الأحد، 30 ديسمبر 2012

"بيتزا" الخضر Pizza Vegetarian

"بيتزا" الخضر Pizza Vegetarian



shutterstock_95128978_0.jpg


المقادير :
- 120 غرام عجينة البيتزا
- ملعقة وسط من صلصة البندورة
- 170 غرام جبنة الموزريلا
- 50 غرام من الكوسى
- 50 غرام من الباذنجان
- 30 غرام من البصل
- 30 غرام من الفليفلة
- 5 حبّات زيتون

 
طريقة التحضير :
1- ترق العجينة وتمدد ثم نمرح ملعقة الصلصة.
2- يزاد فوق الصلصة جبنة الموزريلا
3- توزع شرحات الخضارعلى العجينة
4- توضع في الفرن على درجة حرارة ١٨٠س لمدّة ١٠ دقائق

الدجاج الحارّ المخبوز مع الكسكس

الدجاج الحارّ المخبوز مع الكسكس

 

1 a (Copy)_0.jpg

 

المقادير :
- 8 أفخاذ من الدجاج، مخليّة من العظام والجلد
- ملح وفلفل أسود ، حسب الرغبة
- ملعقتان كبيرتان من بودرة الكاري
- ملعقة كبيرة من "البابريكا"
- 4 فصوص من الثوم ، مدقوقة
- حبّة من البصل ، مقشّرة ومقطّعة إلى حلقات
- 4 ملاعق كبيرة من الكزبرة الطازجة المفرومة
- ملعقة كبيرة من الخل
- ملعقة كبيرة من زيت الزيتون
- 350 غراماً من الكسكس
- 150 ملليلتراً من مرق الدجاج الساخن
- 300 غرام من البازيلاء المجلّدة
- 200 غرام من أوراق السبانخ
- قدر تبلغ سعتها 4 لترات


 طريقة التحضير :
1- توضع أفخاذ الدجاج داخل القدر ، ويضاف إليها كل من الملح والفلفل الأسود وبودرة الكاري و"البابريكا" والثوم والبصل والكزبرة والخل وزيت الزيتون ، مع الخلط جيداً. يدع هذا المزيج داخل البرّاد لمدّة 20 دقيقة أو بضع ساعات ، إذا كنت تمتلكين الوقت .
2- يحمّى الفرن على حرارة 200 درجة مئوية . يسكب 300 ملليلتر من الماء فوق الدجاج الذي يخبز لمدة 45 دقيقة .
3- في هذه الأثناء ، يوضع الكسكس في وعاء مخصّص للفرن ، ويسكب المرق فوقه . ينثر الملح ، ويحرّك هذا المزيج ، ويدع لمدّة 5 دقائق ، حتى يتشّرب المرق .
4- يضاف كل من البازيلاء والسبانخ إلى الكسكس ، يغطّى الوعاء ، ويتمّ إدخاله إلى الفرن لمدة 10 دقائق . وعند التقديم ، يوزّع الدجاج فوقه .
 

 (هذه المقادير تكفي أربعة أشخاص) .

 

وصفة الأرز البرياني مع الدجاج الشهيّة

وصفة الأرز البرياني مع الدجاج الشهيّة

shutterstock_93903664 (Copy)_0.jpg


المقادير:
- دجاجة كاملة مقطعة بدون الجلد
- 600 غرام من الأرز البسمتي ذي الحبة الطويلة
- حبة متوسطة من البصل، مقطعة إلى جوانح
- 50 غراماً من الثوم المطحون
- 50 غراماً من الزيت النباتي
- 200 غرام من البندورة، مقطعة
- عصير 3 حبات من الليمون الحامض
- 50 غراماً من النعناع المفروم
- 50 غراماً من الكزبرة المفرومة
- بهارات (قرنفل وهيل وكمون وورق غار وقرفة وكزبرة يابسة)
- 180 غراماً من الزبادي
- ملعقة كبيرة من بهارات البرياني
- فلفل أحمر بودرة، حسب الرغبة
- ملح، حسب الرغبة
- ملعقة كبيرة من ماء الزهر
- كوب من الماء
طريقة التحضير:
1- في قدر توضع على النار، ويسكب الزيت، وتضاف البهارات (القرنفل والهيل والكمون وورق الغار والقرفة والكزبرة اليابسة) ، فجوانح البصل.ويقلب هذا المزيج .
2- تضاف البهارات المطحونة (بهار البرياني والفلفل الأحمر) والملح وتقلب، فالدجاج والبندورة والثوم، ويدع هذا المزيج على نار هادئة لمدة 15 دقيقة، ثم يسكب الزبادي، وتدع هذه المكوّنات 5 دقائق إضافية على النار.
3- يسلق الأرز بصورة نصفية، ويصفى.
4 - يحضّر طبق الفخار، يسكب قليل من الأرز، فالدجاج، يعلوه النعناع والكزبرة المفرومة، فالكمية المتبقية من الأرز الباقي، ويسكب ماء الزهر ويغمر الأرز بالماء، ويغطى الطبق بعجينة أو ورق القصدير ويضع في الفرن على نار هادئة لمدة 20 دقيقة.
(هذه المقادير تكفي لأربعة أشخاص).

تأملوا معي هذا ( الكنز ) ، الذي غفل البعض عنه

Red face تـأملو معـي في هذآ ( الكنز ) ، الذي غفل البعض عنه




السلام عليكم ورحمته الله وبركاته
 
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : رآني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أحرّك شفتي . 
فقال لي :" بأيّ شيء تحرك شفتيك يا أبا أمامة ؟" 
فقلت : أذكر الله يا رسول الله . 
فقال :" ألا أخبرك بأكثر وأفضل من ذكرك بالليل والنهار ؟ 
قلت : بلى يا رسول الله
قال :" سبحان الله عدد ما خلق ، سبحان الله ملء ما خلق ، سبحان الله عدد ما في الأرض والسماء ، سبحان الله ملء ما في الأرض والسماء ، سبحان الله عدد ما أحصى كتابه ، سبحان الله ملء ما أحصى كتابه ، سبحان الله ملء ما أحصى كتابه ، سبحان الله عدد كل شيء ، سبحان الله ملء كل شيء ، الحمد لله عدد ما خلق ، الحمد لله ملء ما خلق ، الحمد لله عدد ما في الأرض والسماء ، والحمد لله ملء ما في الأرض والسماء ، والحمد لله عدد ما أحصى كتابه ، والحمد لله ملء ما أحصى كتابه ، والحمد لله عدد كل شيء ، والحمد لله ملء كل شيء "
رواه أحمد في مسنده
 


"نكادُ حين تناجيكُم ضمائرُنا
يقضي علينا الأسى لولا تأسّينا"
 

إمرأة لا تتكلم إلا بالقرآن


إمرأة لا تتكلم إلا بالقرآن

قال عبد الله بن المبارك : خرجتُ حاجّاً إلى بيت الله الحرام ، وزيارة قبر نبيه عليه الصلاة والسلام .. فبينما أنا في بعض الطريق إذ أنا بسَوَادٍ ، فتمَيَّزْتُ ذاك .. فإذا هي عجوز عليها درع ٌ من صفوف ، وخمارٌ من صوف
فقلت : السلام عليك ورحمة الله وبركاته
فقالت : سلامٌ قولاً من ربّ ٍ رحيم
فقلت لها : يرحمك الله ، ما تصنعين في هذا المكان ؟..
قالت : ومن يُضلل اللهُ فلا هاديَ له
فقلت لها : أين تريدين ؟..
قالت : سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى
فقلت لها : أنت منذ كم في هذا الموضع
قالت : ثلاث ليالٍ سويّاً
فقلت : ما أرى معك طعامًا تأكلين
قالت : هو يطعمني ويسقين
فقلت : فبأي شيء تتوضئين ؟..
قالت : فإن لم تجدوا ماءً فتيمموا صعيدًا طيباً
فقلت لها : إن معي طعامًا ، فهل لك في الأكل ؟..
قالت : ثم أتموا الصيام إلى الليل
فقلت : ليس هذا شهر رمضان
فقالت : ومن تطوعَ خيرًا فإن اللهَ شاكرٌ عليم
فقلت : قد أبيحَ لنا الإفطار في السفر
فقالت : وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون
فقلت : لم لا تكلمينني مثلما أكلمك ؟..
قالت : ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد
فقلت : فمن أي الناس أنتِ ؟..
قالت : ولا تقـْفُ ما ليس لك به علم إن السمعَ والبصرَ والفؤادَ كل أولئك كان عنه مسؤولا
فقلت : قد أخطأتُ فاجعليني في حِلٍ
قالت : لا تثريبَ عليكم اليوم يغفر الله لكم
فقلت : فهل لكِ أن أحملك على ناقتي هذه فتدركي القافلة ؟..
فقالت : وما تفعلوا من خير يعلمه الله
فأنختُ ناقتي ........
فقالت : قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم
فغضضتُ بصري عنها ........
وقلت لها اركبي
فلما أرادت أن تركب نـَفـَرَت الناقة فمزقت ثيابها ......
فقالت : وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم
فقلت لها : اصبري حتى أَعْقِلـَها
فقالت : ففهمناها سليمان
فعقلتُ الناقة .......
وقلت لها : اركبي
فلما ركبت قالت : سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون
فأخذتُ بزمام الناقة وجعلت أسرع وأصيح .......
فقالت : واقصد في مشيك واغضض من صوتك
فجعلتُ أمشي رويدًا رويدًا وأترنم بالشعر
فقالت : فاقرءوا ما تيسر من القرآن
فقلت لها : لقد أوتيتِ خيرًا كثيرا
فقالت : وما يذكر إلا أولوا الألباب
فلما مشيتُ بها قليلاً ....
قلتُ : ألكِ زوج ؟..
قالت : يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم فسكتُّ ولم أكلمها حتى أدركت بها القافلة
فقلت لها : هذه القافلة ، فمن لك فيها ؟..
فقالت : المال والبنون زينة الحياة الدنيا
فعلمتُ أن لها أولادًا ......
فقلت : وما شأنهم في الحج ؟..
قالت : وعلامات وبالنجم يهتدون
فعلمتُ أنهم أدلاء الركب فقصدتُ بها القباب والعمارات
فقلت : هذه القباب ، فمن لك فيها ؟..
قالت : واتخذ الله إبراهيم خليلا .. {وكلم الله موسى تكليما} .. {يا يحيى خذ الكتاب بقوة}
فناديتُ : يا إبراهيم ، يا موسى ، يا يحيى .. فإذا أنا بشبان كأنهم الأقمار قد أقبلوا ، فلما استقر بهم الجلوس
قالت : فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعامًا فليأتكم برزق منه .. فمضى أحدهم فاشترى طعامًا فقدمه بين يديّ
فقالت : كلوا واشربوا هنيئـًا بما أسلفتم في الأيام الخالية
فقلتُ : الآن طعامكم عليّ حرام حتى تخبروني بأمرها
فقالوا : هذه أمّنا منذ أربعين سنة لم تتكلم إلا بالقرآن مخافة أن تزلَّ فيسخط عليها الرحمن ، فسبحان القادر على ما يشاء
فقلتُ : ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .

قصة حقيقية وقعت في دبي

قصة حقيقية وقعت في دبي


 

كان هناك محل لبيع وصياغة الذهب و المجوهرات

وكان يديره رجل كبير السن يظهر عليه التطوع والتعلق بالدين

وفي ليلة من الليالي دخل عليه رجل وكان معه خاتم مكسور

فأعطاه للصائغ ليصلحه

فأخذه منه الصائغ وبدت عليه علامات الذهول من شكل هذا الرجل

فقد كان البياض عنوانه

أبيض البشرة ، أبيض الشعر ، أبيض اللباس ، أبيض النعل

ذو لحية طويلة وبيضاء

فقال له الصائغ : هل لك ياسيدي أن تستريح على هذا الكرسي

حتى أنتهي من تصليح خاتمك

فجلس الرجل دون أن ينطق بأي كلمة

وخلال هذه اللحظة دخل رجل وزوجته إلى المحل

وبدأوا يستعرضون المحل

ومن ثم سألت الزوجة عن سعر عقد أعجبها

فقال لها الصائغ : أعطني دقيقة ياسيدتي حتى أنتهي

من خاتم هذا الرجل الجالس يمينك

فذهل الزوجان من الصائغ وخرجا من المحل مسرعيين

تعجب الصائغ من سبب رحيلهما بهذا الشكل وأكمل عمله

فإذا برجل يدخل المحل وبيده إسورة مكسورة

فقال للصائغ : إني في عجلة من أمري وأريد تصليح هذه الإسورة

فقال الصائغ : حاضر ياسيدي ولكن دعني أنهي خاتم هذا الرجل يمينك

وتلفت الرجل يميناً وشمالاً ولم يجد أحد

فقال : أجننت يارجل لا أحد هنا ، ثم خرج غاضباً

فجن الصائغ من الموقف وبدأ يذكر الله ويقرأ المعوذات

: فقال له صاحب الخاتم

لاتخف أيها الرجل المؤمن إنما أنا مرسل من عند ربك الرحيم

لايراني إلا عباده الصالحين وقد أرسلت لأقبض روحك الطيبة

إلى جنة النعيم

فقد كنت قبل قليل بالجنة في بيتك المنير

وقد شربت من ماء نهرك العذب وأكلت من بستانك العنب

فطار عقل الصائغ فرحاً وبدأ يحمد الله

وأكمل الرجل قائلاً : كما أني أحمل منديلا أخذته من بيتك بالجنة

: فأبشر برائحة الجنة ، فأخرج المنديل من جيبه وقال

أيها العبد الصالح ش مرائحة الجنة

فأخذ الصائغ المنديل فشمه شمة قوية ثم قال

آآآآه إنها رائحة لا تخطر على بال البشر

ثم أخذ شمة أخرى أقوى من الأولى

...ثم قال : يالها من رائحة تذهب العقل يالها من رائحـة

ثم أغمي عليه

بعد فترة ليست بطويلة أستعاد الصائغ وعيه

وإذا به يلتفت بكل الاتجاهات فوجد أن محله قد سرق بالكامل

ولم يبق فيه أي شي

فقد كانت الرائحة القوية بالمنديل لمادة مخدّرة

وكان الرجل ذواللباس الابيض عضواً في عصابة

ومعه أيضاً الزوجان

والرجل ذو الاسورة المكسورة

والقانون لالالالالالالالالالا يحمى المغفّلين !!


السبت، 29 ديسمبر 2012

مواقف وكلمات مشهورة عن الشعب الأردني

مواقف وكلمات مشهورة عن الشعب الأردني



الشعب الأردني إذا ركب المصعد يقول تخيلو يوقع فينا ؟! 
شعب حياته كلها اكشن في اكشن
------------------------------
------------
حبيبك إجى : كلمة اردنية تأتي تلقائيا عند قدوم شخص تكرهه جدا .
------------------------------
------------
في كل بيت اردني لازم
...غطاء الريموت ضايع
------------------------------
---------

فقط في الاردن إذا قالوا فلانة خلفت قالوا ماشاء لله كانت حامل !

لا منزلته من النت
------------------------------
----------
فقط في الاردن : إذا ضايع منك شيء وأنت تدور عليه إلي معاك بيسألك انت وين حاطه ؟ .. اخخخخخخ خذوه من قدامي
------------------------------
-----------
فقط في الاردن :
كلمة (يا ذكي) تعني (ياغبي)
وكلمة (بكير) تعني (متأخر)
وكلمة (صدّقتك ) تعني (كذاب)
وكلمة (مبروك) تعني ( شو بعملك)

إذكريني بخير ياقاتلتي حَتى آعود

إذكريني بخير ياقاتلتي حَتى آعود
 
خد .. 
 لن آرحل كالغرباء
ولن آجعل آشواقي تترقب موعد إلانكسار
خد .. 
سأكل كؤوس الحنظل .. 
والعق الجرح النآزف حَتى آعود
خد ..
لن آلبس حُلل العيد وهِناك مِنْ يرتدي ثياب البعد والحداد
خدوج
سأسمعك صوت رجل وإباء شيخ وحَنان آم ووتر حزين مُنفطم
خد ..
لن آنسأك ولن أتنكر للأحلام ولن آخذلك عندما يحين الظلام
خد ..
 
سيجتمع بك صوت الهوى وتغادرك ألاوهام وستثور رماد الذكريات
خد ..
سأطلق صرخة حَرف لتتجزاء إلى ثلاث جزئيات
فَقدآ ليكونَ حرف ماضٍ جَمعني بك
وسكن محل مضارع أعتقلني عند حرفك
وحياتي معك مبتدأ وروعةٌ أفضل
فأنا جفنٌ لاينام
ولاأغتسل بروح الوداع
ولن آجففكِ بمآضي الذاكرة
يكفيني مصافحةٍ مِنك البارحة وقبلةُ جبين حَرف عَند المنام

سأفتقد جنوني كثيرآ
وسأفتقد مِنْ يشاركني الحرف أكثر
عذرآ آيا جروب همسات القلوب ..
ولكِ أنتي ياخد ..
سأعود ولكن مِتى .. لآ أعلم .. وآمل قريبآ

دعوة مِنْ القلب لكم جميعآ
حفظكم المولى مِنْ كل بأس

إذكريني بخير ياقاتلتي حَتى آعود

بركة النارنج

بركة النارنج


بركة تقع في الساحات الغربية للمسجد الأقصى المبارك أمام المدرسة الأشرفية ، بين مصطبة سبيل قايتباي شمالا ، وسبيل قاسم باشا جنوبا ، ولها من الأسماء أيضاً (بركة عنغج)، بنيت في عهد السلطان المملوكي قايتباي عام 887هـ - 1482م وقامت لجنة إعمار المقدسات بترميمها مؤخرا .
 

 وهي بركة مربعة الشكل ، طول ضلعها سبعة أمتار، فرشت أرضها وحيطانها بالرخام ، في وسطها صحن نافورة معطلة ، إذ استغني عن عملها بمخزن المياه الخاص بسبيل قاسم باشا الملاصق لها من الجهة الجنوبية ، وبالمتوضأ الذي أضافته لجنة الإعمار ، في نهاية سنة 1997م ، حول جهاتها الثلاث الأخرى . 
وهي عبارة عن أربع وعشرين حنفية .
سبيل قاسم باشا : “يقع في يسار الصوره وهو مبنى صغير وتعلوه قبه صغيره وجميله أيضا ويسمى أيضا سبيل باب المحكمه بناه والي القدس قاسم باشا في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني عام 932 هـ – 1527م .

لما كنا صغيرين

لما كنا صغيرين
 

لسه فاكر ؟
لما كنا صغيرين
كنا قد الشبر واكبر
كنا لسه طيبين
كانت قلوبنا لسه صافيه
كنا نزعل مهما نزعل
بس لما بنيجي نضحك
عمرنا ما ضحكنا عافيه

كنا نصحي
لما شمس الصبح ,, تصحي
ينهش البرد في قلوبنا
بس بردو قلوبنا دافيه

عارف
كل ما بشوفك يا صاحبي
بلقي فيك طيبتي الي راحت
والقي فيك خيبتي الي جايه !!

لما كنا صغيرين

رواية الليل والمداعبة هي قصتنا

رواية الليل والمداعبة هي قصتنا


تلمست جسدها فتأوهت
ابتعدت وعلى جسدي ارتمت
انها طفلتي المدلله
هذه لعبة سهرتنا
العاشقه والمجنون
احضنها تحضنني
اقبلها تقبلني
نحن وراء السجف
لا يرى ضلالنا الا القمر
اندثرت بين شفتيها
اداعب جمال نهديها
حبيبتي
حلوتي
عاشقتي
مليكتي
نعمل المستحيل بعد انبلاج الغروب
تبدأ اناملي من هضاب قدميها الى جبال ردفيها
تتسلق الشوق تخاطر بين خصرها
الى ان امطر في كهوف حنينها

رواية الليل والمداعبة هي قصتنا

رأيت الله في غزة

رأيت الله في غزة
الشاعر الفلسطيني يوسف الخطيب

رأيت الله في غزة

حليبك في دم الشهداء ساقية
تهيم على جهات الأرض
ثم تصب في بحرك
حليبك خمر دالية
يعب كؤوسها الندمان
ثم يكون من دمهم طلى ثغرك
حليبك غيمة بيضاء
تشرب منك لون الجرح
ثم تغوص في صدرك
وليلة أن برحتك
ضعت في الأحقاف
أشرد عنك.. في إثرك
وعدتك عند بستان القيامة
أسرجي فرس الصباح
وجنحي الدنيا على قبرك
هبي أن النجوم توارت الليلة
فتلك تضيء فيك بنادق الثوار
هبي أن شع منك الزيت في الشعلة
فتلك صدورهم دفقت نبيذ النار
لأنك أنت في واحد
هي البستان والندمان والخمرة.
لأن جبينك المارد
هو الثوار والثورة
وقلبك وردة مشكوكة في الرمح
غزة خمسة آلاف عام
حضور وحضارة
وهو على أكف غزاته جمره..
وأنت الآن مكة كل قافلة
وغار حراء كل نبي..
وأنت الآن طير البعث
يهبط معبد اللهب
يحط قتام هذا الليل
ينفخ في قراب السيف
روح الحرف
بين قبائل العرب
وأنت الآن آمنة
وأنت حليمة الصحراء
وبوحك صار جبريل القصيد
وسورة الشعراء..
وجرحك صال مائدة المسيح
وزمزم الشهداء..
وأعلم أن فوق الطور
من خشبي، ومسماري
سأصعد فيك جلجلتي
وبعد، يكونني الإنسان.
فخلي بيننا وعداً
خلال الليل والبستان..
وجزي خصلة، من فوق خدك نار تذكار
ولو أني نسيت إليك ما النسيان
وهاتي قبلة لفمي
وهاك دمي
أدمع أمه الثكلى
رأيت الله في الساحات
يغمض أعين القتلى
ويسقي في مدافنهم
غصون الآس والدفلى
رأيت الله يأتي الكوخ والخيمة
يزق صفارة السغبين باللقمة
يطوف على شبابيك السجون
يضيء فوق شفاههم بسمة
رأيت الله يبرح قبة الجامع
وينزل في صدور المؤمنين
ويملأ الشارع
رأيت الله روح العزم في الناس
أمام سرية يمضي
ويكمن خلف متراس..
رأيت الله وجه الشمس
فوق عباءة السحب
يجيء مدينة الأبطال
يسقي الأرض غيث الصبر
في جام من الغضب
رأيت الله يرفع من خرائبها
منارة كل بحار
وها أنا.. فوق صدر اليم
أمخض موج أقداري
وأسأل عنك.. واغزاه..
في مقل النجوم، ونورس الصاري
وأنا إليك سفينة الأفق
وأنت قصيدتي..
وأنا نزيف الحبر في الورق
وأنت عناق أخيلتي
وأنت قلادة العنق
وثغرك حبتا كرز
وعطرك غابتا حبق
وصدرك جرتا عسل
وشعرك نخلتا عذق
ونام على يديك الدهر..
نام البحر..
واستيقظت فوق وسادة الأرق
لأنك أنت صقر قريشنا
وبقية الرمق
لأنك أنت آخر راية لم تهو
فاصطفقي..
لأنك أنت طير البعث
فاحترقي..
وعبر رمادك انبثقي!!.
حليبك في دم الشهداء
دالية تذوب على لظى ثغرك
وهم ساقوك، حتى الصبح
ما شربوه من خمرك..
وأنت وهم.. عناق الموج والرمل
وأنت وهم.. مزاج الدمع والكحل

لا تصالح

لا تصالح

لا تصالحْ!
..ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..
وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!

قصة العميان الثلاثة

قصة العميان الثلاثة

يحكى ﺃﻥ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻴﺂﻥ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﻏﺮﻓﺔ ﺑﻬﺎ ﻓﻴﻞ ..

ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺸﻔﻮﺍ ﻣﺎﻫﻮ ﺍﻟﻔﻴﻞ ﻟﻴﺒﺪﺃﻭﺍ ﻓﻲ ﻭﺻﻔﻪ !

ﺑﺪﺃﻭﺍ ﻓﻲ ﺗﺤﺴﺲ ﺍﻟﻔﻴﻞ ﻭﺧﺮﺝ ﻛﻞٌ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻴﺒﺪﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺻﻒ :

ﻗﺂﻝ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻔﻴﻞ ﻫﻮ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻋﻤﺪﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ .
ﻗﺂﻝ ﺍﻟﺜﺂﻧﻲ : ﺍﻟﻔﻴﻞ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﺜﻌﺒﺂﻥ ﺗﻤﺎﻣﺎً .
ﻗﺂﻝ ﺍﻟﺜﺂﻟﺚ : ﺍﻟﻔﻴﻞ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻤﻜﻨﺴﺔ .

ﻭﺣﻴﻦ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﺨﺘﻠﻔﻮﻥ ﺑﺪﺃﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺠﺂﺭ

ﻭﺗﻤﺴﻚ ﻛﻞٌ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺮﺃﻳﻪ ﻭﺭﺍﺣﻮﺍ ﻳﺘﺠﺎﺩﻟﻮﻥ ﻭﻳﺘﻬﻢ ﻛﻞٌ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺎﺫﺏ ﻭﻣﺪﻉٍ !

ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺃﻧﻚ ﻻﺣﻈﺖ ﺃﻥّ ﺍﻷﻭﻝ ﺃﻣﺴﻚ ﺑﺄﺭﺟﻞ ﺍﻟﻔﻴﻞ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﺨﺮﻃﻮﻣﻪ ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺑﺬﻳﻠﻪ ..

ﻛﻞٌ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﺮﻣﺠﺘﻪ ﻭﺗﺠﺎﺭﺑﻪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﺇﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻰ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ..؟

ﻣﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺄ ..؟

ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ .. ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻳﻜﺬﺏ ..؟

ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻻ.. ﺃﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ ..؟

ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻒ ﺃﻥّ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﻣﻨﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﻮﻋﺒﻮﻥ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﻥ ﻟـ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻭﺟﻪ ..

ﻓﺤﻴﻦ ﻧﺨﺘﻠﻒ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺄ !
ﻗﺪ ﻧﻜﻮﻥ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺍﺏ ﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﻣﻨﺎ ﻳﺮﻯ ﻣﺎﻻ ﻳﺮﺍﻩ ﺍﻵﺧﺮ !
ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻌﻨﺎ ﻓﺄﻧﺖ ﺿﺪﻧﺎ !
ﻷﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﻮﻋﺒﻮﻥ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﻥّ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺻﺤﻴﺤﺎً ﻟﻤﺠﺮﺩ ﺃﻧﻪ ﺭﺃﻳﻨﺎ!
ﻻ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺮﺗﻚ ﻭﺣﺪﻙ ﻟﻸﻣﻮﺭ ﻓﻼ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻷﻥ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺮﻯ ﻣﺎﻻ ﺗﺮﺍﻩ!
ﻓﺮﺃﻳﻬﻢ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﺤﻴﺤﺎً ﺃﻭ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻔﻴﺪﺍً ﻟﻚ
 
يحكى ﺃﻥ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻴﺂﻥ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﻏﺮﻓﺔ ﺑﻬﺎ ﻓﻴﻞ ..

ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺸﻔﻮﺍ ﻣﺎﻫﻮ ﺍﻟﻔﻴﻞ ﻟﻴﺒﺪﺃﻭﺍ ﻓﻲ ﻭﺻﻔﻪ !

ﺑﺪﺃﻭﺍ ﻓﻲ ﺗﺤﺴﺲ ﺍﻟﻔﻴﻞ ﻭﺧﺮﺝ ﻛﻞٌ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻴﺒﺪﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺻﻒ :

ﻗﺂﻝ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻔﻴﻞ ﻫﻮ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻋﻤﺪﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ .
ﻗﺂﻝ ﺍﻟﺜﺂﻧﻲ : ﺍﻟﻔﻴﻞ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﺜﻌﺒﺂﻥ ﺗﻤﺎﻣﺎً .
... ﻗﺂﻝ ﺍﻟﺜﺂﻟﺚ : ﺍﻟﻔﻴﻞ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻤﻜﻨﺴﺔ .

ﻭﺣﻴﻦ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﺨﺘﻠﻔﻮﻥ ﺑﺪﺃﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺠﺂﺭ

ﻭﺗﻤﺴﻚ ﻛﻞٌ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺮﺃﻳﻪ ﻭﺭﺍﺣﻮﺍ ﻳﺘﺠﺎﺩﻟﻮﻥ ﻭﻳﺘﻬﻢ ﻛﻞٌ ﻣﻨﻬﻢ
ﺍﻵﺧﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺎﺫﺏ ﻭﻣﺪﻉٍ !

ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺃﻧﻚ ﻻﺣﻈﺖ ﺃﻥّ ﺍﻷﻭﻝ ﺃﻣﺴﻚ ﺑﺄﺭﺟﻞ ﺍﻟﻔﻴﻞ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
ﺑﺨﺮﻃﻮﻣﻪ ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺑﺬﻳﻠﻪ ..

ﻛﻞٌ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﺮﻣﺠﺘﻪ ﻭﺗﺠﺎﺭﺑﻪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ
ﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﺇﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻰ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ..؟

ﻣﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺄ ..؟

ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ .. ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻳﻜﺬﺏ ..؟

ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻻ.. ﺃﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ ..؟

ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻒ ﺃﻥّ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﻣﻨﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﻮﻋﺒﻮﻥ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﻥ ﻟـ
ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻭﺟﻪ ..

ﻓﺤﻴﻦ ﻧﺨﺘﻠﻒ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺄ !
ﻗﺪ ﻧﻜﻮﻥ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺍﺏ ﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﻣﻨﺎ ﻳﺮﻯ ﻣﺎﻻ ﻳﺮﺍﻩ
ﺍﻵﺧﺮ !
ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻌﻨﺎ ﻓﺄﻧﺖ ﺿﺪﻧﺎ !
ﻷﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﻮﻋﺒﻮﻥ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﻥّ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺻﺤﻴﺤﺎً ﻟﻤﺠﺮﺩ ﺃﻧﻪ ﺭﺃﻳﻨﺎ!
ﻻ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺮﺗﻚ ﻭﺣﺪﻙ ﻟﻸﻣﻮﺭ ﻓﻼ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ
ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻷﻥ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺮﻯ ﻣﺎﻻ ﺗﺮﺍﻩ!
ﻓﺮﺃﻳﻬﻢ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﺤﻴﺤﺎً ﺃﻭ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻔﻴﺪﺍً ﻟﻚ

كل جزء في جسمك له نقطة حسية في أسفل القدم

كل جزء في جسمك له نقطة حسية في أسفل القدم


كل جزء في جسمك له نقطة حسية في أسفل القدم 
إذا قمت بتدليك هذه النقاط سوف تشعر بارتياح من الآلام والإجهاد كما ترى في الصورة هذه تبين مكان كل عضو من اعضاء الجسم بالقدم..

وكل جهاز في الجسم تكون نهاية ارتباطه بنقطة في أسفل القدم

الله سبحانه خلق الإنسان وهو اعلم به
وقد جعلنا نمشي ونتيجة ذلك المشي فإننا نضغط على تلك النقاط مما يجعل اجهزة الجسم في نشاط دائم ... 
وقد نصح كثير من الاطباء بالمشي حافيا على الرمل حيث أن هذا المشي يسبب ضغط الرمل على أسفل القدم بالكامل 
مما يجعل جميع اجهزة الجسم تعمل بشكل سليم

فسبحان الله العظيم

أبو حنين
 
 
كل جزء في جسمك له نقطة حسية في أسفل القدم
إذا قمت بتدليك هذه النقاط سوف تشعر بارتياح من الآلام والإجهاد كما ترى في الصورة هذه تبين مكان كل عضو من اعضاء الجسم بالقدم..

وكل جهاز في الجسم تكون نهاية ارتباطه بنقطة في أسفل القدم

الله سبحانه خلق الإنسان وهو اعلم به
وقد جعلنا نمشي ونتيجة ذلك المشي فإننا نضغط على تلك النقاط مما يجعل اجهزة الجسم في نشاط دائم ...
وقد نصح كثير من الاطباء بالمشي حافيا على الرمل حيث أن هذا المشي يسبب ضغط الرمل على أسفل القدم بالكامل
مما يجعل جميع اجهزة الجسم تعمل بشكل سليم

فسبحان الله العظيم

أبو حنين

الخميس، 27 ديسمبر 2012

الرّوزنا

الرّوزنا



الرّوزنا
بالرغم أن الروايات لا تدل أن أصلها فلسطيني ولكن لانتشارها بفلسطين حتى أصبحت منّا سنتكلم عنها اليوم



ع الروزنا ع الروزنا كلّ الحلا فيها
شو عملت الروزنا حتّى نجافيها



هذه هي الاغنية الشعبية المعروفة بالروزنا

هنالك عدّة روايات حول أصل هذه الاغنية.
يروى عن حسناء اسمها روزنة أحبت شابا لكن أهلها زوّجوها بغيره
، فغنّى لها حبيبها هذه الاغنية.


ويحكى أيضاً:
أن فتاة عراقية في مدينة الموصل كانت تتبادل أحاديث الحب مع أحد أقاربها عبر كوّة في جدار بيتها. أهل الموصل
يسمّون هذه الكوّة روزنة، وتعرف في بغداد بالرازومة.
فلمّا علمت أم الفتاة بأمرها، أقفلت الكوّة
وقالت: ع الروزنا ع الروزنا كل البلى بيها

فردت الفتاة على أمها: شو عملت الروزنا حتى تسدّيها


وحكاية أخرى تقول:

أن الروزانا هي باخرة ايطالية
غرقت في طريقها الى بيروت فألحقت خسارة كبيرة بـ أحدهم فقال:

ع الروزنا ع الروزنا كلّ البلى فيها
شو عملت لنا السنة الله يجازيها
أخيراً، الحكاية التي تروى عن فتاة لبنانية من قرية قرب صنين تدعى روزنا أحبّها شاب تطوّع في جيش إبراهيم باشا المصري. وعندما عاد الى البلدة وجدها متزوجة ، فغنى لها مطلع أغنية الروزنا :

عالروزانا عالروزانا كُلِ الحِلى فيها

شو عِملتِ الروزانا الله يِجازيها

عالروزانا عالروزانا كل الهنا فيها

وش عملت الروزانا الله يجازيها

يا رايحين لـِ حَلَب حُبي معاكم راح

يا محملين العنب وتحت العنب تفاح

كل مين وليفو معو وانا وليفي راح

يا ربي نسمة هوى ترُد الوِلف لِيّا


أنصحكم بسماعها ..
تقبلوا تحياتي

رجال في الشمس

للرائع : غسان كنفاني



 
أبو قيس

أراح أبو قيس صدره فوق التراب الندي، فبدأت الأرض تخفق من تحته: ضربات قلب متعب تطوف في ذرات الرمل مرتجة ثم تعبر إلى خلاياه... في كل مرة يرمي بصدره فوق التراب يحس ذلك الوجيب كأنما قلب الأرض ما زال ، منذ أن استلقى هناك أول مرة، يشق طريقاً قاسياً إلى النور قادماً من أعمق أعماق الجحيم، حين قال ذلك مرة لجاره الذي كان يشاطره الحقل، هناك، في الأرض التي تركها منذ عشر سنوات، أجابه ساخراً:
"هذا صوت قلبك أنت تسمعه حين تلصق صدرك بالأرض "، أي هراء خبيث! والرائحة إذن؟ تلك التي إذا تنشقها ماجت في جبينه ثم انهالت مهومة في عروقه؟. كلما تنفس رائحة الأرض وهو مستلق فوقها خيل إليه أنه يتنسم شعر زوجه حين تخرج من الحمام وقد اغتسلت بالماء البارد.. الرائحة إياها، رائحة امرأة اغتسلت بالماء البارد وفرشت شعرها فوق وجهه وهو لم يزل رطيباً .. الخفقان ذاته: كأنك تحمل بين كفيك الحانيتين عصفورا صغيراً.. الأرض الندية - فكر- هي لا شك بقايا من مطر أمس.. كلا، أمس لم تمطر! لا يمكن أن تمطر السماء الآن إلا قيظاً وغباراً ! أنسيت أين أنت؟ أنسيت؟
دور جسده واستلقى على ظهره حاضنا رأسه بكفيه وأخذ يتطلع إلى السماء: كانت بيضاء متوهجة، وكان ثمة طائر أسود يحلق عالياً وحيدا على غير هدى، ليس يدري لماذا امتلأ، فجأة بشعور آسن من الغربة، وحسب لوهلة أنه على وشك أن يبكي.. كلا، لم تمطر أمس، نحن في آب الآن.. أنسيت؟ كل تلك الطريق المنسابة في الخلاء كأنها الأبد الأسود.. أنسيتها؟ ما زال الطائر يحوم وحيدا مثل نقطة سوداء في ذلك الوهج المترامي فوقه.. نحن في آب ! إذن لماذا هذه الرطوبة في الأرض؟ إنه الشهد ! ألست تراه يترامى على مد البصر إلى جانبك ؟

- " وحين يلتقي النهران الكبيران: دجلة والفرات، يشكلان نهرا واحدا اسمه شط العرب يمتد من قبل البصرة بقليل إلى...

الأستاذ سليم، العجوز النحيل الأشيب، قال ذلك عشر مرات بصوته الرفيع لطفل صغير كان يقف إلى جانب اللوح الأسود، وكان هو ماراً حينذاك حذاء المدرسة في قريته.. فارتقى حجراً وأخذ يتلصص من الشباك: كان الأستاذ سليم واقفاً أمام التلميذ الصغير وكان يصبح بأعلى صوته وهو يهز عصاه الرفيعة:
- ".. وحين يلتقي النهران الكبيران: دجلة والفرات.. "

وكان الصغير يرتجف هلما فيما سرت ضحكات بقية الأطفال في الصف.. مد يده ونقر طفلا على رأسه فرفع الطفل نظره إليه وهو يتلصص من الشباك:
-"... ماذا حدث؟

ضحك الطفل وأجاب هامساً:
- " تيس !"

عاد، فنزل عن الحجر وأكمل طريقه وصوت الأستاذ سليم ما زال يلاحقه وهو يكرر:
- " وحين يلتقي النهران الكبيران... "

في تلك الليلة شاهد الأستاذ سليم جالساً في ديوانية المختار يقرقر بنرجيلته : كان قد أرسل لقريتهم في يافا كي يعلم الصبية، وكان قد أمضى شطراً طويلاً من حياته في التعليم حتى صارت كلمة أستاذ جزءاً لا يتجزأ من اسمه، وفي الديوانية سأله أحدهم، تلك الليلة:
- ".. وسوف تؤم الناس يوم الجمعة.. أليس كذلك؟ "

وأجاب الأستاذ سليم ببساطة:
- " كلا، إنني أستاذ ولست إماماً... "

قال له المختار:
- " وما الفرق؟ لقد كان أستاذنا إماماً.. "
- " كان أستاذ كتاب، أنا أستاذ مدرسة.. "

وعاد المختار يلح:
- " وما الفرق؟."

لم يجب الأستاذ سليم بل دور بصره من وراء نظارتيه فوق الوجوه، كأنه يستغيث بواحد من الجالسين، إلا أن الجميع كانوا مشوشين حول هذا الموضوع مثل المختار..
بعد فترة صمت طويلة تنحنح الأستاذ سليم وقال بصوت هاديء:
- " طيب، أنا لا أعرف كيف أصلي.. "
- " لا تعرف؟ "

زأر الجميع، فأكد الأستاذ سليم محدداً:
- " لا أعرف ! "

تبادل الجلوس نظرات الاستغراب ثم ثبتوا أبصارهم في وجه المختار الذي شعر بأن عليه أن يقول شيئاً، فاندفع دون أن يفكر:
- ".. وماذا تعرف إذن؟ "

وكأن الأستاذ سليم كان يتوقع مثل هذا السؤال، إذ أنه أجاب بسرعة وهو ينهض:
- " أشياء كثيرة.. إنني أجيد إطلاق الرصاص مثلا.. "

وصل إلى الباب فالتفت، كان وجهه النحيل يرتجف:
- " إذا هاجموكم أيقظوني، قد أكون ذا نفع.. "

***

ها هو إذن الشط الذي تحدث عنه الأستاذ سليم قبل عشر سنوات ! ها هو ذا يرتمي على بعد آلاف من الأميال والأيام عن قريته وعن مدرسة الأستاذ سليم.. يا رحمة الله عليك يا أستاذ سليم !.. يا رحمة الله عليك ! لا شك أنك ذا حظوة عند الله حين جعلك تموت قبل ليلة واحدة من سقوط القرية المسكينة في أيدي اليهود.. ليلة واحدة فقط.. يا الله ! أتوجد ثمة نعمة إلهية أكبر من هذه؟.. صحيح أن الرجال كانوا في شغل عن دفنك وعن إكرام موتك.. ولكنك على أي حال بقيت هناك.. بقيت هناك ! وفرت على نفسك الذل والمسكنة وأنقذت شيخوختك من العار .. يا رحمة الله عليك يا أستاذ سليم .. ترى لو عشت، لو أغرقك الفقر كما أغرقني.. أكنت تفعل ما أفعل الآن؟ أكنت تقبل أن تحمل سنيك كلها على كتفيك وتهرب عبر الصحراء إلى الكويت كي " تجد لقمة خبز؟

نهض، واستند إلى الأرض بكوعيه وعاد ينظر إلى النهر الكبير كأنه لم يره قبل ذلك. إذن هذا هو شط العرب: " نهر كبير تسير فيه البواخر محملة بالتمر والقش كأنه شارع في وسط البلد تسير فيه السيارات.. " هكذا صاح ابنه، قيس، بسرعة حين سألة تلك الليلة:
- " ما هو شط العرب؟ "

كان يقصد أن يمتحنه، إلا أن قيس صاح الجواب بسرعة، وأردف قائلا:
- ".. لقد رأيتك تطل من شباك الصف اليوم.. "

التفت إلى زوجه فضحكت، أحس بشيء من الخجل، وقال ببطء:
- " إنني أعرف ذلك من قبل.. "
- " كلا، لم تكن تعرفه.. عرفته اليوم وأنت تطل من الشباك.. "
- " طيب ! وماذا يهمني أن أعرف ذلك أو أن لا أعرفه، هل ستقوم القيامة؟ "

رمقته زوجته من طرف عينيها ثم قالت:
- " اذهب والعب يا قيس في الغرفة الأخرى... "

وحين صفق الباب خلفه قالت لزوجها:
- " لا تحكي أمامه بهذا الشكل، الولد مبسوط لأنه يعرف ذلك، لماذا تخيب أمله؟ "

قام واقترب منها ثم وضع كفه على بطنها وهمس:
- " متى ؟ "
-" بعد سبعة أشهر "
- " أوف !"
- " نريد بنتا هذه المرة.. "
- " كلا ! نريد صبياً ! صبياً ! "

***

ولكنها أنجبت بنتاً سماها "حسنا " ماتت بعد شهرين من ولادتها وقال الطبيب مشمئزاً: " لقد كانت نحيلة للغاية ! "
كان ذلك بعد شهر من تركه قريته ، في بيت عتيق يقع في قرية أخرى بعيدة عن خط القتال :
- " يا أبا قيس، أحس بأنني سألد ! "
- " طيب، طيب، اهدئي "

وقال في ذات نفسه :
وربما نبني غرفة في مكان ما ..
- " بودي لو تلد المرأة بعد مئة شهر من الحمل ! أهذا وقت ولادة ؟ "
- " يا إلهي ! "
- " ماذا؟ "
- " سألد "
- " أأنادي شخصاً ؟ "
- " أم عمر"
- " أين أجدها الآن؟ "
- " ناولني هذه الوسادة.."
- " أين أجد أم عمر؟ "
- " يا إلهي.. ارفعني قليلا، دعني أتكىء على الحائط.. "
- " لا تتحركي كثيراً، دعيني أنادي أم عمر.. "
- " أسرع... أسرع.. يا رب الكون ! "

هرول إلى الخارج، وحين صفق وراءه الباب سمع صوت الوليد، فعاد وألصق أذنه فوق خشب الباب..
صوت الشط يهدر، والبحارة يتصايحون، والسماء تتوهج والطائر الأسود ما زال يحوم على غير هدى.
قام ونفض التراب عن ملابسه ووقف يحدق إلى النهر..
أحس، أكثر من أي وقت مضى، بأنه غريب وصغير، مرر كفه فوق ذقنه الخشنة ونفض عن رأسه كل الأفكار التي تجمعت كجيوش زاحمة من النمل.
وراء هذا الشط، وراءه فقط ، توجد كل الأشياء التي حرمها.

هناك توجد الكويت.. الشيء الذي لم يعش في ذهنه إلا مثل الحلم والتصور يوجد هناك.. لا بد أنها شيء موجود، من حجر وتراب وماء وسماء، وليست مثلما تهوم في رأسه المكدود.. لا بد أن ثمة أزقة وشوارع ورجالاً ونساء وصغاراً يركضون بين الأشجار.. لا.. لا.. لا توجد أشجار هلاك.. سعد، صديقه الذي هاجر إلى هناك واشتغل سواقا وعاد بأكياس من النقود قال إنه لا توجد هناك أية شجرة.. الأشجار موجودة في رأسك يا أبا قيس.. في رأسك العجوز التعب يا أبا قيس.. عشر أشجار ذات جذوع معقدة كانت تساقط زيتونا وخيرا كل ربيع.. ليس ثمة أشجار في الكويت، هكذا قال سعد.. ويجب أن تصدق سعدا لأنه يعرف أكثر منك رغم أنه أصغر منك.. كلهم يعرفون أكثر منك.. كلهم. في السنوات - العشر الماضية لم تفعل شيئاً سوى أن تنتظر.. لقد أحتجت إلى عشر سنوات كبيرة جائعة كي تصدق أنك فقدت شجراتك وبيتك وشبابك وقريتك كلها.. في هذه السنوات الطويلة شق الناس طرقهم وأنت مقع ككلب عجوز في بيت حقير.. ماذا تراك كنت تنتظر؟ أن تثقب الثروة سقف بيتك.. بيتك؟ إنه ليس بيتك.. رجل كريم قال لك: أسكن هنا ! هذا كل شيء وبعد عام قال لك أعطني نصف الغرفة، فرفعت أكياسا مرقعة من الخيش بينك وبين الجيران الجدد..

وبقيت مقعيا حتى جاءك سعد وأخذ يهزك مثلما يهز الحليب ليصير زبداً.. "
- " إذا وصلت إلى الشر بوسعك أن تصل إلى الكويت بسهولة، البصرة مليئة بالأدلاء الذين يتولون تهريبك إلى هناك عبر الصحراء.. لماذا لا تذهب؟ "

سمعت زوجته كلام سعد فنقلت بصرها بين وجهيهما وأخذت تهدهد طفلها من جديد.
- " إنها مغامرة غير مأمونة العواقب؟ "
- " غير مأمونة العواقب؟ ها ! ها ! أبو قيس يقول، غير مأمونة العواقب.. ها ها " !

ثم نظر إليها وقال:
- " أسمعت ما يقول زوجك؟ غير مأمونة العواقب ! كأن الحياة شربة لبن ! لماذا

لا يفعل مثلنا ؟ هل هو أحسن؟..
لم ترفع بصرها إليه، وكان هو يرجو أن لا تفعل..
- " أتعجبك هذه الحياة هنا؟ لقد مرت عشر سنوات وأنت تعيش كالشحاذ..

حرام ! ابنك قيس، متى سيعود للمدرسة؟ وغدا سوف يكبر الآخر.. كيف ستنظر إليه وأنت لم... "
- " طيب ! كفى ! "
- لا ! لم يكف ! حرام ! أنت مسؤول الآن عن عائلة كبيرة، لماذا لا تذهب إلى هناك . ما رأيك أنت ؟

زوجته ما زالت صامتة وفكر هو: " غدا سيكبر هو الآخر.. " ولكنه قال:
- " الطريق طويلة، وأنا رجل عجوز ليس بوسعي أن أسير كما سرتم أنتم.. قد أموت .. "

لم يتكلم أحد في الغرفة زوجته ما زالت تهدهد طفلها ، وكف سعد عن الإلحاح ولكن الصوت ! انفجر في رأسه هو :
- " تموت؟ هيه ! من قال أن ذلك ليس أفضل من حياتك الآن ؟ منذ عشر سنوات وأنت تأمل أن تعود إلى شجرات الزيتون العشر التي امتلكتها مرة في قريتك... قريتك ! هيه ! "

عاد فنظر إلى زوجته :
- " وماذا ترين يا أم قيس؟ "

حدقت إليه وهمست:
" كما ترى أنت.. "

" سيكون بوسعنا أن نعلم قيس.. "
- " نعم " ..
- " وقد نشتري عرق زيتون أو اثنين.. "
- " طبعاً ! "
- " وربما نبني غرفة في مكان ما.."
- " أجل "
- " إذا وصلت.. إذا وصلت.."

كف، ونظر قليلا ثم ستنساب دمعة واحدة تكبر رويداً رويداً ثم تنزلق فوق خدها المغضن الأسمر.. حاول أن يقول شيئاً، ولكنه لم يستطع، كانت غصة دامعة تمزق حلقه.. غصة ذاق مثلها تماما حين وصل إلى البصرة وذهب إلى دكان الرجل السمين الذي يعمل في تهريب الناس من البصرة إلى الكويت، وقف أمامه حاملا على كتفيه كل الذل وكل الرجاء اللذين يستطيع رجل عجوز أن يحملهما.. وكان الصمت مطبقاً مطنا حين كرر الرجل السمين صاحب المكتب:
- " إنها رحلة صعبة، أقول لك، ستكلفك خمسة عشر ديناراً ".
- " وهل تضمن أننا سنصل سالمين؟
- " طبعاً ستصل سالماً، ولكن ستتعذب قليلا، أنت تعرف، نحن في آب الآن، الحر شديد والصحراء مكان بلا ظل.. ولكنك ستصل.."

كانت الغصة ما تزال في حلقه، ولكنه أحس أنه إذا ما أجل ذلك الذي سيقوله فلن يكون بوسعه أن يلفظه مرة أخرى:
- " لقد سافرت آلافا من الأميال كي أصل إليك، لقد أرسلني سعد، أتذكره؟ ولكنني لا أملك إلا خمسة عشر ديناراً، ما رأيك أن تأخذ منها عشرة وتترك الباقي لي؟ "

قاطعه الرجل:
- " إننا لا نلعب.. ألم يقل لك صديقك أن السعر محدود هنا؟ إننا نضحي بحياة الدليل من أجلكم.. "
- " ونحن أيضا نضحي بحياتنا.. "
- " إنني لا أجبرك على هذا "
- " عشرة دنانير؟ "
- " خمسة عشر ديناراً.. ألا تسمع؟ "

لم يعد بوسعه أن يكمل، كان الرجل السمين الجالس وراء كرسيه، المتصبب عرقاً، يحدق إليه بعينين واسعتين وتمني هو لو يكف الرجل عن التحديق، ثم أحس بها، ساخنة تملأ مؤقه وعلى وشك أن تسقط.. أراد أن يقول شيئاً لكنه لم يستطع، أحس أن رأسه كله قد امتلأ بالدمع من الداخل فاستدار وانطلق إلى الشارع، هناك بدأت المخلوقات تغيم وراء ستار من الدمع. اتصل أفق النهار بالسماء وصار كل ما حوله مجرد وهج أبيض لا نهائي. عاد، فارتمى ملقيا صدره فوق التراب الندي الذي أخذ يخفق تحته من جديد.. بينما انسابت رائحة الأرض إلى أنفه وانصبت في شرايينه كالطوفان.



"" كلمه ( اسف ) لا تعني انك خائف من الشخص بل تعني انك تحبه ولا تريد خسارته حقيقه ""

فهيمة

فهيمة

 
من زمان .. كان في فلاح اسمه درويش... وهو مسكين درويش... يمعط الجاجات ويسرق الريش... أهبل على باب الله...


وكانت زوجته فهيمة ...فهمانة... بس غلبانه بعيشتها وبمشاكلها معزوجها الأهبل درويش... يوم ضاقت الدنيا بوجهها... وطفرت الحالة عندها...

قالت له:خذ البقرة اللي حيلتنا... وروح على المدينة وبيعها فيالسوق... يمكن تجيبلك عشره أو عشرين ليره...
وقامت فهيمه حطت الزاد والزواده لدرويش، وسحبت البقرة وسلمتها له...

وقالت له: اتكل على الله وروح للمدينة... وإرجع قبل ما تغيب الشمس.
سحب درويش البقرة... وفي الطريق تعب وجلس يرتاح تحت شجرة... وربط البقرة فيالشجرة... وفرش منديل الزاد والزواده... ولسه بيقول بسم الله...

سمع صوت القوقه (الغراب) فوق الشجرة... إطلع درويش فوق... وقال لها:
إيش يا قوقه بدك تشتري البقرة؟!

قالت القوقه :كوك.... كوك.... كوك
قال لها : طيب... بتدفعي عشرين ليره؟!
قالت القوقه : كوك.... كوك.... كوك
قال لها : وين المصاري ؟ تحت الشجرة ؟!
قالت القوقه : كوك....كوك.... كوك

قام درويش حفر تحت الشجرة... شاف جرة فخار كبيرة مليانه ذهب... ليرات ذهب ... عد عشرين ليره ذهب... ورجع الباقي... ودفن الجرة زي ماكانت...

اتطلع فوق... وقال : هاي البقرة الله يباركلها فيها... وأنا أخذت حقها والباقي رجعته مطرحه....
قالت القوقه : كوك.... كوك.... كوك
ودع القوقه وروح على بيته...
استغربت زوجته فهيمة برجوع زوجها قبل موعده ... فقالت له : ما أسرع ما رجعت... وين البقرة ؟..
قال لها : بعتها للقوقه بعشرين ليره ذهب.
شافت المرة الفلوس الذهب وانهبلت... وشدت في خناقه... وما فكته إلا لما حكى لها القصة من طقطق لسلام عليكو...

قالتله : الله يعطيك العافية

وراحت بسرعة لعند الشجرة... وشافت البقرة مربوطة في مطرحها... بحشت على الجره...ولقتها مليانه ذهب ... حملت الذهب وخبته في أواعيها ، وسحبت البقره ورجعت عالبيت...

لما شافها درويش صار يصرخ ويلطم على وجه ويقول : حرام عليك يا مره تسرقي بقرة القوقه !!
خافت فهيمه يشكيها الأهبل للحاكم.... راحت عملت زنقل وزلابيه (حلوى مثل العوامه"لقمة القاضي") وطلعت فوق السطوح وصارت ترمي عليه... وهو فرحان يلقط ويوكل... ويقول : يا سلام يا أولاد... الدنيا بتمطر زنقل وزلابيه

وفي يوم زعل درويش من مرته فقال : والله لروح للحاكم وأقول أنك سرقت بقرة القوقه واخذتي مصاريها...
ما اهتمت فهيمه من كلامه وتهديده....
راح الأهبل للحاكم وحكى له القصة من طقطق لسلام عليكم... استدعى الحاكم التركي فهيمه وسألها عن البقرة وجرة الذهب...

فقالتله : سلامه تسلمك يا سيدي الحاكم... زوجي أهبل ومجنون... بيتهيء له أشياء مابتصير....وإذا مش مصدقني اسأله وقتيش صارت هذه الحكايه؟؟؟
سأله الحاكم ... فقال الأهبل : يوم ما مطرت الدنيا زنقل وزلابيه...
ضحك الحاكم وقال لفهيمه : الله يعينك على هاالزوج .. خوذي زوجك وروحي على بيتك
 
قامت فهيمه ولمت عفشاتها ورحلت من بربره على بيرالسبع...

انتهت

أسعد

أسعد


وقف أسعد أمام الرجل السمين صاحب المكتب الذي يتولى تهريب الناس من البصرة إلى الكويت ، ثم انفجر :
- خمسة عشر ديناراً سأدفعها لك ؟ .. لا بأس ولكن بعد أن أصل وليس قبل ذلك قط ..

حدق إليه الرجل من وراء جفنيه السمينين وسأل ببلاهة :
- لماذا ؟
- لماذا ؟ ها ! لأن الدليل الذي سترسلونه معنا سوف يهرب قبل أن نصل إلى منتصف الطريق ! خمسة عشر ديناراً ، لا بأس .. ولكن ليس قبل أن نصل ..

طوى الرجل أوراقا صفراء أمامه وقال بلؤم :
- أنا لا أجبرك على أي شيء .. أنا لا أجبرك .
- ماذا تعني ؟
- أعني أنه إذا لم تعجبك شروطنا فبوسعك أن تستدير ، وتخطو ثلاث خطوات ، وستجد نفسك في الطريق .

الطريق ! .. أتوجد بعد طرق في هذه الدنيا ؟ ألم يمسحها بجبينه ويغسلها بعرقه طوال أيام وأيام ، كلهم يقولون ذلك : ستجد نفسك على الطريق ! .. قال له أبو العبد الذي هربه من الأردن إلى العراق :
- " ما عليك إلا أن تدور حول الإتشفور ، لا بأس أن تضرب قليلا إلى الداخل . أنت ما زلت فتى وبوسعك أن تتحمل قليلا من القيظ .. ثم عد ، وستجدني بانتظارك على الطريق ..
- " ولكن هذا لم يكن ضمن الشروط .. لقد قلت لي ، ونحن في عمان أنك ستأخذني إلى بغداد ودفعت لك عشرين دينارا كاملا .. لم تقل لي أنني سأدور حول الإتشفور .. "

وضرب أبو العبد جناح سيارته المغبر فعلمت أصابعه الخمسه وبان من تحتها لون السيارة الأحمر الفاقع .. كانت السيارة الضخمة واقفه إلى جانب البيت قرب جبل عمان حين تفاوض معه ، وهو يذكر تماما كل الشروط التي قيلت :
- " إنها مهمة صعبة ، وسوف يأخذونني إلى السجن لو أمسكوك معي ، ورغم ذلك فسوف أقدم لك خدمة كبرى لأنني كنت أعرف والدك ، رحمه الله .. بل إننا قاتلنا سوية في الرملة منذ عشر سنوات .. "

صمت أبو العبد قليلا .. كان قميصه الأزرق ينضح بالعرق وأعطاه وجهه الحاد شعورا بأنه أمام واحد من أولئك الرجال الذين يعتقدون أن اجتراح معجزة ما هو واجب من واجبات رب العائلة :
- " سأخذ منك عشرين دينارا .. وسوف تجد نفسك في بغداد "
- " عشرون ديناراً ؟ "
- " نعم ! وعليك أيضا أن تساعدني طوال الطريق . سنبدأ بعد غد ، على أن أشحن سيارة صغيرة لرجل ثري في بغداد كان قد أمضى شطرا من الصيف في رام الله ثم أراد أن يعود إلى بغداد بالطائرة .."
- " ولكن .. عشرين دينار ؟ "

نظر إليه أبو العبد بإلحاح ، ثم انفجر :
- " إنني أنقذ حياتك بعشرين ديناراً .. أتحسب أنك ستمضي عمرك مختفيا هنا ؟ غدا يلقون القبض عليك .."
- " ولكن من أين .. من أين أحضر لك عشرين ديناراً ؟ "
- " استدن .. استدن ، أي صديق بوسعه أن يعطيك عشرين دينارا إذا عرف بأنك ستسافر إلى الكويت .. "
- " عشرون .. عشرون .. "
- " إلى بغداد ؟ "
- مباشر !

ولكنه كذب عليه ! استغل براءته وجهله ، خدعه ، أنزله من السيارة ، بعد رحلة يوم قائظ ، وقال له أن يدور حول الإتشفور كي يتلافى الوقوع في أيدي رجال الحدود ، ثم يلتقيه على الطريق !
لكنني لا أعرف هذه المنطقة .. أتفهم أنت معنى أن أسير كل هذه المسافة حول الإتشفور ، في عز الحر ؟
ضرب أبو العبد جناح سيارته المغبرة مرة أخرى ، كانا واقفين منفردين قبل ميل من الإتشفور وصاح :
- ماذا تعتقد ؟ أن اسمك مسجل في كل نقاط الحدود ، إذا رأوك معي الآن ، لا جواز سفر ولا سمة مرور .. ومتآمر على الدولة ماذا تعتقد أنه سيحدث ؟ كفاك دلالا .. أنك قوي كالثور بوسعك أن تحرك ساقيك .. سألاقيك وراء الإتشفور على الطريق .

كلهم يتحدثون عن الطرق .. يقولون : تجد نفسك على الطريق ! وهم لا يعرفون من الطريق إلا لونها الأسود وأرصفتها ! وها هو الرجل السمين ، المهرب البصراوي يكرر القصة نفسها .
- ألا تسمع ؟ أنني رجل مشغول جدا ً ، قلت لك : خمسة عشر دينار وسأوصلك إلى الكويت ، طبعا عليك أن تمشي قليلا ولكنك فتى في غاية القوة ، لن يضرك هذا .
- ولكن لماذا لا تصغي إلى ؟ قلت لك أنني سأعطيك المبلغ إذا ما وصلنا إلى الكويت .
- ستصل ! ستصل !
- كيف ؟
- إنني أقسم لك بشرفي أنك ستصل إلى الكويت !
- تقسم بشرفك ؟
- أقسم لك بشرفي إنني سألتقيك وراء الإتشفور! ما عليك إلا أن تدور حول تلك المنطقة الملعونة وستجدني بانتظارك !

لقد دار دورة كبيرة حول الإتشفور ، كانت الشمس تصب لهبا فوق رأسه ، وأحس فيما كان يرتقي الوهاد الصفر ، أنه وحيد في كل هذا العلم .. جرجر ساقيه فوق الرمل كما لو أنه يمشي على رمل الشاطئ بعد أن سحب زورقا كبيرا امتص صلابة ساقيه .. اجتاز بقاعا صلبة من صخور بنية مثل الشظايا ثم صعد كثبانا واطئة ذات قمم مسطحة من تراب أصفر ناعم كالطحين .. تراهم لو حملوني إلى معتقل الجفر الصحراوي .. هل سيكون الأمر أرحم مما هو الآن ؟ عبث .. الصحراء موجودة في كل مكان ، كان أبو العبد قد أعطاه كوفية لف بها رأسه ، ولكنها لم تكن ذات جدوى في رد اللهب بل خيل إليه أنها آخذة ، هي الأخرى ، في الاحتراق .. كان الأفق مجموعة من الخطوط المستقيمة البرتقالية ، ولكنه كان قد عقد عزمه على المسير بجد .. وحتى حينما انقلب التراب إلى صفائح لامعة من ورق أصفر ، لم يتباطأ .. وفجأة بدأت الأوراق الصفر تتطاير فانحنى يلمها :

شكرا..شكرا.. إن هذه المروحة الملعونة تطير الأوراق من أمامي، ولكن دونها ليس بوسعي أن أتنفس.. ها! ماذا قررت؟.
- هل أنت متأكد من أن الدليل الذي سترسله معنا لن يهرب؟

كيف يهرب أيها الغبي؟ ستكونون أكثر من عشرة أشخاص.. لن يكون بوسعه أن يهرب منكم ..
- وإلى أين سيوصلنا؟

حتى طريق الجهرة، وراء المطلاع، وهناك ستكونون داخل الكويت..
هل سنمشي كثيرا؟.
- ست أو سبع ساعات فقط...

بعد أربع ساعات وصل إلى الطريق، كان قد خلف الإتشفور وراءه، وكانت الشمس قد سقطت وراء التلال البنية إلا أن رأسه كان ما يزال يلتهب وخيل إليه أن جبينه يتصبب دماً.. لقد اقتعد حجرا وألقى بصره بعيدا إلى رأس الطريق الأسود المستقيم، كان رأسه مشوشا تخفق فيه آلاف الأصوات المتشابكة ، وبدا له أن بروز سيارة كبيرة حمراء في رأس تلك الطريق أمر خيالي وسخيف .. وقف، حدق إلى الطريق من جديد، لم يكن بوسعه أن يرى بوضوح بعد ، تراه الغسق أم العرق؟.. كان رأسه ما يزال يطن مثل الخلية وصاح بملء رئتيه :
- أبو العبد .. يلعن أبوك.. يلعن أصلك..
- ماذا قلت ؟
- أنا ؟ لا شيء.. متى ستبدأ الرحلة؟
- حال يصير عددكم عشرة.. أنت تعرف، ليس بوسعنا أن نرسل دليلاً مع كل واحد منكم ، ولذلك فنحن ننتظر حتى يرتفع العدد إلى عشرة أشخاص ونرسل معهم دليلا واحداً.. هل ستعطيني النقود الآن؟
- شد على النقود في جيبه وفكر: سوف يكون بوسعي أن أرد لعمي المبلغ في أقل من شهر.. هناك في الكويت يستطيع المرء أن يجمع نقودا في مثل لمح البصر..
لا تتفاءل كثيرا، قبلك ذهب العشرات ثم عادوا دون أن يحضروا قرشاً.. ورغم ذلك سأعطيك الخمسين ديناراً التي طلبتها، وعليك أن تعرف أنها جنى عمر..
- إذن لماذا تعطيني النقود إذا كنت متأكدا من أنني لن أعيدها لك؟
- أنت تعرف لماذا.. ألست تعرف؟ إنني أريدك أن تبدأ.. أن تبدأ ولو في الجحيم حتى يصير بوسعك أن تتزوج ندى.. إنني لا أستطيع أن أتصور ابنتي المسكينة تنتظر أكثر هل تفهمني؟

أحس الإهانة تجترح حلقه ورغب في أن يرد الخمسين ديناراً لعمه يقذفها بوجهه بكل ما في ذراعه من عنف وفي صدره من حقد، يزوجه ندى ! من الذي قال له إنه يريد أن يتزوج ندى؟ لمجرد أن أباه قرأ معه الفاتحة حين ولد هو وولدت هي في يوم واحد؟ إن عمه يعتبر ذلك قدراً، بل إنه رفض مئة خاطب قدموا ليتزوجوا ابنته، وقال لهم إنها مخطوبة ! يا إله الشياطين ! من الذي قال له أنه يريد أن يتزوجها؟ من قال له أنه يريد أن يتزوج أبداً ؟ وها هو الآن يذكره مرة أخرى ! يريد أن يشتريه لابنته مث لما يشرى كيس الروث للحقل، شد على النقود في جيبه وتحفز في مكانه.. ولكنه حين لمسها هناك، في جيبه، دافئة ناعمة، شعر بأنه يقبض على مفاتيح المستقبل كله، فلو أتاح الآن لحنقه أن يسيطر عليه ليرجع النقود إلى عمه، إذن لما تيسرت له قط فرصة الحصول على خمسين دينار بأي شكل من الأشكال.. هدأ غضبه مطبقا فمه بأحكام وشد أصابعه على النقود الملتفة في جيب بنطاله، ثم قال:
- لا، لا، سأسلمك النقود حالما تجهز الرحلة تماماً.. سوف أراك مرة كل يوم.. إنني أنزل في فندق قريب..

ابتسم الرجل السمين، ثم تطاولت ابتسامته فانفجر ضاحكاً بصخب:
من الخير لك أن لا تضيع وقتك يا بني .. كل المهربين يتقاضون نفس السعر، نحن متفقون فيما بيننا.. لا تتعب نفسك.. وعلى أي حال: احتفظ بنقودك حتى تجهز الرحلة، أنت حر.. ما اسم الفندق الذي تنزل فيه؟
- فندق الشط..
- آه ! فندق الجرذان !

نط جرذ الحقل عبر الطريق فلمعت عيناه الصغيرتان في ضوء السيارة وقالت الفتاة الشقراء لزوجها المنهمك بالسياقة:
- إنه ثعلب ! أرأيته؟

قال الزوج الأجنبي ضاحكاً:
- أف منكن أيتها النساء ! تجعلن من الجرذ ثعلبا !

كانا قد التقطاه بعد الغروب بقليل بعد أن لوح لهما وهماً في سيارتهما الصغيرة، فلما أوقف الزوج السيارة، أطل هو من النافذة.. كان يرجف من فرط البرد، وكانت الزوجة خائفة منه.. إلا أنه جمع في ذهنه ما تعلمه من اللغة الإنكليزية وقال:
- لقد اضطر صديقي أن يعود إلى الإتشفور بالسيارة وتركني..

قاطعه الرجل:
- لا تكذب.. أنت هارب من هنالك، لا بأس، اصعد.. سأوصلك إلى بعقوبة.

كان المقعد الخلفي مريحا وناولته الفتاة بطانية التفح بها وكان لا يستطيع أن يعرف بالضبط، هل هو يرجف بسبب البرد الصحراوي، أم بسبب الخوف، أم بسبب التعب.. وقال الرجل:
- هل مشيت كثيراً؟
- لست أدري.. ربما أربع ساعات..
- لقد تركك الدليل.. أليس كذلك؟ إن ذلك يحدث دائما.

التفتت إليه الفتاة وسألت:
- لماذا تهربون من هناك؟
- أجابها زوجها:

إنها قصة طويلة.. قل لي.. هل تجيد قيادة السيارات؟
- نعم
- بوسعك أن تأخذ مكاني بعد أن تستريح قليلا.. قد أستطيع أن أساعدك على عبور مركز الحدود العراقي... سنصل هناك في الثانية بعد منتصف الليل، وسيكون المسؤولون نياما..

لم يكن يستطيع أن يركز رأسه على محور واحد، كان مشوشا ولم يكن بوسعه أن يهتدي إلى أول طريق التساؤلات كي يبدأ، ولذلك حاول جهده أن ينام ولو لنصف ساعة..
- من أين أنت؟.
- من فلسطين.. من الرملة.
- أوف .. أن الرملة بعيدة جدا.. قبل إسبوعين كنت في زيتا.. أتعرف زيتا؟ لقد وقفت أمام الأسلاك الشائكة، فاقترب مني طفل صغير وقال بالإنكليزية أن بيته يقع على بعد خطوات وراء الأسلاك..
- هل أنت موظف؟
- موظف ؟ ها ! أن الشيطان نفسه تأبي عليه براءته أن يكون موظفاً.. كلا يا صديقي .. أنا سائح..
- " انظر، إنه ثعلب آخر.. ألم تر إلى عينيه كيف تتقدان؟ "
- " يا عزيزتي إنه جرذ.. جرذ.. لماذا تصرين على أنه ثعلب؟ هل سمعت ما حدث أخيرا هناك، قرب زيتا؟. "
- " كلا .. ماذا حدث؟ "
- " الشيطان لا يعرف ماذا حدث ! هل ستستقر في بغداد؟ "
- " كلا "
- " أوف ! إن هذه الصحراء مليئة بالجرذان، تراها ماذا تقتات؟ "

أجاب بهدوء:
- جرذانا أصغر منها.. "

قالت الفتاة :
- حقا ؟ إنه شيء مرعب! الجرذ نفسه حيوان مرعب كريه... "

قال الرجل السمين صاحب المكتب:
- " الجرذ حيوان كريه.. كيف بوسعك أن تنام في ذلك الفندق؟ "
- " أنه رخيص ".

نهض الرجل السمين صاحب المكتب واقترب منه ثم وضع ذراعه الثقيلة فوق كتفيه :
- تبدو متعبا أيها الفتى.. ماذا حدث ؟ هل أنت مريض؟ "
- " أنا ؟ كلا ! "
- " إذا كنت مريضا قل لي .. قد أستطيع أن أساعدك. لي كثير من الأصدقاء يعلمون أطباء .. واطمئن ، لن تدفع شيئا ..
- بارك الله فيك ، ولكنني تعب قليلا .. هذا كل ما في الأمر .. هل سيتأخر إعداد الرحلة ؟
- " كلا ، نحمد الله أنكم كثر .. خلال يومين ستجد نفسك على الطريق .. "

أدار ظهره واتجه إلى الباب ، ولكن قبل أن يتجازه سمع الرجل السمين يقهقه من وراء كتفيه :
- " .. لكن حاذر أن تأكلك الجرذان قبل أن تسافر .. "


مروان

خرج مروان من دكان الرجل السمين الذي يتولى تهريب الناس من البصرة إلى الكويت، فوجد نفسه في الشارع المسقوف المزدحم الذي تفوح منه رائحة التمر وسلال القش الكبيرة.. لم تكن له أية فكرة محددة عن وجهته الجديدة.. فهناك، داخل الدكان، تقطعت آخر خيوط الأمل التي شدت، لسنوات طويلة، كل شيء في داخله.. كانت الكلمات الأخيرة التي لفظها الرجل السمين حاسمة ونهائية، بل خيل إليه أنها كانت مصبوبة من رصاص:
- خمسة عشر ديناراً.. ألا تسمع؟
- ولكن..
- أرجوك ! أرجوك ! لا تبدأ بالنواح ! كلكم تأتون إلى هنا ثم تبدأون بالنواح كالأرامل !.. يا أخي، يا روحي لا أحد يجبرك على الالتصاق هنا، لماذا لا تذهب وتسأل غيري، البصرة مليئة بالمهربين !

طبعاً سيذهب ويسأل غيره، لقد قال له حسن. الذي اشتغل في الكويت أربع سنين . أن تهريب الفرد الواحد من البصرة إلى الكويت يكلف خمسة دنانير فقط لا غير، وأنه يجب أن يكون - حين يمثل أمام المهرب - أكبر من رجل وأكثر من شجاع وإلا ضحك عليه وخدعه واشتغل سنيه الست عشرة وجعل منه ألعوبة.
- قالوا إن سعر الواحد خمسة دنانير.
- خمسة دنانير؟ ها ها ها! كان ذلك قبل أن تزف حواء إلى آدم.. يا بني، استدر، واخط ثلاث خطوات، وستجد نفسك في الطريق غير مطرود !

جمع شجاعته كلها وحشدها في لسانه، كل ما تبقي في جيبه لا يزيد عن السبعة دنانير، ولقد كان يحسب قبل هنيهة أنه غني.. أما الآن.. أتراه يستصغره؟
- سوف تأخذ مني خمسة دناينر وأنت مبسوط .. وإلا..
- وإلا ماذا؟
- وإلا فضحتك في مخفر الشرطة !

قام الرجل السمين ودار حول مكتبه ثم وقف أمامه وهو يلهث ويتصبب عرقاً..
حدق فيه هنيهة قاسه فيها من رأسه حتى قدميه ثم رفع يده الثقيله في الهواء..
- تريد أن تشكوني إلى الشركة يا ابن الـ...

وهوت اليد الثقيلة فوق خده ، فضاعت الكلمة في طنين شيطاني أخذ يدور بين أذنيه .. لم يستطع أن يحتفظ بتوازنه للحظة فخطا إلى الوراء خطوتين صغيرتين ، ووصله صوت الرجل السمين مبحوحا بالغضب :
- اذهب وقل للقواويد أنني ضربتك .. تشكوني للشرطة ؟

تحفز في مكانه لبرهة وجيزة ، ولكنها كانت كافية ليكتشف فيها عبث أية محاولة يقوم بها لترميم كرامته ، بل إنه أحس . حتى عظامه ، بأنه قد أخطأ خطأ لا يغتفر ، فأخذ يمضغ ذله وعلامات الأصابع فوق خده الأيسر تلتهب ..
- ماذا تراك تنتظر هنا ؟

دار على عقبيه ، واجتاز الباب إلى الخارج فصفعت أنفه روائح التمر وسلال القش الكبيرة .. تراه ماذا سيفعل الآن ؟ لم يكن يريد أن يسأل السؤال لنفسه
قط.. ولكنه ليس يدري لماذا كان يحس بنوع من الارتياح.. ترى ما السبب في ذلك ؟ لقد أحب أن يشغل نفسه بالتقصي عن السبب.. ثمة شعور يملأ جانبا من ، رأسه ويوحي له بالارتياح والسعادة، ولكنه لم يكن ليستطيع أن يفصله عن كل الأحداث المؤسية التي احتشدت في صدره خلال نصف الساعة الماضي.. وحين انتهت كل محاولاته إلى الفشل اتكأ على الحائط.. كانت جموع الناس تعبر حواليه دون أن تلتفت إليه، ربما يحدث هذا للمرة الأولى في حياته: أن يكون منفردا وغريبا في مثل هذا الحشد من البشر.. ولكنه كان يريد أن يعرف سبب ذلك الشعور البعيد الذي يوحي له الاكتفاء والارتياح، شعور يشابه ذاك الذي كان يراوده بعد أن ينتهي من مشاهدة فيلم سينمائي فيحس بأن الحياة كبيرة وواسعة وأنه سوف يكون في المستقبل واحداً من أولئك الذين يصرفون حياتهم لحظة إثر لحظة وساعة أثر ساعة بامتلاء وتنوع مثيرين.. ولكن ما السبب في كونه يحس الآن مثل ذلك الشعور رغم أنه لم يشاهد منذ زمن بعيد لما من ذلك النوع، ورغم أن خيوط الأمل التي نسجت في صدره أحلاما كباراً قد تقطعت، قبيل لحظات، داخل دكان الرجل السمين؟

لا فائدة.. يبدو أنه لن يستطيع اختراق الحجاب الكثيف من خيبة الأمل الذي ارتفع دونه ودون ذلك الشعور الملتف على نفسه في مكان ما من رأسه.. وقرر، فيما بعد، أن لا يرهق رأسه قط.. وأن يشغل نفسه بالمسير.. ولكنه ما أن ترك جدار وبدأ يمشي في الزحام حتى شعر بيد تربت على كتفه..
لا تيأس إلى هذا الحد.. إلى أين ستذهب الآن؟

كان الرجل الطويل قد بدأ يسير إلى جانبه بألفة، وحين نظر إليه خيل له أنه قد شاهده في مكان ما من قبل، ولكنه رغم ذلك، ابتعد عنه خطوة وصب فوق وجهه عينين متسائلتين، فقال الرجل:
- إنه لص شهير.. ما الذي قادك إليه ؟

أجاب بعد تردد قصير :  كلهم يأتون إليه..



"" كلمه ( اسف ) لا تعني انك خائف من الشخص بل تعني انك تحبه ولا تريد خسارته حقيقه ""

بالصور إختراعات تسهل أمور الحياة


بالصور إختراعات تسهل أمور الحياة


إختراعات عملية لتسهيل أمور حياتنا اليومية


بالصور إختراعات تسهل أمور الحياة

بالصور إختراعات تسهل أمور الحياة

بالصور إختراعات تسهل أمور الحياة

بالصور إختراعات تسهل أمور الحياة

بالصور إختراعات تسهل أمور الحياة

بالصور إختراعات تسهل أمور الحياة

بالصور إختراعات تسهل أمور الحياة

بالصور إختراعات تسهل أمور الحياة

بالصور إختراعات تسهل أمور الحياة

بالصور إختراعات تسهل أمور الحياة

بالصور إختراعات تسهل أمور الحياة

بالصور إختراعات تسهل أمور الحياة










  الصورة الرمزية عزمي عبدالله محمود عمران
أحب أن أمشي تحت المطر ... أسمع زخاته ... أمسكـ قطراته .. أعشق صوته
أحب أن أمشي تحت المطر ... حتى لا يراني الآخرين وأنا أبكي ...
تندمج قطراته مع دموع عيني .. أهمس وأنا أمشي .. أغني ...
همسات ... أحيانا مضحكة ... وأحيانا ..حزينة .. عندما أرى الناس يهربون
من المطر... اضحك ... وعندما أتذكرك ... وأنا أمشي ابكي ... كنت مثلي .

رب أوزعنى ن أشكر نعمتك التى أنعمت على وعلى والدى وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلنى برحمتك فى عبادك الصالحين، ربنا اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين والمؤمنات يوم يقوم الحساب