزيل دهشتها واحست باخلاص هذا الشاب وتاثرت بلطفه فاطمان اليه وشعرت بميل نحوه وقبلت ان تصحبه الى حديقه القصر حيث اخذا يسيران بين الازهار او يجلسان على المقاعد الرخاميه بين الاشجار وكان القمر يرسل عليهما نوره الفضي الهادئ فيزيده ما بهجه وفرحا ويزيد المنظر جمالا وفتنه وقصت الاميره على الجندي قصتها وقص هو عليها قصته وشرح لها كيف نزل في جوف الشجره بارشاد المراه العجوز وكيف حصل على الذهب والجواهر والقداح العجيبه واستمرا يتحدثان حتى اوشك الليل ان فطلبت الاميره ان تعود الى قصرها وركبت الاميره ظهر هذا الكلب الكبير وكانها تركب حصانا عربيا اصيلا فاذا بها بعد لحظات في قصرها وعلى فراشها اما الوصيفه فقد حدثت الملكه عما رات فما كادت الشمس تطلع حتى خرج هو والملكه والوصيفه وبعض الحراس الى القصر الذي وضعت الوصيفه عليه علامه خاصه وكان منظرا مضحكا ان يقف الملك امام اول قصر في الشارع ويقول هنا هذا هو القصر الذي جاءت اليه الاميره في الليل وهذه هي العلامه التي رسمتها الوصيفه فاشارت الملكه الى القصر الثاني وقالت لا يا عزيزي انه هذا القصر وهذه هي العلامه واخذ كل واحد من رجال الحاشيه يتجه الى قصر من القصور ويصيح العلامه هنا ايضا هذه هي العلامه لقد كانت العلامات مرسومه على ابواب قصور كثيره وذلك لان الكلب بعد ان اعاد الاميره الى سريرها ورجع الى سيد استطاع بعينيه الواسعتين ان يرى العلامه التي على القصر فرسم مثلها على ابواب قصور الشارع جميعا وتاكد الملك ومن معه انه لا فائده من البحث فعادوا كما جاؤوا وفكرت الملكه في حيله اخرى ترشدهم الى المكان الذي تذهب اليه الاميره في الليل فاخذت ابرتها الذهبيه وخاط كيسا صغيرا من الحرير وملته بحبات القمح وتركت في اسفله فتحه صغيره جدا ثم خاطت في ذيل قميص الاميره لكي يقع الحب على طول الطريق الذي تسلكه ولكن هذه الحيله لم تنجح لانه ما كاد النور يظهر حتى استيقظت الطيور وغادرت اعشاشها والتقطت القمح الذي سقط من الكيس فلما خرج الملك والملكه والحاشيه لم يجدوا شيئا واخيرا فكر الملك ان خير حل لهذه المشكله هو ان يامر الحرس بمراقبه قصور الحي كله لمعرفه المكان الذي تقضي فيه الاميره الليل فتفرق رجال الحرس بين القصور ولما انتصف الليل شاهد الحراس الاميره تدخل احد القصور وهي تركب كلبا ضخما عيناه واسعتان براقتان وعند الفجر شاهدوها مره اخرى وهي تغادر القصر كما جاءت اليه وراوا صاحب القصر يودعها ويقول لها غدا في نصف الليل كالعاده وحين غابت الاميره عن النظر استدار الجندي ليدخل ولكنه ما خطى بضع خطوات حتى هشم عليه الحراس وقبضوا عليه وحملوه الى الملك في قصره وبدا الملك يحقق معه ويساله عن زياره الاميره له ويحاول ان يعرف منه سر الكلب الذي يحملها وهي نائمه ويخرج بها من الحائط وينقلها من قصرها الى قصر فاعترف الجندي بان الاميره تزوره وانه يرسل الكلب لياتي بها ولكنه رفض ان يذكر شيئا عن السر وعن كيفيه استخدامه الكلب ولم ينفع معه وعد ولا تهديد فاغتاظ الملك وغضب غضبا شديدا وامر بسجنه ووضع القيود الحديديه الثقيله في يديه ورجليه حتى شنق في ظهر اليوم التالي مسكين هذا الجندي ليس في الدنيا كلها من هو اشد منه حزنا وغما لقد نسي القداحه السحريه وفقد كل شيء ومنذ شروق الشمس صار الناس يتجمعون في الميدان الذي يتم فيه اعدام المجرمين وكان بعضهم يمر بجوار السجن فيراهم الجندي من النافذه الضيقه القريبه من الارض وبينما هو حزين ينظر من بين قضبان النافذه راى ابن البستاني الذي يعمل في حديقه قصره يمر امام النافذه التي يطل منها وكان الصبي يسير حزينا باكيا فناداه الجندي وقال له : اسمع يا بني فالتفت اليه الصبي وزاد في بكائه فقال له الجندي لقد نسيت على المكتب غليوني وكيس دخاني وبه القداحه وانا اشتهي ان ادخن قبل اعدامي فاذا جئتني الساعه بالغليون وكيس الدخان والقداح اعطيتك هذا الخاتم انظر ان فصه جوهره غاليه وجرى الصبي نحو قصر سيده ثم عاد بعد قليل ومعه الغليون وكيس الدخان والقداح فاطمان الجندي وفرح فرحا عظيما واعطى الصبي الخاتم الذي وعده به وفي الميدان الكبير اجتمع الوف من اهل المدينه وجلس الملك والملكه على عرش نصب لهما في الميدان وجلس من خلفهما الوزراء والكبراء كما س القاضي ومساعدوه واستعد الحراس ليضعوا الحبل حول رقبه المسكين فوقف القاضي وساله عن امنيته الاخيره فطلب السماح له بتدخين غليونه فلم يرفض الملك هذا الطلب الاخير حشى الجندي غليونه بالدخان وقدح القداحه العجيبه قدحها مره ومرتين وثلاث مرات وفي الحال حضرت الكلاب الضخمه العجيبه ووقفت امام الجندي المحكوم عليه بالاعدام فقال لها ايها الاصدقاء الاعزاء ان الملك قد حكم علي بالاعدام واريد ان تنقذني خلصوني اولا من هذه القيود ثم ابعد هؤلاء الناس عني فضرب الكلب الكبير القيود الحديديه يده فحطم ثم صارت الكلاب الثلاثه تكبر وتعلو حتى اصبح كل واحد منها كالفيل العظيم راى الناس هذا المنظر فازداد رعبهم وفزع واخذوا يجرون بكل قوتهم حتى اصبح الميدان الواسع ساكنا كالقبور فعادت الكلاب واحاطت بسيد فامر الكلب الكبير ان يحضر اليه الملك وامر الكلب الاوسط ان ياتيه بالملكه وقف الملك والملكه امام الجندي وهما يرتعش من الخوف ويطلبان منه ان يعفو عنهما وانا يقتلهما اما هو فقد اخذ يحدثه ما في ادب واحترام ويرجوه ما ان يوافق على زواجه من ابنتهما الاميره ففرح وقال الملك اني اوافق وارضى بما قسمه الله واقبل ان تتزوج ابنتي لقد تنبات العرافات بذلك واني رغبه في سعادتكما سانزل لك عن ملكي عندما يتم هذا الزواج وكانت الكلاب الثلاثه لا تزال واقفه بجوار الجندي فامر الكلب الصغير ان يحمل الاميره الجميله من قصرها النحاسي وياتي بها فلما جاءت ركب الملك والملكه عربته ما الفخمه وجلست الاميره امام امها وجلس الجندي بجوار الاميره امام الملك وكانت الكلاب تغني وترقص ومشى الكلب الاصغر امام العربه والكلب الاكبر عن يمينها والاوسط عن يسارها را نا من بعيد هذا المنظر فعادوا يتجمعون من جديد واعلن خبر زواج الجندي بالاميره واقيمت الزينات ونصبت الرايات وصدحت الموسيقى باعذب الالحان واستمرت الافراح اياما كثيره وتزوج الجندي بالاميره واصبح ملك البلاد واصبحت هي الملكه اما ابوها وا امها فلم يستطيعا البعد عنها فعاش مع ابنتهما وزوجها في قصر واحد واحبها الملك الجديد حبا عظيما للطفه وكرم اخلاقه وسعد الناس جميعا في عهد هذا الملك الكريم الذي انصف شعبه واحبه ونشر العدل في انحاء مملكته فعم بلاده الخير والسلام ولا يزال الناس يذكرون هذه القصه ويحكون لاولادهم ويصفون لهم منظر الكلاب الثلاثة وهي جالسه ليله الزفاف حول مائده خاصة واعينها مفتوحة واسعة ..
القداحه العجيبه ..

👈 ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ

 👈 ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ 
 

ﻭﻗﻒ ﺇﻋﺮﺍﺑﻲ ﻣﻌﻮﺝ ﺍﻟﻔﻢ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻮﻻﺓ ..
ﻓﺄﻟﻘﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﻤﺎﺳﺎً للمكافأة ..
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻟﻢ ﻳﻌﻄﻪ ﺷﻴﺌﺎً ..
ﻭﺳﺄﻟﻪ : ﻣﺎ ﺑﺎﻝ ﻓﻤﻚ ﻣﻌﻮﺟﺎً ؟.. 
ﻓﺮﺩ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ: ﻟﻌﻠﻪ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ..
...
ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﻳﺼﻠﻲ ﺧﻠﻒ ﺇﻣﺎﻡ ﻳﻄﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ .. ﻓﻨﻬﺮﻩ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ .. 
ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﻻ ﺗﻘﺮﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻛﻌﺔ ﺇﻻ ﺑﺂﻳﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ..
ﻓﺼﻠﻰ ﺑﻬم اﻟﻤﻐﺮﺏ .. ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﺮﺃ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻗﺮﺃ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻭَﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﺭَﺑَّﻨَﺎ ﺇِﻧَّﺎ ﺃَﻃَﻌْﻨَﺎ ﺳَﺎﺩَﺗَﻨَﺎ ﻭَﻛُﺒَﺮَﺍﺀﻧَﺎ ﻓَﺄَﺿَﻠُّﻮﻧَﺎ ﺍﻟﺴَّﺒِﻴﻠَﺎ ) ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ67 ..
ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﺮﺃ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻛﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻗﺮﺃ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : {ﺭَﺑَّﻨَﺎ ﺁﺗِﻬِﻢْ ﺿِﻌْﻔَﻴْﻦِ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﻌَﺬَﺍﺏِ ﻭَإﻟْﻌَﻨْﻬُﻢْ ﻟَﻌْﻨﺎً ﻛَﺒِﻴﺮﺍً}
ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ68 ..
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻳﺎ ﻫﺬﺍ : أطل ﻣﺎ ﺷﺌﺖ ﻭإﻗﺮﺃ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ، ﻏﻴﺮ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻵﻳﺘﻴﻦ ..
...
ذات يوم من الأيام ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﺜﻘﻔﻲ ﻳﺴﺘﺤﻢ ﺑﺎﻟﻨﻬﺮ ﻓﺄﺷﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺮﻕ ..
ﻓﺄﻧﻘﺬﻩ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺎﺭﺓ ..
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﻤﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺮ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﺃﻃﻠﺐ ﻣﺎ ﺗﺸﺎﺀ ﻓﻄﻠﺒﻚ ﻣﺠﺎﺏ .. 
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻭﻣﻦ ﺃﻧﺖ ﺣﺘﻰ ﺗﺠﻴﺐ ﻟﻲ ﺃﻱ ﻃﻠﺐ ؟..
ﻗﺎﻝ : ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﺍﻟﺜﻘﻔﻰ ..
ﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﻃﻠﺒﻲ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺃﻧﻨﻲ ﺳﺄﻟﺘﻚ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻻ ﺗﺨﺒﺮ ﺃﺣﺪﺍً ﺃﻧﻲ ﺃﻧﻘﺬﺗﻚ
...
إﺳﺘﺄﺟﺮ ﺭﺟﻞ ﺩﺍﺭﺍ ﻟﻠﺴﻜﻦ ﻭﻛﺎﻥ ﺧﺸﺐ ﺍﻟﺴﻘﻒ ﻗﺪﻳﻤﺎً ﺑﺎﻟﻴﺎً ﻓﻜﺎﻥ ﻳطقطق ﻛﺜﻴﺮﺍً.
ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻳﻄﺎﻟﺒﻪ ﺍﻷﺟﺮة ﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﺃﺻﻠﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻘﻒ ﻓﺈﻧﻪ ﻳطقطق.
ﻗﺎﻝ : ﻻ ﺗﺨﻒ ﻭﻻ ﺑﺄﺱ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴﺒﺢ ﺍﻟﻠﻪ .. 
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﺃﺧﺸﻰ ﺃﻥ ﺗﺪﺭﻛﻪ ﺍﻟﺨﺸﻴﺔ ﻓﻴﺴﺠﺪ ..
...
ﺳﺄﻝ ﻣﺴﻜﻴﻦ ﺃﻋﺮﺍﺑﻴﺎ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻴﻪ أى شىء .. 
ﻓﻘﺎﻝ : ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻱ ﻣﺎ ﺃﻋﻄﻴﻪ ﻟﻠﻐﻴﺮ ﻓﺎﻟﺬﻱ ﻋﻨﺪﻱ ﺃﻧﺎ ﺃﺣﻖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻪ ..
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ : ﺃﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺆﺛﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ؟..
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻷﻋﺮﺍﺑﻲ : ﺫﻫﺒﻮﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺴﺄﻟﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﺤﺎﻓﺎ ..

27 قصة من نوادر العرب وفن الرد الذكي .. طرائف وأجمل الحكايات الشعبية !..

27 قصة من نوادر العرب وفن الرد الذكي .. طرائف وأجمل الحكايات الشعبية !..
 
من طرائف العرب ..
كان ابو سلمه بن عبد الرحمن بن عوف مع قوم فراوا قطيعا من غنم فقال ابو سلمه
اللهم ان كان في سابق علمك ان اكون خليفة فاسقنا من لبنها فانتهوا اليها فاذا هي
تيوس كلها ..
...
راى رجل في منامه ان امامه غنما وكانه يعطى بها ثمانيه ثمانيه ففتح عينيه
فلم يرى شيئا فغمض عينيه ومد يده وقال : هاتوا اربعة اربعة ..
...
دعي بعض المغفلين الى وليمه فجعل الناس ياكلون وهو مشغول بالنظر الى الستور
المعلقه على الحيطان ..
فقيل له : مالك لا تاكل ..
فقال : والله لقد طال تعجبي من هذه الستور الطوال كيف دخلت من هذا الباب
الصغير ..
...
جاء اعربي الى المسجد والامام يخطب ..
فقال لرجل من القوم : ما هذا ؟..
قال له : دعوه الى الطعام ..
قال : فما يقول الذي على المنبر ؟..
قال : يقول ان الاعراب لا يرضون ان ياكلوا حتى يحملوا معهم بعض الطعام ..
فتخطى الاعرابي الناس حتى دنى من الخطيب ..
فقال له : يا هذا ان الذي يفعلون ما تقول سفهاؤنا ..
...
دخل الخليل بن احمد الفراهيدي على مريض نحوي وعنده اخ له ..
فقال للمريض : افتح عيناك وحرك شفتاك ان ابو محمد جالسا ..
فقال الخليل : تدري ان اكثر عله اخيك من كلامك فاصمت .. 
...
دخل الشعبي على الحجاج ..
فقال له : كم عطائك ؟.. 
قال : 2000 ..
قال : ويحك كم عطاؤك ؟..
قال : فقال فلما لحنت فيما لا يلحن فيه مثلك
قال : لحن الامير فلحنت واعرب الامير فاعربت ولم اكن ليلحن الامير فاعرب انا عليه فاكون كالقارع له بلحنه والمستطيل عليه بفضل القول قبله ..
فاعجبه ذلك منه ووهبه مالا ..
قال : اعربي اللهم اني اسالك ميته كميته ابي خارجه اكل بذجا اي حملا وشرب مشعلا اي نبيذا ونام في الشمس فمات دفان شبعان ريان ..
...
يروى ان رجلا عاد مريضا فقال له : ما علتك ؟.. 
قال : وجع الركبه ..
فقال الرجل : ان جريرا يقول بيتا ذهب عني صدره واخره هو وليس
لداء الركبتين دواء ..
فقال له : ليت ما ذهب عنك صدره وذهبت مع صدره نفسك 
...
يروى ان مغفلا خرج من منزله يحمل على عاتقه صبيا عليه قميص احمر ومشى به ثم نسيه ..
فجعل يقول لكل من يراه : ارايت صبيا عليه قميص احمر ؟..
فقال له احدهم : لعله هذا الذي تحمله على عاتقك ..
فرفع راسه ولطم الصبي وقال له : يا خبيث الم اقل لك اذا كنت معي فلا تفارقني .. 
...
قال رجل لزياد بن ابي سفيان : ايها الامير ان ابينا هلك وان اخينا غصبنا على ميراثنا من ابانا ..
فقال زياد : ما ضيعت من نفسك اكثر مما ضاع من ميراث ابيك ..
...
دخل ابو دلامه على ام سلمه المخزوميه زوجه السفاح ليعزيها في وفاته وهو يبكي وانشدها قصيدته في رثائه ..
فلما اتم انشادها قالت له : ما اصيب احد بالسفاح غيري وغيرك ..
فقال لها : لم يصب به احد سواي انت لك ولد منه تتسلين به وانا لا ولد لي منه .. 
فضحكت ام سلمه ولم تكن ضحكت منذ مات زوجها وقالت له : يا زند انت لا تدع احدا الا اضحكته وزند هو اسمه ..
...
قال رجل لاخر عرف عنه انه لا يقول في شيء لا يعلمه لا اعلم .. بل يفتي في كل شيء ..
فقال له : قد احكمت النحو كله الا ثلاث لفظات اشكلت علي ؟..
قال : وما هي ؟.. 
قال : ابا فلان .. وابو فلان .. وابي فلان .. ما الفرق بينها ؟.. 
فقال له صاحبه : اما ابو فلان فللملوك والامراء والقضاة والحكام ..
واما ابا فلان فللتجار وارباب الاموال والوسط من الناس ..
واما ابي فلان فللسفله والاسقاط والاوباش من الناس .. 
...
يحكى ان النظر بن شميل مرض فدخل عليه قوم يعودونه ..
فقال رجل منهم يكنى ابا صالح : مسح الله ما بك ..
فقال له : لا تقل مسح بالسين ولكن قل مصح بالصاد اي اذهبه وفرقه اما سمعت قول الشاعر : 
واذا ما الخمر فيها ازبدت افل الازباد فيها ومصح ..
فقال له الرجل : ان السين قد تبدل من الصاد كما يقال الصراط والسراط وسقر
وثقر ..
فقال له النظر : فاذا انت ابو سالح ..
...
سال ابو عون رجلا عن مساله فقال له : على الخبير بها سقط لقد سالت عنها ابي ؟..
فقال : قال لي سالت عنها جدك ؟..
فقال : لا ادري ..
...
عاد بعض المغفلين مريضا فقال لاهله : اجركم الله ..
فقالوا : انه حي لم يمت ..
فقال : يموت ان شاء الله ..
...
قدم احد الشباب مجموعه قصائده الى احد الشعراء الكبار وطلبه اليه ان يصارحه
برايه فيها ..
فقراها ولم يستحسنها وبعد ايام جاءه الشاب يستطلع رايه ..
فقال له : قل لي هل هددك احد بالقتل اذا لم تنظم هذه الاشعار ؟..
قال : لا ..
فقال : اذا لا عذر لك في نظمها ..
...
مر عيسى بن موسى الهاشمي على ابي الغصن وهو يحفر بظهر الكفه موضعا ..
فقال له : ما لك يا ابا الغصن ؟..
قال : اني قد دفنت في هذه الصحراء دراهم ولست اهتدي الى مكانها ؟..
فقال : عيسى كان يجب ان تجعل عليها علامه ..
قال : قد فعلت ..
قال : ماذا ؟..
قال : سحابة في السماء كانت تظلها ولست ارى العلامه الان ؟..
...
وقالوا في المثل : اعيا من باقل وذلك انه اشترى عنزا بادش درهما وجرها بحبل في يده فسئل : بكم اشتريت العنز ؟.. 
ففتح كفيه وفرق اصابعه واخرج لسانه يريد انه اشتراها بادش درهما فشردت العنز منه وضاعت ..
...
خرج ابو العباس السفاح متنزها بالانبار فامعن في نزهته وانتبذ من اصحابه فوافى خباء لاعربي ..
فقال له الاعرابي : من الرجل ؟.. 
قال : من كنانة ..
قال : من اي كنانة ؟.. 
قال : من ابغض كنانة الى كنانة ..
قال : فانت اذا من قريش ..
قال : نعم ..
قال : فمن اي قريش انت ؟..
قال : من ابغض قريش الى قريش ..
قال : فانت اذا من ولد عبد المطلب ..
قال : نعم ..
قال : فمن اي ولد عبد المطلب ..
قال : من ابغض ولد عبد المطلب الى ولد عبد المطلب ..
قال : فانت اذا امير المؤمنين السلام عليك يا امير المؤمنين ..
ووثب اليه فاستحسن ما راى منه وامر له بجائزة ..
...
امتدح شاعر ملكا بقصيده رائعة ..
فامر له الملك ببردعه فحملها وخرج فلقيه احد اصحابه وساله : ما هذه ..
فقال : امتدت الملك بانفس اشعاري فخلع علي افخر ملابسه ..
...
وقف المهدي على عجوز من العرب فقال لها : من انت ؟.. 
قالت : من طيء ..
فقال : ما منع طيئا ان يكون فيهم اخر مثل حاتم ..
فقالت : الذي منع الملوك ان يكون فيهم مثلك ..
فعجب من سرعه جوابها وامر لها بصلة ..
...
قيل ان رجلا شهد عند القاضي سوار بن عبد ..
فقال له : ما صناعتك ؟.. 
قال : معلم صبيان ..
قال : انا لا نجيز شهاده مؤدب الصبيان لانه ياخذ على تعليم القران اجرا ..
فقال المعلم : وانت تاخذ على القضاء بين المسلمين اجرا ..
قال : سوار اني اكرهت على القضاء ..
فقال المعلم : هب انك اكرهت على القضاء فهل اكرهت على اخذ المال ..
فسكت سوار وقال : هات شهادتك واجازها ..
...
كان للاستاذ عثمان لبيب حمار يركبه في ذهابه الى المدارس بالقاهره فسرقه اللصوص ..
وبلغ الخبر محمود سلامه صاحب جريدة الواعظ فرثى الحمار المسروق وواسى
صاحبه بقوله : قف بسوق الحمير وانظر مليا ..
هل ترى ادهما اغر المحيا ..
خلسته يد اللصوص صباحا ..
موكفا ملجما معدا مهيا ..
فخلص طبله واصبح قاعا صفصفا ..
خاوي العروش ..
خلي كان يا حسره عليه صبورا قانع النفس راضيا مرضيا ..
كم ليال على الطوى قد طواها حامدا شاكرا ..
ولم يشكو شيئا لا لفقر وضيق ..
عيش ولكن كان في الزهد راغبا وتقيا ..
ليت شعري اين الامان وهذا جحش عثمان قد عدمناه حيا ..
كان عونا له اذا رام ضعنا ..
وخليلا لدى المقام صفيا ..
كان اذا قلت هش اجابك طوعا ..
واذا قلت حا انتض سمهريا ..
لك فيه العزاء عثمان ..
اما سالبوه فسوف يلقون غيا ..
...
دخل رجل على الشعبي وهو في المسجد ومعه امراته ..
فقال : ايكم الشعبي ..
فقال : هذه واشار الى امراته ..
وسال رجل الشعبي في مجلسه عن حديث يقول تسحروا ولو ان يضع احدكم اصبعه على التراب ثم يضعه في فيه ..
وقال : اي الاصابع ؟..
فتناول الشعبي ابهام رجله وقال : هذه يشير الى عدم صحه الحديث ..
...
سال بعض السوقه الشعبيه عن من صلى العيد قبل ان يشتري لاهله ناطفه وهي نوع
من الحلوى ما كفارته ؟.. 
فقال الشعبي : كفارته ان يتصدق بدرهمين ..
فلما ولى قيل له في ذلك فقال : لا باس تفرح قلوب المساكين بدراهم هذا الاحمق ..
...
قال مجاهد دخل الشعبي الحمام فراى داوود الازدي بلا مئزر ..
فغمض عينيه فقال داوود : متى عميت يا ابا عمر ؟.. 
فقال : منذ هتك سترك يا داوود ..
...
جاء طفيلي الى باب دار فيها عرس فمنع من الدخول فمضى ثم عاد وقد حمل احدى
نعليه في كمه وعلق الاخرى في يده واخذ خلالا يتخلل به وجاء .. فدق الباب ..
فقال له البواب : مالك ؟.. 
قال : الساعه خرجت ونسيت نعلي هناك ..
قال : فادخل ..
فدخل واكل مع القوم حتى امتلا ثم خرج
..

الاثنين، 5 ديسمبر 2022

آخر تلاوة قرأها الشيخ عبد الباسط عبد الصمد قبل وفاتة من مسجد الامام الحس...


آخر تلاوة قرأها الشيخ عبد الباسط عبد الصمد قبل وفاتة من مسجد الامام الحسين 19-8-1988 الشيخ عبد الباسط عبد الصمد فقد رحل الشيخ عبد الباسط فى مثل هذا اليوم فى عام 1988 يوم 30 من شهر نوفمبر وكانت هذة اخر تلاوة تلاها الشيخ عبد الباسط من مسجد الامام الحسين يوم12 او19-8-1988 ما تيسر من سورة التوبه رحم الله الشيخ فقد فاق عطائة الحدود الى ان رحل الى عالمنا لكنه لم يرحل سيظل صوتة الى ان يرث الله الارض ومن عليها اترككم من تلاوه هى من اروع ما جود الشيخ على الرغم انها اخر تلاوه للشيخ وقد انهك المرض جسده فقد كان مريض بمرض السرطان اللعين لكنه دائما كان كالنجم الثاقب اترككم مع سورة التوبة فى ذكرى وفاة حبيب القلوب صوت مكه الحنجرة الذهبية شيخ القراء سفير القران الشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد سليم داود رحمة الله

🛑 الشيخ عبد الباسط ♥️ راحة نفسية ♥️ تلاوة خاشعة لعلاج ضيق الصدر والهم ار...


https://youtu.be/zb2_idMXkuI

الثلاثاء، 23 أغسطس 2022

تلاوة إعجازية لسورة المائدة والتكوير - الشيخ عبدالباسط عبدالصمد | SURAT ...


القرآن الكريم بصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله ما تيسر من سورة المائدة من الآية 109 إلى الآية 120 آخر السور والتكوير كاملة سجلت يوم الجمعة 05 ربيع الأول عام 1396هـ الموافق لـِ 05 مارس عام 1976م بمسجد الإمام الشافعي
The Holy Quran Sheikh Abdulbasit Abdussamad Part of Surah Al Maidah 109-120 & At-Takwir Mosque Al Imam Ash-Shafea 1976 Cheikh Abd Basit Abd Samad Sourate Al-Maedah et Al-Takwer