أطلس الحج والعمرة ((تاريخاً وفقهاً))
القسم الأول ((التاريخي))
أولاً :
مكة المكرمة والمشاعر المقدسة
الباب
الثاني:
هجرة إبراهيم الخليل عليه السلام وبناء البيت ودعوة الناس
للحج إليه.
أطلس الحج والعمرة ((تاريخاً وفقهاً))
القسم الأول ((التاريخي))
أولاً:
مكة المكرمة والمشاعر المقدسة
الباب الثاني
هجرة إبراهيم الخليل عليه السلام, وبناء البيت, ودعوة الناس للحج إليه.
* هجرة إبراهيم عليه السلام:
- صوَّر
لنا القرآن الكريم طبيعة الحياة الاجتماعية, والدينية التي كان عليها قوم
إبراهيم عليه السلام, حيث انقسم الناس في عهده إلى ثلاث فئات:
فئة تعبد الأصنام والتماثيل الخشبية والحجرية, وفئة تعبد الكواكب, والنجوم, والشمس, والقمر. وفئة تعبد الملوك, والحكام.
- وفي
وسط هذه البيئة الشركية أخذ إبراهيم يدعو قومه, وعلى وجه الخصوص والده؛
لكن القوم استمروا في طغيانهم وعنادهم بعد أن قدم لهم الأدلة, وساق
البراهين على وحدانية الله تعالى، قال تعالى:( قالُوا
حَرقُوه وأنصُروا آلهتَكُم إِن كُنتُم فَاعلينَ, قُلنا ينارُ كُوني برداً
وَسَلاما على إبراَهيمَ, وَأرَاُدوا به كيداً فجعلناهم الأخسرين ) الأنبياء 86-70 وبعد أن أنجاه الله من النار آمن له لوط, قال تعالى:( فَآمنَ
لهُ لوُطٌ وَقَالَ إنّي مُهاجرٌ إلى رَبي إنَّهُ هُوَ العزيزُ الحِكيُم
وَوَهَبنَا له ُإسحَق ويعقُوبَ وجَعَلنَا في ذُريِتَّه النُبَّوةَ
وَالكتاَبَ وآتينَاهُ أَجرهُ في الدُّنياَ وإنَّه ُفي الآخَرةِ لِمنَ
الصَّلحِين ) العنكبوت: 26-27.
- قال قتادة: هاجروا جميعاً من كوثى, وهي من سواد الكوفة إلى ـ حرَّان ثم ـ الشام. قال: وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال:( ستكون
هجرة بعد هجرة ، فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم ، ويبقى في الأرض
شرار أهلها ، تلفظهم أرضوهم ، تقذرهم نفس الله ، وتحشرهم النار مع القردة
والخنازير ). السلسلة الصحيحة.
- بعد
فلسطين ذهب إبراهيم عليه السلام إلى مصر وطوال هذا الوقت وخلال هذه
الرحلات كلها, كان يدعو الناس إلى عبادة الله, ويحارب في سبيله, ويخدم
الضعفاء والفقراء, ويعدل بين الناس, ويهديهم إلى الحقيقة والحق, وكانت
سارّة زوجة إبراهيم عقيماً لا تلد, وكانت تعلم رغبة إبراهيم وتشوقه لذرية
طيبة, فوهبت له خادمته هاجر ليتزوجها, لعل الله أن يرزقه منها ذرية صالحة,
فتزوج إبراهيم هاجر, فأنجبت له إسماعيل؛ فسعد به إبراهيم سعادة كبيرة؛ لأنه
جاء له بعد شوق شديد وانتظار طويل.
- وأمر
الله ـ عز وجل ـ إبراهيم أن يأخذ زوجته هاجر وولدها إسماعيل ويهاجر بهما
إلى مكة , فأخذهما إبراهيم إلى هناك, وتوجه إلى الله داعياً (
رَّبَّنا أنّي أسكنتُ من ذُرَّيّتي بَوادٍ غَير ذي زَرعٍ عِند بيِتك
المُحرَّمِ ربنَّا ليُقيمُوا الصَّلاةَ فاجعَل أَفئدةً من النَّاسِ تَهوِي
أليهِم وارزُقهُم منَ الثَمَراِت لَعَلّهُم يَشكُرونَ ) إبراهيم: 37.
- ثم
تركهما إبراهيم, وعاد على زوجته سارّة, وذات يوم جاءت إليه ملائكة الله في
صورة بشر, فقام إبراهيم سريعاً فذبح لهم عجلاً سميناً, وشواه ثم وضعه
أمامهم ليأكلوا فوجدهم لا يأكلون؛ لأن الملائكة لا تأكل ولا تشرب, وهنا
أخبرت الملائكة إبراهيم أنهم ليسوا بشراً, وإنما هم ملائكة جاءوا ليوقعوا
العذاب على قرية سدوم؛ لأنهم لم يتبعوا نبيهم لوطاً عليه السلام.
- وبشرت
الملائكة إبراهيم عليه السلام بولده إسحاق عليه السلام من سارّة, وكانت
عجوزاً, فتعجبت حينما سمعت الخبر, فهي امرأة عجوز عقيم, وزوجها رجل شيخ
كبير, فأخبرتها الملائكة أن هذا هو أمر الله, فقالت الملائكة:( قَالُوا أَتعجَبينَ مِن أمر الله رَحمةُ الله وبَرَكاتُهُ عَلَيكُم أَهلَ الْبيِت إنَّهُ حَمِيدٌ مَّجيِدُ ) هود:73.
- وذات
مرة رأى إبراهيم عليه السلام أنه يذبح أبنه في المنام, فأخبر ابنه إسماعيل
بذلك, وكان هذا امتحان من الله لإبراهيم وإسماعيل, فاستجاب إسماعيل لرؤيا
أبيه طاعة لله, واستعد كل منهما لتنفيذ أمر الله, ووضع إبراهيم ابنه
إسماعيل على وجهه, وأمسك بالسكين ليذبحه, فكان الفرج من الله, فقد نزل
جبريل عليه السلام بكبش فداء لإسماعيل, فكانت سُنَّة الذبح والنحر في
العيد, وصدق الله إذ يقول:( وفديناه بذبح عظيم ) الصافات:107.
- وكان
نبي الله إبراهيم يسافر إلى مكة من حين لآخر, ليطمئن على هاجر وابنها
إسماعيل, وفي إحدى الزيارات, طلب إبراهيم من ابنه أن يساعده في رفع قواعد
البيت الحرام الذي أمره ربه ببنائه, فوافق إسماعيل, وأخذا ينقلان الحجارة
اللازمة لذلك, حتى انتهيا من البناء, وعندها أخذا يدعوان ربهما أن يتقبل
منهما فقالا:( ... وَإذ يَرفَعُ إبرَاهيمُ
القَواعدَ منَ البَيت وَإسمَاعيلُ رَبَّنا تَقَبّل منَّا إنَّك أنتَ
السَّميعُ العَليِمُ* ربنَّا وَاجعَلنَا مُسِلمَين لكَ ومن ذُريَّتنا
أمَّةً مسلمَةً لَّكَ وَأرنَا مَنَاسكنَا وَتُب عَلينَا إنَّك أنتَ
التَّوّابُ الرَّحيمُ ) البقرة:127-128.
- فاستجاب
الله لإبراهيم وإسماعيل, وبارك في الكعبة, وجعلها قبلةً للمسلمين جميعاً
في كل زمان ومكان, ووهب الله ـ تعالى ـ له ابناً آخر من زوجته الأولى
سارّة, والذي أسماه ( إسحاق ) قال تعالى:( وَوَهبَناَ لهُ إسحَق ويَعَقُوبَ وجَعَلنَا في ذُريَّته النُّبُوَّة والكتَبَ ) العنكبوت: 72.
مكة المكرمة والمشاعر المقدسة
الباب الأول
الحج قبل دعوة إبراهيم الخليل عليه السلام
* منطقة مكة المكرمة:
- صدر
نظام المناطق بالأمر الملكي رقم أ/92 في 27/8/1412 هـ والمعدل بالأمر
الملكي رقم أ/21 في 30/3/1414هـ الذي يقسم المملكة العربية السعودية إلى
ثلاث عشرة منطقة إدارية، ويُقسَّم
المنطقة الإدارية إلى عدد من المحافظات يختلف عددها من منطقة إلى أخرى،
وتُقسَّم المحافظة إلى مراكز وترتبط المراكز على عدد من المسميات السكانية
(مدن، وقرى، ومزارع، وموارد مياه، وتجمع بادية) ترتبط بها إدارياً.
- منطقة مكة المكرمة: هي إحدى المناطق الإدارية بالمملكة العربية السعودية ومقر إمارتها مدينة مكة المكرمة، ويتولى إمارتها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز آل سعود.
* ومضات عن جدة والطائف:
- جدة: أبرز محافظات منطقة مكة المكرمة تسمى عروس البحر الأحمر، حيث تقع في منتصف ساحل البحر الأحمر الشرقي، وتعد العاصمة الاقتصادية والسياحية للمملكة العربية السعودية.
- يبلغ عدد سكانها حوالي 3،2 مليون نسمة، وتعتبر جدة ثاني أكبر مدن المملكة العربية السعودية بعد مدينة الرياض.
- تعود
نشأة مدينة جدة إلى ما يقارب 3000 سنة على أيدي مجموعة من الصيادين كانت
تستقر فيها بعد الانتهاء من رحلات الصيد ثم جاءت قبيلة قضاعة إلى جدة قبل
أكثر من 2500 سنة، فأقامت فيها وعرفت بها.
- التحول التاريخي لمدينة جدة كان في عهد الخليفة الراشدي عثمان بن عفان رضي الله عنه عام 647م، عندما أمر بتحويلها لميناء لاستقبال حجاج البحر المتجهين لأداء الحج في مكة المكرمة، ولا تزال جدة إلى اليوم المعبر الرئيس لحجاج البحر والجو والكثير من حجاج البر.
- نمت
جدة بشكل سريع خلال العقود الأخيرة من القرنين (20ـ21) الميلاديين, مما
جعلها مركزاً للمال والأعمال في المملكة العربية السعودية، ومرفأً رئيسياً
لتصدير البضائع غير النفطية ولاستيراد الاحتياجات المحلية.
- الطائف:
ذكر في جامع الأصول في أحاديث الرسول: إنما سميت الطائف للحائط الذي بنته
حولها ثقيف في الجاهلية وهو الأقرب للصحة، يقول أبو طالب عم الرسول صلى
الله عليه وسلم مادحاً قومه في حماية الكعبة، مستشهداً بأهل الطائف ببناء
الحائط للحماية من المهاجمين:
حمينا بيتنا من كل شرٍ كما احتمت بطائفها ثقيف
وفي روايات أخرى لأنها طافت على الماء في الطوفان.
* موقع مكة المكرمة:
- تقع
مكة المكرمة (أم القرى) في الجهة الغربية من المملكة العربية السعودية عند
تقاطع درجتي العرض 25/21 شمالاً، والطول 49/39 شمالاً ويعد هذا الموقع من
أكثر التكوينات الجيولوجية تعقيدا، وترتفع مكة المكرمة عن سطح البحر بأكثر
من 300م، وهي على عرض 31 درجة.
- ويبلغ
عدد سكانها أكثر من مليون نسمة حسب تعداد عام 1425هـ، وهي بذلك تُعد ثالثة
المدن السعودية من حيث عدد السكان وتبلغ المساحة المعمورة لمكة المكرمة
قرابة 6.50 هكتاراً.
- وأهم
سبل الوصول إليها من جهة الغرب مدينة جدة على بعد 75كم، وهي بوابتها
البحرية والجوية، ومن الجنوب الشرقي تحيط بها مدينة الطائف فوق ربا جبال
الحجاز على بعد 80 كم، وإلى الشمال منها تقع المدينة المنورة وتبعد قرابة
430 كم ويربطها بمكة طريق بري مزدوج، وحالياً تم تنفيذ خط سكة الحديد بينها
وبين المدينة.
- ومن الناحية الجيولوجية:
فمكة تقع ضمن تشكيلات الدرع العربي المكونة من صخور القاعدة القديمة التي
تشكل معظم الجبال التي تحيط بالمدينة، وتشغل هذه الجبال معظم المساحة التي
تقوم عليها مدينة مكة، أما الأودية فتشكل ما تبقى من مساحة مكة، وأغلب هذه
الأودية تتبع حركات الصدوع والانكسارات التي انتابت الدرع العربي خلال
الأزمنة الجيولوجية القديمة.
- ومناخ
منطقة مكة المكرمة يعتبر مناخ انتقالي بين تأثيرات مناخ البحر المتوسط
والمناخ الموسمي، وتتأثر المنطقة في فصل الصيف بالجبهات المدارية، ويبلغ
معدل الحرارة السنوي حوالي 31 درجة، وتختلف درجة الحرارة بين فصل وآخر، فقد
تصل في الصيف إلى 48درجة، في حين تنخفض في فصل الشتاء إلى 18 درجة، أما
الأمطار التي تسقط على مكة فهي من نموذج الأمطار الصحراوية التي تتصف في
الغالب بعدم الانتظام سواءً في غزارته أو أوقات سقوطها.
