** وصية امامة بنت الحارث لإبنتها أم أياس **
أي بنية !..
إن الوصية لو تركت لفضل أدب لتركتُ لذلك منكِ ، لكنها تذكرة للعاقل ، وتوعية للغافل ..
ولو أن إمرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها كنتِ أغنى الناس عنه ، ولكن النساء للرجال خلقن ، ولهن خُلق الرجال .
أي بنية !..
إنك فارقت الجو الذي منة خرجت ، وخلفت العش الذي فيه درجت ، إلي وكر لم تعرفيه ، وقرين لم تألفيه ، فاحفظي له خصالا عشرا يكن لك ذخرا .
أما الأولى والثانية :
فالصحبة بالقناعة ، والمعاشرة بحسن السمع والطاعة .
وأما الثالثة والرابعة :
فالتعهد لمواضع عينيه والتفقد لموقع أنفه ، فلا تقع عينُه منكِ على قبيحٍ ولا يشم منك إلا أطيب ريح .
أما الخامسة والسادسة :
فالتعهدُ لوقت طعامه ، والهدوء عند منامه ، فإن حرارة الجوع ملهبةٌ ، وتنقيص النوم مغضبة..
وأما السابعة والثامنة :
فالاحتراس علي بيته وماله ، والإرعاء على نفسه وحشمه وعياله .
وأما التاسعة والعاشرة :
فلا تعصي له أمراً ، ولا تفشي له سراً ، فإنك إن خالفت أمره أوغرت صدرة ، وإن افشيت سره لم تأمني غدره .
ثم اتقي مع ذلك الفرح بين يديه إن كان ترحاً ، والكآبة عنده إن كان قرحاً ، فإن الخصلة الأولى من التقصير ، والثانية من التكدير ، وكوني أشد ما تكونين له موافقة يكن أطول ما تكونين له مرافقة ، وأعلمي أنك لا تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك وهواه على هواك فيما أحببت وكرهتِ ..
والله يَخيرُ لك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق