السبت، 12 فبراير 2011

حياة الصالحين هي الحياة الحقيقية ..

حياة الصالحين هي الحياة الحقيقية ..









‫بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين






السلام عليكم و رحمة الله و بركاته







اخوتى لقد قرأت هذا الموضوع فى احد المنتديات وعجبنى وحبيت انقله لكم لكى اعرف رأيكم فيه
........................









حياة الصالحين هي الحياة الحقيقية ..


فعبادة الله ..


هي الحياة التي خلقت لأجلها ..


وأوجدك الله لها ..


فأي لذة للحياة ..


إذا كنت تشعر في كل لحظة منها ..


أنك عدوٌ لله ..


متتبع للشهوات ..


واقع في المحرمات ..


وربك الذي يطعمك ويسقيك ..


وإذا مرضت فهو يشفيك ..


وهو الذي يميتك ثم يحييك ..


بل ..


كل شعرة من شعراتك ..


وذرة من ذراتك ..


لا تتحرك إلا بإذنه ..


ومن صدق لله في توبته ..






تحول بعدها إلى جندي من جنود هذا الدين ..


يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ..


ويحمل همَّ الإسلام ..






ولقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يبسط أحدهم يده فيبايع محمداً صلى الله عليه وسلم ..






ثم يستشعر أنه بهذه البيعة أصبح جندياً يعمل لهذا الدين ..










ذكر ابن إسحاق وأصل القصة في البخاري .. أن النبي صلى الله عليه وسلم .. لما تمكن في المدينة .. بدأ يبعث أصحابه إلى ما حوله من القرى والوديان .. يدعون الناس إلى الإسلام ..






فبعث أحد الصحابة إلى وادي نعمان قرب الطائف ..






فلما وصل ذلك الصحابي إليهم .. فإذا أعراب في بواديهم .. لا يعقلون من الحياة إلا إبلهم وغنمهم .. فدعاهم إلى الله .. وأبان لهم الدين .. فأعرضوا ..






فانطلق رجل منهم إلى المدينة .. لينظر في خبر هذا النبي .. انطلق الرجل على ناقته .. حتى وصل إلى المدينة .. ثم دخلها .. وأقبل يصيح بين الناس : أين ابن عبد المطلب .. أين ابن عبد المطلب ..


فدله رجل على المسجد .. فتوجه إليه ..






فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً مع أصحابه يوماً .. إذ أقبل الأعرابي الجلد .. وقد جعل شعره جديلتين ..






فأناخ بعيره على باب المسجد .. فعقله .. ثم دخل المسجد ..


وقال : وصاح بالناس : أيكم ابن عبد المطلب ؟


فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنا ابن عبد المطلب " ..


فقال : محمد ؟


فقال :" نعم " ..


فقال : يا ابن عبد المطلب ! إني سائلك .. ومغلظ عليك في المسألة .. فلا تجدن في نفسك علي ..


فقال صلى الله عليه وسلم : " لا أجد في نفسي فسل عما بدا لك " ..


فقال : من رفع السماء ؟


قال : الله ..


قال : فمن بسط الأرض ؟


قال : الله ..


قال : فمن نصب الجبال ؟


قال : الله ..


قال : فأسألك بالذي رفع السماء .. وبسط الأرض .. ونصب الجبال .. آلله بعثك إلينا رسولاً ؟


قال : " اللهم نعم " ..


قال : فأنشدك الله .. آلله أمرك أن نعبده لا نشرك به شيئاً .. وأن نخلع هذه الأنداد التي كان آباؤنا يعبدون ؟


فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم نعم " ..


ثم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضة ..


فريضة : آلله أمرك أن نصلي خمس صلوات ؟


آلله أمرك أن نزكي أموالنا ؟


آلله أمرك أن نصوم ؟


ويعدد فرائض الإسلام ..


والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم نعم ..






حتى إذا فرغ قال : فأنا ضمام بن ثعلبة أخو بني بكر بن سعد .. وإني أشهد أن لا إلـه إلا الله .. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .. وسأؤدي هذه الفرائض .. وأجتنب ما نهيتني عنه .. لا أزيد ولا أنقص ..






ثم انصرف خارجاً من المسجد .. راجعاً إلى بعيره ..






فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولى : " إن يصدق ذو العقيصتين .. يدخل الجنة "






ثم أتى بعيره .. فأطلق عقاله .. وانطلق عليه حتى قدم على قومه ..






فاجتمعوا عليه .. فكان أول ما تكلم به أن قال : بئست اللات والعزى ..






فقالوا : مه يا ضمام .. اتق البرص .. والجنون .. والجذام ..


قال : ويلكم .. إنهما ما يضران ولا ينفعان ..


إن الله قد بعث رسولاً ..


وأنزل عليه كتاباً استنقذكم به مما كنتم فيه ..


وإني أشهد أن لا إلـه إلا الله ..


وأن محمداً عبده ورسوله ..


وإني قد جئتكم من عنده بما أمركم به ونهاكم عنه ..






فما زال بقومه .. يدعوهم .. ويستنقذهم من النار .. حتى ما غابت الشمس ذلك اليوم .. وفي قومه أحد كافر ..














* * * * * * * * *


فهل نجد عند التائبين اليوم ..


مثل هذا الحماس ..


في نشر الدين ..


ومناصرة عن المؤمنين ..














كم من تائب كان في جاهليته رأساً في المنكرات ..


والدعوة إلى الشهوات ..


لكنه بعد توبته ..


وصلاحه واستقامته ..


أصبح ذيلاً بعد أن كان رأساً ..


راجلاً بعد أن كان فارساً ..


عجباً !! جبار في الجاهلية خوار في الإسلام ؟!!














لا ينفع الإسلام ولا المسلمين ..


لا في دعوة ..


ولا إصلاح ..


ولا تعليم جاهل ..


أو نصح غافل !!!.‬






اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

اللهم صل على سيدنا محمد عدد ما في علم الله صلاة دائمة بدوام ملك الله

يا صاحب الهم إن الهم منفرج
أبشر بخير فإن الفارج الله
إذا بُليت فثق بالله وارضى به
إن الذي يكشف البلوى هو الله
الله يحدث بعد العسر ميسرةً
لا تجزعن فإن الصانع الله











عزمي عبدالله محمود عمران: ميلاد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه سلم

عزمي عبدالله محمود عمران: ميلاد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه سلم

ميلاد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه سلم

ميلاد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه سلم














لما تزوج عبد الله بن عبد المطلب من آمنة بنت وهب ولدت رسول الله وكان ذلك فى عام الفيل فكان ميلادا مشهودا وبعثه الله رحمة للعالمين وأرسله الله للناس كافة ليخرجهم من الظلمات إلى النور.


يقول السيد فخر الدين:


مولد النور والسرور تجلى كاشف الغم نتخذه وكيلا


ليلة الميلاد


روى كعب الأحبار فى صفة ميلاد النبى عن ابن عباس قال :


لما أشرفت آمنة بحملها وتتابعت شهورها وعدتها، وليس يلحقها فى حملها ألمٌ ولا وجع؛ كانت تحدث وتقول : أتانى آتٍ حين مر من حملى ستة أشهر فى المنام فقـال لى: يا آمنة انك حملت بخير العالمين فإذا ولدته فسمِّيه محمداً واكتمى شأنك. قالت: ثم لمَّا أخذنى ما يأخذ النساء؛ ولم يعلم بى أحد ولا ذكر ولا أنثى وإنى وحيدة فى المنزل وعبد المطلب فى طوافه، فسمعت وجبة - والوَجْبَةُ : السَّقْطَةُ مع الهَدَّةِ، أو صَوْتُ السَّاقِطِ - عظيمة وأمراً عظيماً هالنى، ثم رأيت جناح طائر أبيض قد مسح على فؤادى فذهب عنى الرعب وكل وجع أجده، ثم التفتُ فإذا أنا بشربة بيضاء ظننتها لبناً وكنت عطشى فتناولتها فأضاء منى نور عال، ثم رأيت نسوة كالنخل طوالاً كأنهن من بنات عبد مناف يحدقن بى ... فبينما أنا أتعجب وأقول واغوثاه من أين علمن بى، فقلن لى: نحن آسيا امرأة فرعون ومريم ابنة عمران وهؤلاء من الحور العين.


واشتد بى الأمر وأنا أسمع الوجبة فى كل ساعة أعظم وأهول مما تقدم، فبينما أنا كذلك إذا بديباج أبيض قد مُدَّ بين السماء والأرض وإذا بقائل يقول خذوه عن أعين الناس.


قالت: ورأيت رجالاً قد وقفوا فى الهواء، بأيديهم أباريق من فضة، ثم نظرت فإذا أنا بقطعة من الطير قد أقبلت من حيث لا أشعر حتى غطت حجرتى، مناقيرها من الزمرد وأجنحتها من الياقوت، فكشف الله عن بصرى فرأيت مشارق الأرض ومغاربها، ورأيت ثلاثة أعلام مضروبات: علماً بالمشرق وعلماً بالمغرب وعلماً على ظهر الكعبة ... فأخذنى المخاض واشتد بى الأمر جداً وأنا أرشح عرقاً كالجمان – وهو اللؤلؤ - أطيب ريحاً من المسك الأزفر؛ فكنت كأنى مستندة إلى أركان السماء فولدت محمداً .


مكان الميلاد


فلما خرج من بطنى دُرتُ فنظرت إليه فإذا هو ساجد قد رفع إصبعيه كالمتضرع المبتهل، ثم رأيت سحابة بيضاء قد أقبلت من السماء نزلت حتى غَشِيته، فغُيِّب عن وجهى، فسمعت منادياً ينادى ويقول: طوفوا بمحمد شرق الأرض وغربها وأدخلوه البحار كلها ليعرفوه باسمه ونعته وصورته ويعلمون أنه يسمى فيها الماحى، لا يبقى شئ من الشرك إلا مُحى به فى زمنه - ثم تجلت عنه فى أسرع وقت، فإذا أنا به وهو مدرج فى ثوب صوف أبيض أشد بياضاً من اللبن وتحته حريرة خضراء، وقد قبض على ثلاثة مفاتيح من اللؤلؤ الرطب الأبيض، وإذا قائل يقول: قبض محمد على مفاتيح النصرة ومفاتيح الريح ومفاتيح النبوة. ثم أقبلت سحابة أخرى أعظم من الأولى لها نور ويسمع فيها صهيل الخيل وخفقان الأجنحة وكلام الرجال حتى غشيته وغُيِّب عن عينى فسمعت منادياً ينادى: طوفوا بمحمد فى جميع الأرض واعرضوه على كل روحانى من الجن والإنس والملائكة والطيور والوحوش ... واغمسوه فى كل أخلاق النبيين ... ثم انجلت عنه؛ فإذا به قد قبض على حريرة خضراء مطوية طياً شديداً ينبع منها ماء، وإذا قائل يقول: ’بخٍ بخٍ قبض محمد على الدنيا كلها لم يبق خلق من أهلها إلا دخل فى قبضته‘. قالت: ثم نظرت إليه وإذا به كالقمر ليلة البدر وريحه يسطع كالمسك الأزفر، وإذا بثلاثة نفر ظننت أن الشمس تسطع من خلال وجوههم فى يد أحدهم: إبريق من فضة وفى يد الثانى: طست من زمرد، وفى يد الثالث: حريرة بيضاء فنشرها فأخرج منها خاتماً تحار أبصار الناظرين دونه، فغسله من ذلك الإبريق سبع مرات ثم ختم بين كتفيه بالخاتم ولفه بالحريرة ثم احتمله فأدخله بين أجنحته ساعة ثم رده إلىَّ. قال ابن عباس : كان ذلك رضوان خازن الجنان قال: ’أبشر يا محمد فما بقى لنبى علم إلا وقد أعطيته فأنت أكثرهم علما وأشجعهم قلباً ومعك كل مفاتيح النصرة‘.


وقالت آمنة: لما فصل منى - تعنى النبى - خرج معه نور أضاء له ما بين المشرق والمغرب، ثم رأيت رجلاً قد أقبل نحوه واحتمله فغيبه عنى فجذع فؤادى وذهل قلبى فبينا أنا كذلك إذا أنا به قد رده علىّ - كالبدر - وهو يقول خذيه فقد طافوا به الشرق والغرب وعلى جميع النبيين وعلى أبيه آدم فضمه إليه وقال أبشر يا حبيبى فأنت سيد الأولين والآخرين، من قال بمقالتك وشهد بشهادتك حُشِر غداً يوم القيامة تحت لوائك وفى زمرتك.


ولقد ولد النبى فى عام الفيل بعد مضى خمسين يوما من واقعته، وكان مولده فى شهر ربيع الأول يوم الاثنين لثنتى عشرة خلت منه، عقيب طلوع الفجر، وقد وافق ذلك من الشهور الميلادية العشرين من شهر نيسان (ابريل). وقد ولد بمكة بالمكان الذى يعرف الآن (بسوق الليل)، آخر شعب أبى طالب فى الدار التى كانت بيد عقيل بن أبى طالب ثم صارت لمحمد بن يوسف وبنيت الآن مكتبة عامة فى محلها
















اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

اللهم صل على سيدنا محمد عدد ما في علم الله صلاة دائمة بدوام ملك الله



يا صاحب الهم إن الهم منفرج
أبشر بخير فإن الفارج الله
إذا بُليت فثق بالله وارضى به
إن الذي يكشف البلوى هو الله
الله يحدث بعد العسر ميسرةً
لا تجزعن فإن الصانع الله

الأربعاء، 9 فبراير 2011

الأمير والحمال

الأمير والحمال

بسم الله الرحمن الرحيم


خرج الأمير علي ابن الخليفة العباسي المأمون إلى شرفة القصر العاجية ذات يوم وراح ينظر إلى سوق بغداد يتابع الناس في السوق فلفت نظر الأمير حمال يحمل للناس بالأجرة وكان يظهر عليه الصلاح فكانت حباله على كتفه والحمل على ظهره ينقل الحمولة من دكان لآخر ومن مكان إلى مكان


فأخذ الأمير يتابع حركاته في السوق وعندما انتصف الضحى ترك الحمال السوق وخرج إلى ضفاف نهر دجلة وتوضأ وصلى ركعتين ثم رفع يديه وأحذ يدعو ثم عاد إلى السوق فعمل إلى قبيل الظهر ثم اشترى خبزا فأخذه إلى النهر فبله بالماء وأكل ولما انتهى توضأ للظهر وصلى ثم نام ساعة وبعدها ينزل للسوق للعمل

وفي اليوم التالي عاد و راقبه الأمير علي وإذ به نفس البرنامج السابق ... والجدول الذي لا يتغير وهكذا اليوم الثالث والرابع


فأرسل الأمير جنديا من جنوده إلى ذلك الحمّال يستدعيه لديه في القصر فذهب الجندي واستدعاه


فدخل الحمال الفقير على الأمير وسلم عليه


فقال الأمير ألا تعرفني؟


فقال ما رأيتك حتى أعرفك


قال أنا ابن الخليفة


فقال يقولون ذلك


قال ماذا تعمل أنت؟


فقال أعمل مع عباد الله في بلاد الله


قال الأمير قد رأيتك أياما... ورأيتُ المشقة التي أصابتك فأريد أن أخفف عنك المشقة


فقال بماذا ؟


قال الأمير أسكن معي وأهلك بالقصر آكلا شاربا مستريحا لا همّ ولا حزن ولا غمّ


فقال الفقير يا ابن الخليفة, لا همّ على من لم يذنب , ولا غمّ على من لم يعص ولا حزن على من لم يُسيء


أما من أمسى في غضب الله وأصبح في معاصي الله فهو صاحب الغمّ والهمّ والحزن


فسأله عن أهله فأجابه قائلا أمي عجوز كبيرة وأختي عمياء حسيرة وهما تصومان كل يوم وآتي لهما بالإفطار ثم نفطر جميعا ثم ننام


فقال الأمير ومتى تستيقظ ؟


فقال إذا نزل الحي القيوم إلى السماء الدنيا - يقصد انه يقوم الليل


فقال هل عليك من دين ؟


فقال ذنوبٌ سلفتْ بيني وبين ربي


فقال ألا تريد معيشتنا ؟


فقال لا و الله لا أريدها


فقال ولم ؟


فقال أخاف أنْ يقسو قلبي وأن يضيع ديني


فقال الأمير هل تفضل أن تكون حمالا على أن تكون معي في القصر؟

فقال نعم والله


فأخذ الأمير يتأمله وينظر إليه مشدوها وراح الحمال يلقى عليه مواعظ عن الإيمان والتوحيد ثم تركه وذهب


وفي ليلة من الليالي شاء الله ان يستيقظ الأمير وان يستفيق من غيبوبته وأدرك أنه كان في سبات عميق وأن داعي الله يدعوه لينتبه


فاستيقظ الأمير وسط الليل وقال لحاشيته أنا ذاهب إلى مكان بعيد أخبروا أبي الخليفة المأمون أني ذهبت وقولوا له بأنّي وإياه سنلتقي يوم العرض الأكبر


قالوا ولم ؟


فقال نظرتُ لنفسي وإذ بي في سبات وضياع وضلال وأريدُ أن أُهاجر بروحي إلى الله


فخرج وسط الليل وقد خلع لباس الأمراء ولبس لباس الفقراء ومشى واختفى عن الأنظارولم يعلم الخليفة ولا أهل بغداد أين ذهب الأمير وعهد الخدم به يوم ترك القصر أنه راكب إلى مدينة واسط كما تقول كتب التاريخ وقد غير هيئته كهيئة الفقراء وعمل مع تاجر في صنع الآجر


فكان له ورد في الصباح يحفظ القرآن الكريم ويصوم الأثنين والخميس ويقوم الليل ويدعو الله عز وجل وما عنده من مال يكفيه يوما واحدا فقط فذهب همه وغمه وذهب حزنه وذهب الكبر والعجب من قلبه


ولما أتته الوفاة أعطى خاتمه للتاجر الذي كان يعمل لديه وقال أنا ابن الخليفة المأمون إذا متُ فغسلني وكفني واقبرني ثم اذهب لأبي وسلمهُ الخاتم


فغسله وكفنه وصلى عليه وقبره وأتى بالخاتم للمأمون وأخبرهُ خبره وحاله فلما رأى الخاتم شهق وبكى الخليفة المأمون وارتفع صوته وبكى الوزراء وعرفوا أنه أحسن اختيار الطريق .




هذه قصة من قصص التاريخ اُثبتتْ وحفظتْ ونقلتْ
المصدر : سياط القلوب د. عائض القرني
كُنْ في الحيآة كاعابِر سَبيل
وأتركـْ ورآءكـْ كُل أثر جميِل
فًمآ نحنُ في الدُنيآ إلآ ضيوف
ومآ علي الضيفيِ إلآ الرحيلْ
قال رسول الله (ص): "عليكم بمكارم الأخلاق، فإن الله عزَّ وجلّ بعثني بها".

وقال أيضاً: "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق.

اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَسْلَمْتُ نَفْسِيَ ،
وَإِلَيْكَ وَجَّهْتُ وَجْهِيَ ،
وَإِلَيْكَ فَوَّضْتُ أَمْرِيَ ،
وَإِلَيْكَ أَلْجَأْتُ ظَهْرِيَ رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ ،
لا مَلْجَأَ وَلا مَنْجَا مِنْكَ إِلا إِلَيْكَ
شجاني حبها حتى بكيت
وفوق الدنيا مهولاُ مشيت
في قلبي لها شوقاُ بنيت
فقالت : هل سعيت لكي تراني ؟
فقلت : أنا لغيرك ما سعيت
لأنك ( يا جنة الفردوس) أغلى ما تمنيت
'اللهم إني أسالك إيمانا دائما
وأسألك قلبا خاشعا
وأسألك علما نافعا
وأسألك يقينا صادقا
وأسألك دينا قيما
وأسألك العافية من كل بلية'

الثلاثاء، 13 أبريل 2010

أطفالنا فلذات اكبادنا _التربية عن طريق القدوة الصالحة

أطفالنا فلذات اكبادنا _التربية عن طريق القدوة الصالحة



بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته







التربية عن طريق القدوة الصالحة


للكاتب محمد بن سالم بن علي جابر





إن المناهجَ والنظرياتِ التربويةَ في حاجةٍ دائمةٍ إلى من يُطَبِّقُهَا ويعملُ بها، وبدون ذلك تظلُّ تلك المناهجُ والنظرياتُ حِبراً على ورق، لا تتحقق جدواها ما لم تتحول تلك المناهجُ إلى سلوكٍ عَمَلِيٍّ يسير عليه الأفرادُ في تَصَرُّفَاتِهِم وَمَشَاعِرِهم وأفكارِهم.

ولذا كان المنهجُ الإلهيُّ - في إصلاحِ البشريَّةِ وهدايتِها إلى طريقِ الحقِ - مُعتمِداً على وجودِ القُدْوَةِ التي تحوِّل تعاليمَ ومبادئَ الشريعةِ إلى سلوكٍ عمليٍّ، وحقيقةٍ واقعةٍ أمام البشر جميعاً؛ فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو القدوةَ التي تترجم المنهج الإسلامي إلى حقيقة وواقع، قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب:21]، ولما سُئِلَت أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها - عن خُلُقِهِ - صلى الله عليه وسلم - قالت: ((كان خُلُقُهُ القُرآنَ!))


مواقفُ من السيرة النبوية تبيِّنُ أهميةَ القُدوة وأثرَها:


ولقد تجلَّى تأثيرُ القُدوة في صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجَدوَاها الكبيرة - التي لا تتوافر لمجرد الدعوة النظرية - في كثير من المواقف التي كان لها ظروفُها الخاصَّة؛ حيث لا يُجدِي فيها مجردُ الأمر والكلام النظري، بل لا بد فيها من التطبيق العملي؛ ليتعمق أثرُها في النفوس، ومن ذلك ما يلي:


1- الزواجُ من امرأةِ الابنِ بالتَّبَنِّي:


كانت عادةُ التَّبَنِّي مُتَأَصِّلَةً بين العرب قبل الإسلام، وكانوا يعاملون الابن بالتبني معاملةَ الابن من الصُّلبِ؛ فيحرِّمون الزواجَ من امرأتِهِ، ويُعظِّمون هذا الأمر جدّاً، فلما جاء الإسلام وَحَرَّم التَّبَنِّي، وأراد اقتلاعَ آثار الجاهلية من نفوس المسلمين؛ لم يكتفِ - في ذلك - بالدعوة النظرية لتحريم التبني وهدم آثاره؛ بل دَعَمَ تلك الدعوةَ النظرية بالتطبيق العملي؛ فأُمِر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالتزوج من زينبَ بنتِ جحش - رضوان الله عليها - التي كانت زوجةً لزيدِ بن حارثة، الذي تَبَنَّاه الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - وكان يُدْعَى زيدَ بنَ محمد؛ قال تعالى: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَي لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً} [الأحزاب:37].


وهكذا أجرى الله - عز وجل - إبطالَ الآثار الجاهليةِ للتبنِّي "على يد النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ومولاهُ زيدِ بن حارثة، وابنةِ عمته زينب بنت جحش؛ ليكون درساً عمليّاً قويّاً، في تحقيق ما أمر الله - تعالى - به، وتنفيذه؛ مهما كانت الرَّغبةُ والهوى، ومهما كانت الآثارُ والنتائجُ.


وهذا شأن المؤمن دائماً مع اللهِ - تعالى - وأوامرِهِ؛ يسمعُ ويطيعُ، ويلبي ويستجيبُ، رَغِبَتْ نفسه في ذلك أم لم تَرْغَبْ، وافقَ المجتمع - مِن حولِه - أم لم يوافِق، رضي الناس عن فعله أم كرهوا!! فالأمر أولاً وأخيراً لله رب العالمين".


2- النَّحْرُ والحَلْقُ للتحلُّلِ من عُمْرَةِ الحُدَيِبِيَةِ:


لما صدَّ المشركون الرسولَ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابَه عن البيت الحرام، حين أرادوا العمرة عام الحديبية، وبعد إبرام الصلح مع قريش؛ كان وقع ذلك عظيماً على صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما أمرهم - عليه السلام - بنحر ما معهم من الهَدْي ليُحِلُّوا من إحرامهم؛ لم يستجب أحد من الصحابة لهذا الأمر، مع شدةِ حرصهم على طاعتِه، صلى الله عليه وسلم.


وهنا يتجلى الأثرُ العظيم للقُدوة؛ إذ أشارت أمُّ سَلَمَةَ - رضوان الله عليها - على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقوم هو أولاً فينحرَ بُدْنَهُ ويحلقَ شعرَه؛ لأن صحابته سيقتدون به عند ذلك لا محالة، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "فخرج، فلم يكلم أحداً منهم حتى فعل ذلك، نَحَرَ بُدْنَهُ، ودعا حالقَه فحلقه، فلما رأى الناس ذلك قاموا فَنَحَروا، وجعل بعضهم يحلق بعضاً، حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غمّاً!".


ففي هذه القصة دلالة ظاهرة على التفاوت الكبير بين تأثير القول وتأثير الفعل؛ ففي حين لم يتغلب القولُ على هموم الصحابة وتألُّمِهم مما حدث؛ فلم ينصاعوا للأمر؛ نجدهم بادروا إلى التنفيذ؛ اقتداءً بالرسول - صلى الله عليه وسلم - حين تحوَّل أمرُهُ القَولي إلى تطبيقٍ عمليٍّ؛ حتى كاد يقتل بعضهم بعضاً. ولهذا يدعو الإسلام إلى دعم القول بالعمل، ومطابقة الأفعال للأقوال، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ *كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ} [الصف:2, 3].


ويطول بنا الأمر جدّاً؛ لو حاولنا استقصاء المواقف التي كان فيها الرسول - صلى الله عليه وسلم - قدوةً لأصحابه، وإنما يمكن القول - إجمالاً - بأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان قدوة لأصحابه في كل شيء، وفي جميع المجالات..


ففي الغزوات يتقدمُ الصَّحابةَ، أو يوجِّههم من مركز القيادة، وكان في غزوة الخندق يربطُ الحجر على بطنه! ويحفر الخندق مع الصحابة، ويرتجز مثل ما يرتجزون؛ فكان مثالاً للمُرَبِّي القدوة، يتبعه الناس، ويعجبون بشجاعته وصبره، صلى الله عليه وسلم.


وكان قدوةً في حياته الزوجية، والصبرِ على أهله، وحُسن توجيهِهِنَّ، فقال صلى الله عليه وسلم: ((خَيْرُكُم خَيْرُكُم لأهْلِهِ، وَأَنا خَيْرُكُم لأَهْلِي)).


وكان قدوةً في حياته الأبوية، وفي حُسن معاملته للصِّغار، ولأصحابه، ولجيرانه، وكان يسعى في قضاء حوائجِ المسلمين، وكان أوفى الناس بالوعد، وأشدَّهم ائتماناً على الودائع، وأكثرَهم ورعاً وحذراً من أكل مال الصدقة، أو الاقتراب مما استرعاه الله من أموال المسلمين.


وكان أفضلَ داعيةٍ إلى الله - سبحانه - يصبرُ على الشدائدِ الناجمةِ عن كيد أعداء الله وأعداء الفضيلة وتواطئهم، وكان حازماً لا يفقد حزمَه في أشدِّ المواقفِ هولاً وهَلَعاً وجَزَعاً؛ لأن ملجأَهُ إلى الله -سبحانه - يستَلْهِمُ منه القوةَ والصبر، وموقفُهُ من ثقيفٍ في الطائفِ - عندما ذهب لدعوتهم - خير دليل على ذلك.


تأثيرُ القدوةِ الصالحةِ في الأطفال:


لا يَسْهُلُ على الطفلِ إدراكُ المعاني المجردة؛ لذا فهو لا يقتنعُ بتعاليمِ المربي وأوامره بمجرد سماعها، بل يحتاج مع ذلك إلى المثالِ الواقعيِّ المشاهَدِ، الذي يدعمُ تلك التعاليمَ في نفسِهِ، ويجعله يُقْبِلُ عَلَيها ويَتَقَبَّلُها ويعملُ بها.


وهذا أمرٌ لم يَغْفُل عنه السَّلَفُ الصَّالِحُ، بل تَنَبَّهُوا له، وأَرْشَدُوا إليه المربين، فها هو عمرُو بن عتبةَ يُرشِد مُعلِّمَ ولدِه قائلاً: "لِيَكُنْ أولَّ إصلاحُكَ لِبَنِيَّ إصلاحُك لنفسِك؛ فإن عيونَهم معقودةٌ بعينك، فالحَسَنُ عندهم ما صَنَعْتَ، والقبيحُ عندهم ما تركتَ!" ؛ وهذا يؤكدُ أنه لا سبيل إلى التربيةِ السليمةِ إلا بوجود قُدوةٍ صالحةٍ تغدو نموذجاً عمليّاً للامتثال للأوامر، والاستجابة لها، والانزجار عن النواهي، والامتناع عنها.


وقد كان شبابُ الإسلام وناشئوه في عصر النُّبوَّةِ يحرِصون على الاقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتقليدِهِ ومحاكاتِهِ في جميع أمورِهِ؛ في وُضُوئِهِ، وصلاتِهِ، وقراءَتِهِ للقرآن، وقيامِهِ، وجلوسِهِ، وكرمِهِ، وجهادِهِ، وزهدِهِ، وصلابتِهِ في الحق، وأمانتِهِ، ووفائِهِ، وصبرِهِ... إلخ.


ومما يروى من ذلك: ما أخرجه البخاريُّ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال:


((بِتُّ عند خالتي ميمونةَ ليلةً، فقامَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فلما كان في بعض الليل، قام رسول الله فتوضَّأ من شَنٍّ معلَّقٍ وُضوءاً خفيفاً، ثم قام يصلي، فقمتُ فتوضَّأتُ نحواً مما توضأَ، ثم جئتُ فقمتُ عن يساره، فحوَّلني فجعلني عن يمينِه، ثم صلى ما شاء الله...)) الحديث.


وأولُ المطالَبين بالقدوةِ الحسنةِ هما الوالدانِ؛ لأنَّ الطفلَ الناشئَ يراقبُ سلوكَهما وكلامَهما، ويتساءل عن سبب ذلك، فإن كان خيراً فخير.. فهذا عبدُ الله بن أبي بَكْرَةَ يراقبُ - وهو طفلٌ - أدعيةَ والدِهِ، ويسألُه عن ذلك، ويجيبُه والدُه عن دليلِ فِعْلِه هذا:


فعن عبدِ الله بن أبي بَكْرَةَ - رحمه الله - قال: (قلتُ لأبي: يا أبتِ، أسمعُك تقول كلَّ غَدَاةٍ : "اللهمَّ عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت"، تكرِّرُها ثلاثاً حين تصبحُ، وثلاثاً حين تمسي؟! فقال: يا بني، إني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو بهن، فأنا أحب أن أَسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ.


فالوالدان مطالبان بتطبيق أوامرِ الله - تعالى - وسنةِ رسوله - صلى الله عليه وسلم - سلوكاً وعملاً، والاستزادةِ من ذلك ما وَسِعَهم ذلك؛ لأنَّ أطفالَهم في مراقبةٍ مستمرَّةٍ لهم، صباحَ مساءَ، وفي كل آنٍ، "فقدرةُ الطفل على الالتقاطِ الواعي وغيرِ الواعي كبيرةٌ جدّاً، أكبرُ مما نظنُّ عادةً، ونحن نراه كائناً صغيراً لا يدرِك ولا يَعي".


فوائدُ القدوةِ الصالحةِ في تربيةِ النشءِ:


تؤتي القدوةُ الصالحةُ فوائدَ تربويةً عظيمةً في تنشئةِ الصغارِ، نذكر منها:


• تحقيقُ الانضباطِ النفسيِّ، والتوازنِ السلوكيِّ للطفلِ.


• وجودُ المَثَلِ أو النموذجِ المُرْتَقَبِ في جانبٍ من الكمال (الخُلُقِي، والديني، والثقافي، والسياسي)؛ حيث يثيرُ في النفسِ قَدْراً كبيراً من الاستحسان والإعجاب والتقدير والمحبة.


• مستوياتُ الفهمِ للكلامِ عند الناس تتفاوتُ، لكنَّ الجميعَ يتساوى عند النظر بالعين؛ فالمعاني تصل دون شرح!


• القدوةُ - ولا سيما من الوالدين - تُعْطِي الأولادَ قَنَاعةً؛ بأنَّ ما عليه النموذجُ القدوةُ هو الأمثلُ الأفضلُ الذي ينبغي أن يُحتذَى.


الأطفالُ ينظرون إلى آبائهم وأمهاتهم نظراتٍ دقيقةً فاحصةً، ويتأثَّرون بسلوكهم دون أن يدركوا! ورُبَّ عملٍ - لا يُلْقِي له الأبُ أو الأمُّ بالاً - يكونُ عند الابنِ عظيماً!.


ــــــــــــــــــــــ

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد
_______________________________________

 




لاإله إلا الله..



أجمل العبارات إن ضاقت الكربات،،



لاإله إلا الله..



إن زادت الآهات واشتدت الأزمات،،



فاللهم يافاطر السماوات،وكاشف



الظلمات، ارزقنا نطقها عند الحاجات



ونجنا بها بعد الممات ,,




اروع قلب ..



قلب يخشى الله ....



واجمل الكلام..



ذكر الله ....



وأنقى الحب..



الحب في الله







عزمي عبدالله عمران


ثقافة الانتظار - (الطابور)

ثقافة الانتظار

(الطابور)



الأشياء تأخذ قيمتها من طريقة انتظارنا لها ..

قول مأثور



ما أجمل الانتظار ..

إذا كان يحقق حلما ..



وما أصعبه ..

إذا تحول إلى سراب ..



وما أسوأه عندما يصبح حالة جماعية ..

ويتحول إلى ثقافة نجيدها بصمت في عالمنا العربي ..

ونعطي فيها دروسا ..

ونلقن العالم من خبراتنا المتراكمة في علم الانتظار ..

وثقافة الطوابير في كل شيء ..

في أي مكان ..

وفي كل مكان ..

وأين ما كان ..

وبأي شكل كان ..

وكيفما كان يكون ..

وفي أي زمان ..

وفي أي وقت ..

في كل وقت ..

صباحاً ..

ظهراً ..

عصراً ..

مساءً ..

طوابير ..

طوابير ..

أو بالمعنى العامي (سرى ) ..

في كل مكان ..

طوابير ..

درس تعلمناه ..

بدءاً من يوم ولادتنا ..

منذ خلقنا ..

حتى مجيء المخاض للمسكينة الوالدة ..

آلو .. يا إسعاف ..

حالة طارئة ..

حالة ولادة ..

والجواب ..

طابور ..

ثم جاء الدور ..

وصل الإسعاف إلى المبنى ..

اصطف الناس المتطفلين ..

طابور ..

وجاء دور المصعد ..

طابور ..

ثم جاء الدور في المستشفى ..

طابور ..

حتى نجد لكي سريراً فارغاً يا أمي ….

والسلاح عندهم ..

طابور ..

حصلوا على سرير ..

جاء دور غرفة العمليات ..

حتى نجد لكي سريراً في غرفة العمليات

طابور ..



وتعلوا صراخ الأم الحامل ..

المولود .. لا يعرف الطابور ..

يقولون :

طابور ..



ثم أجبرنا للدخول للمدرسة

حتى نترقى ونبني مستقبلنا ..

طابور ..

مع نشيد الصباح الوطني ..

طابور ..

للذهاب إلى الفصل ..

طابور ..

وقت الفسحة ..

طابور ..

للخروج من الفصل ..

طابور ..

والذهاب إلى ساحة المدرسة ..

طابور ..

طابور .. طابور ..

للشراء من المقصف ..

طابور ..

وهلم جرا ..

روتين .. تعلمناه منذ الصغر ..

فأصبح كنقش الحجر في أم أمخاخنا ..

وطورناه .. إلى طابور راقٍ ..

طابور .. طابور ..

في كل المحلات ..

طابور ..

في المول سنتر ..

طابور ..

عند الكاشير ..

طابور ..

في المكاتب ..

طابور ..

في السوبر ماركت ..

طابور ..

في المخابز ..

طابور ..

والمطاحن ..

طابور ..

في المستشفيات ..

طابور ..

والمطاعم ..

طابور ..

على الحدود ..

طابور ..

في المعابر ..

طابور ..

في المطار ..

طابور ..

ابتداء من الخروج من مبنى المطار ..

لختم وثيقتك ..

طابور ..

ثم إلى سيارة الطائرة ..

طابور ..

عند النزول من سيارة ركوب الطائرة ..

ازدحام .. فــ طابور ..

وعند الصعود للطائرة ..

طابور ..

وكذلك في الميناء ..

طابور ..

وفي محطات الوقود ..

طابور ..

وفي محلات الغاز ..

طابور ..

وفي الجامعات والمعاهد ..

طابور ..

وفي شركات الكهرباء ..

طابور ..

وفي الاتصالات ..

طابور ..

في البنوك ..

طابور ..

في المحاكم ..

طابور ..

الجهات الحكومية ..

طابور ..

حتى في الصراف الآلي ..

طابور ..



بانتظار الفرج ..

الفرج ..

الآتي على صهوة قارورة ..

يسمح بدخولها ..

من معبر يغلقه صاروخ ..

ويفتحه حلم ..

ولا تحلو الأحلام ..

إلا بقدر ما ننتظرها ..

لتتحقق ؟!..





تحياتي الخاصة للجميع ..

عزمي عبدالله عمران