* مكة المكرمة:
- مَكّةُ
بيت الله الحرام قال بطليموس: طولها من جهة المغرب ثمان وسبعون درجة،
وعرضها ثلاث وعشرون درجة وقيل إحدى وعشرون، أما اشتقاق اسمها ففيه أقوال:
قال
أبو بكر ابن الأنباري: سميت مكة لأنها تمُكّ الجبّارين أي تذهب نخوتهم،
ويقال إنما سميت مكة لازدحام الناس بها، وسميت بكة لازدحام الناس بها.
- ويقال:
مكة اسم المدينة وبكة اسم البيت، وقال آخرون: مكة هي بكة والميم بدل من
الباء، قالوا: ما هذا بضربة لازب ولازم، وقال أبو القاسم: هذا الذي ذكره
أبو بكر في مكة، وفيها أقوال أُخرى منها:
قال
الشرقيّ بن القطامي: إنما سميت مكة لأن العرب في الجاهلية كانت تقول لا
يتم حَجّنا حتى نأتي مكان الكعبة فنمكّ فيه أي نصفّر صغير المكّاء حول
الكعبة، وكانوا يصفرون ويصفقون بأيديهم إذا طافوا به، والمكّاء بتشديد
الكاف: طائر يسكن الحدائق، قال أعرابيّ ورد الحضر فرأى مُكّاءً يصيح فحنّ
إلى بلاده فقال:
ألا أيّها المكّاء ما لك ههنا ألاءٌ ولا شيحٌ فأينَ تبيضُ
فاصعَد إلى أرض المكاكي واجتنب قرى الشام لا تصبح وأنت مريضُ
موقع مكة المكرمة على خارطة العالم
* بناء إبراهيم
الخليل عليه السلام للبيت الحرام:
- ذكرنا أن آدم عليه السلام أول من بنى البيت، وأن إبراهيم
الخليل بُوِّئ له حتى رفع قواعده مع ابنه إسماعيل عليهما السلام بعد
حادثة الطوفان، حيث سار إبراهيم وزوجه وابنهما الرضيع إسماعيل إلى حيث
أمره الله سبحانه وتعالى بالتوقف بواد غير ذي زرع بعد أن أدى
مفترض الآلاء ونهض بواجب النعم، وقفل راجعاً وترك (هاجر) وابنها
تكلؤهما عناية الله سبحانه وتعالى، وعاد إلى
مدينة الخليل بفلسطين التي كان قد استقر بها. قال تعالى:( رَّبَّنا إنّي أسكَنتُ من ذُرّيتيِ بوَادٍ غَير ذي زَرعٍ
عندَ بَيْتكَ المُحَرَّم رَبنَّا ليُقيمُوا الصلَاةَ فاجعَل أَفئدَةً
مّنَ النَّاس تَهويِ إليْهْم وارزُقهُم مّنَ الثمَرات لَعَّلهُم
يَشكرُونَ ) إبراهيم
الآية 27.
- وشاء الله أن ينفذ الماء من هاجر وابنها الرضيع حتى بلغ
العطش فيهما ذروته، فأخذت هاجر تبحث عن مصدر للماء فترددت بين الصفا
والمروة سبع مرات إلا أنها لم تجد شيئاً، وعندما رجعت
لابنها شاهدت الماء ينبع من تحت قدميه عن طريق جبريل عليه
السلام.
- قال أبو شهبة في كتابه:( نزل جبريل على
هيئة طائر فضرب الأرض بجناحه وقيل بعقبة فنبعت عين زمزم فصارت تحوط
عليها التراب من شدة الفرح ويقول لها: زمِّي زمِّي فشربت وشرب إسماعيل
حتى رويا ولم تخاف العطش والضياع بعده، وسمعت من يقول لها: لا تخافي
الضياع فإن هاهنا بيتاً لله يبنيه هذا الغلام وأبوه، وأن الله لا يضيع
أهله
).
- بعد ذلك جاءت قبيلة جرهم نازحة من اليمن، ورؤا الطيور
تحوم حول الماء فاستدلوا بذلك على وجود الماء، حتى طلبوا من
هاجر الإذن بالسكن ففرحت بهذا الخبر، فقد وجدت من يزيل وحشتها في هذا
المكان المقفر، فنزلوا المكان وبنوا خيامهم واستقروا في
المنطقة...،
وعندما بلغ إسماعيل صار لسانه عربياً فكان أبياً للعرب
المستعربة.
- قال الأزرقي في تاريخ مكة: "إن موضع الكعبة قد خفي ودرس زمن
الغرق،
وكان موضع البيت أكمة حمراء لا تعلوها السيول، غير أن الناس
يعلمون أن موضعاً قَّيماً هنالك ولا يثبت موضعه، وكان يأتيه المظلوم
والمعوذ من أقطار الأرض، ويدعو عنده
المكروب فيستجاب لهم، وكان الناس يحجون إليه حتى بوَّأ الله مكانه
لإبراهيم الخليل عليه السلام، فلم يزل منذ
أهبط الله آدم عليه السلام إلى الأرض معظماً محرماً بيته تتناسخه الأمم
والملل أمة بعد أمة،وملة بعد ملة، وقد كانت
الملائكة تحجه قبل آدم عليه السلام".
- لقد كان إبراهيم عليه السلام يتردد على أهله بين الحين
والآخر،وذات مرة رأى في منامه أنه يذبحِ ابنه إسماعيل فاستجاب لرؤيا
والده،لكن الله افتداه بذبح عظيم، قال تعالى:( فَلَمَّا بَلغَ مَعَه ُالسَّعيَ قَالَ يَا بُنَّي إنّي
أرَى في المنَام أنّي أذَبُحك فانظُر ماذاَ ترَىَ قَالَ يأبَت افعَل
مَا تُؤمرُ سَتَجدُني إن شَاءَ الله منَ الصَّابرينَ* فَلمَّا أسلَمَا
وتَلَّهُ للجَبين* وناَدَيناهُ أن يَا إبراهيمُ؛ قَد صدَّقتَ الرُؤيَا
إنَّا كذَلك نجزي المُحسنينَ* إنَّ هَذَا لهُوَ البلاَء المُبِينُ* وفَدينَاهُ بِذبحٍ
عَظِيمٍ*
وتَرَكنَا عليْهِ في الآخِرينَ* سلَاٌم عَلى إبرَاهيمَ*
كذِلكَ نجِزي المُحِسنِينَ* إنهُ منِ عبَادنَا المُؤمنِينَ
) الصافات
الآيات 102
إلى 111.
- وعندما جاء أمر الله تعالى لإبراهيم عليه السلام ببناء
البيت العتيق قدم إلى مكة مرة أخرى، وشاهد ابنه
إسماعيل عليه السلام يبري نبلاً قرب زمزم، فتصافحا
وتعانقا مع بعضهما البعض، ثم قال
إبراهيم عليه السلام: أمرني ربي أن أبني له بيت، فقال إسماعيل: افعل ما
أمرك ربك وأنا أعينك في هذا الأمر العظيم.. فجعل إبراهيم يبنيه
وإسماعيل يناوله الحجارة، ثم قال
إبراهيم لإسماعيل: ائتني بحجر حسن أضعه على الركن فيكون للناس علم،
فأخبره جبريل بالحجر الأسود، وهو حجرٌ أنزله الله من الجنة، فأخذه
ووضعه في مكانه، وكان يدعوان
الله تعالى كلما بنيا ( رَبَّنا تَقَبَّل منَّا إنَّك أنَتَ السَّميعُ
العَليمُ
) البقرة
الآية 127.
- فلما ارتفع البنيان وضعف إبراهيم عن رفع الحجارة قام على
حجر ـ وهو مقام إبراهيم - حتى أكمل
إبراهيم عليه السلام هذه العمارة المباركة لبيت الله الحرام، ثم أمره
الله تعالى بأن يؤذِّن في الناس بالحج، قال تعالى:( وَأذّن في النَّاس بالحَجّ يَأتوكَ رجَالاً وَعَلَى كُلّ
ضَامرٍ يَأتينَ من كُلّ فجّ عمِيق* ليشهَدُوا مَنَافعَ لهُم
وَيَذكُروا اسمَ الله في أيّامٍ مَّعلُومَاتٍ عَلَى مَا َرزَقَهُم مّن
بَهيمَة الأنعَام فكُلوُا منهَا وَأطعمُوا الباِئسَ
الفقِيرَ*
ثُمَّ ليقضوا تَفثُهمْ وَلُيوفُوا نُذُورهُمْ وليَطوَّفُوا بِالبيتِ
العَتيِق ) الحج الآيات
27-29.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق