الخميس، 26 ديسمبر 2013

برج ايفل "قصة رومانسية"




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بمناسبة دخولي لهذا الصرح العظيم و كأول مشاركة لي
أقدم لكم قصة قصيرة بقلمي
أتمنى تنال اعجابكم

أصبر يا قلبي أصبـــر فلكـ مولاكـ


أعلم أنه عندمــــــــــا يحتاجونكـ يجدوكـ
و أعلم كل العلــــــــــــم أنكـ عندما تحتاجهم تبقى لوحدكـ
فتبقى الحيــــــــاة غريبة و تبقى أولاوياتكـ رحلتكـ
فالحيــــــــــــــاة مغامرة فواصل درب مغامراتكـ
و عـــــــــــــــــش وحيدا فأنت وحيد كما عهدتكـ
مثلما يمر الزمــــــن وهلة فالعمر يمر عليكـ
فإرحل ، و ارحل ، ثم ارحل ما من مكان لكـ هنا أو هناكـ

أصبر يا قلـــــــــــب و أصبر فلكـ الرحمن و هو من ابتلاكـ

اصنع المجـــــــــــــد و لــو من الحزن نفسه تبني نفسكـ وبناها زمنكـ
غريب حالك يا زمــــــــــــن فالحياة قطرة أمل و القلب فيها ...
قلبي صديق للحزن و الدمع بالرغم من ما تحمله يا زمن في جعبتكـ

أصبر يا قلبـــــــــــي أصبر فلكـ رب الكون هو من يرزقكـ

بكل ما تتمناه يمتحنـــــــــــكـ و بعزته يمنحكـ و يمنحكـ

أصبر أو ارحل أيها تختـار مر فالأول يقتلكـ و الثاني يفعل ما لا يصدقه عقلكـ
*******************


بعد زواجها بليلة واحدة هاجرت مع زوجها الى فرنسا لينعمى بشهر عسل رائع وحياة هانئة سعيدة
اما أنا فقد تدمرت أحلامي و هدم كل ما بنيته لأجد نفسي أعيش جنون لا نظير له.
فأردت بعدها بشهرين أن أسافر الى هناك حيث اختارت أن تكون هي ، و كنت أريد السفر لكي أراها مرة أخرى عسى يشفى قلبي ، أو يمكن له أن يلتهب أكثر .
طرقت الباب ، لأسمع الغالية تقول أدخل ، دخلت ورحت محاولا اقناعها بالذهاب الى فرنسا .
فكانت تستجوبني ، و يبدو عليها ، بأنها غير راضية عن سفري ، فهممت بمحاولة اقناعها ، و كلما كانت ترفض ، كلما زاد اختناقي ، كنت اترجاها الذهاب ، وكانت تخاف عني من البقاء هناك ، ككل الشباب المهاجرين بطريقة غير شرعية .
- لا أريدك أن تغادر ، عليك البقاء هنا ، ومساعدة والدك
- أماه أرجوك إنها رحلة لا تتجاوز الأسبوع ، سأعود بعد إنتهاء المهلة
-- قلت لا يعني لا ، لا أريدك أن تناقشني أكثر من ذلك .
-أرجوك يا غاليتي ، سأذهب و أعود سالما ، أود الذهاب الى هناك
- و لما تريد الذهاب ؟
- أماه إنه أمر في غاية الأهمية
- يا بني الأهم من المهم أنك يجب أن تبقى هنا ، في بلدك ، سافر الى منطقة أخرى من الجزائر يكفيك ذلك
- أماه ليس الأمر لمجرد السفر أو نزهة ، لقد قلت لك ، إنه أمر مهم
- و ما هو هذا الأمر المهم ؟
هنا لم أستطع الإجابة ، هل أقول لها ... ؟ ، هل أصمت ؟ ، هل أرضى بقرارها ، فإجتاحني شعور غريب ، وكأنني سمعت صوتا يقول .
-يجب أن تذهب .
هناك حاولت اقناعها بدون أن تعرف سبب ذهابي لكنها أبت ذلك ، و أرادت أن تعرف سبب ذهابي أو بالأحرى كانت تعرف ذلك وقالت :
- يا بني ، انت لا تعرف أفضل مني ، فأنا أرفض ذلك لمصلحتك
- أماه ، أنا أعرف ذلك ، لكن يجب أن أذهب
صمتت أمي لبرهة ثم قالت :
- هل أنت متأكد بقرارك ؟
أجبتها مسرعا
- نعم ، بكل تأكيد
قالت :
- سوف أتكلم مع والدك بالموضوع ، ثم سنرى
فرحت ، لأني كنت أعلم أن والدي سيقبل لأن والدتي اقتنعت .
و في صباح الغد ، وبينما أنا جالس على مائدة الفطور ، قالت لي بصوت مبحوح يظهر عدم الرغبة بذهابي :
- لقد وافق والدك على شرط ...
- وما هو هذا الشرط يا غاليتي ؟
حقيقة في بادئ الأمر ، ارتعبت من الشرط و لكن كلامها جعلني ارتاح فقالت
- لقد سمح لك بالذهاب بشرط ، أن تعود قبل أن ينتهي الأسبوع
قفزت من مكاني ، و عانقتها عناقا حارا ، فقالت :
- نور ، اياك أن تفتعل المشاكل ، و سلم على من جعلت قلبي يحترق
قلت و بكل سرور ، حاضر يا عزيزتي ، وهممت بالذهاب الى غرفتي لأحمل وثائقي ، وتوجهت الى المطار لأحجز رحلة للذهاب . وكان لي ذلك ، فبعد يومين ساذهب لأرها .
حان وقت الرحيل ، حظرت حقيبتي و مسكت تذكرتي للرحيل
قبلت العزيزة الغالية و التحقت بالقطار لأصل للمطار بأسرع وقت
مرت ساعتين وها انا ذا أمضي خطواتي الأولى للوصول اليها و ما كان يخالجني هو شوق كبير لأصل اليها فقط ، أراها، و أملئ عيني بوجهها الجميل لأحظر معي الذكرى الأخيرة منها
ركبت الطائرة و حظرت نفسي وكنت أقول حينها لم تبقى لي سوى ساعتين فقط
و سأكون هناك .
وصلنا باريس كان الجو رطب للغاية
أكملت كل ما كان يتوجب علي عند الوصول وخرجت أمام باب المطار لأتذكر أنني لا أملك عنوانها ولا رقم هاتفها
بقيت محتارا و شل تفكير و أصبت بخوف لم أصب بمثيله يوما
أوقفت سيارة أجرى و كلمته بالفرنسية الى أقرب فندق من فضلك
انطلق السائق و أنا في حيرة من أمري
كيف سأفعل وكيف سأتخلص مما أنا فيه
وصلنا الفندق و إستأجرت غرفة ، دخلت غرفتي وكان عقلي مشغول بها ، كيف سألتقيها ، وكيف سأعرف مكان اقامتها
أردت أن أتصل بالسفارة لأعرف مكان اقامتها ، فهذا هو الحل الأمثل ، لكن احسست بالتعب ، فقلت في نفسيي ما الذي سأفعله ، سأستحم و بعدها نرى ما يتوجب فعله .
استحممت و خرجت ، أحسست أن التعب لا يزال يراودني ، فاستلقيت على السرير ، وما أن استلقيت حتى تذكرت ..
قالت أنها ستذهب كل يوم الى برج إيفل قبل رحيلها و قالت سأذهب يوم السبت بالخصوص الى هناك
فكانت آخر أمانيها .


فنظرت الى مذكرتي
انه يوم السبت
رفعت بنظري من عدة اتجاهات في الغرفة باحثا عن الهاتف وما ان وقعت عيني عليه حتى وجدت نفسي أمسك السماعة و أتكلم :
خدمة الغرف ماذا تريد يا سيدي
Que voulez-vous un service de chambre, monsieur
أريد سيارة أجرى الأن من فضلك
Je veux une voiture dès maintenant, s'il vous plaît
يمكن لك ذلك يا سيدي
Pouvez-vous, monsieur
شكرا
merci
و أغلقت السماعة ومن دون أي إحساس ،غير ذلك الذي كان يعتريني ، يقتلني ويحييني ، انه الشوق لرؤيتها فقط
انطلقت مسرعا من غرفتي في محاولة للنزول لأسفل.
وجدت الصعد ينزل و الأخر لازال بعيدا
فأخذت السلالم ورحت أنزلهم درجة لأربعة
حتى وصلت لأسفل و خرجت مباشرة أمام الباب
وجدت السيارة تنتظرني ركبت وقلت للسائق
الى برج ايفل من فضلك
Pour la Tour Eiffel, s'il vous plaît

حسنا ok

بسرعة يا أخي
Mon frère rapidement
حسنا حسنا
ok ok
لم أكترث لجمال تلك المدينة التي تكلم عنها الكثير فهمي الوحيد هو أن أراها فقط ولم يكن تفكيري الا أن أراها .
كانت الساعة الثانية عشرة 12:00
فسألت السائق عن وقت الوصول الى ايفل
فقال:
ساعة ونصف يا سيدي

ساعة ونصف ؟ اذا سأصل في الساعة الواحدة و النصف زوالا 13:30
و هذا ما زادني جنونا وكان سائق السيارة يتكلم أما أنا فلم أكن أستمع اليه
وعندما جاوبته
قلت له: وكأننا بالجزائر
و تابعت حديثي اليه:
ألن تملو من الكلام
نظر الي وقال بالفرنسية
Etes-vous algérienne
هل أنت جزائري
فقلت له: نعم (oui)
فقال: أنا كذلك
ولكن هذه المرة باللهجة الجزائرية
( أنا تاني يا خو )
إبتسمت و رحت التمس منه السماح لأن اجابتي له كانت فضة نوعا ما.
فقال لا عليك يا سيدي ( ماعليهش حبيبي )
و إنطلق هو مسرعا نحو ايفل وكان يستفسر عن سبب مجيئي الى فرنسا وما هو سبب العجلة التي أنا فيها
فروبت له قصتي وما ان أكملت حكايتي
حتى قال: ها نحن ذا ( هانا وصلنا )
فقلت له :ألم تقل أن المدة ساعة ونصف
فقال : لقد اختصرت الطريق
وبطريقة جزائرية (غير لليزالجيروان ) أي للجزائريين فقط
فشكرته و إنطلقت أبحث عنها بين تلك الجموع التي كانت أمام البرج الجالسين على الكراسي و الواقفين منهم ولكن استسلمت للتعب .
فلم أجد ضالتي هنا وما كان علي الا الجلوس
اتخذت احدا الكراسي و جلست
ورحت أفكر و ألوم نفسي عن ما يحصل لي.
كيف وصلت الى هنا ؟ ثم انه لما كان علي أن أأتي الى هنا ؟ وفي النهاية قلت :
أ لهذا الحد يصل بي الجنون؟

وبدأت الدموع تداعب عيناي وتغازلها محاولة الخروج و ابتسامتي التي نسيتها منذ سنيتين قد عادت ، لم أتمالك نفسي ورحت أذرف الدموع
بقيت متسمرا في مكاني أنظر للناس وكيف هي سعيدة و أنا حزين مجنون ضل طريقه
بقيت لهناك أنظر للساعة
إنها الثالثة زوالا وبعدها أنظر من جديد فأجد أنها لم تتحرك بعد ، وبعد أن صحوت وجدت أن همي الذي كنت أشكو منه لم يصر أي شيء و صرت أفكر في يوم العودة و أقول :
متى يصل يوم الإثنين متى ؟ وبقيت ألوم نفسي أكثر و أكثر ...
و بعدها بدقائق جلس خلفي شابين من ذكر و أنثى كانا يتكلمان بالفرنسية
كانت الفتاة تقول :
- أنظر يا سمير أنظر كم هو جميل هذا البرج ، إنه رومانسي
Je vois Samir voir comment belle cette tour
Il est romantique
و كان هو يرد عليها
- آه يا حبيبتي انه لا يقارن بجمالك
Ah, mon cher il ne compare pas ta beauté
و كانا يتكلمان كثيرا عن باريس وعن مناطقها
كـ : الشانزليزيه و بوبور و الكثير من المواقع الجميلة لهذه المدينة وكانا يتحدثان عن جمال نهر السين الذي يمر عبر مدينة باريس
أما أنا فكنت مجرد شخص جالس هناك
وبما أن لون بشرتي الأبيص ولهجتي الفرنسية جيدة
الا أنني كنت أنظر للناس و هم بدورهم ينظرون الي ففكرت بأنهم يضنون بأنني لست من بلدهم
أما عن الحبيبن الذين يجلسان ورائي فكان باديا على أحدهما أنه ليس من فرنسا أو بالاحرى كليهما
وبين لحظة و أخرى كنت أسترق السمع ، حتى سمعت الفتاة تتكلم باللهجة الجزائرية
فكانت تقول :
- كم كان نور يتمنى أن يكون معي هنا
(شحال كان نور يبغي يريح معايا هنا)
لم أستدر ولم أصدق ما سمعت أذناي
فتابعت الكلام:
- لقد قال نور أنه لما يصل الى هنا سيصعد الى أعلى البرج لكي تعرفي كم أحـ..
( قالي نور كي نوصل لتما نطلع قوف البرج باه تعرفي شحال نحـ..)
وتوقفت عن الكلام أما السيد الذي معها فقال:
- آخاه آخاه مزالي غير نور أنساي علينا
(آه آه لم يبقى لنا سوى موضوع نور لنتكلم عنه انسيه)
فقالت
- وما به؟ انه ماضي يا هذا
- الماضي لن يعود أتركي عنا الموضوع
فقالت :
لطالما قال نور جملة لن أنساها:
( يا بني ان بعد ضياع العمر ستجد نفسك تطارد خيطا من دخان )
لقد كان يقولها دوما ، ويا ويحتاه ، كيف لي أن أتذكره الأن .
و راحت الفتاة في بكائك ، وكان الشخص الذي بجانبها يحاول مواساتها و يقول
- لقد نصحتك بنسيانه ، و شجعتك على ذلك ، ألا يكفيك ما أقدم لك ؟
لكنها لم تجب ، لكن جاوبه قلبي
-هذا لا يكفي يا صديقي ، لا يكفي أبدا
فوقفت مباشرة بعد أن سمعت الحوار الذي دار بينهما فأيقنت أنها من ورائي تتكلم

أردت أن ألتفت الى تلك الفتاة وكان حدسي يقول أنها هي ، وكنت أسمع من داخلي
- انها هي إنها حبيبتك يا نور ، هيا عانقها قبلها أحضنها هيا يا فتى ما بك الا تستمع لما أقول ؟
و إختفى الصوت
أردت أن ألتفت اليها ولكن في هذه اللحظات لم أستطع أن ألتفت و كأنني أصبت بشلل لم أعد أرى من حولي ، و بقيت أحاول و أحاول ولكن ما من جدوى .
بينما أنا أحاول سمعت رنين هاتفي ، أخرجت الهاتف و نظرت ، انها العزيزة الغالية
انها الغالية على كل شخص في الدنيا
ضغطت على زر الاجابة وبدأت أتكلم :
أهلا أماه
أهلا ابني (وليدي) بطريقة جزائرية
كيف أحوالك يا أماه
( واش راكي أماه)
قالت :
أنا بخير متى وصلت
(راني مليحة وقتاش وصلت)
- وصلت منذ ساعات
(عندي سوايع ملي لحقت)
فقالت
- الحمد لله أنك وصلت فأنا إتصلت بك لكي أعرف فقط
فقلت لها:
- لا عليك و لا تفكري بعد يومين سأرجع الى الوطن
و أغلقت الهاتف
وبينما كنت أكلم أمي كنت أسترق السمع من الحبيبن أو بالأحرى نادية و زوجها
فقد سمعتها تقول له :
- هذا الشخص يتكلم باللهجة الجزائرية
فقال هو :
- يبدو وكأنه سائح أو ما شابه
فأنا كذلك سائح و باحث عن حبيبتي ليس الا ، فشأني وهمي غير همهما .
أخرجت علبة السجائر من جيبي و بينما كنت أحاول اخراج سيجارة منها سقطت العلبة
فقالت الفتاة :
- ألا تباع هذه السجائر بالجزائر؟
فنظر الشاب وقال :
- نعم هي كذلك
أما أنا فجلست و أمسكت علبة السجائر و قمت بإشعال واحد
فسمعت صوتا رجوليا يقول لي :
- سيدي ممنوع التدخين هنا هذه منطقة خاصة
اذهب الى الجهة المقابلة ، هناك مكان للتدخين
Ne pas fumer ici, Monsieur le Président, cette zone spéciale
Aller de l'autre côté, il ya un endroit pour fumer
فقلت له من دون أن ألتفت :
- أنا أسف ، لم أكن أعلم
Je suis désolé, je ne savais pas
و أطفأت السيجارة ولم أتكلم بل سعيت لمحاولة جديدة لأقف و ألتفت ، ولكن لم أستطع أيضا
فحاولت و حاولت ولم أتلقى غير الفشل حتى...
حتى رن الهاتف من جديد لكن هذه المرة رسالة نصية قصيرة كانت من فتاة فلسطينية قد تعرفت عليها عبر شبكة الأنترنت كانت تتكلم فيها عن حبها لي وهذا ما جعلني أقف من جديد
و كانت هنالك بسمة ترتسم على وجهي وكنت أحس بالبسمة فمنذ زمن لم أبتسم
وبعدما وقفت بدقائق أحسست أن الشخص الذي خلفي قد وقف أيضا و بسرعة
فكانت الفتاة تقول :
- أنظر يا سمير أنظر
و كان هو يسألها :
- ماذا ..ماذا ؟
كانت تردد و تقول :
- انظر و كأنه نور ، انها نفس هيئة نور
أما أنا فكان الغيض يحرق قلبي وكانت الأشواق بنزين تسكب فوق تلك النار

وسمعتها تقول :
- سيدي سيدي ، من فضلك التفت
Monsieur, Monsieur, s'il vous plaît je me suis tourné
لكن لم ألتفت و قلت لها :
- و هل ينفعك ان التفتت
Cela vous sera bénéfique et vous avez tourné
فقال زوجها و كان في صوته بعض من الغضب :
- نادية نادية ، أتركي الرجل و شأنه
وما إن تكلم حتى فقدت أنا الإحساس بكل شيء
أما الشيء الذي كنت أحسه فهو وجودها من خلفي و خصلات شعري الطويلة التي كانت الريح تداعبها
و سمعي ما كان يدور بينها من كلام حولي
فتذكرت قولا لرجل حكيم من بلدي
قال لي يوما :
- نحن بني آدم يا نور نحب شخص ونطارده و هو يهرب
- لنجد أنفسنا أننا نطارد أناسا و نهرب من أناس مثلنا
فتذكرت تلك الفتاة الفلسطينية و ما ان تذكرتها حتى عاد كل شيء و إنتهى صراعي مع نفسي حول الالتفات و النظر اليها ، ونسيت خشيتي منها ومن نفسي.
درت حول نفسي لأقابلها وجها لوجه
التفت لأرى من هو سعيد الحظ هذا
حزنت لأنني لم أكن أتوقع ما سيحدث
و فرحت فرحا كبيرا لأن كل شيء حصل هنا سيكون ايجابيا بالنسبة لي.
قالت و بأعلى صوت :
- نورالدين . نور . حبيبي الغالي
و همت بالركض باتجاهي لتعانقني أمام زوجها
وكان ذلك لقد عانقتني و الدمع يسيل من عينيها كانت تقول:
- ما هذه الصدفة يا نور ؟ كيف قدر لنا هذا؟
- أهنا و أمام برج ايفل نلتقي يا نور؟
ارتحت مما كنت فيه ، أحسست أنني نسر يحلق بالسماء كانت فرحتي كبير وما كنت لأراه حلما أصبح حقيقة
وبعدها أحسست بالخجل و عناقها لي أمام زوجها عيب و تلك الكلمة ( حبيبي) ألم تجد ما تنطق به
أحسست أنا ذاك أنني وحش فدفعت بنادية حتى
كادت تسقط لولا زوجها و سقطت على ركبتاي لأبكي و أترجى زوجها ليسامحني عن خطأ لم أكن أنا فاعله
وكان كلامي بالنسبة له كالوقود فترك نادية ليلكمني بلكمة كادت تكسر أنفي ، كانت اللكمة قوية حتى انها أسالت دمي .
وقفت و ابتسمت وكان هو يقول :
- لقد حذرتك من قبل ، لما أتيت ؟
فقالت هي :
- حذرته ؟ متى ؟ كيف ؟
فقال :
- حذرته أيام خطوبتنا ، بعد أن علمت أنكما كنتما على علاقة مع بعض .
ثم توجه بكلامه الي :
- ألا تخجل من نفسك ، لما أتيت الى هنا ؟ لمـــا ؟ .
قلت له :
- لأرد دينا علي
وكان الغيض يقتلني ، فهو من سرقها مني ، ثم يقول أنه حذرني ؟ غريب أمر البشر و الله غير
فسألني :
- دين؟
قلت له :
- نعم
كانت الدهشة تعلو وجهيهما وعلامات استفهام بادية من ملامحهما
فقلت :
- ها هو دينكم .
رفعت يدي اليسرى و أخرجت خاتما كان بإصبعي لم أنزعه منذ وضع بيدي
و أخرجت مشطا نسائيا من جيبي
ثم نزعت سترتي لأنزع شالا كتب عليه معا للأبد
و في النهاية مجموعة من الصور
و ضعتها على الكرسي و قلت له :
- هذا هو يا سمير ، انه دين زوجتك علي
قالت و هي مندهشة :
- أتعرفان بعضكما ؟
قلت :
لا ، ولكن يوم اتصل بي على الهاتف ، قال أن اسمه سمير...
وتابعت كلامي :
- لا يزال هناك دين آخر لكنه ليس لكليكما
انه لك يا حبـ.. نادية
كدت أن أقول حبيبتي لولا ثباتي و ارادت الله عز وجل
فقالت :
- وما هو ؟
قلت :
- لقد كتبت ذات يوم خاطرة بعنوان سأقتلك.
فخافت من أن أقتلها حقيقة و كان الوجل باديا على وجهها
فإبتسمت وقلت :
- لا تخافي فلست بمجرم
وتابعت قائلا وكانت هي تنصت لما أقول :
- لقد جاوبني عاشق السمراء (غالب الحبسي)
وقال يوما :
- قل لنادية أنك مت لتقيم على نعشك حفلا
- وحقيقة يا نادية لقد مت مرات عديدة
فإعلمي أنت و زوجك الغالي أنني ميت
ثم نظرت اليه هو :
- سمير... آسف لأنني عكرت مزاجك
و رحت أخرج من جيبي منديلا لأمسح دمائي
فوجدته
فنظرت من جديد اليهما
- انه منديلك يا نادية ، لا حاجة لي به ، شكرا لك
و أردفت قائلا:
- شكرا لكما لقد تعلمت الكثير و أتمنى أن تتعلمو مثلي
و تركتهما لأكمل طريقي الى الفندق الذي أقيم به فإلتقيت عجوزا بطريقي فسلمتني منديلا من دون أي كلمات وكانت تعابير الوجه تظهر ما بالقلوب فسمعتها تستغفر
فاستغفرت معها و وحدت الواحد الأحد معها
فقالت :
- اذا كنت تفهمني يا بني ، الدنيا متاع و الآخرة فوز لمن كان شاطرا بالدنيا.
وكانت تقول :
- آه لو كنت اعرف كيف أتكلم الفرنسية
فقلت:
- لا عليك يا خالة أنا أيضا عربي
و مضيت بطريقي لأسمعها تقول :
- يا بني إنه وقت الصلاة ، فهنا لا يرفع الآذان مثل البلدان المسلمة
فإبتسمت و كبرت الواحد الأحد ومضيت بطريقي باحثا عن المسجد

و بعدها أمضيت اليومين في رحلة قصيرة بين أنحاء باريس
و أكثر المناطق التي زرتها

متحف اللوقر
الشانزليزيه
و بوبور
و ضفاف نهر السين
وكنت ما أكثر من الجلوس بالغرفة
لحين عودتي


تمت بإذن الله 


يتهيء لي و كأنني في متاهة غريبة *** لم أعهد لها مثيلا
أستطيع أن أجزم أنني غريب الأطوار *** لكن ما أروعه عندما يضرب جنونا
فتتسارع الكلمات للخـــــروج *** لتوقض بقلبي بركانا نائما
فأنزوي بأي مكان بمتاهتـــي*** لأعيد ترتيب أفكاري ترتيبا
فلا أنا بقادر على التحمــــــل *** و لا المصائب عني مبتعدى
أختار آلااف الكلمات كعادتــي *** ولكنها ليست الا تعبا على تعبا
أحاول أن أكـــــــــون كعادتي *** شخصا بالكلمات يكون متلاعبا

علمتني طيبتي

علمتني طيبتي

 


الطيبة هي اساس الكون
الذي به يتزن وتعمْ المحبة بكل مكان

فما اروعه من احساس اذا تملّكنا ومنحناه

[ علمتني طيبتي ]

أن أمد يد العون لكل محتاج
حتى لو كانت ظروفي قاسية ..

[ علمتني طيبتي ]

أن اسبق الخير قبل الشر وان أبدي
أرآئي,, وأن أضحي من أجل
من يستحق التضحية ..

[ علمتني طيبتي ]

السعي دوماً لزرع الابتســـــــــــــامة في
وجه الناس لكي يذكروني
بعد رحيـــــــــــــلي بكل
خيــــــــــر ومحبــــــــــة ..

[ علمتني طيبتي ]

بأن الصداقة هي التي تدوم وإن
الحب قد يزول في خلال
لحظات فأقدم الصداقة
على الحب مهمآ كلفتني الامور ..

[ علمتني طيبتي ]

مهمآ الأنسان تعالى
ورفع على الناس قدرهـ
في الآخر سوف يكون
تحت تراب قبرهـ ..

[ علمتني طيبتي ]

أن أهدي روح الطيبة والحنية لكل
شخص محتاج لها
حتى لو كان من أشد أعدائي ..

[ علمتني طيبتي ]

بأن لآ أخفي دموعي بل
اظهرها لأنها دليل على رقتي ..

[ علمتني طيبتي ]

مهمآ تكبدت عليا الهموم وأستضعف
الزمن من قوتي
فأني سوف أظل شآمخآ
كشموخ الجبل وصمودهـ ..

[ علمتني طيبتي ]
أن أكون أسعد الناس لأني أحمل
قلب الطيبة بين ضلوعي
أكتسبته من بين أحشاء أمي
فهذا فخر ومعزة ..


[ علمتني طيبتي ]

أقوم بأفضل الواجبات الأسلآمية
وأن أكررهآ سواء
للعدو او للصديق فيكفيني
إرضاء الله جل جلاله ..

