قرية المالحة - القدس
يذكر تقرير نشرته صحيفة (فلسطين), التي كانت تصدر في يافا, أن الهجوم الأول على المالحة يعود إلى تاريخ 6 آذار \ مارس 1948, ولم يؤت في التقرير إلا إلى ذكر تسلل وحدة يهودية إلى تخوم المالحة واشتباكها مع المدافعين عن القرية, من دون تحديد عدد الإصابات. أما المؤرخ الإسرائيلي بني موريس فيذكر أن القرية أخليت على مرحلتين, كانت أولاهما في نيسان\ أبريل جراء المجزرة التي وقعت في دير ياسين المجاورة بتاريخ 9 أبريل .
لكن المالحة لم تقفر من السكان إلا في منتصف تموز\ يوليو, في إثر الهجوم المباشر الذي تعرضت له بعد الهدنة الأولى. وقد أشارت صحيفة (نيورك تايمز) إلى أن الهاغاناه بدأت اعتداءاتها على المالحة ليل 1- 2 أيار\ مايو, إذا وسعت مواقعها جنوبا انطلاقا من حي القطمون في القدس. إلا إن (تاريخ حرب الاستقلال) أفاد أن احتلال القرية وقع بعد عشرة أسابيع, في إطار العمليات التي جرت حول القدس متزامنة مع عملية داني ( أنظر أبو الفضل, قضاء الرملة).
وقعت القرية في قبضة الإسرائيليين بعد معركة ضارية استمرت بضعة أيام. ففي ليل 13-14 تموز\ يوليو. قامت وحدة من الإرغون وفصيلتان من فرقة يونثان التابعة للغدناع (كتائب شباب البلماح), بدخول المالحة متخذة لها بعض المواقع في القرية. وشنت القوات العربية هجوما مضادا في 15 تموز\يوليو, فأجبرت وحدة الإرغون على الانسحاب من أقصى مواقعها في القرية. وفي اليوم نفسه, أصدر المقاتلون المصريون غير النظاميين, العاملون جنوبي القدس, بلاغا أعلنوا فيه أنهم استردوا المالحة بمؤازرة المجاهدين الفلسطينيين. وقد نشرت صحيفة (نيورك تايمز) آنذاك نص البلاغ. لكن سرعان ما عادت القرية فوقعت في قبضة الاحتلال بعد وصول تعزيزات للإرغون. وذكرت صحيفة (نيورك تايمز) أن الاسرائيلين استخدموا, في 14 تموز\ يوليو, المدفعية المتوسطة المدى ونيران مدافع الهاون للقيام بهجمات تضليلية على جبهة إمدادات مهمة ومركز تجمع), بحسب ما جاء في تقرير مراسل الصحيفة. وأفادت الصحيفة نفسها, في 16 تموز\ يوليو, أن القرية باتت تحت السيطرة الإسرائيلية, وأن الهجوم العربي المضاد الذي شن في ذلك اليوم, والذي أسفر عن مقتل خمسة عشر من أفراد الإرغون وجرح عشرين آخرين, لم ينجح في استردادها.
لا يزال كثير من منازل قائما وتحتله عائلات يهودية, وإن كانت بضعة منازل في الركن الجنوبي من القرية قد هدمت. وبصورة عامة تتألف المنازل الحجرية الآهلة من طبقتين ولها نوافذ وأبواب مقنطرة. ولبعض هذه المنازل شرفات ذات سطوح قائمة على أعمدة وقناطر. أما مدرسة القرية فمهجورة, تملأ النفايات غرفها. بعض شوارع القرية عريض مرصوف بالحجارة بينما بعضها الآخر ليس إلا أزقة تتخللها في بعض المواقع درجات حجرية. ولا يزال في وسط القرية مسجدها ذو المئذنة العالية المستديرة, وهو مقفل ومهمل. وتقع جنوبي الموقع مقبرة القرية التي ينتصب فيها خمسة مدافن كبيرة بين قبور أصغر منها, أحدها مفتوح وتظهر منه عظام بشرية. وتغطي البساتين الوادي والمنحدرات الجنوبية والجنوبية الشرقية, كما تحف بالجانبين الغربي والشمالي لموقع القرية أطراف من حي رمات دانيا, وهو من الأحياء الصهيونية في القدس.
في سنة 1949 أنشأ الصهيونيين ضاحية مناحت ( 167129) في موقع القرية
صورة قديمة لقرية المالحة - القدس سنة 1949 بعد ان استولى عليها الصهاينة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق