‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات منشورة في الجرائد. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات منشورة في الجرائد. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 12 سبتمبر 2014

إذا لم تكن معي فأنت ضدي!

إذا لم تكن معي فأنت ضدي!
د. محمود نديم نحاس
https://twitter.com/MNNahas
http://www.facebook.com/Prof.MNNahas
https://twitter.com/sadagroup
 
المقالة منشورة في الاقتصادية الإلكترونية، الخميس 11/9/2014
http://www.aleqt.com/2014/09/11/article_885736.html

سألني: هل تنزعج إذا طلب أحد منك ألا ترسل له مقالاتك أو رسائلك؟ قلت: لا! فهذا أبسط حقوقه في أن يختار ما يريد. ولقد تعلمتُ هذا من قول أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟). والقصة الكاملة لهذا القول مذكورة في كتاب (الولاية على البلدان في عصر الخلفاء الراشدين).
إن علاقة الإنسان بالآخرين علاقة معقّدة، وتحتاج إلى كثير من الحكمة، وحيث أنه لا أحد منا معصوم، ولا أحد يحتكر الحقيقة، ولا أحد يمتلك الصواب وحده، فإنّ كل ما يصدر عن الإنسان يكون عرضة لأن يختلف الناس معه فيه. وهذا أيضاً حق من حقوقهم. فالبشر مختلفون في تفكيرهم وأفهامهم لأسباب عديدة. فنحن ننظر في وجوه الناس ولا نرى وجهين متشابهين تماماً، ويقول علماء التشريح بأنه ليس هناك مخّان متشابهان. وإذا كان وجه الإنسان متماثلاً بين أيمنه وأيسره من باب الجمال، إذ خلقه الله في أحسن تقويم، فإن المخ مخفي، ولذا فإنه ليس متناظراً بين اليمين واليسار. ومن هنا فلا تجد نصفي مخ متشابهين. هذا من الناحية الخَلقية، وإذا أضفنا إلى ذلك اختلاف المحاضن التربوية، واختلاف البيئة، واختلاف الثقافة التي نهل منها كل واحد... ندرك لماذا لا يتطابق تفكير البشر، ولماذا يختلفون في نظرتهم إلى الأمور.
بعض الناس إذا أبغضوا شخصاً اختلفوا معه وإن أقروا في أنفسهم أن قوله صحيح. وبعضهم يختلفون معك فقط لأنهم أصحاب إيديولوجيا مغايرة، وبعضهم مزاجي لا تعرف متى يغير رأيه فيما تقول... وتتغير طريقة التعبير عن الاختلاف من شخص إلى آخر. فبعضهم يلتمس أجمل العبارات ليعبّر عن ذلك، وبعضهم يسلقك بألسنة حداد، وآخرون بين هذا وذاك.
لكن لماذا يوجهون النقد إليك؟ بعضهم ناصح أمين، وبعضهم يود أن يصرف الناس عن رأيك إلى رأيه أو رأي آخر، وبعضهم قد يفعل ذلك تحاملاً، فيتهمك في قصدك، ويشكك في نواياك، وبعضهم يود أن يصل معك إلى قواسم مشتركة... ومِن هؤلاء وأولئك مَن هُدي إلى الطيب من القول، ومنهم مَن يقول منكراً من القول وزوراً.
فما موقفي من هذا الطيف من الناس؟ علي أولاً ألا أفسر سبب الاختلاف! فلا أقول إنه يكرهني، أو يحتفر تفكيري، أو يزدري رأيي... بل أتصرف تصرف العقلاء، كما في القصة التي تُروى عن يونس بن عبد الأعلى، الذي اختلف مرة مع شيخه الشافعي، فقام يونس مغضباً وترك الحلقة وذهب إلى بيته. فلما أقبل الليل، طُرِق بابُ يونس. قال: قلت: مَن بالباب؟ قال: محمد بن إدريس. قال: فتفكرت في كل من اسمه محمد بن إدريس إلا الشافعي! فلما فتحت الباب، فوجئت به! فقال لي: يا يونس تجمعنا مئات المسائل وتفرقنا مسألة! ألا يستقيم أن نكون إخوانًا، وإن لم نتفق في مسألة.
أما الحمقى، فإنهم يقولون لمن خالفهم: إذا لم تكن معي فأنت ضدي! وقد نُسبت هذه العبارة يوماً لمسؤول دولي كبير. وواضح أنها تجاوزٌ للحد وافتراء على الحقيقة. أما الأخطر منها فقول بعضهم: إذا خالفتني فأنت ضد الدين أو ضد الوطن أو ضد القضية أو أنت آثم أو خائن أو قد بعت القضية... فهذا تطرف وإرهاب فكري.
عندما أستمع لمخالفي برحابة صدر، قد أكتشف أني كنتُ فعلاً على خطأ، وقد تقنعني حجته فأنحاز إلى رأيه. وقد لا يحصل هذا، إذ ليس من الضروري أن يكون على صواب، أو ليس من الضروري أن أتفق معه فيما يقول، فربما يكون مخطئاً، أو متوهماً، أو قد فهم المسألة بطريقة غير صحيحة، أو ربما ليس لديه حجة فيما يقول... لكن الطريقة التي أمر بها القرآن (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)، هي الطريقة المثلى للتعامل مع الناس، حتى وإن كانوا متحاملين. 

الخميس، 22 أغسطس 2013

[جعلوني إخوانية

بسم الله الرحمن الرحيم

======================

جعلوني إخوانية !!


-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=

نوف علي المطيري


  • (كاتبة سعودية)
  • البريد الالكترونى:d.nooof@gmail.com
  • عدد المقالات: 50
  • أخر مشاركة: 19/08/2013








في كل مرة أحاول الخروج من دائرة الأحداث المأساوية التي تمر بها الأمة العربية والبحث عن بصيص الأمل بقرب انفراج الأزمة المصرية والسورية ونهوض شعوبنا من ركام سنوات طويلة من القمع والطغيان أصدم بكم العقول التي تتوق لاستمرار بقاء جلاديها على كراسي الحكم وكأنهم عاجزون عن تنفس هواء الحرية وتقبل فكرة التحرر من الأنظمة القمعية التي فعلت بشعوبها ما لم يفعله نيرون بروما وأهلها!
فما يكاد النقاش يبدأ سواء في المجالس أو على مواقع التواصل الاجتماعية حول الأزمة المصرية وما حدث في رابعة العدوية وميدان النهضة من قتل وحرق لمدنيين عزل وإعلان البعض وأنا منهم عن رفضنا لمسلسل إراقة الدماء المصرية وانتهاك حرمة المساجد بهذا الشكل الوحشي -بحجة فض الاعتصامات- حتى يبدأ مسلسل التخوين والحديث عن جرائم الإخوان -المزعومة- في العالم العربي. وكأنهم يحدثوني عن جرائم شارون وليس عن أحداث تنقل بشكل مباشر وبالصوت والصورة!!
 حينما أعلن رفضي للمجازر والتنديد بقتال الأخوة وما حدث من حرق خيام المعتصمين يبادرني المؤيدون لتلك المجازر الوحشية بالهجوم الشرس ضد المعتصمين العزل وضد الإخوان وكأنهم السبب الرئيسي وراء كل ما جرى ويجري للمصريين من ويلات ومصائب.ويكرر البعض في سؤال أشبه بالاتهام "هل أنتي من الإخوان؟" وكأن علي أن أتحرر من الإنسانية ولا أستنكر قتل المعتصمين. وعلي أن أتقبل مبررات القتل والحرق التي يتم الترويج لها من قبل العسكر في مصر -والذين ادعوا في السابق أنهم انقلبوا على الرئيس الشرعي حقنا لدماء الشعب المصري- دون أدنى نقاش حتى لا أوصم بدعم الإرهاب والتطرف الإخواني!
المذبحة التي حدثت في مسجد رابعة العدوية ومنظر الجثث المتفحمة -والتي تذكرني بمجازر بورما وما قام به العسكر ضد مواطنيهم المسلمين - ستبقى نقطة سوداء في تاريخ العسكر في مصر. وشاهد على نفاق كثير من الأنظمة العربية التي دعمت تلك المجازر بالمال بحجة محاربة الإرهاب والذي لا يوجد إلا في عقولهم وعقول آلة الإعلام التي يسيطرون عليها بأموالهم ودعم بلطجيتهم المأجورين والذين يظهرون هذه الأيام على شاشة التلفاز وعلى صفحات الجرائد مهللين فرحين بذبح المعتصمين الرافضين لانقلاب العسكر. وكأن القتلى مرتزقة أجانب وليس جزءا من الشعب المصري!
أحداث مصر المأساوية كشفت أقنعة كثير من الناشطين الحقوقيين سواء في مصر أو غيرها من البلدان العربية. فمعظمهم أداروا ظهورهم للمجازر وصرخات المعتصمين وكأن الأمر لا يعنيهم بشيء. كما كشفت أقنعة عديد من ملاك القنوات الفضائية. والذين طالما تحدثوا عن دعمهم لحرية الرأي وحق الشعوب في التحرر من حكم الطغاة. فقبل عدة أيام قام أحدهم بإقالة رئيس قناته الإسلامية ذات التوجه الوسطي المعتدل -كما يحب أن يطلق عليها -بحجة دعم التطرف الإخواني من خلال بضع تغريدات له على موقع تويتر الاجتماعي عبر في تلك التغريدات "المتطرفة" – كما يطلق عليها هذا الملياردير- عن رفضه للانقلاب العسكري في مصر وما يحدث فيها من مجازر مروعة. فالملياردير الذي كثيرا ما تحدث عن حقوق الشعوب في تغريداته وتغنى بالربيع العربي قرر خلع القناع وتقمص شخصية جورج بوش الابن ورفع شعار "إن لم تكن معي فأنت ضدي" ورفع الكارت الأحمر في وجه الداعية -الذي طالما أمطره حينما كان رئيسا لقناته بعبارات الثناء والمديح - بعد أن اكتشف أنه "إخواني" رافض للانقلاب على الشرعية في مصر. فأين ذهبت شعارات هذا الثري وحديثة عن حرية التعبير.وحق الشعوب في التحرر من حكم الطغاة؟!!



ارجو ان ينال إعجابكم ...
دمتم في امان الله 

~~~




(  )  


ْمع خالص تحياتي













السبت، 18 مايو 2013

سبك الأخبار لشويه صورة الأخبار

سبك الأخبار لتشويه صورة الأخيار
 
د. محمود نديم نحاس
 
المقالة منشورة في الاقتصادية الإلكترونية، السبت 18/5/2013
 
تستطيع تشويه سمعة الآخرين بسرد حقائق ووقائع عنهم مع إخفاء عنصر صغير مهم، فهذا وحده كفيل بتغيير الصورة الناصعة وتشويهها. وكل محاولات تشويه صور الأخيار تنطلق من ذكر أخبارهم الصحيحة لكن مع إخفاء معلومة مهمة تؤدي إلى قلب الحقائق رأساً على عقب.
 
وفي تاريخنا الإسلامي، تم تشويه صور أخيار كثيرين، ولعل من أفظع ما قام به المرجفون في الأقطار البعيدة عن مركز الخلافة هو تشويه صورة الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه. فالذين ألّبوا الناس عليه في الأمصار استخدموا الأخبار الحقيقية عنه لتأجيج العواطف ضده دون أن يأتوا على ذكر الأسباب الخفية للأحداث. 
 
وقد روى البخاري رحمه الله القصة التالية عما حدث:
(جاء رجلٌ من أهلِ مصرَ حجَّ البيتَ، فرأى قومًا جلوسًا، فقال: من هؤلاءِ القومُ؟ فقالوا: هؤلاءِ قريشٌ، قال: فمنِ الشيخُ فيهم؟ قالوا: عبدُ اللهِ بنُ عمرَ. قال: يا ابنَ عمرَ، إني سائلكَ عن شيءٍ فحدِّثني. هل تعلمُ أنَّ عثمانَ فرَّ يومَ أُحُدٍ؟ قال: نعم. فقال: تعلمُ أنه تغيَّب عن بدر ولم يشهدْ؟ قال: نعمْ. قال: تعلمُ أنه تغيَّب عن بيعةِ الرِّضوانِ فلم يشهدْها؟ قال: نعمْ. قال: اللهُ أكبرُ. قال ابنُ عمرَ: تعالَ أبيِّنْ لك! أما فرارُه يومَ أُحُدٍ، فأشهدُ أنَّ اللهَ عفا عنهُ وغفر له، وأما تغيُّبه عن بدرٍ فإنه كانتْ تحتَهُ بنتُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وكانت مريضةً، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إنَّ لك أجرَ رجلٍ ممن شهد بدرًا وسهمَه). وأما تغيُّبه عن بيعةِ الرِّضوانِ، فلو كان أحدٌ أعزَّ ببطنِ مكةَ من عثمانَ لبعثَه مكانَه، فبعث رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عثمانَ، وكانت بيعةُ الرِّضوانِ بعد ما ذهب عثمانُ إلى مكةَ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بيدهِ اليُمنى: (هذه يدُ عثمانَ). فضرب بها على يدهِ، فقال: (هذهِ لعثمانَ). فقال لهُ ابنُ عمرَ: اذهب بها الآنَ معكَ).
 
لقد استخدم الأشرار أخباراً صحيحة عن أمير المؤمنين، لكنهم أخفوا أسبابها. وكان من حسن حظ هذا الحاج المصري أن يلتقي بمن يعرف الخفايا، فأوضحها له وفسّر له الأسباب، ثم طلب منه أن يذهب بها إلى الناس في مصر ليوضح لهم الأمر ويعيد الصورة المشوهة إلى حقيقتها الصافية، ويزيد من بياض الصفحة الناصعة لسيرة صحابي جهّز جيش العسرة فقال الرسول صلى الله عليه وسلم عنه: ما ضَرَّ عثمانَ ما عَمِلَ بعدَ اليومِ.
 
ومن أمثلة حياتنا اليومية قصة الفتاة التي لاحظتها زميلتُها أنها تتزين دوماً بباروكة، فشدتها منها فظهرت بلا شعر على الإطلاق، فضحكت الحاضرات من هذه الموضة الجديدة! فقالت الفتاة: وماذا أفعل إذا كان العلاج الكيميائي للسرطان قد أخذ شعري؟ فدمعت عيونهن وقمن إليها يواسينها.
 
وقصة أخرى، يرويها ستيفن كوفي، عالم التنمية البشرية، وقد سبق أن ذكرتها في مقالتي: لعل له عذراً وأنت تلوم. ومختصرها أنه كان في القطار يقرأ في كتاب، والجو مفعم بالهدوء. وفجأة صعد رجل بصحبة أطفاله فملأ ضجيجهم القطار، في حين جلس الرجل وأغلق عينيه غافلاً عن الموقف كله. فلم يصدِّق ستيفن أن يكون الرجل بهذا القدر من التبلد، فقال له: أطفالك يسببون إزعاجاً للناس! ففتح عينيه وقال: لقد قدمنا لتوِّنا من المستشفى حيث لفظت والدتهم أنفاسها الأخيرة! فما كان من ستيفن إلا أن طوى كتابه وقام يلعب مع الأولاد.  
 
وهكذا وبمعلومة صغيرة تغير الأب من رجل متبلد الحس، إلى إنسان يستحق تعاطف الناس معه.
--