الأربعاء، 27 أغسطس 2014

الخَوْفُ مِنَ اللهِ أنفعُ للقلبِ ، في ازديادِ خشيةِ اللهِ

 

الخَوْفُ مِنَ اللهِ أنفعُ للقلبِ ، في ازديادِ خشيةِ اللهِ

 الخَوْفُ مِنَ اللهِ أنفعُ للقلبِ ، في ازديادِ خشيةِ اللهِ ، ثُمَّالمُسارعة للخيرات : ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِوَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾ الأنبياء/90 .  الخَوْفُ مِنَ اللهِ يُحدِثُ مَحَبَّتَهُ الصادقةَ في صِدقِ الالتزامِوالاستقامة ، لِمَا أحبَّه سُبحانه مِن عَبده ، وترك ما نهاهعنه . وبخَوفِهِ مِنَ اللهِ في دُنياه يأمَنُ يوم القيامة . 

 في الخَوْفِ مِنَ اللهِ تظهرُ حقيقةُ الإحسان ، فيتَّقِي الخائِفُمِن رَبِّهِ في سِرِّه وجَهره ، فيَعلمُ أنَّ اللهَ يَراهُ ، مهما كان حالُه ،

فيخشاه ويتَّقيه طمعًا في رَحمتِهِ وجنَّتِهِ .  الخَوْفُ مِنَ اللهِ يزيدُ المُؤمنَ مِن طاعةِ الله ، رجاءَ ماعِند الله مِنَ الأمنِ مِن عِقابِهِ في الآخرة ، ورغبةً فيماأعدَّه لِمن يَخشاه . ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾الرحمن/46.  أعظم الخَوْفِ مِنَ اللهِ يَظهرُ في الخَلَواتِ ، ﴿ وَاذْكُرْرَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً ﴾ الأعراف/205 ، فتَجِدُهفي خَلْوَتِكَ مُتضرِّعًا وداعِيًا تَرجُو رَحمتَهُ ، وتَخشى عذابَه .  كُلَّما قَلَّ مِقدارُ الخَوْفِ مِنَ اللهِ تعالى في قلبِ المُسلِمِ ،ازداد اجتراؤه على المَعاصِي ، ومِنهم مَن يَقِلُّ خَوفُه جدًّا ،حتى يَقعَ في الكبائِرِ المُوبِقاتِ المُهلِكاتِ .  الخَوْفُ مِنَ اللهِ تعالى مِن تمام العُبوديةِ لله ، فهُو خالِقُكَومَعبُودُكَ الواحِدُ الأحَدُ ، لا شَريكَ له ، فلَزِمَ الخَوْفُ مِنهسُبحانه . وهِيَ عِبادةٌ تتضمَّنُ التوحيدَ له .  الخَوْفُ مِنَ اللهِ مِن لَوازِمِ الإيمان ؛ أي لا يَنفَكُّ الخَوْفُعن الإيمان ؛ وعلى قَدْرِ إيمانِ العَبدِ يكونُ خَوْفُهُ مِنَ الله ،فقِسْ قَدْرَ إيمانِكَ بمِقدارِ خَوْفِكَ مِنه .  الخَوْفُ المَحمودُ هو ما حَجَزَ العَبدَ عن مَحارِم اللهِ تعالى .فالخائِفُ مِنَ اللهِ تعالى هو أن يخَافَ أن يُعاقِبَه اللهُ تعالى ؛إمَّا في الدُّنيا ، وإمَّا في الآخِرة .  الخائِفُ مِنَ اللهِ هو الذي يَترُكُ ما يَخَافُ أن يُعذِّبَهُ اللهُ عليه ،لذلك فَرَضَ اللهُ على العِبادِ أن يَخافُوه ، فقال : ﴿ وَخَافُونِإِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ آل عمران/175 .  مَدَحَ اللهُ الخائِفينَ مِنه سُبحانه ، فقال : ﴿ يَخَافُونَ رَبَّهُمْمِنْ فَوْقِهِمْ ﴾ النحل/50 ، وقال : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْخَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ ﴾ المؤمنون/57 .  جَزاءُ الخَوْفِ مِنَ اللهِ : ﴿ إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًاقَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةًوَسُرُورًا ﴾ الإنسان/10-11 ، استكملوا الآيات منسورة الإنسان .  جَزاءُ الخَوْفِ مِنَ اللهِ : ﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَعَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ النازعات/40-41 .  مَن هَمَّ بمَعصيةٍ ، وقَدرَ عليها في خَلْوةٍ ، ثُمَّ تَرَكَها مِنخَوْفِ اللهِ ، فانتهَى عنها بُشِّرَ بالجَنَّةِ ، ﴿ وَلِمَنْ خَافَمَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾ الرحمن/46 . ومَن خَافَهُ في الخَلْوَةِخَافَهُ في العَلَنِ

عبد الباسط عبد الصمد الزمر باكستان بجودة عالية

كنوز الشكر


كنوز الشكر

إن العلاج لكثير من مشاكلنا الإيمانية كالفتور والانتكاس
والتردد والتذبذب وتخطف الفتن، يتمثل في شكر
نعمة الله عز وجل ..
وللشكر مقام عظيم يغفل عنه الكثير، ولا يقوم به إلا القليل ..
ووالله إنه لسبب كل خير، فالنعم تزيد بالشكر وتُحفظ
من الزوال بالشكر،
قال تعالى
{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ
وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}
[إبراهيم :7

والشكر واجب من الواجبات التي تأثم على تركها ..
قال تعالى {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا
تَكْفُرُونِ}[البقرة: 152] ..
عندما يُعطيك الله النعمة ولا تشكره عليها، فهذا ذنب لا ننتبه له

وهو الغاية من الخلق .. قال تعالى
{وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ
شَيْئًا
وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ
تَشْكُرُونَ}
[النحل: 78
الشكر يكون بثلاث أمور
1)الاعتراف بالنعم باطنًا ..
2) التحدث بها ظاهرًا ..
3) تصريفها فى طاعة الله.
وتمام الشُكر بالعجز عن الشكر ..
كما قال موسى عليه السلام "يا رب ..
إن أنا صليت فمن قبلك، وإن أنا تصدقت فمن قبلك،
وإن أنا بلغت رسالاتك فمن قبلك، فكيف أشكرك ؟" ..
فقال الله تعالى لموسى : الآن شكرتني
فعليك أن تُعدِد نعم الله عليك حتى تستشعرها
واجعل لذلك دفترًا تُقيد فيه النعم وسمِّه كشكول النعم ..
قال تعالى {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ..}
[النحل: 18
الشاكر يرى كل شىء حوله نعمة، فكم نعمة ستكتب؟؟
.. ومن كنوز الشكر ..
1) الدافع المتجدد فى الطريق إلى الله .
قال تعالى{إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا
كَفُورًا} [الإنسان: 3] ..
فلن تستطيع أن تسير في الطريق ولن تتوافر لديك الطاقة
المتجددة إلا بـالشكر .. العبد الشاكر الذي يشعر بقيمة
النِّعمة طوال الوقت، هو الذي سيكون عنده طاقة متجددة
دائمًا ليسعى فى كل خير .. أما الجاحد فلا يُقدِّر نعمة الله عليه،
مما يؤدي إلى إنقطاعه

2) العمل الوحيد الذي أطلق الله جزاءه دون مشيئة ..
فجزاء أي عمل من الأعمال يترتب على مشيئة الله
سبحانه وتعالى، إلا الشكر فجزاءه يكون في الحال ..
قال تعالى {.. وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}[آل عمران: 144]
{ وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ}[آل عمران: 145]
ولم يقل الله "إن شاء"، فلو شكرت ستحصل
على الجزاء فى الحال فسبحان الله الشكور.

3) سبب رضوان الله .. قال تعالى
{إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى
لِعِبَادِهِ
الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ } [الزمر:7] ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
{إن الله تعالى ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة
فيحمده عليه أو يشرب الشربة فيحمده عليها}
[رواه مسلم] ..

فالهج دائمًا ب"الحمد لله" ولكن من قلبك ..
فالحمد يُرضي الله عز وجل عنك، ورضاه يؤدي
إلي سعادتك في الدنيا وتمتُعَك بالنعيم الذي ما بعده
نعيم ورؤية الله عز وجل في الجنة

4) يُبلِّغك درجة المحبة ..
استشعارك لنِعم الله عليك وتعدديها، سيزرع حب الله في قلبك ..
فالله قد جبل النفوس على حُب من أحسن إليها

5) يحفظك من العذاب في الدنيا والآخرة ..
قال الله تعالى
{مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ
وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا}
[النساء:147]..
فالله سبحانه وتعالى لن يُعذبك طالما قد شكرت نعمته وآمنت به،
بل وسيشكرك الله عز وجل على خطواتك التي تخطوها في طريقه .
وقد قدم الشُكر على الإيمان، لإنك لن توفق للإيمان بدون شكر.

6) يُعالجك من الانتكاس والفتور ..
قال الله تعالى
{وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا
وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}
[آل عمران:144] ..
فلو شكرت لن تنقلب ولن تكون مترددًا.
7) أمان من كيد الشيطان ...
أخبر سبحانه وتعالى أن من مقاصد إبليس
أن يمنع العباد من الشكر
{ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ
وَعَنْ
أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ
شَاكِرِينَ}
[الأعراف:17] ..
فكأنه ذكر الداء والدواء ..
الداء: هو جحود النعمة والدواء: هو الشكر ..
فالشكر يحفظك من الشيطان

8) من أراد أن يكون من صفوة خلق الله في
الأرض فعليه بمزيد الشكر ..
فالله وصف الشاكرين بأنهم قليل من عباده
{ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}
[سبأ :13] ..
فهؤلاء هم الصفوة.
.. وهناك بعض المفاهيم الخاطئة عن الشكر ..
.. تعالوا كي نُصححها ..
المفهوم الأول:-
اعلم أنه لا يوجد تعارُض بين شكر الله وشكر الناس .
لأن الله أمر بشكر الناس إذا صنعوا لنا معروفاً ...
وقال النبي صلى الله عليه وسلم
{لايشكر الله من لايشكر الناس}
[رواه أبو داوود وصححه الألباني].
وهناك فرق بين شكر العبد وشكر الرب ..
فشكر الرب فيه خضوع وذل وعبودية، أما شكر الناس
فمجرد مكافأة مقابل ما أعطاه لك، وتدعو له وتُثني عليه.

المفهوم الثاني:- التحدث بالنعم والحسد ..
قال النبي صلى الله عليه وسلم
{استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود}
[صحيح الجامع (943)] ..
ولكن هناك نِعم لا يمكن أن يخفيها العبد
وقد بين الشرع الحكيم الضوابط لهذا الأمر
الضابط الأول: لا تكتم النعمة وإن أسديتها
فأظهر نعمة الله فيها ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
{من أنعم الله عليه نعمة فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده}
[رواه أحمد وصححه الألباني] ..
استحضر دائمًا فضل الله عليك وأن هذه النعمة لم تأتِ
بحولك ولا قوتك ولا تقصد بالتحدث بها أن تتميز على الناس،
حتى يحفظك الله من كل حسد وابتلاء.
الضابط الثاني: عدم الخيلاء والاسراف ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
{كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا ما لم يخالط إسراف ولا مخيلة}
[رواه أحمد وحسنه الألباني]
أما الحاسد .. فعلاجه في قول الله تعالى
{وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ
لِلرِّجَالِ
نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ
وَاسْأَلُوا
اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}
[النساء:32]
المفهوم الثالث: استمتع واشكر .. قال تعالى
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا
رَزَقْنَاكُمْ
وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}[البقرة:
172] ..
إذا منَّ الله عليك بنعمة من نعمه فتمتَّع بها وقم بشكره عليها
وتصريفها في مرضاته ولا تُحرِم ما أحلّ الله.
فهيا تميز عند ربك وكن من القليل .. واجعل لك من الاّن
حظ من هذا المقام العظيم حتى لاتُحرم من هذه الكنوز.
نسال الله أن يجعلنا من الشاكرين الله كثيرا
وممن يدخلون الجنة بدون حساب
منقول
نسأل الله لنا ولكم الهدى والتوفيق والسداد

الشيخ عبد الباسط عبد الصمد الفرقان والانفطار والانشقاق طنطا 1976

Abdulbasit - Maryam_Emarat(www.abdelbasit.net)Part1Of2

أغرب فندق بالعالم موجود في مصر: لا كهرباء ولا هواتف


بالصور..أغرب فندق بالعالم موجود في مصر: لا كهرباء ولا هواتف

قد يفاجأ المرء إذا توجه لفندق ما، ليعلم أنه بلا كهرباء، ويُمنع فيه استخدام الهاتف النقال، لكن ذلك ليس خيالا، بل هو أمر يطبق في أحد أغرب الفنادق في العالم الموجود في مصر، ويحمل اسم «أدرير أميلال» Adrère Amellal.
ونقلت صحيفة المصري اليوم عن «ديلي ميل» البريطانية أن الفندق يقع في صحراء سيوة المصرية التي تبعد حوالي 300 كم عن ساحل البحر المتوسط إلى الجنوب الغربي من مرسى مطروح، وهو فندق رملى يحتوي على 40 غرفة بها ديكور مستوحى من حياة سكان صحراء سيوة، لا توجد بالفندق كهرباء ولا هواتف في الغرف كما يمنع استخدام الهواتف النقالة في الأماكن العامة، وتستخدم الشموع للإنارة ليلا. 
ويعد طهاة المطعم أكل النزلاء، حسبما جاء في الموقع، باستخدام الطرق التقليدية والتي يعتمد فيها على الخضار الطبيعي المقطوف مباشرة من حديقة الفندق. 
Lit up by stars: The hotel is completely electricity-free and relies on starlight, torches and beeswax candles for light.  Made of kershef (a mixture of salt rock and mud) the thick earthen walls absorb heat in the day and radiate warmth at night
 وفي ظل الصخب الذي يعيشه الناس في حياتهم اليومية الحضارية، بات الكثير من السياح يبحثون عن ملجأ يقطعهم عن العالم الصخب، لذا وجدوا في هذا الفندق ملاذا لهم على غرار ولي العهد البريطاني، الأمير تشارلز، وزوجته كاميلا، اللذين زارا الفندق في وقت سابق، بحسب الموقع.
 Romantic lighting: Lanterns illuminate the stairways to the rooms (left) and candles brighten the indoor dining area (right). Guests can also opt to have dinner outdoors
وأوضح الموقع أن سعر الغرفة في الفندق يبدأ من 460 جنيه إسترليني في الليلة، أي أكثر من 4660 جنيه مصري، وأبوابه ترابية وجدرانه من الصخور الملحية، كما توجد به أشجار النخيل التي تمنح الظل لساحة الفندق المكشوفة. 
Romantic lighting: Lanterns illuminate the stairways to the rooms (left) and candles brighten the indoor dining area (right). Guests can also opt to have dinner outdoors
 ووفقا للموقع، يتميز الفندق بأبواب ترابية تمتص الحرارة في النهار ثم تعكسها في الليل لتمنح الدفئ، وتحيط به 7 بحيرات ملحية وأشجار زيتون على امتداد 25 كم. 
Wander around the resort and discover  open courtyards and roof terraces which can be converted into private dining rooms. Dine under the stars or request for candles to illuminate the table
An oasis of calm: The Berber-style hotel is part of a local sustainable development plan. The hotel roofs are supported by felled palm trees. All other wood used in the hotel is taken from the yearly trimming of surrounding olive trees
  
Stunning: The 40-room resort faces the Siwa Lake (left) and has a natural spring fed-pool. Enjoy traditional delicacies (right) in one of the many dining areas
  
Stunning: The 40-room resort faces the Siwa Lake (left) and has a natural spring fed-pool. Enjoy traditional delicacies (right) in one of the many dining areas
  
Classy: Most of the food served comes from the hotel's organic farm and almost everything is home-made. There isn't a menu for lunch or dinner but individual dislikes are taken into consideration when food is being prepared
  
Visitors can relax under the shade of palm trees by the natural spring-fed pool (right) or just lounge on the comfortable floor cushions in their rooms
  
Communal area: Gaze across Siwa Lake and while away the afternoon in silent contemplation or grab a book from the resort's library, conveniently located by the lake

لمحات مجهولة عن كوكب الشرق

أم كلثوم.. كاتبة صحافية

لمحات مجهولة عن كوكب الشرق


في عام 1953 سافر الكاتب الصحافي الراحل مصطفى أمين وكوكب الشرق أم كلثوم إلى واشنطن، وهناك دعاها مصطفى إلى مطعم فاخر لتناول العشاء، فوجدتها فرصة مناسبة لترتيب »مقلب« له، فأخذت تختار الأصناف مرتفعة الثمن، ومجاملة لها اختار الأطعمة نفسها، وفي نهاية العشاء جاءت الفاتورة، ونظرت أم كلثوم إلى مصطفى أمين لترى الارتباك على وجهه، لكنه أراد أن يحرمها من الشماتة، فتمالك نفسه وتظاهر بأن المبلغ المطلوب بسيط جداً، ومد يده ليخرج حافظة نقوده، لكنه لم يجد أثراً لها، وكانت أم كلثوم تراقب حيرته بسعادة، وبين كل لحظة وأخرى تعلق بـ»نكتة« على المفلس الذي دعا ضيوفه على العشاء! قال مصطفى لثومة: »يظهر أنني نسيت محفظتي في الفندق«، ورجاها أن تبقى في المطعم حتى يذهب إلى الفندق ويعود بالنقود، لكنها رفضت خشية ألا يعود، فطلب منها أن تقرضه ثمن العشاء، ففتحت حقيبتها وأغلقتها وادعت أنها نسيت نقودها، فقال لها: »معنى كده إن مدير المطعم هياخدنا إلى نقطة البوليس وهيحطنا في السجن حتى يأتي من يدفع الحساب«.. وضحكت أم كلثوم وهي تتحدث عن العناوين الكبيرة التي ستنتشر في صحف مصر عن القبض على أم كلثوم ومصطفى أمين لأنهما حاولا أن ينصبا على مطعم كبير في واشنطن، وفجأة دخل المطعم أبو رزق صاحب أكبر محل للأزياء في واشنطن، وما كاد يرى أم كلثوم ومصطفى حتى أصر على دفع الحساب، وكانت أم كلثوم ترفض بشدة أن يدفع الحساب، ومصطفى يقول له: »وماله، ادفع يا أيوب بك.. مافيش فرق بينا«.
صحافة بين الحين والآخر
كان مدهشاً في هذا الموقف قدرة أم كلثوم على صياغة مانشيتات الجرائد، وهى في حضرة واحد من كبار صناع الجرائد بمصر. قدرتها الذهنية، وبلاغتها، وسرعة بديهتها في مثل هذه المواقف، كان يمكن أن تجعل من أم كلثوم صحافية بارعة.. بل يشار إليها بالبنان، كما يقول عدد من الذين عرفوها عن قرب من الصحافيين.
ولكن لأن مصر بها آلاف الصحافيين، وأم كلثوم واحدة، فقد تفرغت للغناء فقط، لتستمر في قلوب كل عشاق صوتها من المحيط إلى الخليج.
أم كلثوم ليست أسطورة الغناء العربي، التي لم يزاحمها أحد على مكانتها حتى الآن فقط، هي أيضاً واحدة من أساطين »الكتابة« الصحافية.. وهذا وجه غير معروف لكثيرين. فقد مارست الصحافة بين الحين والآخر لدعم أصدقائها أصحاب المجلات.
وتحديداً المصريين منهم، بعد أن كانت الصحافة المصرية أو معظمها يديرها أجانب في بدايات القرن العشرين. كانت أم كلثوم غاضبة دائماً في بدايات شهرتها الفنية، كانت ترى أن كل الجرائد المصرية يتحكم فيها غير المصريين، وكانت تضطر للإعلان عن حفلاتها في جرائد يدير إعلاناتها أجانب.
مذكرات الآنسة أم كلثوم
لذا كانت تفرح إذا كتب عنها في مجلة أو جريدة يملكها مصري مغمور على أن تمدحها جريدة المقطم. لذا شجعت أم كلثوم الصحافي المصري الأشهر محمد التابعي على إصدار مجلة »آخر ساعة«.. كانت تسأل عن المشروع بلهفة شديدة، وفى ليلة صدور »آخر ساعة« في يوليو 1934، اتصلت أم كلثوم تطلب العدد قبل طرحه للبيع بأربعة وعشرين ساعة، فقد كانت مسافرة إلى باريس وهي لن تنتظر أن يأتيها العدد الأول من المجلة بالبريد.. ويحكي مصطفى أمين أن صاحبة »الأطلال« كان لها في مؤسسة »أخبار اليوم« نصيب، هي أحد مؤسسي الدار، فقد تبرعت لمصطفى أمين بـ 18 ألف جنيه (قد تعادل الملايين بأسعار هذه الأيام) لتأسيس الدار والجريدة، وطلبت منه أن يظل الأمر سراً، ولكن أمين باح بالسر بعد سنوات، ما أغضب أم كلثوم التي خشيت أن يطالبها بعض أصدقائها من الصحافيين بتمويل جرائدهم أيضاً. ربما لأنها شريكة، كانت تمارس بين الحين والآخر الكتابة؛ مقالات فى قضايا متعددة، وكانت المرة الأولى التي تكتب فيها في العدد الثالث من أخبار اليوم.
قبل ذلك أملت مذكراتها على علي أمين الذي نشرها في »آخر ساعة« عام 1937 تحت عنوان »مذكرات الآنسة أم كلثوم«، وتعددت مقالاتها في الصحف والجرائد، رغم أنها كانت تخاف من الصحافيين وتهرب منهم. وبصعوبة بالغة كانت توافق على إعطاء أحاديث صحافية، وتالياً مجموعة من المقالات التي نشرتها أم كلثوم على مدى تاريخها الفني، وربما يعلم بأمرها الملايين للمرة الأولى برغم عشقهم لصوتها على مدار نصف قرن من تربعها على عرش الغناء العربي وأيضاً حتى يومنا هذا.
المقال الأول
بقلم: الآنسة أم كلثوم
حينما أغني
غنيت وأنا طفلة صغيرة، لا أعرف من أمور الدنيا إلا ما يعرفه الأطفال. غنيت وأنا لا أشعر بما أقول، ولا أحس بحلاوة النغم في فمي، ولا أعرف بهزة الطرب في قلبي، وكنت إذا صفق الناس عجبت، وساءلت نفسي: لماذا يصفقون؟!
وهكذا لا أستطيع أن أقول إننى عشقت الغناء طفلة، أو أن أدعي أنني كنت أردد القصائد والموشحات بدلاً من البكاء. لقد غنيت لـ»القمة« لا لـ » النغمة«.. غنيت لأعيش، لا للفن ولا لآلهة الفن الجميل. وعندما كنت طفلة أغني في الأفراح، كانت أمنيتي أن تحدث مشاجرة واحدة على الأقل بين المدعوين، أو بين أصحاب الفرح، لأتفرج، وأستريح من عناء المغنى! والليلة المتعبة عندي هي التي تمر بسلام، فلا يحدث فيها ضرب، ولا يقع جري، ولا ترتفع فيها الكراسي في الهواء، ولا تتكسر الفوانيس على رؤوس المدعوين، ففي مثل تلك الليلة الهادئة كنت أضطر أن أكرر القصيدتين الوحيدتين اللتين كانتا كل محصولي »الغنى« في تلك الأيام! كنت أصعد إلى المسرح لا يهمنى شيء، ولا أبالي بشيء، ولا يخيفني شيء.. وأي شيء يخيف طفلة صغيرة لا تعي ما تفعل، ولا تفهم كلمة واحدة مما تقول.
وكبرت وبدأ حظي يكبر معى، وبدأت » تذوق الفن«، عند ذلك بدأت أتهيب المسرح، وأرهبه، وأخشاه، وأشعر كلما غنيت أنني مقبلة على امتحان رهيب، وأن المستمعين هم أولئك الممتحنون الذين لا يرحمون، ولا يتساهلون، ولا يقبلون عقد امتحان ملحق للراسبين.
وقد يحدث أحياناً أن أذهب إلى حفلة من الحفلات، وأنا على تمام الاستعداد لها، مزاج رائق، وصحة طيبة، فلا أكاد أفتح فمي للغناء حتى أتمنى لو أخذوا مني كل ما أملك، وعتقوني لوجه الله.. ولا أغني. وفي بعض الليالي، قد تكون صحتي ليست على ما يرام، ومزاجي لا يصلح للغناء، وإنما أذهب لأداء واجب، فلا أكاد أفتح فمي حتى تترقرق دمعة في عيني، وتظل حائرة، ثم لا ألبث أن أنسى الناس وأغني لنفسي، وقد أفتح عيني وأنظر للجمهور ولكننى لا أراه! أتصور المكان وليس فيه أحد سواي، لا أسمع أصوات التصفيق، ولا صيحات الاستحسان، فإذا كررت مقطعاً فإنما أكرره لأنني أريد ذلك، لا لأن صوتاً ارتفع يقول لي: »كمان«. في مثل هذه اللحظات أغني وأنا أحلم، وتصبح القطعة الغنائية قطعة من قلبي، فإذا قلت »سافر حبيبي« فإنني أتخيل أن لي حبيباً، وأنه أسلمني للألم والعذاب.
وإذا أنشدت »غنى الربيع« أحسست أن الدنيا كلها ربيع يغني: الأطيار تغني، والأشجار تورق، والوجوه تبتسم، والنسيم يراقص الغصون على أنغام الطير، وأرى الورد نعسان حقاً، والكون يشاركني فرحي، والجو يعني »كل لحن بلون«.. ثم أتلفت وأبحث عن الحبيب الذي تخيلته فلا أجده، وأشعر أنه غاب عن قلبي الحائر، وأناديه: »كلمني«! وأذكره بالماضي الذي أعيش فيه، وأقول له: »طمني«، وأسأله عن حال فؤاده.
هل قسا وأنا صابرة؟ هل غضب وأنا راضية؟ ثم أنظر حولي فإذا أنا وحيدة حقاً، وإذا الأزهار جفت فوق الغصون، وإذا الشمس غابت من أفق الأحلام، وإذا الأرض صحراء جرداء لا فيها زرع ولا ماء. وفي بعض الليالي أنتهي من غنائي وكأنني أنتهي من حلم، فيوقظني تصفيق الجمهور في نهاية المقطوعة، فأحس بالرعدة في جسمي، وأشعر شعور النائم حين يستيقظ بعد حلم رائع ويتمنى لو أنه لم يفتح عينيه، وعاش إلى الأبد في ذلك الحلم الجميل! وهناك ليلة في عمري لا أنساها، تختلف عن كل ليالي حياتي، ليلة أن غنيت في النادي الأهلي، وكانت ليلة العيد، وأقبل الملك فاروق.
مفاجأة.. أحسست عندئذ أن في قلبي عيداً سعيداً، وأن في قلبي موسيقى تعزف بأعذب الألحان. وأحسست في الوقت نفسه برهبة، وخوف. وحرت ماذا أغني في حضرة المليك؟! ورحت أغنى.. ولم أشعر بشيء بعد ذلك، ولم أعرف أنني أجدت، ولم أعرف أنني فشلت. بعد ذلك بأيام كنت في محطة الإذاعة، أسمع الشريط الذي سجلت عليه أغاني الحفلة، فأغمضت عيني، ورحت أسمع، ولم أتمالك نفسي، فوجدتني أصيح: الله.. يا أم كلثوم!
 مقال أم كلثوم في العدد الثالث من أخبار اليوم بتاريخ 25 نوفمبر 1944


المقال الثاني
بقلم: أم كلثوم
موسم النرفزة
ألم تلاحظوا أن كل إنسان في مصر أصبح عصبياً هذه الأيام؟ الوزراء عصبيون، والصحفيون أشد عصبية من الوزراء، والزعماء »متنرفزون« والشعب أكثر نرفزة من الزعماء، والنساء ساخطات، والرجال غاضبون، والإضرابات في كل مكان، وكل إنسان في مصر يقول: »شكل للبيع«!
وليس السبب في كل هذا الغلاء كما تصر الصحف، ولا السبب الحركات الشيوعية، المفاوضات والخلافات الحزبية.. ولكن اكتشفت السبب الوحيد في كل ما نراه الآن من عصبية الشعب المصري هو التليفون!
تصور مثلاً وزير التجارة يستيقظ في الصباح ليشرف على حالة الغلاء.. ويسأل عن صحة البرتقال والسكر والزيت! ويطلب الوزير في التليفون وكيل وزراء التجارة، فيرد عليه حلاق صحة السيدة زينب ويتنرفز وزير التجارة ويعود ليطلب رقم الوكيل فيرد مستشفى رعاية الأطفال في إمبابة!
ويضرب وزير التجارة السماعة بشدة ويعود فيطلب نمرة وكيل التجارة.. وهنا يسمع رداً متقطعاً، وأزيزاً متواصلًا.. ثم صراخاً في الأسلاك، ثم طقطقة في السماعة.. فإذا تحمل الوزير كل هذا ولم يصب بالإغماء، جاءت النمرة مشغولة! وتزداد عصبية وزير التجارة ويعود إلى طلب الرقم من جديد، فإذا الوكيل لا يرد، ويعجب الوزير كيف أن الوكيل ليس في مكتبه، فيزداد عصبية، ويطلب سكرتير الوكيل، وبعد أن ينقطع التليفون سبع مرات، يعلم أن الوكيل موجود في مكتبه من الصباح الباكر، فيطلب أن يحادثه، فيحول له السكرتير »السكة«، ثم يسمع الوزير صوت الوكيل، وهو يبدو من بعيد كأنه وزير تجارة مراكش يتكلم مع وكيل وزارة الصين!
ويصرخ الوزير ليسمعه الوكيل، ويتنرفز الوزير والوكيل والسكرتير الذي يتدخل كل خمس دقائق في الحديث ليصلح السكة، وليتوسل لسنترال الوزارات ألا يقطع محادثة معالي الوزير.. ويهدأ الجو. وتنتظم المحادثة، ويبدأ الوزير في ذكر ما يريد أن يقول للوكيل.. وفجأة، يدخل صوت في التليفون ويصيح:
أنا أبوعوف.. أنا أبوعوف.. عم محمد البقال موجود؟
ويصرخ وزير التجارة: عم محمد مين يا جدع!
ويتدخل السكرتير ويقول: إنت بتتكلم مع وزير التجارة، ويقول الصوت ببرود عجيب: خلي محمد البقال يكلمني يا وزير التجارة!
ويتنرفز الوزير والوكيل والسكرتير، وأبوعوف أيضاً، ويذهب الوزير إلى مكتبه وأعصابه فوق جلده والعصبية تركب السيارة معه بجوار السائق بدلاً من الساعي!
ويدخل الوزير مكتبه بهذه الحالة، فيتخانق مع التجار، ويتشاجر مع المستهلكين، ويختلف مع الموظفين.. ويزداد الغلاء!
ووزير الخارجية كذلك… يبدأ صباحه مبكراً، فيتكلم في التليفون مثلاً طالباً سفير إيطاليا.. وبعد أن يقول له: »هاو دو يو دو؟« وأهلاً بحلفائنا الأعزاء، يكتشف أن هناك لخبطة في الخط، وأن الذي يرد عليه هو سفير روسيا. ولما كنا ضد الشيوعية، فإن الوزير يسرع ويقفل السكة. ثم يعود الوزير فيطلب رقم السفير البريطاني، وإذا الذي يرد عليه هو حانوتي باب الخلق!! ويسأله الوزير عن موعد الجلاء مثلاً، فيجيبه »الساعه الثالثة من ميدان الإسماعيلية«. ويحاول الوزير عبثاً أن يتصل بمكتبه، ولكن المكتب لا يرد، ثم يرد المكتب، ثم تنقطع المحادثة، ويتنرفز الوزير، ويذهب إلى مكتبه عصبياً، فيتخانق مع سفير بريطانيا، وأمريكا، وروسيا، وسفير اليمن أيضاً… وتخرج الصحف تقول إن علاقتنا مع الدول كلها سيئة.. وهي لا تعرف أن المسؤول التليفون!
وزير المالية هو الآخر ضحية مصلحة التليفونات..
يطلب مثلاً نادي رجال البوليس، ليبلغهم سراً أنه قرر زيادة مرتباتهم، و»ما تقولش لحد«، فتختلط المحادثة بتليفون نادى الأطباء، فيطالبون هم الآخرون بإنصافهم.. فيحاول أن يبلغهم تليفونياً أنه أجاب طلباتهم.. »وما يقولش لحد«.. فتختلط السكة بخط نقابة المهندسين.. ويسمعون المحادثة.. فيثور المهندسون ويطالبون بإنصافهم.
ويطلب الوزير مثلاً شركة سعيدة ليبلغها أنه قرر منحها إعانة مالية، فيظهر أن النمرة التي جاءت هي نمرة مشيخة الأزهر، ويقول الوزير: سعيدة.
فيرد شيخ الأزهر: سعيدة.
ويبلغ المشايخ البشرى.
ثم تصدر وزارة المالية بلاغاً تكذب فيه أنها قررت إعانة الأزهر، فيقوم العلماء ولا يقعدون، ويعرفون مسألة إعانة شركة سعيدة ويقولون إن الإعانة تكفي لإنصاف الأزهر والمعاهد الدينية وهيئة كبار العلماء!
ويتنرفز وزير المالية وتتنرفز معه الميزانية وتضرب الطوائف.. وأنا شخصياً ضحية التليفون، وما أنا إلا فرد من هذا الشعب العصبي، أستيقظ في الصباح نشيطة متمتعة بكامل صحتي. وأمسك سماعة التليفون فإذا بأعصابي تتحول إلى شبكة تلفزيونية ملخبطة.. أسمع وزا، ثم يعود الوز، ثم يختفي كأنه يلعب معى لعبة »حاورينى يا طيطة«!
وأعيد السماعة إلى التليفون وأبدأ في تهدئة أعصابي وإقناع نفسي بأن أزمة التليفون ستحل بعد سنتين كما تبشرنا الصحف، ثم أمسك السماعة فأسمع الوز فأفرح، وأسرع فأدير قرص التليفون بالرقم الذي أريده.
وفجأة يسكت التليفون.. فأضع السماعة وأبدأ من جديد، وبعد خمس وعشرين محاولة تقريباً، أنجح في إدارة الرقم الذي أريده، وإذا بالكهرباء تتوقف ثم أسمع الجرس يدق.
وأقول: هالو.
ويقول صوت: هالو مين؟
أقول: أنت عاوزة مين؟
يقول: إنت عاوزة مين
أقول: انت اللي طلبتني
يقول: أبداً انت اللي طلبتني..
ويفقد الصوت أعصابه فجأة، ويقول: يا ستي انت اللي طلبتي.. إحنا ناس مشغولين.. إحنا ناس متجوزين.. ما تجيبلناش مصيبة ع الصبح!
وأتضايق وأشتمه، ويشتمنى، وأتنرفز ويتنرفز.. ويتنرفز الشعب المصري الحليم!
وأعالج نفسي بالأدوية المهدئة.. ثم أمسك التليفون وأطلب صديقتي، فترد على بعد طلوع الروح! وما أكاد أقول: صباح الخير.. حتي يرد علي سبعة أشخاص في وقت واحد. وأسمع صوتاً يقول: إقفلي السكة! وصوتاً ثانياً يقول: يا محمد أفندي ما تنساش الفراخ، وصوتاً ثالثاً يصرخ: ده بقى راديو مش تليفون، وصوتاً رابعاً يصرخ: ياالدلعدي خلينا نتكلم! ……… وصوتاً خامساً يقول: بعتوا القطن بكام؟ فيرد سادس ويقول: وانت مالك يا بارد، اسمع يا محمد أفندى، ما تنساش الفراخ! فيصيح سابع بحالة عصبية: اقفلوا السكة خلينا نتكلم! ويشترك السبعة في مناقشه حادة. وتنتهي بأن يشتموا بعضهم البعض ويقفلوا التليفون.. عصبيين.. متنرفزين.. غاضبين.. مضربين. وهكذا تعودت الآن أنني إذا طلبت رقماً في التليفون لا أقول »هالوه«، وإنما أقول: سيداتي… سادتي!
مجلة آخر ساعة العدد 849 -31 يناير 1951

المقال الثالث
بقلم  أم كلثوم
شخصيتنا.. يجب أن تسيطر على فنوننا
أرحب كل الترحيب بمعاهدنا الفنية؛ القديم منها والجديد، فعندنا المعهد العالي للفنون المسرحية، والمعاهد الموسيقية، ومعهد الباليه، ومعهد الشعبية، وأخيراً معهد السينما والمعهد القومى العالي للموسيقى «الكونسرفتوار». إن هذه المعاهد قد أنشئت، وهدفها محو الأمية من ميادين الفن، ومما لا شك فيه أن محو الأمية هدف قيم، تتطلبه طبيعة التطور من ناحية وواجبنا القومى من ناحية أخرى.
أما المعهد العالي للفنون المسرحية والمعاهد الموسيقية فقد أدى وتؤدي ما عليها نحو بلادنا في هذه الفترة الدقيقة من حياتنا، هذه الفترة الثائرة التي تجتازها جمهوريتنا العربية الطامحة التي نريد أن تثبت مجالها في الميادين الفنية العالمية، بعد أن أكدت ثورتنا شخصيتنا الدولية في المجال العالمي.
قصص حياتنا تنافي فن الباليه وأريد أن أقول إن فن الباليه الذي بدأت تباشيره تظهر في محيطنا الفني، لابد وأن يتجه نحو قصصنا، فالباليه يعتمد على القصص المستمدة من الأساطير والتاريخ ومن الماضي والحاضر، ومستقبل فن الباليه عندنا يجب أن يعتمد على حياتنا.. على تاريخنا.. وألا نعيش عالة على غيرنا.. ولا نقلد سوانا، وإلا كان الباليه العربي اسماً لا فعلا.
أما عن الأغاني عندنا هذه الأيام، فأؤكد أنها في أحسن حالاتها، وهى أحسن من ذي قبل، غير أن هناك بعض الأغاني الرخيصة الهابطة، سواء في كلماتها أو في ألحانها، وأرجو أن تتكتل جهود الموسيقيين العازفين والملحنين والمؤلفين والمغنين لجعل الأغنية بعيدة عن الرخص والهبوط والتفاهة.
مستقبل الأغنية والإطار العلمي وأوكد أن مستقبل الأغنية سيكون معتمداً على الإطار، وهذا الإطار هو «العلم»، العلم الذي يشمل كل ما له صلة بالأغنية من أداء صوتي وتلحين وتأليف وعزف وتوزيع.
ويدفعني الحديث عن التوزيع الموسيقي إلى القول إن بلادنا هي الوحيدة الشاذة التي يعتمد فيها الملحنون على غيرهم عندما يوزعون ألحانهم.. في الغرب يعتمد كل ملحن على نفسه في توزيع ألحانه، لأن العلم قد فتح له أبواب التوزيع الموسيقي، ويمكن للكونسرفتوار وغيره من المعاهد الموسيقية التي تعتمد على العلم، أن تفتح الطريق أمام الموسيقيين عندنا، لكي يقوموا بأنفسهم بتوزيع ألحانهم، فليس أقدر من الملحن نفسه على التوزيع الموسيقي لإنتاجه.
بعيداً عن الجري وراء الغرب وأؤكد مرة أخرى أن التطور الموسيقي الحقيقي يدفعنا إلى التمسك بروحنا وطابعنا وشخصيتنا في أي عمل من أعمالنا الفنية المتطورة، وبعيداً عن الجري وراء الغرب والانسياق في تياراته، لقد أكدنا بثورتنا شخصيتنا الدولية، فلتترسم فنوننا في تطورها هذا الاتجاه، ولتسيطر قوميتنا أولاً وقبل أي شيء على أهدافنا، لأن القومية هي رسالة بلادنا الطامحة. 
 الأهرام - 14 أكتوبر 1962