الأربعاء، 24 أبريل 2013

ابن سيرين ..

ابن سيرين ..


هل سمعت بـابن سيرين ؟
هذا الرجل كان يضحك في النهار ، ويسامر أصحابه ويتحدث ، الذي يراه لا يقول : إن هذا الرجل تدمع عينه يوماً من الأيام ، فإذا أرخى الليل ستوره ، وهدأت الأصوات ، وحل الظلام ، جلس في مصلاه طوال الليل وهو يبكي، كأنه قتل أهل القرية جميعاً.
نهاري نتهـار الناس حتى إذا بـدا الليل هزتني إليك المضاجع
أقضي نهاري بالحديث وبالمنـى ويجمعني والهم بالليل جامع

ما يبكون أمام الناس ، بل بكاؤهم بالليل ، وبالخلوات ، وبالمصلى ، يقوم أحدهم في الصلاة تسيل عيناه ولا يشعر الذي بجنبه ، بكاءٌ وإخلاص .

يقولون عن ابن المبارك أنه كان جالساً مع أصحابه يوماً من الأيام فانطفأ السراج ، فقام رجل يصلح السراج ، فلما أشعل السراج نظروا إلى ابن المبارك فإذا لحيته قد ابتلت بالدموع ..
قالوا : لم تبكي يرحمك الله ؟.. 

قال : تذكرت القبر وظلمته .. 

ثابت البناني كان يبكي : حتى تختلف أضلاعه من شدة البكاء ، ويضيق صدره من شدة البكاء .

إذا ما الليل أظلم كابدوه ويسفر عنهم وهم ركوع
أطار الخوف نومهم فقاموا وأهل الأمن في الدنيا هجوع
لهم تحت الظلام وهم سجـودٌ أنينٌ منه تنفرج الضلوع
وخرسٌ بالنهار لطول صمـتٍ عليهم من سكينتهم خشوع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق