الأحد، 8 سبتمبر 2013

الإبن البار بأمه

الإبن البار بأمه
""قصه ابكتني""


ترويها دكتورة دخلت علي في العيادة إمرأه في الستينات بصحبة إبنها الثلاثيني ..
لاحظت حرصه الزائد عليها يمسك يدها ويصلح لها عباءتها ويمد لها الأكل والماء ..
بعد سؤالي عن المشكلة الصحية وطلب الفحوصات سألته عن حالتها العقلية لأن تصرفاتها لم تكن موزونة ولا ردودها على أسئلتي ..
فقال : إنها متخلفة عقليا منذ الولادة تملكني الفضول فسألته فمن يرعاها !؟..
فقال : أنا قلت والنعم ولكن من يهتم بنظافة ملابسها 
قال : انا ادخلها الحمام (اكرمكم الله) واحضر ملابسها وإنتظر ها إلى أن تنتهي واصفف ملابسها في الدولاب واضع المتسخ في الغسيل واشتري لها الناقص من الملابس 
قلت : ولم لاتحضر لها خادمه ؟!..
قال : لأن أمي مسكينة مثل الطفل لاتشكي وأخاف أن تؤذيها الشغالة ..
إندهشت من كلامه ومقدار بره وقلت وهل إنت متزوج !؟..
قال : نعم الحمد لله ولدي اطفال
قلت : إذن زوجتك ترعى أمك
قال : هي ما تقصر وهي تطهو الطعام وتقدمه لها وقد احضرت لزوجتي خادمه حتى ولكن تعينها فأنا احرص أن آكل معها حتى أطمئن عشان السكر  ""!
زاد إعجابي ومسكت دمعتي !..
اختسلت نظره إلئ اظافرها فرايتها قصيرة ونظيفة !؟..
قلت : اظافرها 
قال : أنا يادكتورة هي مسكينة
نظرت الأم لولدها وقالت متى تشتري لي بطاطس !؟..
قال : أبشري ألحين أوديك البقالة
طارت الأم من الفرح وقالت الحين .. الحين
التفت الابن وقال : والله إني افرح لفرحها اكثر من فرحة عيالي الصغار 
سسويت نفسي اكتب في الملف حتى ما أبين إني متآثرة وسألت ماعندها غيرك قال : انا وحيدها لان الوالد طلقها ..
قلت اجل رباك ابوك قال : لا
جدتي كانت ترعاني وترعاها وتوفت الله يرحمها وعمري عشر سنوات !..
قلت : هل رعتك أمك في مرضك أو تذكر انها اهتمت فيك أو فرحت لفرحك أو حزنت لحزنك
قال : يادكتورة أمي مسكينة من عمري عشر سنين وأنا شايل همها وأخاف عليها وأرعاها 
كتبت الوصفة وشرحت له الدؤاء
مسك يد إمه وقال : يلا الحين البقالة 
قالت أمه : لا نروح مكة ..
إستغربت قلت : لها ليه تبين مكة ؟..
قالت : بركب الطيارة
قلت له : بتوديها لمكة ؟!..
قال : إيه ..
قلت : هي ماعليها حرج لو لم تعتمر ليه تؤديها وتضيق على نفسك ..
قال : يمكن الفرحة اللي تفرحها لا وديتها أكثر أجر عند رب العالمين من عمرتي بدونها 
خرجوا من العيادة .. وقفلت باب العيادة وقلت للمرضه احتاج للراحة .. بكيت من كل قلبي 
وقلت في نفسي هذا وهي لم تكن له اما فقط حملت وولدت لم تربي ولم تسهر الليالي ولم تدرسه ولم تتألم لألمه ولم تبكي لبكائه ولم يجافيها النوم خوفا عليه ولم .. ولم .. ومع ذلك كل هذا البر .. فهل سنفعل بأمهاتنا الأصحاء مثلما فعل بأمه المتخلفة عقليا ..


اللهم إجعل أبي وأمي من أهل الجنة وإجعل الحوض مورداً لهما والرسول صلى الله عليه وسلم شافعاً لهما والولدان المخلدون خدماً لهما والقصور سكن لهما وإغفر لهم وإحفظهم لنا في الدنيا وإجمعنا بهم في الاخرة .. ولاتحرمنا برهم وإجعلنا ثلج لصدورهم بطاعاته

}امـــيـــن{



ماشاء الله




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق