رثاء حبيب ...
عندما ترنو عين المرء إلى شمس الأصيل
وهي تودع الدنيا بدمعها الأحمريحس الإنسان أن الدنيا أوشكت أن تغيب
فيستذكرُ ذكرياتٍ تحيا بداخله
ذكرياتِ الوحدة والغربة في هذه الحياة
فيشعرُ بألمٍ يهدُّ الجبال
وتذوب أمامه الشُّمُّ الثقال
إنه ألم الفراق
فراق الأحبةالذين شَّوقونا إلى الرحيل
وأدمى قلوبَنا فراقُهم
وأضرمَ أرواحَنا بُعْدُهم
وما زلنا نذكرهم
تهبُّ نسائمُهم الرقيقة كل ليلٍ كل سَحَر
كل فجرٍ كل عصر
وأوّاهُ أوّاهُ عندَ الغروب
فلن ننساهم
فلن ننساهم ما زالت في أجسادنا حياة
فهل ينسى المرء نفسه!
أينسى المرء كيانه!
أينسى المرء روحَه!
نعم... قد ينسى المرء نفسه وكيانه وروحه
ولكنه لا يمكن أن ينسى أحبابه..
الشوقُ يُلْهِبُ فؤادَه لرؤياهم
والحنين يُضرِمُ قلبَه لذكراهم
يا لها من دنيا
الأيام تمرُّ وبلا توقف
والسنون تمضي وبلا تأخر
تمر الأيام وتمضي السنون
ولكن يقبى الأحبة في القلب خالدون
ما بقي الدهر هم عن الفؤاد لا يذهبون
سبحان من خلق هذه النفوس
سبحان من ألف بين القلوب
سبحانك يا من خلقت لنا أحبابا
لا تصبر العين على فراقهم
ويحترق الوجدان على فقدانهم وبعدهم
اللهم اجمعنا بهم
****
لقد أمسى الأحبةُ في ارتحالِ
وعشتُ العمرَ في أسرِ الوصالِ
ورصّعتُ الطريقَ بدمع العين
وبات القلب في ومض الخيالِ
إذا ما فُرّقَ الأحبابُ يوماً
فإن النفس تهفو في انشغالِ
أخيّ الحبُ ما زادَ بقلبي
عظيماً كان في ربِّ الجلالِ
إذا ذَكَرَتْكَ مني النفسُ ذابتْ
وعاشت في الهيام والسؤالِ
فكم فاضت دموعُ الشوق مني
وهمتُ مع القوافي والليالِ
ليالٍ تسألُ الآلامَ عني
وتعجب من فؤادٍ في اشتعالِ
أتاني الحزنُ أفقدني صوابي
وأبدلني حياةً في اعتلالِ
فمن ألمِ الفراقِ ضاعَ عمري
وشمسُ العمرِ تأذنُ بالزوالِ
كأمثال الجبال كنتَ ليثاً
تروح وتغتدي ساح النزال
فديتُكَ بالدماءِ حبيبَ روحي
فأنت الحرُّ في عزم النضالِ
فيوماً معكَ خيرٌ من زمانٍ
يداوي لوعةَ القلبِ العُضالِ
وداعاً يا أخا العمر وداعاً
ولقيانا معاً تحتَ الظلالِ
******
ياارب..
أجعل صباح احبتـــــــــــي
صبااح الشاكرين.. صبااح الذاكرين.. صبااح المستغفرين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق