رأيت الله في غزة
الشاعر الفلسطيني يوسف الخطيب
رأيت الله في غزة
حليبك في دم الشهداء ساقية
تهيم على جهات الأرض
ثم تصب في بحرك
حليبك خمر دالية
يعب كؤوسها الندمان
ثم يكون من دمهم طلى ثغرك
حليبك غيمة بيضاء
تشرب منك لون الجرح
ثم تغوص في صدرك
وليلة أن برحتك
ضعت في الأحقاف
أشرد عنك.. في إثرك
وعدتك عند بستان القيامة
أسرجي فرس الصباح
وجنحي الدنيا على قبرك
هبي أن النجوم توارت الليلة
فتلك تضيء فيك بنادق الثوار
هبي أن شع منك الزيت في الشعلة
فتلك صدورهم دفقت نبيذ النار
لأنك أنت في واحد
هي البستان والندمان والخمرة.
لأن جبينك المارد
هو الثوار والثورة
وقلبك وردة مشكوكة في الرمح
غزة خمسة آلاف عام
حضور وحضارة
وهو على أكف غزاته جمره..
وأنت الآن مكة كل قافلة
وغار حراء كل نبي..
وأنت الآن طير البعث
يهبط معبد اللهب
يحط قتام هذا الليل
ينفخ في قراب السيف
روح الحرف
بين قبائل العرب
وأنت الآن آمنة
وأنت حليمة الصحراء
وبوحك صار جبريل القصيد
وسورة الشعراء..
وجرحك صال مائدة المسيح
وزمزم الشهداء..
وأعلم أن فوق الطور
من خشبي، ومسماري
سأصعد فيك جلجلتي
وبعد، يكونني الإنسان.
فخلي بيننا وعداً
خلال الليل والبستان..
وجزي خصلة، من فوق خدك نار تذكار
ولو أني نسيت إليك ما النسيان
وهاتي قبلة لفمي
وهاك دمي
أدمع أمه الثكلى
رأيت الله في الساحات
يغمض أعين القتلى
ويسقي في مدافنهم
غصون الآس والدفلى
رأيت الله يأتي الكوخ والخيمة
يزق صفارة السغبين باللقمة
يطوف على شبابيك السجون
يضيء فوق شفاههم بسمة
رأيت الله يبرح قبة الجامع
وينزل في صدور المؤمنين
ويملأ الشارع
رأيت الله روح العزم في الناس
أمام سرية يمضي
ويكمن خلف متراس..
رأيت الله وجه الشمس
فوق عباءة السحب
يجيء مدينة الأبطال
يسقي الأرض غيث الصبر
في جام من الغضب
رأيت الله يرفع من خرائبها
منارة كل بحار
وها أنا.. فوق صدر اليم
أمخض موج أقداري
وأسأل عنك.. واغزاه..
في مقل النجوم، ونورس الصاري
وأنا إليك سفينة الأفق
وأنت قصيدتي..
وأنا نزيف الحبر في الورق
وأنت عناق أخيلتي
وأنت قلادة العنق
وثغرك حبتا كرز
وعطرك غابتا حبق
وصدرك جرتا عسل
وشعرك نخلتا عذق
ونام على يديك الدهر..
نام البحر..
واستيقظت فوق وسادة الأرق
لأنك أنت صقر قريشنا
وبقية الرمق
لأنك أنت آخر راية لم تهو
فاصطفقي..
لأنك أنت طير البعث
فاحترقي..
وعبر رمادك انبثقي!!.
حليبك في دم الشهداء
دالية تذوب على لظى ثغرك
وهم ساقوك، حتى الصبح
ما شربوه من خمرك..
وأنت وهم.. عناق الموج والرمل
وأنت وهم.. مزاج الدمع والكحل
رأيت الله في غزة
حليبك في دم الشهداء ساقية
تهيم على جهات الأرض
ثم تصب في بحرك
حليبك خمر دالية
يعب كؤوسها الندمان
ثم يكون من دمهم طلى ثغرك
حليبك غيمة بيضاء
تشرب منك لون الجرح
ثم تغوص في صدرك
وليلة أن برحتك
ضعت في الأحقاف
أشرد عنك.. في إثرك
وعدتك عند بستان القيامة
أسرجي فرس الصباح
وجنحي الدنيا على قبرك
هبي أن النجوم توارت الليلة
فتلك تضيء فيك بنادق الثوار
هبي أن شع منك الزيت في الشعلة
فتلك صدورهم دفقت نبيذ النار
لأنك أنت في واحد
هي البستان والندمان والخمرة.
لأن جبينك المارد
هو الثوار والثورة
وقلبك وردة مشكوكة في الرمح
غزة خمسة آلاف عام
حضور وحضارة
وهو على أكف غزاته جمره..
وأنت الآن مكة كل قافلة
وغار حراء كل نبي..
وأنت الآن طير البعث
يهبط معبد اللهب
يحط قتام هذا الليل
ينفخ في قراب السيف
روح الحرف
بين قبائل العرب
وأنت الآن آمنة
وأنت حليمة الصحراء
وبوحك صار جبريل القصيد
وسورة الشعراء..
وجرحك صال مائدة المسيح
وزمزم الشهداء..
وأعلم أن فوق الطور
من خشبي، ومسماري
سأصعد فيك جلجلتي
وبعد، يكونني الإنسان.
فخلي بيننا وعداً
خلال الليل والبستان..
وجزي خصلة، من فوق خدك نار تذكار
ولو أني نسيت إليك ما النسيان
وهاتي قبلة لفمي
وهاك دمي
أدمع أمه الثكلى
رأيت الله في الساحات
يغمض أعين القتلى
ويسقي في مدافنهم
غصون الآس والدفلى
رأيت الله يأتي الكوخ والخيمة
يزق صفارة السغبين باللقمة
يطوف على شبابيك السجون
يضيء فوق شفاههم بسمة
رأيت الله يبرح قبة الجامع
وينزل في صدور المؤمنين
ويملأ الشارع
رأيت الله روح العزم في الناس
أمام سرية يمضي
ويكمن خلف متراس..
رأيت الله وجه الشمس
فوق عباءة السحب
يجيء مدينة الأبطال
يسقي الأرض غيث الصبر
في جام من الغضب
رأيت الله يرفع من خرائبها
منارة كل بحار
وها أنا.. فوق صدر اليم
أمخض موج أقداري
وأسأل عنك.. واغزاه..
في مقل النجوم، ونورس الصاري
وأنا إليك سفينة الأفق
وأنت قصيدتي..
وأنا نزيف الحبر في الورق
وأنت عناق أخيلتي
وأنت قلادة العنق
وثغرك حبتا كرز
وعطرك غابتا حبق
وصدرك جرتا عسل
وشعرك نخلتا عذق
ونام على يديك الدهر..
نام البحر..
واستيقظت فوق وسادة الأرق
لأنك أنت صقر قريشنا
وبقية الرمق
لأنك أنت آخر راية لم تهو
فاصطفقي..
لأنك أنت طير البعث
فاحترقي..
وعبر رمادك انبثقي!!.
حليبك في دم الشهداء
دالية تذوب على لظى ثغرك
وهم ساقوك، حتى الصبح
ما شربوه من خمرك..
وأنت وهم.. عناق الموج والرمل
وأنت وهم.. مزاج الدمع والكحل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق