الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

الصفات الأربعة لأهل الجنة !..


بسم الله الرحمن الرحيم


الصفات الأربعة لأهل الجنة




(( وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ) ) 
(( هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ) 
(( مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ ) 
(( ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ) 
(( لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ) 
( سورة ق 31-35)


أخبر الله سبحانه وتعالى عن تقريب الجنة من المتقين،
فالجنة تقرب وتزلف ، فلا يكلفون مشقة السير إليها ، بل هى التى تجئ
قال قتادة وأبو مالك والسدى : أدنيت وقربت من المتقين
وذلك يوم القيامة وليس ببعيد لأنه واقع لا محالة وكل ما هو آت قريب

وأن أهلها هم الذين اتصفوا بهذه الصفات الأربع‏:‏ 
«الأولى‏:» 
أن يكون أوابا ً أي رجَّاعاً إلى الله من معصيته إلى طاعته ، ومن الغفلة عنه إلى ذكره‏ . 

قال عبيد بن عمير‏:‏ الأواب‏:‏ الذي يتذكر ذنوبه ثم يستغفر منها،
وقال مجاهد‏:‏ هو الذي إذا ذكر ذنبه استغفر منه‏.‏
وقال سعيد بن المسيب ‏:‏ هو الذي يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب‏.‏ 

«الثانية‏:» 
أن يكون حفيظاً .‏
قال ابن عباس‏: لما ائتمنه الله عليه وافترضه‏.‏
وقال قتادة ‏‏‏: حافظ لما استودعه الله من حقه ونعمته‏.‏ 

ولما كانت النفس لها قوتان‏ :‏ قوة الطلب وقوة الإمساك ، كان الأواب مستعملاً لقوة الطلب في رجوعه إلى الله ومرضاته وطاعته ، والحفيظ مستعملاً لقوة الحفظ في الإمساك عن معاصيه ونواهيه ، فالحفيظ‏ :‏ الممسك نفسه عما حرم عليه ، والأواب‏ :‏ المقبل على الله بطاعته‏ .‏ 



«الثالثة‏:»
قوله ‏:‏ ‏ «‏ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ » أى من خاف الله فى سره حيث لا يراه أحد إلا الله عز وجل كقوله صلى الله عليه وسلم : ( ورجل ذكر الله تعالى خالياً ففاضت عيناه )
ويتضمن الإقرار بوجوده وربوبيته وقدرته ، وعلمه واطلاعه على تفاصيل أحوال العبد ، ويتضمن الإقرار بكتبه ورسله وأمره ونهيه ، ويتضمن الإقرار بوعده ووعيده ولقائه ، فلا تصح خشية الرحمن بالغيب إلا بعد هذا كله‏ .‏ 


«الرابعة‏ :» 
قوله‏ :‏ ‏ «‏ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ » ‏ ‏‏
أى ولقى الله عز وجل يوم القيامة بقلب منيب سليم إليه خاضع لديه
قال ابن عباس‏ :‏ راجع عن معاصي الله مقبل على طاعة الله‏ .‏
وحقيقة الإنابة‏ :‏ عكوف القلب على طاعة الله ومحبته والإقبال عليه‏ .‏ 


ثم ذكر سبحانه جزاء من قامت به هذه الأوصاف
بقوله‏:‏ ‏ «‏ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ‏* لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ » ‏
قال قتادة : إدخلوها أى الجنة ، بسلام ، سلموا من عذاب الله عز وجل ، وسلم عليهم ملائكة الله ويخلدون فى الجنة فلا يموتون أبداً ، ولا يظعنون أبداً ، ولا يبغون عنها حولاً ومهما إختاروا وجدوا من أى أصناف الملاذ طلبوا أحضر لهم فمهما إقترحوا فهم لا يبلغون ما أعد لهم ، فالمزيد من ربهم غير محدود وفى صحيح مسلم عن صهيب بن سنان الرومى أنها النظر إلى وجه الله الكريم


أسأل الله (عز وجل ) أن يوفقنا لصفات أهل الجنة
و أن يرزقنا حسن الخاتمة 
وأن يجعل قبورنا روضة من رياض الجنة
وأن يحشرنا فى زمرة الصالحين 
ويرزقنا صحبة سيد المرسلين محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه وسلم )
وأن يرزقنا لذة النظر إلى وجهه الكريم فى جنات النعيم التى فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر  
أمين ... أمين ... أمين 


( الفوائد ) ابن القيم
( فى ظلال القرآن ) سيد قطب
( تفسير القرآن الكريم) إبن كثير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق