الاثنين، 14 أبريل 2014

نكت خفيفة

في ثنين يلعبو كرة قدم واحد شات والثاني ماسنجر خخخخخ
ــــــــــــــــــــــــــــــ
إثنين راحو عالبحر... واحد صاد والثاني ضاد  أدعسسس
هَہهَہهَہِہِِهَہهَہهَہ 
حلوة صح؟؟ 
هَہهَہهَہِہِِهَہهَہهَہ
ثنتين حوامل راحوا المستشفى الأولى جابت توم....
والثانيه جيري 
هَہهَہهَہِہِِهَہهَہهَہهههاااااااااااااي 
يوووووووه أسخف شيء
هَہهَہهَہِہِِهَہهَہهَہ 
لا تقول ما ضحكت؟؟؟ 

ثنتين قاعدات يتمشو... وحده أسمها مريوم والثانيه مر أسبوع 
لحظة خلنا. نتفاهم يا طيب.. 
فيه إثنين بدو
وإثنين انتهو 
،،،،،،، طالعة طالعة ،،،،،،،
ه
في ثنين راحوا عزا ، قال الأول عزيت
قال لا والله عالسمنة  
 هههههههههههههههههههههههههه
دقيقه دقيقه 
هَہهَہهَہِہِِهَہهَہهَہ
هَہهَہهَہِہِِهَہهَہهَہ جيرة الله عليك لا تحذفني 
واحد عاهة اتصل ع الاسعاف :
🚑
🚑
- الإسعاف : ألو
- العاهة : هلا شو أخباركم
-الإسعاف : بخير ! شو عندك..!
- العاهة : والله ثلاث اولاد الحمدلله.
-الإسعاف :الله يخلّيهم لك ،،، 
قصدي شو الحالة اللي عندك؟؟
- العاهة : عاطل عن العمل
- الإسعاف : يا خوى يا حبيبي شو فيك شو عندك مصيبه...؟؟؟!!!!!
-العاهة : لا والله ولا شي بس قلت اتّصل بيكم عشان ما تقولو مصلحجي ! ما يتّصل إلا وقت الحاجة...
😄😄😄😄
آحلا عاهة ب 2013 :ههههههااي
اهبل اهبل اهبل اهبل اهبل اهبل اهبل اهبل اهبل اهبل اهبل اهبل
اهبل اهبل اهبل اهبل اهبل اهبل اهبل اهبل اهبل اهبل اهبل اهبل
اهبل اهبل اهبل اهبل اهبل اهبل اهبل اهبل اهبل! اهبل اهبل اهبل
اهبل اهبل اهبل اهبل اهبل اهبل اهبل اهبل اهبل اهبل اهبل!
طيب ليش ما قريتهم كلهم؟
ما تعرف انه في وحده منهم ( أحبك )!
^
ليش رجعت تدور؟
ما قلتلك
أهبل؟
وحياتك إلا تاكلوهاا مثل مااكلتهاا
ههههههههههههههههههههههههههههه :O=D:'(😜=))!
ھَھَھَھَھَھَھَھَھَھَھَھَھَھَھَھَھَھَھَھَ
------------------------------
^ قسم بالله اذا تحذفني يآويلك.. :|
معلومة مفيدة: هل تعلم لماذاا نشرب الشاي؟!
لأننا لا نستطيع ان نأكله !!
عاد خلونا نشوفكم لاتقاطعونا 😁
قال أعرابي لأبيه: أصدقني القول يا أبي هل كان جدي كريم؟
فقال له الأب:كلا كلا بل كان فازلين . . 
فضحك الاثنين والثلاثاء والاربعاء والخميس
عدا والجمعه والسبت لانهم اجازة هعهعهع
😂😂😂😜😜
يقال انه كانت هناك امرأةٌ حامل في أيام الجاهلية وقد ذهبت لأمها لكي تزف اليها الخبر
فقالت: أبشري يا أمي ستصبحين جدة
قالت الأم: جدة والا الرياض
فضحك الجميع 
ومات الجنين من كثر الضحك
😂😂😂😜😜😜
بينما كان العرب يحاربون الفرس
سقط سيف الجندي العربي فصاح قائلا : سيفي سيفي
فردّ عليه الجندي الفارسي : سيفي ولا شتوي
فضحك الجميع واجلوو الحرب
😂😂😂😜😜😜
دخل أعرابيٌ إلى إحدى القهاوي وقال: عمتم مساءً أيها العرب !
فرد عليه احدهم قائلاً: عمتم ولا سبحتم !
ففرط الجميع من الضحك وعزم الأعرابي الجميع على شاي بحليب
وعمت الفرحة أرجاء المكان
😂😂😂😜😜😜
رأى رجل غلاما يشرب الماء بيده اليسرى
فقال له: يا غلام!!! هل أنت ايسر؟
فأجابه الغلام: لا أنا "اتش بي"!!
فضحك الجميع و عم الفرح و السرور أرجاء القرية و اشتروا جميعهم لابتوب توشيبا !!!!
😂😂😂😜😜😜
استيقظ رجل من نومه وهو ذاهب إلى العمل
فقال لزوجته: ما أجمل هذا الصباح
فقالت له: "صباح فخري ولا صباح الشحرورة"
فضحك الزوجين وصكها كف على وجهها على ثقاله الدم الزائدة مع الصبح
😂😂😂😜😜😜
مر أعرابيٌ بإحدى الجاريات فرأى أن شعرها طويل جداً
وقال لها: هل شعرك توصيلة؟
فأجابته: لا وايرلس 
فضحك الاثنان وشدها من شعرها وطلعت قرعه
😂😂😂😜😜😜
أراد القاضي أن يهدد المجرم لكي يعترف بجريمته...
فقال له: فالتعترف والا جلدناك بالسوط..
فقال المجرم: اجلدني إذاً بالسوط و الصوره
فضحك القاضي والمجرم وفكو أسره وأعطوه فلاش ميموري هديه
😂😂😂😜😜
🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜🐜




ماذا قدّمتُ أنا؟
د. محمود نديم نحاس

 
المقالة منشورة في الاقتصادية الإلكترونية ، الأحد 13/4/2014
 
هذه لفتة رائعة من الشيخ محمد الغزالي – رحمه الله – حيث يقول: قلت لرجل تعوّد شرب الخمر: ألا تتوب إلى الله؟ فنظر إليّ بانكسار، ودمعتْ عيناه، وقال: ادعُ الله لي. فتأملت في حال الرجل، ورقَّ قلبي. إن بكاءه شعور بمدى تفريطه في جنب الله، وحزنه على مخالفته، ورغبته في الاصطلاح معه، إنه مؤمن يقينا، ولكنه مبتلى! وهو ينشد العافية ويستعين بي على تقريبها. فقلت لنفسي: قد تكون حالي مثل حال هذا الرجل أو أسوأ! صحيح أنني لم أذق الخمر قط، فإن البيئة التي عشت فيها لا تعرفها، لكنّي ربما تعاطيت من خمر الغفلة ما جعلني أذهل عن ربي كثيراً وأنسى حقوقه. إنه يبكي لتقصيره، وأنا وأمثالي لا نبكي على تقصيرنا! قد نكون بأنفسنا مخدوعين! وأقبلت على الرجل الذي يطلب مني الدعاء ليترك الخمر، قلت له تعال ندع لأنفسنا معا: (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين).
قرأت هذه اللفتة البديعة بعد أن قرأت عن الأوضاع المأساوية للمشردين واللاجئين السوريين، حيث زخرت الشابكة بمقالات ومدونات كما امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الموضوع، وكلها تلقي باللوم على الآخرين فيما وصل إليه وضع السوريين، وكل من كتب يتساءل: ماذا قدّمت الدولة الفلانية؟ وماذا فعلت المنظمة العلانية؟ وماذا قدّم الأغنياء؟ وماذا فعلتَ أنت أيها القارئ؟... لكني لم أجد أحداً يتساءل: ماذا قدّمتُ أنا لإخواني هؤلاء؟ وحتى لو قدّمتُ فهل هو فعلا كل ما أستطيعه؟ وهل هو المتوقع مني؟
جاء في الحديث الذي رواه جرير بن عبد الله رضي الله عنه: (كنَّا عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ في صدرِ النَّهارِ، فجاءَ قومٌ عراةً حفاةً متقلِّدي السُّيوفِ، عامَّتُهم من مضرَ، بل كلُّهم من مضرَ، فتغيَّرَ وجْهُ رسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ لِما رأى بِهم منَ الفاقةِ، فدخلَ ثمَّ خرجَ، فأمرَ بلالاً فأذَّنَ ثمَّ أقامَ الصَّلاةَ فصلَّى، ثمَّ خطبَ فقالَ: (يا أيُّها النَّاسُ اتَّقوا ربَّكمُ الَّذي خلقَكم من نفسٍ واحدةٍ وخلقَ منْها زوجَها وبثَّ منْهما رجالاً كثيرًا ونساءً، واتَّقوا اللَّهَ الَّذي تساءلونَ بِهِ والأرحامَ. إنَّ اللَّهَ كانَ عليْكم رقيبًا) وَ (اتَّقوا اللَّهَ ولتنظر نفسٌ ما قدَّمت لغدٍ). تصدَّقَ رجلٌ من دينارِهِ، من دراهمِهِ، من ثوبِهِ، من صاعِ برِّهِ، من صاعِ تمرِهِ، حتَّى قالَ: ولو بشقِّ تمرةٍ. فجاءَ رجلٌ منَ الأنصارِ بِصُرَّةٍ كادت كفُّهُ تعجزُ عنْها، بل قد عجزتْ. ثمَّ تتابعَ النَّاسُ حتَّى رأيتُ كَومينِ من طعامٍ وثيابٍ، حتَّى رأيتُ وجْهَ رسولِ اللهِ يتَهلَّلُ كأنَّهُ مُذْهَبَةٌ، فقالَ رسولُ اللهِ: من سنَّ في الإسلامِ سنَّةً حسنةً فلَهُ أجرُها وأجرُ من عملَ بِها من غيرِ أن ينتقصَ من أجورِهم شيئًا، ومن سنَّ في الإسلامِ سنَّةً سيِّئةً فعليْهِ وزرُها ووزرُ من يعملُ بِها من غيرِ أن ينتقصَ من أوزارِهم شيئًا).

Abdulbasit Abdulsamad Surat Al Hijr

الأحد، 13 أبريل 2014

beautiful recitation - Surat al-Fajr سورة الفجر

معجزة العثور على سفينه نوح

معجزة العثور على سفينه نوح


بالصور : معجزة العثور على سفينه نوح


د. محمد دودح المستشار العلمي بالهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة: 

ثارت البراكين كتنور كبير وهطل مطر غزير وانفجرت الأرض عيونا بماء وفير وتحولت السيول لفيضان كبير, وهاجت الأمواج وأصبحت كالطود تكتسح كل عمران ولا تبقي للقاطنين من أثر, وفي خضم الأمواج العاتية مرت سفينة عظيمة أعجوبة في زمانها تمخر العباب بلا أشرعة حوت قلة من العابدين لتبلغهم بر الأمان, وحاول من كانوا بالأمس ساخرين اللحاق بالناجين, ولكن لم يحمهم من الغرق شيء؛ حتى أعالي الجبال بمنطقة الدمار, وإذا المُقَدَّر وقع؛ فمن يدفع القدر!. 



عاش القوم منعمين في جنات وارفات, لكنهم نسوا فضل المنعم الكريم, استخفوا بالتحذيرات فلم يحمهم من قدرة العلي وثن؛ وكأن المنطقة لم تكن يوما مرتعا للمرح وساحة للتكبر والعناد, فما الذي حدث؟, إنه الطوفان العظيم. 



حدث مأثور روته الحضارات القديمة ونقله كتبة الأسفار وتميز القرآن الكريم بدقة الوصف, ولم يتبق إلا سفينة يدفعها الطوفان لتستقر على سفح جبل آية للمعتبر في صنعها وحفظها على علمه تعالى وقدرته, قال تعالى: ﴿كَذّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذّبُواْ عَبْدَنَا وَقَالُواْ مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ. فَدَعَا رَبّهُ أَنّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ. فَفَتَحْنَآ أَبْوَابَ السّمَآءِ بِمَاءٍ مّنْهَمِرٍ. وَفَجّرْنَا الأرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى المَآءُ عَلَىَ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ. وَحَمَلْنَاهُ عَلَىَ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ. تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَآءً لّمَن كَانَ كُفِرَ. وَلَقَدْ تّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مّدّكِرٍ﴾ القمر 9 - 15, قال ابن عاشور رحمه الله (ت 1393هـ): “ضمير المؤنث (في تركناها) عائد إلى (ذات ألواح ودسر) أي السفينة.. أي أبقينا سفينة نوح محفوظة.. لتكون آية تشهدها الأمم”. 



وفي مايو عام 1948 كشفت الزلازل عن آثار سفينة كبيرة متحجرة مطمورة في الرواسب الطينية على سفح جبل الجودي في جنوب شرق تركيا بالقرب من حدودها مع سوريا والعراق اكتشفها راعي غنم اسمه رشيد سرحان من قرية أوزنجيلي Uzengili الكردية, وفي أكتوبر عام 1959 في أحد طلعات طيران الجيش التركي عاين الطيار Durupinar السفينة. 



وفي عام 1960 أرسلت أول بعثة لمنطقة الأكراد الجبلية شرق تركيا لمعاينة السفينة المتحجرة على سفح جبل الجودي باستخدام تقنيات حديثة, ولا يعقل أن توجد سفينة على جبل على ارتفاع حوالي 2000 متر من سطح البحر إلا أن يرفعها شيء وليس في الأخبار والأسفار والقرآن سوى الطوفان, وقد أثار الخبر دهشة كبيرة لأن قصة السفينة عند الملاحدة أسطورة, والأسفار القانونية المعتمدة في كل الكنائس قالت "جبال أرارات" وقال القرآن بل "الجودي" تحديدًا وصدق, في سفر التكوين: "وتعاظمت المياه كثيرا جدا على الأرض فتغطت جميع الجبال الشامخة التي تحت كل السماء", "واستقر الفلك في الشهر السابع في اليوم السابع عشر من الشهر على جبال أراراط" تكوبن 8: 4. 



وأرارات سلسلة بركانية ذات قمتين المسافة بينهما حوالي 11 كم أدناهما ترتفع حوالي 4000 متر, وأعلاهما تكسوها الثلوج وترتفع حوالي 5000 متر فوق سطح البحر؛ وهي أعلى قمة بتركيا, وتقع أرارات شرق تركيا بالقرب من حدود أرمينيا وإيران بينما يقع الجودي جنوب شرق على حدود العراق وسوريا, وحتى لو خان التعبير كتبة الأسفار فقالوا جبال أرارات بدلا عن منطقة شاسعة لحضارة قديمة تشمل جبال أرارات؛ فمن أين إذن استمد القرآن هذا التحديد الدقيق المعجز!. 



وصدق القرآن الكريم في تصوير بليغ بديع يحلو في الآذان ويهز الوجدان ويأخذ بالألباب؛ قال تعالى: ﴿وَقِيلَ يَأَرْضُ ابْلَعِي مَآءَكِ وَيَسَمَآءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَآءُ وَقُضِيَ الأمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيّ وَقِيلَ بُعْداً لّلْقَوْمِ الظّالِمِينَ﴾ هود 44, ولم يبدأ الاهتمام الفعلي إلا عام 1985 واستخدمت البعثات العلمية حتى مايو 2007 تقنيات حديثة فأكدت الدراسة نبأ القرآن الكريم. 




وأظهر التصوير بالرادار واستشعار المواد المعدنية تركيب السفينة من الداخل بهيئة تكوينات منتظمة غير طبيعية تؤكد أنها صنعة يد, وقد وجد الباحثون حفريات متحجرة حول السفينة لقواقع مياه عذبة ومياه مالحة ومرجان على ارتفاع لا توجد فيه بحار, واكتشفت بعض مسامير ربط الألواح الخشبية Rivets وهي عادة تطرق من الجهتين لمنع الانفلات, وتسمى اليوم براشيم Rivets وسماها القرآن الكريم "دُسُر" كاشفا وحده تركيب السفينة قبل أن يعرف أحد شيئا عن تلك المسامير, قال تعالى: ﴿وَحَمَلْنَاهُ عَلَىَ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ﴾ القمر 13, وأوجز الشيخ مناع خليل القطان رحمه الله (ت 1420 هـ) تفسير جمهور المفسرين بما يكاد يكون إجماعا بقوله: أي “وحملنا نوحاً ومن معه على سفينة مصنوعة من الخشب والمسامير”. 
ولم يؤيد المحققون تصور كتبة الأسفار أن السفينة اتسعت لكل أزواج الحيوانات الأليفة والمفترسة في كل كوكب الأرض وأن الطوفان عالمي, ولك أن ترجح أن شحنة الحيوانات والطيور كانت من معهود المواشي والأنعام بغرض التربية في الموطن الجديد وليست كل حيوانات الأرض؛ خاصة أن في القرآن لم يرسل نوح برسالة كافة الأنبياء إلا لقومه خاصة, قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىَ قَوْمِهِ إِنّي لَكُمْ نَذِيرٌ مّبِينٌ. أَن لاّ تَعْبُدُوَاْ إِلاّ اللّهَ إِنّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ﴾ هود 25و26, وتأخذك المشاهد غضة طرية في روعة وجلال تحشد في ذهنك شتى التصورات يشارك فيها نظم المقاطع وإيقاع الفواصل في تجسيد المضمون, قال تعالى: ﴿وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الّذِينَ ظَلَمُوَاْ إِنّهُمْ مّغْرَقُونَ﴾ هود 37, كانت صناعة السفينة إذن آية على عناية الله استنفذ فيها نوح وفريقه كل مهارات عصره ولكنه بالوحي فاق عصره في التقنية, وقال تعالى: ﴿فَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَآءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التّنّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الّذِينَ ظَلَمُوَاْ إِنّهُمْ مّغْرَقُونَ﴾ المؤمنون 27. 



وتنور الحطب هو موقد الخبز عند الشعوب القديمة, وما أشبه ثورة البركان بالتنور في الثوران وفوران الأبخرة, أيكون فوران التنور تمثيل خاصة أن الحدث يخص الأرض!, قال سيد قطب رحمه الله (ت 1386 هـ): "تلك هي العلامة ليسارع نوح فيحمل في السفينة بذور الحياة.. (و)تتفرق الأقوال حول فوران التنور وتبدو رائحة الإسرائيليات فيها.. وأقصى ما نملك أن نقوله: التنور الموقد.. (وفورانه بتفجر عيون ماء حار) قد يكون.. بفوارة بركانية (من باب التشبيه والتمثيل)”, وقد قالوا في التفسير المراد بالتنور وجه الأرض, قاله ابن عباس وعكرمة والزهري وقال قتادة أعاليها, ويرجح التمثيل التصريح في التنزيل العزيز بتفجر الأرض عيونا لا تنور الحطب, قال تعالى: ﴿وَفَجّرْنَا الأرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى المَآءُ عَلَىَ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ﴾ القمر 12. والمعلوم حاليا أن الأبخرة الحارة وتكثفها في الجو هي مصدر أساسي للأعاصير والمطر الغزير. 



وقال تعالى: ﴿وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنّ رَبّي لَغَفُورٌ رّحِيمٌ﴾ هود 41, كانت السفينة إذن آية عظيمة؛ ليس فحسب في صنعها وإنما أيضا في جريها في الموج بلا حاجة لأشرعة خاصة في ذلك الجو العاصف, ,وأما لفظ (مُرسَاها) فقد جاء عاما ليعني رسوها آمنة رغم جريها بمراسي تحفظ توازنها ورسوها سالمة عند وصولها بطرح مراسيها, وقد اعتاد القدماء استخدام مراسي حجرية تربط من أسفل السفينة بحبل لتستقر ويعرفوا العمق, وسفينة نوح من الضخامة بحيث تماثل حوالي نصف سفينة التيتانك الغارقة وليست بقليلة إلى جوار حاملة طائرات فلا بد أن مراسيها كبيرة. 



وفي عام 1989 اكتشف فاسولد Fasold مرساة عند قرية قريبة من موقع السفينة تدعى كازان Kazan, وقد يصل طول المرساة 2,5 متر وتزيد الواحدة عن 4 طن وتسمى بعدة لغات أنجر وأنقر وباليونانية أنقرة وهو نفس اسم المدينة التركية, وبديهي أن تلقي السفينة مراسيها قبيل وصولها الآمن إلى مشارف سفح جبل الجودي, وشيئا فشيئا اكتشفت المراسي تباعا لترسم خط السير, وقد اكتشف حتى الآن 13 مرساة كانت تعمل كأثقال لتثبيت السفينة وهي اليوم ترشد لخط السير نحو المناطق الجبلية الشرقية لتستقر السفينة قرب مدينة قديمة كانت تسمى ناكسوان Naxuan وتعني بالإغريقية مدينة نوح. 



وقال تعالى: ﴿وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَىَ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَبُنَيّ ارْكَبَ مّعَنَا وَلاَ تَكُن مّعَ الْكَافِرِينَ. قَالَ سَآوِيَ إِلَىَ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَآءِ قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاّ مَن رّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ﴾ هود 42و43, والتعبير (في موج) يؤيد أنها ضمن حركته بلا حاجة لأشرعة, ولم يتبين لنا كم تكون الأمواج مدمرة تطاول الجبال في النظر إلا مع موجات مد التسونامي وهي أيضا كلمة تعني الأمواج العاتية, وقد افترض فاسولد Fasold أن الفيضان الذي أغرق قوم نوح يرجع غالبا لحدث فلكي مثل سقوط قطعة مذنبية ضخمة تسبب في نشاط بركاني واسع ودفع مخزون المياه الجوفية وتحريك أمواج البحر لتدفع السفينة باتجاه المناطق الجبلية وتكتسح كل المناطق الساحلية وتدمرها, ووفق التوقعات الفلكية لو سقط في المحيط مذنب ثلجي بحجم ملعب كرة فسيؤدي إلى تخريب واسع لمعالم الساحل ومع تبخره نتيجة للاحتكاك وتحول الأبخرة لسحب يضيف مطرها الغزير والعواصف المصاحبة مزيدا من التخريب, ولا ننسى مشاهد ربع مليون ضحية في عام 2004 نتيجة لأمواج زلزال بالمحيط فما بالك إذا نجمت الأمواج عن رجم نيزكي معتبر!. 





وقد اكتشف باحثون على عمق كبير في البحر الأسود آثار منطقة سكانية غارقة وقدموا أدلة على أن البحر الأسود كان في الأصل بحيرة عذبة ونتيجة لحدث ضخم انفتحت القناة بينه وبين البحر الأبيض مما يرجح فرضية الرجم النيزكي, وقد أدت الأبحاث الجيولوجية في مناطق بلاد ما بين النهرين إلى اكتشاف طبقة من الطمي تفرق بين آثار حضارات قديمة تحتها وآثار حضارات أحدث فوقها مما يؤكد حدث الطوفان ويبرهن على الوحي في بيان القرآن الكريم, قال تعالى: ﴿تِلْكَ مِنْ أَنْبَآءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَآ إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَآ أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـَذَا فَاصْبِرْ إِنّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتّقِينَ﴾ هود 49, وهكذا لم تخبرنا روايات كتبة الأسفار قط عن نبأ حفظ السفينة آية للعالمين بينما أكده القرآن الكريم تأييدا لخاتم النبيين, قال تعالى: ﴿فأَنْجَيْناهُ وأَصْحَابَ السّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَآ آيَةً لّلْعَالَمِينَ﴾ العنكبوت 15, وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ تّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مّدّكِرٍ﴾ القمر 15, فاق البيان المعجز إذن أفق كل المعارف في بيئة التنزيل, وتناول بالتفصيل أحداث تتعلق بآثار مطمورة لم يكن لأحد العلم بها زمن التنزيل, يقول العلي القدير: ﴿أَمْ يَقُولُونَ تَقَوّلَهُ بَل لاّ يُؤْمِنُونَ. فَلْيَأْتُواْ بِحَدِيثٍ مّثْلِهِ إِن كَانُواْ صَادِقِينَ﴾ الطور 33و34. 

 
المراجع: 
• المكتبة الشاملة (آلاف المراجع الإسلامية). 
• الموسوعة البريطانية وموسوعة إنكارتا. 
• الشبكة الدولية للمعلومات (الانترنت). 

تحياتي

Abdelbasset Abdessamad (Al Fourquane) Complète HD

THE VOICE OF MECCA ┇The Life of Qari Abdul Basit Abdul Samad

السبت، 12 أبريل 2014

قصة الرجل المجادل - من قصص الإمام الشافعي




الشافعي jhHhk.png


قصة الرجل المجادل.
 
كيف يكون إبليس مخلوقا من النار،ويعذبه الله بالنار؟


في يوم من الأيام، ذهب أحد المجادلين إلى الإمام الشافعي، وقال له: 

كيف يكون إبليس مخلوقا من النار،ويعذبه الله بالنار؟! 

ففكر الإمام الشافعى قليلاً، ثم أحضر قطعة من الطين الجاف، وقذف بها الرجل، فظهرت على وجهه علامات الألم والغضب.

فقال له: هل أوجعتك؟ 

قال: نعم، أوجعتني 


فقال الشافعي: كيف تكون مخلوقا من الطين ويوجعك الطين؟! 

فلم يرد الرجل وفهم ما قصده الإمام الشافعي، 

وأدرك أن الشيطان كذلك: خلقه الله - تعالى - من نار

وسوف يعذبه بالنار.

قصة اليتيمان

قصة اليتيمان




أحس (ماجد) أنه لم يفهم شيئاً مما يقرأ ، وأن عينيه تبصران الحروف وتريان الكلم ولكن عقله لا يدرك معناها ، إنه لا يفكر في الدرس ، إنه يفكر في هذه المجرمة وما جرَّت عليه من نكد ، وكيف نغَّصت حياته وحياة أخته المسكينة وجعلتها جحيماً متسعراً ، ونظر في (المفكرة) فإذا بينه وبين الامتحان أسبوع واحد ، ولابد له من القراءة والاستعداد ، فكيف يقرأ وكيف يستعد ؟ وأنَّى له الهدوء والاستقرار في هذا البيت وهذه المرأة تطارده وتؤذيه ولا تدعه يستريح لحظة ، وإذا هي كفت عنه انصرفت إلى أخته تصب عليها ويلاتها ؟…
هل يرضى لنفسه أن يرسب في أول سنة من سنيّ الثانوية وقد كان (في الابتدائي) المجلّي دائماً بين رفاقه ، والأول في صفه ؟.
وإنه لفي تفكيره ؛ وإذا به يسمع صوت العاصفة… وإن العاصفة لتمر بالحقل مرة في الشهر فتكسر الأغصان، وتقصف الفروع ، ثم تجيء الأمطار فتروي الأرض ثم تطلع الشمس، فتنمي الغصن الذي انكسر وتنبت معه غصناً جديداً، وعاصفة الدار تهب كل ساعة، فتكسر قلبه وقلب أخته الطفلة ذات السنوات الست، ثم لا تجبر هذا الكسر أبداً… فكأن عاصفة الحقل أرحم وأرق قلباً وأكثر ( إنسانية) من هذه المرأة التي يرونها جميلة حلوة تسبي القلوب… وما هي إلا الحيَّة في لينها ونقشها، وفي سمها ومكرها.
لقد سمع سبّها وشتمها وصوت يدها، شلَّت يدها، وهي تقع على يد الطفلة البريئة، فلم يستطع القعود، ولم يكن يقدر أن يقوم لحمايتها خوفاً من أبيه، من هذا الرجل الذي حالف امرأته الجديدة وعاونها على حرب هذه المسكينة وتجريعها غصص الحياة قبل أن تدري ما الحياة… فوقف ينظر من ( الشبّاك) فرأى أخته مستندة إلى الجدار تبكي منكسرة حزينة، وكانت مصفرة الوجه بالية الثوب، وإلى جانبها أختها الصغرى، طافحة الوجه صحة، بارقة العينين ظفراً وتغلّباً، مزهوّة بثيابها الغالية… فشعر بقلبه يثب إلى عينيه ويسيل دموعاً ، ما ذنب هذه الطفلة حتى تسام هذا العذاب؟ أما كانت فرحة أبيها وزينة حياته؟ أما كانت أعز إنسان عليه؟ فمالها الآن صارت ذليلة بغيضة ؛ لا تسمع في هذا البيت إلا السب والانتهار، أما التدليل فلأختها، التي تصغر عنها سنتين، والطرف لها، كأنما هي البنت المفردة، على حين قد صارت هي خادمة في بيت أبيها، بل هي شرّ من خادمة، فالخادم قد تلقى أناساً لهم قلوب، وفي قلوبهم دين فيعاملونها كأولادهم، وأبوها هي لم يبقى في صدره قلب ليكون في قلبه شرف يدفعه أن يعامل ابنته، ابنة صلبه، معاملة الخادم المدللة، لقد كتب الله على هذه الطفلة أن تكون يتيمة الأبوين، إذ ماتت أمها فلم يبقى لها أم، ومات ضمير أبيها فلم يبقى لها أب!.
وسمع صوت خالته ( امرأة الأب تدعى في الشام خالة ) تناديها : ( تعالي ولك ياخنزيرة – ولك كلمة شامية محرفة عن كلمة ويلك تردد دائماًوكان هذا هو اسمها عندها، (الخنزيرة) لم تكن تناديها إلا به، فإذا جاء أبوها فهي البنت، تعالي يا بنت، روحي يا بنت! أما أختها فهي الحبيبة، فين أنت يا حبيبتي؟ تعالي يا عيني!
وعاد الصوت يزمجر في الدار؛ ألا تسمعين أختك تبكي؟ انظري الذي تريده فهاتيه لها! ألا تجاوبين؟ هل أنت خرساء ؟ قولي: ماذا تريد؟
فأجابت المسكينة بصوت خائف؛ إنها تريد الشكولاته
ولماذا بقيتِ واقفة مثل الدبّة! اذهبي فأعطيها ما تريد!
فوقفت المسكينة، ولم تدر كيف تبين لها أن القطعة الباقية هي لها. لقد اشترى أبوها البارحة كفاً من الشكولاتة، عطاه لابنته الصغيرة فأكلته وأختها تنظر إليها، فتضايقت من نظراتها فرمت إليها بقطعة منه، كما يرمي الإنسان باللقمة للهرّة التي تحدق فيه وهو يأكل، وأخذت المسكينة القطعة فرحة، ولم تجرؤ أن تأكلها على اشتهائها إياها، فخبأتها، وجعلت تذهب إليها كل ساعة فتراها وتطمئن عليها، وغلبتها شهوتها مرة فقضمت منها قضمة بطرف أسنانها، فرأتها أختها المدللة فبكت طالبة الشكولاتة
ولِكْ يا ملعونة فين الشكولاتة؟
فسكتت… ولكن الصغرى قالت: هناك يا ماما عندها، أخذتها الملعونة مني!
واستاقت المرأة ابنتها وابنة زوجها، كما يساق المتهم إلى التحقيق، فلما ضبطت (متلبسة بالجرم المشهود) ورأت خالتها الشكولاتة معها حل البلاء الأعظم!
يا سارقة يا ملعونة، هكذا علمتك أمك… تسرقين ما ليس لك؟
وكان ماجد يحتمل كل شيء، إلا الإساءة إلى ذكرى أمه، فلما سمعها تذكرها، لم يتمالك نفسه أن صاح بها : أنا لا أسمح لك أن تتكلمي عن أمي.
فتشمرت له واستعدت وكانت تتعمد إذلاله وإيذاءه دائماً فكان يحتمل صامتاً لا يبدو عليه أنه يحفل بها أو يأبه لها، فكان ذلك يغيظها منه، وتتمنى أن تجد سبيلاً إلى شفاء غيظها منه وها هي ذي قد وجدتها
لا تسمح لي؟ أرجوك يا سعادة البك اسمح لي أن في عرضك… آه! ألا يكفي أني أتعب وأنصب لأقدم لك طعامك وأقوم على خدمتك، وأنت لا تنفع لشيء إلا الكتابة في هذا الدفتر الأسود. لقد ضاع تعبي معك أيها اللئيم، ولكن ليس بعجيب أنت ابن أمك
قلت لك كفّي عن ذكر أمي، وإلا أسكتُّك.
واقترب منها، فصرخت الخبيثة وولولت وأسمعت الجيران
تريد أن تضربني؟ آه يا خاين، يا منكر الجميل، وْلي… يا ناس يا عالم، الحقوني يا أخواتي
وجمعت الجيران، وتسلل ماجد إلى غرفته أي إلى الزاوية التي سموها غرفة، وخصوه بها لتتخلص سيدة الدار من رؤيته دائما في وجهها!
ودخل الأب المساء وكان عابساً على عادته باسراً لا يبتسم في وجود أولاده، لئلا يجترئوا عليه فتسوء تربيتهم وتفسد أخلاقهم ولم يكن كذلك قبل ولكنه استنَّ لنفسه هذه السنة من يوم حضرت إلى الدار هذه الأفعى وصبَّت سمَّها في جسمه، ووضعت في ذهنه أن ماجداً وأخته ولدان مدلّلان فاسدان لا يصلحهما إلا الشدة والقسوة
وكانت خبيثة إذا دنا موعد رواحه إلى الدار، تخلع ثيابها وتلبس ثيابا جديدة، كما تخلع عنها ذلك الوجه الشيطاني وتلبس وجهاً فيه سمات الطهر والطفولة، صنعه لها مكرها وخبثها، ولا تنسى أن تنظف البنتين وتلبسهما ثياباً متشابهة كيلا يحس الأب بأنها تفضل ابنتها على ابنته..
دخل فاستقبلته استقبال المحبة الجميلة، والمشوقة المخلصة، ولكنها وضعت في وجهها لوناً من الألم البريء تبدو معها كأنها المظلومة المسكينة، ولحقته إلى المخدع تساعده على إبدال حلّته هناك ، روت له قصة مكذوبة مشوهة فملأت صدره غضباً وحنقاً على أولاده، فخرج وهو لا يبصر ما أمامه، ودعا بالبنت فجاءت خائفة تمشي مشية المسوق إلى الموت، ووقفت أمامه كأنها الحَمَل المهزول بين يدي النمر. فقعد على كرسي عال، كأنه قوس المحكمة وأوقفها أمامه، كالمتهم الذي قامت الأدلة على إجرامه، وأفهمها قبح السرقة، وعنَّفها وزجرها… وهو ينظر إلى ولده ماجد شزراً، وكانت نظراته متوعده منذرة بالشرِّ، ولم يستطع ماجد السكوت وهو يسمع اتهام أخته بالسرقة وهي بريئة منها، فأقبل على أبيه يريد أن يشرح له الأمر، فتعجل بذلك الشّر على نفسه.
انفجر البركان وزلزلت الدار زلزالها، وأرعد فيها صوت الأب المغضب المهتاج:
تريد أن تضرب خالتك يا قليل الحياء، يا معدوم التربية، يا ملعون؟ حسبت أنك إذ بلغت الرابعة عشر قد أصبحت رجلاً ؟ وهل يضرب الرجل خالته؟ إنني أكسر يدك يا شقي!
والله يا بابا مو صحيح
ووقاحة أيضا ؟ أما بقي عنك أدب أبداً ؟ أتُكَذِّبُ خالتك؟
أنا لا أكذبها، ولكنها تقول أشياء ليست صحيحة.
عند ذلك وثب الأب وانحط بقوته وغلظته وما أتْرَعتْ به نفسَه من مكرها زوجتُه، انحط على الغلام وأقبل يضربه ضرب مجنون ذاهب الرشد، ولم يشف غيظَ نفسه ضربُه فأخذ الدفتر الأسود الذي أودعه دروسه كلها، فمزقه تمزيقاً… ثم تركه هو وأخته بلا عشاء عقوبة لهما وزجراً
تعشى الزوجان وابنتهما، وأويا إلى مخدعهما، والغلام جاثم مكانه ينظر إلى قطع الدفتر الذي أفنى فيه لياليه، وعاف لأجله طعامه ومنامه، والذي وضع فيه نور عينيه، وربيع عمره، وبنى عليه أمله ومستقبله… ثم قام يجمع قطعه كما تجمع الأم أشلاء ولدها الذي طوَّحت به قنبلة… فإذا هي نتف لا سبيل إلى جمعها، ولا تعود دفتراً يقرأ فيه إلا إذا عادت هذه الأشلاء بشراً سوياً يتكلم ويمشي… فأيقن أنه قد رسب في الامتحان، وقد أضاع سنته، وكبر عليه الأمر، ولم تعد أعصابه تحتمل هذا الظلم، وأحس كأن الدنيا تدور به وزاغ بصره، وجعلت أيامه تكر راجعة أمام عينيه كما يكر فلم السينما
رأى ذلك الوجه الحبيب، وجه أمه، وابتسامتها التي كانت تنسيه آلام الدنيا، وصدرها الذي كان يفزع إليه من خطوب الدهر، رآها في صحتها وشبابها، ورأى البيت وما فيه إلا السلم والهدوء والحب، ورأى أباه أباً حقيقياً تفيض به روح الأبوة من عينيه الحانيتين، ويديه الممتلئتين أبداً بالطُّرَف واللطَف، ولسانه الرطب بكل جميل من القول محبب من الكلام
ويكرُّ الفلم ويرى أمه مريضة فلا يهتم بمرضها، ويحسبه مرضاً عارضاً… ثم يرى الدار والاضطراب ظاهر فيها، والحزن باد على وجوه أهلها، ويسمع البكاء والنحيب، ويجدهم يبتعدون به، ويخفون النبأ عنه، ولكنه يفهم أن أمه قد ماتت. ماتت؟ إنها كلمة تمرُّ عليه أمراً هيناً فلا يأبه به، وكان قد سمع بالموت، وقرأ عنه في الكتب، ولكنه لم يره من قريب ولم يدخل داره، ولم يذقه في حبيب ولا نسيب، غير أن الأيام سرعان ما علمته ما هو الموت حين صحا صبيحة الغد على بكاء أخته الحلوة المحبُّبة إلى أمها، والتي كانت محببة تلك الأيام إلى أبيها، ففتح عينيه فلم يجد أمه إلى جانبها لترضعها وتضمها إلى صدرها، واشتد بكاء البنت، وطفق الولد ينادي: ماما… ثم جفا فراشه وقام يبحث عنها، فوجد أباه وجمعاً من قريباته، يبكون هم أيضاً… فسألهم: أين أمه؟ فلم يجيبوه… وحين أراد الغدوُّ على المدرسة، فناداها فلم تأت لتعد له حقيبته وتلبسه ثيابه ولم تقف لوداعه وراء الباب تُقبله وتوصيه ألا يخاصم أحدا وألا يلعب في الأزقُّة، ثم إذا ابتعد عادت تناديه لتكرر تقبيله وتوصيته، وحين عاد من المدرسة فوجد امرأة غريبة ترضع أخته… لماذا ترضعها امرأة غريبة؟ وأين أمي؟!
ويكر الفلم، ويرى أباه رفيقاً به حانياً عليه يحاول أن يكون له ولأخته أماً وأباً ، ولكن هذا الأب تبدل من ذلك اليوم المشؤوم، ورأى ذلك اليوم المشؤوم، يوم قال له أبوه: ستأتيك يا ماجد أم جديدة… أم جديدة؟ هذا شيء لم يسمع به إنه يعرف كيف تجيء أخت جديدة، إن أمه تلدها من بطنها، أما الأم فمن أين تولد؟ وانتظر وجاءت الأم الجديدة، وكان حلوة، ثيابها جميلة، وخدودها بلون الشفق، وشفاهها حمر، ليست كشفاه الناس. وعجب من لون شفاهها، ولكنه لم يحببها ولم يمل إليها، وكانت في أيامها الأولى رقيقة لطيفة، كالغرسة الصغيرة، فلما مرت الأيام واستقرت في الأرض ومدُّت فيها جذورها، صارت يابسة كجذع الدوحة، وإن كانت تخدع الرائين بورقها الطريِّ وزهرها الجميل… ولما ولدت هذه البنت انقلبت شيطانة على صورة أفعى مختبئة في جلد امرأة جميلة. والعياذ بالله من المرأة الجميلة إذا كانت في حقيقتها شيطانة على صورة أفعى!
وانطمست صور الماضي الحبيب، واضمحل الفلم، ولم يبق منه إلى هذه الصورة البشعة المقيتة، ورآها تكبر وتعظم حتى أحاطت به وملأت حياته، وحجبت عنه ضياء الذكرى ونور الأمل… وسمع قهقهة فانتفض وأحسّ كأن رنينها طلقات (رشاش ) قد سقط رصاصه في فؤاده، وكانت قهقهة هذه المرأة التي أخذت مكان أمه يتخللها صليل ضحك أبيه… وأنصت فإذا هو يسمع بكاءً خافتاً حزيناً مستمراً ، فتذكر أخته التي نسيها، وذكُّره جوعه بأن المسكينة قد باتت بلا عشاء، ولعلها قد بقيت بلا غداء أيضاً ، فإن هذه المجرمة تشغلها النهار كله بخدمتها وخدمة ابنتها، وتقفل دونها غرفة الطعام، فلا تعطيها إلا كسرة من الخبز، وتذهب فتطعه ابنتها خفية، فإذا جاء الأب العشية، ولبست أمامه وجهها البريء… شكت إليه مرض البنت وضعفها:
مسكينة هذه البنت، إنها لا تتغذى… انظر إلى جسمها، ألا تريها لطبيب؟… ولكن ماذا يصنع لها الطبيب، إنها عنيدة سيئة الخلق… أدعوها للطعام فلا تأكل، وعنادها سيقضي على صحتها
فيناديها أبوها ويقول لها:
ولك يا بنت ما هذا العناد؟ كلي وإلا كسرت رأسك!
فتتقدم لتأكل، فترى المرأة… تنظر إليها من وراء أبيها نظرة الوعيد، وترى وجهها قد انقلب حتى صار كوجه الضبع فتخاف وترتد
فتقول المرأة لزوجها، ألم أقل لك، إنها عنيدة تحتاج إلى تربية؟
فيهز رأسه، ويكتفي من تربيتها بضربها على وجهها، وشد أذنها، وطردها من الغرفة، ويكون ذلك عشاها كل عشية!
تذكُّر ماجد أخته فقام إليها فرفعها وضمها إلى صدره.
مالك؟ لماذا تبكين؟ اسكتي يا حبيبتي؟
جوعانة!
جوعانة؟ من أين يأتيها بالطعام؟ وقام يفتش… فأسعده الحظ فوجد باب غرفة الطعام مفتوحاً، وعهده به يقفل دائماً، ووجد على المائدة بقايا العشاء، فحملها إليها فأكلتها فرحة بها مقبلة عليها، كأنها لم تكن من قبل الابنة المدللة المحبوبة، التي لا يرد لها طلب لو طلبت طلب، ولا يخيب لها رجاء، وآلمه أن يراها تفرح إذا أكلت بقايا أختها وأبيها يسرقها لها سرقة من غرفة الطعام، وعادت صور الماضي فتدفقت على نفسه وطغت عليها ورجعت صورة أمه فتمثلت له، وسمعها تناديه… لقد تجسم هذا الخيال الذي كان يراه دائماً ماثلاً في نفسه، حتى رده إلى الماضي وأنساه حاضره… ولم يعد يرى في أخته البنت اليتيمة المظلومة، وإنما يراها الطفلة المحبوبة التي تجد أما تعطف عليها، وتحبها
ونسي دفتره الممزُّق، ومستقبله الضائع، وحياته المرُّة، وطفق يصغي إلى نداء الماضي في أذنيه… إلى صوت أمه
قومي يا حبيبتي، ألا تسمعين صوت أمك، تعالي نذهب إلى أمنا!
فأجفلت البنت وارتاعت، لأنها لم تكن تعرف لها أما إلا هذه المرأة المجرمة… وخافت منها وأبت أن تذهب إليها. لقد كان من جناية هذه المرأة أنها شوُّهت في نفس الطفلة أجمل صورة عرفها الإنسان: صورة الأم!
تعالي نذهب إلى أمنا الحلوة: أمك… إنها هناك في محل جميل: في الجنة… ألا تسمعين صوتها؟
وحملها بين يديه، وفتح الباب، ومضى بها… يحدوه هذا الصوت الذي يرنُّ في أذنيه حلواً عذباً ، إلى المكان الذي فيه أمه!
وقرأ الناس في الجرائد ضحى الغد أن العسس وجدوا في المقبرة طفلة هزيلة في السادسة من عمرها، وولداً في الرابعة عشرة، قد حملا إلى المستشفى، لأن البنت مشرفة على الموت، قد نال منها الجوع والبرد والفزع، ولا يمكن أن تنجو إلا بأعجوبة من أعاجيب القدر، أما الغلام فهو يهذي في حمُّاه، يذكر الامتحان، والدفتر الأسود، وأمه التي تناديه، والمرأة التي تشبه الأفعى!