السبت، 12 أبريل 2014

قصة اليتيمان

قصة اليتيمان




أحس (ماجد) أنه لم يفهم شيئاً مما يقرأ ، وأن عينيه تبصران الحروف وتريان الكلم ولكن عقله لا يدرك معناها ، إنه لا يفكر في الدرس ، إنه يفكر في هذه المجرمة وما جرَّت عليه من نكد ، وكيف نغَّصت حياته وحياة أخته المسكينة وجعلتها جحيماً متسعراً ، ونظر في (المفكرة) فإذا بينه وبين الامتحان أسبوع واحد ، ولابد له من القراءة والاستعداد ، فكيف يقرأ وكيف يستعد ؟ وأنَّى له الهدوء والاستقرار في هذا البيت وهذه المرأة تطارده وتؤذيه ولا تدعه يستريح لحظة ، وإذا هي كفت عنه انصرفت إلى أخته تصب عليها ويلاتها ؟…
هل يرضى لنفسه أن يرسب في أول سنة من سنيّ الثانوية وقد كان (في الابتدائي) المجلّي دائماً بين رفاقه ، والأول في صفه ؟.
وإنه لفي تفكيره ؛ وإذا به يسمع صوت العاصفة… وإن العاصفة لتمر بالحقل مرة في الشهر فتكسر الأغصان، وتقصف الفروع ، ثم تجيء الأمطار فتروي الأرض ثم تطلع الشمس، فتنمي الغصن الذي انكسر وتنبت معه غصناً جديداً، وعاصفة الدار تهب كل ساعة، فتكسر قلبه وقلب أخته الطفلة ذات السنوات الست، ثم لا تجبر هذا الكسر أبداً… فكأن عاصفة الحقل أرحم وأرق قلباً وأكثر ( إنسانية) من هذه المرأة التي يرونها جميلة حلوة تسبي القلوب… وما هي إلا الحيَّة في لينها ونقشها، وفي سمها ومكرها.
لقد سمع سبّها وشتمها وصوت يدها، شلَّت يدها، وهي تقع على يد الطفلة البريئة، فلم يستطع القعود، ولم يكن يقدر أن يقوم لحمايتها خوفاً من أبيه، من هذا الرجل الذي حالف امرأته الجديدة وعاونها على حرب هذه المسكينة وتجريعها غصص الحياة قبل أن تدري ما الحياة… فوقف ينظر من ( الشبّاك) فرأى أخته مستندة إلى الجدار تبكي منكسرة حزينة، وكانت مصفرة الوجه بالية الثوب، وإلى جانبها أختها الصغرى، طافحة الوجه صحة، بارقة العينين ظفراً وتغلّباً، مزهوّة بثيابها الغالية… فشعر بقلبه يثب إلى عينيه ويسيل دموعاً ، ما ذنب هذه الطفلة حتى تسام هذا العذاب؟ أما كانت فرحة أبيها وزينة حياته؟ أما كانت أعز إنسان عليه؟ فمالها الآن صارت ذليلة بغيضة ؛ لا تسمع في هذا البيت إلا السب والانتهار، أما التدليل فلأختها، التي تصغر عنها سنتين، والطرف لها، كأنما هي البنت المفردة، على حين قد صارت هي خادمة في بيت أبيها، بل هي شرّ من خادمة، فالخادم قد تلقى أناساً لهم قلوب، وفي قلوبهم دين فيعاملونها كأولادهم، وأبوها هي لم يبقى في صدره قلب ليكون في قلبه شرف يدفعه أن يعامل ابنته، ابنة صلبه، معاملة الخادم المدللة، لقد كتب الله على هذه الطفلة أن تكون يتيمة الأبوين، إذ ماتت أمها فلم يبقى لها أم، ومات ضمير أبيها فلم يبقى لها أب!.
وسمع صوت خالته ( امرأة الأب تدعى في الشام خالة ) تناديها : ( تعالي ولك ياخنزيرة – ولك كلمة شامية محرفة عن كلمة ويلك تردد دائماًوكان هذا هو اسمها عندها، (الخنزيرة) لم تكن تناديها إلا به، فإذا جاء أبوها فهي البنت، تعالي يا بنت، روحي يا بنت! أما أختها فهي الحبيبة، فين أنت يا حبيبتي؟ تعالي يا عيني!
وعاد الصوت يزمجر في الدار؛ ألا تسمعين أختك تبكي؟ انظري الذي تريده فهاتيه لها! ألا تجاوبين؟ هل أنت خرساء ؟ قولي: ماذا تريد؟
فأجابت المسكينة بصوت خائف؛ إنها تريد الشكولاته
ولماذا بقيتِ واقفة مثل الدبّة! اذهبي فأعطيها ما تريد!
فوقفت المسكينة، ولم تدر كيف تبين لها أن القطعة الباقية هي لها. لقد اشترى أبوها البارحة كفاً من الشكولاتة، عطاه لابنته الصغيرة فأكلته وأختها تنظر إليها، فتضايقت من نظراتها فرمت إليها بقطعة منه، كما يرمي الإنسان باللقمة للهرّة التي تحدق فيه وهو يأكل، وأخذت المسكينة القطعة فرحة، ولم تجرؤ أن تأكلها على اشتهائها إياها، فخبأتها، وجعلت تذهب إليها كل ساعة فتراها وتطمئن عليها، وغلبتها شهوتها مرة فقضمت منها قضمة بطرف أسنانها، فرأتها أختها المدللة فبكت طالبة الشكولاتة
ولِكْ يا ملعونة فين الشكولاتة؟
فسكتت… ولكن الصغرى قالت: هناك يا ماما عندها، أخذتها الملعونة مني!
واستاقت المرأة ابنتها وابنة زوجها، كما يساق المتهم إلى التحقيق، فلما ضبطت (متلبسة بالجرم المشهود) ورأت خالتها الشكولاتة معها حل البلاء الأعظم!
يا سارقة يا ملعونة، هكذا علمتك أمك… تسرقين ما ليس لك؟
وكان ماجد يحتمل كل شيء، إلا الإساءة إلى ذكرى أمه، فلما سمعها تذكرها، لم يتمالك نفسه أن صاح بها : أنا لا أسمح لك أن تتكلمي عن أمي.
فتشمرت له واستعدت وكانت تتعمد إذلاله وإيذاءه دائماً فكان يحتمل صامتاً لا يبدو عليه أنه يحفل بها أو يأبه لها، فكان ذلك يغيظها منه، وتتمنى أن تجد سبيلاً إلى شفاء غيظها منه وها هي ذي قد وجدتها
لا تسمح لي؟ أرجوك يا سعادة البك اسمح لي أن في عرضك… آه! ألا يكفي أني أتعب وأنصب لأقدم لك طعامك وأقوم على خدمتك، وأنت لا تنفع لشيء إلا الكتابة في هذا الدفتر الأسود. لقد ضاع تعبي معك أيها اللئيم، ولكن ليس بعجيب أنت ابن أمك
قلت لك كفّي عن ذكر أمي، وإلا أسكتُّك.
واقترب منها، فصرخت الخبيثة وولولت وأسمعت الجيران
تريد أن تضربني؟ آه يا خاين، يا منكر الجميل، وْلي… يا ناس يا عالم، الحقوني يا أخواتي
وجمعت الجيران، وتسلل ماجد إلى غرفته أي إلى الزاوية التي سموها غرفة، وخصوه بها لتتخلص سيدة الدار من رؤيته دائما في وجهها!
ودخل الأب المساء وكان عابساً على عادته باسراً لا يبتسم في وجود أولاده، لئلا يجترئوا عليه فتسوء تربيتهم وتفسد أخلاقهم ولم يكن كذلك قبل ولكنه استنَّ لنفسه هذه السنة من يوم حضرت إلى الدار هذه الأفعى وصبَّت سمَّها في جسمه، ووضعت في ذهنه أن ماجداً وأخته ولدان مدلّلان فاسدان لا يصلحهما إلا الشدة والقسوة
وكانت خبيثة إذا دنا موعد رواحه إلى الدار، تخلع ثيابها وتلبس ثيابا جديدة، كما تخلع عنها ذلك الوجه الشيطاني وتلبس وجهاً فيه سمات الطهر والطفولة، صنعه لها مكرها وخبثها، ولا تنسى أن تنظف البنتين وتلبسهما ثياباً متشابهة كيلا يحس الأب بأنها تفضل ابنتها على ابنته..
دخل فاستقبلته استقبال المحبة الجميلة، والمشوقة المخلصة، ولكنها وضعت في وجهها لوناً من الألم البريء تبدو معها كأنها المظلومة المسكينة، ولحقته إلى المخدع تساعده على إبدال حلّته هناك ، روت له قصة مكذوبة مشوهة فملأت صدره غضباً وحنقاً على أولاده، فخرج وهو لا يبصر ما أمامه، ودعا بالبنت فجاءت خائفة تمشي مشية المسوق إلى الموت، ووقفت أمامه كأنها الحَمَل المهزول بين يدي النمر. فقعد على كرسي عال، كأنه قوس المحكمة وأوقفها أمامه، كالمتهم الذي قامت الأدلة على إجرامه، وأفهمها قبح السرقة، وعنَّفها وزجرها… وهو ينظر إلى ولده ماجد شزراً، وكانت نظراته متوعده منذرة بالشرِّ، ولم يستطع ماجد السكوت وهو يسمع اتهام أخته بالسرقة وهي بريئة منها، فأقبل على أبيه يريد أن يشرح له الأمر، فتعجل بذلك الشّر على نفسه.
انفجر البركان وزلزلت الدار زلزالها، وأرعد فيها صوت الأب المغضب المهتاج:
تريد أن تضرب خالتك يا قليل الحياء، يا معدوم التربية، يا ملعون؟ حسبت أنك إذ بلغت الرابعة عشر قد أصبحت رجلاً ؟ وهل يضرب الرجل خالته؟ إنني أكسر يدك يا شقي!
والله يا بابا مو صحيح
ووقاحة أيضا ؟ أما بقي عنك أدب أبداً ؟ أتُكَذِّبُ خالتك؟
أنا لا أكذبها، ولكنها تقول أشياء ليست صحيحة.
عند ذلك وثب الأب وانحط بقوته وغلظته وما أتْرَعتْ به نفسَه من مكرها زوجتُه، انحط على الغلام وأقبل يضربه ضرب مجنون ذاهب الرشد، ولم يشف غيظَ نفسه ضربُه فأخذ الدفتر الأسود الذي أودعه دروسه كلها، فمزقه تمزيقاً… ثم تركه هو وأخته بلا عشاء عقوبة لهما وزجراً
تعشى الزوجان وابنتهما، وأويا إلى مخدعهما، والغلام جاثم مكانه ينظر إلى قطع الدفتر الذي أفنى فيه لياليه، وعاف لأجله طعامه ومنامه، والذي وضع فيه نور عينيه، وربيع عمره، وبنى عليه أمله ومستقبله… ثم قام يجمع قطعه كما تجمع الأم أشلاء ولدها الذي طوَّحت به قنبلة… فإذا هي نتف لا سبيل إلى جمعها، ولا تعود دفتراً يقرأ فيه إلا إذا عادت هذه الأشلاء بشراً سوياً يتكلم ويمشي… فأيقن أنه قد رسب في الامتحان، وقد أضاع سنته، وكبر عليه الأمر، ولم تعد أعصابه تحتمل هذا الظلم، وأحس كأن الدنيا تدور به وزاغ بصره، وجعلت أيامه تكر راجعة أمام عينيه كما يكر فلم السينما
رأى ذلك الوجه الحبيب، وجه أمه، وابتسامتها التي كانت تنسيه آلام الدنيا، وصدرها الذي كان يفزع إليه من خطوب الدهر، رآها في صحتها وشبابها، ورأى البيت وما فيه إلا السلم والهدوء والحب، ورأى أباه أباً حقيقياً تفيض به روح الأبوة من عينيه الحانيتين، ويديه الممتلئتين أبداً بالطُّرَف واللطَف، ولسانه الرطب بكل جميل من القول محبب من الكلام
ويكرُّ الفلم ويرى أمه مريضة فلا يهتم بمرضها، ويحسبه مرضاً عارضاً… ثم يرى الدار والاضطراب ظاهر فيها، والحزن باد على وجوه أهلها، ويسمع البكاء والنحيب، ويجدهم يبتعدون به، ويخفون النبأ عنه، ولكنه يفهم أن أمه قد ماتت. ماتت؟ إنها كلمة تمرُّ عليه أمراً هيناً فلا يأبه به، وكان قد سمع بالموت، وقرأ عنه في الكتب، ولكنه لم يره من قريب ولم يدخل داره، ولم يذقه في حبيب ولا نسيب، غير أن الأيام سرعان ما علمته ما هو الموت حين صحا صبيحة الغد على بكاء أخته الحلوة المحبُّبة إلى أمها، والتي كانت محببة تلك الأيام إلى أبيها، ففتح عينيه فلم يجد أمه إلى جانبها لترضعها وتضمها إلى صدرها، واشتد بكاء البنت، وطفق الولد ينادي: ماما… ثم جفا فراشه وقام يبحث عنها، فوجد أباه وجمعاً من قريباته، يبكون هم أيضاً… فسألهم: أين أمه؟ فلم يجيبوه… وحين أراد الغدوُّ على المدرسة، فناداها فلم تأت لتعد له حقيبته وتلبسه ثيابه ولم تقف لوداعه وراء الباب تُقبله وتوصيه ألا يخاصم أحدا وألا يلعب في الأزقُّة، ثم إذا ابتعد عادت تناديه لتكرر تقبيله وتوصيته، وحين عاد من المدرسة فوجد امرأة غريبة ترضع أخته… لماذا ترضعها امرأة غريبة؟ وأين أمي؟!
ويكر الفلم، ويرى أباه رفيقاً به حانياً عليه يحاول أن يكون له ولأخته أماً وأباً ، ولكن هذا الأب تبدل من ذلك اليوم المشؤوم، ورأى ذلك اليوم المشؤوم، يوم قال له أبوه: ستأتيك يا ماجد أم جديدة… أم جديدة؟ هذا شيء لم يسمع به إنه يعرف كيف تجيء أخت جديدة، إن أمه تلدها من بطنها، أما الأم فمن أين تولد؟ وانتظر وجاءت الأم الجديدة، وكان حلوة، ثيابها جميلة، وخدودها بلون الشفق، وشفاهها حمر، ليست كشفاه الناس. وعجب من لون شفاهها، ولكنه لم يحببها ولم يمل إليها، وكانت في أيامها الأولى رقيقة لطيفة، كالغرسة الصغيرة، فلما مرت الأيام واستقرت في الأرض ومدُّت فيها جذورها، صارت يابسة كجذع الدوحة، وإن كانت تخدع الرائين بورقها الطريِّ وزهرها الجميل… ولما ولدت هذه البنت انقلبت شيطانة على صورة أفعى مختبئة في جلد امرأة جميلة. والعياذ بالله من المرأة الجميلة إذا كانت في حقيقتها شيطانة على صورة أفعى!
وانطمست صور الماضي الحبيب، واضمحل الفلم، ولم يبق منه إلى هذه الصورة البشعة المقيتة، ورآها تكبر وتعظم حتى أحاطت به وملأت حياته، وحجبت عنه ضياء الذكرى ونور الأمل… وسمع قهقهة فانتفض وأحسّ كأن رنينها طلقات (رشاش ) قد سقط رصاصه في فؤاده، وكانت قهقهة هذه المرأة التي أخذت مكان أمه يتخللها صليل ضحك أبيه… وأنصت فإذا هو يسمع بكاءً خافتاً حزيناً مستمراً ، فتذكر أخته التي نسيها، وذكُّره جوعه بأن المسكينة قد باتت بلا عشاء، ولعلها قد بقيت بلا غداء أيضاً ، فإن هذه المجرمة تشغلها النهار كله بخدمتها وخدمة ابنتها، وتقفل دونها غرفة الطعام، فلا تعطيها إلا كسرة من الخبز، وتذهب فتطعه ابنتها خفية، فإذا جاء الأب العشية، ولبست أمامه وجهها البريء… شكت إليه مرض البنت وضعفها:
مسكينة هذه البنت، إنها لا تتغذى… انظر إلى جسمها، ألا تريها لطبيب؟… ولكن ماذا يصنع لها الطبيب، إنها عنيدة سيئة الخلق… أدعوها للطعام فلا تأكل، وعنادها سيقضي على صحتها
فيناديها أبوها ويقول لها:
ولك يا بنت ما هذا العناد؟ كلي وإلا كسرت رأسك!
فتتقدم لتأكل، فترى المرأة… تنظر إليها من وراء أبيها نظرة الوعيد، وترى وجهها قد انقلب حتى صار كوجه الضبع فتخاف وترتد
فتقول المرأة لزوجها، ألم أقل لك، إنها عنيدة تحتاج إلى تربية؟
فيهز رأسه، ويكتفي من تربيتها بضربها على وجهها، وشد أذنها، وطردها من الغرفة، ويكون ذلك عشاها كل عشية!
تذكُّر ماجد أخته فقام إليها فرفعها وضمها إلى صدره.
مالك؟ لماذا تبكين؟ اسكتي يا حبيبتي؟
جوعانة!
جوعانة؟ من أين يأتيها بالطعام؟ وقام يفتش… فأسعده الحظ فوجد باب غرفة الطعام مفتوحاً، وعهده به يقفل دائماً، ووجد على المائدة بقايا العشاء، فحملها إليها فأكلتها فرحة بها مقبلة عليها، كأنها لم تكن من قبل الابنة المدللة المحبوبة، التي لا يرد لها طلب لو طلبت طلب، ولا يخيب لها رجاء، وآلمه أن يراها تفرح إذا أكلت بقايا أختها وأبيها يسرقها لها سرقة من غرفة الطعام، وعادت صور الماضي فتدفقت على نفسه وطغت عليها ورجعت صورة أمه فتمثلت له، وسمعها تناديه… لقد تجسم هذا الخيال الذي كان يراه دائماً ماثلاً في نفسه، حتى رده إلى الماضي وأنساه حاضره… ولم يعد يرى في أخته البنت اليتيمة المظلومة، وإنما يراها الطفلة المحبوبة التي تجد أما تعطف عليها، وتحبها
ونسي دفتره الممزُّق، ومستقبله الضائع، وحياته المرُّة، وطفق يصغي إلى نداء الماضي في أذنيه… إلى صوت أمه
قومي يا حبيبتي، ألا تسمعين صوت أمك، تعالي نذهب إلى أمنا!
فأجفلت البنت وارتاعت، لأنها لم تكن تعرف لها أما إلا هذه المرأة المجرمة… وخافت منها وأبت أن تذهب إليها. لقد كان من جناية هذه المرأة أنها شوُّهت في نفس الطفلة أجمل صورة عرفها الإنسان: صورة الأم!
تعالي نذهب إلى أمنا الحلوة: أمك… إنها هناك في محل جميل: في الجنة… ألا تسمعين صوتها؟
وحملها بين يديه، وفتح الباب، ومضى بها… يحدوه هذا الصوت الذي يرنُّ في أذنيه حلواً عذباً ، إلى المكان الذي فيه أمه!
وقرأ الناس في الجرائد ضحى الغد أن العسس وجدوا في المقبرة طفلة هزيلة في السادسة من عمرها، وولداً في الرابعة عشرة، قد حملا إلى المستشفى، لأن البنت مشرفة على الموت، قد نال منها الجوع والبرد والفزع، ولا يمكن أن تنجو إلا بأعجوبة من أعاجيب القدر، أما الغلام فهو يهذي في حمُّاه، يذكر الامتحان، والدفتر الأسود، وأمه التي تناديه، والمرأة التي تشبه الأفعى!

سرّ الزواج الأسطوري




البيوت أسرار
سرّ الزواج الأسطوري



 
يا لك من محظوظة !!
شهقت كل بنات العائلة شهقة الحسد فطرحتني مريضة. ارتفعت حرارتي ، وأمتلأ جسدي بالألم والتوجع. كل ذلك حدث بعد خطبتي مباشرة. أسرعت أمي بإحضار ماء زمزم ثم قرأت عليه المعوذات، ونفثت فيه نفثاً خفيفاً وصبته عليَّ بشكل مفاجئ، فانتفضت كالملسوعة ثم هدأت حالتي وتحسنت صحتي بعد أيام قليلة.

كنت قد أنهيت الثانوية لتوي، وتقدم لخطبتي شاب غني ووسيم. أنا فتاة عادية، لست جميلة ذلك الجمال الساحر الجذاب، ولا أملك أية مقومات تجذب مثل هذا الشاب لخطبتي، ولهذا استغرب الجميع الأمر، لكن والدي فسر هذا الوضع قائلاً: إنه مفتاح الفرج، سبب من الأسباب التي سخرها الله لنا، فهذه البنت محظوظة، وهي ستكون السبب في تغيير أوضاع العائلة.

بدأت الاستعدادات للزواج. كنا مذهولين لنوعية وكمية الهدايا التي أحضرها أهل ''المعرس''، أما المفاجأة الكبرى فعندما قدروا المهر بمئتي ألف درهم. وتعهدوا بالتجهيز الكامل لجميع احتياجاتي، هذا يعني بأن المئتي ألف درهم ستبقى تحت تصرفنا بشكل كامل.

أعطيت المهر لوالدي وقلت له: خذها يا أبي، وأجر بعض التعديلات على بيتنا، اصبغه، رممه، سد الشقوق والفطور في الحوائط، وغير الباب الرئيسي الذي يعلوه الصدأ منذ سنين، ثم اشتر أثاثاً جديداً يليق باستقبال أهل خطيبي، وإذا بقي شيء من المال فادفعه مقدم سيارة جديدة لك.

جرت التعديلات على قدم وساق في البيت، وبقدرة قادر، تحولت من فتاة بسيطة لا أحد يكترث لها إلى أميرة حقيقية، آمر وأنهي والكل يسمع ويطيع وينفذ كل ما أطلبه بسرعة، و يا له من شعور جميل لا يمكنني وصفه.

اقترب موعد العرس، وأنا أمضي وقتي بين أشهر مصممي الأزياء، وأرقى الصالونات التجميلية والنوادي المتخصصة في معالجة البشرة. في كل يوم تأتيني سيارة فخمة تنقلني إلى تلك المواعيد التي حددتها أم خطيبي. دخلت عالماً غريباً عجيباً لم أفكر يوماً بدخوله، وشاهدت نوعية من الناس، لم أكن أتخيل وجودها في هذا العالم، فعالمي كان صغيراً محدوداً، وخيالي لم يكن أبداً بهذا الاتساع.

منحت أمي مبلغاً كبيراً من المال وطلبت منها أن تفصل لها ولأخوتي ثياباً تليق بعرسي. وعلى الرغم من كل الجهود التي بذلتها تلك المسكينة إلا أنني لاحظت بأن أمي وأخوتي وصديقاتي وقريباتي كلهن ظهرن بمستوى بسيط جداً في الحفلة قياساً بما ظهرت عليه السيدات والبنات في عائلة زوجي. لا مجال للمقارنة أبداً، لا يهم. المهم أن العرس فخم وجميل، وقد ظهرت وكأنني لست أنا. بدوت أجمل بكثير مما أنا عليه، وكأنهم قد رسموا لي ملامح جديدة غيرتني بالكامل، حتى إن أهلي لم يتعرفوا علي، وتساءلوا فيما بينهم، هل استبدلوها في آخر لحظة؟

اكتمال الحلم

انتهت حفلة العرس وكأنها حلم جميل وقصة من قصص ألف ليلة وليلة، كان صدري يمتلئ بالمشاعر الجياشة، وخطر في بالي أنني ربما لن أعجب زوجي عندما يشاهدني وجهاً لوجه وبلا مساحيق، فهو أبدى إعجابه بي عندما شاهدني بكامل زينتي على الكوشة، ولكن خوفي كله ذهب لأنه استمر في إسماعي أجمل الكلمات وأرقها وكأنه قد اختارني عن حب وقناعة كاملة، حمدت ربي على هذه النعمة وتمنيت أن تستمر إلى آخر الدهر.

سافرنا في رحلة شهر العسل إلى إحدى دول أوروبا وقد اختار تلك الدولة لأنه يملك بيتاً فيها وهو يعتبرها وطنه الثاني، حيث يقضي فيها معظم شهور السنة.

كان يحدثني عن حياته الماضية ومغامراته العاطفية المتعددة، فكنت أشعر بالخوف والكآبة. أتساءل بيني وبين نفسي: ترى لماذا لم يتزوج أية واحدة ممن أحبهن وأحببنه؟ 

أقنعت نفسي بأن معظم الشباب لا يتزوجون الفتاة التي ترضى بأن تقيم معهم علاقة عاطفية قبل الزواج، هذا ما سمعته من البنات في المدرسة، ثم تساءلت مرة أخرى: من سيضمن لي انه لن يعاود العبث من جديد؟ وأقنعت نفسي بأن من يقيم العلاقات قبل الزواج ويمل منها لا يكررها بعد الزواج، كنت أقنع نفسي بتلك المبررات فأطوي الخوف وأقول بداخلي بأن كل شيء مقدر ومكتوب.

عندما حان موعد عودتنا سمح لي بشراء هدايا كثيرة لأهلي وصديقاتي، وكان سخياً معي لأبعد الحدود.

قمت بزيارة أهلي بعد عودتنا، فبدوت وكأنني ملكة متوجة على عرش الدلال والسعادة، حتى صارت أمي ترقيني خوفاً علي من العين والحسد، وطلبت من إخوتي عدم إخبار الناس بأية تفاصيل عن حياة أختهم ومدى سعادتها.

تساؤلات حائرة

كل شيء كان كالحلم الجميل في حياتي، القصر الذي أعيش فيه، الخدم والحشم، علاقتي بأهل زوجي، معاملة زوجي لي، كل شيء كان رائعاً، ولكن شيئاً من الخوف دخل أعماقي بسبب تساؤلات أمي وأبي الكثيرة، القلقة، هل كل شيء بخير؟ هل يعاملك زوجك معاملة حسنة؟ وأهله، هل يحترمونك؟ هل ظهر عليهم أي شيء يدعو للقلق؟ كنت مستغربة لأسئلتهم، كأنهم يبحثون عن عيب أو تقصير ليقنعوا أنفسهم بأن هذه الزيجة ما هي إلا نتيجة لسبب معين، ولكن ما كان يحدث لا يتناسب مع تلك الأفكار والوساوس، فكل شيء كان يسير على أفضل حال، الشيء الوحيد الذي لفت انتباهي هو بعض الاعتلال في صحة زوجي، وتردده الدائم على الطبيب، سألته عما به فأخبرني بأنه شيء غير مقلق.

أما الشيء الثاني الذي أثار استغرابي فهو إصرار زوجي على عدم إنجاب الأطفال في السنين الأولى من الزواج، وقد كان تفسيره للأمر هو أنني لازلت صغيرة ولست مؤهلة لتربية الطفل، كما أنه خائف من حدوث خلافات أو مشاكل تعيق استمرار الزواج، إنها مجرد هواجس غير مبررة، فأنا مستعدة للحمل وللعناية بطفلي، كما أنه لا مجال لحدوث المشاكل مع كل هذا الاهتمام والطيبة والكرم من زوجي وأهله.

شيء آخر كنت استغرب له، وهو أن زوجي ليست لديه أفكار واضحة عن الدين، فهو لا يصلي ولا يعرف كيف يصلي، وكان ينظر إلي بإعجاب شديد ومراقبة دقيقة عندما أصلي وأقرأ القرآن. كان يبتسم لي ويشجعني على الاستمرار، كنت أسأله عن سبب عدم التزامه، فيقول بأنه قد درس في مدارس أجنبية، وعاش معظم سنين عمره في الخارج، ولم يحرص أهله على تعليمه مثل هذه الأمور، فسألته إن كان يريد أن يتعلم مني، فرحب بالفكرة، فصرت أعلمه بالتدريج الوضوء والصلاة، وصرت أحدثه عن كل ما درسته وعايشته في أسرتي من أمور الدين. وقد وجدت نفسي أعرف أشياء كثيرة زادتني اعتزازاً بنفسي، وكان هو متلهفا لتعلم كل شيء، وهو حريص على أن يطبق كل ما يتعلمه بإخلاص شديد، وكم مرة فوجئت به وهو يصلي بخشوع ودموعه تنهمر على خديه، فكنت استغرب لكل ذلك، ولا أجد تفسيراً واضحاً لما يحدث.

الفكرة العقيمة

بعد مضي سنة على زواجي، بدأت فكرة الإنجاب تلح علي بإيحاء شديد من والدتي، فهي تعتقد بأن مجيء الأطفال كفيل بتثبيت الزواج.

ولكن زوجي ظل مصراً على موقفه، ففعلت ما أمرتني به والدتي بأن أصارح عمتي برفض ولدها غير المبرر لمجيء الأطفال، فصدمتني هي الأخرى بموقفها، فهي تؤيد ولدها بتلك الفكرة الغريبة، فتعزز لدي الخوف من المستقبل، فهل يعقل بأن هذه الأم لا تريد أحفاداً من ولدها؟ إنهم أغنياء وليس لديهم سبب واحد مقنع يفسر عدم رغبتهم بمجيء الأطفال، وقد بدأت الوساوس تراودني، فهل يعتقدون بأنني لا أليق بإنجاب حفيد للعائلة؟ ولكن لماذا اختاروني أساساً إن كنت غير مؤهلة لمثل هذا الأمر؟ شيء محير لم أجد له تفسيراً وعندما اطلعت أمي على رأي عمتي فوجئت مثلي ولكنها أخبرتني بأن أجرب إهمال ابتلاع حبوب منع الحمل فأضعهم بذلك أمام الأمر الواقع، وأكدت لي بأن زوجي لم يجرب لذة وجود طفل، وحين سيجربها سيشكرني لأنني لم استمع لنصيحته.

بقيت الفكرة معلقة برأسي، وقد قررت تنفيذها مهما كان الثمن، ولكن حدوث اعتلال شديد لصحة زوجي جعلني أؤجل التنفيذ وأتفرغ للاهتمام به ورعايته فلربما سيسهم موقفي معه بتثبيت فكرة الحمل فيدرك بأني مؤهلة للعناية بالأطفال.

ساءت حالة زوجي يوماً بعد يوم، وصرت أتساءل عن مرضه ولا أحد يجيبني، ثم قرر زوجي الذهاب لأداء العمرة، كيف يفعل ذلك وهو مريض؟ لماذا لا ينتظر حتى تستقر حالته الصحية؟ لا أحد يجيبني، المهم إني تعودت عدم إثارة المشاكل والطاعة في كل ما يطلبونه مني.

ذهبنا لأداء العمرة، وكان زوجي في حالة بكاء دائم، وقد أدى المناسك على الكرسي المتحرك وقبل عودتنا بيوم واحد، بكى أمامي بكاءً مراً وطلب مني مسامحته، فسألته مستغربة: أسامحك على أي شيء؟ أنت لم تخطئ بحقي أبداً؟ لم يجبني وغرق في بكائه ونحيبه.

بعد عودتنا من العمرة بأيام قلائل انتقل زوجي إلى رحمة الله، وقد أصبت بصدمة كبيرة، ولولا إيماني لتعرضت لانهيار عصبي، ولكني تماسكت بفضل الله وعونه، فلم يكن سهلاً أن أفقده بعد أن أحببته وتعلقت به لهذه الدرجة.

بعد العزاء وانقضاء العدة جاءتني أمه لتخبرني بأنني بحاجة لإجراء بعض التحاليل الطبية، سألتها: لماذا: فأنا لا أشكو من شيء؟ قالت: للاحتياط فقط، فأطعتها وذهبت معها لإجراء تلك التحليلات.

حدثت الكارثة الحقيقية بعد ظهور النتائج، فقد أخبروني بأنني مصابة بالإيدز الذي نقله لي زوجي.

هذا يفسر كل شيء، فقد اختاروني من بين كل الفتيات الجميلات وبنات العائلات الثرية، اختاروني أنا الفقيرة لتسلية ولدهم المحكوم عليه بالموت كي لا يقضي أيامه الأخيرة وحيداً، ولم يفكروا بي ولم يكترثوا لكونهم يحكمون عليَّ بالموت بلا أي ذنب، يالهم من بشر!!.

تحولت إلى إنسانة متوحشة، صرخت في وجوههم، واجهتهم بجريمتهم البشعة في حقي، فما كان من عمتي إلا أن أعطتني المزيد من المال والضمانات لي ولأهلي، فسكت، نعم سكت عندما فكرت بأهلي، فهم يستحقون التضحية، لن أخبرهم بالحقيقة، فلا فائدة من ذلك، وسأصبر حتى يأتيني الموت، لأنه مصيري الذي كان ثمناً لذلك الزواج الذي حسدني عليه الناس .



قصة بنت هولاكو مع احد علماء المسلمين

قصة بنت هولاكو مع احد علماء المسلمين




بينما كانت بنت هولاكو تتجول فى احدى مدن المسلمين بعد ان تم استباحتها واحتلالها من قبل جيوش ابيها ..  
رأت جمعا غفيرا من الناس يجتمعون لمجلس علم لرجل من العلماء ..
فقالت متعجبة ما هذا ؟.. فأخبروها أنه مجلس لرجل عالم من علماء الدين الذين يلتف الناس حولهم .. فأمرت أن يأتوها به مهانا مربوط الرجلين واليدين ..
ففعلوا فلما وضعوه أمامها ..
قالت له : أنت رجل الدين ؟
فقال : نعم
قالت : إن الله يحبنا ولا يحبكم ؛ فقد نصرنا عليكم ولم ينصركم علينا .. وقد علمت أن الله قال : " والله يؤيد بنصره من يشاء "
فلم يجب العالم وإشترط بان تفك قيده ليجيبها .. فوافقت على شرطه فأعادت عليه الكلام
فقال لها : أتعرفين راعى الغنم ؟
قالت : كلنا يعرفه
فقال : أليس عنده من غنم ؟
قالت : بلى
قال : ألا يوجد بين رعيته بعض من الكلاب ؟
قالت : بلى
قال : وما عمل الكلاب ؟
قالت : يحرس له غنمه ويعيد له الغنم الشاردة .. حتى ولو أصابها بجروح إذا إمتنعت وأبت
قال : لها إنما مثلنا ومثلكم كذلك .. نحن الغنم وأنتم الكلاب .. فلما شردنا عن أوامر ربنا وتمادينا فى عصيانه .. سلط الله تعالى الكلاب علينا .. ليردنا إليه مرة أخرى 

فهل من معتبر ؟!


Recitation of Quran by sheikh Abdulbasit Abdulsamad الشيخ عبدالباسط عبد...

الجمعة، 11 أبريل 2014

THE BEST OF SHEIKH Abdul Basit Abdul Samad Beautiful and Heart trembli...







لا إله إلا الله الحليم الكريم .. لا اله إلا الله العلى العظيم .. لا

اله إلا الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ‏.. 
اللهم إنا نسألك

زيادة في الدين وبركة في العمر وصحة في الجسد وسعة في الرزق

وتوبة قبل الموت وشهادة عند الموت ومغفرة بعد الموت وعفوا

عند الحساب وأمانا من العذاب ونصيبا من الجنة وارزقنا النظر

إلى وجهك الكريم ..
اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين واشفي مرضانا ومرضى

المسلمين ..
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء

منهم والأموات ..
اللهم ارزقني قبل الموت توبة وعند الموت شهادة وبعد

الموت جنة ..
اللهم ارزقني حسن الخاتمة ..
اللهم ارزقني الموت وأنا ساجد

لك يا ارحم الراحمين ..
اللهم ثبتني عند سؤال الملكين ..
اللهم اجعل قبري

روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار ..
اللهم اني اعوذ بك من

فتن الدنيا .. اللهم اني اعوذ بك من فتن الدنيا .. اللهم اني اعوذ بك من

فتن الدنيا ..
اللهم قوي ايماننا ووحد كلمتنا وانصرنا على اعدائك اعداء

الدين ..
اللهم شتت شملهم واجعل الدائرة عليهم ..
اللهم انصر اخواننا

المسلمين في كل مكان ..
اللهم ارحم ابائنا وامهاتنا واغفر لهما وتجاوز عن

سيئاتهما وادخلهم فسيح جناتك والحقنا بهما يا رب العالمين ..
وبارك

اللهم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم اللهم آمين اللهم آمين




الثلاثاء، 8 أبريل 2014

عدم مراعاة كل من الزوجين للآخر وظروفه

عدم مراعاة كل من الزوجين للآخر وظروفه
مراعاة الزوجين للآخر وظروفه 307877.jpg

يعيش الزوجان حياة سعيدة متى ما سلمت هذه الحياة من الأمراض الخطيرة التي تصيب الحياة الزوجية.
الأمراض التي تصيب الحياة الزوجية هي داء، وما أنزل الله من داء إلا وله دواء علمه من علمه وجهله من جهله.وهذه الأمراض خطيرة جداً 
ولعل من أهمها الشك الذي يأتي من الشيطان ويجعل الزوجين يعيشان حالة من التوتر.

فالشك الذي يوجد لدى بعض الأزواج أمره خطير ويؤدي إلى توتر العلاقة الزوجية ويسير بها إلى الانحدار وربما يؤدي هذا المرض إلى الوصول للطلاق أو لكثير من المشاكل الزوجية.
و الحذر أمر مطلوب ولكن الأمر لا يصل إلى درجة من الوساوس والأوهام والتكهنات التي يلقيها الشيطان الرجيم في قلب الزوجين أو أحدهما.
والابتعاد عن مواطن الريبة والشك من المطالب الضرورية التي تزيل الشكوك وتبعد الأوهام لذا ينبغي لكل زوج من الأزواج أن يبتعد عن ما يثير التساؤلات ويقرب الشكوك ويدني الظنون ويدع فرصة للشيطان.

مراعاة الزوجين للآخر وظروفه 5g7lk92r6bdu48rhu904.gif

بعض الأزواج والزوجات يستخدمون الهاتف لغير ضرورة وبصورة غير مناسبة وذلك باختيار الأوقات غير المناسبة للاتصال والتي هي مدعاة للشكوك، فمثلاً نجد أن بعض النساء - هداهن الله - يتصلن بالهاتف في أوقات متأخرة من الليل وإذا كان الاتصال في النهار فإن بعضهن يتعدى وقت اتصالها الساعة أو ما يقاربها، وكذلك الحال عند بعض الرجال.

مراعاة الزوجين للآخر وظروفه 5g7lk92r6bdu48rhu904.gif

إعادة صفحات من الماضي قد طويت وأكل عليها الدهر وشرب، فبعض الأزواج عندما يغضب على زوجته يبدأ يذكرها بما حصل منها قبل عشرين سنة ويقول لها: تذكرين يوم أنك كنت تفعلين كذا وكذا في عام كذا وكذا ويسرد لها صفحة ماضية فتتأزم المشكلة بينهما حيث أن زوجته كذلك تبدأ باسترجاع صفحة من صفحات الماضي لزوجها وتقوم بتذكيره بأفعاله يوم فعل كذا وكذا وكذا، وكان الأجدر بهما أن يتذكرا قول الله تعالى {عفا الله عما سلف} سورة المائدة آية رقم 95.

مراعاة الزوجين للآخر وظروفه 5g7lk92r6bdu48rhu904.gif


الغرور والاعجاب بالنفس والتعالي، فإذا حصل شيء من ذلك من أحد الزوجين فإن الحياة الزوجية مهددة بالانهيار، وإن الزوج إذا كان في مستوى تعليمي مرموق ويحمل مؤهلات عالية ربما يتعالى على زوجته التي لا تحمل من المؤهلات فينتقصها ولا يقدرها ولا يحترمها ولا شك أن هذا الأمر مرفوض، لأن الكِبر والاعجاب بالنفس أمر خطير ومحرم في الإسلام، وكيف تستقيم حياة امرأة مع زوجها المتكبر والمتعالي في تعامله معها؟ وكذلك الحال بالنسبة للزوجة إذا كانت متكبرة ومتعالية على زوجها ربما لجمال يُزينها أو وظيفة أو مال أو ما شابه ذلك، كيف يرتاح زوجها معها؟
وحدثني رجل أن له زوجة متعالية عليه مغرورة ومعجبة بنفسها وليس فيها ما يدعو إلى ذلك كله، وذات مرة يقول ذهبت معها لأحد الأسواق وواجهت أحد رفاقي وبعد سلامه علي وسلامي عليه قال لي سائلاً: هل هذه المرأة التي معك شغالتكم؟ يقول هذا الرجل وبعد رجوعنا إلى البيت ذهبت جميع مظاهر التكبر التي كانت عند زوجتي وتحولت تلك المرأة المعجبة بنفسها إلى امرأة متواضعة!!

مراعاة الزوجين للآخر وظروفه 5g7lk92r6bdu48rhu904.gif

الغيرة الزائدة، فكم من مشكلة تقوم بسبب الغيرة الزائدة غير المعقولة من قبل الزوجين، نجد أن بعض النساء تبالغ في الغيرة على زوجها فتقلب حياة زوجها إلى جحيم الغيرة، وحدثني صديق أنه كان يمشي مع زوجته في أحد الطرق وكان بجوارهما امرأة تسير فسقطت تلك المرأة على الأرض يقول إنه لما شاهدها تسقط قال: «بسم الله عليك» يقول فما كان من زوجته إلا أن غضبت غضباً شديداً وقالت: كلما سقطت امرأة سوف تسمي عليها ليس لك دخل في الحريم ولماذا تسمي عليهن (الله ياخذك وياخذهم معك)!!

مراعاة الزوجين للآخر وظروفه 5g7lk92r6bdu48rhu904.gif


إظهار أحد الزوجين عيوب الآخر أمام الناس والمبالغة في ذلك، ولا شك أن ذلك منزلق خطير وعيب كبير، ومن صور هذا المرض أن بعض النساء كثيراً ما تنتقص زوجها عند الناس وتصفه بأوصاف مبالغ فيها فربما أن زوجها رجل كريم معها ومع غيرها فإذا حصل منه بعض التقصير في مرة من المرات نجد أنها تتحدث عنه في المجالس النسائية وتقول إن زوجي رجل بخيل لا يعطينا ولا ينفق عليها (جعله الفقر)، وبعد هذا الخبر الذي أذاعته يصل إلى الزوج الخبر وما قالته عنه زوجته فينصدم ويستغرب بما قالت؟؟ ويحدث نفسه مرات عديدة ويستفهم: هل أنا بخيل فعلاً كما قالت زوجتي؟ ويتردد كثيرا في مفاتحة زوجته بما قالت وبما أذاعت، وتبدأ لديه الكراهية لزوجته بسبب هذا التصرف المشين منها.
وكذلك الحال للزوج عندما يلاحظ على زوجته تقصيراً في بعض الواجبات المنزلية بسبب مرض عارض يصيب كل الناس، فنجد أنه يصف زوجته عند أقاربه بأنها تتكاسل وتتراخى دائماً في أداء واجباتها المنزلية .

مراعاة الزوجين للآخر وظروفه 5g7lk92r6bdu48rhu904.gif



الغضب الشديد عند الزوجين، فالغضب من أعظم الآفات وأخطرها، وبعض الرجال عند أي موقف من المواقف التي بينه وبين زوجته يغضب غضباً شديداً ويقوم باستخدام الأساليب المتعددة التي يعبر فيها عن غضبه وامتعاضه من ضرب وسب وشتم، وربما أن هذا الموقف الذي تعرض له من زوجته فيه إثارة للأعصاب وربما أن بعض النساء لديهن تخصص في إنتاج ما يغضب زوجها وربما أن زوجها من شدة ما يلقى يسميها (علة من العلل)، ومهما بلغ الأمر في هذا الموقف من إثارة للأعصاب فإن الذي كان ينبغي فعله الخروج من المنزل والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم لأن الغضب من الشيطان {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم} سورة فصلت آية رقم 36، وكذلك الوضوء والاضطجاع على جنب وتغير الموضع الذي عليه الرجل، وغير ذلك من التوجيهات النبوية في قضية الغضب ولا ننسى توجيه الرسول صلى الله عليه وسلم للرجل الذي طلب منه ثلاثاً أن يوصيه فقال له: لا تغضب لا تغضب لا تغضب.
وكذلك الحال بالنسبة للمرأة ينبغي لها أن تملك أعصابها وعليها أن تتصرف بحكمة في المواقف التي فيها إثارة للأعصاب وذلك بالابتعاد عن المكان الذي فيه الموقف، وأن تبتعد عن المواجهة المباشرة مع زوجها، وأن الابتعاد عن المكان الذي فيه المشكلة من العلاج النافع.

مراعاة الزوجين للآخر وظروفه 5g7lk92r6bdu48rhu904.gif


عدم مراعاة كل من الزوجين للآخر وظروفه، ومن صور ذلك أن بعض الرجال يظن من نفسه أنه حاتم الطائي فيرهق زوجته بكثرة العزائم واستضافة الضيوف ولا يمر عليه يوم إلا ويستضيف مجموعة من الضيوف ويكلف زوجته ويحملها أكثر من طاقتها فتصاب هذه المرأة المسكينة بالإرهاق والتعب الذي يسبب لها التعب النفسي، وإن الكرم مطلوب من الرجال ولكنه له حدود ولا يكون على حساب صحة الزوجة وراحتها، ولبعض النساء نصيب من قضية عدم مراعاة الزوج وظروفه وذلك بكثرة الطلبات المرهقة المكلفة لزوجها وهو لا يستطيع تلبية كل هذه الطلبات المرهقة له، ونجد أن امرأة كهذه لا تدع مناسبة زواج أو حفل عشاء أو أي وليمة من الولائم النسائية إلا وتكون من أول الحضور سواء كانت مدعوة أو غير مدعوة، وإن حضور هذه المناسبات أمر مكلف جداً حيث يتطلب الأمر شراء ملابس لكل مناسبة وإحضار مستلزمات التجميل، فيتكلف الزوج مبالغ طائلة وربما أنه يستدين لتحقيق رغبة زوجته.

مراعاة الزوجين للآخر وظروفه 5g7lk92r6bdu48rhu904.gif

إن أول خطوة تستخدم في علاج هذا الأمراض الخطيرة معرفتها وإدراك خطورتها على الحياة الزوجية، ومن ثم الابتعاد عنها وعن الأسباب المؤدية إليها، وكذلك طاعة الله وإتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضي الله عنهم جميعاً والتحصن بالصلاة وبالأذكار الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم فإن له أثراً عظيماً لدفع هذه الأمراض الخطيرة، حيث ترتاح النفس ويطمئن القلب بهذه الأذكار العظيمة {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، وإذا ارتاح القلب وانشرح الصدر فإن الحياة الزوجية تبتعد عن الأمراض الخطيرة التي تصيب الحياة الزوجية وتؤثر فيها.

مراعاة الزوجين للآخر وظروفه 5g7lk92r6bdu48rhu904.gif