السبت، 28 مايو 2016

♥ رحلة مع القرآن - تاملات قرآنية .. ♥ 4


(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً)
قبل أن تبحث عن أسباب عدم سعادتك قيم حياتك وفق هذا الميزان الدقيق
ثم أجب نفسك ..
ــــــــ

( فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا )(123-124) سورة طـه.
هل لا زلت تسأل لماذا أنا تعيس ؟ إنه اختيارك !
ــــــــــ

(وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا  إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا )
من أعتز بمنصب فلينظر الى فرعون
ومن أعتز بمال فلينظر الى قارون
ومن أعتز بنسب فلينظر الى أبي لهب
ـــــــــــــ

(وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ )
حرّم الله على موسى المراضع ..
ليعطيه ما هو خير ‏ فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ
قد يكون منع الله لك عطاء ..
ـــــــــــ


لِـمَ القلق وربُّك
( يدبِّر الأمر)
هذهِ الأية كفيلةٌ بأن تُضفي على نبضِك هدوءً وخشوعًا مهما ضاقت بكَ الدُنيا.
ذكر بها قلبك كلما خشيت أمرا أو اعتراك هم أو أصابتك كربة ..

فإن أيقنت بها اطمأنت روحك
"وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا "
ــــــــــ

(كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ  لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)
حقيقة منسية لو تذكرتها ستترك كثيرا مما تصارع غيرك عليه
ـــــــــــــ

( لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد)
إذا رأيت الباطل ينتفش فاعرف أنها مظاهر زائفة فالله لا يعز العصاة ولا يذل الطائعين فاصبر
ـــــــــــــ


(أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)
إذا رجعت إلى طريق الإيمان فابتليت فاعلم أنه لاختبار صدقك لا لتعذيبك
ـــــــــــــــ

صورة

ـــــــــ
(وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله)
لا تنظر إلى قوة أو كثرة كل فريق ولكن أنظر إلى موقف كل فريق من سبيل الله
ــــــــــــ


(بيدك الخير إنك على كل شئ قدير)
مظلة قلبية ربانية تحتها يعيش القلب المؤمن مطمئنا غير عابئ بالغد وما يحمله ولا يجزع لضيق عيش أو قلة مال
ـــــــــــــ

(إن السمع والبصروالفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا)
قبل أن تنزل من بيتك وقبل أن تدخل إلى وسائل التواصل الاجتماعي فقط تذكرها
ـــــــــــ


(فلما نسوا ماذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا)
باستثناء من كان ينهى عن المنكر جعل الله الكل ظالمين .. الفاعل والساكت
ــــــــــ


(إنا كنا لكم تبعا ) ثم (واجبنبي وبني أن نعبد الأصنام)

هل تأملت معنى الصنم ؟ 
المعنى أكبر من مجرد حجارة .. الصنم أسلوب حياة
ــــــــــــــ


(إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)
حين تكون في أمس الحاجة إلى الرحمة ..

كن في أعلى درجات الإحسان .. 
أحسن إلى الخلق .. 
يرحمك الخالق
ــــــــــــ


صورة

ـــــــــــــ

(أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ )
يا من تأكل الحرام وتتعلل بضيق الرزق :
[من يرزقك إن أمسك الله رزقه عنك بسبب معارضتك له وعصيانك ؟
ـــــــــــــــــ



( كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى )
الجزاء من جنس العمل ..
كن لله كما يريد يكن لك فوق ما تريد .. 
فاعقل وتدبر
ــــــــــــــ


(وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ )
كم كلمة خرجت من لسان غافل خربت بيوتا وقطعت أرحاما وأفسدت ذات بين المسلمين
ــــــــــــ

(أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات )
النعيم المادي ليس بالضرورة رضا من الله ..

قد يكون استدراج قاتل
ــــــــــ


الكثير يعاني من قلة البركة في كل شيء هذه الأيام ، والله عز وجلَّ يقول : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ..}[الأعراف: 96] .. 

ولكن مُحقِّت البركة بقلة التقوى وانتشار المعصية ..
ولو استقام الإنسان واتقى الله عز وجلَّ لأغدق عليه من التعيم ..
(وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا) [الجن: 16]




♥ رحلة مع القرآن - تاملات قرآنية .. ♥ 3



ما علق العبد رجاءه وتوكله بغير الله إلا خاب من تلك الجهة ..
ولا استنصربغير الله إلا خذل ..
كما قال الله تعالى : { وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا }
ــــــــــــ 

احذر من الدنيا إذا فتحها الله عليك فقد تكون سبباً لهلاكك ..
قال الله تعالى : {فلما نسواما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة}
ـــــــــــ


من أسباب كشف الغمة وذهاب الشدة واقبال الفرج المسارعة الى الطاعات
{إنهم كانوا يسارعون في الخيرات}
ــــــــــــــــ

(وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين) ..

لا تحزن إن دارت عليك فهذا لتمحيص إيمانك
ــــــــــ


(فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم) ..

طريقك إلى النجاة في عصور الموبقات أن تنكر المنكر
ــــــــــــ


(ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون) ..
مهما بلغت قوة المحنة فلا تتولى الظالمين فلن تنصر
ـــــــــــ

(وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا) ..
في لحظات المحن تظهر المعادن وفي وقت الابتلاءات تختبر القلوب




♥ رحلة مع القرآن - تاملات قرآنية .. ♥ 2




[(قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ)
ثم سجد السحرة
لا أجر ولاراتب يساوي راحة الضمير
ــــــــــ


{وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأَ من اللهِ إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا} ضيقة بلا سبب؟ ربما هي ذنوب تطلب منا استغفارا!

ـــــــــــــــــ


"لا نريد منكم جزاء ولا شكورا".....

لن تذوق الراحة إلا حين تستقر لديك هذه القناعة، لا تنتظر شيئا أبدا فيؤلمك الانتظار.
ــــــــــــــــ


(ولَقد نعلَمُ أنَّك يضيقُ صدرُكَ بما يقولُون فسبِّح بحمدِ رَبّكَ وكُن مِن الساجدين)
تؤكد هذه الآيات أن علاج ضيق الصدر في • التسبيح .. • السجود


♥ رحلة مع القرآن - تاملات قرآنية .. ♥ 1



"على أن تأجرني ثماني حجج"
كان يعيش في القصر، ولكنه لم يجد بأسا في رعي الغنم حين تغيرت الظروف
السعادة هي القدرة على البهجة مع تغير ظروفنا
ــــــــــ

وردت كلمة "ثقيلا" في القرآن مرتين، "يوما ثقيلا" يوم القيامة، "قولا ثقيلا" القرآن، فمن أراد أن ينجو من اليوم الثقيل، فليتمسك بالقول الثقيل.
المراد بالقول الثقيل ، القرآن وما فيه من الأوامر والنواهي التي هي تكاليف شاقة ثقيلة على المكلفين عامة ، وعلى رسول الله خاصة ؛ لأنه يتحملها بنفسه ويبلغها إلى أمته ، وحاصله أن ثقله راجع إلى ثقل العمل به ، فإنه لا معنى للتكليف إلا إلزام ما في فعله كلفة ومشقة
ــــــــ

"حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه"
هذه شوكة القدم
كيف بأشواك القلوب وآلامها!!
أحزانك لا تذهب هباء.



•.. الجواهر الحِسان من كلامِ موسى مع ربِّ الأنام ..•


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

**
الحمد لله الذى كلَّم موسى تكليمًا؛ وأهلك فرعون في البحر إهلاكَا أليمًا، وتبارك الذي سبحته الملائكة وعظمته تعظيمًا، وصل اللهم وسلِّم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا..
ثم أما بعد..

لا أدرى من أين أبدأ؟ فالحديث ذو شجون، كيف لا والمتكلم هو الله رب العالمين.. في ليلة ظلماء شاتية خرج موسى عليه السلام من مدين متجهًا إلى مصر، بعد أن قضى الأجل بينه وبين الرجل الصالح، وبينما هو يسير في الصحراء القاحلة ومعه زوجه والظلام والبرد يلفان الوادي، إذ أبصر موسى عليه السلام من جانب الطور نارًا، فقال لأهله امكثوا.

وهنا وقفة.. لم يصطحب موسى عليه السلام زوجه معه لأن النار من الوارد أن يكون هناك جمع من الناس مجتمعين عليها،لذلك هنا فائدة وهي عدم اختلاط الرجال بالنساء.

ثم قال إنى آنست نارًا، وهنا آنست من الأنس، وهنا فائدة جليلة وخفية وهي أنه كلما اقتربت من الله تشعر بالأنس وراحة الصدر، فموسى عليه السلام شعر بالأنس لأنه كان على مقربة من الكلام مع رب العالمين، وأن عند النار سيكلمه الله كفاحًا بدون حجاب.

{لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ} [القصص:29]؛ وهنا فائدتان عرف بهما العلماء أن هذه الليلة مظلمة وباردة. "قبس" تعني شيء تستضيئون به، ولما قال {لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ} يعنى تستدفئون من البرد.

وهنا تتوقف الألسنة وتخشع القلوب وتشرئب النفوس وتنصت الأسماع، فالكلمة القادمة ليست لملك ولا نبي ولا رسول، إنما الكلمة لله الواحد القهار: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي} [طه:14]، وجه الله جل جلاله وتقدس في عليائه النداء لموسى عليه السلام آمرًا إياه أن يوحده وحده لا شريك له، وأن يتوجه إليه بالعبادة، وهنا لابد من وقفه مع أصل الأصول ألا وهو توحيد الله، فالله واحد في ذاته وصفاته وأسمائه وصفاته، وما أُنزلت الكتب ولا أُرسلت الرسل ولا قامت الحروب وسُلت السيوف بين أهل الحق وأهل الباطل، إلا من أجل لا إله إلا الله.

إنها الكلمة التي لو وُضعت في كفة والسموات السبع والأرضين السبع في كفة لرجحت بهن، {لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} وهي أساس الملة التي إن سقطتْ سقط بعدها كل شيء، والذي يكفر بها فهو خالد مخلد في النار، ولو أتى بحسنات أمثال الجبال.

وهي الكلمة التى منْ قالها ثم مات دخل الجنة، فاللهم ثبتنا عليها حتى نلقاك، واجعلها آخر كلامنا من الدنيا.

**
المحطة الثانية بعد التوحيد: ثم أمر الله موسى عليه السلام بعد أن يوحده أن يتوجه إليه بالعبادة بجميع صورها من صلاة وصيام وذكر ودعاء وتوكل واستغاثة ورجاء وخوف، فالواجب على المسلم ألا يصرف شيئًا من العبادات إلا لله وحده، حتى يُسلم له دينه وتصح عقيدته.

بيان إلهى بحتمية قيام الساعة لمجازاة العباد على أعمالهم: ثم بيَّن الله سبحانه وتعالى لموسى عليه السلام أن الساعة آتية لا محالة، وكائنة لابد منها، وهي من علم الغيب الذي تفرد الله بعلمه، فلا نبي مرسل، ولا ملك مقرب، يعلم متى تقوم الساعة، ثقل علمها في السموات والارض {ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}.

وقوله {أَكَادُ أُخْفِيهَا} يعني عن الخلائق، وهنا فائدة جليلة وجوهرة ثمينة في الترتيب الإلهي وهي أن المؤمن إذا وحَّد الله وعبده حق العبادة، فجزاؤه ليس في الدنيا، فالدنيا ليست دار جزاء، إنما دار عمل، فكأن الآيات تقول للمؤمنين إن مجازاتكم على التوحيد وعبادة الله ستكون في الآخرة بعد قيام الساعة، وهذه فائدة خفية وجليلة المعنى والمبنى.

" {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى قَالَ خُذْهَا وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى} [طه:17-21].. تطرق الحديث إلى سؤال الله لموسى وهو سبحانه وتعالى أعلم عن ماذا يحمل موسى في يده اليمنى، وهنا فوائد عدة منها أن الله أراد أن يؤنس موسى حتى لا يخاف، وهذا من رحمته جل وعلا، وفائدة أخرى أن موسى لم يرد فقط بقوله إنها عصاي لكنه أطال الكلام وجعل يذكر الأمور التي يستخدم فيها هذه العصا، وهذا يبين أنه استأنس بالكلام مع الله، فارأد أن يطيل الحوار.

وقوله {بِيَمِينِكَ} فيها إشارة إلى استحباب التيمن في كل شيء، كما كان يفعل رسولنا صلى الله عليه وسلم.

{قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى قَالَ خُذْهَا وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى}، معجزتان أيد الله بهما موسى ليجابه بهما فرعون.

المعجزة الاولى هى تحول العصا إلى ثعبان كبير، والمعجزة الثانية هي أن يدخل يده في جيبه فتخرج بيضاء من غير سوء ولا أذى تتلألأ كأنها القمر، فأمره الله أن يذهب إلى فرعون بهاتين الآيتين ويدعوه إلى الله، فقد تجاوز الحد بإدعائه الألوهية.

وأوصاه ربه بأن يقول له {قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه:44]، وهنا وقفة جليلة، وهي أن مقام الدعوة والبلاغ يحتاج إلى اللطف واللين في التعامل حتى تؤتي ثمارها، ولو كنت تدعو أكفر الكفار، وهل يوجد أكفر من فرعون الذى نازع رب العزة في ألوهيته، وخرج على الناس وقال: {أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى} [طه:38].

**
أكثر أخ نفع أخاه: يقول العلماء إن أكثر أخ له منِّة على أخيه هو موسى عليه السلام لأنه كان سببًا في جعل أخيه هارون نبيًا، وهي أشرف وأجلّ مكانة، فطلب موسى من ربه أن يجعل أخاه وزيرًا له ومعينًا على حمل تبعات الرسالة،وهنا فائدة جليلة في قول الله: {وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا} [طه:22-35]، وهي أن موسى عليه السلام بيَّن الهدف الأسمى وهو أن يساعده أخوه على كثرة تسبيح الله وذكره، لذا أي عمل يجب أن تكون الغاية العظمى منه إقامة ذكر الله، فأجلّ الأعمال كالطواف ببيت الله الحرام ما شُرع إلا لإقامة ذكر الله.

فاستجاب الله لموسى وجعل أخاه وزيرًا ومعينًا له فى إبلاغ الرسالة ومجابهة فرعون بالبراهين والحجج، وهنا فائدة أن الأخ الصالح خير معين لأخيه، وسند له في الدنيا على تحمل التبعات والإبتلاءات، لذا الوحدة بين الإخوة تكسبهم قوة لمجابهة تقلبات الحياة.

وذهب موسى ودعا فرعون فلم يستجب له، وأخذ ينكل ببني إسرائيل ويسومهم سوء العذاب، فأمر الله موسى بمغادرة مصر ومعه بني إسرائيل، فاتبعهم فرعون بجنوده فأهلكه الله في البحر، وجعله آية للعالمين، ونجى الله بني إسرائيل، لكنهم لم يشكروا نعمة الله، وعبدوا العجل من دونه سبحانه وتعالى، فغضب عليهم موسى، وواعد الله نبيه بميقات محدد يكلمه فيه، فلما جاء موسى لميقات ربه وكلمه ربه اشتاق موسى لرؤية الله، فطلب من ربه أن يريه وجهه الكريم، {قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي} [الأعراف:143] وهذه تعنى على أصح الأقوال إنك لن تراني في الدنيا، فالله عز وجل لا يُرى في الدنيا إنما يراه المؤمنون في الجنة يوم القيامة، فرؤية وجه الله لا يتحملها أحد، حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه الكريم ما انتهى إليه بصره من خلقه.

**
الجبل لم يتحمل رؤية الله: أراد الله أن يُبين لموسى أنه لن يتحمل رؤيته {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا}[الأعراف:143]. قال ابن عباس: لم يظهر منه إلا قدر الخنصر، ولما رأى الجبل التجلي لم يتحمل فأصبح ترابًا من عظمة الله جل جلاله، ولما رأى موسى الجبل وقد استحال ترابًا صُعق وخر مغشيًا عليه، فلما أفاق وكأنه كان في غيبوبة من هول المنظر، أول كلمة قالها نزَّه فيها الله عن كل نقص ووصفه بكل كمال {فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف:143] بك من بني إسرائيل، وفى تفسير آخر أول المؤمنين بأنك لا تُرى في الدنيا، وهنا فائدة جليلة بيَّنها الله لموسى، وهي أن الجبل الذي هو أقوى منك ملايين المرات لم يتحمل رؤيتي، فكيف بك أنت؟ لذا هذا من رحمة الله بموسى.

تطييب الله لخاطر موسى: وبعد ذلك طيَّب الله خاطره بقوله: {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ}[الأعراف:144] بالرسالة وبكلامي لك بدون حجاب ولم اعط هذه المنة لأحد قبلك، فخذ ما آتيتك واشكرني عليه، وفي هذا فائدة أن تطييب الخواطر ومراعاة المشاعر من الدين.

وفي النهاية هذا ما تيسر إيراده وتهيأ إعداده من الفوائد العظيمة من حديث موسى مع ربه، وأسأل الله عز وجل أن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتي وحسناتكم، وأن يتقبله الله عز وجل.
....................

بقلم/ د.عبدالعال عبدالرحمن

إنما الكلمة لله الواحد القهار: { إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي } [طه:14]، وجه الله جل جلاله وتقدس في عليائه النداء لموسى عليه السلام آمرًا إياه أن يوحده وحده لا شريك له، وأن يتوجه إليه بالعبادة، وهنا لابد من وقفه مع أصل الأصول ألا وهو توحيد الله، فالله واحد في ذاته وصفاته وأسمائه



{ ياداود إنا جعلناك خليفة فى الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل
الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب }


حكايات من هنا وهناك

فن الرد المسكت ..،

- ركبت سيدة " سمينة جداً " الباص
فصآح أحد الراكبين متهكما :
- لم أعلم أن هذه السيارة مخصصة للفيلة . . !
فـ ردت عليه السيدة بـ هدوء :
- لا يا سيدي !
هذه السيارة كـ سفينَة نوح !
تركبها الفيلة و( الحمير ) أيضاً !

--------------------------------

- الكاتب الشهير : برناردشو
حين قآل له كاتب مغرور ؛
- أنا أفضل منك، فإنك تكتب بحثا عن المال !
وانا اكتب بحثاً عن الشرف .. !
ف قال له برناردشو على الفور :
- صدقت !! كل منا يبحث عما ينقصه !
--------------------------------

- الاعرابي الأعمى المعروف : بشار بن برد
حين قال له رجل ثقيل الدم :
ماأعمى اللّه رجلا إلا عوضه ، فبماذا عوضك أنت ؟
فرد بشار: عوضني بأن لاأرى امثالك !
-------------------------------

- أراد رجل احراج المتنبي ..
فقال لـه : رأيتك من بعيد فـ ظننتك إمـرأهـ !!
فقال المتنبي : وأنا رأيتك من بعيد فظننتك رجل !!
---------------------------

- امرأة قبيحة جدا قالت لرجل :
لو كنت زوجي سوف إسكب في قهوتك سم
فقال : لو كنتي زوجتي فلا أتردد لحظة واحدة في شربها


يحكى أنّ ثلاثة أشخاص حكم عليهم بالإعدام بالمقصلة ،

هم : (عالم دين- محامي- فيزيائي)

عند لحظة الإعدام تقدّم ( عالم الدين )

ووضعوا رأسه تحت المقصلة ، وسألوه : ( هل هناك كلمة أخيرة توّد قولها) ؟
فقال ( عالم الدين ) : الله ...الله.. الله...

هو من سينقذني وعند ذلك أنزلوا المقصلة ، فنزلت المقصلة وعندما وصلت لرأس عالم الدين توقفت فتعجّب النّاس ،

وقالوا : أطلقوا سراح عالم الدين فقد قال كلمة الله ونجا عالم الدين .

وجاء دور المحامي إلى المقصلة ..

فسألوه : هل هناك كلمة أخيرة تودّ قولها ؟ فقال : أنا لا أعرف الله كعالم الدين

، ولكن أعرف أكثر عن العدالة ، العدالة .. العدالة .. العدالة هي من سينقذني .
ونزلت المقصلة على رأس المحامي ، وعندما وصلت لرأسه توقفت ..

فتعجّب النّاس ،

وقالوا : أطلقوا سراح المحامي ، فقد قالت العدالة كلمتها ، ونجا المحامي
وأخيراً جاء دور الفيزيائي

فسألوه : هل هناك كلمة أخيرة تودّ قولها ؟

فقال : أنا لا أعرف الله كعالم الدين ، ولا أعرف العدالة كالمحامي ،

ولكنّي أعرف أنّ هناك عقدة في حبل المقصلة تمنع المقصلة من النزول

فنظروا للمقصلة ووجدوا فعلا" عقدة تمنع المقصلة من النزول ،

أصلحوا العقدة وأنزلوا المقصلة على رأس الفيزيائي فقطع رأسه

وهكذا من الأفضل أن نبقي فمنا مقفلا" أحيانا ،

حتى وإن كنا نعرف الحقيقة .ومن الذكاء أن نكون أغبيااء في بعض المواقف

لا تحاول أن تكون كتاب مفتوح لكل من يقترب منك

حتى لا تكون يوما فريسة لكل من أراد أن يلتهمك


يحكى ان

انتقل رجل مع زوجته إلى منزل جديد
وفي صبيحة اليوم الأول
وبينما يتناولان وجبة الإفطار
قالت الزوجة
مـُـشيرة من خلف زجاج النافذة
المطلة على الحديقة المشتركة بينهما وبين جيرانهما

انظر يا عزيزي

إن غسيل جارتنا ليس نظيفاً
لابد أنها تشتري مسحوقاً رخيصاً
و دأبت الزوجة على إلقاء نفس التعليق في كل مرة ترى جارتها تنشر الغسيل
و بعد شهر اندهشت الزوجة عندما رأت الغسيل نظيفاً على حبال جارتها
و قالت لزوجها
انظر لقد تعلمت أخيرا كيف تغسل

فأجاب الزوج :
عزيزتي
لقد نهضت مبكراً هذا الصباح
ونظفت زجاج النافذة التي تنظرين منها

قد تكون أخطاؤك هي التي تريك أعمال الناس خطأ
فأصلح عيوبك قبل أن تنتقد عيوب الآخرين

ولا تنسَ
من راقب الناس مات هماً


قصه رائعه :

عاش رجل فقير جدا مع زوجته ،ذات مساء زوجته طلبت منه مشط لشعرها الطويل حتى يبقى انيق ')
نظر اليها الرجل وفي عينه نظرة حزن :(
 وقال لها لا استطيع ذلك حتى ان ساعتي تحتاج الى قشاط جلد ولا استطيع شراءه ..لم تجادله زوجته وابتسمت في وجهه :) في اليوم التالي وبعد ان انتهى من عمله ذهب الى السوق وباع ساعته بثمن قليل واشترى المشط الذي طلبته زوجته …
وعندما عاد في المساء الى بيته وبيده المشط وجد زوجته بشعر قصير جدا وبيدها قشاط جلد للساعة ،،فنظرا الى بعضهما وعيناهما مغرورقتان بالدموع ليس لان ما فعلاه ذهب سدى!!

بل لانهما احبا بعضهما بنفس القدر..وكلاهما اراد تحقيق رغبة الآخر..

تذكر دائما :ان تحب شخص او ان تكون محبوبا من شخص لا تساوي شيء إلا إذا كنت محبوبا من الشخص الذي تحب
 <3 ~




مكافأة الرشيد ـ علم لا ينفع ـ
********************
يحكى أنه دخل رجل على هارون الرشيد يوما وقال: اني أستطيع أن أقوم بعمل يعجز عنه جميع الناس

فقال له الرشيد : هات ماعندك حتى نرى..!!

فأخرج علبه مليئة بالابر ، فغرس احداها في الأرض ، ثم أخذ يرميها بسائر الابر ، بحيث أن كل ابرة تشتبك بثقب الابرة السابقة ولما انتهى من رمي الابر ، وقف الرجل مزهوا بعمله ، منتظرا الجائزه

فأمر الرشيد باعطائه مائة دينار وجلده مائة جلدة

ولما سئل الرشيد عن سبب هذا التصرف قال : أعطيته مائة دينار مكافأة على حذقه ومهارته وأمرت بجلده مائة جلده لأنه يستغل مهارته فيما لايفيد..!!!!



الشاب الاسترالي (Nick Vujicic) مع طفله ، من يعرف قصته ؟

- ولد بدون ارجل وايادي وعايش حياته عادي وطبيعي، إعاقته كاملة لكنه يمارس حياته الطبيعية بشكل سليم .
- شاب بلا ذراعان ولا رجلان الا ان الله عوضه بأسلوب علمي يجذب الناس إليه ويرشدهم ويعلمهم في جميع أنحاء العالم
- يقوم بمساعده الفقراء بالعالم ، اعتمد في دراسته على الكلام ، فقد كان يحفظ عن ظهر قلب ويجيب على جميع التساؤلات التي تطرح عليه شفويا واجتاز المدرسة بدرجه التفوق
- اسس مؤسسته الخيرية life without limbs لتساعد الاشخاص الذين فقدو اطرافهم للتغلب على مصاعب الحياة والعيش بكرامة ..
- يقول دائما " احب عيش حياتي ..انا سعيد"
فهو يصيد السمك ويسبح ويسافر حول العالم ويلعب الجولف و يسافر حول العالم ويقدم محاضرات في التحفيز و التشجيع و يخبر فيها الناس عن قصته وكيف أنه تغلب على مشكلته من غير كلل أو ملل

- قصة( Nick Vujicic) تعلمنا ، لا يأس مع الحياة

فعلا الاعاقة ليست في الجسد بل في العقول


إختــــلف ثلاثـــــة أخوات فـــي مسألة :

قــــالت الأولى : أنا أحبّ الموت شوقاً للقاء ربّـــي .

قـــالت الثانية : أنا أحبّ الحياة لعبادة ربـــي وطاعته .

قـــالت الثالثة : أنا لا اختـــار ، بل أرضي بما يختار لي ربّي إن شاء أحيـاني وإن شاء أماتني .

فاحتكموا إلى أحد العارفين بالله فقال لهم : صاحبة الرّضا أفضلهم .

اللهم انــــعم علينا بنعمـــه الرضا يــــا الله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقـــع شــجــار بــيــن زوجــيــن
فــجــلــست الــزوجــة تــبــكــي
وفــي هــذه الأثــنــاء طــرق أهــلــهــا الــبــاب، وقــد أتــوا لــزيــارتــــا
...فــرأوا عيــنــيــهــا الــدامــعــة فــســألــوهــا عــمــا بــهــا ؟ ؟
فــقــالــت:-
تــصــوروا أنــي جــلــســت أذكــركــم فــبــكــيت
وتــمــنــيت لــو أنــي أراكــم فــســبــحــان الــلــه
الــذي جــمــعــنــى بــكــم الان !
كــان الــزوج يــســمــع زوجــتــه وهــي
(تــبــرّر) بــكــاءهــا لأهــلــهــا
فــعــظــمــت فــي عــيــنــه، وفــرح لحــفــظــهــا
أســرار الــــزوجــــــــيــــــــة
واعــتــذر لــهــا وخــفــف عــنــهــا
هــذه هــي الــمــرأة الــعاقــلــــة. . !
هذا هوا الحب والتفاهم لمن يريد حياة سعيدة

ــــــــــــــــــــــــــــ

قصة النملة

قصة النملة


عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « نَزَلَ نَبِىٌّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ تَحْتَ شَجَرَةٍ فَلَدَغَتْهُ نَمْلَةٌ ، فَأَمَرَ بِجَهَازِهِ فَأُخْرِجَ مِنْ تَحْتِهَا ، ثُمَّ أَمَرَ بِبَيْتِهَا فَأُحْرِقَ بِالنَّارِ ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ فَهَلاَّ نَمْلَةً وَاحِدَةً » . البخاري كتاب بدء الخلق .

عن أَبي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ « قَرَصَتْ نَمْلَةٌ نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِيَاءِ ، فَأَمَرَ بِقَرْيَةِ النَّمْلِ فَأُحْرِقَتْ ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ قَرَصَتْكَ نَمْلَةٌ أَحْرَقْتَ أُمَّةً مِنَ الأُمَمِ تُسَبِّحُ » . البخاري كتاب الجهاد 3019 .
الفوائد من هذه القصة : 
أولا : الحذر من الغضب :
فالغضب « ثورانٌ في النفس يحملها على الرغبة في البطش والانتقام » الوافي في شرح الأربعين النووية لمصطفى البغا ومحيي الدين مستو ص 110 .
عن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ألا وإن الغضب جمرة في قلب ابن آدم . أما رأيتم إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه . فمن أحس بشيء فليلتصق بالأرض» أخرجه احمد في المسند ,وأخرجه الترمذي في باب( ما أخبر به أصحابة بما هو كائن إلى يوم القيامة ) وقال حديث حسن .
" نلاحظ في هذا الحديث لوناً من ألوان العلاج لثورة الغضب ، وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم ألا وهو اللصوق بالأرض ، والغرض منه تجميد كل حركة يمكن أن ينجم عنها آثار غضبية مادية " . الأخلاق الإسلامية لحبنكة 2/345.
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : «إن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خلق من النار ، وإنما تطفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ» رواه أبوداود4784 .
" والغرض منه تبريد حرارة الغضب ، والانشغال بأمر من أمور العبادة يصرف النفس عن توترها الغضبي ، وانفعالها الناري " الأخلاق الإسلامية لحبنكة 2/345.
" ويوجد علاج نبوي ثالث لحالة الغضب ،وهو الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم .
روى البخاري ومسلم عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا مَعَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - وَرَجُلاَنِ يَسْتَبَّانِ ، وَأَحَدُهُمَا قد احْمَرَّ وَجْهُهُ وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ ، فَقَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - « إِنِّى لأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ ، لَوْ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ . ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ » . فَقَالُوا لَهُ إِنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « تَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ » " . الأخلاق الإسلامية لحبنكة 2/345.

ثانيا : لابد من العدل فلا تزر وازرة وزر أخرى :
قال الله تعالى : ( ولاتزر وازرة وزر أخرى ) وقال سبحانه وتعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ْ} المائدة : 8 . 
قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيره ( تيسير الكريم الرحمن ) : { وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ ْ} أي: لا يحملنكم بغض { قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا ْ} كما يفعله من لا عدل عنده ولا قسط، بل كما تشهدون لوليكم، فاشهدوا عليه، وكما تشهدون على عدوكم فاشهدوا له، ولو كان كافرا أو مبتدعا، فإنه يجب العدل فيه، وقبول ما يأتي به من الحق، لأنه حق لا لأنه قاله، ولا يرد الحق لأجل قوله، فإن هذا ظلم للحق.
{ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ْ} أي: كلما حرصتم على العدل واجتهدتم في العمل به، كان ذلك أقرب لتقوى قلوبكم، فإن تم العدل كملت التقوى.
{ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ْ} فمجازيكم بأعمالكم، خيرها وشرها، صغيرها وكبيرها، جزاء عاجلا، وآجلا. اهـ.
والنبي هنا قد حرق قرية النمل كلها وكان الواجب عليه أن يعاقب المخطئ فقط وهي النملة لاغيرها إذا كان لابد من العقاب.

ثالثا : هناك أمم أمثالكم :
فقد قال الله تعالى : { وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ } الأنعام : 38 .
قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيره ( تيسير الكريم الرحمن ) : أي: جميع الحيوانات، الأرضية والهوائية، من البهائم والوحوش والطيور، كلها أمم أمثالكم خلقناها. كما خلقناكم، ورزقناها كما رزقناكم، ونفذت فيها مشيئتنا وقدرتنا، كما كانت نافذة فيكم. 
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره : وقوله {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم} قال مجاهد: أي أصناف مصنفة تعرف بأسمائها. وقال قتادة: الطير أمة, والإنس أمة, والجن أمة, وقال السدي {إلا أمم أمثالكم} أي خلق أمثالكم.
وقوله {ما فرطنا في الكتاب من شيء} أي الجميع علمهم عند الله, ولا ينسى واحداً من جميعها من رزقه وتدبيره, سواء كان برياً أو بحرياً, كقوله {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين} أي مفصح بأسمائها وأعدادها ومظانها, وحاصر لحركاتها وسكناتها . 

رابعا : النمل أمة تسبح فأين خير أمة من التسبيح ؟
قال الله تعالى : { تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا } الإسراء : 44 .
قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيره ( تيسير الكريم الرحمن ) : { تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ } من حيوان ناطق وغير ناطق ومن أشجار ونبات وجامد وحي وميت { إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ } بلسان الحال ولسان المقال. { وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ } أي: تسبيح باقي المخلوقات التي على غير لغتكم بل يحيط بها علام الغيوب.
قال الله تعالى: { يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ } الجمعة { 1 }
قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيره ( تيسير الكريم الرحمن ) : أي: يسبح لله، وينقاد لأمره، ويتألهه، ويعبده، جميع ما في السماوات والأرض، لأنه الكامل الملك، الذي له ملك العالم العلوي والسفلي، فالجميع مماليكه، وتحت تدبيره، { الْقُدُّوسُ } المعظم، المنزه عن كل آفة ونقص، { الْعَزِيزُ } القاهر للأشياء كلها، { الْحَكِيمُ } في خلقه وأمره.
فهذه الأوصاف العظيمة مما تدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له.

وممن يسبح الله تعالى أيضا : الملائكة :
قال الله تعالى على لسان الملائكة : { وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ } 
قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيره ( تيسير الكريم الرحمن ) : أي: ننزهك التنزيه اللائق بحمدك وجلالك .

والطعام يسبح الله تعالى : 
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كُنَّا نَعُدُّ الآيَاتِ بَرَكَةً وَأَنْتُمْ تَعُدُّونَهَا تَخْوِيفًا ، كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِى سَفَرٍ فَقَلَّ الْمَاءُ فَقَالَ « اطْلُبُوا فَضْلَةً مِنْ مَاءٍ » . فَجَاءُوا بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ قَلِيلٌ ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِى الإِنَاءِ ، ثُمَّ قَالَ « حَىَّ عَلَى الطَّهُورِ الْمُبَارَكِ ، وَالْبَرَكَةُ مِنَ اللَّهِ » فَلَقَدْ رَأَيْتُ الْمَاءَ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَلَقَدْ كُنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعَامِ وَهْوَ يُؤْكَلُ . البخاري كتاب المناقب

خامساً : قد تجر الويلات على الأمة بأفعال البعض :
كما فعلت النملة التي جرت عل قريتها الدمار بسبب تهورها وتصرفها الخاطئ .

سادسا : التربية بالتأثيم تولد حفظ الدماء :
إن من يربي ولده على أن يتأثم من قتل نملة لايمكن أن يتأتى منه سفك دم إنسان بريء بغير حق .

سابعا : التحريق بالنار للأحياء غير جائز فلا يعذب بالنار إلا رب النار كما أخبر بذلك صلى الله عله وسلم : 
عن مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ الأَسْلَمِىُّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَمَّرَهُ عَلَى سَرِيَّةٍ قَالَ فَخَرَجْتُ فِيهَا وَقَالَ « إِنْ وَجَدْتُمْ فُلاَنًا فَاحْرِقُوهُ بِالنَّارِ ». فَوَلَّيْتُ فَنَادَانِي فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ « إِنْ وَجَدْتُمْ فُلاَنًا فَاقْتُلُوهُ وَلاَ تُحْرِقُوهُ فَإِنَّهُ لاَ يُعَذِّبُ بِالنَّارِ إِلاَّ رَبُّ النَّارِ » أبوداود كتاب الجهاد .

تفسير : وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً

تفسير : وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً

السؤالأريد تفسيراً لقول الله تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً}؟
الإجابة: إن الله سبحانه وتعالى بيَّن في هذه الآيات أنه تعهد لبني إسرائيل بقيام دولتين لهم في هذه الأرض، وبيَّن أنهم سيفسدون في تينك الدولتين إفساداً عظيماً، فالدولة الأولى هي التي أقامها داود وسليمان عليهما السلام، وقد تداولَ الحكم فيها ملوك بني إسرائيل من ذرية سليمان عليه السلام، فأفسدوا في الأرض وأكثروا فيها الفساد وانحرفوا عن منهج الأنبياء، وقد بيَّن الله تعالى أن أولاهما أي أولى الدولتين عندما تُظهر الفساد في الأرض سيسلط الله عليهم عباداً لله سبحانه وتعالى، فيسومونهم سوء العذاب، فلذلك قال: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ} أي في التوراة أو في الكتب المنزلة، {لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً}، وهذا العلو موافق للإفساد فهو سببه، وإن تأخر عنه بالعطف لأن التنبيه على الأمر الأعظم، وهو الإفساد فنبهوا على خطر ذلك وضرره، {لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا} أي أولى المرتين: {بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا}، وهؤلاء العباد قيل: هم بختنصر، وقيل: البيزنطيون هرقل وأتباعه، وقيل غير ذلك، وعموماً قد سلَّط على بني إسرائيل أولئك الملوك جميعاً فآذوهم وأفسدوا دولتهم وسلوا أكتافهم وأكثروا فيهم القتل الذريع، فكان ذلك سبب سقوط دولة بني إسرائيل في الشام[  ]  {أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ} أي هؤلاء العباد الذين هم أولو بأس شديد جاسوا خلال الديار أي الديار المقدسة وهي بلاد الشام، ومعنى: "جاسوا خلال الديار" أي توغلوا خلالها بجيوشهم وغزوهم {وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً} أي كان ذلك وعداً لا بد أن يتحقق وقد تحقق بالفعل.

ثم بعد هذا قال: {ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ} الذي أراه أن الضمير هنا يعود على المؤمنين، وهم أتباع محمد صلى الله عليه وسلم، فالأصل خطابهم بالقرآن، فيقول الله: {ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ} أي معاشر المؤمنين، {الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ} أي على أولئك العباد وهم البيزنطيون وبختنصر ومن معه، فإنهم لم ترد الكرة لبني إسرائيل عليهم قط، إنما أعاد الله الكرة للمؤمنين عليهم، فالمؤمنون هم الذين فتحوا الشام وفتحوا العراق، ووصلت فتوحهم إلى القسطنطينية، ولذلك قال: {ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ} أي معاشر المؤمنين {الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً}، ونحن نعلم أن بني إسرائيل لم يكونوا قط أكثر نفيراً من الروم ولا من الفرس، لكن أهل الإيمان[  ]  هم الذين كانوا أكثر نفيراً منهم، وهذا ما هو مشاهد إلى الآن.

{وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً * إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ} هذا خطاب من الله للمؤمنين لأنه لا يمكن أن يكون خطاباً لبني إسرائيل لأنهم لا يُمكن أن يُقبل منهم الإحسان بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم إلا باتباعه، {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا}، ومعنى: {أحسنتم لأنفسكم} أي ستنالون ثواب ذلك، ومعنى: {إن أسأتم فلها} أي عليها، أي سيكون عقاب ذلك أيضاً في مقابل الإساءة، {فإذا جاء وعد الآخرة}، أي جاء وعد المرة الثانية، وهي الآخرة من المرتين، {لتفسدن في الأرض مرتين} المرة الثانية منهما هي الآخرة هنا ليسوءوا وجوهكم، أي ليسوء بنوا إسرائيل وجوهكم معاشر المؤمنين، وقد فعلوا كما تعلمون، {وليدخلوا المسجد} أي ليحتلوا المسجد الأقصى، وذلك الواقع الآن، ليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة، {وليتبروا} أي ليهدموا {ما علوا}، أي ما علوا من الأرض أو مدة علوهم، فـ: {ما} هنا يمكن أن تكون موصولاً اسمياً ويكون العائد محذوفاً لأنه منصوب بفعل، ويجوز أن تكون {ما} موصولاً حرفياً فتؤول هي وصلتها بالمصدر معناه مدة علوهم، فتكون نائبة عن ظرف الزمان مثل: {ما دمت حياً}، {وليتبروا ما علوا تتبيرا}.

ثم قال: {عسى ربكم أن يرحمكم}، عسى ربكم يا معشر المؤمنين أن يرحمكم، {وإن عدتم عدنا} أي وإن عدتم إلى الجهاد[  ]  في سبيل الله عدنا إلى ما عودناكم من النصرة والتمكين، {وجعلنا جهنم للكافرين حصيراً} وهم بنو إسرائيل، فهذا ما بيَّن الله سبحانه وتعالى في هذه الآية.

ومن المعلوم أن دولة بني إسرائيل الثانية لم تقم قط، فلم تقم لهم دولة إلا تلك التي أقامها داود وسليمان إلا هذه التي قامت في عصرنا هذا، وبهذا يُعلم أن ما كان كثير من أهل التفسير[  ]  ينقلونه من الأقوال وما كانوا يرونه من تفسير الضمائر وعودها غير صحيح، فإن كثيراً من أهل التفسير كانوا يرون أن الدولتين قد سبقتا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا غير صحيح، فالتاريخ شاهد وهو لا يجرح، وقد أثبت أن دولة بني إسرائيل التي قامت واحدة وأنهم لم تقم لهم دولة في الماضي غيرها فهذه دولتهم الثانية.