الخميس، 26 يناير 2017

قصة موسى عليه السلام

قصة موسى عليه السلام



قصة موسى عليه السلام

حكم مصر ملك جبار كان المصريون يعبدونه ، ورأى هذا الملك بني إسرائيل يتكاثرون ويزيدون ويملكون ، وسمعهم يتحدثون عن نبوءة تقول إن واحدا من أبناء إسرائيل سيسقط فرعون مصر عن عرشه ، فأصدر الفرعون أمره ألا يلد أحد من بنى إسرائيل ، أى أن يقتل أى وليد ذكر ،وبدأ تطبيق النظام ، ثم قال مستشارو فرعون له ، إن الكبار من بنى إسرائيل يموتون ، والصغار يذبحون ، وهذا سينتهى إلى إفناء بنى إسرائيل ، فستضعف مصر لقلة الأيدى العاملة بها،والأفضل أن تنظم العملية بأن يذبحون الذكور في عام ويتركونهم في العام الذي يليه .
 ورأى الفرعون أن هذا الحل هو الأفضل ، وحملت أم موسى بهارون فى العام الذي لا يقتل فيه الغلمان ، فولدته علانية آمنة ، فلما جاء العام الذي يقتل فيه الغلمان ولد موسى ، وحمل ميلاده خوفا عظيما لأمه، خافت عليه من القتل .. راحت ترضعه فى السر ، ثم جاءت عليها ليلة مباركة أوحى الله إليها بصنع صندوق صغير لموسى ، ثم إرضاعه ووضعه فى الصندوق ، وإلقائه في النهر .
كان قلب الأم، يمتلئ بالألم وهي ترمي ابنها في النيل ، لكنها كانت تعلم أن الله رحيم بموسى ، ولم يكد الصندوق يلمس مياه النيل حتى أصدر الخالق أمره إلى الأمواج أن تكون هادئة حانية وهى تحمل هذا الرضيع الذى سيكون نبيا فيما بعد ، وحملت مياه النيل هذا الصندوق العزيز إلى قصر فرعون ، وهناك أسلمه الموج للشاطئ ، ووجدته زوجة فرعون وهي كانت مؤمنة .، فرأت موسى فألقى الله فى قلبها محبته فحملته من الصندوق ، فاستيقظ موسى وبدأ يبكى .. كان جائعا يحتاج إلى رضعة الصباح .
 وأمرت بإحضار المراضع ، ورفضهن موسى ، وظل يبكى ، فاحتارت زوجة فرعون ولم تكن تعرف ماذا تفعل ، فأشارت عليهم أخت موسى بان تحضر لهم مرضعة وقالت : هل أدلكم على أهل بيت يرضعونه ويكفلونه ويهتمون بأمره ويخدمونه ؟..
ففرحت زوجة فرعون كثيرا لهذا الأمر ، وطلبت منها أن تحضر المرضعة . وعادت أخت موسى وأحضرت أمه ، وأرضعته فرضع ، وتهللت زوجة فرعون وقالت : "خذيه حتى تنتهي فترة رضاعته وأعيديه إلينا بعدها ، وسنعطيك أجرا عظيما على تربيتك له" . 

وهكذا رد الله تعالى موسى لأمه كى تقر عينها ويهدأ قلبها .
 أتمت أم موسى رضاعته وأسلمته لبيت فرعون،وكان موضع حب الجميع، بدأت تربية موسى فى بيت فرعون، وكان هذا البيت يضم أعظم المربين والمدرسين في ذلك الوقت.  وذات يوم غضب فرعون من موسى، فهرب من البلاد سرا ، وظل يسير حتى وصل إلى  مدين، وجلس يرتاح عند بئر عظيمة يسقى الناس منها دوابهم، ولاحظ موسى وجود جماعة من الرعاة يسقون غنمهم، ووجد امرأتين تكفان غنمهما أن يختلطا بغنم القوم، أحس موسى بأن الفتاتين فى حاجة إلى المساعدة،فتقدم وسقى لهم الغنم مع بقية الرعاة. وعادت الفتاتان إلى أبيهما الشيخ،يرويان ما حدث،فقال الأب لابنته: اذهبى إليه وقولى له إن أبى يدعوك ليجزيك أجر ما فعلت.ذهبت واحدة من الفتاتين إلى موسى، وأبلغته رسالة أبيها، فذهب معها،فعرض عليه الشيخ ان يتزوج احدهما نظير العمل 8 أو 10 سنوات،وتزوجها وعمل فى رعى الأغنام والسقاية لها.
 وبعد سنوات خرج موسى مع أهله وسار، حتى وصل إلى واد يسمى طوى،ثم ارتجت الأرض بالخشوع والرهبة ،حيث أمر الله عز وجل موسى بالدعوة إلى عبادة الله،ولبى وعاد لمصر،ولما علم فرعون بدعوة موسى غضب،وجمع له السحرة ليسخروا منه ،ورمى موسى عصاه ، وفوجئ بأن العصا تتحول إلى ثعبان عظيم الحجم ، وراح الثعبان يتحرك بسرعة، ولم يستطع موسى أن يقاوم خوفه.وناداه الله": يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ".عاد موسى يستدير ويقف،فلم تزل الحية تتحرك،وقال الله سبحانه وتعالى لموسى: خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى.ومد موسى يده للحية وهو يرتعش. لم يكد يلمسها حتى تحولت في يده إلى عصا. وانبهر السحرة وآمنوا بنبوة موسى عليه السلام.
وأوحي الله إلى موسى أن يخرج من مصر مع بني إسرائيل، وأن يكون رحيلهم ليلا، بعد تدبير وتنظيم لأمر الرحيل، ونبأه أن فرعون سيتبعهم بجنده؛ وأمره أن يقوم قومه إلى ساحل البحر،وبلغت الأخبار فرعون فأرسل أوامره لحشد جيش عظيم. ليدرك موسى وقومه، ويفسد عليهم تدبيرهم.وأعلن فرعون التعبئة العامة،ووقف موسى أمام البحر. وبدا جيش الفرعون يقترب، وظهرت أعلامه، وامتلأ قوم موسى بالرعب،وكان الموقف حرجا وخطيرا. إن البحر أمامهم والعدو ورائهم وليس معهم سفن أو أدوات لعبور البحر، ولم يكن يدري موسى كيف ستكون النجاة، لكن قلبه كان ممتلئا بالثقة بربه، وفي اللحظة الأخيرة، يجيء الوحي من الله "فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْر" فضربه، فوقعت المعجزة "فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ" وتحققه المستحيل في منطق الناس، لكن الله إن أراد شيئا قال له كن فيكون.
ووصل فرعون إلى البحر..شاهد هذه المعجزة، شاهد في البحر طريقا يابسا يشقه نصفين. فأمر جيشه بالتقدم.وحين انتهى موسى من عبور البحر صار فرعون وجنوده فى منتصف البحر، حتى أصدر الله أمره، فانطبقت الأمواج على فرعون وجيشه وغرقوا.

قصة نبي الله يونس عليه السلام

قصة نبي الله يونس عليه السلام 



قصة نبي الله يونس عليه السلام

ذكر فى القرآن الكريم :
 قال الله تعالى في سورة يونس: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ}

وقال تعالى في سورة الأنبياء: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ}

وقال تعالى في سورة الصافات: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ * وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ}
بعث الله يونس عليه السلام إلى أهل نينوى من أرض الموصل، فدعاهم إلى الله عز وجل فكذبوه وتمردوا على كفرهم وعنادهم، فلما طال ذلك عليه من أمرهم، خرج ووعدهم حلول العذاب بهم بعد ثلاث...
سيرته :
 كان يونس بن متى نبيا كريما أرسله الله إلى قومه فراح يعظهم، وينصحهم، ويرشدهم إلى الخير، ويذكرهم بيوم القيامة، ويخوفهم من النار، ويحببهم إلى الجنة، ويأمرهم بالمعروف، ويدعوهم إلى عبادة الله وحده. وظل ذو النون -يونس عليه السلام- ينصح قومه فلم يؤمن منهم أحد.
  إلا أنه ذات يوم ذهب رجل مسن الى بيت نبى الله يونس ، أراد أن يستمع إلى دعوته بعد أن سمع كثيرا عنه ،وبالفعل قضى وقتا من الليل يحاور يونس، يسأله فيجيب ، ثم وعد الرجل يونس بالعودة اليه فى الصباح الباكر وقد بدأ قلب الرجل يلين ويؤمن بدعوة النبى.
 ووسوس الشيطان للرجل ،فيروى أن جواهر تساقطت عليه وظل طوال الليل يبحث عن كنز وهمى ، حتى أدركه الصباح ،ومضى موعد يونس،فندم الرجل ندما شديدا وانطلق الى يونس يعتذر له ويعلن ايمانه بدعوته.
 لكنه فوجئ بأن يونس هاجر من القرية بعد أن امتلأ باليأس من قومه.. وامتلأ قلبه بالغضب عليهم لأنهم لا يؤمنون، وخرج غاضبا وقرر هجرهم ووعدهم بحلول العذاب بهم بعد ثلاثة أيام.
تأكد قوم يونس من نزول العذاب بهم،وقذف الله فى قلوبهم التوبة والإنابة وندموا على ما كان منهم إلى نبيهم وصرخوا وتضرعوا إلى الله عز وجل، وبكى الرجال والنساء والبنون والبنات والأمهات. فكشف الله العظيم بحوله وقوته ورأفته ورحمته عنهم العذاب الذي استحقوه بتكذيبهم،ودعوا الله أن يعود يونس.
ولا يذكر القرآن أين كان قوم يونس، ولكن المفهوم أنهم كانوا فى بقعة قريبة من البحر.. فقاده الغضب إلى شاطىء البحر حيث ركب سفينة مشحونة. ولم يكن الأمر الإلهى قد صدر له بأن يترك قومه أو ييأس منهم.
أما السفينة التي ركبها يونس، فقد هاج بها البحر، وارتفع من حولها الموج، فألقى الركاب كل ما لديهم من أمتعة في الماء لتنجو السفينة من الغرق،لكن دون جدوى، فاقترعوا على من يلقونه من السفينة . فخرج سهم يونس -وكان معروفاً عندهم بالصلاح- فأعادوا القرعة، فخرج سهمه ثانية، فأعادوها ثالثة، ولكن سهمه خرج بشكل أكيد فألقى يونس .
   فالتقمه الحوت وأوحى الله للحوت ألا يخدش ليونس لحما ولا يكسر له عظما،وعندما أحس بالضيق فى بطن الحوت، فى الظلمات -ظلمة الحوت، وظلمة البحر، وظلمة الليل- سبح الله واستغفره وذكر أنه كان من الظالمين. وقال: "لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ. فسمع الله دعاءه واستجاب له. فلفظه الحوت. (فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون). وقد خرج من بطن الحوت سقيما عاريا على الشاطىء. وأنبت الله عليه شجرة القرع.ثم عاد إلى قومه الذين تركهم غاضبا،وآمنوا به جميعا.

قصة هارون عليه السلام

قصة هارون عليه السلام

قصة هارون عليه السلام





هو أخو موسى ورفيقه في دعوة فرعون إلى الإيمان بالله لأنه كان فصيحا ومتحدثا ، واستخلفه موسى على قومه عندما ذهب للقاء الله فوق جبل الطور ، ولكن حدثت فتنة السامري الذي حولت بني إسرائيل إلى عبادة عجل من الذهب له خوار ، فدعاهم هارون إلى الرجوع لعبادة الله بدلا من العجل ولكنهم استكبروا فلما رجع موسى ووجد ما آل إليه قومه عاتب هارون عتابا شديدا .


ولا يذكرالتاريخ الكثير عن سيرة هارون عليه السلام . إلا أن المعلوم هو أن الله أيد موسى بأخيه هارون في دعوته فلقد كان هارون عليه السلام أفصح لسانا ..

قصة أصحاب الأخدود

قصة أصحاب الأخدود




قصة اصحاب الاخدود‬


في قديم الزمان، كان هناك مَلِكٌ ظالم يستعبد الناس، وكان لهذا الملك ساحر عجوز شرير، وذات يوم قال الساحر للملك: أيها الملك، إني قد كبرت في السن وأخاف أن أموت فلا تجد أحداً يخدمك مكاني، فابعث إليَّ غلاماً ذكياً أعلمه السحر.
فبعث الملك إلي الساحر غلاماً ذكياً، وأمره بأن يذهب كل يوم إلى الساحر ليتعلم منه فنون السحر، وكان الغلام في طريقه إلى بيت الساحر يمر براهب يعبد الله، فجلس عند الراهب ذات مرة، وسمع كلامه، فأعجبه، فكان إذا ذهب إلى الساحر مر بالراهب وقعد عنده، فإذا أتى الساحر ضربه لأنه يتأخر عليه.
شكا الغلام حاله إلى الراهب، فقال الراهب: إذا خشيت الساحر فقل حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلك فقل حبسني الساحر
وبينما كان الغلام يسير بالطريق رأى وحشًا قد منع الناس من المرور على هذا الطريق، فقال في نفسه: اليوم أعلم هل الساحر أفضل أم الراهب أفضل.
ثم أخذ الغلام حجرًا فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس.
ورمى الغلام الدابة بالحجر فقتلها، ومضى الناس، فأتى الراهب فأخبره، فقال له الراهب: يا بني أنت اليوم أفضل مني، قد بلغ من أمرك ما أرى، وإنك ستبتلى، فإن ابتليت فلا تدل عليَّ.
وكان الغلام يشفي الأكمة –الذي ولد أعمى – والأبرص، الذي بجلده مرض، ويداوي الناس من سائر الأمراض ، كل ذلك بإذن الله.
وكان للملك صديق أعمي، فلما سمع عن معجزات الغلام، أحضر له هدايا كثيرة، وقال: ما هاهنا لك أجمع إن أنت شفيتني.
فقال له الغلام: إني لا أشفي أحداً إنما يشفي الله؛ فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك.
فآمن الرجل فشفاه الله، فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس، فقال الملك: مَنْ رَدَّ عليك بصرك؟
قال الرجل: ربي.
قال الملك: وهل لك رب غيري؟
قال الرجل: ربي وربك الله.
فأخذه الملك وظل يعذبه حتى دَلَّ على الغلام، فأحضر الجنود الغلام، فقال له الملك: أي بني قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل. فقال الغلام: إني لا أشفي أحداً، إنما يشفي الله. فأخذ الملك الغلام وظل يعذبه حتى دل على الراهب، فجيء بالراهب، فقيل له: ارجع عن دينك. فرفض الراهب فطلب الملك منشارًا فوضعه في مفرق رأسه فشقه، ثم جيء بجليس الملك فقيل له: ارجع عن دينك.
فرفض، فوضع الملك المنشار في مفرق رأسه فشقه، ثم أحضروا الغلام فقال الملك له: ارجع عن دينك.
فرفض الغلام، فأمر الملك بعض جنوده وقال لهم: اذهبوا به إلى جبل كذا، فاصعدوا به الجبل، فإذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فألقوه.
فذهب الجنود بالغلام، وصعدوا به الجبل، فقال الغلام: اللهم اكفنيهم بما شئت.
فتحرك بهم الجبل حركة شديدة فوقعوا من فوقه وماتوا إلا الغلام.
وعاد الغلام يمشي إلى الملك فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟
قال الغلام: كفانيهم الله.
فدفعه الملك إلى بعض جنوده، وقال لهم: اذهبوا به فاحملوه في سفينة وتوسطوا به البحر فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه.
فذهبوا به فقال الغلام: اللهم اكفنيهم بما شئت.
فانكفأت بهم السفينة، فغرقوا، وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟
أجاب الغلام: كفانيهم الله.
ثم قال للملك: إنك لن تستطيع أن تقتلني حتى تفعل ما آمرك به.
قال الملك: وما هو؟
قال الغلام: تجمع الناس في مكان واحد، وتصلبني على جذع، ثم خذ سهماً من كنانتي، ثم ضع السهم في القوس، ثم قل: باسم الله رب الغلام. ثم ارمني، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني.
فجمع الملك الناس في مكان واحد، وصلب الغلام على جذع، ثم أخذ سهماً، ووضع السهم في القوس،ثم قال: باسم الله رب الغلام. ثم رماه فوقع السهم في صدغ الغلام ، فوضع يده في صدغه سهم، فمات. فصاح الناس: آمنا برب الغلام.. آمنا برب الغلام.. آمنا برب الغلام. فأتي الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر، قد والله نزل بك حذرك، قد آمن الناس.

فأمر الملك جنوده بحفر أخدود في الأرض، وأشعل فيه النيران وقال: مَنْ لم يرجع عن دينه ارموه فيها. ففعلوا، حتى جاءت امرأة من المؤمنين ومعها صبي لها في المهد فخافت أن يلقوها في النار، فأنطق الله الصبي في المهد وقال لها: يا أمه اصبري فإنك على الحق.

أصل القصة في صحيح مسلم

قصة الني داوود عليه السلام مع طالوت

قصة الني داوود عليه السلام مع طالوت





قصة طالوت وجالوت


بدات القصة عندما توفي سيدنا موسى و ترك ميراث لبني اسرائيل وهو التوراة والصحف المقدسة ،و كان قدوضعها في صندوق واعطاه ليوشع بن نون الذي كان مرافقه في رحلته . وبعد اربعين عاما وما زال بنو اسرائيل في خوف من العمالقة وسطوهم ،وما ان اصبح يوشع بن نون النبي المنتظر لاسرائيل كان قد مات كثير من بني اسرائيل وبعدهم اتى جيل لا يخاف وحرروا الاراضي المقدسة ودخلوها وقامت دولة بني اسرائيل ولكنها لم تدم طويلا ورجعوا الى عاداتهم المملوءة بالمعاصي ونسوا صندوق العهد 
وقام جالوت وهو من الاقباط بالاستيلاء على اراضيهم وقتل ابنائهم ونسائهم واستولى على الصندوق .و في تلك الحقبة من الزمن بعث الله لهم نبيا يعظهم ويعلمهم تعاليم دينهم ولم يهتموا به وبدأت القصة بأن بنو اسرائيل ذهبوا الى النبي وقالوا له: اننا مظلومون فرد عليه النبي وقال:نعم انتم كذلك ثم قالوا له: ونحن مشردون قال لهم :نعم كذلك ثم قالوا له:لماذا لا نقاتل في سبيل الله تحت راية ملكا واحدا ونسترجع اراضينا وامجادنا فرد عليهم نبيهم وهو على علم بما يمكرون :وهل انتم على ثقة كاملو ان تقاتلوا اذا كتب عليكم ؟عندها اجابوا بلى سنقاتل من طردنا من اراضينا وشردنا وهاهي احوالنا تسوء . عند ذلك قال لهم ان الله اختارملكا عليكم هو طالوت يقودكم لما انتم فيه . هنا شاء الله ان يجعل كرامة لطالوت ويكون له قبول في النفوس .ولكن من هو طالوت ؟ طالوت هو شاب فقير من ابناء بنيامين و هو اخو يوسف يعمل مع والده في ارضه وقد ضاع حماره فذهب يبحث عنه واخذته الطريق وابتعد عن القرية حتى اقترب من القرية التي يعيش فيها النبي ارميا وذهب عنده ليسمع موعظته . وهو قوي البنيه طويل القامة عيناه تلمعان بالنور . اجابوه في غضب من هو طالوت هذا الذي سيقودنا وهو ليس منا وليس بغني ؟_عندها ظهر اعتراضهم على اوامر نبيهم _ فرد عليهم ان الله اختاره لعقله وجسمه القوي .حينها ظهر من بعيد فاستوقفه النبي وقال له ان الله امرك ان تقود بني اسرائيل على اعدائهم فقال له يا نبي الله جئت لابحث عن حماري في قريتكم واصبح ملكا عليكم وانا فقير والملك يريد الرجل الغني عندها قال له هذه اوامر الله وامتثل عندها لامر الله وامر النبي ورضي بالقيام بهذه المسؤولية. وعند اصرارهم وتعنتهم قال لهم النبي انه سياتيكم بالصندوق الذي فيه ميراثكم عندها قالو وكيف ؟؟؟قال اذهبوا الى الصحراء وسترون كيف ؟ سياتيكم الصندوق تحمله الملائكةوجاءت اللحظة المنتظرة وحدثت المعجزة عندها رأى بنو اسرائيل صندوق الهد يتلألأ نورا ويهبط الى الارض عندها اطمئنوا لطالوت ووافقوا على ملكه لهم وعم الآمن و النظام اراضيهم . وبعد ذلك جهز طالوت جيشا كبيرا وسار بهم عندها احس الجنود بالعطش فأخبرهم طالوت انه سيكون امامنا نهر ولكن بشرط كل من يشرب منه ليس منا ومن لم يشرب فهو معنا وكان هذا امتحان لهم وبالفعل شرب معظم الجنود فخرجوا من الجيش لأنهم ضعيفي الارادة ويستسلمون بسرعة فبقي معه 313 رجلا وهؤلاء هم الاقوياء فقط . ولكن في هذه الاثناء شعر الجيش المتبقي انهم اضعف من جيش جالوت وكيف سينتصرون عليه ؟؟؟ والتقى الجيشان قي بيت لحم وبدأت المعركة واوحى الله تعالى الى طالوت ان الذي سيقتل جالوت يلبس درع موسى وفي هذه الاثناء كان هناك رجل كبير له اربع اولاد جهزهم للحرب ما عدا فتاه الصغير داوود جعله للذهاب بالطعام والشراب اليهم واحضار الاخبار كذلك اليهم ،وتحرك الفتى عندما راى ان جالوت يطلب من يبارزه وقد وضع طالوت هدية للذي يقتل جالوت و هي ان يكون هو القائد ويتزوج ابنته ،ولم يخرج احد فطلب هذا الفتى داوود من طالوت ان يبارزه دون التفكير بالهدية ،فقال له كيف وانت صغير عندها قال له اني قتلت ذئبا حاول التعدي على اغنامي ثم تقدم ووضع حجرا قويا في مقلاعه وصوب بها على جالوت فارداه قتيلا وانتصروا عليه وبعد وفاة طالوت اوصى بالحكم لداوود واصبح داوود ملكا عليهم .

الأربعاء، 25 يناير 2017

إستعد ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﻘﺼﺮ

ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﻘﺼﺮ .. ﺍﺳﺘﻌﺪ
♥♥♥♥♥♥

صورة























ﺍﻋﻠﻢ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺑﻨﻲ ﺁﺩﻡ ﺧﻄﺎﺀ ﻭﺧﻴﺮ ﺍﻟﺨﻄﺎﺋﻴﻦ ﺍﻟﺘﻮﺍﺑﻮﻥ، ﻓﺄﻧﺖ ﺧﻄﺎﺀ، ﻭﺻﺎﺣﺐ ﻫﻔﻮﺍﺕ ﻭﻓﻠﺘﺎﺕ، ﻓﻜﻢ ﻣﺮﺓ ﺯﻝ ﺑﻬﺎ ﻟﺴﺎﻧﻚ، ﻓﺎﻏﺘﺒﺖ ﻓﻼﻧﺎً، ﺃﻭ ﺷﺘﻤﺘﻪ، ﻭﻛﻢ ﺍﻣﺘﺪﺕ ﻳﺪﻙ ﺇﻟﻰ ﻋﻼﻥ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻖ، ﻭﻛﻢ ﻧﻈﺮﺕ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻐﻀﺐ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻛﻢ ... ﻭﻛﻢ ... ﻭﻛﻢ .

ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻻ ﻧﺒﻲ ﺑﻌﺪﻩ، ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ .
ﺍﻋﻠﻢ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺑﻨﻲ ﺁﺩﻡ ﺧﻄﺎﺀ ﻭﺧﻴﺮ ﺍﻟﺨﻄﺎﺋﻴﻦ ﺍﻟﺘﻮﺍﺑﻮﻥ، ﻓﺄﻧﺖ ﺧﻄﺎﺀ، ﻭﺻﺎﺣﺐ ﻫﻔﻮﺍﺕ ﻭﻓﻠﺘﺎﺕ، ﻓﻜﻢ ﻣﺮﺓ ﺯﻝ ﺑﻬﺎ ﻟﺴﺎﻧﻚ، ﻓﺎﻏﺘﺒﺖ ﻓﻼﻧﺎً، ﺃﻭ ﺷﺘﻤﺘﻪ، ﻭﻛﻢ ﺍﻣﺘﺪﺕ ﻳﺪﻙ ﺇﻟﻰ ﻋﻼﻥ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻖ، ﻭﻛﻢ ﻧﻈﺮﺕ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻐﻀﺐ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻛﻢ ... ﻭﻛﻢ ... ﻭﻛﻢ .
ﻟﺬﻟﻚ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺃﻭﺟﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : }ﻭَﺗُﻮﺑُﻮﺍ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺟَﻤِﻴﻌﺎً ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻨُﻮﻥَ ﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ ﺗُﻔْﻠِﺤُﻮﻥَ { ‏[ ﺍﻟﻨﻮﺭ 31: ‏] .
ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺗُﻮﺑُﻮﺍ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺗَﻮْﺑَﺔً ﻧَّﺼُﻮﺣﺎً { ‏[ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﻢ 8: ‏] .
ﻓﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺫﻧﺐ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﺘﻮﺍﺑﻴﻦ ﻭﻳﻔﺮﺡ ﺑﺘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺮﺣﺎً ﻋﻈﻴﻤﺎً ﻭﺍﺳﻤﻊ ﻳﺎ ﺭﻋﺎﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻭﺻﻒ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺮﺡ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﺣﻤﺰﺓ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ﺧﺎﺩﻡ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ : ‏« ﻟﻠﻪ ﺃﻓﺮﺡ ﺑﺘﻮﺑﺔ ﻋﺒﺪﻩ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺳﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻴﺮﻩ ﻭﻗﺪ ﺃﺿﻠﻪ ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﻓﻼﺓ‏» ‏[ ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ‏] .
ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻣﺴﻠﻢ : ‏« ﻟﻠﻪ ﺃﺷﺪ ﻓﺮﺣﺎً ﺑﺘﻮﺑﺔ ﻋﺒﺪﻩ ﺣﻴﻦ ﻳﺘﻮﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﺍﺣﻠﺘﻪ ﺑﺄﺭﺽ ﻓﻼﺓ ﻓﺎﻧﻔﻠﺘﺖ ﻣﻨﻪ ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﻃﻌﺎﻣﻪ ﻭﺷﺮﺍﺑﻪ، ﻓﺄﻳﺲ ﻣﻨﻬﺎ، ﻓﺄﺗﻰ ﺷﺠﺮﺓ ﻓﺎﺿﻄﺠﻊ ﻓﻲ ﻇﻠﻬﺎ، ﻭﻗﺪ ﺃﻳﺲ ﻣﻦ ﺭﺍﺣﻠﺘﻪ، ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫ ﻫﻮ ﺑﻬﺎ، ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻨﺪﻩ، ﻓﺄﺧﺬ ﺑﺨﻄﺎﻣﻬﺎ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﻔﺮﺡ : " ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻧﺖ ﻋﺒﺪﻱ ﻭﺃﻧﺎ ﺭﺑﻚ " ﺃﺧﻄﺄ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ
ﺍﻟﻔﺮﺡ ‏» .
ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﺡ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻪ ﻟﻔﺮﺡ ﻋﻈﻴﻢ، ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﻮﺭﻩ، ﺗﺨﻴﻞ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺄﺭﺽ ﺻﺤﺮﺍﺀ، ﻟﻴﺲ ﺣﻮﻟﻚ ﺃﺣﺪ، ﻭﻻ ﻣﺎﺀ ﻭﻻ ﻃﻌﺎﻡ ﻭﻻ ﺃﻧﺎﺱ، ﻭﻗﺪ ﺿﺎﻉ ﺑﻌﻴﺮﻙ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻃﻌﺎﻣﻚ ﻭﺷﺮﺍﺑﻚ، ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ، ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺪﻭﻥ ﺟﺪﻭﻯ، ﻓﻴﺌﺴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺟﻠﺴﺖ ﺗﺤﺖ ﺷﺠﺮﺓ ﺗﺴﺘﻈﻞ ﺑﻈﻠﻬﺎ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﻤﻮﺕ ، ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﺃﻧﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻔﺘﺢ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻓﺘﺠﺪ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﺃﻣﺎﻣﻚ، ﻗﺪ ﺗﻌﻠﻖ ﺧﻄﺎﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﺸﺠﺮﺓ، ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﻃﻌﺎﻣﻚ ﻭﺷﺮﺍﺑﻚ ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺑﺨﻄﺎﻣﻬﺎ ﻭﺻﺤﺖ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻗﺎﺋﻼً : " ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻧﺖ ﻋﺒﺪﻱ ﻭﺃﻧﺎ ﺭﺑﻚ " ﺃﺧﻄﺄﺕ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻝ : " ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻧﺖ ﺭﺑﻲ ﻭﺃﻧﺎ
ﻋﺒﺪﻙ ."
ﻓﻬﻞ ﺗﺼﻮﺭﺕ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﺡ؟ ﺃﻇﻨﻚ ﺗﻘﻮﻝ ﻧﻌﻢ، ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻓﺮﺡ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺘﻮﺑﺔ ﻋﺒﺪﻩ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻓﺮﺡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ .

ﻭﻫﺬﺍ ﺇﻥ ﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﻈﻴﻢ ﻛﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﻔﻮﻩ ﻓﻬﻮ ﻳﻔﺮﺡ ﺑﺘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻻ ﻷﺟﻞ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﻭﺗﻮﺑﺘﻨﺎ ﻓﺎﻟﻠﻪ ﻏﻨﻲ ﻋﻨﺎ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻤﺤﺒﺘﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻟﻠﻜﺮﻡ ﻭﺍﻟﻌﻔﻮ .
ﻓﺒﺎﺩﺭ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺒﺴﻂ ﻳﺪﻩ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻟﻴﺘﻮﺏ ﻣﺴﻲﺀ ﺍﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﻭﻳﺒﺴﻂ ﻳﺪﻩ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ ﻟﻴﺘﻮﺏ ﻣﺴﻲﺀ ﺍﻟﻠﻴﻞ، ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻗﺎﻝ : ‏« ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺒﺴﻂ ﻳﺪﻩ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻟﻴﺘﻮﺏ ﻣﺴﻲﺀ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﻭﻳﺒﺴﻂ ﻳﺪﻩ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ ﻟﻴﺘﻮﺏ ﻣﺴﻲﺀ ﺍﻟﻠﻴﻞ، ﺣﺘﻰ ﺗﻄﻠﻊ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻣﻦ
ﻣﻐﺮﺑﻬﺎ‏» .
ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺭﺑﻲ ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ، ﻓﻌﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ : ‏« ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻲ ﻷﺳﺘﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﺗﻮﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﻣﺮﺓ ‏» ‏[ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ‏] .
ﻭﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺁﺧﺮ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﻠﻢ ﻗﺎﻝ : ‏« ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﻮﺑﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺮﻭﻩ ﻓﺈﻧﻲ ﺃﺗﻮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺮﺓ‏» .
♥ﻭﺍﻋﻠﻢ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺃﻧﻚ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻚ ﺗﺘﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺙ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻭﻫﻲ :
ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ : ﺍﻣﺘﺜﺎﻝ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ، ﻭﻓﻲ ﺍﻣﺘﺜﺎﻝ ﺃﻣﺮﻫﻤﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ .
ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ﺍﻻﻗﺘﺪﺍﺀ ﺑﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺮﺓ، ﻭﻓﻲ ﺍﻻﻗﺘﺪﺍﺀ ﺑﺎﻟﺮﺳﻮﻝ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﺤﺒﺔ ﺍﻟﻠﻪ، ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻗُﻞْ ﺇِﻥ ﻛُﻨﺘُﻢْ ﺗُﺤِﺒُّﻮﻥَ ﺍﻟﻠّﻪَ ﻓَﺎﺗَّﺒِﻌُﻮﻧِﻲ ﻳُﺤْﺒِﺒْﻜُﻢُ ﺍﻟﻠّﻪُ { ‏[ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ : 31 ‏] .
ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ : ﻏﻔﺮﺍﻥ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻭﺗﻜﻔﻴﺮ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻭﺍﺳﺘﺒﺪﺍﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﺴﻨﺎﺕ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻭَﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻟَﺎ ﻳَﺪْﻋُﻮﻥَ ﻣَﻊَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺇِﻟَﻬﺎً ﺁﺧَﺮَ ﻭَﻟَﺎ ﻳَﻘْﺘُﻠُﻮﻥَ ﺍﻟﻨَّﻔْﺲَ ﺍﻟَّﺘِﻲ ﺣَﺮَّﻡَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺇِﻟَّﺎ ﺑِﺎﻟْﺤَﻖِّ ﻭَﻟَﺎ ﻳَﺰْﻧُﻮﻥَ ﻭَﻣَﻦ ﻳَﻔْﻌَﻞْ ﺫَﻟِﻚَ ﻳَﻠْﻖَ ﺃَﺛَﺎﻣﺎً . ﻳُﻀَﺎﻋَﻒْ ﻟَﻪُ ﺍﻟْﻌَﺬَﺍﺏُ ﻳَﻮْﻡَ ﺍﻟْﻘِﻴَﺎﻣَﺔِ ﻭَﻳَﺨْﻠُﺪْ ﻓِﻴﻪِ ﻣُﻬَﺎﻧﺎً . ﺇِﻟَّﺎ ﻣَﻦ ﺗَﺎﺏَ ﻭَﺁﻣَﻦَ ﻭَﻋَﻤِﻞَ ﻋَﻤَﻼً ﺻَﺎﻟِﺤﺎً ﻓَﺄُﻭْﻟَﺌِﻚَ ﻳُﺒَﺪِّﻝُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺳَﻴِّﺌَﺎﺗِﻬِﻢْ ﺣَﺴَﻨَﺎﺕٍ ﻭَﻛَﺎﻥَ ﺍﻟﻠَّﻪُ
ﻏَﻔُﻮﺭﺍً ﺭَّﺣِﻴﻤﺎً { ‏[ ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ : 70-68 ‏] .
ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻋﻠﻤﺖ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﺘﺎﺋﺐ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ، ﻭﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﺘﻮﺍﺑﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﻫﻮ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﺗﻘﺎﻫﻢ ﻭﺃﺧﺸﺎﻫﻢ ﻟﻠﻪ، ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ..
ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﺣﺎﻟﻚ ﺃﻧﺖ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ، ﺍﻟﻤﻘﺼﺮ ﺍﻟﻤﻔﺮﻁ ..
ﺃﻣﺎ ﺁﻥ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﺏ ؟..
ﺃﻣﺎ ﺁﻥ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﻌﻮﺩ ؟..
ﺃﻣﺎ ﺍﺷﺘﻘﺖ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﻠﻪ ؟..
ﺃﻣﺎ ﺍﺷﺘﻘﺖ ﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ..

ﻭﺍﻋﻤﻞ ﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﺒﻘﺎ ﺭﺿﻮﺍﻥُ ﺧﺎﺯﻧُﻬﺎ ﺍﻟﺠﺎﺭُ ﺃﺣﻤﺪُ ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﻦُ ﺑﺎﻧﻴﻬﺎ
ﺃﺭﺽٌ ﻟﻬﺎ ﺫﻫﺐٌ ﻭﺍﻟﻤﺴﻚُ ﻃﻴﻨﺘُﻬﺎ ﻭﺍﻟﺰﻋﻔﺮﺍﻥُ ﺣﺸﻴﺶٌ ﻧﺎﺑﺖٌ ﻓﻴﻬﺎ
ﺃﺣﻤﺪُ ﺩﻻﻟُﻬﺎ ﻭﺍﻟﺮﺏُ ﺑﺎﺋﻌُﻬﺎ ﻭﺟﺒﺮﻳﻞُ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﻧﻮﺍﺣﻴﻬﺎ
ﻣﻦ ﻳﺸﺘﺮﻱ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺑﺎﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ﻳﻌﻤﺮُﻫﺎ ﺑﺮﻛﻌﺔ ﻓﻲ ﻇﻼﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻳﺤﻴﻴﻬﺎ
ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻳﺎ ﺭﻋﺎﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻟﻠﺘﻮﺑﺔ ﺷﺮﻭﻁ، ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻮﻓﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﻖ ﺁﺩﻣﻲ ﻓﻠﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺷﺮﻭﻁ :
ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻷﻭﻝ : ﺃﻥ ﺗﻘﻠﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻓﻮﺭﺍً .
ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺃﻥ ﺗﻨﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻬﺎ .
ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﺃﻥ ﺗﻌﺰﻡ ﺃﻻ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﺑﺪﺍً .

ﻓﺈﻥ ﻓﻘﺪ ﺃﺣﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﻟﻢ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺂﺩﻣﻲ ﻓﺸﺮﻭﻃﻬﺎ ﺃﺭﺑﻌﺔ، ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ..
ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻊ : ﺃﻥ ﻳﺒﺮﺃ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺇﻥ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺎﻻً ﺃﻭ ﻧﺤﻮﻩ ﺭﺩﻩ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻏﻴﺒﺔ ﺍﺳﺘﺤﻠﻬﺎ ﻣﻨﻪ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﺘﺼﺪﻕ ﻋﻨﻪ .
ﻭﺍﻋﻠﻢ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﺘﺎﺋﺐ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺪ ﺑﻴّﻦ ﺻﻨﻔﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﻌﻔﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ، ﻓﺎﻟﺤﺬﺭ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻗﺎﻝ : ‏« ﻛﻞ ﺃﻣﺘﻲ ﻣﻌﺎﻓﻰ ﺇﻻ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺮﻭﻥ‏» .
ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺮﺓ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﺛﻢ ﻳﺼﺒﺢ ﻳﺤﺪﺙ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻌﻠﺖ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﻓﻌﻠﻴﻚ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ، ﺍﻵﻥ، ﻧﻌﻢ ﺍﻵﻥ، ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻔﻮﺕ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ، ﻓﺈﻥ ﻟﻠﺘﻮﺑﺔ ﻭﻗﺖ ﻣﺤﺪﻭﺩ، ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺑﻌﺪﻩ ﺃﺑﺪﺍً ﻗﺎﻝ : ‏« ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻘﺒﻞ ﺗﻮﺑﺔ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻐﺮﻏﺮ ‏» ‏[ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺣﺴﻨﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ‏] .

ﻭﺍﻟﻐﺮﻏﺮﺓ ﺃﻥ ﺗﺼﻞ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﺤﻠﻘﻮﻡ، ﻭﻫﻮ ﻋﻨﺪ ﺍﻻﺣﺘﻀﺎﺭ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻭَﻟَﻴْﺴَﺖِ ﺍﻟﺘَّﻮْﺑَﺔُ ﻟِﻠَّﺬِﻳﻦَ ﻳَﻌْﻤَﻠُﻮﻥَ ﺍﻟﺴَّﻴِّﺌَﺎﺕِ ﺣَﺘَّﻰ ﺇِﺫَﺍ ﺣَﻀَﺮَ ﺃَﺣَﺪَﻫُﻢُ ﺍﻟْﻤَﻮْﺕُ ﻗَﺎﻝَ ﺇِﻧِّﻲ ﺗُﺒْﺖُ ﺍﻵﻥَ { ‏[ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ : 18 ‏] ، ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ‏« ﻣﻦ ﺗﺎﺏ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻄﻠﻊ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻣﻦ ﻣﻐﺮﺑﻬﺎ ﺗﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ‏» ‏[ﻣﺴﻠﻢ ‏] .
ﻓﻤﺎ ﻳﺪﺭﻳﻚ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﻣﺘﻰ ﺗﺄﺗﻴﻚ ﻣﻨﻴﺘﻚ؟ ﻭﻣﺘﻰ ﺗﺤﻴﻦ ﻭﻓﺎﺗﻚ؟ ﻟﻌﻠﻚ ﻻ ﺗﻤﺴﻲ، ﺑﻞ ﻟﻌﻠﻚ ﻻ ﺗﻜﻤﻞ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺭﻗﺎﺕ، ﻓﺎﻟﺒﺪﺍﺭ ﺍﻟﺒﺪﺍﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ، ﺟﻌﻠﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻳﺎﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺍﺑﻴﻦ .
ﻳﺎ ﻧﻔﺲ ﻭﻳﺤﻚ ﺗﻮﺑﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻛﺘﺴﺒﻲ ﻓﻌﻼً ﺟﻤﻴﻼً ﻟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺮﺣﻤﻨﻲ
♥ﻣﻦ ﻗﺼﺺ ﺍﻟﺘﺎﺋﺒﻴﻦ :
ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺳﻨﺎﻥ ﺍﻟﺨﺪﺭﻱ ﺃﻥ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : ‏« ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻠﻜﻢ ﺭﺟﻞ ﻗﺘﻞ ﺗﺴﻌﺔ ﻭﺗﺴﻌﻴﻦ ﻧﻔﺴﺎً ..

ﻓﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﺭﺽ ..
ﻓﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺭﺍﻫﺐ .. ﻓﺄﺗﺎﻩ ﻓﻘﺎﻝ : ﺇﻧﻪ ﻗﺘﻞ ﺗﺴﻌﺔ ﻭﺗﺴﻌﻴﻦ ﻧﻔﺴﺎً ، ﻓﻬﻞ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺗﻮﺑﺔ ؟..
ﻓﻘﺎﻝ : ﻻ ﻓﻘﺘﻠﻪ ﻓﻜﻤﻞ ﺑﻪ ﻣﺎﺋﺔ ..

ﺛﻢ ﺳﺄﻝ ﻋﻦ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﺭﺽ .. ﻓﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻞ ﻋﺎﻟﻢ ..
ﻓﻘﺎﻝ : ﺇﻧﻪ ﻗﺘﻞ ﻣﺎﺋﺔ ﻧﻔﺲ ﻓﻬﻞ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺗﻮﺑﺔ؟
ﻓﻘﺎﻝ : ﻧﻌﻢ .. ﻭﻣﻦ ﻳﺤﻮﻝ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ؟.. ﺍﻧﻄﻠﻖ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺽ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ، ﻓﺈﻥ ﺑﻬﺎ ﺃﻧﺎﺳﺎً ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﺎﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻌﻬﻢ ، ﻭﻻ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺿﻚ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺃﺭﺽ ﺳﻮﺀ ..

ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺃﺗﺎﻩ ﺍﻟﻤﻮﺕ، ﻓﺎﺧﺘﺼﻤﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﻼﺋﻜﺔ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻭﻣﻼﺋﻜﺔ
ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ..
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻣﻼﺋﻜﺔ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ : ﺟﺎﺀ ﺗﺎﺋﺒﺎً ﻣﻘﺒﻼً ﺑﻘﻠﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ..
ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻣﻼﺋﻜﺔ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ : ﺇﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﻤﻞ ﺧﻴﺮﺍً ﻗﻂ ..
ﻓﺄﺗﺎﻫﻢ ﻣﻠﻚ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺁﺩﻣﻲ ﻓﺠﻌﻠﻮﻩ ﺑﻴﻨﻬﻢ .. ﺃﻱ ﺣﻜﻤﺎً ..
ﻓﻘﺎﻝ : ﻗﻴﺴﻮﺍ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺭﺿﻴﻦ ﻓﺈﻟﻰ ﺃﻳﺘﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺩﻧﻰ ﻓﻬﻮ ﻟﻪ ..
ﻓﻘﺎﺳﻮﺍ ﻓﻮﺟﺪﻭﻩ ﺃﺩﻧﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﺍﺩ ..
ﻓﻘﺒﻀﺘﻪ ﻣﻼﺋﻜﺔ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ‏» ‏[ ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ‏] .

ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ : ‏« ﻓﻜﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﺃﻗﺮﺏ ﺑﺸﺒﺮ، ﻓﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻬﺎ ‏» ، ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ : ‏« ﻓﺄﻭﺣﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺃﻥ ﺗﺒﺎﻋﺪﻱ، ﻭﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺃﻥ ﺗﻘﺮﺑﻲ، ﻭﻗﺎﻝ : ﻗﻴﺴﻮﺍ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ، ﻓﻮﺟﺪﻭﻩ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺃﻗﺮﺏ ﺑﺸﺒﺮ ﻓﻐﻔﺮ ﻟﻪ ‏» ، ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ : ‏« ﻓﻨﺄﻯ ﺑﺼﺪﺭﻩ ﻧﺤﻮﻫﺎ ‏» .

ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻧﺠﻴﺪ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺤﺼﻴﻦ ﺍﻟﺨﺰﺍﻋﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺟﻬﻴﻨﺔ ﺃﺗﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻫﻲ ﺣﺒﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻧﻰ ..
ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺻﺒﺖ ﺣﺪﺍً ﻓﺄﻗﻤﻪ ﻋﻠﻲّ ..
ﻓﺪﻋﺎ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻟﻴﻬﺎ ﻓﻘﺎﻝ : ‏«ﺃﺣﺴﻦ ﺇﻟﻴﻬﺎ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻭﺿﻌﺖ ﻓﺄﺗﻨﻲ‏» ، ﻓﻔﻌﻞ ﻓﺄﻣﺮ ﺑﻬﺎ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﺸﺪﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺛﻴﺎﺑﻬﺎ، ﺛﻢ ﺃﻣﺮ ﺑﻬﺎ ﻓﺮﺟﻤﺖ، ﺛﻢ ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ..
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻋﻤﺮ : ﺗﺼﻠﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﺪ ﺯﻧﺖ؟
ﻗﺎﻝ : ‏« ﻟﻘﺪ ﺗﺎﺑﺖ ﺗﻮﺑﺔ ﻟﻮ ﻗﺴﻤﺖ ﺑﻴﻦ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻟﻮﺳﻌﺘﻬﻢ، ﻭﻫﻞ ﻭﺟﺪﺕ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺟﺎﺩﺕ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ؟‏» ‏[ ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ ‏] .

ﻓﻴﺎ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﺸﺎﺏ :
ﻫﻞ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﻫﺎﺫﻡ ﺍﻟﻠﺬﺍﺕ، ﻭﻣﻔﺮﻕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﻣﺸﺘﺖ ﺍﻟﺒﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺕ؟
ﻫﻞ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﻳﻮﻣﺎً ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ؟
ﻫﻞ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﻣﻔﺎﺭﻗﺔ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ، ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺍﻷﺻﺤﺎﺏ ﻭﺍﻷﻭﻃﺎﻥ؟
ﻫﻞ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﺿﻴﻖ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻭﻇﻠﻤﺘﻬﺎ؟
ﻫﻞ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﻭﺣﺸﺘﻬﺎ ﻭﻛﺮﺑﺘﻬﺎ؟
ﻫﻞ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻭﺃﻟﻮﺍﻧﻪ؟
ﻫﻞ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﻋﻘﺎﺭﺑﻪ ﻭﺩﻳﺪﺍﻧﻪ؟
ﻫﻞ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﺍﻟﺸﺠﺎﻉ ﺍﻷﻗﺮﻉ ﻭﻋﻈﻢ ﺷﺄﻧﻪ؟
ﻫﻞ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﺿﺮﺏ ﺍﻟﻔﺎﺟﺮ ﺑﻤﺮﺯﺑﺔ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺪ ﻣﻊ ﺍﻹﻫﺎﻧﺔ؟
ﻫﻞ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﻦ ﻣﻨﻜﺮ ﻭﻧﻜﻴﺮ؟
ﻫﻞ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﺃﺗﻮﻓﻖ ﻟﻠﺼﻮﺍﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ، ﺃﻡ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻚ : "ﻻ ﺩﺭﻳﺖ ﻭﻻ ﺗﻠﻴﺖ " ؟
ﻫﻞ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻭﺭﻭﺣﻪ ﻭﺭﻳﺤﺎﻧﻪ؟
ﺃﺧﻲ ﺃﻋﺪ ﻟﻠﺴﺆﺍﻝ ﺟﻮﺍﺑﺎً، ﻭﻟﻠﺠﻮﺍﺏ ﺻﻮﺍﺑﺎً ، ﻭﻟﻠﺼﻮﺍﺏ ﺇﺧﻼﺻﺎً ﻻ ﺭﻳﺎﺀ .
ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻮﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺑﻜﺎﺋﻪ ﻭﺫﻛﺮ ﺧﻄﻴﺌﺘﻪ :
" ﻭﻳﺢ ﻧﻔﺴﻲ، ﺑﺄﻱ ﺷﻲﺀ ﻟﻢ ﺃﻋﺺ ﺭﺑﻲ؟
ﻭﻳﺤﻲ ! ﺇﻧﻤﺎ ﻋﺼﻴﺘُﻪ ﺑﻨﻌﻤﺘﻪ ﻋﻨﺪﻱ .
ﻭﻳﺤﻲ ! ﻣﻦ ﺧﻄﻴﺌﺔ ﺫﻫﺒﺖ ﺷﻬﻮﺗُﻬﺎ، ﻭﺑﻘﻴﺖ ﺗﺒﻌﺘُﻬﺎ ﻋﻨﺪﻱ .
ﻭﻳﺤﻲ ! ﻛﻴﻒ ﺃﻧﺴﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﻻ ﻳﻨﺴﺎﻧﻲ؟
ﻭﻳﺤﻲ ! ﺇﻥ ﺣُﺠﺒﺖ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻋﻦ ﺭﺑﻲ .
ﻭﻳﺤﻲ ! ﻛﻴﻒ ﺃﻏﻔﻞ ﻭﻻ ﻳﻐﻔﻞ ﻋﻨﻲ ؟ ﺃﻡ ﻛﻴﻒ ﺗُﻬﻨﺌُﻲ ﻣﻌﻴﺸﺘﻲ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﻘﻴﻞ ﻭﺭﺍﺋﻲ؟ ﺃﻡ ﻛﻴﻒ ﻻ ﺗﻄﻮﻝ ﺣﺴﺮﺗﻲ ﻭﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺑﻲ؟
ﺃﻡ ﻛﻴﻒ ﻳﺸﺘﺪ ﺣﺒﻲ ﻟﺪﺍﺭ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺪﺍﺭﻱ؟
ﺃﻡ ﻛﻴﻒ ﺃﺟﻤﻊُ ﺑﻬﺎ ﻭﻓﻲ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻗﺮﺍﺭﻱ؟
ﺃﻡ ﻛﻴﻒ ﺗﻌﻈﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﻏﺒﺘﻲ ﻭﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﻜﻔﻴﻨﻲ؟
ﺃﻡ ﻛﻴﻒ ﺃﻭﺛﺮﻫﺎ ﻭﻗﺪ ﺃﺿﺮﺕ ﺑﻤﻦ ﺁﺛﺮﻫﺎ ﻗﺒﻠﻲ؟
ﺃﻡ ﻛﻴﻒ ﻻ ﺃﺑﺎﺩﺭ ﺑﻌﻤﻠﻲ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻐﻠﻖ ﺑﺎﺏ ﺗﻮﺑﺘﻲ؟
ﺃﻡ ﻛﻴﻒ ﻳﺸﺘﺪ ﺇﻋﺠﺎﺑﻲ ﺑﻤﺎ ﻳﺰﺍﻳﻠﻨﻲ ﻭﻳﻨﻘﻄﻊ ﻋﻨﻲ؟ "
ﻓﻴﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﺏ : ﺇﻳﺎﻙ ﺃﻥ ﺗﺴﻮﻑ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺗﺘﻜﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻭﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻭﺇﻳﺎﻙ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻝ : "ﻣﺎ ﺯﻟﺖ ﻓﻲ ﺷﺒﺎﺑﻲ ﻭﺳﻮﻑ ﺃﺗﻮﺏ ﺇﺫﺍ ﺗﻘﺪﻣﺖ ﺑﻲ ﺍﻟﺴﻦ " ، ﻓﺎﻟﻤﻮﺕ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺷﻴﺨﺎً ﻭﻻ ﺷﺎﺑﺎً، ﻭﻻ ﺭﺟﻼً ﻭﻻ ﺍﻣﺮﺃﺓ، ﻭﻻ ﻏﻨﻴﺎً ﻭﻻ ﻓﻘﻴﺮﺍً، ﻭﻻ ﺃﻣﻴﺮﺍً ﻭﻻ ﻭﺯﻳﺮﺍً .

ﻗﻞ ﻟﻠﻤﻔﺮﻁ ﻳﺴﺘﻌﺪ ﻣﺎ ﻣﻦ ﻭﺭﻭﺩ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺑﺪُ ﻗﺪ ﺃﺧﻠﻖ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﻣﺎ ﻣﻀﻰ ﻻ ﻳُﺴﺘﺮﺩُ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﺨﺎﻑ ﺃﺧﻮ ﺍﻟﻤﻌﺎ ﺻﻲ ﻣﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﺒﻄﺶُ ﺍﻷﺷﺪُ ﻳﻮﻣﺎً ﻳﻌﺎﻳﻦ ﻣﻮﻗﻔﺎً ﻓﻴﻪ ﺧﻄﻮﺏ ﻻ ﺗﺠﺪ ﻓﺈﻻﻡ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻓﻲ ﻟﻬﻮﻩ ﻭﺍﻷﻣﺮ ﺟﺪُ ﺃﺑﺪﺍً ﻣﻮﺍﻋﻴﺪ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻷﻫﻠﻪ ﺗﻌﺐ ﻭﻛﺪ ﻳﺎ ﻣﻦ ﻳﺆﻣﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﻴﻢ ﺑﻪ ﻭﺣﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻳﺤﺪﻭ ﻭﺗﺮﻭﺡ ﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺆﻣﻠﻬﺎ ﻭﺗﻐﺪﻭ ﻳﺨﺘﺎﻝ ﻓﻲ ﺛﻮﺏ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﻭﺩﻭﻧﻪ ﻗﺒﺮ ﻭﻟﺤﺪ ﻭﺍﻟﻌﻤﺮ ﻳﻘﺼﺮُ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺛﻢ ﻓﻲ ﺍﻵﻣﺎﻝ ﻣﺪُ ﺃﻳﻘﻈﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻗﺪﺓ، ﻭﺫﻛﺮﻧﺎ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪﻩ، ﻭﺃﻟﻬﻤﻨﺎ ﺷﻜﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﻭﺣﻤﺪﻩ ، ﺇﻧﻪ ﻛﺮﻳﻢ ﻻ ﻳﺮﺩ ﻋﺒﺪﻩ .

ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺧﺘﻢ ﻛﻼﻣﻲ ﻣﻌﻚ، ﻛﺄﻧﻨﻲ ﺑﻚ ﺗﺘﺴﺎﺀﻝ، ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺟﻮﻩ ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﺟﺰﺍﺋﻲ ﺇﻥ ﺗﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻧﺒﺖ؟ ﻓﺄﻗﻮﻝ ﻟﻚ : ﺍﻟﺜﻤﻦ "ﺍﻟﺠﻨﺔ .."
ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ‏« ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ : ﺃﻋﺪﺩﺕ ﻟﻌﺒﺎﺩﻱ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻣﺎ ﻻ ﻋﻴﻦ ﺭﺃﺕ ﻭﻻ ﺃﺫﻥ ﺳﻤﻌﺖ ﻭﻻ ﺧﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ﺑﺸﺮ ‏» ..
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ‏« ﻟﻘﺎﺏ ﻗﻮﺱ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ‏» .
ﻭﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﻗﺎﻝ : ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ : ‏«ﻣﻮﺿﻊ ﺳﻮﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ‏» .
♥ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ : ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻘﺪﺭ ﺩﺍﺭ ﻏﺮﺳﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻴﺪﻩ ، ﻭﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣﻘﺮﺍً ﻷﺣﺒﺎﺑﻪ، ﻭﻣﻸﻫﺎ ﻣﻦ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﻭﻛﺮﺍﻣﺘﻪ ﻭﺭﺿﻮﺍﻧﻪ .

ﻓﺈﻥ ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻦ ﺃﺭﺿﻬﺎ ﻭﺗﺮﺑﺘﻬﺎ ﻓﻬﻲ " ﺍﻟﻤﺴﻚ ﻭﺍﻟﺰﻋﻔﺮﺍﻥ ."
ﻭﺇﻥ ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻦ ﺳﻘﻔﻬﺎ ﻓﻬﻮ " ﻋﺮﺵ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ."
ﻭﺇﻥ ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻦ ﻻﻃﻬﺎ ﻓﻬﻮ " ﺍﻟﻤﺴﻚ ﺍﻷﺫﻓﺮ ."
ﻭﺇﻥ ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻦ ﺣﺼﺒﺎﺋﻬﺎ ﻓﻬﻮ "ﺍﻟﻠﺆﻟﺆ ﻭﺍﻟﺠﻮﻫﺮ ."
ﻭﺇﻥ ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻦ ﺑﻨﺎﺋﻬﺎ " ﻓﻠﺒﻨﺔ ﻣﻦ ﻓﻀﺔ ﻭﻟﺒﻨﺔ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ."
ﻭﺇﻥ ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻦ ﺃﺷﺠﺎﺭﻫﺎ " ﻓﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﺠﺮﺓ ﺇﻻ
ﻭﺳﺎﻗﻬﺎ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﻭﻓﻀﺔ، ﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻄﺐ ﻭﺍﻟﺨﺸﺐ ."
ﻭﺇﻥ ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻦ ﺛﻤﺮﻫﺎ " ﻓﺄﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﻘﻼﻝ، ﺃﻟﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺑﺪ ﻭﺃﺣﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺴﻞ ."
ﻭﺇﻥ ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻦ ﻭﺭﻗﻬﺎ " ﻓﺄﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺭﻗﺎﺋﻖ ﺍﻟﺤﻠﻞ ."
ﻭﺇﻥ ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻦ ﺃﻧﻬﺎﺭﻫﺎ " ﻓﺄﻧﻬﺎﺭ ﻣﻦ ﻟﺒﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﻃﻌﻤﻪ، ﻭﺃﻧﻬﺎﺭ ﻣﻦ ﺧﻤﺮ ﻟﺬﺓ ﻟﻠﺸﺎﺭﺑﻴﻦ، ﻭﺃﻧﻬﺎﺭ ﻣﻦ ﻋﺴﻞ ﻣﺼﻔﻰ ."
ﻭﺇﻥ ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻦ ﻃﻌﺎﻣﻬﻢ " ﻓﻔﺎﻛﻬﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﺘﺨﻴﺮﻭﻥ ، ﻭﻟﺤﻢ ﻃﻴﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺸﺘﻬﻮﻥ ."
ﻭﺇﻥ ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻦ ﺷﺮﺍﺑﻬﻢ "ﻓﺎﻟﺘﺴﻨﻴﻢ ﻭﺍﻟﺰﻧﺠﺒﻴﻞ ﻭﺍﻟﻜﺎﻓﻮﺭ ."
ﻭﺇﻥ ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻦ ﺁﻧﻴﺘﻬﻢ " ﻓﺂﻧﻴﺔ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻔﻀﺔ ﻓﻲ ﺻﻔﺎﺀ ﺍﻟﻘﻮﺍﺭﻳﺮ ."
ﻭﺇﻥ ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻦ ﺳﻌﺔ ﺃﺑﻮﺍﺑﻬﺎ " ﻓﺒﻴﻦ ﺍﻟﻤﺼﺮﺍﻋﻴﻦ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ."
ﻭﺇﻥ ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻦ ﻇﻠﻬﺎ " ﻓﻔﻴﻬﺎ ﺷﺠﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻳﺴﻴﺮ ﺍﻟﺮﺍﻛﺐ ﺍﻟﻤﺠﺪ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﻓﻲ ﻇﻠﻬﺎ ﻣﺎﺋﺔ ﻋﺎﻡ ﻻ ﻳﻘﻄﻌﻬﺎ ."
ﻭﺇﻥ ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻦ ﺳﻌﺘﻬﺎ " ﻓﺄﺩﻧﻰ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻳﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻪ ﻭﺳﺮﺭﻩ ﻭﻗﺼﻮﺭﻩ ﻭﺑﺴﺎﺗﻴﻨﻪ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺃﻟﻔﻲ ﻋﺎﻡ ."
ﻭﺇﻥ ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻦ ﺧﻴﺎﻣﻬﺎ ﻭﻗﺒﺎﺑﻬﺎ " ﻓﺎﻟﺨﻴﻤﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺩﺭﺓ ﻣﺠﻮﻓﺔ ﻟﻬﺎ ﺳﺘﻮﻥ ﻣﻴﻼً ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺨﻴﺎﻡ ."
ﻭﺇﻥ ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻦ ﻟﺒﺎﺱ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻓﻬﻮ " ﺍﻟﺤﺮﻳﺮ ﻭﺍﻟﺬﻫﺐ ."
ﻭﺇﻥ ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻦ ﻋﺮﺍﺋﺴﻬﻢ ﻭﺃﺯﻭﺍﺟﻬﻢ ﻓﻬﻦ " ﺍﻟﻜﻮﺍﻋﺐ ﺍﻷﺗﺮﺍﺏ، ﺍﻟﻼﺗﻲ ﺟﺮﻯ ﻓﻲ ﺃﻋﻀﺎﺋﻬﻦ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ، ﻓﻠﻠﻮﺭﺩ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﺡ ﻣﺎ ﻟﺒﺴﺘﻪ ﺍﻟﺨﺪﻭﺩ، ﻭﻟﻠﺮﻣﺎﻥ ﻣﺎ ﺗﻀﻤﻨﺘﻪ ﺍﻟﻨﻬﻮﺩ، ﻭﻟﻠﺆﻟﺆ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻡ ﻣﺎ ﺣﻮﺗﻪ ﺍﻟﺜﻐﻮﺭ، ﻭﻟﻠﺮﻗﺔ ﻭﺍﻟﻠﻄﺎﻓﺔ ﻣﺎ ﺩﺍﺭﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺨﺼﻮﺭ، ﺗﺠﺮﻱ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﺳﻦ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﺑﺮﺯﺕ، ﻭﻳﻀﻲﺀ ﺍﻟﺒﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺛﻨﺎﻳﺎﻫﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ."
ﻭﺇﻥ ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻦ " ﻓﺄﺗﺮﺍﺏ ﻓﻲ ﺃﻋﺪﻝ ﺳﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ."
ﻭﺇﻥ ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ " ﻓﻬﻞ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ؟ ﻓﻤﺎ ﻇﻨﻚ ﺑﺎﻣﺮﺃﺓ ﺇﺫﺍ ﺿﺤﻜﺖ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺃﺿﺎﺀﺕ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻣﻦ ﺿﺤﻜﺘﻬﺎ، ﺇﻥ ﻏﻨﺖ ﻓﻴﺎ ﻟﺬﺓ ﺍﻷﺑﺼﺎﺭ ﻭﺍﻷﺳﻤﺎﻉ، ﻭﺇﻥ ﺁﻧﺴﺖ ﻭﺃﻣﺘﻌﺖ ﻓﻴﺎ ﺣﺒﺬﺍ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺆﺍﻧﺴﺔ ﻭﺍﻹﻣﺘﺎﻉ، ﻭﺇﻥ ﻗﺒﻠﺖ ﻓﻼ ﺷﻲﺀ ﺃﺷﻬﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺒﻴﻞ، ﻭﺇﻥ ﻧﻮﻟﺖ ﻓﻼ ﺃﻟﺬ ﻭﻻ ﺃﻃﻴﺐ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻨﻮﻳﻞ ."

ﻓﺤﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺎﺕ ﻋﺪﻥ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﻨﺎﺯﻟﻚ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﻴﻢ ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﺳﺒﻲ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻓﻬﻞ ﺗﺮﻯ * ﻧﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﻃﺎﻧﻨﺎ ﻭﻧﺴﻠﻢ ..
ﻭﻓﻘﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﻟﻠﺘﻮﺑﺔ ﻭﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﺘﻮﺍﺑﻴﻦ ﺇﻧﻪ ﺳﻤﻴﻊ ﻣﺠﻴﺐ ...