الثلاثاء، 10 مارس 2015
معلقة عمرو بن كلثوم
أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَـا... وَلاَ تُبْقِي خُمُـوْرَ الأَنْدَرِيْنَـا
الخليفة المنصور وحكمته
الخليفة المنصور وحكمته
كان الخليفة المنصور يتجول يوما في بغداد فرأى رجلاً ملهوفاً يجول في الطرقات فأرسل إليه من أتاه به ، فلما سأله عن حاله أخبره أنه خرج في تجارة فكسب مالاً ، وأنه رجع بالمال إلى منزله فدفعه إلى أهله ، ثم ذكرت امرأته أن المال سرق من بيتها ، ولم ير نقباً بالدار ولا أثراً للص فقال المنصور :
منذ كم تزوجتها ؟
قال : منذ سنة
قال : أبكرٌ تزوجتها أم ثيباً ؟
قال: ثيباً
قال: هل لديها ولدٌ من سواك ؟
قال: لا
منذ كم تزوجتها ؟
قال : منذ سنة
قال : أبكرٌ تزوجتها أم ثيباً ؟
قال: ثيباً
قال: هل لديها ولدٌ من سواك ؟
قال: لا
قال: هل هي شابة أم مسنة ؟
قال: بل شابة
قال: بل شابة
فدعا المنصور بقارورة طيب كان يُعمل له ، حاد الرائحة ، غريب النوع ، فدفعها إلى الرجل وقال له : تطيَّب من هذا الطيب فإنه يذهب همّك ، فلما خرج الرجل من عند المنصور، قال المنصور لأربعة من ثقاته (رجال موثوق بهم) :
ليقعد كل واحد منكم على باب من أبواب المدينة الأربعة فمن مر به أحد فشم منه هذا الطيب فليأتني به.
وخرج الرجل بالطيب فدفعه إلى امرأته ، وقال لها: وهبه لي أمير المؤمنين فشمّته فأعجبها ، فبعثت ببعضه إلى رجل كانت تحبه ، وهو الذي دفعت إليه مال زوجها ، وقالت له: تطيّب من هذا الطيب فإن أمير المؤمنين وهبه لزوجي . فتطيّب منه الرجل . ثم إنه مرّ مجتازاً ببعض أبواب المدينة فشمّ الموكل بالباب رائحة الطيب منه ، فأخذه فأتى به المنصور.
فقال له المنصور: من أين حصلت على هذا الطيب فإن رائحته غريبة مُعجبة ؟
قال: اشتريته
قال: من أين اشتريته ؟ فتلجلج الرجل واختلط كلامه .فدعا المنصور صاحب شرطته وقال له : خذ هذا الرجل إليك فإن أحضر كذا وكذا من الدنانير فخلّه يذهب حيث شاء ، وإن امتنع فاضربه ألف سوط.
فخرج به صاحب الشرطة وجرده ودعا بالسياط ليضربه ، فأذعن الرجل وردّ الدنانير.
ودعا المنصور زوج المرأة وقال له: لو رددت عليك الدنانير التي سُرقت منك ، أتحكِّمني في امرأتك؟
قال: نعم
قال المنصور: فهذه دنانيرك ، وإمرأتك طالق منك ، ثم أخبره خبرها.
قال: اشتريته
قال: من أين اشتريته ؟ فتلجلج الرجل واختلط كلامه .فدعا المنصور صاحب شرطته وقال له : خذ هذا الرجل إليك فإن أحضر كذا وكذا من الدنانير فخلّه يذهب حيث شاء ، وإن امتنع فاضربه ألف سوط.
فخرج به صاحب الشرطة وجرده ودعا بالسياط ليضربه ، فأذعن الرجل وردّ الدنانير.
ودعا المنصور زوج المرأة وقال له: لو رددت عليك الدنانير التي سُرقت منك ، أتحكِّمني في امرأتك؟
قال: نعم
قال المنصور: فهذه دنانيرك ، وإمرأتك طالق منك ، ثم أخبره خبرها.
الرجل ذو القناع الحديدي
الرجل ذو القناع الحديدي
![](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjB6NTMrOZbE_Zb3SJwjJCiepT6-K3v48bXFfV3a7KZVXKhJ1LQHffa-sKzdQ-3Ewry-RMVUiz5xiGHg57Oo-9x9yE3GUzcfjKqvJUXFUsjKlMWqZC0hyphenhyphen1rxU3JqSdVMWGW4y8XpGB3EjM/s1600/aaa.jpg)
يبقى لغز الرجل ذو القناع الحديدي أحد أبز الألغاز المحيرة في سجلات التاريخ ..
ويعود هذا اللغز الى عصر الملك (لويس الرابع عشر) حيث بدأت قصة ذلك السجين الأكثر غموضا في التاريخ ، والذي عاش في غياهب السجون طيلة حياته ومات دون أن يعلم أحداً هويته حتي اليوم .
والرجل ذو القناع الحديدي هو الإسم الذي أطلق على سجين اعتقل في عام 1669 وتم سجنه في عدة سجون، وأحد أشهر هذه السجون هو سجن الباستيل لمدة 34 عاما. وقد توفي في 19 نوفمبر 1703 تحت اسم مستعار وهو مارشيولي.
![](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiFlYjJMrc82F8tOvJ4WL13Z20WoUnA23PHKaI_ei6p95RZ9A3GQSug0YVzsOc4XWjzmI6YIC6F-mZJhh_aE4o6r1SLHORnzwMlP91CVC2EWbCcUNUFAlYFqScMnlI8RptI2I5m3Woi9SA/s1600/3.jpg)
ففي صباح الخامس من سبتمبر من عام 1661م، وصلت عربه ملكية فاخره الى سجن (الباستيل) الفرنسي الرهيب الذي كان يثير الرعب في قلوب الناس لقسوة حراسه وكان على متن العربة عدد من الحراس الذين يحيطون برجل يرتدي ثياباً فاخرة جداً ، ويخفي وجهه خلف قناع حديدي لا يترك له سوى فتحتين لعينه واخرى لفمه ، وقد وضع على القناع قفل كبير لمنع فتحه ..
واستقبل مدير السجن ذلك السجين الغامض في إحترام شديد ، وطلب منه وعداً قاطعا بألا يخبر أحداً عن شخصيته ، وقد وعده ذو القناع بذلك بنبرة صوت قوية وكبرياء ، وبعد ذلك تم نقل السجين الى زنزانة خاصة و فاخرة ، وقد كانت الأوامر تقضي بقتله حال محاولته نزع القناع الحديدي فيما عدا ذلك كانت الأوامر مشددة بضرورة معاملته معاملة النبلاء .
وكان ذو القناع الحديدي سجيناً مثالياً يقضي معظم وقته في القراءة ومراقبة الطيور وكان يعامل جميع الحراس في تهذيب شديد ، إلا أن حارس زنزانته الخاص كثيراً ما كان يسمع ذلك السجين الغامض يبكي بحرقة وينتحب، عندما يبدو له أن لا أحد يسمعه.
واستمر الوضع كذلك ولم يخلع ذو القناع الحديدي قناعه على الإطلاق حتى عندما أصابه مرض شديد واضطر الأمر الى إحضار طبيب خاص لمعالجته ، فلم يسمح الحراس له بكشف وجهه لقياس درجة الحرارة من لسانه كما كان متبع في ذلك الوقت .
و عندما توفي حضرت عربه ملكية خاصه حملته الى قبر فاخر صنع من الرخام ، واحيط القبر بعد ذلك بحراسه مشدده لمدة شهر كامل حتى يضمن الملك (لويس الرابع عشر) بقاء هذا اللغز في طي الكتمان .
وكان ذو القناع الحديدي سجيناً مثالياً يقضي معظم وقته في القراءة ومراقبة الطيور وكان يعامل جميع الحراس في تهذيب شديد ، إلا أن حارس زنزانته الخاص كثيراً ما كان يسمع ذلك السجين الغامض يبكي بحرقة وينتحب، عندما يبدو له أن لا أحد يسمعه.
و عندما توفي حضرت عربه ملكية خاصه حملته الى قبر فاخر صنع من الرخام ، واحيط القبر بعد ذلك بحراسه مشدده لمدة شهر كامل حتى يضمن الملك (لويس الرابع عشر) بقاء هذا اللغز في طي الكتمان .
وقد اثار هذا اللغز خيال المؤرخين والأدباء الى أبعد الحدود وتسائل الكل : ترى ماذا اقترف هذا السجين من جرم لينصب عليه جام السخط الملكي ويلقى منه هذا العقاب ؟!
فقد ذهب البعض إلي الإعتقاد بأن هذا السجين هو شقيق الملك التوأم ومنافسه على العرش كما صورها أحد الأدباء الفرنسيين ، وقد استغلت هذه الفكرة في عمل الفيلم السينمائي "الرجل ذو القناع الحديدي" ، و لكن الفكره لم تنل استحسان المؤرخين .
ورواية أخرى تصفه بابن غير شرعي وثمرة علاقة محرمة تورط بها الملك لويس الرابع عشر مع إحدى القرويات ، وما خرج من صلبه أصبح شاباً يحمل شبهاً لوالده لا تخطئه العين ، وأمام هذا الواقع الشائن حجب الملك ملامحه عن الأنظار بتلك البدعة !. لكنها كلها أفكار من نسج الخيال .
لعنة الفراعنة
لعنة الفراعنة
لعل الكل أو البعض قد سمع عن لعنة الفراعنة .. ولكن ماهي حقيقة هذه اللعنة ومتي بدأت ؟
بعد كفاح مرير استمر لستة أعوام وبالتحديد في عام 1922م تم الكشف عن "مقبرة توت عنخ آمون" علي يد عالم الآثار(هوارد كارتر) بتمويل من اللورد (كارنافون) ، ومن هنا تبدأ القصة . .
حيث كان أول ما لفت انتباههم هى قطعة حجر وجدت في مدخل المقبرة منقوش عليها "سيضرب الموت بجناحية كل من يعكر صفو الملك" .
هذه هي العبارة التي وجدت منقوشة في مدخل مقبرة توت عنخ آمون والتي تلا اكتشافها سلسلة من الحوادث الغريبة التي بدأت بموت كثير من العمال القائمين بالبحث في المقبرة وهو ما حير العلماء والناس ، وجعل الكثير يعتقد فيما سمي بـ"لعنة الفراعنة" التي تطارد كل من يدنس حجرة الملك .
ورغم أن هذا الملك ليست له أي قيمة تاريخية ، ولكن من المؤكد أن هذا الملك الشاب قد استمد أهميته الكبرى من أن مقبرته لم يمسها أحد من اللصوص ، فوصلت إلينا بعد ثلاثة وثلاثين قرنا سالمة كاملة وأن هذا الملك أيضا هو مصدر اللعنة الفرعونية فكل الذين مسوه أو لمسوه طاردهم الموت واحدا بعد الآخر مسجلا بذلك أعجب وأغرب ما عرف الإنسان من أنواع العقاب .
كل شيء كان يسير في أفضل صورة حتي بدأت الأحداث الغامضة يوم الاحتفال الرسمي بافتتاح المقبرة ، فقدأصيب اللورد ( كارنافون ) بحمى غامضة لم يجد لها أحد من الأطباء تفسيرا ، وفي منتصف الليل تماما توفي اللورد في القاهرة والأغرب من ذلك أن التيار الكهربائي قد انقطع في القاهرة دون أي سبب واضح في نفس لحظة الوفاة .
ثم توالت الأحداث بعد ذلك وبدأ الموت يحصد جميع الذين دنسوا المقبرة أو شاركوا في الاحتفال ، ومعظم حالات الوفاة كانت بسبب تلك الحمى الغامضة مع هذيان ورجفة تؤدي إلى الوفاة ، بل إن الأمر كان يتعد الإصابة بالحمى في الكثير من الأحيان ، فقد توفي سكرتير ( هاورد كارتر ) دون أي سبب على الإطلاق ومن ثم انتحر والده حزنا عليه وفي أثناء تشييع جنازة السكرتير دهس الحصان الذي كان يجر عربة التابوت طفلا صغيرا فقتله ، وأصيب الكثيرون من الذين ساهموا بشكل أو بآخر في اكتشاف المقبرة بالجنون وبعضهم انتحر دون أي سبب يذكر .
وبعد أربع سنوات من تلك الحوادث توفي عالم الآثار ( والتر إيمري ) دون سبب أمام عيني مساعده في نفس الليلة التي اكتشف فيها أحد القبور الفرعونية . . وهناك الطبيب ( بلهارس ) مكتشف دودة ( البلهارسيا ) الذي توفي بعد يومين من زيارته لآثار الفراعنة الموجودة في الأقصر .
أما أغرب ما حدث على الإطلاق فهو قصة مفتش الآثار المصري الذي طلب منه المسؤولون في مصر أن يرسل بعضا من كنوز الفراعنة إلى باريس لتعرض في المتاحف لفترة بسيطة ثم ترجع بعد ذلك للقاهرة ، إلا أن المفتش توسل إليهم ألا يجبروه على فعل هذا فقد كان يسمع كثيرا عن لعنة الفراعنة ، وقد حاول كل جهده أن يمنع عملية انتقال الآثار من مصر إلى باريس إلا أنه فشل في ذلك . . وبعد بضعة أيام كان المفتش يعبر الشارع فدهسته سيارة مسرعة ومات بالمستشفى .
تحدث الدكتور ( عز الدين طه ) عن الفطريات وعن السموم التي-ربما-نثرها الفراعنة فوق مقابرهم ، وعن البكتيريا التي تنشط فوق جلد المومياء المتحلل ، لكن هذا لم يكن يفسر حالات الجنون والوفاة المفاجئة أو الإنتحار .
وقد اتضح فيما بعد أن أسطورة لعنة الفراعنة كانت متداولة على نطاق ضيق منذ مدة طويلة جدا ، إلا أنها لم تجد طريقها إلى وسائل الإعلام إلا في يوم الاحتفال الرسمي بافتتاح مقبرة (توت عنخ آمون) وبعد هلاك معظم من ساهم بهذا الاكتشاف . . لكن الشيء الغامض هو أن الموت لأسباب تافهة جدا وفي ظروف غير مفهومة لم يستطيع العلماء تفسيرها تفسير علمي واضح.
ذكر بعض الباحثين والعلماء المسلمين أن حالات الوفاة التي حدثت لا يمكن أن تفسر على أنها لعنة لأن هذا يتعارض مع العقيدة الإسلامية بشكل مباشر ، كما أنها ليست صدفة . . فالصدفة لا تتكرر بهذا الشكل بل أن لكل هذا تفسيرا ما قد يتضح مع مرور الأيام ، أو قد تظل الأسطورة متأرجحة بين الحقيقة والخيال .
قصة الغلام مع الحجاج بن يوسف الثقفي
قصة الغلام مع الحجاج بن يوسف الثقفي
كان الحجاج يوما في رحلة صيد فرأى تسعة كلاب إلى جانب صبي صغير السن عمره حوالي عشر سنوات وله ذوائب فقال له الحجاج : ماذا تفعل هنا أيها الغلام ؟
فرفع الصبي طرفه إليه وقال له : يا حامل الأخبار لقد نظرت إلي بعين الاحتقار وكلمتني بافتخار وكلامك كلام جبار وعقلك عقل حمار.
فقال له الحجاج ؛ أما عرفتني أيها الغلام ؟
فقال الغلام عرفتك بسواد وجهك لأنك أتيت بالكلام قبل السلام.
فقال له الحجاج : ويلك أنا الحجاج بن يوسف
فقال له الغلام : لا قرب الله دارك ولا مزارك فما أكثر كلامك وأقل إكرامك.
فما أتم كلامه إلا الجيوش حلقت عليه من كل جانب وكل واحد يقول السلام عليك يا أمير المؤمنين
فقال الحجاج : أحفظوا هذا الغلام فقد أوجعني بالكلام فأخذوا الغلام.
فرفع الصبي طرفه إليه وقال له : يا حامل الأخبار لقد نظرت إلي بعين الاحتقار وكلمتني بافتخار وكلامك كلام جبار وعقلك عقل حمار.
فقال له الحجاج ؛ أما عرفتني أيها الغلام ؟
فقال الغلام عرفتك بسواد وجهك لأنك أتيت بالكلام قبل السلام.
فقال له الحجاج : ويلك أنا الحجاج بن يوسف
فقال له الغلام : لا قرب الله دارك ولا مزارك فما أكثر كلامك وأقل إكرامك.
فما أتم كلامه إلا الجيوش حلقت عليه من كل جانب وكل واحد يقول السلام عليك يا أمير المؤمنين
فقال الحجاج : أحفظوا هذا الغلام فقد أوجعني بالكلام فأخذوا الغلام.
رجع الحجاج إلى قصره فجلس في مجلسه والناس حوله جالسون ومن هيبته مطرقون وهو بينهم كالأسد ثم طلب إحضار الغلام فلما مثل بين يديه ورأى الوزراء وأهل الدولة لم يخشى منهم بل قال السلام عليكم فلم يرد الحجاج السلام فرفع الغلام رأسه وأدار نظره فرأى بناء القصر عاليا ومزينا بالنقوش والفسيفساء وهو في غاية الإبداع والإتقان
فقال الغلام: "أتبنون بكل ريع أية تبعثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين" فإستوى الحجاج وكان متكئا..
فقال الغلام: "أتبنون بكل ريع أية تبعثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين" فإستوى الحجاج وكان متكئا..
فقالوا للغلام : يا قليل الأدب لماذا لم تسلم على أمير المؤمنين السلام اللائق ولا تتأدب في حضرته ؟
فقال الغلام : يا براغيث الحمير منعني عن ذلك التعب في الطريق وطلوع الدرج أما السلام فعلى أمير المؤمنين وأصحابه يعني السلام على عليّ بن أبي طالب وأصحابه.
فقال الحجاج : يا غلام لقد حضرت في يوم تم فيه أجلك وخاب فيه أملك.
فقال الغلام : والله يا حجاج أن كان من أجلي تأخير لم يضرني من كلامك لا قليل ولا كثير
فقال بعض الغلمان : لقد بلغت من جهلك يا خبيث أن تخاطب أمير المؤمنين كما تخاطب غلاما مثلك يا قليل الأدب انظر من تخاطب وأجبه بأدب واحترام فهو أمير العراق والشام.
فقال الغلام : أما سمعت قوله تعالى "كل نفس تجادل عن نفسها" ؟
فقال الحجاج : فمن عنيت بكلامك أيها الغلام ؟
قال الغلام ؛ عنيت عليّ بن أبي طالب وأصحابه وأنت أيها الحجاج على من تسلم.
فقال الحجاج : على عبد الملك بن مروان.
فقال الغلام ؛ عبد الملك الفاجر عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
فقال الحجاج : ولم ذلك يا غلام ؟
فقال الغلام : لأنه أخطأ خطيئة عظيمة مات بسببها خلق كثير.
فقال بعض الجلساء : اقتله يا أمير المؤمنين فقد خالف الطاعة وفارق الجماعة وشتم عبد الملك بن مروان.
فقال الغلام يا حجاج : أصلح جلسائك فإنهم جاهلون
فأشار الحجاج لجلسائه بالصمت.
ثم سأله الحجاج هل تعرف أخي ؟
فقال الغلام : أخوك فرعون حين جاء موسى وهارون ليخلعوه عن عرشه فأستشار جلسائه.
فقال له الرقاشي : هبني إياه يا أمير المؤمنين أصلح الله شأنك.
فقال الحجاج : هو لك لا بارك الله فيه.
فقال الغلام : لا شكر للواهب ولا للمستوهب.
فقال الرقاشي : أنا أريد خلاصك من الموت فتخاطبني بهذا الكلام ، ثم إلتفت الرقاشي إلى الحجاج وقال له أفعل ما تريد يا أمير المؤمنين.
فقال الغلام : يا براغيث الحمير منعني عن ذلك التعب في الطريق وطلوع الدرج أما السلام فعلى أمير المؤمنين وأصحابه يعني السلام على عليّ بن أبي طالب وأصحابه.
فقال الحجاج : يا غلام لقد حضرت في يوم تم فيه أجلك وخاب فيه أملك.
فقال الغلام : والله يا حجاج أن كان من أجلي تأخير لم يضرني من كلامك لا قليل ولا كثير
فقال بعض الغلمان : لقد بلغت من جهلك يا خبيث أن تخاطب أمير المؤمنين كما تخاطب غلاما مثلك يا قليل الأدب انظر من تخاطب وأجبه بأدب واحترام فهو أمير العراق والشام.
فقال الغلام : أما سمعت قوله تعالى "كل نفس تجادل عن نفسها" ؟
فقال الحجاج : فمن عنيت بكلامك أيها الغلام ؟
قال الغلام ؛ عنيت عليّ بن أبي طالب وأصحابه وأنت أيها الحجاج على من تسلم.
فقال الحجاج : على عبد الملك بن مروان.
فقال الغلام ؛ عبد الملك الفاجر عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
فقال الحجاج : ولم ذلك يا غلام ؟
فقال الغلام : لأنه أخطأ خطيئة عظيمة مات بسببها خلق كثير.
فقال بعض الجلساء : اقتله يا أمير المؤمنين فقد خالف الطاعة وفارق الجماعة وشتم عبد الملك بن مروان.
فقال الغلام يا حجاج : أصلح جلسائك فإنهم جاهلون
فأشار الحجاج لجلسائه بالصمت.
ثم سأله الحجاج هل تعرف أخي ؟
فقال الغلام : أخوك فرعون حين جاء موسى وهارون ليخلعوه عن عرشه فأستشار جلسائه.
فقال له الرقاشي : هبني إياه يا أمير المؤمنين أصلح الله شأنك.
فقال الحجاج : هو لك لا بارك الله فيه.
فقال الغلام : لا شكر للواهب ولا للمستوهب.
فقال الرقاشي : أنا أريد خلاصك من الموت فتخاطبني بهذا الكلام ، ثم إلتفت الرقاشي إلى الحجاج وقال له أفعل ما تريد يا أمير المؤمنين.
فقال الحجاج للغلام : من أي بلد أنت ؟
قال الغلام : من مصر.
فقال الحجاج : من مدينة الفاسقين.
قال الغلام : ولما سميتها مدينة الفاسقين ؟
فقال الحجاج : لأن شرابها ذهب ونساءها لعب ونيلها عجب وأهلها لا عرب ولا عجم.
قال الغلام : لست منهم.
فقال الحجاج : من أي بلد إذن ؟
قال الغلام : من خرسان.
فقال الحجاج : من شر مكان وأقل الأديان.
قال الغلام : ولم ذلك يا حجاج ؟
فقال الحجاج : لأنهم أعجام مثل البهائم والأغنام كلامهم ثقيل وغنيهم بخيل.
قال الغلام : لست منهم.
فقال الحجاج : من أي بلد أنت ؟
قال الغلام : أنا من الشام.
فقال الحجاج : أنت من أحسن البلدان وأغضب مكان وأغلظ أبدان.
قال الغلام : لست منهم.
فقال الحجاج : فمن أين إذن ؟
قال الغلام : من اليمن.
فقال الحجاج : أنت من بلد غير مشكور.
قال الغلام : ولم ذلك ؟
فقال الحجاج لأنهم صوتهم مليح وعاقلهم يستعمل الزمر وجاهلهم يشرب الخمر.
قال الغلام : أنا لست منهم.
فقال الحجاج : فمن أين إذن ؟
قال الغلام : من مكة.
فقال الحجاج : أنت إذن من أهل اللؤم والجهل وقلة العقل.
قال الغلام : ولم ذلك ؟
فقال الحجاج : لأنهم قوم بعث فيهم نبي فكذبوه وطردوه من بينهم إلى قوم أحبوه وأكرموه.
قال الغلام : أنا لست منهم.
فقال الحجاج : لقد كثرت جواباتك علي وقلبي يحدثني بقتلك.
قال الغلام : ولم ذلك ؟
فقال الحجاج لأنهم صوتهم مليح وعاقلهم يستعمل الزمر وجاهلهم يشرب الخمر.
قال الغلام : أنا لست منهم.
فقال الحجاج : فمن أين إذن ؟
قال الغلام : من مكة.
فقال الحجاج : أنت إذن من أهل اللؤم والجهل وقلة العقل.
قال الغلام : ولم ذلك ؟
فقال الحجاج : لأنهم قوم بعث فيهم نبي فكذبوه وطردوه من بينهم إلى قوم أحبوه وأكرموه.
قال الغلام : أنا لست منهم.
فقال الحجاج : لقد كثرت جواباتك علي وقلبي يحدثني بقتلك.
قال الغلام : لو كان أجلي بيدك لما عبدت سواك، ولكن أعلم يا حجاج أني من أهل طيبة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال الحجاج : نعمت المدينة أهلها أهل الأيمان والإحسان فمن أي قبيلة أنت ؟
قال الغلام : من ثلي بني تعلب من سلالة عليّ بن أبي طالب وكل حسب ونسب ينقطع إلا حسبنا ونسبنا.
فأغتاظ الحجاج غيظا شديدا وأمر بقتل الغلام،فقال الحاضرون من الوزراء : ولكنه لا يستحق القتل وهو دون سن البلوغ يا أمير.
فقال الحجاج : لا بد من قتله ولو ينادي منادي من السماء.
قال الغلام : ما أنت بنبي حتى يناديك منادي من السماء.
فقال الحجاج : من يحول بيني وبين قتلك ؟
قال الغلام : يحول بينك وبيني ما يحول بين المرء وقلبه.
فقال الحجاج : هو الذي يعينني على قتلك.
قال الغلام : كلا إنما الذي يعينك على قتلي شيطانك وأعوذ بالله منك ومنه.
فقال الحجاج : نعمت المدينة أهلها أهل الأيمان والإحسان فمن أي قبيلة أنت ؟
قال الغلام : من ثلي بني تعلب من سلالة عليّ بن أبي طالب وكل حسب ونسب ينقطع إلا حسبنا ونسبنا.
فأغتاظ الحجاج غيظا شديدا وأمر بقتل الغلام،فقال الحاضرون من الوزراء : ولكنه لا يستحق القتل وهو دون سن البلوغ يا أمير.
فقال الحجاج : لا بد من قتله ولو ينادي منادي من السماء.
قال الغلام : ما أنت بنبي حتى يناديك منادي من السماء.
فقال الحجاج : من يحول بيني وبين قتلك ؟
قال الغلام : يحول بينك وبيني ما يحول بين المرء وقلبه.
فقال الحجاج : هو الذي يعينني على قتلك.
قال الغلام : كلا إنما الذي يعينك على قتلي شيطانك وأعوذ بالله منك ومنه.
فقال الحجاج : أراك تجاوبني على كل سؤال.
فأخبرني : ما يقرب العبد من ربه ؟
قال الغلام : الصوم والصلاة والزكاة والحج.
فقال الحجاج : أنا أتقرب من الله بدمك لأنك من أولاد الحسن والحسين.
قال الغلام : من غير خوف ولا جزع أنا من أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كان أجلي بيدك فقد حضر شيطانك يعينك على فساد أخرتك.
فأجابه الحجاج : أتقول أنك من أولاد رسول الله وتكره الموت ؟
قال الغلام : قال الله تعالى "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"
فقال الحجاج : ابن من أنت ؟
قال الغلام : أنا ابن أبي وأمي.
فسأله الحجاج : من أين جئت ؟
قال الغلام : على رحب الأرض.
فقال الحجاج : أخبرني من أكرم العرب ؟
قال الغلام : بنو طيً.
فسأله الحجاج : ولم ذلك ؟
قال الغلام ؛ لأن حاتم الأصم منهم.
فقال الحجاج : فمن أشرف العرب ؟
قال الغلام : بنو مضر.
فقال الحجاج : ولم ذلك ؟
قال الغلام : لأن محمد صلى الله عليه وسلم منهم.
فقال الحجاج : فمن أشجع العرب ؟
قال الغلام : بنو هاشم لأن علي ّ بن أبي طالب منهم
فقال الحجاج : فمن أبخس العرب وأقلهم خيرا ؟
قال الغلام : بنو ثقيف لأنك أنت منهم وفي الحديث الشريف يظهر من بنو ثقيف نمرود وكذاب فالكذاب مسيلمة والنمرود أنت.
فأغتاظ الحجاج غيظا شديدا وأمر بقتله فشفع له الحاضرون فشفعهم فيه وسكن غضبه قليلا.
وقال الحجاج : أين تركت الإبل ذات القرون ؟
قال الغلام : تركتها ترعى أوراق الصوان.
فصاح به الحجاج قائلا : يا قليل العقل ويا بعيد الذهن هل للصوان ورق ؟
فقال الغلام : وهل للإبل قرون؟!
قال الغلام : أنا ابن أبي وأمي.
فسأله الحجاج : من أين جئت ؟
قال الغلام : على رحب الأرض.
فقال الحجاج : أخبرني من أكرم العرب ؟
قال الغلام : بنو طيً.
فسأله الحجاج : ولم ذلك ؟
قال الغلام ؛ لأن حاتم الأصم منهم.
فقال الحجاج : فمن أشرف العرب ؟
قال الغلام : بنو مضر.
فقال الحجاج : ولم ذلك ؟
قال الغلام : لأن محمد صلى الله عليه وسلم منهم.
فقال الحجاج : فمن أشجع العرب ؟
قال الغلام : بنو هاشم لأن علي ّ بن أبي طالب منهم
فقال الحجاج : فمن أبخس العرب وأقلهم خيرا ؟
قال الغلام : بنو ثقيف لأنك أنت منهم وفي الحديث الشريف يظهر من بنو ثقيف نمرود وكذاب فالكذاب مسيلمة والنمرود أنت.
فأغتاظ الحجاج غيظا شديدا وأمر بقتله فشفع له الحاضرون فشفعهم فيه وسكن غضبه قليلا.
وقال الحجاج : أين تركت الإبل ذات القرون ؟
قال الغلام : تركتها ترعى أوراق الصوان.
فصاح به الحجاج قائلا : يا قليل العقل ويا بعيد الذهن هل للصوان ورق ؟
فقال الغلام : وهل للإبل قرون؟!
فقال الحجاج : هل حفظت القرآن ؟
قال الغلام : هل القرآن هارب مني حتى أحفظه ؟
فسأله الحجاج : هل جمعت القرآن ؟
قال الغلام : وهل هو متفرق حتى أجمعه ؟
فقال له الحجاج : آما فهمت سؤالي ؟
فأجابه الغلام : ينبغي لك أن تقول هل قرأت القرآن وفهمت ما فيه ؟
قال الغلام : هل القرآن هارب مني حتى أحفظه ؟
فسأله الحجاج : هل جمعت القرآن ؟
قال الغلام : وهل هو متفرق حتى أجمعه ؟
فقال له الحجاج : آما فهمت سؤالي ؟
فأجابه الغلام : ينبغي لك أن تقول هل قرأت القرآن وفهمت ما فيه ؟
فقال الحجاج : فأخبرني عن آية في القرآن أعظم ؟ وآية أحكم ؟ وآية أعدل ؟ وآية أخوف ؟ وآية أرجى ؟ وآية فيها عشر آيات بينات ؟ وآية كذب فيها أولاد الأنبياء ؟ وآية صدق فيها اليهود والنصارى ؟ وآية قالها الله لنفسه ؟ وآية فيها قول الأنبياء ؟ وآية فيها قول الملائكة ؟ وآية فيها قول أهل الجنة ؟ وآية فيها قول أهل النار ؟ وآية فيها قول إبليس ؟
فقال الغلام : أما أعظم آية فهي آية الكرسي
وأحكم آية "إن الله يأمر بالعدل والإحسان"
وأعدل آية "فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذره شرًا يره"
وأخوف آية "أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم"
وأرجى آية "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعها"
و آية فيها عشر آيات بينات هي "إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب"
وأما الآية التي كذب فيها أولاد الأنبياء فهي "وجاءوا على قميصه بدم كذب" وهم أخوة يوسف كذبوا وأدخلوا الجنة.
وأما الآية التي صدق فيها اليهود والنصارى فهي "وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء" فصدقوا وأدخلوا النار.
والآية التي قالها لنفسه هي "وما خلقت الجن والأنس الإ ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين"
وآية فيها قول الأنبياء "وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون"
وآية فيها قول الملائكة "سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم"
وآية فيها قول أهل الجنة "الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور"
وآية فيها قول أهل النار "ربنا أخرجنا منها نعمل صالحا"
وآية فيها قول إبليس "أنا خيرُ منه خلقتني من نار وخلقته من طين"
فقال الحجاج : أخبرني عمن خُلق من الهواء ؟ ومن حُفظ بالهواء ؟ ومن هلك بالهواء ؟
فقال الغلام ؛ الذي خلق من الهواء سيدنا عيسى عليه السلام والذي حُفظ بالهواء سيدنا سليمان بن داوود عليهما السلام وأما الذي هلك بالهواء فهم قوم هود.
فقال الحجاج : فأخبرني عمن خُلق من الخشب ؟ والذي حُفظ بالخشب ؟ والذي هلك بالخشب ؟
قال الغلام : الذي خُلق من الخشب هي الحية من عصا موسى عليه السلام والذي حُفظ بالخشب نوح عليه السلام والذي هلك بالخشب زكريا عليه السلام.
فقال الحجاج : فأخبرني من خُلق من الماء ؟ ومن نجا بالماء ؟ ومن هلك بالماء ؟
فقال الغلام ؛ الذي خُلق من الماء أبونا أدم عليه السلام والذي نجا من الماء موسى عليه السلام والذي هلك بالماء فرعون.
فقال الحجاج : فأخبرني من خُلق من النار؟ ومن حُفظ من النار ؟
فقال الغلام : الذي خُلق من النار إبليس والذي نجا من النار إبراهيم عليه السلام.
فقال الغلام ؛ الذي خلق من الهواء سيدنا عيسى عليه السلام والذي حُفظ بالهواء سيدنا سليمان بن داوود عليهما السلام وأما الذي هلك بالهواء فهم قوم هود.
فقال الحجاج : فأخبرني عمن خُلق من الخشب ؟ والذي حُفظ بالخشب ؟ والذي هلك بالخشب ؟
قال الغلام : الذي خُلق من الخشب هي الحية من عصا موسى عليه السلام والذي حُفظ بالخشب نوح عليه السلام والذي هلك بالخشب زكريا عليه السلام.
فقال الحجاج : فأخبرني من خُلق من الماء ؟ ومن نجا بالماء ؟ ومن هلك بالماء ؟
فقال الغلام ؛ الذي خُلق من الماء أبونا أدم عليه السلام والذي نجا من الماء موسى عليه السلام والذي هلك بالماء فرعون.
فقال الحجاج : فأخبرني من خُلق من النار؟ ومن حُفظ من النار ؟
فقال الغلام : الذي خُلق من النار إبليس والذي نجا من النار إبراهيم عليه السلام.
فقال الحجاج : فأخبرني عن أنهار الحنة وعددها ؟
قال الغلام : أنهار الجنة كثيرة لا يعلم عددها إلا الله سبحانه وتعالى كما قال الله في كتابه العزيز "فيها أنهار من ماء غير أسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى" وكلها من محل واحد لا يختلط بعضها ببعض ويوجد نظيره في الدنيا وهو في رأس بني أدم طعم عينه مالح وأذنه مر وطعم فمه عذب.
فقال الحجاج : إن أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا يتغطون فهل يوجد مثل له في الدنيا ؟
قال الغلام : الجنين في بطن أمه يأكل ويشرب ولا يتغوط.
فقال الحجاج : فما أول قطرة من دم ؟
قال الغلام : هي حيض حواء.
فقال الحجاج : أخبرني عن العقل ؟ والأيمان ؟ والحياء ؟ والسخاء ؟ والشجاعة ؟ والكرم ؟ والشهوة ؟
قال الغلام : إن الله عز وجل قسم العقل عشرة أقسام جعل الله تسعة في الرجال وواحدة في النساء
والأيمان عشرة أقسام تسعة في اليمن وواحدة في بقية الدنيا.
والحياء عشرة أقسام تسعة في النساء وواحدة في الرجال.
والسخاء عشرة أقسام تسعة في الرجال وواحدة في النساء.
والشجاعة والكرم تسعة في العرب وواحدة في بقية العالم.
والشهوة عشرة أقسام تسعة في النساء وواحدة في الرجال.
فقال الحجاج : فأخبرني ما يجب على المسلم في السنة مرة ؟
قال الغلام : صيام رمضان.
فقال الحجاج : وما يجب في العمر مرة ؟
قال الغلام : حج بيت الله الحرام من أستطاع إليه سبيلا.
فقال الحجاج : فأخبرني عن أقرب شيء إليك ؟
قال الغلام الآخرة.
قال الغلام : أنهار الجنة كثيرة لا يعلم عددها إلا الله سبحانه وتعالى كما قال الله في كتابه العزيز "فيها أنهار من ماء غير أسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى" وكلها من محل واحد لا يختلط بعضها ببعض ويوجد نظيره في الدنيا وهو في رأس بني أدم طعم عينه مالح وأذنه مر وطعم فمه عذب.
فقال الحجاج : إن أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا يتغطون فهل يوجد مثل له في الدنيا ؟
قال الغلام : الجنين في بطن أمه يأكل ويشرب ولا يتغوط.
فقال الحجاج : فما أول قطرة من دم ؟
قال الغلام : هي حيض حواء.
فقال الحجاج : أخبرني عن العقل ؟ والأيمان ؟ والحياء ؟ والسخاء ؟ والشجاعة ؟ والكرم ؟ والشهوة ؟
قال الغلام : إن الله عز وجل قسم العقل عشرة أقسام جعل الله تسعة في الرجال وواحدة في النساء
والأيمان عشرة أقسام تسعة في اليمن وواحدة في بقية الدنيا.
والحياء عشرة أقسام تسعة في النساء وواحدة في الرجال.
والسخاء عشرة أقسام تسعة في الرجال وواحدة في النساء.
والشجاعة والكرم تسعة في العرب وواحدة في بقية العالم.
والشهوة عشرة أقسام تسعة في النساء وواحدة في الرجال.
فقال الحجاج : فأخبرني ما يجب على المسلم في السنة مرة ؟
قال الغلام : صيام رمضان.
فقال الحجاج : وما يجب في العمر مرة ؟
قال الغلام : حج بيت الله الحرام من أستطاع إليه سبيلا.
فقال الحجاج : فأخبرني عن أقرب شيء إليك ؟
قال الغلام الآخرة.
ثم قال الحجاج : سبحان الله يأتي الحكمة من يشاء من عباده ما رأيت صبيا آتاه الله عز وجل العلم والعقل والذكاء مثل هذا الغلام.
فقال الغلام : أنا أهل لذلك .
فقال الحجاج : فمن أحق الناس في الخلافة ؟
قال الغلام : الذي يعفو و يصفح ويعدل بين الناس.
فقال الغلام : أنا أهل لذلك .
فقال الحجاج : فمن أحق الناس في الخلافة ؟
قال الغلام : الذي يعفو و يصفح ويعدل بين الناس.
فقال الحجاج : فأخبرني عن النساء ؟
قال الغلام : أتسألني عن النساء وأنا صغير لم أطًلع بعد على أحوالهن ورغائبهن ومعاشرتهن ولكنني سأذكر لك المشهور من أمورهن..
فبنت العشر سنين من الحور العين وبنت العشرين نزهة للناظرين وبنت الثلاثين جنة نعيم وبنت الأربعين شحم ولين وبنت الخمسين بنات وبنين وبنت الستين ما بها فائدة للسائلين وبنت السبعين عجوز في الغابرين وبنت التسعين شيطان رجيم وبنت المائة من أصحاب الجحيم.
فضحك الحجاج وقال : أي النساء أحسن ؟
قال الغلام : ذات الدلال الكامل والجمال الوافر والنطق الفصيح التي يهتز نهدها ويرتاح ردفها.
فقال الحجاج : أخبرني عن أول من نطق الشعر ؟
قال الغلام : سيدنا أدم عليه السلام وذلك لما قتل قابيل أخاه هابيل أنشد يقول :
قال الغلام : أتسألني عن النساء وأنا صغير لم أطًلع بعد على أحوالهن ورغائبهن ومعاشرتهن ولكنني سأذكر لك المشهور من أمورهن..
فبنت العشر سنين من الحور العين وبنت العشرين نزهة للناظرين وبنت الثلاثين جنة نعيم وبنت الأربعين شحم ولين وبنت الخمسين بنات وبنين وبنت الستين ما بها فائدة للسائلين وبنت السبعين عجوز في الغابرين وبنت التسعين شيطان رجيم وبنت المائة من أصحاب الجحيم.
فضحك الحجاج وقال : أي النساء أحسن ؟
قال الغلام : ذات الدلال الكامل والجمال الوافر والنطق الفصيح التي يهتز نهدها ويرتاح ردفها.
فقال الحجاج : أخبرني عن أول من نطق الشعر ؟
قال الغلام : سيدنا أدم عليه السلام وذلك لما قتل قابيل أخاه هابيل أنشد يقول :
بكت عيني وحق لها بكاها ****** ودمع العين منهمل يسيح
فمالي لا أجود بسكب دمع ****** وهابيل تضمه الضريح
رمى قابيل هابيلا أخاه ****** وألحد في الثرى الوجه الصبيح
تغيرت البلاد ومن عليها ****** فوجه الأرض مغبر كشيح
تبدل كل ذي طعم ولون ****** لفقدك يا صبيح يا مليح
أيا هابيل إن تقتل فإني ****** عليك الدهر مكتئب قريح
فأنت حياة من في الأرض جميعا ****** وفقدك ياروح وريح
ولست ميت بل حي ****** وقابيل الشقي هو الطريح
عليك السخط من رب البرايا ****** وأنت عليك تسلم صريح
فأجابه إبليس :
تنوح على البلاد ومن عليها وفي الفردوس قد ضاق الفسيح
وكنت بها وزوجك في نعيم من المولى وقلبك مستريح
خدعتك في دهائي ثم مكري إلى أن فاتك العيش الرشيح
فقال الحجاج : أخبرني عن أجود بيت قالته العرب في الكرم ؟
قال الغلام : هو بيت حاتم طي حيث يقول :
وأكرم الضيف حتما حين يطرقني
قبل العيال على عسر وإيسار
فقال الحجاج : أحسنت أيها الغلام وأجملت وقد غمرتنا ببحر علمك فوجب علينا أكرامك ثم أحضر للغلام ألف دينار وكسوة حسنة وجارية وسيف وفرس، وقال الحجاج في نفسه : إن أخذ الفرس نجا وإن أخذ غيرها قتلته.
ثم قال الحجاج : خذ ما تريد يا غلام.
فغمزته الجارية وقالت : خذني أنا خير من الجميع.
فضحك الغلام وقال : ليس لي بك حاجة وأنشد يقول
وقرقعت اللجان برأس حمرا أحب إلى مما تغمزيني
أخاف إذا وقعت على فراشي وطالت علتي لا تصحبيني
أخاف إذا وقعنا في مضيق وجار بي الدهر لا تنصريني
أخاف إذا فقدت المال عندي تميلي للخصام وتهجريني
فأجابته الجارية تقول :
معاذ الله أفعل ما تقول ولو قطعت شمالي مع يميني
وأكتم سر زوجي في ضميري وأقنع باليسير وما يجيني
إذا عاشرتني وعرفت طبعي ستعلم أنني خير القرين
فقال الحجاج للجارية : ويلك ألا تستحين تغمزينه وتجاوبينه بالشعر.
قال الغلام : إن كنت تخيرني فإني أختار الفرس،
أما إن كنت ابن حلال فتعطيني الجميع.
فقال الحجاج : خذهم لا بارك الله لك فيهم.
قال الغلام : قبلتهم لا أخلف الله عليك غيرهم ولا جمعني بك مرة أخرى.
ثم قال الغلام : من أين أخرج يا حجاج ؟
فأجابه الحجاج : من ذاك الباب فهو باب السلام.
ثم قال الحجاج : خذ ما تريد يا غلام.
فغمزته الجارية وقالت : خذني أنا خير من الجميع.
فضحك الغلام وقال : ليس لي بك حاجة وأنشد يقول
وقرقعت اللجان برأس حمرا أحب إلى مما تغمزيني
أخاف إذا وقعت على فراشي وطالت علتي لا تصحبيني
أخاف إذا وقعنا في مضيق وجار بي الدهر لا تنصريني
أخاف إذا فقدت المال عندي تميلي للخصام وتهجريني
فأجابته الجارية تقول :
معاذ الله أفعل ما تقول ولو قطعت شمالي مع يميني
وأكتم سر زوجي في ضميري وأقنع باليسير وما يجيني
إذا عاشرتني وعرفت طبعي ستعلم أنني خير القرين
فقال الحجاج للجارية : ويلك ألا تستحين تغمزينه وتجاوبينه بالشعر.
قال الغلام : إن كنت تخيرني فإني أختار الفرس،
أما إن كنت ابن حلال فتعطيني الجميع.
فقال الحجاج : خذهم لا بارك الله لك فيهم.
قال الغلام : قبلتهم لا أخلف الله عليك غيرهم ولا جمعني بك مرة أخرى.
ثم قال الغلام : من أين أخرج يا حجاج ؟
فأجابه الحجاج : من ذاك الباب فهو باب السلام.
فقال الجلساء للحجاج : هذا جلف من أجلاف العرب أتى إليك وسبًك وأخذ مالك فتدله على باب السلام ولم تدله على باب النقمة والعذاب!
فقال الحجاج : إنه استشارني والمستشار مؤتمن.
فقال الحجاج : إنه استشارني والمستشار مؤتمن.
وخرج الغلام من بين يديً الحجاج سالمُا غانما بفضل ذكاءه وفهمه وحسن إطلاعه.
الاثنين، 9 مارس 2015
الأحد، 8 مارس 2015
الأربعاء، 4 مارس 2015
تحتاج تأمل
تحتاج تأمل
أعجبه لون الشاي الزاهي في كوب صديقه، فلم يتمالك نفسه حتى طلبه منه، فلما رشف منه، فإذا هو مر!
قد تكون هذه هي حقيقة ما نتمناه في أيدي الآخرين ..
ربما نفقد الاستمتاع بما وهبنا الله من النعم، بسبب النظر إلى ما في أيديهم، وتمني أن نكون مثلهم، أو نحيا مثل حياتهم ..
وربما حقيقة أمرهم مختلفة تماماً عما تبدو لنا ..
وقد تكون هذه الأماني، تنغص علينا حياتنا، ونشعر عند عدم تحققها أن في حياتنا شيئاً لم يكتمل بعد، وأن في أفواهنا مرارة، وفي أعيننا عبرة،
ولربما هي محل هلاكنا وبؤسنا، ولو حققها الله لنا ربما كنا بها أشقياء ..
أتذكر أولئك النفر، في قصة قارون الذين تمنوا أن يكونوا مثله فقالوا:
((يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ))
... لكن...
لأن القصة اكتملت وكشفت عاقبته، علمنا أنهم أحظ منه إذ لم يعذبوا، ولو أن الله حقق أمنيتهم لكان مصيرهم كمصيره، فكانت عاقبة أمرهم بعد ذلك أن قال الله عنهم:
((وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ))
كم هي قصة عظيمة وذات عبرة؟!
تقول لنا:
- حياتك أجمل من حياة الذين تتطلع إلى ما في أيديهم
- ولو كشفت لنا الأقدار ما اخترنا إلا ما اختاره الله لنا
والوصية:
مع كل نفس من أنفاسك قل الحمد لله
الثلاثاء، 3 فبراير 2015
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)