لا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب









مجموعة أملي الجنة الإسلامية

 لا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب

  روي عن الإمام مالك أنه كان يقول :
لا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب
ونظروا إلى ذنوبكم كـأنكم عبيد فارحموا
أهل البلاء وأحمدوا الله على العافية
إياك أن تقول : هذا من أهل النار وهذا من
 أهل الجنة !
ولا تتكبر على أهل المعصية
بل ادع لهم بالهداية والرشاد .
 مجموعة أملي الجنة الإسلامية
وقال بعض السلف
قد يعمل العبد ذنبا فيدخل به الجنة
ويعمل طاعة فيدخل بها النار !
قالوا كيف ذلك ؟
قال : يعمل الذنب فلا يزال يذكر ذنبه
فيحدث له إنكسار وذلا وندما
ويكون ذلك سبب نجاته .
ويعمل الحسنة
فلا تزال نصب عينيه
كلما ذكرها اورثته عجبا وكبرا ومنة
فتكون سبب هلاكه .
مجموعة أملي الجنة الإسلامية
مجموعة أملي الجنة الإسلامية


تأملات باسم الله اللطيف

تأملات باسم الله اللطيف

http://img375.imageshack.us/img375/2895/97417684mo7.gif

تأملات باسم الله اللطيف



كرر اسم الله اللطيف مقترنا بإسمه الخبير في آيات 

منها قوله تعالى: {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ، 
وقوله عزوجل:{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ }.
ومعنى الخبير

أي الذي أدرك بعلمه السرائر ، واطلع على مكنون الضمائر ، وعلم بطائن الأمور، فهو اسم يرجع في مدلوله إلى العلم بالأمور 
التي هي في غاية اللطف والصّغر وفي غاية الخفاء . ومن باب أولى وأحرى
علمه بالظواهر والجليات ؛ فقد أحاط بكل شيء علما ، وأحصى كل شيء عددا.


وأما اللطيف فله معنيان : 

أحدهما : بمعنى الخبير وهو أن علمه دقّ ولطُف حتى أدرك السرائر والضمائر والخفيات.
المعنى الثاني: الذي يوصل إلى عباده مصالحهم بلطفه وإحسانه من طرق لايشعرون بها.

قال ابن القيم- رحمه الله- في نونيته
وهــو اللطيف بــعبده ولــعبده *** والـلـطف في أوصـافه نـوعـانِ
إدراك أســرار الأمــور بخُـبره *** والـلـطف عند مواقع الإحـسـانِ
فيــُريك عزته ويُـبدي لطـــفه *** والعبد في الغفلات عن ذا الشانِ

ولطف الله بالعبد من الرحمة بل هو رحمة خاصة ؛

فالرحــمة التي تصل إلى العبد من حيث لايشعر بها أو بأسبابها هـي اللــطف.
يقال : ( لطف بعبده ، ولطف له ) 
أي تولاه ولاية خاصة بها تصلح أحواله الظاهرة والباطنة ، وبها تندفع عنه جميع 
المكروهات من الأمور الداخلية والأمور الخارجية
فالأمور الداخلية لطفٌ بـــالعبد ، والأمور الخارجية لطف للـــــعبد.
فإذا يسر الله لعبده وسهل له طرق الخير ، وأعانه عليها فقد لطف بــه ،
وإذا قيض له أسبابا خارجية غير داخلة تحت قدرة العبد فيها صلاحه فقد لطف لـــه
وفي قصة يوسف عليه السلام قدر الله له أمورا كثيرة خارجية عادت عاقبتها الحميدة 

على يوسف وأبيه عليهما السلام وكانت في مبدئها مكروهة ولكن كانت 
عواقبها أحمدَ العواقب ، وفوائدها أجلّ الفوائد ولهذا قال عليه السلام :
إن ربي لطيف لما يشاء " أي أن هذه الأشياء التي حصلت لطفٌ 
لطفه الله له فاعترف عليه السلام بهذه النعمة

قال الشيخ المغامسي ( بمعنى كلامه : من لطف الله لعبده يعقوب أن قرن قدره بلطفه فالقدر فراق ابنه ولطفه المبشرات التي ستحصل ليوسف في المنام ) مقتطف من برنامج مع القرآن 

ولطف الله بعبده وله باب واسع ، يتفضل الله تعالى بما شاء منه على من يشاء من عباده ممن يعلمه محلا لذلك وأهلا  :
فمن لطفه بعباده المؤمنين أنه جل وعلا يتولاهم بلطفه فيخرجهم 

من ظلمات الجهل والكفر والبدع والمعاصي إلى نور العلم والإيمان والطاعة.
ومن لطفه بهم أنه يقيهم طاعة أنفسهم الأمارة بالسوء فيوفقهم لنهي النفس عن الهوى ، ويصرف عنهم السوء والفحشاء 

مع توافر أسباب الفتنة وجواذب المعاصي والشهوات ؛ فيمنّ عليهم ببرهان
لطفه ونور إيمانه فيدعونها مطمئنة لتركها نفوسهم ، منشرحة بالبعد عنها صدورهم
ومن لطفه بعباده أنه يقدر لهم أرزاقهم بعلمه بمصلحتهم لا بحسب مراداتِهم؛ فقد يريدون شيئا وغيره أصلح ؛ فيقدر لهم الأصلح

وأن كــرهوه لــطفاً بهم
قال تعالى: " الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز 
ومن لطفه جل وعلا بهم : أنه يقدر عليهم أنواعا من المصائب وضروبا

من البلايا والمحن سوقاً لهم إلى كمالهم وكمال نعيمهم

ومن لطفه بعبده -سبحانه- أن يقدر له أن يتربى في ولاية أهل الصلاح والعلم والإيمان ،

وبين أهل الخير ليكتسب من أدبهم وتأديبهم. وأن ينشأ كذلك بين أبوين صالحين ، 
وأقارب أتقياء ، وفي مجتمع صالح

ومن لطفه بعبده أن يجعل رزقه حلالاً في راحة وقناعة يحصل به المقصود ولايشغله 

عما خلق له من العبادة والعلم والعمل به ، بل يعينه على ذلك

ومن لطفه بعبده أن يقيض له إخوانا صالحين 
ورفقاء متقين يعينونه على الخير ويشدون من أزره في سلوكه سبيل الاستقامة 
والبعد عن سبل الهلاك والانحراف

ومن لطفه -جل وعلا- بعبده أن يبتـليه ببعض المصائب فيوفـقه للقيام

بوظيفة الصبر فيها ، فيُـنيله رفيع الدرجات وعالي الرتب . 

ومن لطفه سبحانه بعبده أن يكرمه بأن يوجد في قلبه حلاوة روح الرجاء وانتــظار الفرج وكشف الضر؛ فيخف ألمه وتنشط نفسه.

قال ابن القيم رحمه الله

فإن انتـــظاره ومطالعته وترقبه يخفـف حمل المشقة ولاسيما عند قوة الرجاء أوالقطع بالفرج ؛ فإنه يجد في حشو البلاء من رَوح الفرج ونسيمه وراحته ما هو من خفي الألطاف، وما هو فرج مُعـجل ، وبه وبغيره يُعرف معنى اسمه اللطيف ) أ.هـ

كم هو نافع بالعبد أن يعرف معنى هذا الاسم العظيم ودلالته ، ليحقـق الإيمان به ، ويقوم بما يقتضيه من عبودية لله فيملأ قلبه رجاءً وطمعاً في نيل فضل الله ، متحرياً في كل أحواله الفوز بالعواقب الحميدة ، واثقاً بربه اللطيف ومولاه الكريم بالنعم السوابغ والعطايا

ومن يتحرّ الخير يُعطه ، ومن يتوقّ الشر يوقه

والفضل بيد الله وحــده يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

فقه الأسماء الحسنى  .
http://img375.imageshack.us/img375/2895/97417684mo7.gif





العلاقة الجنسية .. رؤية مجهرية من القرآن الكريم




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

العلاقة الجنسية .. رؤية مجهرية من القرآن الكريم

؛°`°؛¤ّ,¸ دليل الإسلامي و الديني في الحياة الزوجية °؛¤ّ,¸¸,


الجنس دافع من أقوى الدوافع لدى الإنسان ، وذلك لحكمة أرادها الله سبحانه وتعالى : هذه الحكمة : هي تعمير الكون وإقامة الخلافة في الأرض ، وإستمرار الحياة فيها.
والجنس في منهج القرآن ليس هو ينبوع القذارة والخطيئة - كما يدعي أصحاب بعض المذاهب والديانات السابقة .
وليس وحده هو الطاقة المحركة لكيان الإنسان كما يدعي " فرويد " ومدرسته وليس هو مسألة بيولوجية تؤدى على قارعة الطريق أو خلسة بي إثنين كما يفعل بعض دعاة المدنية الحديثة وليس هو رجلاً لكل النساء ، أو امرأة لكل الرجال كما يفعل دعاة الشيوعية والاشتراكية ومن سار سيرهم وإنما هو دافع ، ودافع نظيف ، وله وظيفة محددة ، قال تعالى : نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم .. سورة البقرة آية رقم 223
إن التعبير بالحرث يناسب هذا الواقع لأنه واقع إخصاب وتوالد ونماء . وما دام حرثاً فأتوه بالطريقة التي تشاءون ولكن في موضع الإخصاب الذي يحقق غاية الحرث  واتجهوا إلى الله فيه بالعبادة والتقوى فيكون عملاً صالحاً تقدمونه لأنفسكم واستيقنوا من لقاء الله الذي يجزيكم بما قدمتم

قال تعالي : وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه .. سورة البقرة آية رقم 223 

وبذلك حدد منهج القرآن العلاقة الجنسية بتلك الصورة الموحية الجميلة صورة الأرض التي تحرث لوضع البذرة وتعهدها ، حتى تنبت وتأتي ثمرة جديدة من نفس النوع.
والجنس بهذا التصور وسيلة لبقاء النوع الإنساني وانتشاره ،

قال تعالى : يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منها رجالاً كثيراً ونساء .. سورة النساء آية رقم 1

وهو وسيلة السكن والراحة ، والمودة والرحمة

قال تعالى : ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون .. سورة الروم آية رقم 21

إن هذه الصلة التي تكون بين الرجل وزوجته - هي صلة المودة والرحمة صلة السكن للنفس والعصب - صلة فيها الراحة للجسم والقلب ،، صلة فيها استقرار الحياة والمعاش ،،، وأنساً للأرواح والضمائر لكل من الرجل والمرأة ..  
إن المؤمن يدرك حكمة الله سبحانه وتعالى في جعل كل من الجنسين موافقاً للآخر ، ملبياً لحاجته الفطرية سواء كانت هذه الحاجة نفسية ، أو عقلية ، أو جسدية ، بحيث يجد في رحابها الراحة والطمأنينة والاستقرار ، لأن تركيبها النفسي والعصبي والعضوي ملحوظ فيه تلبية رغائب كل منهما في الآخر وائتلافهما وامتزاجهما في النهاية لانشاء هذه الحياة الجديدة 
هذا هو رابط الجنس في منهج القرآن الكريم ، وهذه هي العلاقة الجنسية في قواعد الإسلام ، والمتأمل في ذلك يجد أن منهج القرآن الكريم يختلف عن كل المناهج الأرضية في هذه المسألة
فالجنس تسافداً كتسافد الطيور على الأشجار ، وليس تصارعاً على المرأة الجميلة في الحانات والأندية كما تتصارع فصائل الكلاب على الأنثى ، وليس عملية تتم في الظلام بلا عقود ولا شهود وإنما هو سكن يلجأ إليه الرجل ، ليجد في أنسه الراحة ، وفي قربه الأمن والاستقرار والهدوء والاطمئنان وهو أولاً وأخيراً مودة ورحمة حتى ينشأ الأطفال - الزغب - في هذا الجو ، جو الدفء والحنان والرعاية ، والجنسفي منهج القرآن أيضاً : وسيلة الستر والوقاية ،،

قال تعالى : هن لباس لكم وانتم لباس لهن .. سورة البقرة آية رقم 187
لباس للستر والحفظ ، يستر الجسد فلا ينكشف ، ويستر العورة فلا تبين ، ويستر عورات الإنسان ونتوءات جسمه ، ويستر عيوبه الجسدية والخلقية والجنسية ، ويستر جهله وطيشه وفلتات لسانه ، ويستر صعفه أو شرهه ، وكل أسراره التي لا يحب أن تعرض ، ووقاية للرجل والمرآة عن التفكير في الفحشاء أو ارتكابها ، وتلطيف لوقدة الشهوة ، وتلمظ الرغبة كما يلطف الثوب الساتر أذى الهاجرة ، وقسوة الزمهرير

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا شاب تزوج ، وإياك والزنا ، فإنه ينزع الإيمان من قلبك .. مكارم الأخلاق ، الباب الثامن ، الفصل الأول ، ص 196

لهذا كان منهج القرآن يعمل على تشجيع الأفراد على الزواج ويحثهم عليه ويصل في بعض هذه التوجيهات إلى درجة الأمر

قال تعالى : فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة .. سورة النساء آية رقم 3
ويقرر وأن لهم أجراً في ذلك ، لا يقل عن أجره في أي عمل من أعمال الدنيا يؤديه ، كما أن منهج القرآن يرفع الجنس إلى مستوى بعض العبادات ، ففي حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلممن تزوج فقد أحرز نصف دينه ، فليتق الله في النصف الثاني .. من كتاب سفينة البحار ج1 ص561 ، مادة زوج

والجنس في منهج القرآن أيضاً ، لا يتم إلا بعقد موثق ورضى وقبول .. وشهود يشهدون على هذا العقد ،، أما في حالة الزنا والعياذ بالله

فيقول الله تعالى : الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين 
سورة النساء آية رقم 2

حيث أن هذه الفتاة التي تسلم في جسدها لرجل ليس بينها وبينه عقد موثق مثلها كمثل الحارس الذي يدعو الناس إلى سرقة المال الذي يحرسه ، فذلك لا يعطي الناس الحق في السرقة ، لأن الحارس لا يملك المال في الحقيقة وهذه الفتاة الحارسة على عرضها لا تملك التصرف فيه ، ولا دعوة الناس إلى اغتصابه ، إنه ليس عرضها وحدها ، ولكنه عرضها وعرض والديها وعرض أسرتها ، وعرض مجتمعها ، وعرض الإنسانية المسلمة .. إنه عرض الأمانة التي أؤتمن الله عليها البشر ، وينبغي أن يردوا الأمانة نظيفة ، كما تلقوها كاملة ولايسلموها إلا بحقها الذي نص عليه صاحب الحق 
وهذا الذي نقوله بالنسبة للفتاة نقوله للرجل ، فالرجل لا يملك من عرضه شيئاً إلا بحقه 
فإذا انحرف الإنسان عن هذا المنهج وخرج عن هذا الطريق - كان الجزاء - ومع ذلك يعترف بالضعف الإنساني ،

قال تعالى : ويريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفاً .. سورة النساء آية رقم 28 
ويعامله على اساس هذا الضعف فيغفر له زلاته ،، ما دام لم يصر عليها

قال تعالى : والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهو يعملون ( 135 ) أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين ( 136 ) .. سورة آل عمران 135- 136

اللهم صل وسلم على أشرف الخلق سيدنا ومولانا محمد


ودمتم بخير

ودمتم في حفظ الرحمن


...............................................................................

لا تخافي ,,الفرح بيجيكـ وافي ..
لا تخافي,, واتركي كل الظنون ..
فرّحي قلوب الحبايب 
وامسحي دمع العيون 
لا تخافي يالأميرة 
لجل عينكـ كل شي وربي يهون 
جآك مخلص جاك طيّب جاك وافي
وقلب عاشق والمهم قلبه حنون" ..

كل دقيقه من أعمآرنآ >>أنفاس<< لآتعود
فلتكن لأنفآسك حلآوة {الأستغفار}في كل حين



ربي لاتذرني فرداً وانت خير الوارثين,,رب هب لي من لدنك ولياً وجعله ربي رضيا,, رب هب لي من لدنك ذريه صالحه طيبة إنك سميع الدعاء يارب يارب يارب هو عليك هين يارب خلقتني من قبل ولم أك شيئ فاأرزقني,, يارب إذا اردت شي فإنك تقول له كن فيكون يارب ارزقني وكل محرووم عاااااااجل غير آآآآجل..


لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين..
اللهم صلي وسلم على محمد عليه أفضل الصلاة واتم التسليم..

كلما ازدادَ رصيدُ الإيمانِ في قلبكَ ازدادَ منسوبُ الحبّ لله جل جلاله عندكَ فاجهد 
جهدكَ لزيادة رصيدِ الإيمانِ وراقبْ جيداً منسوبِ الحبّ باستمرار


سبحان الله وبحمده